انتقل إلى المحتوى

الجمع بين الصحيحين للحميدي/القسم الخامس

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



(القسم الخامس مسانيد النساء)


عائشة بنت أبي بكر الصديق - فاطمة بنت رسول الله - أم سلمة - حفصة بنت عمر بن الخطاب - أم حبيبة بنت أبي سفيان - ميمونة بنت الحارث الهلالية - جويرية بنت الحارث - زينب بنت جحش - صفية بنت حيي بن أخطب - سودة بنت زمعة - أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب - أم الفضل لبابة بنت الحارث أم عبد الله بن العباس - أسماء بنت أبي بكر - أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - أم قيس بنت محصن الأسدية أسد خزيمة - زينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله - فاطمة بنت قيس - سبيعة الأسلمية - أم حرام بنت ملحان بن خالد الخزرجية - أم سليم بنت ملحان أم أنس ابن مالك - زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود - أم شريك إحدى نساء بني عامر بن لؤي - الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية - أم عطية واسمها نسيبة بنت كعب الأنصارية - أفراد البخاري من الصحابيات - أم خالد بنت سعيد بن العاص - أم رومان أم عائشة بنت أبي بكر الصديق - خنساء بنت خدام - أم العلاء الأنصارية - صفية بنت شيبة بن عثمان القرشي - أفراد مسلم من الصحابيات - خولة بنت حكيم السلمية - جدامة بنت وهب الأسدية - أم مبشر الأنصارية - أم هشام بنت حارثة بن النعمان - أم الحصين الأحمسية - صفية بنت أبي عبيد - أم الدرداء

ر212

المتفق عليه من مسند أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما

3144

الحديث الأول عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن عائشة قالت استأذنت سودة النبي ليلة جمعٍ وكانت ثقيلة ثبطة فأذن لها وفي حديث أيوب السختياني عن عبد الرحمن عن أبيه عنها أنها قالت كانت سودة امرأة ضخمة ثبطة فاستأذنت رسول الله أن تفيض من جمعٍ بليل فأذن لها فقالت عائشة فليتني كنت أستأذنت رسول الله كما استأذنته سودة وكانت عائشة لا تفيض إلا مع الإمام وفي حديث عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن عن أبيه عنها قالت وددت أني كنت استأذنت رسول الله كما استأذنته سودة فأصلي الصبح بمنى فأرمي الجمرة قبل أن يأتي الناس فقيل لعائشة فكانت سودة استأذنته قالت نعم إنها كانت امرأة ثقيلة ثبطة فاستأذنت رسول الله فأذن لها وأخرجاه من حديث أفلح بن حميد بن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت نزلنا إلى المزدلفة فاستأذنت النبي سودة أن تدفع قبل حطمة الناس وكانت امرأة بطيئة فأذن لها فدفعت قبل حطمة الناس وأقمنا حتى أصبحنا نحن ثم دفعنا بدفعه فلأن أكون استأذنت رسول الله كما استأذنت سودة أحب إلي من مفروح به وفي حديث القعنبي عن أفلح نحوه وفيه كانت امرأة ثبطة يقول القاسم والثبطة الثقيلة وفيه وحسبنا حتى أصبحنا فدفعنا بدفعه وفيه ولأن أكون استأذنت رسول الله كما استأذنته سودة فأكون أدفع بإذنه أحب إلي من مفروحٍ به

3145

الثاني عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن صفية بنت حيي زوج النبي حاضت فذكر ذلك لرسول الله فقال أحابستنا هي قالوا إنها قد أفاضت قال فلا إذن ولمسلم من حديث الليث وسفيان وأيوب عن عبد الرحمن عن أبيه عنها بمعنى حديث قبله فيه أن عائشة قالت حاضت صفية بنت حيي بعد ما أفاضت قالت عائشة فذكرت حيضتها لرسول الله فقال رسول الله أحابستنا هي قالت فقلت يا رسول الله إنها قد كانت أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة فقال رسول الله فلتنفر وأخرجاه من حديث الزهري عن أبي سلمة وعروة أن عائشة قالت حاضت صفية بعد ما أفاضت وذكر مثله وفي حديث يونس عن الزهري طمثت صفية بنت حيي في حجة الوداع بعدما أفاضت وذكر مثله وفي حديث يونس عن الزهري طمثت صفية بنت حيي في حجة الوداع بعدما أفاضت طاهرا وأخرجاه أيضا من حديث الأسود بن يزيد بن قيس النخعي عن عائشة لما أراد النبي أن ينفر رأى صفية على باب خبائها كئيبة حزينة لأنها حاضت فقال عقرى حلقي لغة لقريش إنك حابستنا ثم قال كنت أفضت يوم النحر يعني الطواف قالت نعم قال فانفري إذن وفي رواية حفص بن غياث عن الأعمش أن عائشة قالت حاضت صفية ليلة النفر فقالت ما أراني إلا حابستكم فقال النبي عقرى حلقى أطافت يوم النحر قيل نعم قال فانفري وفي حديث محاضر بن المورع نحوه وزيادة وأول حديثه خرجنا مع رسول الله لا نذكر إلا الحج فلما قدمنا أمرنا أن نحل فلما كانت ليلة النفر حاضت صفية فقال النبي حلقى عقرى ما أراها إلا حابستنا ثم قال كنت طفت يوم النحر قالت نعم قال فانفري قلت يا رسول الله لم أكن أحللت قال فاعتمري من التنعيم فخرج معها أخوها فلقيناه مدلجا فقال موعدك مكان كذا وكذا وأخرجا من حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت يا رسول الله إن صفية بنت حيي قد حاضت فقال رسول الله لعلها تحبسنا ألم تكن طافت معكن بالبيت قالوا بلى قال فاخرجن وأخرجه البخاري من حديث أبي داود عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة قالت حججنا مع رسول الله فأفضنا يوم النحر فحاضت صفية فأراد النبي منها ما يريد الرجل من أهله فقالت يا رسول الله إنها حائض قال حابستنا هي قالوا يا رسول الله أفاضت يوم النحر قال اخرجوا وأخرج مسلم هذا المعنى بعينه من حديث محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التميمي عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله أراد من صفية بعض ما يريد الرجل من أهله فقالوا له إنها حائض يا رسول الله قال وإنها لحابستنا قالوا يا رسول الله إنها قد زارت يوم النحر قال فلتنفر معكن هذا متفق عليه من ترجمتين وأخرجه مسلم وحده من حديث أفلح بن حميد بن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كنا نتخوف أن تحيض صفية قبل أن تفيض قالت فجاء رسول الله فقال أحابستنا صفية قلنا قد أفاضت قال فلا إذن

3146

الثالث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال سمعت عائشة تقول خرجنا مع رسول الله لا نرى إلا الحج فلما كنت بسرف أو قريبا منها حضت فدخل علي رسول الله وأنا أبكي فقال مالك أنفست قلت نعم قال إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت قالت وضحى رسول الله عن نسائه بالبقر وفي رواية عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة أنها قالت خرجنا مع رسول الله لا نذكر إلا الحج حتى جئنا سرف فطمثت فدخل علي رسول الله وأنا أبكي فقال ما يبكيك قلت والله لوددت أني لم أكن خرجت العام فقال مالك لعلك نفست قلت نعم قال هذا شيء كتبه الله على بنات آدم افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري قالت فلما قدمت مكة قال رسول الله لأصحابه اجعلوها عمرة فأحل الناس إلا من كان معه الهدي قالت فكان الهدي مع النبي وأبي بكر وعمر وذوي اليسار ثم أهلوا حين راحوا قالت فلما كان يوم النحر طهرت فأمرني رسول الله فأفضت قالت فأتينا بلحم بقر فقلت ما هذا فقالوا أهدى رسول الله عن نسائه بالبقر فلما كانت ليلة الحصبة قلت يا رسول الله أيرجع الناس بحجة وعمرة وأرجع بحجة قالت فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر فأردفني على جمله قالت فإني لأذكر وأنا حديثة السن أنعس فيصيب وجهي مؤخرة الرحل حتى جئنا إلى التنعيم فأهللت منها بعمرة جزاءً بعمرة الناس التي اعتمروا وأخرجاه من حديث أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله في أشهر الحج وليالي الحج وحرم الحج قالت فخرج إلى أصحابه فقال من لم يكن منكم معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ومن كان معه الهدي فلا قالت فالآخذ بها أو التارك لها من أصحابه قالت فأما رسول الله ورجالٌ من أصحابه فكانوا أهل قوة وكان معهم الهدي فلم يقدروا على العمرة قالت فدخل علي رسول الله وأنا أبكي فقال ما يبكيك يا هنتاه قلت سمعت قولك لأصحابك فمنعت العمرة قال وما شأنك قلت لا أصلي قال فلا يضيرك إنما أنت امرأة من بنات آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن فكوني في حجك فعسى الله أن يرزقكها قال فخرجنا في حجة وفي حديث إسحق بن سليمان فخرجت في حجتي حتى قدمنا منى فطهرت ثم خرجت من منى فأفضت بالبيت قالت ثم خرجت معه في النفر الآخر حتى نزلنا المحصب ونزلنا معه فدعا عبد الرحمن ابن أبي بكر فقال أخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة ثم افرغا ثم ائتياها هنا فإني أنظركما حتى تأتيا قال فخرجنا حتى إذا فرغت وفرغت من الطواف جئته بسحر فقال هل فرغتم قلت نعم فآذن بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس فمر متوجها إلى المدينة وفي حديث إسحق بن سليمان عن أفلح نحوه وفي آخره فآذن في أصحابه بالرحيل فخرج فمر بالبيت فطاف به قبل صلاة الصبح ثم خرج إلى المدينة وأخرجاه من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله في حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج فقدمنا مكة فقال رسول الله من أحرم بعمرة ولم يهد فليحلل ومن أحرم بعمرة وأهدى فلا يحل حتى يحل نحر هديه ومن أهل بحج فليتم حجه قالت فحضت فلم أزل حائضا حتى كان يوم عرفة ولم أهلل إلا بعمرة فأمرني النبي أن أنقض رأسي وامتشط وأهل بالحج وأترك العمرة ففعلت ذلك حتى قضيت حجتي فبعث معي عبد الرحمن بن أبي بكر فأمرني أن أعتمر مكان عمرتي - من التنعيم وفي حديث مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت خرجنا مع النبي في حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله من كان معه هديٌ فليهلل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا فقدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى النبي فقال انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة قالت ففعلت فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت فقال هذه مكان عمرتك قالت فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا وفي حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري أنها قالت أهللت مع رسول الله في حجة الوداع فكنت ممن تمتع ولم يسق الهدي فزعمت أنها حاضت ولم تطهر حتى دخلت ليلة عرفة قالت يا رسول الله هذه ليلة عرفة وإنما كنت تمتعت بعمرة فقال لها رسول الله انقضي رأسك وامتشطي وأمسكي عن عمرتك ففعلت فلما قضيت الحج أمر عبد الرحمن ليلة الحصبة فأعمرني مكان عمرتي التي نسكت وفي حديث معمر عن الزهري أنها قالت خرجنا مع رسول الله عام حجة الوداع فأهللت بعمرة ولم أكن سقت الهدي ثم ذكر نحوه وفي رواية سفيان بن عيينة عن الزهري أنها قالت خرجنا مع رسول الله فقال من أراد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن يهل بحج فليهل ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل قالت عائشة وأهل رسول الله بحج وأهل به ناس معه بالعمرة والحج وأهل ناسٌ بالعمرة وكنت فيمن أهل بعمرة وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله موافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله من أحب أن يهل بعمرة فليهل ومن أحب أن يهل بحجة فليهل فلولا أني أهديت لأهللت بعمرة فمنهم من أهل بعمرة ومنهم من أهل بحجة وكنت فيمن أهل بعمرة فحضت قبل أن أدخل مكة فأدركني يوم عرفة وأنا حائضة فشكوت ذلك إلى رسول الله فقال دعي عمرتك وانقضى رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ففعلت فلما كان ليلة الحصبة أرسل معي عبد الرحمن إلى التنعيم فأردفها فأهلت بعمرة مكان عمرتها فقضى الله حجها وعمرتها ولم يكن في شيء من ذلك هدي ولا صدقة ولا صوم وفي حديث أبي أسامة ووكيع عن هشام عن عروة نحو ذلك وفي آخره قال هشام ولم يكن في ذلك هديٌ ولا صدقة ولا صوم وأخرجا طرفا منه من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن عائشة أنها قالت خرجنا مع رسول الله عام حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج وعمرة ومنا من أهل بحج وأهل رسول الله بالحج فأما من أهل بعمرة فحل وأما من أهل بحج أو جمع الحج والعمرة فلم يحلوا حتى كان يوم النحر ولمسلم من حديث عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت منا من أهل بالحج مفردا ومنا من قرن ومنا من تمتع وفي حديث ابن جريج عن عبيد الله بن عمر عن القاسم قال جاءت عائشة حاجة لم يزد وأخرج البخاري من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولحللت مع الناس حيث حلوا وأخرج مسلم من حديث ذكوان أبي عمرو مولى عائشة عن عائشة قالت قدم رسول الله لأربعٍ خلون من ذي الحجة أو خمس فدخل علي وهو غضبان فقلت من أغضبك أدخله الله النار قال أو ما شعرت أني أمرت الناس بأمرٍ فإذا هم يترددون ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى أشتريه ثم أحل كما حلوا وأخرجا من حديث الأسود بن يزيد بن قيس عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله ولا نرى إلا الحج فلما قدمنا تطوفنا بالبيت فأمر رسول الله من لم يكن ساق الهدي أن يحل قالت فحل من لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم يسقن الهدي فأحللن قالت عائشة فحضت فلم أطف بالبيت فلما كانت ليلة الحصبة قالت قلت يا رسول الله أيرجع الناس بعمرة وحجة وأرجع أنا بحجة قال أو ما كنت طفت ليالي قدمنا مكة قالت قلت لا قال فاذهبي مع أخيك إلى التنعيم فأهلي بعمرة ثم موعدك مكان كذا وكذا قالت صفية ما أراني إلا حابستكم قال عقرى حلقى أو ما كنت طفت يوم النحر قالت بلى قال لا بأس عليك انفري قالت عائشة فلقيني رسول الله وهو مصعدٌ من مكة وأنا منهبطة عليها أو أنا مصعدة وهو منهبط منها وفي حديث الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عنها قالت خرجنا مع رسول الله لا نذكر حجا ولا عمرة وذكر الحديث بمعناه وأخرجا من حديث عبد الله بن عون عن القاسم بن محمد ومن رواية إبراهيم عن الأسود بن يزيد قالا قالت عائشة قلت يا رسول الله يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك واحد قال انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي منه ثم ائتنا بمكان كذا ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك ولهما من حديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله لخمس بقين من ذي القعدة ولا نرى إلا أنه الحج فلما كنا بسرف حضت حتى إذا دنونا من مكة أمر رسول الله من لم يكن معه هدي إذا كان بالبيت وبين الصفا والمروة أن يحل قالت عائشة فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت ما هذا فقيل ذبح رسول الله عن أزواجه قال يحيى فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال أتتك والله بالحديث على وجهه وأخرج البخاري من حديث أيمن بن نابل عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها قالت يا رسول الله اعتمرت ولم أعتمر فقال يا عبد الرحمن اذهب بأختك فأعمرها من التنعيم فأحقبها على ناقة فاعتمرت وأخرج البخاري أيضا تعليقا من حديث مالك بن دينار عن القاسم عن عائشة أن النبي بعث معها أخاها عبد الرحمن فاعتمرها من التنعيم وحملها على قتب وللبخاري من حديث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن عائشة أنها قالت يا رسول الله يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة ولم أزد على الحج فقال لها اذهبي وليردفك عبد الرحمن فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم وانتظرها رسول الله بأعلى مكة حتى جاءت ولمسلم من حديث طاوس بن كيسان عن عائشة أنها أهلت بعمرة فقدمت ولم تطف بالبيت حتى حاضت فنسكت المناسك كلها وقد أهلت بالحج فقال لها النبي يوم النفر يسعك طوافك لحجك وعمرتك فأبت فبعث معها عبد الرحمن إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج أغفله أبو مسعود فلم يذكره في ترجمة طاوس عن عائشة فيما عندنا من كتابه ومن حديث مجاهد عن عائشة أنها حاضت بسرف فتطهرت بعرفة فقال لها رسول الله يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك ولمسلم أيضا من حديث عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة أنها قالت يا رسول الله أيرجع الناس بأجرين وأرجع بأجر فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن ينطلق بها إلى التنعيم قالت فأردفني خلفه على جمل له قالت فجعلت أرفع خماري أحسره عن عنقي فيضرب رجلي بعلة الراحلة فقلت له وهل ترى من أحد قالت فأهللت بعمرة ثم أقبلنا حتى انتهينا إلى رسول الله وهو بالحصبة أخرجه أبو بكر البرقاني في كتابه من حديث قرة بن خالد عن عبد الحميد وفيه وأردفني خلفه على جمل له في ليلة شديدة الحر فجعلت أحسر خماري عن عنقي فيضرب رجلي وقال في آخره فانتهينا إلى التنعيم فأهللت بعمرة ثم أقبلت فقدمت على رسول الله وهو في البطحاء لم يبرح - وذلك ليلة النفر فقلت يا رسول الله ألا أدخل البيت قال ادخلي الحجر فإنه من البيت. وليس لعبد الحميد بن جبير عن صفية في مسند عائشة من الصحيح غير هذا

3147

الرابع عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عقد لي فأقام رسول الله على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر فقالوا ألا ترى إلى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله على فخذي فنام رسول الله حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله تعالى آية التيمم { فتيمموا } فقال أسيد بن الحضير وهو أحد النقباء ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته وفي حديث عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عائشة قالت سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ النبي ونزل وثنى رأسه في حجري راقدا فأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال حبست الناس في قلادة فبي الموت لمكان رسول الله وقد أوجعني ثم إن النبي استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق } وذكر الآية إلى قوله { لعلكم تشكرون } فقال أسيد بن حضير لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم إلا بركة لهم وأخرجاه على وجه آخر من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمرٌ قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وللمسلمين فيه بركة

3148

الخامس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها أرادت أن تشتري بريرة وأنهم اشترطوا ولاءها فذكر للنبي فقال النبي اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق وأهدي لها لحم فقالوا للنبي هذا تصدق به على بريرة فقال هو لها صدقة ولنا هدية وخيرت - قال عبد الرحمن وزوجها حرٌّ قال شعبة ثم سألت عبد الرحمن عن زوجها فقال لا أدري أحرٌّ أم عبد ولمسلم من حديث يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت كان زوج بريرة عبدا وأخرجاه من حديث أبي عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان في بريرة ثلاث سنن إحدى السنن أنها عتقت فخيرت في زوجها وقال رسول الله الولاء لمن أعتق ودخل رسول الله والبرمة تفور بلحم فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت فقال ألم أر برمة فيها لحم قالوا بلى ولكن ذلك لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة قال عليها صدقة ولنا هدية وفي رواية ابن وهب عن مالك عن ربيعة نحوه وفيه فقال هو عليها صدقة وهو لنا هدية وقال النبي فيها إنما الولاء لمن أعتق وفي حديث هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن القاسم قال كان في بريرة ثلاث قضيات أراد أهلها أن يبيعوها ويشترطوا ولاءها فذكرت ذلك للنبي فقال اشتريها وأعتقيها فإن الولاء لمن أعتق وعتقت فخيرها رسول الله فاختارت نفسها قالت وكان الناس يتصدقون عليها وتهدي لنا فذكرت ذلك لرسول الله فقال هو عليها صدقة وهو لكم هدية فكلوه وفي حديث سماك عن عبد الرحمن بن القاسم نحوه وأخرجاه من رواية الزهري عن عروة عن عائشة أن بريرة جاءت تستعين بها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا فقالت لها عائشة ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت فذكرت ذلك بريرة لأهلها فأبوا وقالوا إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون لنا ولاؤك فذكرت ذلك لرسول الله فقال لها رسول الله ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله فقال ما بال أناسٍ يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق وهكذا عندهما من حديث قتيبة عن الليث عن الزهري وعند البخاري من حديث شعيب عن الزهري نحوه وأخرجه البخاري تعليقا من حديث يونس عن ابن شهاب قال: قال عروة قالت عائشة إن بريرة دخلت عليها تستعينها في كتابتها وعليها خمس أواقٍ نجمت عليها في خمس سنين فقالت لها عائشة ونفست فيها أرأيت إن عددت لهم عدة واحدة أيبيعك أهلك وأعتقك فيكون ولاؤك لي فذهبت بريرة إلى أهلها فعرضت ذلك عليهم فقالوا لا إلا أن يكون لنا الولاء قالت عائشة فدخل علي رسول الله فذكرت ذلك له فقال لها رسول الله اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم ذكر نحوه إلا أنه قال من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل وفي حديث ابن وهب عن يونس بمعنى حديث قتيبة عن الليث وفيه فقال لا يمنعك ذلك ابتاعي وأعتقي قال ثم قام رسول الله في الناس فحمد الله ثم قال أما بعد وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءتني بريرة فقالت كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني ثم ذكر ذلك وفيه ثم قام رسول الله في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوامٍ يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق وعند البخاري من رواية عبيد بن إسماعيل نحوه وفي آخره ما بال رجالٍ يقول أحدهم أعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق وهكذا في رواية مسلم عن أبي كريب عن أبي أسامة بنحوه وفي رواية جرير عن هشام قال وكان زوجها عبدا فخيرها رسول الله ولو كان حرا لم يخيرها وأخرج البخاري من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة أنها أرادت أن تشتري بريرة للعتق ثم ذكر نحو ما تقدم في أن الولاء لمن أعتق وفي إباحة ما تصدق به عليها وفي حديث آدم عن شعبة نحوه وقال فخيرت من زوجها وفي حديث عثمان بن أبي شيبة عن جرير فقال أعتقيها فإن الولاء لمن أعطى الورق فأعتقتها فدعاها النبي فخيرها من زوجها فقالت لو أعطاني كذا وكذا ما ثبت عنده فاختارت نفسها وفي حديث شعبة عن الحكم قال وكان زوجها حرا قال البخاري وقول الحكم مرسل وقال ابن عباس رأيته عبدا وفي حديث أبي عوانة وجرير عن منصور نحوه قال الأسود وكان زوجها حرا قال البخاري قول الأسود منقطع وقول ابن عباس رأيته عبدا - أصح وفي حديث سفيان الثوري عن منصور قال النبي الولاء لمن أعطى الورق وولي النعمة ولمسلم عن حديث غندر عن شعبة أن النبي أتي بلحم بقر فقيل هذا ما تصدق به على بريرة فقال هو لها صدقة ولنا هدية وأخرج البخاري من حديث أيمن المكي قال دخلت على عائشة فقلت كنت غلاما لعتبة بن أبي لهب ومات وورثني بنوهٍ وإنهم باعوني من ابن أبي عمرو واشترط بنو عتبة الولاء فقالت دخلت علي بريرة فقالت اشتريني وأعتقيني قلت نعم قالت لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي قلت لا حاجة لي فيك فسمع بذلك النبي أو بلغه فقال ما شأن بريرة فذكرت عائشة ما قالت فقال اشتريها فأعتقيها وليشترطوا ما شاءوا قال فاشترتها فأعتقتها واشترط أهلها ولاءها فقال النبي الولاء لمن أعتق وإن اشترطوا مائة شرط ومن حديث عمرة بنت عبد الرحمن أن بريرة جاءت تستعين عائشة أم المؤمنين فقالت لها إن أحب أهلك أن أصب لهم ثمنك صبة واحدة فأعتقك فعلت فذكرت بريرة ذلك لأهلها فقالوا لا إلا أن يكون ولاؤك لنا فزعمت عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول الله قال اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق كذا في رواية مالك عن يحيى بن سعيد وفي رواية سفيان بن عيينة عن يحيى عن عمرة عن عائشة قالت أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي فلما جاء النبي قال ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله على المنبر فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط

3149

السادس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت قدم رسول الله من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله هتكه وتلون وجهه وقال يا عائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله قالت عائشة فجعلنا منه وسادة أو وسادتين وفي حديث بكير عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة أنها نصبت سترا فيه تصاوير فدخل رسول الله فنزعه قالت فقطعته وسادتين فقال رجلٌ في المجلس حينئذٍ يقال له ربيعة بن عطاء مولى بني زهرة أفما سمعت أبا محمد - يعني أباه - يذكر أن عائشة قالت فكان رسول الله يرتفق عليهما فقال ابن القاسم لا فقال لكني قد سمعته - يريد القاسم بن محمد وأخرجاه من حديث الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت دخل علي رسول الله وفي البيت قرامٌ فيه صور فلتون وجهه ثم تناول الستر فهتكه وقال من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور وفي حديث منصور بن أبي مزاحم ثم قال إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله وفي رواية من قال إن أشد الناس عذابا وليس للزهري عن القاسم في مسند عائشة من الصحيح غير هذا وأخرجاه من حديث أبي عبد الله نافع مولى ابن عمر عن القاسم عن عائشة أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية قالت فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت قال رسول الله ما بال هذه النمرقة قالت اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة وفي حديث إسماعيل بن أمية عن نافع عنه أنها قالت حشوت للنبي وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقه فجاء فقام بين البابين وجعل يتغير وجهه فقلت ما لنا يا رسول الله قال ما بال هذه الوسادة قلت وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها قال أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة وأن من صنع هذه الصور يعذب يوم القيامة فيقول أحيوا ما خلقتم زاد في حديث عبد العزيز بن أخي الماجشون عن عبيد الله بن عمر عن نافع قالت فأخذته فجعلته مرفقتين فكان يرتفق بهما في البيت وحديث الليث عن نافع مختصر أن رسول الله قال إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عنها قالت قدم النبي من سفر وقد علقت درنوكا فيه تماثيل فأمرني أن أنزعه فنزعته وكنت أغتسل أنا والنبي في إناء واحد هذا لفظ حديث البخاري وفي حديث أبي أسامة عن هشام عن أبيه عنها قالت قدم رسول الله من سفر وقد سترت على بابي درنوكا فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته وحديث عبده بن سليمان عن هشام نحوه إلا أنه ليس فيه عنده قدم من سفر ولا عند مسلم من هذا الحديث بهذا الإسناد ذكر اغتسالها معه في إناء واحد فهو من أفراد البخاري في هذه الترجمة ولمسلم من حديث سعد بن هشام بن عامر عن عائشة قالت كان سترٌ فيه تمثال طائرٍ وكان الداخل إذا دخل استقبله فقال لي رسول الله حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا قالت وكان لنا قطيفة كنا نقول علمها حرير فكنا نلبسها قال ابن المثنى وزاد فيه عبد الأعلى فلم يأمرنا رسول الله بقطعه ولمسلم أيضا من حديث زيد بن خالد الجهني عن أبي طلحة الأنصاري أن رسول الله قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلبٌ ولا تماثيل قال فأتيت عائشة فقلت أن هذا يخبرني أن النبي قال: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلبٌ ولا تماثيل فهل سمعت رسول الله ذكر ذلك فقالت لا ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل رأيته خرج في غزاته فأخذت نمطا فسترته على الباب فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه فجذبه حتى هتكه أو قطعه وقال إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين قالت فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك علي وقد أخرج البخاري منه ما لأبي طلحة فقط ولم يخرج الزيادة عن عائشة ولم يذكرها أبو مسعود في كتابه عنها ولا نبه عليها ولا ذكر لزيد بن خالد الجهني ترجمة عن عائشة وكان يلزمه ذلك

