رياض الصالحين/الصفحة الخامسة والثمانون
باب الحياء وفضله والحث على التخلق به
681- عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ ﷺ مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء. فقال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (دعه فإن الحياء من الإيمان) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
682- وعن عمران بن حصين رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (الحياء لا يأتي إلا بخير) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم: (الحياء خير كله) أو قال: (الحياء كله خير).
683- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(البضع) بكسر الباء، ويجوز فتحها وهو: من الثلاثة إلى العشرة.
و (الشعبة): القطعة والخصلة.
و (الإماطة): الإزالة.
و (الأذى): ما يؤذي كحجر وشوك وطين ورماد وقذر ونحو ذلك.
684- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
قال العلماء: حقيقة الحياء: خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وروينا عن أبي القاسم الجنيد رحمه اللَّه قال: الحياء رؤية الآلاء: أي النعم، ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى حياء، والله أعلم.