رحلة ابن جبير/البشرى بالسلامة
المظهر
البشرى بالسلامة
وفي صبيحة يوم السبت التاسع والعشرين من الشهر المذكور أطلع الله علينا البشرى بالسلامة بظهور منار الإسكندرية على نحو العشرين ميلاً، والحمد لله على ذلك حمداً يقتضي المزيد من فضله وكريم صنعه.
وفي آخر الساعة الخامسة منه كان إرساؤنا بمرسى البلد، ونزولنا اثر ذلك، والله المستعان فيما بقي بمنه. فكانت أقامتنا على متن البحر ثلاثين يوماً، ونزلنا في الحادي والثلاثين، لأن ركوبنا إياه كان يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر شوال، ونزولنا عنه في يوم السبت التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة، وبموافقة السادس والعشرين من مارس، والحمد لله على ما من به من التيسير والتسهيل، وهو سبحانه المسؤول بتتميم النعمة علينا ببلوغ الغرض من المقصود، وتعجيل الإياب الوطن على خير وعافية، انه المنعم بذلك لارب سواه. وكان نزولنا بها بفندق يعرف بفندق الصفار بمقربة من الصبانة.