3150

السابع عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت طيبت رسول الله بيدي هاتين حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف وبسطت يديها وفي حديث مالك عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة قالت كنت أطيب رسول الله لإحرامه ولحله قبل أن يطوف بالبيت وفي حديث يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن نحوه وفيه طيبته قبل أن يفيض بمنى وفي حديث منصور بن زاذان عن عبد الرحمن قالت كنت أطيب النبي قبل أن يحرم ويوم النحر وقبل أن يطوف بالبيت بطيبٍ فيه مسك وأخرجاه من حديث عمر بن عبد الله بن عروة عن عروة والقاسم بن محمد جميعا عن عائشة قالت طيبت رسول الله بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام وليس لعمر بن عبد الله بن عروة عن عروة ولا عن القاسم في مسند عائشة من الصحيحين غير هذا الحديث ولمسلم من حديث عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت طيبت رسول الله لحله ولحرمه ومن حديث أفلح بن حميد عن القاسم ومن حديث الزهري عن عروة كلاهما عن عائشة قالت طييت رسول الله لحرمه حين أحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت زاد أفلح عن القاسم بيدي وأخرجاه من حديث عثمان بن عروة عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت كنت أطيب النبي عند إحرامه بأطيب ما أجد وفي حديث سفيان بن عيينة عن عثمان أن أباه قال سألت عائشة بأي شيءٍ طيبت رسول الله عند إحرامه قالت بأطيب الطيب وفي حديث هشام بن عروة عن أخيه عثمان قالت كنت أطيب رسول الله بأطيب ما أقدر عليه قبل أن يحرم ثم يحرم وليس لعثمان بن عروة عن أبيه عن عائشة في الصحيحين غير هذا وأخرجاه من حديث الأسود بن يزيد بن قيس عن عائشة قالت كنت أطيب النبي بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته وفي حديث إبراهيم النخعي عن الأسود عنها قالت كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله وهو محرم وفي رواية الأعمش عن إبراهيم وهو يهل وفي حديث سعيد بن جبير قال كان ابن عمر يدهن بالزيت فذكرته لإبراهيم فقال ما تصنع بقوله حدثني الأسود عن عائشة قالت كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله وهو محرم وقال خلف بن هشام في روايته عن حماد بن زيد وذلك طيب إحرامه وفي رواية أبي إسحق السبيعي عن ابن الأسود عن الأسود عن عائشة قالت كان رسول الله إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد ثم أرى وبيص الدهن في رأسه ولحيته بعد ذلك ولمسلم في رواية أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله وهو يلبي وأخرجاه من حديث محمد بن المنتشر قال سألت عبد الله بن عمر عن الرجل يتطيب ثم يصبح محرما فقال ما أحب أن أصبح محرما أنضخ طيبا لأن أطلي بقطران أحب إلي من أن أفعل ذلك فقالت عائشة أنا طيبت رسول الله عند إحرامه ثم طاف في نسائه ثم أصبح محرما قال في حديث شعبة ينضخ طيبا ولمسلم من حديث أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة أنها قالت طيبت رسول الله لحرمه حين أحرم ولحله قبل أن يفيض بالبيت بأطيب ما وجدت

3151

الثامن عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال: قال عروة بن الزبير لعائشة ألم تري إلى فلانة بنت الحكم طلقها زوجها البتة فخرجت فقالت بئس ما صنعت فقال ألم تسمعي إلى قول فاطمة فقالت أما إنه لا خير لها في ذكر ذاك ولمسلم في حديث شعبة عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة أنها قالت ما لفاطمة خيرٌ أن تذكر هذا تعني قولها لا سكنى ولا نفقة وللبخاري في حديث محمد بن بشار أن عائشة قالت ما لفاطمة ألا تتقي الله في قولها لا سكنى ولا نفقة وللبخاري أيضا من حديث ابن شهاب عن عروة أن عائشة أنكرت ذلك على فاطمة ومن حديث مالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم وسليمان بن يسار أنه سمعهما يذكران أن يحيى بن سعيد بن العاص طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم فانتقلها عبد الرحمن فأرسلت عائشة أم المؤمنين إلى مروان وهو أمير المدينة اتق الله وارددها إلى بيتها قال مروان في حديث سليمان إن عبد الرحمن غلبني وقال في حديث القاسم أو ما بلغك شأن فاطمة بنت قيس قالت لا يضرك أن تذكر حديث فاطمة فقال مروان إن كان بك شرٌّ فحسبك ما بين هذين من الشر قال البخاري وزاد ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه قال عابت عائشة ذلك أشد العيب وقالت إن فاطمة كانت في مكان وحشٍ مخيف على ناحيتها فلذلك أرخص لها النبي وفي حديث أبي أسامة عن هشام عن أبيه قال تزوج يحيى بن سعيد بن العاص بنت عبد الرحمن بن الحكم فطلقها فأخرجها من عنده فعاب ذلك عليهم عروة فقالوا إن فاطمة قد خرجت قال عروة فأتيت عائشة فأخبرتها بذلك فقالت ما لفاطمة خيرٌ في أن تذكر هذا الحديث

3152

التاسع عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت تلا رسول الله هذه الآية { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌّ من عند ربنا ما يذكر إلا أولوا الألباب } قالت قال رسول الله إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم

3153

العاشر عن عبد الله بن عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت سمعت رسول الله يقول يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قلت يا رسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض قال يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض وفي حديث خالد بن الحارث الأمر اشد من أن يهمهم ذاك

3154

الحادي عشر عن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة أن النبي كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فصارت القرعة لعائشة وحفصة وكان النبي إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث فقالت حفصة ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر فقالت بلى فركبت فجاء النبي إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني ولا أستطيع أن أقول له شيئا

3155

الثاني عشر عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌ وفي حديث عبد الله بن جعفر الزهري عن سعد بن إبراهيم من عمل عملا ليس عيه أمرنا فهو رد

3156

الثالث عشر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة أن رجلا طلق امرأته ثلاثا فتزوجها رجل ثم طلقها فسئل رسول الله عن ذلك فقال لا حتى يذوق الآخر من عسيلتها ما ذاق الأول وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت طلق رجلٌ امرأته فتزوجت زوجا غيره فطلقها وكان معه مثل الهدبة فلم تصل منه إلى شيءٍ تريده فلم يلبث أن طلقها فأتت النبي وقالت يا رسول الله إن زوجي طلقني وإني تزوجت زوجا غيره فدخل بي فلم يكن معه إلا مثل الهدبة فلم يقربني إلا هنة واحدة لم يصل مني إلى شيء فأحل لزوجي الأول فقال رسول الله لا تحلين لزوجك الأول حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته لفظ حديث البخاري عن محمد عن أبي معاوية وأخرجا هذا المعنى من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى النبي فقالت كنت عند رفاعة القرظي فأبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير إنما معه مثل هدبة الثوب فقال تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك زاد في حديث سفيان وأبو بكر جالس عنده وخالد بن سعيد بن العاص بالباب ينتظر أن يؤذن له فقال يا أبا بكر ألا تسمع إلى هذه وما تجهر به عند رسول الله وفي حديث معمر وغيره ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله وما يزيد رسول الله على التبسم وفيه وما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة - لهدبة أخذتها من جلبابها وفي حديث يزيد وغيره أن رفاعة طلقها آخر ثلاث تطليقات وأخرجه البخاري من حديث عكرمة مولى ابن عباس أن رفاعة طلق امرأته فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير فأتت عائشة وعليها خمارٌ أخضر فشكت إليها خضرة بجلدها فلما جاء رسول الله والنساء ينصر بعضهن بعضا قالت عائشة ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات لجلدها أشد خضرة من ثوبها قال وسمع أنها قد أتت رسول الله فجاء ومعه ابنان من غيرها فقالت والله مالي إليه من ذنب إلا أن ما معه ليس بأغنى عني من هذه - وأخذت هدبة من ثوبها فقال كذبت والله يا رسول الله إني لأنفضها نفض الأديم ولكنها ناشزٌ تريد رفاعة فقال رسول الله فإن كان ذلك لم تحلي ولم تصلحي له حتى يذوق عسيلتك قال وأبصر معه ابنين له قال أبنوك هؤلاء قال نعم قال هذا الذي تزعمين فوالله لهم أشبه من الغراب بالغراب قال الإمام أبو بكر البرقاني هكذا رواه البخاري مرسلا عن بندار وكذلك رواه حماد بن زيد ووهيب عن أيوب مرسلا وقد أسنده سويد بن سعيد عن عبد الوهاب الثقفي فقال فيه عن ابن عباس أن رفاعة طلق امرأته فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير وذكر الحديث

3157

الرابع عشر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة عن النبي قال: إن بلالا يؤذن بليلٍ فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم وفي حديث أبي أسامة عن عبيد الله قال حدثنا القاسم عن عائشة وعن نافع عن ابن عمر أن النبي قال: يعني وذكره هذا لفظ حديث إسحق ابن منصور عن أبي أسامة وفي حديث عبيد الله بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر وعن القاسم بن محمد عن عائشة أن بلالا كان يؤذن بليل فقال رسول الله كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر إلى هنا لفظ أحاديث البخاري وفي حديث مسلم نحوه بالإسنادين وفيه زيادة وهذا نص ما أخرج من حديث عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال كان لرسول الله مؤذنان بلالٌ وابن أم مكتوم الأعمى فقال رسول الله إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم قال ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا وفي عقبه عنده متصلا به من حديث عبيد الله عن القاسم عن عائشة عن النبي بمثله كذا قال وقد أفرد مسلم الزيادة وحدها في كتاب الأذان من حديث عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال كان لرسول الله مؤذنان بلالٌ وابن أم مكتوم الأعمى وفي عقبه من حديث عبيد الله عن القاسم عن عائشة مثله وقد أخرج مسلم بعض هذه الزيادة من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان ابن أم مكتوم يؤذن لرسول الله وهو أعمى

3158

الخامس عشر عن ابن عون - عبد الله بن عون - عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت أنا فتلت تلك القلائد من عهنٍ كان عندنا فأصبح فينا حلالا يأتي ما يأتي الحلال من أهله أو يأتي ما يأتي الرجل من أهله وأخرجاه من حديث أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت فتلت قلائد بدن رسول الله ثم أشعرها وقلدها ثم بعث بها إلى البيت فما حرم عليه شيء كان له حلا ولمسلم من حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كنت أفتل قلائد هدي رسول الله بيدي هاتين ثم لا يعتزل شيئا ولا يتركه ومن حديث أيوب بن أبي تميمة السختياني عن القاسم وأبي قلابة عن عائشة قالت كان رسول الله يبعث بالهدي أفتل قلائدها بيدي ثم لا يمسك عن شيء لا يمسك عن الحلال وأخرجاه من حديث ابن شهاب عن عروة وعمرة أن عائشة قالت كان رسول الله يهدي من المدينة فأفتل قلائد هديه ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنب المحرم ولمسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كأني أنظر إلى قلائد هدي رسول الله ثم ذكر نحوه وأخرجاه من حديث الأسود عن عائشة قالت كنت أفتل القلائد للنبي فيقلد الغنم ويقيم في أهله حلالا وفي حديث محمد بن جحادة قالت كنا نقلد الشاء فنرسل بها ورسول الله حلالٌ لم يحرم منه شيءٌ ومن حديث مسروق بن الأجدع أنه أتى عائشة فقال يا أم المؤمنين إن رجلا يبعث بالهدي إلى الكعبة ويجلس في المصر فيوصي أن تقلد بدنته فلا يزال من ذلك اليوم محرما حتى يحل الناس قال فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب وقالت لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله فيبعث هديه إلى الكعبة فما يحرم عليه شيء مما حل للرجل من أهله حتى يرجع الناس وحديث أبي نعيم عن زكريا بن أبي زائدة مختصر قالت فتلت لهدي رسول الله تعني القلائد - قبل أن يحرم وأخرجا أيضا من حديث عبيد الله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة إن عبيد الله بن عباس قال من أهدى هديا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه وقد بعثت بهديي فاكتبي إلي بأمرك قالت عمرة قالت عائشة ليس كما قال ابن عباس أنا فتلت قلائد هدي رسول الله بيدي ثم قلدها بيده ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم على رسول الله شيءٌ أحله الله له حتى نحر الهدي

3159

السادس عشر عن حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب فأخذ بكفه بدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر ثم أخذ بكفيه فقال بهما على رأسه وأخرجا جميعا من حديث ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله كان يغتسل من إناء هو الفرق - من الجنابة وفي حديث ابن أبي ذئب عن الزهري قال كنت أغتسل أنا والنبي من إناء واحد من قدح يقال له الفرق وفي حديث الليث وسفيان بن عيينة عن الزهري بنحوه قال سفيان والفرق ثلاثة آصع قال أبو عبيد الهروي في كتابه في الغريبين الفرق بالفتح ستة عشر رطلا - والفرق بالتسكين مائة وعشرون رطلا وقد حكى أبو مسعود في أفراد مسلم من ترجمة هشام بن عروة عن أبيه أن مسلما أخرجه من حديث هشام عن أبيه وليس فيما عندنا من كتاب مسلم إلا الزهري عن عروة وأخرجا أيضا من حديث أبي بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة فسألها عن غسل الرسول من الجنابة فدعت بإناء قدر الصاع فاغتسلت وبيننا وبينها ستر وأفرغت على رأسها ثلاثا قال وكان أزواج النبي يأخذن من رؤوسهن حتى يكون كالوفرة وفي حديث عبد الصمد عن شعبة نحوا من صاع قال البخاري فقال يزيد بن هارون وبهز والجدي عن شعبة قدر صاع جمع مسلم هذه الأحاديث في موضع واحد وتأولها على ما ظهر من جمعه لها ومن الترجمة المذكورة في حاشية كتابه على أنه عني بها المقادير والآنية وجعل حديث الحلاب معها وفي كتاب البخاري ما ربما ظن الظان أنه قد تأوله على أنه نوع الطيب يكون قبل الغسل لأنه ترجم الباب بذلك فقال باب من بدأ بالحلاب والطيب عند الغسل وفي بعض النسخ أو الطيب ثم ذكر الحديث ولم يذكر غيره في الباب وقد ذكر أبو عبيد الهروي في الغريبين في باب الحاء فقال وفي حديث كان إذا اغتسل دعا بإناء نحو الحلاب قال والحلاب والمحلب الإناء الذي تحلب فيه ذوات الألبان ثم رأيت بعد ذلك لأبي سليمان أحمد بن محمد ابن إبراهيم الخطابي قال الحلاب إناء يتسع قدر حلبة ناقة قال وقد ذكره محمد بن إسماعيل في كتابه وتأوله على استعمال الطيب في الطهور قال وأحسبه توهم أنه أريد به المحلب الذي يستعمل في غسل الأيدي وليس هذا من الطيب في شيء وإنما هو على ما فسرت لك من ذلك

3160

السابع عشر عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي عن القاسم عن عائشة قالت كان النبي يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتا الفجر ولفظ حديث عبد الله بن نمير عن حنظلة كانت صلاة رسول الله عشر ركعات ويوتر بسجدة ويركع ركعتي الفجر فتلك ثلاث عشرة وأخرجا أيضا من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان النبي يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقة الأيمن حتى يجيء المؤذن فيؤذنه وفي حديث شعيب الزهري قال حدثني عروة عن عائشة أن رسول الله كان يصلي إحدى عشرة ركعة كانت تلك صلاته - تعني بالليل - فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية - قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة وفي حديث يحيى بن يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فإذا فرغ منها اضطجع على شقه حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين وفي حديث عمرو بن الحارث عن الزهري قالت كان رسول الله يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء - وهي التي يدعو الناس العتمة - إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ويوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شئ إلا في آخرها وفي حديث مالك بن هشام كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين ولمسلم من حديث عراك بن مالك عن عروة عن عائشة أن رسول الله كان يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر وأخرجاه من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان قالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربع ركعات لا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي وأخرجه مسلم من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله فقالت كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثمان ركعاتٍ ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ثم يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح ولمسلم من حديث شيبان ومعاوية بن سلام عن يحيى بنحوه غير أن في حديثهما تسع ركعات قائما يوتر منهن وأخرج البخاري من حديث عراك بن مالك الغفاري عن أبي سلمة عن عائشة قالت صلى النبي العشاء ثم ثمان ركعات وركعتين جالسا وركعتين بين النداءين ولم يكن يدعهما أبدا وليس لعراك بن مالك عن أبي سلمة في مسند عائشة من الصحيح غير هذا ولمسلم من حديث عبد الله بن أبي لبيد عن أبي سلمة قال أتيت عائشة فقلت أي أمه أخبريني عن صلاة رسول الله فقالت كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل منها ركعتا الفجر وأخرج البخاري من حديث مسروق قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله فقالت سبع وتسع وإحدى عشرة ركعة سوى ركعتي الفجر وأخرج مسلم من حديث عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله عن تطوعه فقالت كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعا ثم يخرج فيصلي الناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر وكان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا وكان إذا قرأ وهو قائمٌ ركع وسجد وهو قائمٌ وإذا قرأ قاعدا ركع وسجد وهو قاعدٌ وكان إذا صلى الفجر صلى ركعتين

3161

الثامن عشر عن أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد تختلف أيدينا فيه من الجنابة وأخرجه البخاري من حديث شعبة عن أبي بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد عن عروة عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا والنبي من إناء واحد من جنابة وعن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مثله ومن حديث هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان يوضع لي ولرسول الله هذا المركن فنشرع فيه جميعا قال أبو مسعود الدمشقي وأخرجه البخاري من حديث حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كنت أغتسل ورسول الله من إناء واحد وذكره أبو بكر البرقاني من حديث مسدد عن حماد بن زيد كما حكى أبو مسعود ولم أجد فيما عندنا من كتاب البخاري بلى وجدت في الموضع الذي دل عليه أبو مسعود من كتاب الطهارة حديثا عن مسدد عن حماد بن زيد عن هشام عن أبيه أن عائشة قالت كان النبي إذا اغتسل من الجنابة غسل يده لم يزد وهذا طرف لم يذكره أبو مسعود في الترجمة فإن كان أبو مسعود أشار إلى هذا فليس منه ما ذكر وأخرجه مسلم مع زيادة معنى آخر من حديث بكير بن الأشج عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان رسول الله إذا اغتسل بدأ بيمينه فصب عليها من الماء فغسلها ثم صب الماء على الأذي الذي به بيمينه وغسل عنه بشماله حتى إذا فرغ من ذلك صب على رأسه قالت عائشة وكنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد ونحن جنبان ومن حديث معاذة العدوية عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء بيني وبينه واحد فيبادرني حتى أقول دع لي دع لي قال وهما جنبان

3162

التاسع عشر عن نافع عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - ويعرف بأبي بكر بن أبي عتيق - أنه أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة زوج النبي أن النبي قال: لها ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم فقال رسول الله لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت فقال عبد الله بن عمر لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله ما أرى أن رسول الله ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم وفي حديث بكير بن الأشج عن نافع أنها قالت سمعت رسول الله يقول لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية - أو قال بكفر - لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ولجعلت بابها بالأرض ولأدخلت فيها من الحجر وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ثم لبنيته على أساس إبراهيم فإن قريشا استقصرت بناءه وجعلت له خلفا قال هشام يعني بابا وأخرجاه من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت سألت النبي عن الجدر أمن البيت هو قال نعم قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت قال إن قومك قصرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعا قال فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض وفي حديث شيبان عن أشعث بن أبي الشعثاء قالت سألت رسول الله عن الحجر وذكره بمعناه وفيه فقلت ما شأن بابه مرتفعا لا يصعد إليه إلا بسلم وفيه مخافة أن تنفر قلوبهم وفي حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحق أن الأسود قال: قال لي ابن الزبير كانت عائشة تسر إليك كثيرا فما حدثتك في الكعبة قلت قالت لي قال النبي يا عائشة لولا أن قومك حديثٌ عهدهم - قال ابن الزبير بكفرٍ - لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين باب يدخل الناس منه وباب يخرجون ففعله ابن الزبير وأخرجه البخاري من حديث أبي روح يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أن النبي قال: لها يا عائشة لولا أن قومك حديث عهدٍ بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه ولألزقته بالأرض وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا فبلغت به أساس إبراهيم فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه قال يزيد وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل قال جرير بن حازم فقلت له - يعني ليزيد بن رومان أين موضعه فقال أريكه الآن فدخلت معه الحجر فأشار إلى مكانٍ فقال ها هنا قال جرير فحزرت من الحجر ستة أذرعٍ أو نحوها وأخرجه مسلم من حديث سعيد بن ميناء قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول حدثتني خالتي - يعني عائشة - قالت قال النبي يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة ومن حديث عطاء بن أبي رباح بأطول من هذا قال لما احترق البيت زمن يزيد ابن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يرجئهم أو يحربهم على أهل الشام فلما صدر الناس قال يأيها الناس أشيروا علي في الكعبة أأنقضها ثم أبني بناءها أو أصلح ما وهي منها قال ابن عباس فإني قد فرق لي رأيٌ فيها أن تصلح ما وهى منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه وأحجارا أسلم الناس عليها وبعث عليها النبي فقال ابن الزبير لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجده فكيف بيت ربكم إنى مستخيرٌ ربي ثلاثا ثم عازمٌ على أمري فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمرٌ من السماء حتى صعده رجلٌ فألقى منه حجارة فلما لم يره الناس أصابه شيءٌ تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا به الأرض فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه وقال ابن الزبير إني سمعت عائشة تقول إن النبي قال: لولا أن الناس حديثٌ عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه لكنت أدخلت قيه من الحجر خمس أذرع ولجعلت به بابا يدخل الناس منه وبابا يخرج الناس منه قال فأنا اليوم أجد ما أنفق ولست أخاف الناس قال فزاد فيه خمس أذرع من الحجر حتى أبدى أسا نظر الناس إليه فبنى عليه البناء وكان طول الكعبة ثمانية عشر ذراعا فلما زاد فيه استقصره فزاد في طوله عشرة أذرع وجعل له بابين أحدهما يدخل منه والآخر يخرج منه فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الله بن مروان يخبره بذلك ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أسٍّ نظر إليه العدول من أهل مكة فكتب إليه عبد الملك إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء أما ما زاد في طوله فأقره وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه وسد الباب الذي فتحه فنقضه وأعاده إلى بنائه ومن حديث عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء عن الحارث بن عبد الله ابن أبي ربيعة قال عبد الله بن عبيد وفد الحارث على عبد الملك بن مروان في خلافته فقال ما أظن أبا خبيبٍ - يعني ابن الزبير - سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها قال الحارث بلى أنا سمعته منها قال سمعتها تقول ماذا قال: قالت قال رسول الله إن قومك استقصروا من بنيان البيت ولولا حدثان عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه فأراها قريبا من سبعة أذرع هذا حديث عبد الله بن عبيد وزاد عليه الوليد بن عطاء قال النبي ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها قالت لا قال تعززا ألا يدخلها إلا من أرادوا فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط قال عبد الملك للحارث أأنت سمعتها تقول هذا قال نعم قال فنكت ساعة بعصاه ثم قال وددت أني تركته وما تحمل ومن حديث حاتم بن أبي صغيرة عن أبي قزعة أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول سمعتها تقول قال رسول الله يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر فإن قومك قصروا في البناء فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا قال لو كنت سمعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير

3163

العشرون عن محمد بن شهاب الزهري عن أبي عبد الله عروة بن الزبير بن العوام عن عائشة قالت الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر قال الزهري فقلت لعروة فما بال عائشة تتم قال تأولت كما تأول عثمان وفي حديث معمر عن الزهري بالإسناد فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر النبي ففرضت أربعا وتركت صلاة السفر على الأول كذا رواه يزيد بن زريع عن معمر وفي حديث يونس عن ابن شهاب فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ثم أتمها في الحضر وأقرت صلاة السفر على الفريضة الأولى وأخرجاه من حديث صالح بن كيسان مولى بني غفار عن عروة عن عائشة قالت فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر

3164

الحادي والعشرون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه وأخرجه البخاري تعليقا من حديث الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدثني عن رسول الله يسمعني ذلك وكنت أسبح فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم

3165

الثاني والعشرون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت والله يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباءٍ أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك ثم قالت إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي جناحٌ في أن أطعم من الذي له عيالنا قال لها لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف ومن حديث عبدان عن ابن المبارك عن يونس وفي حديث معمر وابن أخي الزهري عن الزهري بعد قول هند في المحبة أن رسول الله قال وأيضا والذي نفسي بيده ثم قالت إن أبا سفيان رجل مسيك الحديث وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن عائشة أن هندا قالت للنبي إن أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ فأحتاج إلى أن آخذ من ماله قال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف وفي حديث يحيى القطان عن هشام قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم قال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف

3166

الثالث والعشرون عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت إن أفلح أخا أبي القعيس استأذن علي بعد ما نزل الحجاب فقلت والله لا آذن له حتى استأذن رسول الله فإن أخا أبي القعيس ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس فدخل علي رسول الله فقلت له يا رسول الله إن الرجل ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأته فقال ائذني له فإنه عمك - تربت يمينك قال عروة فبذلك كانت عائشة تقول حرموا من الرضاعة ما يحرم من النسب وفي حديث شعيب عن الزهري نحوه وفيه فدخل علي النبي فقلت يا رسول الله إن أفلح أخا أبي القعيس استأذن فأبيت أن آذن له حتى استأذنك فقال النبي ما يمنعك أن تأذني لعمك قلت يا رسول الله إن الرجل ليس أرضعني وذكر الحديث وحديث مالك عن الزهري مختصر أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب فأبيت أن آذن له فلما جاء رسول الله أخبرته بالذي صنعت فأمرني أن آذن له وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن عروة عن عائشة وذكر الحديث بنحوه ومعناه وفيه إنه عمك فليلج عليك وأخرجاه من حديث عراك بن مالك عن عروة عن عائشة قالت استأذن علي أفلح فلم آذن له فقال أتحتجبين مني وأنا عمك فقلت كيف ذلك قال أرضعتك امرأة أخي بلبن أخي قالت فسألت رسول الله فقال صدق أفلح ائذني له وفي حديث الحكم عن عراك نحوه وفيه فأبيت أن آذن له فجاء رسول الله فذكرت له ذلك فقال ليدخل عليك فإنه عمك ولمسلم من حديث يزيد بن أبي حبيب عن عراك أن عمها من الرضاعة يسمى أفلح استأذن عليها فحجبته فأخبرت رسول الله فقال لا تحتجبي منه فإنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب وأخرجا جميعا من حديث عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة أن رسول الله كان عندها وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة قالت عائشة فقلت يا رسول الله هذا رجلٌ يستأذن في بيتك قالت فقال رسول الله أراه فلانا لعم حفصة في الرضاعة فقالت عائشة يا رسول الله لو كان فلانٌ حيا - لعمها من الرضاعة - دخل علي فقال رسول الله نعم إن الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة وفي حديث هشام بن عروة وابن جريج عن عبد الله بن أبي بكر - المسند منه فقط أن رسول الله قال يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة وأخرجه مسلم من حديث عطاء عن عروة عن عائشة قالت استأذن علي عمي من الرضاعة أبو الجعد فرددته قال هشام بن عروة إنما هو أبو القعيس فلما جاء النبي أخبرته ذلك فقال فهلا أذنت له تربت يمينك - أو يدك

3167

الرابع والعشرون عن الزهري عن عروة أنه سأل عائشة قال { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } إلى قوله { أو ما ملكت أيمانكم } قالت يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن ينتقص صداقها فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق وأمروا بنكاح من سواهن قالت عائشة فاستفتى الناس رسول الله بعد ذلك فأنزل الله { ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن } إلى قوله { وترغبون أن تنكحوهن } فبين الله لهم أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها بسنتها في إكمال الصداق وإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها والتمسوا غيرها من النساء قال فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى في الصداق وفي حديث يونس عن ابن شهاب نحوه وفيه قالت يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها ويريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطها غيره فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن من الصداق وفيه قالت عائشة والذي ذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى التي قال فيها { فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم } قالت وقول الله في الآية الأخرى { وترغبون أن تنكحوهن } رغبة أحدكم عن التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن وفي حديث صالح عن ابن شهاب نحوه وزاد في آخره من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا } قالت أنزلت في الرجل تكون له اليتيمة وهو وليها ووارثها ولها مال وليس لها أحدٌ يخاصم دونها فلا ينكحها لمالها فيضر بها ثم يسيء صحبتها فقال { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } يقول ما أحللت لكم ودع التي تضر بها وفي حديث ابن جريج عن هشام بالإسناد أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عذقٌ وكان يمسكها عليه ولم يكن لها من نفسه شيء فنزلت فيه { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } أحسبه قال كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله وفي حديث أبي معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى { ويستفتونك في النساء } إلى آخر الآية قالت هي اليتيمة تكون في حجر الرجل قد شركته في ماله فيرغب عنها أن يتزوجها ويكره أن يزوجها غيره فيدخل عليه في ماله فيحبسها فنهاهم الله عن ذلك وألفاظ سائر الرواة متقاربة المعنى

3168

الخامس والعشرون عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت رأيت النبي يسترني بردائه وأن أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا الذي أسأمه فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو وفي حديث عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدفقان وتضربان والنبي متغشٍّ بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت عائشة رأيت النبي يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر فقال النبي أمنا يا بني أرفدة يعني من الأمن وفي حديث عمرو بن الحارث عن ابن شهاب نحوه وفيه تغنيان وتضربان وفيه وأنا جارية فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن وفي حديث أبي الطاهر عن ابن وهب والله لقد رأيت رسول الله يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله يسترني بردائه لكني أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي انصرف وأخرجاه من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن الأسدي عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند النبي فأقبل عليه رسول الله فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله وإما قال تشتهين تنظرين فقلت نعم فأقامني وراءه خدي على خده ويقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي وأخرجا بعضه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله وذلك في يوم عيد فقال رسول الله يا أبا بكر إن لكل قومٍ عيدا وهذا عيدنا وفي حديث شعبة عن هشام أن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها يوم فطر - أو أضحى - وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت به الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر مزمار الشيطان مرتين فقال النبي يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم وأخرج مسلم ذكر الحبشة من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي انصرفت عن النظر إليهم ومن حديث أبي عاصم عبيد بن عمير الليثي عن عائشة أنها قالت للعابين وددت أني أراهم فقام رسول الله وقمت على الباب أنظر بين أذنيه وعاتقه وهم يلعبون في المسجد قال عطاء فرسٌ أو حبش قال وقال ابن أبي عتيق حبش

3169

السادس والعشرون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان النبي يبايع النساء بالكلام بهذه الآية { لا يشركن بالله شيئا } قالت وما مست يد رسول الله يد امرأة لا يملكها وفي حديث عقيل ويونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قال كان المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي يمتحنهن بقول الله تعالى { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا } إلى آخر الآية قالت عائشة فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات فقد أقر بالمحنة فكان رسول الله إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله انطلقن فقد بايعتكن لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام والله ما أخذ رسول الله على النساء قط إلا بما أمره الله وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما قال البخاري وقد ذكر من رواه عن الزهري بهذا الإسناد - ثم قال: قال إسحاق ابن راشد عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة وفي حديث مالك عن الزهري مختصر أنها قالت ما مس رسول الله بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته قال اذهبي فقد بايعتك

3170

السابع والعشرون عن الزهري عن عروة قال سألت عائشة فقلت لها أرأيت قول الله تعالى { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكرٌ عليم } فوالله ما على أحدٍ جناحٌ ألا يطوف بالصفا والمروة قالت بئس ما قلت يا ابن أختي إن هذه لو كانت على ما أولتها عليه كانت لا جناح عليه ألا يطوف بهما ولكنها أنزلت في الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل وكان من أهل بهما يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فلما أسلموا سألوا النبي عن ذلك فقالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله } الآية قالت عائشة وقد سن رسول الله الطواف بينهما فليس لأحدٍ أن يترك الطواف بينهما فأخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن فقال إن هذا لعلمٌ ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل لمناة - كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة فلما ذكر الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا يا رسول الله إنا كنا نطوف بالصفا والمروة وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا فهل علينا من حرجٍ ألا نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله تعالى { إن الصفا والمروة من شعائر الله } الآية قال أبو بكر فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا في الجاهلية بالصفا والمروة والذين كانوا يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام من أجل أن الله أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت وفي حديث سفيان بن عيينة عن الزهري بمعناه وقال: قال الزهري فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فأعجبه ذلك وقال إن هذا العلم ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون إنما كان من لا يطوف بين الصفا والمروة من العرب يقول إن طواف ما بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية وقال آخرون من الأنصار إنما أمرنا بالطواف ولم نؤمر بين الصفا والمروة فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله } قال أبو بكر فأراها نزلت في هؤلاء وهؤلاء وفي رواية عقيل عن الزهري بالإسناد قالت عائشة وقد سن رسول الله الطواف بينهما فليس لأحدٍ ان يترك الطواف بهما وفي رواية يونس عن الزهري إن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا هم وغسان يهلون لمناة فتحرجوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة وكان ذلك سنة في آبائهم من أحرم لمناة لم يطف بين الصفا والمروة وإنهم سألوا رسول الله عن ذلك حين أسلموا فأنزل الله في ذلك { إن الصفا والمروة من شعائر الله } وذكر إلى آخر الآية وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - فذكر نحو ما تقدم من قوله لها في الآية وقولها له ثم قالت إنما أنزل هذا في أناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا لمناة في الجاهلية فلا يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما قدموا مع النبي الحج ذكروا ذلك له فأنزل الله هذه الآية ولعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة وفي حديث مالك عن هشام عن أبيه قال قلت لعائشة وأنا يومئذٍ حديث السن أرأيت قول الله تعالى { إن الصفا والمروة من شعائر الله } ثم ذكر قوله وقولها له وأنها قالت إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة في الجاهلية وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله عن ذلك فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله } وفي حديث أبي معاوية عن هشام أنها قالت وهل تدري فيم كان ذاك إنما كان ذاك أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر يقال لهما إسافٌ ونائلة ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة ثم يحلقون فلما جاء الإسلام كرهوا أن يطوفوا بينهما للذي كانوا يصنعون في الجاهلية فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله } إلى آخرها قالت فطافوا انفرد أبو معاوية بما في حديثه أن الأنصار كانوا يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة وفي سائر الروايات عن هشام عن عروة أنهم كانوا لا يطوفون بين الصفا والمروة

3171

الثامن والعشرون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله فقالوا السام عليك قالت عائشة ففهمتها فقلت عليكم السام واللعنة قالت فقال رسول الله مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا قال رسول الله قد قلت وعليكم وفي رواية أبي نعيم عن ابن عيينة عن الزهري بنحوه وفيه إن الله رفيقٌ يحب الرفق في الأمر كله وفي حديث صالح بن كيسان - وفي بعض الروايات عن معمر عن الزهري قال: قال رسول الله قد قلت عليكم ولم يذكر الواو وأخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن عائشة أن اليهود أتوا النبي فقالوا السام عليك قال وعليكم فقالت عائشة السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال رسول الله مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش قالت أو لم تسمع ما قالوا قال أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في هذا حديث عبد الوهاب عن أيوب وهو أتم وأخرجه مسلم من حديث أبي عائشة مسروق بن الأجدع عن عائشة قالت أتى النبي ناسٌ من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة بل عليكم السام والذام فقال رسول الله يا عائشة لا تكون فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أو ليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم وفي رواية يعلى بن عبيد عن الأعمش نحوه غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله { وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله } إلى آخر الآية

3172

التاسع والعشرون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله فكلمه أسامة فقال رسول الله أتشفع في حدٍّ من حدود الله ثم قام فاختطب ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها هذا لفظ قتيبة عن الليث وفي حديث علي بن المديني عن سفيان قال ذهبت أسأل الزهري عن حديث المخزومية فصاح بي قلت لسفيان فلم تحمله عن أحد قال وجدته في كتابٍ كان كتبه أيوب بن موسى عن الزهري وذكره نحوه بمعناه إلا أنه قال إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وفي حديث ابن وهب عن يونس بن يزيد نحو من حديث الليث وفيه إن قريشا أهمهم شأن المرأة التي سرقت في غزوة الفتح وفي أن أسامة كلمه فتلون وجه رسول الله فقال أتشفع في حدٍّ من حدود الله فقال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشيُّ قام فاختطب فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنما أهلك الذين من قبلكم ثم ذكره وقال في آخره ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها قال يونس قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة فحسنت توبتها بعد وتزوجت فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله ولمسلم من حديث معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي بقطع يدها فأتى أهلها أسامة فكلموه فكلم رسول الله قال ثم ذكر نحوه حديث الليث ويونس

3173

الثلاثون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت إن رسول الله دخل علي مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال ألم تري مجززا نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض وفي حديث يحيى عن عبد الرزاق أو لم تسمعي ما قال المدلجي لزيد وأسامة ورأى أقدامهما إن بعض هذه الأقدام لمن بعض قال الحميدي لم ينسب البخاري يحيى هذا الذي يروي عن عبيد الرزاق ويقال إنه يحيى بن قزعة وفي حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري أن عائشة قالت دخل قائف والنبي شاهد وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان فقال إن هذه الأقدام بعضها مع بعض فسر بذلك النبي وأعجبه وأخبر به عائشة وفي حديث زهير بن حرب وغيره عن سفيان بن عيينة ألم تري مجززا المدلجي دخل علي فرأى أسامة وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض وفي حديث يونس بن يزيد وكان مجززٌ قائفا

3174

الحادي والثلاثون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله قال خمسٌ من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور ولمسلم من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري بهذا الإسناد قالت أمر رسول الله بقتل خمس فواسق في الحل والحرم وذكر مثل حديث يزيد بن زريع يعني معمرا وفي حديث يزيد الحديا مكان الحدأة وأخرجه مسلم من حديث عبيد الله بن مقسم عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله قال أربعٌ كلهن فاسق يقتلن في الحل والحرام الحدأة والغراب والفأرة والكلب العقور وقال فقلت للقاسم أرأيت الحية قال تقتل بصغرٍ لها وفي حديث هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله خمسٌ فواسق يقتلن في الحرم العقرب والفأرة والحديا والغراب والكلب العقور ومن حديث سعيد بن المسيب عن عائشة عن النبي أنه قال خمسٌ فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحديا

3175

الثاني والثلاثون عن الزهري من رواية عقيل عن عروة عن عائشة أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وحبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق - وفي رواية حتى فجئه الحق - وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق ا لإنسان من علقٍ اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت له خديجة أبشر فوالله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان أمرأً تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله بخبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزله الله على موسى يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي قال البخاري وتابعه هلال بن رداد عن الزهري وقال يونس ومعمر بوادره وفي حديث معمر عن الزهري عند مسلم فوالله لا يحزنك الله أبدا بالحاء والنون انتهى حديث عقيل المفرد عن ابن شهاب إلى حيث ذكرنا وزاد عند البخاري في حديثه المقترن بمعمر عن الزهري في آخره فقال وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي - فيما بلغنا - حزنا غدا منه مرارا حتى يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبلٍ تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك

3176

الثالث والثلاثون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي كان يصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن عائشة قالت كان النبي يصلي صلاته من الليل كلها وأنا معترضة بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت وأخرج البخاري من حديث عراك بن مالك عن عروة أن النبي كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه كذا وقع مرسلا لم يقل عن عائشة وأخرجه مسلم من حديث أبي عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله كان يصلي صلاته بالليل وهي معترضة بين يديه فإذا بقي الوتر أيقظها فأوترت ومن حديث تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله يصلي من الليل فإذا أوتر قال قومي فأوتري يا عائشة ومن حديث أبي بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد عن عروة قال: قالت عائشة ما يقطع الصلاة فقلنا المرأة والحمار فقالت إن المرأة لدابة سوءٍ لقد رأيتني بين يدي رسول الله معترضة كاعتراض الجنازة وهو يصلي وأخرجاه من حديث الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أن عائشة ذكر عندها ما يقطع الصلاة فذكر الكلب والحمار والمرأة فقالت لقد شبهتمونا بالحمر والكلاب والله لقد رأيت النبي يصلي وأنا على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي النبي فأنسل من قبل رجليه وفي حديث منصور عن إبراهيم عن الأسود عنها قالت عدلتمونا بالكلاب والحمير لقد رأيتني مضطجعة على السرير فيجيء رسول الله فيتوسط السرير فيصلي فأكره أن أسنحه فأنسل من قبل رجلي السرير حتى أنسل من لحافي وأخرجاه من حديث مسروق بن الأجدع عن عائشة بنحو حديث الأسود وفي حديث جرير عن الأعمش قالت كان رسول الله يصلي وسط السرير وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة تكون لي الحاجة فأكره أن أقوم فاستقبله فأنسل انسلالا وأخرجاه من حديث سالم أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة قالت كنت أنام بين يدي رسول الله ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي وإذا قام بسطتهما قالت والبيوت يومئذٍ ليس فيها مصابيح

3177

الرابع والثلاثون عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت أعتم رسول الله بالعشاء حتى ناداه عمر الصلاة نام النساء والصبيان فخرج فقال ما ينتظرها من أهل الأرض أحدٌ غيركم قال ولا تصلي يومئذٍ إلا بالمدينة وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول قال وفي حديث عقيل بن خالد ويونس بن يزيد وذلك قبل أن يفشو الإسلام زاد حرملة في روايته عن ابن وهب عن يونس قال ابن شهاب وذكر لي أن رسول الله قال وما كان لكم أن تنزروا رسول الله على الصلاة وذلك حين صاح عمر بن الخطاب وأخرجه مسلم من حديث أم كلثوم بنت أبي بكر عن أختها عائشة قالت أعتم النبي ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ثم خرج فصلى فقال إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي وفي حديث عبد الرزاق لولا أن يشق على أمتي

3178

الخامس والثلاثون عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله خرج من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجالٌ بصلاته فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج فصلوا بصلاته فلما كان الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله فطفق رجال منهم يقولون الصلاة فلا يخرج إليهم رسول الله حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد فقال أما بعد فإني لم يخف علي شأنكم الليلة ولكن خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها كذا في حديث يونس وفي حديث مالك بنحوه ومعناه مختصرا قال وذلك في رمضان زاد في حديث عقيل فتوفي رسول الله والأمر على ذلك وأخرج البخاري من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة أن رسول الله كان يصلي في حجرته وجدار الحجرة قصير فرأى الناس شخص رسول الله فقام ناسٌ يصلون بصلاته فأصبحوا فتحدثوا فقام رسول الله الثانية يصلي فقام ناس يصلون بصلاته فصنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثا حتى إذا كان بعد ذلك جلس رسول الله لم يخرج فلما أصبح ذكر ذلك له الناس فقال إني خفت أن تكتب عليكم صلاة الليل وقد أخرجاه من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت كان لرسول الله حصيرٌ وكان يحجره بالليل فيصلي فيه ويبسطه بالنهار فيجلس عليه فجعل الناس يثوبون إلى رسول الله يصلون بصلاته حتى كثروا فأقبل فقال يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل زاد في رواية عبد الوهاب الثقفي وكان آل محمد إذا عملوا عملا أثبتوه ولهما طرفٌ منه من حديث سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله سئل أي العمل أحب إلى الله قال أدومه وإن قل زاد في رواية محمد بن عرعرة عن شعبة فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون ولهما أيضا من حديث موسى بن عقبة بزيادة عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله قال سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل وفي حديث محمد بن الزبرقان عن موسى بن عقبة سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل أحدا الجنة عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة قال البخاري وقال مجاهد سديدا صدقا وأخرجا من حديث مسروق بن الأجدع قال سئلت عائشة أي العمل كان أحب إلى رسول الله قالت الدائم قال قلت فأي حينٍ كان يقوم قالت كان يقوم إذا سمع الصارخ وأخرج البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت كان أحب العمل إلى رسول الله الذي يدوم عليه صاحبه وأخرج مسلم من حديث سعد بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته وليس لسعد بن سعيد عن القاسم في مسند عائشة من الصحيح غير هذا الحديث

3179

السادس الثلاثون عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت إن كان رسول الله ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم وما سبح رسول الله سبحة الضحى قط وإني لأسبحها وفي حديث يحيى بن يحيى عن مالك ما رأيت رسول الله يصلي سبحة الضحى قط وإني لأسبحها وأخرجه مسلم من حديث عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة أكان النبي يصلي الضحى قالت لا إلا أن يجيء من مغيبة ومن حديث معاذة العدوية عن عائشة أنها قالت كان رسول الله يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله وفي رواية عبد الوارث سألت عائشة كم كان رسول الله يصلي الضحى قالت أربع ركعات ويزيد ما شاء

3180

السابع والثلاثون عن الزهري وهشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد النبي فقام النبي فصلى بالناس فأطال القراءة ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه فأطال القراءة وهي دون قراءته الأولى ثم ركع فأطال الركوع وهو دون ركوعه الأول ثم رفع رأسه فسجد سجدتين ثم قام فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك ثم قام فقال إن الشمس والقمر آيتان لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله يريهما عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وفي حديث الليث عن عقيل عن الزهري وحده نحوه إلا أنه قال فسلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس ثم ذكر الحديث وقال في حديث عنبسة عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة خسفت الشمس في حياة النبي فخرج إلى المسجد فصف الناس وراءه فكبر فذكر نحوه إلا أنه قال ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد وفيه وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم وصل به حديثا عن كثير بن عباس عن ابن عباس أن النبي صلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات ثم قال الزهري فقلت لعروة إن أخاك يوم كسفت الشمس بالمدينة لم يزد على ركعتين مثل الصبح قال أجل لأنه أخطأ السنة وفي حديث الوليد عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن نمر أن في صلاة الخسوف جهر بقراءته فإذا فرغ من قراءته كبر فركع وإذا رفع من الركعة قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات قال وقال الأوزاعي وغيره عن الزهري عن عروة عن عائشة خسفت الشمس على عهد النبي فبعث مناديا الصلاة جامعة فقام فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات قال البخاري تابعه سليمان بن كثير وسفيان بن حسين عن الزهري في الجهر وفي حديث أبي الطاهر وحرملة ومحمد بن سلمة المرادي عن ابن وهب عن يونس نحو ما تقدم في أوله وفيه ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ولم يذكر أبو الطاهر ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات ثم ذكره إلى قوله فافزعوا إلى الصلاة قال وقال أيضا فصلوا حتى يفرج عنكم وقال رسول الله رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم وقال المرادي أتقدم - ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت ورأيت فيها ابن لحي - وهو الذي سيب السوائب وانتهى حديث أبي الطاهر عند قوله فافزعوا إلى الصلاة ولم يذكر ما بعده وأخرجاه من حديث هشام بن عروة وحده عن عروة عن عائشة قالت خسفت الشمس في عهد رسول الله فقام ثم ذكر الأربع ركعات وإطالته فيها وأن القيام والركوع في كل منها دون ما قبله وفيه ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا ثم قال يا أمة محمد والله ما من أحدٍ أغير من الله يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا زاد في آخر حديث عبد الله بن نمير عن هشام ألا هل بلغت وقال في حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة ثم رفع يديه فقال اللهم هل بلغت وأخرجاه من حديث عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول الله أيعذب الناس في قبورهم فقال رسول الله عائذاٍ بالله من ذلك ثم ركب رسول الله ذات غداة مركبا فخسفت الشمس فرجع ضحى فمر رسول الله بين ظهراني الحجر ثم قام يصلي وقام الناس وراءه ثم ذكر نحو ما تقدم في عدد الركوع وطول القيام وأن ما بعد كل من ذلك دون ما قبله وقال في آخره ثم انصرف فقال ما شاء الله أن يقول ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر وفي حديث القعنبي عن سليمان بن بلال نحوه وفي آخره قال إني قد رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال قالت عمرة فسمعت عائشة تقول فكنت أسمع رسول الله بعد ذلك يتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر وأخرجه مسلم بخلاف ذلك في عدد الركعات من حديث عطاء بن أبي رباح عن أبي عاصم عبيد بن عمير عن عائشة أن نبي الله صلى ست ركعات وأربع سجدات وفي رواية ابن جريج عن عطاء أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله فقام قياما شديدا يقوم قائما ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات فانصرف وقد تجلت الشمس وكان إذا ركع قال الله أكبر ثم يركع وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما من آيات الله يخوف بهما فإذا رأيتم كسوفا فاذكروا الله حتى ينجليا

3181

الثامن والثلاثون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحدٌ من الغلس وفي رواية حرملة بن يحيى عن ابن وهب ثم ينقلبن إلى بيوتهن وما يعرفن من تغليس رسول الله بالصلاة وأخرجاه من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن عروة عن عائشة بنحوه وللبخاري من حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن رسول الله كان يصلي بالصبح بغلس فينصرفن نساء المؤمنين لا يعرفن من الغلس ولا يعرف بعضهن بعضا

3182

التاسع والثلاثون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء من حجرتها قال البخاري وقال أبو أسامة عن هشام من قعر حجرتها وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها وفي رواية وكيع عن هشام كان يصلي العصر والشمس واقعة في حجرتي

3183

الأربعون عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى في خميصة لها أعلامٌ فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهنم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أن النبي كانت له خميصة لها علمٌ فكان يتشاغل بها في الصلاة فأعطاها أبا جهم وأخذ كساءً له أنبجانيا وجعله أبو مسعود من أفراد مسلم وقد أخرجه البخاري تعليقا في أوائل كتاب الصلاة في باب إذا صلى في ثوب له أعلام ونظر إلى علمه في عقب حديث الزهري عن عروة عن عائشة قال وقال هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال النبي كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن يفتنني

3184

الحادي والأربعون عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها حدثته أنها قالت للنبي هل أتى عليك يومٌ كان أشد من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت - وأنا مهمومٌ - على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال النبي بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا 3185 - الثاني والأربعون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها وأخرجه مسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته ومن حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت قال رسول الله ما يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة ومن حديث يزيد بن خصيفة عن عروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله قال لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة إلا قص بها - أو كفر - بها من خطاياه لا يدري يزيد أيتهما قال عروة وليس ليزيد بن خصيفة عن عروة في مسند عائشة من الصحيح غير هذا الحديث وأخرجه أيضا من حديث عمرة بنت عبد الرحمن من رواية أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم عنها عن عائشة قالت سمعت رسول الله يقول ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة

3186

الثالث والأربعون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أزواج النبي حين توفي رسول الله أردن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن فقالت عائشة أليس قال رسول الله لا نورث ما تركنا صدقة

3187

الرابع والأربعون عن عروة عن عائشة قالت ما خير رسول الله بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله لنفسه من شيءٍ قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها وأخرجه مسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بنحوه

3188

الخامس والأربعون عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض وللمحزون على الهالك وكانت تقول إني سمعت رسول الله يقول إن التلبية تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن وأخرجه البخاري موقوفا من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تأمر بالتلبية وتقول هو البغيض النافع

3189

السادس والأربعون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي كان يدعو في الصلاة اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المآثم والمغرم قالت فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله قال إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف لفظ حديث مسلم ولمسلم من حديث يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله وعندي امرأة من اليهود وهي تقول هل شعرب أنكم تفتنون في القبور قالت فارتاع رسول الله وقال إنما تفتن يهود فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قالت عائشة فسمعت رسول الله بعد ذلك يستعيذ من عذاب القبر وأخرجا جميعا من حديث مسروق عن عائشة قالت دخلت عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا إن أهل القبور يعذبون في قبورهم قالت فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما فخرجتا فدخل رسول الله فقلت له يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا علي فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم قال صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها ثم قالت فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر وفي حديث أشعث بن أبي الشعثاء نحوه وفيه قالت وما صلى صلاة بعد ذلك إلا سمعته يتعوذ من عذاب القبر وفي حديث شعبة أن يهودية دخلت علي فذكرت عذاب القبر وقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول الله عن عذاب القبر فقال نعم عذاب القبر زاد غندر عذاب القبر حقٌّ قالت عائشة فما رأيت رسول ا لله بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ومن حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم ومن فتنة القبر وعذاب القبر ومن فتنة النار وعذاب النار ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر وأعوذ بك من شر المسيح الدجال اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب وقد أخرجا جميعا الاستعاذة من الدجال مفردا من حديث صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها سمعت رسول الله يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال لم يزد

3190

السابع والأربعون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان عاشوراء يصام قبل رمضان فلما نزل رمضان قال من شاء صام ومن شاء أفطر وفي حديث شعيب عن الزهري عن عائشة قال كان رسول الله أمر بصيام يوم عاشوراء فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر وفي حديث محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان يوما تستر فيه الكعبة قال فلما فرض رمضان قال رسول الله من شاء أن يصومه فليصمه ومن شاء أن يتركه تركه وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريشٌ في الجاهلية وكان رسول الله يصومه في الجاهلية فما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه وفي رواية جرير عن هشام فلما فرض رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه وأخرجاه من حديث عراك بن مالك الغفاري عن عروة عن عائشة أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره

3191

الثامن والأربعون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أزواج النبي كن يخرجن الليل قبل المناصع - وهو صعيدٌ أفيح فكان عمر يقول للنبي احجب نساءك فلم يكن رسول الله يفعل فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله عز وجل الحجاب وفي حديث صالح بن كيسان عن الزهري نحوه وفيه وكان أزواج النبي يخرجن ليلا إلى ليلٍ قبل المناصع فخرجت سودة فرآها عمر وهو في المجلس فقال عرفتك يا سودة ثم ذكره وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة تفرع النساء جسما لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين قال فانكفأت راجعة ورسول الله في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرقٌ فدخلت فقالت يا رسول الله إني خرجت فقال لي عمر كذا وكذا قالت فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن أخرجاه جميعا في الاستئذان من حديث أبي أسامة وعلي بن مسهر عن هشام واختصره البخاري في الطهارة من حديث أبي أسامة أن النبي قال: أذن أن تخرجن في حاجتكن قال هشام يعني البراز

3192

التاسع والأربعون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه بعده وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله يعتكف العشر الأواخر من رمضان وفي حديث عبدة بن هشام يجاور العشر الأواخر في رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ولمسلم من حديث عبد الله بن نمير عن هشام التمسوا وقال وكيع عنه تحروا فرقهما مسلم حديث الاعتكاف وحديث التحري وللبخاري من حديث مالك بن أبي عامر عن عائشة أن رسول الله قال تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان وليس لمالك بن أبي عامر عن عائشة في الصحيح غير هذا الحديث الواحد ولمسلم من حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي يعتكف العشر الأواخر من رمضان وأخرجا من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله يعتكف في كل رمضان فإذا صلى الغداة جاء مكانه الذي اعتكف فيه قال فاستأذنته عائشة أن تعتكف فأذن لها فضربت فيه قبة فسمعت بها حفصة فضربت قبة وسمعت زينب بها فضربت قبة أخرى فلما انصرف رسول الله من الغداة أبصر أربع قبات فقال ما هذا فأخبر خبرهن فقال ما حملهن على هذا البر انزعوها فلا أراها فنزعت فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوال وفي حديث أبي معاوية كان رسول الله إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه ثم ذكر نحوه إلى أن قال فلما صلى رسول الله الفجر نظر فإذا الأخبية فقال آلبر تردن فأمر بخبائه فقوض وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف في العشر الأول من شوال

3193

الخمسون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله توفي وهو ابن ثلاث وستين قال ابن شهاب وأخبرني سعيد بن المسيب مثله

3194

الحادي والخمسون عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم أن عائشة قالت كان رسول الله يقول وهو صحيح إنه لن يقبض نبيٌّ حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير قالت عائشة فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ثم قال اللهم الرفيق الأعلى قلت إذن لا يختارنا قالت وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح في قوله إنه لن يقبض نبيٌّ قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير قالت عائشة فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها رسول الله اللهم الرفيق الأعلى وهو عند البخاري من حديث الزهري عن عروة وحده عن عائشة قالت كان رسول الله وهو صحيحٌ يقول إنه لن يقبض نبيٌّ قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا أو يخير فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال اللهم في الرفيق الأعلى فقلت إذن لا يختارنا فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح وأخرجاه من حديث سعد بن إبراهيم عن عروة عن عائشة قلت كنت أسمع أنه لا يموت نبيٌّ حتى يخير بين الدنيا والآخرة فسمعت النبي في مرضه الذي مات فيه - وأخذته بحة - يقول { مع الذين أنعم الله عليهم } قالت فظننت أنه خير حينئذٍ ومن حديث مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن سعد قالت لما مرض النبي مرضه الذي مات فيه جعل بقوله في الرفيق وفي حديث محمد بن عبد الله بن حوشب عن إبراهيم بن سعد عن أبيه بالإسناد أن عائشة قالت سمعت النبي يقول ما من نبيٍّ يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة فسمعته يقول { مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } فعلمت أنه خير وأخرجاه من حديث عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها سمعت النبي وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مستندٌ إليها يقول اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى وأخرج البخاري تعليقا من حديث الزبيدي عن عبد الرحمن بن القاسم قال أخبرني أبي عن عائشة قالت شخص بصر النبي ثم قال في الرفيق الأعلى حكاه أبو مسعود

3195

الثاني والخمسون عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها كانت ترجل النبي وهي حائض وهو معتكفٌ في المسجد وهي في حجرتها يناولها رأسه في رواية الليث عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة بنحوه وزاد وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا وفي رواية يحيى بن يحيى عن مالك بنحو حديث الليث وفيه وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان وفي رواية محمد بن رمح عن الليث نحوه وزاد أن عائشة قالت إني كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه فما أسأل عنه إلا وأنا مارة وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه قالت كنت أرجل رأس رسول الله وأنا حائض لم يزد قال في رواية أبي خيثمة زهير بن معاوية كان يدني إلي رأسه وأنا في حجرتي فأرجل رأسه وأنا حائض وفي حديث ابن جريج عن هشام عن أبيه أنه سئل أتخدمني الحائض أو تدنو مني المرأة وهي جنب فقال عروة كل ذلك علي هينٌ وليس على أحدٍ في ذلك بأسٌ أخبرتني عائشة أنها كانت ترجل رأس رسول الله وهي حائض ورسول الله حينئذٍ مجاورٌ في المسجد يدني لها رأسه وهي في حجرتها فترجله وهي حائض وفي حديث يحيى القطان كان رسول الله يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد فأرجله وأنا حائض وأخرجا من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت كنت أغسل رأس رسول الله وأنا حائض لم يزد كذا في رواية مسلم من حديث زائدة عن منصور وفي حديث قبيصة عن سفيان الثوري وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكفٌ فأغسله وأنا حائض وزاد في أول حديثه كنت أغتسل وأنا والنبي في إناءٍ واحد كلانا جنبٌ وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض وأخرج مسلم من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن عائشة أنها قالت كان رسول الله يخرج إلي رأسه في المسجد وهو مجاورٌ فأغسله وأنا حائض وأخرجه مسلم أيضا من حديث مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان كذا وقع في الموطأ وليس لعروة عن عمرة في مسند عائشة من الصحيح غير هذا

3196

الثالث والخمسون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله قال للوزغ الفويسق قالت ولم أسمعه أمر بقتله قال الحميدي قلت وقد سمع ذلك سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وأم شريك إحدى نساء بنى عامر بن لؤي وكل هؤلاء قال عن النبي أنه أمر بقتلها وفي حديث أبي هريرة ذكر الثواب في ذلك وذلك مذكورٌ هنالك في مسانيدهم

3197

الرابع والخمسون عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما { قل هو الله أحدٌ } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات وفي حديث يونس بن يزيد عن ابن شهاب نحوه بمعناه وفيه ومسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده قالت عائشة فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك قال يونس كنت أرى ابن شهاب يصنع ذلك إذا أتى إلى فراشه وفي حديث معمر عن الزهري أن النبي كان ينفث على يده في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل عليه كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها قال فسألت الزهري كيف ينفث قال كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه وفي حديث مالك كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده وجاء بركتها

3198

الخامس والخمسون عن الزهري عن عروة عن عائشة أن عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك فلما كان عام الفتح أخذه سعد فقال ابن أخي عهد إلي فيه فقال عبد ابن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى النبي فقال سعد يا رسول الله ابن أخي قد كان عهد إلي فيه إنه ابنه انظر إلى شبهه وقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه وفي رواية الليث فنظر رسول الله إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة فقال النبي هو لك يا عبد ابن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه لما رأى شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله عز وجل وكانت سودة زوج النبي

3199

السادس والخمسون عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة أن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول الله وتحت عبد الرحمن بن عوف - استحيضت سبع سنين فاستفتت رسول الله في ذلك فقال رسول الله إن هذه ليست بالحيضة ولكن هذا عرقٌ فاغتسلي وصلي قالت عائشة فكانت تغتسل في مركن في حجرة أختها زينب بنت جحش حتى تعلو حمرة الدم الماء قال ابن شهاب فحدثت بذلك أبا بكر بن عبد الرحمن بن ا لحارث بن هشام فقال يرحم الله هندا لو سمعت بهذه الفتيا والله إن كانت لتبكي لأنها كانت لا تصلي لفظ حديث مسلم وهو عند البخاري مختصر أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين فسألت رسول الله فأمرها أن تغتسل وقال هذا عرق فكانت تغتسل لكل صلاة ولمسلم في حديث إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عمرة عن عائشة نحوه إلى قوله حتى تعلو حمرة الدم الماء ولم يذكر ما بعده وفي حديث الليث عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت استفتت أم حبيبة بنت جحش رسول الله فقالت إني أستحاض فقال إنما ذلك عرقٌ فاغتسلي ثم صلي به فكانت تغتسل عند كل صلاة قال الليث ولم يذكر ابن شهاب أن رسول الله أمر أم حبيبة بنت جحش أن تغتسل عند كل صلاة ولكنه شيء فعلته هي ذكر أبو مسعود حديث الليث عن الزهري في أفراد مسلم وقد رواه البخاري بمعناه من حديث الزهري عن عروة وعمرة ولمسلم أيضا من حديث عراك بن مالك عن عروة عن عائشة أن أم حبيبة بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف شكت إلى رسول الله الدم فقال لها امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي فكانت تغتسل عند كل صلاة وفي حديث يزيد بن أبي حبيب ثم اغتسلي وصلي وفيه وقالت عائشة رأيت مركنها ملآن دما ولهما من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت قالت فاطمة بنت أبي حبيش - وأبو حبيش هو ابن عبد المطلب بن أسد - لرسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر فأدع الصلاة فقال رسول الله إنما ذلك عرقٌ وليس بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي وفي حديث سفيان فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي وفي حديث أبي أسامة ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي تحيضين فيها ثم اغتسلي وصلي

3200

السابع والخمسون عن الزهري عن يحيي بن عروة عن عروة عن عائشة قالت سأل رسول الله ناسٌ عن الكهان فقال ليس بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال رسول الله تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة وفي حديث عنبسة بن خالد عن يونس بن يزيد نحوه وفيه فقال إنهم ليسوا بشيءٍ وفيه تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة وفي رواية ابن جريج فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة وفي رواية عبد الرزاق عن معمر أن عائشة قالت يا رسول الله إن الكهان يحدثوننا بالشيء فنجده حقا قال تلك الكلمة الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه ويزيد فيها مائة كذبة وليس ليحيى بن عروة عن أبيه عن عائشة في الصحيح غير هذا وأخرجه البخاري من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة أنها سمعت رسول الله يقول إن الملائكة تنزل في العنان - وهو السحاب - فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم وقد أخرجه تعليقا من حديث أبي الأسود أيضا عن عروة عن عائشة عن النبي قال: إن الملائكة تحدث في العنان - والعنان الغمام - بالأمر يكون في الأرض فتستمع الشياطين الكلمة فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة

3201

الثامن والخمسون عن هشام بن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عائشة أنها قالت جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن إلا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا قالت الأولى زوجي لحم جملٍ غثٌّ على رأس جبل لا سهلٍ فيرتقى ولا سمين فينتقل وفي رواية البخاري فينتقى قال الثانية زوجي لا أبث خبره إني أخاف ألا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره قالت الثالثة زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق قالت الرابعة زوجي كليل تهامة لا حرٌّ ولا قرٌّ ولا مخافة ولا سآمة قالت الخامسة زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد قالت السادسة زوجي أن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث قالت السابعة زوجي غياياء - أو عياياء - طباقاء - الراوي شك - كل داءٍ له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك قالت الثامنة زوجي الريح ريح زرنب والمس مس أرنب قالت التاسعة زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد قالت العاشرة زوجي مالك وما مالك مالكٌ خيرٌ من ذلك له إبلٌ كثيرات المبارك قليلات المسارح وإذا سمعت صوت المزهر أيقن أنهن هوالك قال الحادية عشرة زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلي أذني وملأ من شحم عضدي وبجحني فبجحت إلى نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائسٍ ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح - وفي رواية البخاري فأتقمح أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة بنت أبي زرع وما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها جارية أبي زرع وما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها وفنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا وقال كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع قالت عائشة قال لي رسول الله كنت لك كأبي زرعٍ لأم زرع وفي رواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام عن هشام بن عروة نحوه غير أنه قال عياياء طباقاء ولم يشك وقال وصفر ردائها وخير نسائها وعقر جارتها وقال وأعطاني من كل ذابحة زوجا قال أبو مسعود الدمشقي

سعيد بن سلمة هذا لا أعلم له في الصحيح غير هذا الحديث

3202

التاسع والخمسون عن أبي المنذر هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل رسول الله فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله أحيانا يأتيني الوحي في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا لفظ حديث البخاري وهو أتم

3203

الستون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت أتي رسول الله بصبيٍّ فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه وفي رواية يحيى القطان أتي النبي بصبي يحنكه فبال عليه فأتبعه الماء وفي رواية محمد بن المثنى عن يحيى وضع صبيا في حجره فبال عليه فدعا بماء فأتبعه ولمسلم من رواية عبد الله بن نمير أن رسول الله كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم فأتي بصبيٍّ فبال عليه فدعا بماء فأتبعه بوله ولم يغسله

3204

الحادي والستون عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أن النبي كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله وفي حديث عبد الله بن المبارك ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات ثم غسل سائر جسده وقالت كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحدٍ نغرف منه جميعا ولمسلم في حديث أبي معاوية عن هشام كان رسول الله إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أنه قد استبرأ حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه وفي حديث وكيع عن هشام أن النبي اغتسل من الجنابة فبدأ فغسل كفيه ثلاثا ثم ذكر نحو حديث أبي معاوية ولم يذكر غسل الرجلين وفي حديث زائدة كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه قبل أن يدخل يديه في الإناء ثم توضأ مثل وضوئه للصلاة

3205

الثاني والستون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله قال إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعسٌ لا يدري لعله يذهب فيستغفر فيسب نفسه

3206

الثالث والستون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي دخل عليها وعندها امرأة قال من هذه قالت هذه فلانة - تذكر من صلاتها - قال مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه ما دوام عليه صاحبه وفي حديث مالك وأبي أسامة أنها امرأة من بني أسد وأخرجه مسلم من حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن الحولاء بنت تويت ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله قالت فقلت هذه الحولاء بنت تويت - وزعموا أنها لا تنام الليل فقال رسول الله لا تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا

3207

الرابع والستون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي رأى بصاقا في جدار القبلة - أو مخاطا أو نخامة - فحكه

3208

الخامس والستون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت صلى رسول الله في بيته وهو شاكٍ فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا قال البخاري قال الحميدي هذا منسوخ قال البخاري لأن النبي آخر ما صلى قاعدا والناس خلفه قيام والحميدي هذا هو عبد الله بن الزبير صاحب سفيان بن عيينة

3209

السادس والستون عن هشام بن عروة عن عائشة أنها أخبرته أنها لم تر رسول الله يصلي صلاة الليل قاعدا قط حتى أسن فكان يقرأ قاعدا حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوا من ثلاثين أو أربعين آية ثم ركع وفي حديث يحيى بن سعيد قالت ما رأيت رسول الله يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا حتى إذا كبر قرأ جالسا حتى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن ثم ركع وأخرجاه من حديث عبد الله بن يزيد وسالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله كان يصلي جالسا فيقرأ وهو جالسٌ فإذا بقي من قراءته نحوٌ من ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأها وهو قائم ثم ركع ثم سجد ففعل في الركعة الثانية مثل ذلك فإذا قضى صلاته - فإن كنت يقظي تحدث معي وإن كنت نائمة اضطجع لفظ حديث عبد الله بن يوسف وهو أتم وانتهى حديث يحيى بن يحيى إلى قوله مثل ذلك ولم يذكر ما بعده ولمسلم من حديث عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت لما بدن رسول الله وثقل كان أكثر صلاته جالسا ومن حديث عثمان بن أبي سليمان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة أخبرته أن النبي لم يمت حتى كان كثيرٌ من صلاته وهو جالس ومن حديث علقمة بن وقاص قال قلت لعائشة كيف كان يصنع رسول الله في الركعتين وهو جالس قالت كان يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع وليس لعلقمة بن وقاص عن عائشة في الصحيح غير هذا ومن حديث عبد الله بن شقيق العقيلي قال قلت لعائشة هل كان النبي يصلي وهو قاعد قالت نعم بعدما حطمه الناس زاد أبو مسعود فيما حكاه وكان يقرن بين السورتين من المفصل ومن حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله يقرأ وهو قاعد فإذا أراد أن يركع قام قدر ما يقرأ إنسانٌ أربعين آية

3210

السابع والستون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت نزلت هذه الآية { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } في الدعاء

3211

الثامن والستون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما ترك رسول الله ركعتين بعد العصر عندي قط وأخرجاه من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت صلاتان ما تركهما رسول الله في بيتي قط سرا ولا علانية ركعتان قبل صلاة الصبح وركعتان بعد العصر ومن حديث أبي إسحق السبيعي قال رأيت الأسود ومسروقا شهدا على عائشة أنها قالت ما كان النبي يأتيني في يومي بعد العصر إلا صلى ركعتين ولم يذكر أبو مسعود مسروقا في ترجمة الأسود ولا في ترجمة مسروق وأخرجه البخاري من حديث عبد العزيز بن رفيع قال رأيت عبد الله بن الزبير يطوف بعد الفجر ويصلي ركعتين ورأيت عبد الله بن الزبير يصلي بعد العصر ويخبر أن عائشة حدثته أن النبي لم يدخل بيتها إلا صلاهما ومن حديث أيمن المكي أنه سمع عائشة تقول والذي ذهب به وما تركهما حتى لقي الله حتى ثقل عن الصلاة وكان يصلي كثيرا من صلاته قاعدا - تعني الركعتين بعد العصر وكان النبي يصليهما ولا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على أمته وكان يحب ما يخفف عنهم وأخرج مسلم من حديث محمد بن أبي حرملة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله يصليهما بعد العصر فقالت كان يصليهما قبل العصر ثم إنه شغل عنهما أو نسيهما فصلاهما بعد العصر ثم أثبتهما وكان إذا صلى صلاة أثبتها تعني دوام عليها ومن حديث طاوس بن كيسان عن عائشة قالت لم يدع رسول الله الركعتين بعد العصر قال وقالت عائشة قال رسول الله لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها فتصلوا عند ذلك وفي حديث بهز عن وهيب أنها قالت وهم عمر إ نما نهى رسول الله أن يتحرى طلوع الشمس وغروبها

3212

التاسع والستون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سمع رسول الله رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا آية أنسيتها من سورة كذا وكذا وفي رواية عيسى بن يونس أسقطتهن من سورة كذا وفي حديث عبدة وأبي معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي يستمع قراءة رجل من المسجد فقال رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أنسيتها

3213

السبعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي قال: إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء قال البخاري وقال وهيب ويحيى بن سعيد عن هشام بن عروة إذا وضع العشاء وأخرجه مسلم بمعناه وبزيادة من حديث أبي بكر عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن عائشة أنها قالت سمعت رسول الله يقول لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان

3214

الحادي والسبعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما اشتكى النبي ذكر بعض نسائه كنيسة رأتها بأرض الحبشة يقال لها مارية وكانت أم سلمة وأم حبيبة أتتا أرض الحبشة - وذكرتا من حسنها وتصاوير فيها فرفع رسول الله رأسه فقال أولئك شرار الخلق عند الله وأخرجا من حديث هلال بن أبي حميد الوزان عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت لولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا وفي رواية عبيد الله بن موسى عن شيبان قالت ولولا ذلك لأبرز قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا وقال أبو بكر بن أبي شيبة في روايته لولا ذلك لم يذكر قالت وفي رواية موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة لولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أو خشي أن يتخذ مسجدا ولم يذكر قالت وأخرجا من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وابن عباس قالا لما نزل برسول الله طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر مثل ما صنعوا

3215

الثاني والسبعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا ولهما من حديث ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت أمر رسول الله أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه فكان يصلي بهم فوجد رسول الله من نفسه خفة فخرج فإذا أبو بكر يؤم الناس فلما رآه أبو بكر استأخر فأشار إليه رسول الله أن كما أنت فجلس رسول الله حذاء أبي بكر إلى جنبه فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله والناس يصلون بصلاة أبي بكر وأخرجا من حديث الأسود بن يزيد بن قيس النخعي قال كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها قالت لما مرض النبي مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأوذن فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقيل له إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس فأعاد فأعادوا له فأعاد الثالثة فقال إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فخرج أبو بكر يصلي فوجد النبي من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان الأرض من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي أن مكانك ثم أتيا به حتى جلس إلى جنبه قيل للأعمش فكان النبي يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر قال برأسه نعم لفظ حديث البخاري قال البخاري وزاد أبو معاوية جلس عن ياسر أبي بكر وكان أبو بكر قائما وقد أخرج البخاري حديث أبي معاوية بالإسناد وفيه جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وأنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس ثم ذكر قولها فلو أمرت عمر فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس ثم ذكر قولها لحفصة وقول رسول الله إنكن لأنتن صواحب يوسف وأنه وجد خفة فخرج ثم ذكره إلى قوله حتى جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله والناس بصلاة أبي بكر وفي حديث عبد الله بن داود عن الأعمش نحوه وفيه إن أبا بكر رجلٌ أسيف إن يقم مقامك يبك فلا يقدر على القراءة ولم تذكر قولها لحفصة وفي آخره فتأخر أبو بكر وقعد النبي إلى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير قال البخاري تابعه محاضر عن الأعمش وفي حديث يحيى بن يحيى عن أبي معاوية نحوه وفي آخره قالت فكان رسول الله يصلي بالناس جالسا وأبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر ولهما من حديث ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود أن عائشة قالت لقد راجعت رسول الله في ذلك وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا يقوم مقامه أبدا وإني كنت أرى أنه لن يقوم مقامه أحدٌ إلا تشاءم الناس به فأردت أن يعدل ذلك رسول الله عن أبي بكر وأخرجاه من حديث الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن عائشة قالت لما دخل النبي بيتي قال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجلٌ رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه فلو أمرت غير أبي بكر قالت فوالله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله قالت فراجعته مرتين أو ثلاثا فقال ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف وليس لحمزة عن عائشة في الصحيح غير هذا الحديث قال أبو مسعود الدمشقي ورواه ابن المبارك عن عمر ويونس عن الزهري عن حمزة مرسلا وأخرجا خروجه في مرضه بين رجلين وما يتصل به من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة قالت لما ثقل النبي واشتد به وجعه استاذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج النبي بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين العباس بن عبد المطلب ورجل آخر قال عبيد الله فأخبرت عبد الله بن عباس بالذي قالت عائشة فقال أتدري من الرجل الآخر قال لا قال هو علي بن أبي طالب قال فكانت عائشة تتحدث أن النبي قال: بعدما دخل بيتي واشتد وجعه هريقوا علي من سبع قربٍ لم تحل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن قالت ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم وفي حديث معمر عن الزهري عن عبيد الله أن عائشة أخبرته قالت أول ما اشتكى رسول الله في بيت ميمونة فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له قالت فخرج ويدٌ له على الفضل بن عباس ويدٌ على رجل آخر وهو يخط برجليه الأرض وذكر قول ابن عباس أن الرجل الآخر هو علي بن أبي طالب وأخرجا جميعا بإسناد واحد من حديث موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله قال دخلت على عائشة فقلت لها ألا تحدثيني عن مرض رسول الله قالت بلى ثقل النبي فقال أصلى الناس قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا لي ماءً في المخضب قلت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا لي ماءً في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلي الناس قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا لي ماءً في المخضب ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قالت والناس عكوفٌ في المسجد ينتظرون رسول الله لصلاة العشاء الاخرة قالت فأرسل رسول الله إلى أبي بكر أن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر - وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال عمر أنت أحق بذلك فصلى بهم أبو بكر في تلك الأيام ثم إن رسول الله وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين - أحدهما العباس - لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي أن لا يتأخر وقال لهما أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يصلي وهو يأتم - بصلاة النبي والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي قاعد قال عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي قال: هات فعرضت حديثها عليه فما أنكر منه شيئا غير أنه قال أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس قلت لا قال هو عليٌّ

3216

الثالث والسبعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول أين أنا غدا أين أنا غدا يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم الذي كان يدور علي فيه - في بيتي فقبضه الله وإن رأسه بين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواكٌ يستن به فنظر إليه رسول الله فقلت له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله فاستن به وهو مستند إلى صدري لفظ حديث البخاري وهو أكملها وفي حديث أبي أسامة ومحمد بن حرب إن كان ليتفقد في مرضه يقول أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاءً ليوم عائشة فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري وفي حديث محمد بن حرب ودفن في بيتي وأخرج البخاري من حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله بصره فأخذت السواك فقضمته وطيبته ثم دفعته إلى النبي فاستن به فما رأيت رسول الله استن استنانا أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله رفع يده أو إصبعه ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقتني وذاقنتي وفي رواية ابن الهاد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت مات النبي وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي فلا أكره شدة الموت لأحدٍ أبدا بعد النبي وللبخاري من حديث هشام بن عروة أن رسول الله لما كان في مرضه يدور في نسائه ويقول أين أنا غدا أين أنا غدا حرصا على بيت عائشة قالت عائشة فلما كان يومي سكن وأخرجه البخاري أيضا من حديث أبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت توفي النبي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وكان إحدانا تعوذه بدعاءٍ إذا مرض فذهبت أعوذه فرفع رأسه إلى السماء وقال في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى ومر عبد الرحمن بن أبي بكر في يده جريدة رطبة فنظر إليه النبي فظننت أن له بها حاجة فأخذتها فمضغت رأسها ونفضتها فدفعتها إليه فاستن بها كأحسن ما كان مستنا ثم ناولنيها فسقطت يده أو سقطت من يده فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يومٍ من الدنيا وأول يوم من الآخرة وفي حديث نافع بن عمر الجحمي عن ابن أبي مليكة نحوه إلا أنه قال: قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي عنه فمضغته ثم سننته به وأخرجه أيضا من حديث أبي عمرو ذكوان مولى عائشة أن عائشة كانت تقول إن من نعم الله علي أن رسول الله توفي في بيتي ويومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن وبيده سواك وأنا مسندة رسول الله فرأيته ينظر إلي وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه فقلت ألينه لك فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره وبين يديه ركوة - أو علبة - شك الراوي - فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه يقول لا إله إلا الله إن للموت سكراتٍ ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض فمالت يده

3217

الرابع والسبعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت نهاهم النبي عن الوصال رحمة له فقالوا إنك تواصل قال لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقيني

3218

الخامس والسبعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت إن كان رسول الله ليقبل بعض أزواجه وهو صائم ثم ضحكت وأخرجاه من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت كان النبي يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه وأخرجه مسلم من حديث أبي حفص عمر بن عبد العزيز عن عروة عن عائشة أنها أخبرته أن رسول الله كان يقبلها وهو صائم ومن حديث سفيان بن عيينة قال قلت لعبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة أن النبي كان يقبلها وهو صائم فسكت ساعة ثم قال نعم ومن حديث عبيد الله بن عمرو عن القاسم عن عائشة قالت كان رسول الله يقبلني وهو صائم وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله يملك إربه ومن حديث علقمة عن عائشة أن رسول الله كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه وأنه كان يباشر وهو صائم ومن حديث أبي الضحى عن مسروق بن الأجدع عن عائشة قالت كان رسول الله يقبل وهو صائمٌ ويباشر وهو صائم ولكنه أملككم لإربه ومن حديث عمرو بن ميمون عن عائشة قالت كان النبي يقبل في شهر الصوم وفي رواية أبي بكر النهشلي عن زياد بن علاقة كان النبي يقبل وهو صائم في رمضان وليس لعمرو بن ميمون عن عائشة في الصحيح غير هذا ومن حديث علي بن الحسين عن عائشة أن رسول الله كان يقبل وهو صائم

3219

السادس والسبعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت سأل حمزة بن عمرو الأسلمي رسول الله عن الصيام في السفر فقال إن شئت فصم وإن شئت فأفطر وفي حديث يحيى القطان وحماد بن زيد وأبي معاوية عن هشام إني أسرد الصوم وفي حديث مالك بن أنس أنه قال للنبي أأصوم في السفر وكان كثير الصيام فقال إن شئت فصم وإن شئت فأفطر

3220

السابع والسبعون عن هشام بن عروة عن عائشة أن رسول الله كفن في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سحولية من كرسفٍ ليس فيها قميصٌ ولا عمامة وفي حديث علي بن مسهر عن هشام أنها قالت أدرج رسول الله في حلة يمنية كانت لعبد الله بن أبي بكر ثم نزعت عنه وكفن في ثلاثة أثوابٍ سحولٍ يمانية ليس فيها عمامة ولا قميصٌ فرفع عبد الله الحلة فقال أكفن فيها ثم قال لم يكفن فيها رسول الله وأكفن فيها قال فتصدق بها وفي حديث أبي معاوية عن هشام نحوه وزاد أما الحلة فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها فتركت الحلة وكفن في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سحولية فأخذها عبد الله بن أبي بكر فقال لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسي ثم قال لو رضيها الله لنبية لكفنه فيها فباعها وتصدق بثمنها وأخرجه مسلم من حديث محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن قال

سألت عائشة في كم كفن النبي فقالت في ثلاثة أثوابٍ سحولية وأخرجاه جميعا من حديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله حين توفي سجي ببرد حبرة

3221

الثامن والسبعون عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله أريتك في المنام ثلاث ليالٍ جاءني الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول إن يك من عند الله يمضه وفي حديث عبيد ابن إسماعيل عن أبي أسامة وفي حديث وهيب عن هشام أريتك في المنام مرتين وذكرا نحوه وأخرج البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قلت يا رسول الله لو نزلت واديا فيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك قال في التي لم يرتع منها تعني أن النبي لم يتزوج بكرا غيرها ومن حديث عراك بن مالك عن عروة أن النبي خطب عائشة إلى أبي بكر فقال له أبو بكر إنما أنا أخوك فقال أنت أخي في الله وكتابه وهي لي حلالٌ كذا أخرجه البخاري مرسلا

3222

التاسع والسبعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فأتيتها لا أدري ما تريد مني فأخذت بيدي حتى وقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله فأسلمتني إليه وأنا يومئذٍ بنت تسع سنين وفي حديث أبي كريب وغيره عن أبي أسامة نحوه إلا أن فيه فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت هه هه حتى ذهب نفسي وفيه فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا رسول الله فأسلمنني إليه وفي حديث محمد بن يوسف عن سفيان الثوري عن هشام عن أبيه أن النبي تزوجها وهي بنت ست سنين وأدخلت عليه وهي بنت تسع سنين ومكثت عنده تسعا وفي حديث قبيصة عن سفيان عن هشام عن أبيه قال تزوج النبي عائشة وهي بنت ستٍّ وبنى بها وهي بنت تسعٍ ومكثت عنده تسعا من قول عروة ولم يقل عائشة وفي حديث عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه قال توفيت خديجة قبل مخرج النبي إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين وهذا أيضا موقوف على عروة وأخرجه مسلم من حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي تزوجها وهي بنت سبع سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة ومن حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت تزوجها رسول الله وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة ومن حديث عبد الله بن عروة عن عائشة قالت تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله كان أحظى عنده مني قال وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال

3223

الثمانون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما غرت على أحدٍ من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها قط ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد وفي حديث حميد بن عبد الرحمن عن هشام قالت وتزوجني بعدها بثلاث سنين وأمره ربه أو جبريل - أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب قال في حديث سعيد بن عفير عن الليث وأمره أن يبشرها ببيتٍ من قصبٍ وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن وفي حديث حفص بن غياث عن هشام وكان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوما فقلت خديجة فقال إني رزقت حبها وأخرجا من حديث علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة - ذكره البخاري تعليقا ومسلم بالإسناد - أنهما قالا استأذنت هالة بت خويلد أخت خديجة على رسول الله فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد فغرت فقلت وما تذكر من عجوزٍ من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها ولمسلم من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها وما رأيتها قط وقالت لم يتزوج النبي على خديجة حتى ماتت

3224

الحادي والثمانون عن هشام عن أبيه عن عائشة أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة فكان النبي يقسم لعائشة يومها ويوم سودة وفي حديث جرير بن عبد الحميد عن هشام عن أبيه عن عائشة قال ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة قالت فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله لعائشة قالت يا رسول الله جعلت يومي منك لعائشة فكان رسول الله يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة زاد في حديث شريك عن هشام قلت وكانت أول امرأة تزوجها من بعدي

3225

الثاني والثمانون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال كنت ألعب بالبنات عند النبي وكان لي صواحب يلعبن معي وكان رسول الله إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي وفي حديث جرير بن عبد الحميد وكنت ألعب بالبنات في بيته - وهن اللعب

3226

الثالث والثمانون عن هشام عن عروة عن أبيه قال كانت خولة بنت حكيم من اللائى وهبن أنفسهن للنبي فقالت عائشة أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت { ترجي من تشاء منهن } قلت يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك قال البخاري رواه أبو سعيد المؤدب ومحمد بن بشر وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة يزيد بعضهم على بعض وفي حديث زكريا بن يحيى عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كنت أغار على اللائي وهبن أنفسهن لرسول الله وذكر نحوه وكذا في رواية أبي كريب عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت وذكر نحوه وفيه فلما أنزل الله { ترجي من تشاء منهن } قالت قلت والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ولمسلم من حديث عبدة بالإسناد المتصل إلى عائشة نحو ذلك وأخرجا جميعا من حديث معاذة العدوية عن عائشة قالت إن رسول الله كان يستأذننا إذا كان في يوم المرأة منا بعد أن نزلت هذه الآية { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } فقلت لها ما كنت تقولين قالت كنت أقول له إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا وفي حديث عباد بن عباد لم أوثر على نفسي أحدا

3227

الرابع والثمانون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله عز وجل { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } قالت هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها فيريد طلاقها ويتزوج غيرها تقول له أمسكني ولا تطلقني ثم تزوج غيري وأنت في حلٍّ من النفقة علي والقسمة لي فذلك قوله { فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير } وفي حديث عبد الله بن المبارك نحوه وفي آخره فنزلت هذه الآية في ذلك وفي حديث سفيان بن عيينة قالت هو الرجل يرى من امرأته ما لا يعجبه كبرا أو غيره فيريد فراقها فتقول أمسكني واقسم لي ما شئت قالت فلا بأس إذا تراضيا

3228

الخامس والثمانون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } قالت أنزلت في والي اليتيم أن يصيب من ماله إذا كان محتاجا بقدر ماله بالمعروف وفي حديث عبد الله بن نمير أنها نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيرا أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف وفي رواية عثمان بن فرقد قال أنزلت في والي اليتيم الذي يقوم عليه ويصلح في ماله إن كان فقيرا أكل منه بالمعروف

3229

السادس والثمانون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجرٌ عظيم } قالت لعروة يا ابن أخي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب نبي ما أصاب يوم أحد فانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا فقال من يذهب في إثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا كان فيهم أبو بكر وعمر لفظ حديث أبي معاوية عن هشام وهو أتم وفي رواية عبد الله بن نمير وعبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه قال: قالت عائشة أبواك - والله - من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح زاد في حديث أبي أسامة تعني أبا بكر والزبير وأخرجه مسلم من حديث عبد الله بن البهي مولى الصعب بن الزبير عن عروة قال: قالت لي عائشة كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح

3230

السابع والثمانون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله عز وجل { إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا } قالت كان ذلك يوم الخندق

3231

الثامن والثمانون في حديث الإفك أخرجاه من حديث هشام بن عروة أحدهم بالإسناد والبخاري تعليقا وحديثه أتم قال وقال أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما ذكر من شأني الذي ذكر وما علمت به قام رسول الله في خطيبا فتشهد وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فأشيروا علي في أناس أبنوا أهلي وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء قط وأبنوهم بمن - والله - ما علمت عليه من سوء قط ولا دخل بيتي قط إلا وأنا حاضر ولا غبت في سفر إلا غاب معي فقام سعد بن معاذ فقال ائذن يا رسول الله أن نضرب أعناقهم وقام رجل من بني الخزرج - وكانت أم حسان من رهط ذلك الرجل - فقال كذبت أما والله لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم حتى كاد يكون بين الأوس والخزرج شرٌّ في المسجد - وما علمت فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح فعثرت وقالت تعس مسطحٌ فقلت لها أي أم تسبين ابنك ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطحٌ فقلت لها أي أم تسبين ابنك وسكتت ثم عثرت الثالثة فقالت تعس مسطح فانتهرتها فقالت والله ما أسبه إلا فيك فقلت في أي شأني فذكرت لي الحديث فقلت وقد كان هذا قالت نعم والله فرجعت إلى بيتي كأن الذي خرجت له لا أجد منه قليلا ولا كثيرا ووعكت وقلت لرسول الله أرسلني إلى بيت أبي فأرسل معي الغلام فدخلت الدار فوجدت أم رومان في أسفل وأبا بكر فوق البيت يقرأ فقالت أمي ما جاء بك يا بنية فأخبرتها وذكرت لها الحديث فإذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ مني فقالت أي بنية خفضي عليك الشأن فإنه والله لقل ما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا حسدنها وقيل فيها قلت وقد علم به أبي قالت نعم قلت ورسول الله قالت نعم ورسول الله فاستعبرت وبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي ما شأنها فقلت بلغها الذي ذكر في شأنها ففاضت عيناه وقال أقسمت عليك يا بنية إلا رجعت إلى بيتك فرجعت ولقد جاء رسول الله بيتي فسأل عني خادمي فقالت لا والله ما علمت عليها عيبا إلا أنه كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خبزها أو عجينها - في حديث مسلم فتأكل عجينها أو قالت خميرها - شك هشام وانتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله حتى أسقطوا لها به فقالت سبحان الله والله ما علمت عليها إلا كما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر وبلغ الأمر ذلك الرجل الذي قيل له فقال سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط قالت عائشة فقتل شهيدا في سبيل الله قالت وأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل رسول الله وقد صلى العصر ثم دخل وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا عائشة إن كنت قارفت سوءا أو ظلمت فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده قالت وقد جاءت امرأة من الأنصار فهي جالسة بالباب فقلت ألا تستحي من هذه المرأة أن تذكر شيئا فوعظ رسول الله فالتفت إلى أبي فقلت أجبه قال فماذا أقول فالتفت إلى أمي فقلت أجيبيه فقالت أقول ماذا فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله ثم قلت أما بعد فوالله لئن قلت لكم إني لم أفعل - والله يعلم إني لصادقة - ما ذاك بنافعي عندكم لقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم وإن قلت إني قد فعلت - والله يعلم أني لم أفعل - لتقولن قد باءت به على نفسها وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا - والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه - إلا أبا يوسف حين قال { فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون } وأنزل على رسول الله من ساعته فسكتنا فرفع عنه وإني لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح جبينه ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت وكنت أشد ما كنت غضبا فقال لي أبواي قومي إليه فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا أحمدكما ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه وكانت عائشة تقول أما زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك وكان الذي يتكلم به مسطحٌ وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبي وهو الذي كان يستوشيه ويجمعه وهو الذي تولى كبره منهم هو وحمنة قالت فحلف أبو بكر ألا ينفع مسطحا بنافعةٍ أبدا فأنزل الله عز وجل { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة } إلى آخر الآية يعني أبا بكر { أن يؤتوا أولي القربى والمساكين } يعني مسطحا إلى قوله { ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفورٌ رحيمٌ } فقال أبو بكر بلى والله يا ربنا إنا نحب أن تغفر لنا وعاد له بما كان يصنع وفي حديث محمد بن حرب طرف منه أن رسول الله خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه فقال ما تشيرون علي في قومٍ يسبون أهلي ما علمت عليهم من سوء قط وعن عروة أن عائشة لما أخبرت بالأمر قالت يا رسول الله أتأذن لي أن أنطلق إلى أهلي فأذن لها وأرسل معها الغلام وقال رجل من الأنصار سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتانٌ عظيم لم يزد وأخرجاه جميعا بالإسناد بأطول من هذا وأوضح من حديث الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى له من بعض وأثبتهم له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا قالوا قالت كان رسول الله إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه قالت فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فيها فخرجت معه بعدما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحيل فلمست صدري فإذا عقدٌ لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ومنهم من قال لم يهبلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج ومنهم من قال خفة الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد ومنهم من قال فجئت منازلهم وليس بها منهم داعٍ ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة غلبتني عيناني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش فادلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما يكلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين - وفي رواية صالح بن كيسان وغيره موغرين في نحر الظهيرة قال عبد بن حميد قلت لعبد الرزاق ما قوله موغرين قال الوغرة شدة الحر قالت فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من النبي اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف ولا أشعر بالشر حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع وهي متبرزنا وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل ذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول من التبرز قبل الغائط وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فأقبلت أنا وأم مسطح وهي ابنة أبي وهب بن المطلب بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة ابن عباد بن المطلب - حين فرغنا من شأننا نمشي فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطحٌ فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت يا هنتاه ألم تسمعي ما قال قلت وما قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله فسلم وقال كيف تيكم قلت ائذن لي إلى أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله فأتيت أبوي فقلت لأمي يا أمتاه ماذا يتحدث الناس به فقالت يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقل ما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها فقالت سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا قالت فبكيت تلك الليل حى أصبحت لا يرقأ لي دمعٌ ولا أكتحل بنومٍ ثم أصبحت أبكي فدعا رسول الله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستسشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة فأشار عليه بما يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه من الود لهم فقال أسامة هم أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا وأما علي ابن أبي طالب فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله بريرة فقال أي بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك قالت له بريرة لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها أكثر من جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله قالت فقام رسول الله من يومه فاستعذر من عبد الله ابن أبي بن سلول فقال رسول الله وهو على المنبر من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي ومن الرواة من قال في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهل بيتي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي قالت فقام سعد بن معاذ أحد بني الأشهل فقال أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج - وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه وكان رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية - ومن الرواة من قال اجتهلته الحمية فقال لسعد بن معاذ كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك فقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد - يعني ابن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله قائمٌ على المنبر فلم يزل رسول الله يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي قد بكيت ليلتي ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي ومن الرواة من قال وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي قالت فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك إذ دخل علينا رسول الله فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي من يوم قيل لي ما قيل قبلها وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء قالت فتشهد رسول الله حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنبٍ فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي أجب عني رسول الله فيما قال: قال والله ما أدري ما أقول لرسول الله فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله فيما قال: قالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله قالت وأنا جارية صغيرة لا أقرأ كثيرا من القرآن فقلت إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما تحدث به الناس حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة - والله يعلم إني لبريئة - لا تصدقونني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر - والله يعلم أني منه بريئة - لتصدقنني فوالله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف قال { فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون } ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا والله حينئذٍ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن - والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ومن الرواة من قال ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم الله بالقرآن في أمري ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله في النوم رؤيا يبرئني الله بها فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله على نبيه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شاتٍ من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت فسري عن رسول الله وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي يا عائشة احمدي الله ومن الرواة من قال أبشري يا عائشة أما الله فقد براك فقالت أمي قومي إلى رسول الله فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي فأنزل الله { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم } العشر آيات النور فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق - وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة فأنزل الله { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة } إلى قوله { غفور رحيمٌ } فقال أبو بكر الصديق بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة وكان رسول الله سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال يا زينب ما علمت ما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي فعصمها الله بالورع قال وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك قال ابن شهاب فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط ومن الرواة من زاد ك قالت عائشة والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول سبحان الله فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أنثى قالت ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله وأخرج البخاري في عقب حديث فليح عن الزهري بطوله من حديث فليح بن سليمان عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة وعبد الله ابن الزبير مثله ومن حديث فليح عن ربيعة ويحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد مثله هكذا في كتاب البخاري في الشهادات ولم يذكر هذا أبو مسعود فيما عندنا من كتابه ولا نبه عليه وأخرجه البخاري أيضا مختصرا من حديث يونس عن الزهري وفيه من يعذرنا من رجلٍ بلغني أذاه في أهل بيتي وللبخاري من حديث عبيد الله بن أبي مليكة أن عائشة كانت تقرأ { إذا تلقونه بألسنتكم } وتقول الولق الكذب قال ابن أبي مليكة وكانت أعلم بذلك من غيرها لأنه نزل فيها قال البخاري وقال النعمان بن راشد عن الزهري كان حديث الإفك في غزوة المريسيع ذكره البخاري في غزوة بني المصطلق من خزاعة قال وهي غزوة المريسيع قال ابن إسحق وذلك سنة ست وقال موسى بن عقبة سنة أربع إلى هنا ما حكاه البخاري وأخرج البخاري من حديث معمر عن الزهري قال: قال لي الوليد بن عبد الملك أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة قال لا ولكن أخبرني رجلان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة قالت لهما كان عليٌّ مسلما في شأنها وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في كتابه المخرج على الصحيح على وجه آخر من حديث معمر عن الزهري وفيه

كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال الذي تولى كبره منهم هو علي بن أبي طالب فقلت لا حدثني سعيد بن المسيب وعروة وعلقمة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة كلهم سمع عائشة الذي تولى كبره عبد الله بن أبي وأخرج البخاري أيضا من حديث الزهري عن عروة عن عائشة والذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي زاد في حديث صالح بن كيسان قال أخبرت أنه كان يشاع ويتحدث به عنده فيقره ويشيعه ويستوشيه قال عروة لم يسم من أهل الإفك أيضا إلا حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش في ناس آخرين لا علم لي بهم غير أنهم عصبة كما قال الله عز وجل قال عروة وكانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان وتقول إنه الذي قال:

فإن أبي ووالده وعرضي ** لعرض محمدٍ منكم وقاء

وأخرجا من حديث مسروق بن الأجدع قال دخلت على عائشة وعندها حسان ينشدها شعرا يشبب من أبيات فقال

حصانٌ رزانٌ ما تزن بريبةٍ ** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

فقالت له عائشة ولكنك لست كذلك قال مسروق فقلت لها أتأذنين له أن يدخل عليك وقد قال الله تعالى { والذي تولى كبره منهم له عذابٌ عظيمٌ } قالت وأي عذاب أشد من العمى وقالت إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله

3232

التاسع والثمانون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة فكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفة فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه أن يأتي عرفات فيقف بها ثم يفيض منها فذلك قول الله عز وجل { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } وفي حديث أبي أسامة عن هشام عن أبيه قال كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس والحمس قريشٌ وما ولدت وكانوا يطوفون عراة إلا أن يعطيهم الحمس ثيابا فتغطي الرجال الرجال والنساء النساء وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة وكان الناس كلهم يبلغون عرفات قال هشام فحدثني أبي عن عائشة قالت الحمس هم الذين أنزل الله فيهم { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } قالت كان الناس يفيضون من عرفات وكان الحمس يفيضون من المزدلفة ويقولون إلا من الحرم فلما نزلت { أفيضوا من حيث أفاض الناس } رجعوا إلى عرفات وهذا لفظ حديث مسلم

3233

التسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت نزول الأبطح ليس بسنة إنما نزله رسول الله لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج ولمسلم من حديث الزهري عن سالم أن أبا بكر وعمر وابن عمر كانوا ينزلون الأبطح وقال الزهري وأخبرتني عائشة أنها لم تكن تفعل ذلك وقالت إنما نزله رسول الله لأنه كان منزلا أسمح لخروجه

3234

الحادي والتسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال دخل رسول الله على ضباعة بنت الزبير فقال لها لعلك أردت الحج قالت والله ما أجدني إلا وجعة فقال لها حجي واشترطي وقولي اللهم محلي حيث حبستني وكانت تحت المقداد بن الأسود وأخرجه مسلم من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل النبي على ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب فقالت يا رسول الله إني أريد الحج وأنا شاكية فقال النبي حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني

3235

الثاني والتسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لم تقطع يد سارق على عهد النبي في أدنى من ثمن المجن ترس أو حجفة وكان كل واحد منهما ذا ثمن قال البخاري رواه وكيع وابن إدريس عن هشام عن أبيه مرسلا وفي حديث عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت يد السارق لم تقطع على عهد النبي إلا في ثمن مجن حجفة أو ترس وأخرجا من حديث يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عمرة عن عائشة عن النبي قال: لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينارٍ وفي حديث سفيان بن عيينة عن الزهري عن عمر عن عائشة قالت كان رسول الله يقطع السارق في ربع دينار فصاعدا وفي حديث الوليد بن شجاع لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا وأخرجه البخاري من حديث أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة عن النبي قال: تقطع في ربع دينار وأخرجه مسلم من رواية سليمان بن يسار عن عمرة عن عائشة عن رسول الله قال لا تقطع اليد إلا في ربع دينار فما فوقه ومن حديث أبي بكر بن محمد بن عروة بن حزم عن عمرة عن عائشة قال لا تقطع يد سارقٍ إلا في ربع دينار فصاعدا

3236

الثالث والتسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أول مولود في الإسلام عبد الله بن الزبير أتوا به النبي فأخذ النبي تمرة فلاكها ثم أدخلها في فيه فأول ما دخل بطنه ريق النبي وليس لمسلم في حديثه بهذا الإسناد أول مولود عبد الله وفي حديث أبي خالد الأحمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت جئنا بعبد الله ابن الزبير إلى النبي يحنكه فطلبنا تمرة فعز علينا طلبها لم يزد وفي حديث شعيب بن إسحق عن هشام بن عروة وفاطمة بنت المنذر بن الزبير قالا خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت وهي حبلى بعبد الله بن الزبير فقدمت قباء فنفست بعبد الله بقباء ثم خرجت حين نفست إلى رسول الله ليحنكه فأخذه رسول الله منها فوضعه في حجره قال: قالت عائشة فمكثنا ساعة نلتمسها - تعني تمرة - قبل أن نجدها فمضغها ثم بصقها في فيه فإن أول شيءٍ دخل بطنه لريق رسول الله قالت أسماء ثم مسحه وصلى عليه وسماه عبد الله ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان سنين ليبايع رسول الله وأمره بذلك الزبير فتبسم رسول الله حين رآه مقبلا إليه ثم بايعه

3237

الرابع والتسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي دخل عام الفتح من كداء التي بأعلى مكة وفي حديث أبي موسى محمد بن المثنى ومحمد بن أبي عمر عن ابن عيينة أن النبي لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها وفي رواية أبي كريب عن أبي أسامة قال هشام فكان أبي يدخلها منهما كليهما وكان أكثر ما يدخل من كداء ومنهم من أرسله فقال عن هشام عن أبيه دخل النبي عام الفتح من أعلى مكة من كداء

3238

الخامس والتسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان فراش رسول الله من أدمٍ وحشوه ليف ومن حديث عبدة بن سليمان كان وساد رسول الله الذي يتكيء عليه من أدمٍ وحشوه ليف وفي حديث علي بن مسهر الذي ينام عليه وقال أبو معاوية وعبد الله بن نمير ضجاع النبي

3239

السادس والتسعون عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي

3240

السابع والتسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت توفي رسول الله وما في بيتي شيءٌ يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفٍّ لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني

3241

الثامن والتسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قدم ناس من الأعراب على رسول الله فقالوا أتقبلون صبيانكم فقالوا نعم قالوا لكنا والله ما تقبل فقال رسول الله أو أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة

3242

التاسع والتسعون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رجالٌ من الأعراب جفاة يأتون النبي فيسألونه متى الساعة فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم قال هشام يعني موتهم

3243

المائة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غاضبة قالت فقلت ومن أين تعرف ذلك قال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبي قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك وفي حديث عبدة إني أعرف غضبك من رضاك ثم ذكره بمعناه

3244

الأول بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذن حسان بن ثابت رسول الله في هجاء المشركين فقال رسول الله فكيف بنسبي فقال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين كذا في حديث عبدة عن هشام وفيه عن هشام عن أبيه قال ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن رسول الله وفي حديث أبي أسامة وغيره عن هشام عن أبيه قال إن حسان بن ثابت كان ممن كثر على عائشة فسببته فقالت يا ابن أختي دعه وذكر باقي الحديث وفي حديث يحيى بن زكريا عن هشام عن أبيه عنها قالت قال حسان يا رسول الله ائذن لي في أبي سفيان قال كيف بقرابتي منه قال والذي أكرمك لأسلنك منهم كما يسل الشعر من الخمير فقال حسان

وإن سنام المجد من آل هاشمٍ ** بنو بنت مخزومٍ ووالدك العبد

قصيدته هذه.

وأخرج البخاري تعليقا من حديث أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة قالت كان النبي يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه فإما يفاخر عن رسول الله وإما ينافح ويقول رسول الله إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله وأخرج مسلم من حديث محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله قال اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل فأرسل إلى ابن رواحة فقال اهجهم فهجاهم فلم يرض فأرسل إلى كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسان بن ثابت فلما دخل عليه قال حسان قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم أدلع لسانه فجعل يحركه فقال والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم فقال رسول الله لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريشٍ بأنسابها وإن لي فيهم نسبا حتى يلخص لك بشيء فأتاه حسان ثم رجع فقال والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين قالت عائشة فسمعت رسول الله يقول لحسان إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله وقالت سمعت رسول الله يقول هجاهم حسان فشفى واشتفى قال حسان

ألا أبلغ أبا سفيان عني ** مغلغلة فقد برح الخفاء

هجوت محمدا فأجبت عنه ** وعند الله في ذاك الجزاء

هجوت محمدا برا تقيا ** رسول الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالده وعرضي ** لعرض محمد منكم وقاء

ثكلت بنيتي إن لم تروها ** تثير النقع من كنفي كداء

يبارين الأعنة مصعدات ** على أكنافها الأسل الظماء

تظل جيادنا متمطرات ** تلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا ** وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لضراب يوم ** يعز الله فيه من يشاء

وقال الله قد أرسلت عبدا ** يقول الحق ليس به خفاء

وقال الله قد يسرت جندا ** هم الأنصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معدٍّ ** سبابٌ أو قتالٌ أو هجاء

فمن يهجو رسول الله منكم ** ويمدحه وينصره سواء

وجبريلٌ رسول الله فينا ** وروح القدس ليس له كفاء

3245

الثاني بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله يحب العسل والحلوى وكان إذا انصرف من العصر دخل على بعض نسائه فيدنو من إحداهن فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر مما يحتبس فغرت فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت النبي منه شربة فقلت أما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت زمعة إنه سيدنو منكم فإن دنا منك فقولي له يا رسول الله أكلت مغافير فإنه سيقول لك لا فقولي له ما هذه الريح التي أجد زاد في حديث أبي كريب وغيره وكان رسول الله يشتد عليه أن يوجد منه الريح فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جرست نحله العرفط وسأقول ذلك وقولي أنت يا صفية ذلك قالت تقول سودة فوالله الذي لا إله إلا هو ما هو إلا أن قام على الباب فأردت أن أبادئه بما أمرتني فرقا منك فلما دنا منها قالت له سودة يا رسول الله أكلت مغافير قال لا قالت فما هذه الريح التي أجد منك قال سقتني حفصة شربة عسل فقالت جرست نحله العرفط فلما دار إلي قلت له نحو ذلك فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك فلما دنا إلى حفصة قالت يا رسول الله ألا أسقيك منه قال لا حاجة لي فيه قالت تقول سودة والله لقد حرمناه قلت لها اسكتي وأخرجاه - وفيه بعض الخلاف من حديث عبيد بن عمير عن عائشة أن النبي كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا قالت فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله فلتقل له إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له قال بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزل { لم تحرم ما أحل الله لك } { إن تتوبا إلى الله } لعائشة وحفصة { وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا } لقوله بل شربت عسلا قال البخاري وقال إبراهيم بن موسى عن هشام لن أعود له وقد حلفت فلا تخبري بذلك أحدا

3246

الثالث بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أصيب سعدٌ يوم الخندق رماه رجلٌ من قريش ابن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله خيمة في المسجد يعوده من قريب فلما رجع رسول الله من الخندق وضع السلاح فاغتسل فأتى جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار فقال وضعت السلاح والله ما وضعناه اخرج إليهم فقال رسول الله فأين فأشار إلى بني قريظة فقاتلهم رسول الله فنزلوا على حكم رسول الله فرد رسول الله الحكم فيه إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى الذرية والنساء وتقسم وهذا لفظ حديث أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء عن عبد الله بن نمير وحديثهما أتم قال أبو كريب عن ابن نمير حدثنا هشام قال أبي فأخبرت أن رسول الله قال لقد حكمت فيهم بحكم الله وفي رواية زكريا بن يحيى عن ابن نمير بالإسناد أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحدٌ أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم لم يزد وقال أبان بن يزيد وذكر نحوه مختصرا وفي حديث أبي كريب وحده عن ابن نمير بالإسناد أن سعدا قال - وتحجر كلمه للبرء فقال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحدٌ أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه اللهم فإن كان بقي من حرب قريش فأبقني أجاهد فيك اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتي فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم - وفي المسجد معه خيمة من بني غفار - إلا والدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعدٌ جرحه يغذ دما فمات منها وفي حديث عبدة بن سليمان عن هشام بهذا الإسناد نحوه غير أنه قال فانفجر من ليلته فما زال يسيل حتى مات

3247

الرابع بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي سحر حتى كان يخيل إليه أنه يصنع الشيء ولم يصنعه كذا في رواية يحيى ابن سعيد القطان عن هشام مختصرة وفي رواية أبي أسامة عن هشام بهذا الإسناد قالت سحر رسول الله حتى إنه ليخيل إليه فعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت وما ذاك يا رسول الله قال جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال مطبوبٌ قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم اليهودي من زريق قال فيم ذا قال في مشط ومشاطة وجف طلعه قال فأين هو قال في بئر ذي أروان ومن الرواة من قال في بئر ذروان قال وذروان بئر في بني زريق فذهب النبي في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل قال ثم رجع إلى عائشة فقال والله لكأن ماءها فقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين قلت يا رسول الله أفأخرجته قال لا أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدفنت وفي حديث عيسى بن يونس عن هشام نحوه قال البخاري تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد عن هشام وقال الليث وابن عيينة عن هشام في مشط ومشاقه قال البخاري يقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط ومشاقه من مشاقة الكتان وقد أخرج البخاري حديث ابن عيينة بالإسناد وفيه كان رسول الله سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن قال سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا وفيه قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم رجلٌ من بني زريق حليف اليهود وكان منافقا قال وفيم قال في مشط ومشاقة قال وأين قال في جف طلعة ذكرٍ تحت راعوفة في بئر ذروان قال فأتى البئر حتى استخرجه وقال هذه البئر التي أريتها وفي حديث أبي كريب عن ابن نمير قالت فقلت يا رسول الله أفلا أحرقته قال لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا فأمرت بها فدفنت

3248

الخامس بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أمر رسول الله بقتل الأبتر وقال إنه يصيب البصر ويذهب الحبل وفي حديث أبي أسامة عن هشام بهذا الإسناد اقتلوا ذا الطفيتين فإنه يلتمس البصر ويصيب الحبل قال البخاري تابع حماد بن سلمة أبا أسامة وفي حديث أبي معاوية عن هشام نحوه وقال الأبتر وذا الطفيتين

3249

السادس بعد المائة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارا إنما هو التمر والماء إلا إن نؤتى باللحيم وفي رواية حفص بن غياث عن هاشم عن أبيه عنهما قالت ما شبع آل محمد من خبز البر ثلاثا حتى مضى لسبيله وأخرجاه من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعا حتى قبض وفي حديث عبد الرحمن بن يزيد الأسود ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله وأخرجاه من حديث عابس بن ربيعة قال قلت لعائشة أنهى النبي ان تؤكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث قالت ما فعله إلا في عامٍ جاع الناس فيه فأراد أن يطعم الغني الفقير وإن كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة ليلة قلت وما اضطركم إليه فضحكت وقالت ما شبع آل محمد من خبز مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله قال البخاري وقال ابن كثير أخبرنا سفيان قال أخبرنا عبد الرحمن بن عابس كذا لفظ الحديث للبخاري وهو عند مسلم مختصر وليس لعابس بن ربيعة في الصحيحين عن عائشة غير هذا الحديث الواحد ولهما من حديث هلال بن حميد - وقيل ابن أبي حميد - عن عروة عن عائشة قالت ما أكل آل محمد أكلتين في يومٍ إلا إحداهما تمر ومن حديث أبي روح يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أنها كانت تقول والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله نار قال قلت يا خالة فما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله جيرانٌ من الأنصار وكانت لهم منائح فكانوا يرسلون إلى رسول الله من ألبانها فيسقيناه وأخرجا من حديث منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة قالت توفي رسول الله حين شبع الناس من الأسودين التمر والماء وفي حديث الأشجعي وأبي أحمد عن سفيان عن منصور وما شبعنا من الأسودين ولمسلم من حديث يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي عن عروة عن عائشة قالت لقد مات رسول الله وما شبع من خبزٍ وزيتٍ في يومٍ واحد مرتين

3250

السابع بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي قال: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء

3251

الثامن بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله كان يرقي يقول امسح الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت وأخرجاه من حديث مسروق عن عائشة أن النبي كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول اللهم رب الناس اذهب الباس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما وفي حديث جرير عن الأعمش نحوه وزاد فلما مرض رسول الله وثقل أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع فانتزع يده من يدي ثم قال اللهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى قالت فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى

3252

التاسع بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بها أو يبتغون بذلك مرضاة رسول الله هكذا في حديث عبدة بن سليمان عن هشام لهما لم يزد وللبخاري من حديث سليمان بن بلال عن هشام عن أبيه عن عائشة أن نساء النبي كن حزبين فحزبٌ فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر أزواج النبي وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله أخرها حتى إذا كان رسول الله في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة أم سلمة فقلن كلمي رسول الله يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله هدية فليهد إليه حيث كان من نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه قال فكلمته حين دار إليها أيضا ولم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امراة إلا عائشة قالت فقلت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله فأرسلنها إلى رسول الله تقول إن نساءك يسألنك العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب فقالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فاتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترى على زينب حتى أسكتتها قال فنظر النبي إلى عائشة فقال إنها ابنة أبي بكر وفي حديث عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه طرف منه كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخبر كما تريد عائشة فمري رسول الله أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت ذلك له فأعرض عني فلما كان الثالثة ذكرت له ذلك فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ولمسلم من حديث صالح بن كيسان ويونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة قالت أرسل أزواج النبي فاطمة بنت رسول الله إلى رسول الله فاستأذنت عليه وهو مضطجع في مرطي فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة قالت فقال لها رسول الله أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله فرجعت إلى أزواج النبي فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال رسول الله فقلن لها ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول الله فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة والله لا أكلمه فيها أبدا قالت عائشة فأرسل أزواج النبي زينب بنت جحش زوج النبي وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب أتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله ما عدا سورة من حدة كان فيها تسرع منه الفيئة قالت فاستأذنت على رسول الله ورسول الله مع عائشة في مرطها على الحال التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله لا يكره أن أنتصر قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أثخنت عليها وفي حديث يونس لم أنشبها أن أثخنت عليها فقال رسول الله وتبسم إنها ابنة أبي بكر ولم يخرج البخاري من هذا الحديث إلا طرفا تعليقا فقال: قال أبو مروان عن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: قالت قالت عائشة كنت عند النبي فاستأذنته فاطمة لم يزد وليس لمحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة في الصحيحين إلا ما ذكرنا

3253

العاشر بعد المائة عن هشام عن أبيه عن عائشة أن رجلا قال للنبي إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت أفأتصدق عنها قال نعم تصدق عنها وفي حديث محمد بن جعفر بن أبي كثير عن هشام فهل لها أجرٌ إن تصدقت عنها قال نعم وفي حديث محمد بن بشر وأبي أسامة افتلتت نفسها ولم توص ثم ذكر نحو حديث محمد بن جعفر وفي حديث يحيى بن سعيد وأبي أسامة حماد بن أسامة وروح بن القاسم عن هشام فلي أجر أن أتصدق عنها قال نعم وفي حديث شعيب بن إسحق وجعفر بن عون أفلها أجرٌ كرواية ابن بشر وغيره

3245

الحادي عشر بعد المائة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت لما قدم رسول الله المدينة وعك أبو بكر وبلال قالت فدخلت عليهما فقلت يا أبت كيف تجدك يا بلال كيف تجدك قالت وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول

كل امرئٍ مصبحٌ في أهله ** والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته يقول

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بوادٍ وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنة ** وهل يبدون لي شامة وطفيل

قالت عائشة فجئت رسول الله فأخبرته فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم وصححها وبارك لنا في مدها وصاعها وأنقل حماها فاجعلها بالجحفة وفي حديث أبي أسامة حماد بن أسامة عن هشام نحوه وزاد بعد بيتي بلال من قوله اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال: قال رسول الله اللهم حبب إلينا المدينة وذكر باقي الدعاء قالت وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله قالت وكان بطحان يجري نجلا تعني ماءً آجنا

3255

الثاني عشر بعد المائة عن عطاء بن أبي رباح - واسم أبي رباح أسلم - عن عروة بن الزبير قال كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة وإنا لنسمع صوتها بالسواك تستن قال فقلت يا أبا عبد الرحمن أعتمر النبي في رجب قال نعم قلت لعائشة أي أمتاه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن قالت وما يقول قلت يقول اعتمر النبي في رجب فقالت يغفر الله لأبي عبد الرحمن لعمري ما اعتمر عمرة في رجب وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لمعه قال وابن عمر يسمع ما قال لا ولا نعم سكت وفي رواية أبي عاصم عن ابن جريج مختصر عن عطاء عن عروة قال سألت عائشة قالت ما اعتمر رسول الله في رجب وأخرجاه بطوله من حديث أبي الحجاج مجاهد بن جبر قال دخلت أنا وعروة المسجد فإذا ابن عمر جالس إلى جانب حجرة عائشة وإذا أناس يصلون في المسجد صلاة الضحى قال فسألناه عن صلاتهم فقال بدعة ثم قال له كم اعتمر رسول الله قال أربع إحداهن في رجب فكرهنا أن نرد عليه قال وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين فقال عروة يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن قالت وما يقول قال يقول إن رسول الله اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب قالت يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط

3256

الثالث عشر بعد المائة عن أبي عبد الله محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة أن رجلا استأذن على النبي فلما رآه قال بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي في وجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا ثم تطللقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله يا عائشة متى عهدتني فحاشا إن شر الناس يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره وفي حديث ابن عيينة استأذن رجلٌ على رسول الله فقال ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة فلما دخل لأن له في الكلام ثم ذكر نحوه ومن الرواة من قال عنه فلبئس ابن العشيرة أو بئس رجل العشيرة وفي حديث معمر بئس أخو القوم وابن العشيرة هذا وليس لمحمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة في الصحيح غير هذا

3357

الرابع عشر بعد المائة عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن عروة عن عائشة قالت دعا النبي فاطمة في شكواه الذي قبض فيه فسارها بشيءٍ فبكت ثم دعاها فسارها فضحكت فسألتها عن ذلك فقالت سارني النبي أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت وأخرجاه من حديث مسروق بن الأجدع عن عائشة من رواية الشعبي عنه بأطول من هذا وبنحو معناه أن عائشة قالت كن أزواج النبي عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئا فلما رآها رحب بها وقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه - أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله سألتها ما قال لك رسول الله قالت ما كنت لأفشي على رسول الله سره قالت فلما توفي رسول الله قلت عزمت عليك بما لي لك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله فقالت أما الآن فنعم أما حينما سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه عارضه الآن مرتين وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السف أنا لك فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة قالت فضحكت ضحكي الذي رأيت اللفظ لحديث مسلم وهذا أيضا في مسند فاطمة رضوان الله عليها وليس لها في الصحيح عن رسول الله غيره

3258

الخامس عشر بعد المائة عن أبي روح يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة عن النبي قال: الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله

3259

السادس عشر بعد المائة عن محمد بن جعفر الزبير عن عمه عروة عن عائشة قالت كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم ومن العوالي فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق فتخرج منهم الريح فأتى رسول الله إنسانٌ منهم وهو عندي فقال النبي لو إنكم تطهرتم ليومكم هذا وأخرجا من حديث يحيى بن سعيد أنه سأل عمرة عن الغسل يوم الجمعة فقالت قالت عائشة كان الناس مهنة أنفسهم وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم فقيل لهم لو اغتسلتم لفظ حديث عبد الله بن المبارك وفي حديث الليث قالت عائشة كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كفاة فكانوا يكونون لهم تفل فقيل لهم لو اغتسلتم يوم الجمعة وأخرجه البخاري تعليقا من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان أصحاب رسول الله عمال أنفسهم فكان يكون لهم أرواح فقيل لهم لو اغتسلتم أدرجه على ما قبله وقد أخرجه البخاري بالإسناد من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة فذكره

3260

السابع عشر بعد المائة عن محمد بن جعفر الزبير عن عروة عن عائشة أن رسول الله قال من مات وعليه صيامٌ صام عنه وليه قال البخاري تابعه ابن وهب عن عمرو بن الحارث ورواه يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر

3261

الثامن عشر بعد المائة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن أن رجلا من أهل العراق قال له سل لي عروة بن الزبير عن رجل يهل بالحج فإذا طاف بالبيت أيحل أم لا فإن قال لك لا يحل فقل له إن رجلا يقول ذلك قال فسألته فقال لا يحل من أهل بالحج إلا بالحج قلت فإن رجلا كان يقول ذلك فقال بئس ما قال فتصداني الرجل فسألني فحدثته فقال فقل له إن رجلا كان يخبر أن رسول الله قد فعل ذلك وما شأن أسماء والزبير فعلا ذلك قال فجئته فذكرت له ذلك فقال من هذا فقلت لا أدري قال فما باله لا يأتيني بنفسه يسألني أظنه عراقيا قلت لا أدري قال فإنه قد كذب قد حج رسول الله فأخبرتني عائشة أن أول شيءٍ بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت ثم حج أبو بكر وكان أول شيء بدأ به الطواف ثم لم تكن عمرة ثم معاوية وعبد الله بن عمر ثم حججت مع أبي الزبير بن العوام فكان أول شيءٍ بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة ثم آخر من رأيت المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك ثم لم تكن عمرة ثم آخر من رأيت فعل ذلك ابن عمر ثم لم ينقضها بعمرة وهذا ابن عمر عندهم أفلا يسألونه ولا أحد ممن مضى كانوا يبدأون بشيء حين يضعون أقدامهم أول من الطواف بالبيت ثم لا يحلون وقد رأيت أمي وخالتي حين تقدمان لا تبدآن بشيء أول من الطواف بالبيت تطوفان به ثم لا تحلان وقد أخبرتني أمي أنها أقبلت هي وأختها والزبير وفلان وفلان بعمرة قط فلما مسحوا الركن حلوا وقد كذب فيما ذكر من ذلك وفي حديث أصبغ بن الفرج عن ابن وهب مختصر ذكرت لعروة قال فأخبرتني عائشة أن أول شيء بدأ به حين قدم النبي توضأ ثم طاف ثم لم تكن عمرة ثم حج أبو بكر وعمر مثله ثم حججت مع الزبير أبي فأول شيء بدأ به الطواف ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلون وقد أخبرتني أمي أنها أهلت هي وأختها والزبير وفلان وفلان بعمرة فلما مسحوا الركن حلوا وفي حديث أحمد بن عيسى عن ابن وهب نحوه مختصر

3262

التاسع عشر بعد المائة عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عروة عن عائشة قالت دخلت علي امرأة ومعها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت فدخل النبي علينا فأخبرته فقال النبي من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار وأخرجه مسلم من حديث عراك بن مالك عن عائشة أنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله فقال إن الله قد أوجب لها الجنة أو أعتقها من النار وليس لعراك بن مالك عن عائشة في الصحيحين غير هذا

3263

العشرون بعد المائة عن أبي بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن عائشة عن النبي قال: كل شرابٍ أسكر فهو حرام وفي حديث مالك أن رسول الله سئل عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام وفي حديث شعيب بن أبي حمزة أنها قالت سئل رسول الله عن البتع وهو نبيذ العسل - وكان أهل اليمن يشربونه فقال كل شراب أسكر فهو حرام

3264

الحادي والعشرون بعد المائة عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله قال لها يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام قالت و ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى تريد النبي وفي حديث شعيب عن الزهري يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام قالت و ورحمة الله وبركاته قالت وهو يرى ما لا أرى وأخرجاه من حديث أبي عمرو عامر بن شراحيل الشعبي عن أبي سلمة عن عائشة أنها حدثته أن النبي قال: لها إن جبريل يقرأ عليك السلام قالت فقلت و ورحمة الله وبركاته وليس للشعبي عن أبي سلمة عن عائشة في الصحيح غير هذا

3265

الثاني والعشرون بعد المائة عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أنها أخبرته أن رسول الله جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت فبدأ بي فقال إني ذاكرق لك امرا فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه قالت ثم قال إن الله قال { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما } إلى تمام الآيتين فقلت له وفي أي هذا استأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة زاد في حديث الليث وابن وهب عن يونس ثم فعل أزواج النبي مثل ما فعلت وأخرجاه من حديث مسروق عن عائشة قالت قد خيرنا رسول الله فلم نعده طلاقا وفي حديث إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: قال مسروق ما أبالي خيرت امرأتي واحدة أو مائة أو ألفا بعد أن تختارني ولقد سألت عائشة فقالت قد خيرنا رسول الله أفكان طلاقا وفي حديث أبي الضحى عن مسروق أنها قالت خيرنا رسول الله فاخترناه فلم يعدها علينا شيئا

3266

الثالث والعشرون بعد المائة عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة أنه كان بينه وبين أناس خصومة في أرض فدخل على عائشة فذكر لها ذلك فقالت يا أبا سلمة اجتنب الأرض فإن رسول الله قال من ظلم قيد شبرٍ من الأرض طوقه من سبع أرضين

3267

الرابع والعشرون بعد المائة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان قال يحيى ذاك عن الشغل من النبي أو بالنبي وفي رواية سليمان بن بلال وذلك لمكان رسول الله وأخرجه مسلم من حديث محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله حتى يأتي شعبان زاد أبو مسعود متصلا به وما كان يصوم في شهرٍ ما كان يصوم في شعبان إن كان يصومه إلا قليلا كان يصومه كله ولم أجد هذه الزيادة فيما عندنا من كتاب مسلم وقد أخرج هذه الزيادة مع الحديث أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي البرقاني في كتابه المخرج على الصحيحين بالإسناد الذي أخرجه به مسلم ولعل مسلما حذفها لأنها عنده من وجه آخر وقد أخرجا هذه الزيادة مع زيادة أخرى من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن عائشة حدثته قالت لم يكن النبي يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وأحب الصلاة إلى النبي ما دووم عليها وإن قلت وكان إذا صلى صلاة داوم عليها لفظ الحديث للبخاري وفي حديث مسلم وكان يقول أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل

3268

الخامس والعشرون بعد المائة عن سعد بن إبراهيم عن عمه أبي سلمة عن عائشة قالت ما ألفاه السحر عندي إلا نائما تعني النبي وفي رواية مسعر عن سعد قالت ما ألفى رسول الله السحر الأعلى في بيتي أو عندي إلا نائما وأخرجا من حديث الأسود بن يزيد قال سألت عائشة كيف كانت صلاة النبي بالليل قالت كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذن المؤذن وثب فإن كانت به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج

3269

السادس والعشرون بعد المائة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة أن نبي الله كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح وأخرجاه من حديث أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله يصلي ركعتي الفجر فيخففهما حتى إني أقول هل قرأ فيهما بأم القرآن وأخرجه مسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت

كان رسول الله يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما وفي حديث أبي أسامة إذا طلع الفجر

3270

السابع والعشرون بعد المائة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان النبي إذا صلى ركعتي الفجر - فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع زاد بشر بن الحكم عن سفيان حتى يؤذن بالصلاة وأخرجه مسلم من حديث عبد الرحمن بن أبي عتاب عن أبي سلمة عن عائشة مثله ولم يذكر ما زاده بشر وقد أخرج البخاري من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة قالت كان النبي إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن

3271

الثامن والعشرون بعد المائة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهرٍ قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهرٍ أكثر منه صياما في شعبان وأخرج مسلم من حديث عبد الله بن أبي لبيد عن أبي سلمة قال سألت عائشة عن صيام رسول الله فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صائما في شهرٍ قط أكثر منه في شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا ومن حديث عبد الله بن شقيق العقيلي قال

سألت عائشة عن صوم النبي فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر قد أفطر قالت وما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان وفي رواية كهمس عن عبد الله بن شقيق قالت ما علمته صام شهرا كله إلا رمضان ولا أفطره كله حتى يصوم منه حتى مضى لسبيله

3272

التاسع والعشرون بعد المائة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت إن رجلا أتى النبي فقال إنه احترق فقال ما لك قال أصبت أهلي في رمضان فأتي النبي بمكتل يدعى العرق فقال أين المحترق قال أنا قال تصدق بهذا وفي حديث الليث عن يحيى بن سعيد قال وطئت امرأتي في رمضان نهارا قال تصدق قال ما عندي شيءٌ فأمره أن يجلس فجاءه عرقان فيهما طعام فأمره أن يتصدق به وفي حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث آتي رجلٌ إلى رسول الله في المسجد في رمضان فقال يا رسول الله احترقت احترقت فسأله رسول الله ما شأنه فقال أصبت أهلي قال تصدق فقال والله يا نبي الله ما لي شيء وما أقدر عليه قال اجلس فجلس فبينا هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارا عليه طعام فقال رسول الله أين المحترق آنفا فقام الرجل فقال رسول الله تصدق بهذا فقال يا رسول الله أغيرنا فوالله إنا لجياعٌ ما لنا شيءٌ قال فكلوه

3273

الثلاثون بعد المائة عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء في ثوبه وفي حديث محمد بن بشر ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة أن رسول الله كان يغسل المني ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه وأخرجه مسلم من حديث علقمة والأسود أن رجلا نزل بعائشة فأصبح يغسل ثوبه فقالت عائشة إنما كان يجزئك أن تغسل مكانه وإن لم تره نضحت حوله لقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله فركا فيصلي فيه ومن حديث الأسود وهمام عن عائشة في المني قالت كنت أفركه من ثوب رسول الله ومن حديث عبد الله بن شهاب الخولاني قال كنت نازلا على عائشة فاحتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء فرأتني جارية لعائشة فأخبرتها فبعثت إلي عائشة فقالت ما حملك على ما صنعت بثوبيك قال فقلت رأيت ما يرى النائم في منامه قالت هل رأيت فيهما شيئا قلت لا قالت فلو رأيت شيئا غسلته لقد رأيتني وإني لأحكه من ثوب رسول الله يابسا بظفري وليس لعبد الله بن شهاب عن عائشة في الصحيح غير هذا

3274

الحادي والثلاثون بعد المائة عن سليمان يسار عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله مستجمعا قط ضاحكا حتى ترى لهواته إنما كان يتبسم وفي حديث أحمد بن عيسى عن ابن وهب نحوه وزاد وكان إذا رأى غيما عرف في وجهه قلت يا رسول الله الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيت غيما عرف في وجهك الكراهة فقال يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذابٌ أليم قد عذب قومٌ بالريح وقد رأى قومٌ العذاب فقالوا { هذا عارضٌ ممطرنا } وأخرجا بعضا منه من حديث أبي محمد عطاء بن أبي رباح عن عائشة قالت كان النبي إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه فإذا أمطرت السماء سري عنه فعرفته عائشة ذلك فقال النبي وما أدري لعله كما قال قوم { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارضٌ ممطرنا } وفي حديث جعفر بن محمد عن عطاء كان رسول الله إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك قالت عائشة فسألته فقال إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي ويقول إذا رأى المطر رحمة وفي حديث ابن وهب عن ابن جريج عن عطاء أن عائشة قالت كان النبي إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه فعرفت ذلك عائشة فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارضٌ ممطرنا }

3275

الثاني والثلاثون بعد المائة عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عائشة قالت سهر رسول الله مقدمه إلى المدينة ليلة فقال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة قالت فبينا نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح فقال من هذا قال سعد بن أبي وقاص فقال له رسول الله ما جاء بك فقال وقع في نفسي خوفٌ على رسول الله فجئت أحرسه فدعا له رسول الله ثم نام وفي حديث خالد بن مخلد قالت أرق النبي ذات ليلة فذكر نحوه وقال في آخره فنام النبي حتى سمعنا غطيطه

3276

الثالث والثلاثون بعد المائة عن الزهري عن عروة وأبي بكر بن عبد الرحمن أن عائشة قالت كان النبي يدركه الفجر في رمضان جنبا من غير حلمٍ فيغتسل ويصوم هو لهما من حديث يونس عن الزهري ولم يذكره أبو مسعود إلا لمسلم وحده وأخرجه البخاري من حديث مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام بن المغيرة أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن يقول كنت أنا وأبي فذهبت معه حتى دخلنا على عائشة فقالت أشهد على رسول الله إن كان ليصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصوم ثم دخلنا على أم سلمة فقالت مثل ذلك وفي حديث الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه أن رسول الله كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم فقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث أقسم بالله لتقرعن بها أبا هريرة - ومروان يومئذ على المدينة قال أبو بكر فكره ذلك عبد الرحمن ثم قدر لنا أن نجتمع بذي الحليفة وكانت لأبي هريرة هنالك أرض فقال عبد الرحمن لأبي هريرة إني ذاكرٌ لك أمرا ولولا مروان أقسم علي فيه لم أذكره فذكر قول عائشة وأم سلمة فقال كذلك حدثني الفضل بن عباس وهي أعلم قال البخاري وقال همام وابن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة كان النبي يأمر بالفطر والأول أسند وفي حديث عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر قال سمعت أبا هريرة يقص يقول في قصصه من أدركه الفجر جنبا فلا يصوم فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث - يعني لأبيه فأنكر ذلك فانطلق عبد الرحمن فانطلقت معه حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة فسألهما عبد الرحمن عن ذلك فكلتاهما قالت كان النبي يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم قال فانطلقنا حتى دخلنا على مروان فذكر ذلك له عبد الرحمن فقال مروان عزمت عليك إلا ما ذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول قال فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله قال فذكر له عبد الرحمن فقال أبو هريرة أهما قالتا لك قال نعم قال هما أعلم ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن العباس فقال أبو هريرة سمعت ذلك من الفضل ولم أسمعه من النبي قال: فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك قال يحيى بن سعيد قلت لعبد الملك أقالتا في رمضان قال كذلك يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم وفي حديث مالك عن عبد ربه بن سعيد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة وأم سلمة أنهما قالتا إن كان رسول الله ليصبح جنبا من جماع غير احتلامٍ في رمضان ثم يصوم وأخرجه مسلم من حديث أبي يونس مولى عائشة عن عائشة أن رجلا جاء إلى النبي يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال رسول الله وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي

3277

الرابع والثلاثون بعد المائة عن أبي محمد عبيد الله بن أبي مليكة أن عائشة كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي قال: من حوسب يومٍ القيامة عذب قالت عائشة فقلت أو ليس يقول الله { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } قالت فقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك ومن الرواة من قال من نوقش الحساب يوم القيامة عذب وأخرجه البخاري من حديث عبيد الله بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله ليس أحدٌ يحاسب إلا هلك قالت قلت يا رسول الله جعلني فداءك أليس يقول الله { فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف

يحاسب حسابا يسيرا } قال ذلك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك

3278

الخامس والثلاثون بعد المائة عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت قال رسول الله إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم

3279

السادس والثلاثون بعد المائة عن أبي عمرو ذكوان مولى عائشة قالت قلت يا رسول الله يستأمر النساء في أبضاعهن قال نعم قلت فإن البكر تستأمر فتستحيي فتسكت قال سكاتها إذنها وفي حديث أبي عاصم عن ابن جريج أن عائشة قالت قال رسول الله البكر تستأذن قلت إن البكر تستحيي قال إذنها صماتها وفي حديث عبد الرزاق عن ابن جريج قالت سألت رسول الله عن الجارية ينكحها أهلها أتستأمر أم لا فقال رسول الله تستأمر قالت عائشة فقلت له فإنها تستحيي فقال رسول الله فذلك إذنها إذا هي سكتت

3280

السابع والثلاثون بعد المائة عن أبي عاصم عبيد بن عمير الليثي عن عائشة قالت لم يكن النبي على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر ومن الرواة من قال أشد معاهدة وفي حديث حفص بن غياث عن ابن جريج ما رأيت رسول الله في شيءٍ من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر وأخرج مسلم في فضلهما من حديث سعد بن هشام بن عامر عن عائشة عن النبي قال: ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها وفي حديث سليمان التيمي عن قتادة أن رسول الله قال في شأن الركعتين عند طلوع الفجر لهما أحب إلي من الدنيا جميعا

3281

الثامن والثلاثون بعد المائة عن أبي محمد عطاء بن أبي رباح عن عائشة قالت قال النبي لا هجرة بعد الفتح ولكن جهادٌ ونية وإذا استنفرتم فانفروا هذا حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عطاء وفي حديث الأوزاعي عن عطاء قال زرت عائشة مع عبيد بن عمير فسألها عن الهجرة فقالت لا هجرة اليوم كان المؤمن يفر بدينه إلى الله ورسوله مخافة أن يفتن فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام فالمؤمن يعبد ربه حيث شاء ولكن جهادٌ ونية وفي حديث عمرو بن دينار وابن جريج عن عطاء قالت قد انقطعت الهجرة حيت فتح الله على نبيه مكة قال في حديث عبدة عن مجاهد أن ابن عمر كان يقول لا هجرة قال وحدثني الأوزاعي عن عطاء قال زرت عائشة مع عبيد بن عمير فذكره

3282

التاسع والثلاثون بعد المائة عن أبي شبل علقمة بن قيس قال قلت لعائشة هل كان رسول الله يختص من الأيام شيئا قالت لا كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول الله يطيق

3283

الأربعون بعد المائة عن الأسود بن يزيد بن قيس عن عائشة قالت اشترى رسول الله من يهودي بنسيئة وأعطاه درعا له رهنا وفي حديث عبد الواحد بن زياد عن الأعمش قال تذاكرنا عند إبراهيم الرهن والكفيل في السلم فقال حدثني الأسود عن عائشة أن النبي اشترى طعاما من يهودي إلى أجلٍ ورهنه درعا من حديد وفي حديث سفيان الثوري عن الأعمش أنها قالت توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير

3284

الحادي والأربعون بعد المائة عن الأسود عن عائشة قالت كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله أن يباشرها أمرها أن تأتزر بإزار في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك إربه كما كان النبي يملك إربه

3285

الثاني والأربعون بعد المائة عن الأسود عن عائشة أن النبي أهدى مرة غنما ولمسلم من حديث أبي معاوية عن الأعمش بالإسناد أنها قالت أهدى رسول الله إلى البيت غنما فقلدها

3286

الثالث والأربعون بعد المائة عن الأسود عن عائشة قالت رخص رسول الله لأهل بيت من الأنصار في الرقية من كل ذي حمة وفي رواية عبد الواحد بن زياد

سألت عائشة عن الرقية من الحمة فقالت رخص رسول الله في الرقية من كل ذي حمة وقد أخرجا من حديث عبد الله بن شداد عن عائشة قالت كان رسول الله يأمرني أن أسترقي من العين

3287

الرابع والأربعون بعد المائة عن إبراهيم قال قلت للأسود هل سألت عائشة عما يكره أن ينتبذ فيه فقال نعم قلت يا أم المؤمنين عم نهى النبي أن ينتبذ فيه قالت نهانا في ذلك - أهل البيت - أن ننتبذ في الدباء والمزفت قال قلت له أما ذكرت الحنتم والجر قال إنما أحدثك بما سمعت أأحدثك ما لم أسمع وأخرجه مسلم من حديث ثمامة بن حزن القشيري قال لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ فحدثتني ان وفد عبد القيس قدموا على النبي فسألوه عن النبيذ فنهاهم أن ينتبذوا في الدباء والنقير والمزفت والحنتم ودعت عائشة جارية حبشية فقالت سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول الله فقالت الحبشية كنت أنبذ لرسول الله في سقاء من الليل فأوكيه وأعلقه فإذا أصبح شرب منه فرقة مسلم في موضعين من كتاب الأشربة بإسناد واحد وليس لثمامة بن حزن عن عائشة في الصحيح غير هذا ولمسلم أيضا من حديث معاذوة العدوية عن عائشة قالت نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت وفي حديث عبد الوهاب الثقفي مثله إلا أنه جعل مكان المزفت المقير ومن حديث الحسن بن أبي الحسن البصري عن أمه خيرة عن عائشة قالت كنا ننبذ لرسول الله في سقاء يوكى أعلاه وله عزلاء ننبذه غدوة فيشربه عشيا وننبذه عشيا فيشربه غدوة

3288

الخامس والأربعون بعد المائة عن الأسود بن يزيد قال ذكروا عند عائشة أن عليا كان وصيا قالت متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري - أو قالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت انه مات فمتى أوصى إليه قال أبو مسعود وفي حديث أزهر قالت يزعمون أن رسول الله أوصى إلى علي الحديث وليست في حديث أزهر فيما رأينا من كتاب البخاري هذا اللفظ يزعمون أنه أوصى إلى علي

3289

السادس والأربعون بعد المائة عن مسروق بن الأجدع عن عائشة عن النبي قال: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة فلها أجرها بما أنفقت وللزوج بما اكتسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعضٍ شيئا

3290

السابع والأربعون بعد المائة عن مسروق بن الأجدع عن عائشة قالت ما رأيت أحدا الوجع عليه أشد من رسول الله

3291

الثامن والأربعون بعد المائة عن مسروق قال قلت لعائشة يا أماه هل رأى محمدٌ ربه فقالت لقد قف شعري مما قلت أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب ثم قرأت { وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا } { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } ومن حدثك انه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت { وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدا وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت إن الله عليمٌ خبيرٌ } ومن حدثك أنه كتم فقد كذب ثم قرأت { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } ولكنه رأى جبريل في صورته مرتين وفي حديث أبي أسامة عن زكريا بن أبي زائدة أن مسروقا قال قلت لعائشة فأين قوله تعالى { ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى } قالت ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق وفي حديث محمد بن يوسف عن سفيان ومن حدثك أنه يعلم الغيب فقد كذب وهو يقول لا يعلم الغيب إلا الله وفي حديث زهير بن حرب عن ابن علية - وهو أتم أن مسروقا قال كنت متكئا عند عائشة فقالت يا أبا عائشة ثلاثٌ من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية قلت وما هن قالت من زعم أن محمدا رأى به ربه فقد أعظم على الله الفرية قال وكنت متكئا فجلست فقلت يا أم المؤمنين انظريني ولا تعجليني - ألم يقل الله عز وجل { ولقد رآه بالأفق المبين } { ولقد رآه نزلة أخرى } فقالت أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله فقال إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض فقالت أو لم تسمع أن الله يقول { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } أو لم تسمع أن الله يقول { وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجابٍ أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه } إلى قوله { عليٌّ حكيمٌ } قالت ومن زعم أن رسول الله كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله تعالى يقول { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } قالت ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله تعالى يقول { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } وفي حديث أبي موسى محمد بن المثنى عن عبد الوهاب الثقفي عن داود نحوه وزاد قالت ولو كان محمدٌ كاتما شيئا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } وأخرج البخاري طرفا من حديث عبد الله بن عون عن القاسم قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه سادا ما بين الأفق

3292

التاسع والأربعون بعد المائة عن مسروق عن عائشة قالت دخل علي النبي وعندي رجلٌ فقال يا عائشة من هذا قلت أخي من الرضاعة قال يا عائشة انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة قال البخاري تابعه ابن مهدي عن سفيان - يعني الثوري وفي حديث هناد بن السري عن أبي الأحوص أنها قالت دخل علي رسول الله وعندي رجل قاعد فاشتد ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه قالت فقلت يا رسول الله إنه أخي من الرضاعة فقال انظرن إخوتكن من الرضاعة فإنما الرضاعة من المجاعة ولمسلم من حديث عبد الله بن الزبير عن عائشة أن النبي قال: لا تحرم المصة ولا المصتان

3293

الخمسون بعد المائة عن مسروق عن عائشة قالت كان النبي يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله وفي رواية أبي الشعثاء عن مسروق يحب التيمن ما استطاع

3294

الحادي والخمسون بعد المائة عن مسروق عن عائشة قالت لما نزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة - في الربا - خرج رسول الله فتلاهن في المسجد وحرم التجارة في الخمر وفي رواية مسلم بن إبراهيم عن شعبة خرج النبي فقال حرمت التجارة في الخمر

3295

الثاني والخمسون بعد المائة عن مسروق عن عائشة قالت ما صلى النبي صلاة بعد أن نزلت عليه { إذا جاء نصر الله والفتح } إلا يقول فيها سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي وفي رواية جرير عن منصور قالت كان رسول الله يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن وفي حديث أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله يكثر أن يقول قبل أن يموت سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك قالت فقلت يا رسول الله ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها وتقولها قال جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها { إذا جاء نصر الله والفتح } إلى آخر السورة وفي رواية عامر الشعبي عن مسروق قال كان رسول الله يكثر من قوله سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه وقال خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي فإذ رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها { إذا جاء نصر الله والفتح } فتح مكة { ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا }

3296

الثالث والخمسون بعد المائة عن مسروق عن عائشة قالت صنع رسول الله شيئا فترخص فيه فتنزه عنه قومٌ فبلغ ذلك النبي فخطب فحمد الله ثم قال ما بال أقوامٍ يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية

3297

الرابع والخمسون بعد المائة عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر ولمسلم من حديث الأسود عن عائشة قالت

كان النبي يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره

3298

الخامس والخمسون بعد المائة عن مسروق عن عائشة قالت من كل الليل قد أوتر رسول الله من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر لفظ حديث يحيى بن وثاب عن مسروق

3299

السادس والخمسون بعد المائة عن سعد بن هشام بن عامر عن عائشة قالت قال رسول الله الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌّ له أجران وليس لسعد بن هشام عن عائشة في الصحيحين غير هذا

3300

السابع والخمسون بعد المائة عن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري قال أخرجت إلينا عائشة كساءً وإزارا غليظا فقالت قبض روح النبي في هذين وفي رواية سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال أن أبا بردة قال دخلت على عائشة فأخرجت لنا إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساءً من التي تسمونها الملبدة قال وأقسمت بالله أن رسول الله قبض في هذين الثوبين وليس لأبي بردة بن أبي موسى عن عائشة في الصحيحين غير هذا الحديث

3301

الثامن والخمسون بعد المائة عن نافع مولى ابن عمر قال حدث ابن عمر أن أبا هريرة يقول من تبع جنازة فله قيراط قال أكثر أبو هريرة علينا فبعث إلى عائشة فصدقت أبا هريرة وقالت سمعت الله بقوله فقال ابن عمر لقد فرطنا في قراريط كثيرة

3302

التاسع والخمسون بعد المائة عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن - وكانت في حجر عائشة - عن عائشة أن رسول الله بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم ب { قل هو الله أحدٌ } فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله فقال سلوه لأي شيءٍ صنعت ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله أخبروه أن الله يحبه

3303

الستون بعد المائة عن أبي الرجال عن أمه عمرة عن عائشة قالت سمع رسول الله صوت خصومٍ بالباب عالية أصواتهما وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيءٍ وهو يقول والله لا أفعل فخرج عليهما رسول الله فقال أين المتألي على الله لا يفعل المعروف فقال أنا رسول الله فله أي ذلك أحب

3304

الحادي والستون بعد المائة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة قالت لما جاء النبي قتل ابن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله ابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب - تعني شق الباب - فأتاه رجل فقال إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن فذهب ثم أتي الثانية فذكر إنهن لم يطعنه فقال انههن فأتاه الثالثة فقال والله لقد غلبننا يا رسول الله فزعمت أنه قال فاحث في أفواههن التراب قالت عائشة فقلت أرغم الله أنفك والله ما تفعل ما أمرك رسول الله ولم تترك رسول الله من العناء

3305

الثاني والستون بعد المائة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت لو أن رسول الله رأى ما أحدث النساء لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل قال فقلت لعمرة أنساء بني إسرائيل منعن المسجد قالت نعم

3306

الثالث والستون بعد المائة عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة إن النبي كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو إذا كانت به قرحة أو جرح قال النبي بإصبعه هكذا - ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها - وقال باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى به سقيمنا بإذن ربنا اللفظ لابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة وفي حديث صدقة بن الفضل المروزي عنه كان النبي يقول في الرقية تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى به سقيمنا بإذن ربنا وليس لعبد ربه بن سعيد عن عمرة في مسند عائشة من الصحيح غير هذا

3307

الرابع والستون بعد المائة عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم عن عمرة عن عائشة عن النبي قال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه وفي رواية عبد الوهاب الثقفي حتى ظننت ليورثنه وأخرجه مسلم من حديث أبي المنذر هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي قال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه

3308

الخامس والستون بعد المائة عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة أنها سمعت عائشة - وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ إنما مر رسول الله على يهودية يبكى عليها فقال إنه ليبكى عليها وإنها لتعذب في قبرها اللفظ لقتيبة بن سعيد عن مالك وهو أتم ولهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة نحوه وهو مذكور في مسند ابن عمر

3309

السادس والستون بعد المائة عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة أن امرأة من الأنصار سألت النبي عن الغسل من المحيض فأمرها كيف تغتسل ثم قال خذي فرصة من مسك فتطهري بها قالت كيف أتطهر بها فاجتذبتها إلي فقلت تتبعي أثر الدم ومن الرواة من قال خذي فرصة ممسكة فتوضئي بها وأخرجه مسلم من حديث إبراهيم بن المهاجر عن صفية عن عائشة أن أسماء سألت النبي عن غسل المحيض فقال تأخذ إحداكن ماءها وسدرها فتطهر فتحسن الطهور ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حتى تبلغ شؤون رأسها ثم تصب عليها الماء ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر فقالت أسماء وكيف تطهر بها فقال سبحان الله تطهري بها قالت عائشة كأنها تخفي ذلك تتبعي بها أثر الدم وسألته عن غسل الجنابة فقال تأخذ ماءً فتطهر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها ثم تفيض عليها الماء فقالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين وفي حديث معاذ العنبري عن شعبة نحوه وقال سبحان الله واستتر وفي حديث أبي الأحوص عن إبراهيم بن مهاجر دخلت أسماء بنت شكل على رسول الله فقالت كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من الحيض وذكر الحديث ولم يذكر غسل الجنابة

3310

السابع والستون بعد المائة عن منصور بن صفية أن أمه حدثته أن عائشة حدثتها قالت إن النبي كان يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن وفي حديث قبيصة عن سفيان قالت كان رسول الله يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض

3311

الثامن والستون بعد المائة عن الحسن بن مسلم بن يناق عن صفية بنت شيبة عن عائشة أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوها فسألوا النبي فقال لعن الله الواصلة والمستوصلة قال البخاري تابعه ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية وفي رواية إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها فتمعط شعر رأسها فجاءت إلى النبي فذكرت ذلك له وقالت إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها فقال لا إنه قد لعن الموصلات وفي رواية زيد بن الحباب عن إبراهيم بن نافع فقال رسول الله لعن الواصلات وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم لعن الموصلات وفي رواية يحيى بن أبي بكر عن شعبة فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوه فسألوا رسول الله عن ذلك فلعن الواصلة والمستوصلة

3312

التاسع والستون بعد المائة عن معاذة العدوية عن عائشة أم المؤمنين إن امرأة قالت لعائشة أتجزئ إحدانا صلاتها إذا طهرت فقالت أحرورية أنت كنا نحيض مع النبي فلا يأمرنا أو قالت فلا نفعله وفي حديث عاصم الأحول عن معاذة قالت سألت عائشة فقلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة فقالت أحروية أنت قلت لست بحرورية ولكني أسأل قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة وفي رواية حماد بن زيد عن يزيد الرشك عن معاذة أن امرأة سألت عائشة فقالت أتقضي إحدانا الصلاة أيام محيضها فقالت أحرورية أنت قد كانت إحدانا تحيض على عهد رسول الله ثم لا تؤمر بقضاء وفي حديث شعبة عن يزيد قد كن نساء رسول الله يحضن أفأمرهن أن يجزين قال محمد بن جعفر غندر تعني يقضين

3313

السبعون بعد المائة من المتفق عليه من ترجمتين أخرجه البخاري من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة أن النبي كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا فلما كثر لحمه صلى جالسا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع وأخرجه مسلم من حديث يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله إذا صلى قام حتى تتفطر قدماه فقالت له عائشة أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا

3314

الحادي والسبعون بعد المائة من ذلك أخرجه البخاري عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة قالت كان النبي إذا أراد أن ينام وهو جنبٌ غسل فرجه وتوضأ للصلاة أخرجه أبو بكر البرقاني من حديث يحيى بن بكير بالإسناد الذي أخرجه به البخاري أن عائشة قالت كان النبي إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه ثم توضأ للصلاة ثم ينام وأخرجه البخاري أيضا من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال سألت عائشة أكان رسول الله يرقد وهو جنب قالت نعم ويتوضأ وأخرجه مسلم من حديث أبي بكر محمد بن شهاب الزهري عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف عن عائشة أن رسول الله كان إذا أراد أن ينام وهو جنبٌ توضأ للصلاة قبل أن ينام وفي حديث الأسود بن يزيد بن قيس النخعي عن عائشة قالت كان رسول الله إذا كان جنبا فإن أراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه وأخرجه مسلم أيضا من حديث عبد الله بن أبي قيس قال سألت عائشة عن وتر رسول الله فذكر الحديث وفيه قلت كيف كان رسول الله يصنع في الجنابة أكان يغتسل قبل أن ينام أو ينام قبل أن يغتسل قالت كل ذلك قد كان يفعل فربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام قلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة اختصره مسلم فأخرج منه غرضه في النوم قبل الغسل ونبهنا على ذلك بقوله وذكر الحديث فبحثنا عنه لنجد تمامه فوجدنا الإمام أبا بكر البرقاني قد أخرجه بطوله فيما خرج على الصحيحين من حديث قتيبة عن الليث كما أخرج مسلم منه ما أخرج وأوله قال سألت عائشة عن وتر رسول الله فقلت كان يوتر من أول الليل أم من آخره قالت ربما أوتر من أول الليل وربما أوتر من آخره قلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة فقلت فكيف كانت قراءته أكان يسر بالقراءة أو يجهر قالت كل ذلك قد كان يفعل ربما أسر وربما جهر فقلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة فقلت كيف كان يصنع في الجنابة أكان يغتسل قبل أن ينام أو ينام قبل أن يغتسل قالت كل ذلك قد كان يفعل فربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام قلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة وليس لعبد الله بن أبي قيس عن عائشة في الصحيح غير هذا ولم يخرج له البخاري عنها شيئا

3315

الثاني والسبعون بعد المائة من ذلك أيضا اتفقا في المسند منه فأخرجه البخاري من حديث مسروق عن عائشة أن بعض أزواج النبي قلن للنبي أينا أسرع بك لحوقا قال أطولكن يدا فأخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا فعلمنا بعد أنما كان طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة وأخرجه مسلم من حديث عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت قال رسول الله أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق

3316

الثالث والسبعون بعد المائة من ذلك أخرجه البخاري من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت الضحية كنا نملح منه فتقدم به إلى النبي بالمدينة فقال لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام وليست بعزيمة ولكن أراد أن نطعم منه والله أعلم وأخرجه مسلم من حديث عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن واقد قال نهى رسول الله عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث قال عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة فقالت صدق سمعت عائشة تقول دف أهل أبياتٍ من أهل البادية حضرة الأضحى زمن رسول الله فقال رسول الله ادخروا ثلاثا ثم تصدقوا بما بقي فلما كان بعد ذلك قالوا يا رسول الله إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون فيها الودك فقال رسول الله وما ذاك قالوا نهيت أن تؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث فقال إنما نهيتكم لأجل الدافة التي دفت فكلوا وادخروا وتصدقوا

3317

الرابع والسبعون بعد المائة أخرجه البخاري من حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس - وكان ممن شهد بدرا مع النبي - تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه الوليد بن عتبة بن ربيعة - وهو مولى لامرأة من الأنصار كما تبنى النبي زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورثه من ميراثه حتى أنزل الله { ادعوهم لآبائهم } إلى قوله { ومواليكم } فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أبٌ كان مولى وأخا في الدين فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري وهي امرأة أبي حذيفة - النبي فقالت يا رسول الله إنا كنا نرى سالما ولدا وقد أنزل الله فيه ما قد علمت وذكر الحديث هكذا هو عند البخاري لم يخرج تمامه وقد وقع الحديث بطوله من حديث أبي اليمان عن شعيب عن الزهري وأخرجه أبو بكر البرقاني في كتابه بطوله من حديث أبي اليمان أيضا وعنه أخرج البخاري ما أخرج منه وفيه بعد قولها وكنا نرى سالما ولدا وكان يأوي معي ومع أبي حذيفة في بيت واحد ويراني فضلا وقد أنزل الله ما قد علمت فكيف ترى يا رسول الله فقال لها رسول الله أرضعيه فأرضعته خمس رضعات فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة فبذلك كانت عائشة تأمر بنات إخوتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها - وإن كان كبيرا - خمس رضعات ثم يدخل عليها وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع من المهد وقلن لعائشة والله ما ندري لعلها رخصة لسالم من رسول الله دون الناس وقد أخرج مسلم مجيء سهلة في ذلك من حديث عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى النبي فقالت يا رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه فقال النبي أرضعيه قالت وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله وقال قد علمت أنه رجل كبير وكان قد شهد بدرا وأخرجه أيضا من حديث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة أن سالما مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم فأتت - يعني سهلة بنت سهيل النبي فقالت إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا وإنه يدخل علينا وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا فقال لها النبي أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة فرجعت فقالت إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة وأخرج أيضا من حديث زينب بنت أم سلمة قالت قالت أم سلمة لعائشة إنه يدخل عليك الغلام الأيفع الذي ما أحب أن يدخل علي قالت فقالت عائشة أما لك في رسول الله أسوة وقالت إن امرأة أبي حذيفة قالت يا رسول الله إن سالما يدخل علي وهو رجل وفي نفس أبي حذيفة منه شيءٌ فقال رسول الله أرضعيه حتى يدخل عليك وفي حديث بكير بن الأشج عن حميد بن نافع عن زينب أن أم سلمة قالت لعائشة والله ما تطيب نفسي أن يراني الغلام وقد استغنى عن الرضاعة فقالت ولم قد جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله فقالت يا رسول الله والله إني لأرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم فذكر نحوه بمعناه وفيه أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة وليس لزينب بنت أبي سلمة عن عائشة في الصحيح غير هذا وفي حديث أبي عبيدة بن زمعة عن أمه زينب عن أمها أم سلمة أنها كانت تقول أبى سائر أزواج النبي أن يدخلن عليهن أحدا بتلك الرضاعة وقلن لعائشة ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله لسالم خاصة فما هو بداخلٍ علينا أحدٌ بهذه الرضاعة ولا رائينا ولمسلم من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة أنها قالت وهي تذكر الذي يحرم من الرضاعة نزل في القرآن عشر رضعات معلومات ثم نزل أيضا خمس معلومات وأخرجه أيضا من حديث مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعاتٍ معلومات يحرمن ثم نسخن بخمسٍ معلومات فتوفي رسول الله وهي فيما يقرأ من القرآن زاد أبو مسعود متصلا به قال فبلغني أن عائشة كان لا يراها أحدٌ إلا أحدا أرضع خمس رضعات

3318

الخامس والسبعون بعد المائة من المتفق عليه من ترجمتين أخرجه البخاري من رواية نافع بن جبير بن مطعم عن عائشة قالت قال رسول الله يغزو جيشٌ الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت قلت يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ويبعثون على نياتهم وأخرجه مسلم من رواية محمد بن زياد عن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت عبث رسول الله في منامه فقلنا يا رسول الله صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله فقال العجب أن ناسا من أمتى يؤمون هذا البيت لرجلٍ من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا يا رسول الله إن الطريق قد تجمع الناس قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله عز وجل على نياتهم

أفراد البخاري

3319

الحديث الأول عن عبد الرحمن بن القاسم أن القاسم كان يمشي بين يدي الجنازة ولا يقوم لها ويخبر عن عائشة قالت كان أهل الجاهلية يقومون لها يقولون إذا رأوها كنت في أهلك ما أنت مرتين

3320

الثاني عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كانت إحدانا تحيض ثم تقترص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على سائره ثم تصلي فيه

3321

الثالث عن نافع مولى ابن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله كان إذا رأى المطر قال صيبا نافعا قال البخاري تابعه القاسم بن يحيى عن عبيد الله - هو ابن عمر ورواه الأوزاعي وعقيل عن نافع

3322

الرابع عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد قال: قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لك وأدعو لك فقالت عائشة واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله بل أنا وارأساه لقد هممت - أو أردت - أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون ويحتمل أن يضاف إلى هذا ما أخرجه مسلم من حديث عروة عن عائشة قالت قال لي رسول الله في مرضه ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر

3323

الخامس عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال النبي من نذر أن يطيع الله فليطعمه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه

3324

السادس عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - وأبو بكر عبد الله بن أبي عتيق ومحمد بن عبد الرحمن هو أبو عتيق ولد على عهد رسول الله - عن عائشة أنها سمعت النبي يقول إن هذه الحبة السوداء شفاءٌ من كل داءٍ إلا السام قلت وما السام قال الموت وأوله أن خالد بن سعد قال خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق فقدمنا المدينة وهو مريض فعاده ابن أبي عتيق فقال لنا عليكم بهذه الحبة السوداء فخذوا منها خمسا أو سبعا فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيتٍ في هذا الجانب وفي هذا الجانب فإن عائشة حدثتني أنها سمعت النبي يقول وذكر الحديث

3325

السابع عن ا لزهري عن عروة عن عائشة قالت يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } شققن مروطهن فاختمرن بها وأخرجه البخاري أيضا من حديث الحسن بن مسلم بن يناق عن صفية بنت شيبة أن عائشة كانت تقول لما نزلت هذه الآية { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها

3326

الثامن عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن أبا بكر تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر فلما هاجر أبو بكر طلقها فتروجها ابن عمها هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة رثى كفار قريش

وماذا بالقليب قليب بدرٍ ** من الشيزى تزين بالسنام

وماذا بالقليب قليب بدرٍ ** من القينات والشرب الكرام

تحيينا ا لسلامة أم بكر ** وهل لي بعد قومي من سلام

يحدثنا الرسول بأن سنحيا ** وكيف حياة أصداءٍ وهام

3327

التاسع عن الزهري عن عروة أن عائشة قالت قال رسول الله رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرا يجر قصبه وهو أول من سيب السوائب هو عمرو بن لحي بن قمعة كذا حكى أبو مسعود وفي حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عمرو بن عامر الخزاعي 3328 - العاشر عن الزهري عن عروة أن عائشة أخبرته أن النكاح كان على أربعة أنحاء فنكاحٌ منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر ليالٍ بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان - تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع منه الرجل ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن الرايات - وتكون علما فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لها القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاط ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد بالحق هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم

3329

الحادي عشر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال النبي ما أظن فلانا وفلانا يعرفنا من ديننا شيئا قال الليث كانا رجلين من المنافقين وفي حديث بكير عن الليث قالت دخل علي النبي يوما وقال يا عائشة ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا الذي نحن عليه

3330

الثاني عشر عن ابن شهاب عن عروة أنه سأل عائشة عن قوله { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } أو { كذبوا } - قالت بل كذبهم قومهم فقلت والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن فقالت يا عروة أجل لقد استيقنوا بذلك قلت فلعلها { قد كذبوا } قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها قلت فما هذه الآية قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عليهم النصر حتى إذا استيأست الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك وأخرجه أيضا من حديث أبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: قال ابن عباس { إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } خفيفة قال ذهب بها هنالك وتلا { حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } قال فلقيت عروة بن الزبير فذكرت ذلك له فقال: قالت عائشة معاذ الله والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كائن قبل أن يموت ولكن لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا أن يكون من معهم من قومهم يكذبونهم وكانت تقرؤها { وظنوا أنهم قد كذبوا } مثقلة

3331

الثالث عشر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي تبتغي بذلك رضى رسول الله

3332

الرابع عشر في الهجرة عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يومٌ إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبا بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي فقال ابن الدغنة فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار فارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة في أشراف كفار قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة وفي رواية يونس فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وقالوا فليعبد ربه في داره وليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذنا ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاءً لا يملك عينه إذا قرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد تجاور ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان قالت عائشة فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله والنبي يومئذ بمكة فقال النبي للمسلمين إني أريت دار هجرتكم سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة ويرجع عامة من كان بأرض الحبشة إلى المدينة وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له رسول الله على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأبي أنت قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله وعلف راحلتين كانتا عنده من ورق السمر - وهو الخبط - أربعة أشهر قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة فبينا نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائلٌ لأبي بكر هذا رسول الله متقنعا - في ساعة لم يكن يأتينا فيها - فقال أبو بكر فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمرٌ قالت فجاء رسول الله فاستأذن فأذن له فدخل فقال النبي لأبي بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال فإني قد أذن لي في الخروج قال أبو بكر الصحابة بأبي أنت يا رسول الله فقال رسول الله نعم فقال أبو بكر فخذ بأبي أنت يا رسول الله - إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب قطعت أسماء بنت أبى بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاق قالت ثم لحق رسول الله وأبو بكر بغار في جبل ثورٍ فمكثا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن يدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبى بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة العشاء فيبيتان في رسلٍ حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث واستأجر رسول الله وأبو بكر رجلا من بني الديل وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتها وواعداه في غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما فأتاهما صبح ثلاثٍ فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الديلي فأخذ بهم طريق السواحل وفي رواية طريق الساحل قال ابن شهاب فأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي - وهو ابن أخي سراقة ابن مالك - أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله وأبي بكر دية كل رجل منهما لمن قتله أو أسره فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت له إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيت تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثانٌ ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم الأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله فقلت له إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قال أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أدم ومضى رسول الله قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسا الزبير رسول الله وأبا بكر ثياب بياض وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فيتنظرونه حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجلٌ من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرونه قال فثار المسلمون إلى السلاح فلقوا رسول الله بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صامتا فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله عند ذلك فلبث رسول الله في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذٍ رجالٌ من المسلمين وكان مربدا للتمر لسهل وسهيل غلامين يتيمين في حجر سعد بن زرارة - فقال رسول الله حين بركت راحلته هذا إن شاء الله المنزل ثم دعا رسول الله الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا بل نهبه لك يا رسول الله ثم بناه مسجدا وطفق رسول الله ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن

هذا الحمال لا حمال خيبر ** هذا أبر ربنا وأطهر

ويقول

اللهم إن الأجر أجر الآخره ** فارحم الأنصار والمهاجره

فتمثل بشعر رجل من المهاجرين لم يسم لي قال ابن شهاب ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله تمثل ببيت شعر تام غير هذه الأبيات وأخرج البخاري أيضا منه طرفا مختصرا أوله هاجر إلى الحبشة نفرٌ من المسلمين وتجهز أبو بكر مهاجرا فقال النبي على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر أو ترجوه بأبي أنت قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله وذكر نحوا مما قدمنا إلى قوله واستأجر رسول الله وأبو بكر رجلا من بني الدئل وأخرج البخاري طرفا منه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذن النبي أبو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى فقال أقم فقال يا رسول الله أتطمع أن يؤذن لك فكان يقول إني لأرجو ذلك قال فانتظره أبو بكر فأتاه رسول الله ذات يوم ظهرا فقال له أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هما ابنتاي فقال اشعرت أنه قد أذن لي في الخروج فقال يا رسول الله الصحبة فقال النبي الصحبة فقال يا رسول الله عندي ناقتان قد كنت أعددتهما للخروج فأعطى النبي إحداهما وهي الجدعاء فركبها فانطلقا حتى أتيا الغار وهو بثور فتواريا فيه وكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها وكانت لأبي بكر منحة فكان يروح بها ويغدو عليهم ويصبح فيدلج إليهما ثم يسرح فلا يفطن له أحد من الرعاء فلما خرجا خرج معهما يعقبانه حتى قدما المدينة فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة قال هشام فأخبرني أبي قال لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري قال له عامر بن الطفيل من هذا وأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة قال لقد رأيته بعدما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلي السماء بينه وبين الأرض ثم وضع فأتى النبي خبرهم فنعاهم فقال إن أصحابكم قد أصيبوا وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا فأخبرهم عنهم وأصيب فيهم يومئذ عروة بن أسماء ابن الصلت ومنذر بن عمرو وفي رواية علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت لقل يومٌ كان يأتي على النبي إلا يأتي فيه بيت أبي بكر أحد طرفي النهار فلما أذن له في الخروج إلى المدينة لم يرعنا إلا وقد أتانا ظهرا فخبر به أبو بكر فقال ما جاء النبي في هذه الساعة إلا من حدث فلما دخل عليه قال لأبي بكر أخرج من عندك قال إنما هما ابنتاي عائشة وأسماء قال أشعرت انه قد أذن لي في الخروج قال الصحبة يا رسول الله قال الصحبة قال يا رسول الله إن عندي ناقتين أعددتهما للخروج فخذ إحداهما قال قد أخذتها بالثمن لم يزد

3333

الخامس عشر أخرجه البخاري تعليقا من حديث يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان النبي يقول في مرضه الذي مات فيه يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم

3334

السادس عشر عن الأوزاعي قال سألت الزهري أي أزواج النبي استعاذت منه فقال أخبرني عروة عن عائشة أن ابنة الجون لما دخلت على رسول الله ودنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال لها لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك

3335

السابع عشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن قوما قالوا يا رسول الله إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا فقال سموا عليه أنتم وكلوا قالت وكانوا حديثي عهد بالكفر وفي حديث أبي خالد الأحمر قالت قالوا يا رسول الله إن هنا أقواما حديث عهدهم بشرك يأتوننا بلحمانٍ لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا فقال اذكروا أنتم اسم الله وكلوا

3336

الثامن عشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت لعبد الله بن الزبير ادفني مع صواحبي ولا تدفني مع النبي في البيت فإني أكره أن أزكي به وعن هشام عن أبيه أن عمر أرسل إلى عائشة ائذني لي أن أدفن مع صاحبي قالت إي والله وكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة قالت لا والله لا أوثرهم بأحدٍ أبدا

3337

التاسع عشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو

3338

العشرون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر لم يكن يحنث في يمين قط حتى أنزل الله كفارة الأيمان فقال لا أحلف على يمين فرأيت غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خيرٌ وكفرت عن يميني وفي رواية النضر بن شميل إلا قبلت رخصة الله وفعلت الذي هو خير وقد أخرج بعض الأئمة هذا الحديث في مسند أبي بكر رضي الله عنه

3339

الحادي والعشرون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله مات وأبو بكر بالسنح - يعني بالعالية فقام عمر يقول والله ما مات رسول الله قالت وقال عمر ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله وقبله قال بأبي أنت طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقنك الله الموتتين أبدا ثم خرج فقال أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت وقال { إنك ميت وإنهم ميتون } وقال { وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين } قال فنشج الناس يبكون قالت واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا منا أميرٌ ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر وكان يقول والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت ألا يبلغه أبو بكر ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء فقال حباب بن المنذر لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارا وأعزهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة فقال عمر بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس فقال قائل قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر قتله الله قالت فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ثم لقد بصر أبو بكر الناس في الله وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يتلون { وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل } إلى { الشاكرين }

3340

الثاني والعشرون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت هزم المشركون يوم أحد هزيمة بينة تعرف فيهم فصرخ إبليس أي عباد الله إخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه فقال أبي أبي قالت فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم قال عروة فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خيرٌ حتى لقي الله زاد في آخر حديث محمد بن حرب وقد كان انهزم منهم قومٌ حتى لحقوا بالطائف

3341

الثالث والعشرون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله فقدم رسول الله وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم وخرجوا قدمه الله لرسوله في دخولهم الإسلام

3342

الرابع والعشرون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أنزلت هذه الآية { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } في قول الرجل لا والله بلى والله

3343

الخامس والعشرون عن هشام بن عروة تعليقا - من رواية ابن أبي الزناد عن أبيه مثل حديثٍ رواه البخاري قبله من حديث يحيى بن سعيد فيه وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ألم أنهكم أن تلدوني قلنا كراهية المريض للدواء فقال لا يبقى أحدٌ في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم وهذا الحديث أخرجه البخاري من رواية علي بن المديني عن يحيى وهو من حديث يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله وقد ذكره أبو بكر البرقاني بهذا الإسناد ولم يذكره أبو مسعود في ترجمة موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله

3344

السادس والعشرون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب وكان لها حفشٌ في المسجد قالت فكانت تأتينا فتحدث عندنا فإذا فرغت من حديثها قالت ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني فلما أكثرت قالت لها عائشة وما يوم الوشاح وفي حديث أبي أسامة قالت عائشة فقلت لها وما شأنك قالت خرجت جويرية وعليها وشاحٌ من أدم فسقط منها فانحطت عليه الحديا وهي تحسبه لحما لبعض أهلي فأخذته فاتهموني به فعذبوني إذ أقبلت الحديا حتى وازت رؤوسنا ثم ألقته فأخذوه فقلت لهم هذا الذي اتهمتوني به وأنا منه بريئة

3345

السابع والعشرون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله يقبل الهدية ويثيب كذا في حديث عيسى بن يونس عن هشام قال البخاري ولم يذكر وكيع ومحاضر عن هشام عن أبيه عن عائشة

3346

الثامن والعشرون عن عطاء بن أبي رباح عن عروة عن عائشة أن ناسا طافوا بالبيت بعد صلاة الصبح ثم قعدوا إلى المذكر حتى إذا طلعت الشمس قاموا يصلون فقالت عائشة قعدوا حتى إذا كانت الساعة التي تكرة فيها الصلاة قاموا يصلون

3347

التاسع والعشرون عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة عن النبي قال من عمر أرضا ليست لأحد فهو أحق قال عروة قضى به عمر في خلافته

3348

الثلاثون عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة قال كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة بعد النبي وأبي بكر وكان أبر الناس بها وكانت لا تمسك شيئا فما جاءها من رزق الله تصدقت به فقال ابن الزبير ينبغي أن يؤخذ على يديها فقالت أيؤخذ على يدي علي نذرٌ إن كلمته فاستشفع إليها برجالٍ من قريش وبأخوال رسول الله خاصة فامتنعت فقال له الزهريون أخوال النبي منهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث والمسور ابن مخرمة إذا استأذنا فاقتحم الباب ففعل فأرسل إليها بعشر رقاب فأعتقتهم ثم لم تزل تعتقهم حتى بلغت أربعين فقالت وددت أني جعلت حين حلفت عملا أعمله فأفرغ منه وأخرج البخاري أيضا طرفا منه يتعلق به - تعليقا - من حديث الليث عن أبي الأسود عن عروة قال ذهب عبد الله بن الزبير مع أناس من بني زهرة إلى عائشة وكانت أرق شيءٍ عليهم لقرابتهم من رسول الله

3349

الحادي والثلاثون عن تميم بن سلمة - تعليقا - من رواية الأعمش عنه عن عروة عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة خولة إلى رسول الله وكلمته في جانب البيت وما أسمع ما تقول فأنزل الله { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } إلى آخر الآية فيه في كتاب البخاري اختصار وقد ذكره أبو بكر البرقاني في كتابه من حديث الأعمش عن تميم كما ذكرناه

3350

الثاني والثلاثون عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال جاء رجل إلى ابن عباسٍ وأبو هريرة جالسٌ عنده قال أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة فقال ابن عباس آخر الأجلين وقلت أنا { أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } قال أبو هريرة أنا مع ابن أخي - يعني أبا سلمة فأرسل ابن عباس غلامه كريبا فسألها فقالت قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى فوضعت بعد موته بأربعين ليلة فخطبت فأنكحها رسول الله وكان أبو السنابل بن بعكك فيمن خطبها أخرجه أبو مسعود الدمشقي في أفرا د البخاري من ترجمة يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة في مسند عائشة ثم قال وأخرجه مسلم من حديث يحيى الأنصاري عن سليمان بن يسار عن أم سلمة وذلك مذكور في مسند أم سلمة في أفراد مسلم من ترجمة كريب عنها وليس فيما عندنا من كتاب البخاري إلا كما أوردنا فسألها مهملا لم يذكر لها اسما ولعل أبا مسعود وجد في نسخة عن عائشة

3351

الثالث والثلاثون عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة وابن عباس أن النبي لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا

3352

الرابع والثلاثون عن مجاهد عن عائشة قالت قال رسول الله لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا قال البخاري تابعه علي بن الجعد وابن عرعرة وابن أبي عدي عن شعبة

3353

الخامس والثلاثون عن مجاهد قال: قالت عائشة ما كان لإحدانا إلا ثوبٌ واحد تحيض فيه فإذا أصابه شيءٌ من دمٍ قالت بريقها فقصعته بظفرها وعند أبي بكر البرقاني بلته بريقها فقصعته بظفرها

3354

السادس والثلاثون عن ابن جريج قال أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال قال كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي مع الرجال قال قلت أبعد الحجاب أو قبله قال لقد أدركته بعد الحجاب قلت كيف يخالطن الرجال قال لم يكن يخالطن كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم فقالت امرأة انطلقي نستلم يا أم المؤمنين قالت انطلقي عنك وأبت وكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال وكنت آتي مع عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير قلت وما حجابها قال هي في قبة تركية لها غشاء وما بيننا وبينها غير ذلك ورأيت عليها درعا موردا

3355

السابع والثلاثون عن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي قال سألت عائشة ما كان النبي يصنع في بيته قالت كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة وفي حديث محمد بن عرعرة عن شعبة فإذا سمع الأذان خرج

3356

الثامن والثلاثون عن مسروق بن الأجدع عن عائشة قالت سألت رسول الله عن الالتفات في الصلاة فقال هو اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد

3357

التاسع والثلاثون عن مسروق عن عائشة أنها كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته وتقول إن اليهود تفعله قال البخاري تابعه شعبة عن الأعمش

3358

الأربعون عن أبي عطية مالك بن عامر عن عائشة قالت إني لأعلم كيف كان رسول الله يلبي لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك زاد في مسند ابن عمر والملك لا شريك لك

3359

الحادي والأربعون عن محمد بن المنتشر عن عائشة أن النبي كان لا يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة

3360

الثاني والأربعون عن أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود عن عائشة قال سألتها عن قوله عز وجل { إنا أعطيناك الكوثر } قالت نهر أعطيه نبيكم شاطئاه عليه درٌّ مجوف آنيته كعدد النجوم

3361

الثالث والأربعون عن يوسف بن ماهك قال كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا فقال مروان هذا الذي أنزل الله فيه { والذي قال لوالديه أفٍ لكما أتعدانني } فقالت عائشة من وراء الحجاب ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري

3362

الرابع والأربعون عن يوسف بن ماهك عن عائشة قالت لقد نزل على محمد وإني لجارية ألعب { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } وأخرجه البخاري أيضا بطوله عن يوسف بن ماهك قال إني عند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقيٌّ فقال أي الكفن خير قالت ويحك وما يضرك قال يا أم المؤمنين أريني مصحفك قالت لم قال لعلي أؤلف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك أيه قرأت قبل إنما نزلت أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر قالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد وأنا جارية ألعب { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } وما نزلت سورة البقرة والنساء ولا وأنا عنده قال فأخرجت المصحف فأملت عليه آي السور

3363

الخامس والأربعون عن عكرمة مولى ابن عباس عن عائشة أن النبي اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم فربما وضعت الطست تحتها من الدم وزعم أن عائشة رأت ماء العصفر فقال كأن هذا شيء كانت فلانة تجده وفي حديث يزيد بن زريع اعتكفت مع رسول الله امرأة من أزواجه فكانت ترى الدم والصفرة والطست تحتها وهي تصلي

3364

السادس والأربعون عن عكرمة عن عائشة قالت لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر

3365

السابع والأربعون عن أيمن المكي قال دخلت على عائشة وعليها درع قطرٍ ثمن خمسة دراهم فقالت ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها تزهى أن تلبسه في البيت وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره

3366

الثامن والأربعون عن طلحة بن عبد الله - رجل من بني تيم بن مرة - عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا

3367

التاسع والأربعون عن يحيى بن معمر عن عائشة قالت سألت رسول الله عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد

3368

الخمسون عن عمران بن حطان أن عائشة حدثته أن النبي لم يكن يترك شيئا فيه تصاليب إلا نقضه وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي وأبو بكر البرقاني من حديث يزيد بن هارون عن هشام الدستوائي وفيه لم يكن يدع في بيته سترا أو ثوبا فيه تصليبٌ إلا قضبه وهكذا حكى أبو مسعود الدمشقي إبراهيم بن محمد الحافظ في كتابه

3369

الحادي والخمسون أخرجه تعليقا من حديث الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت سمعت النبي يقول الأرواح جنودٌ مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف قال البخاري وقال يحيى ابن أيوب حدثني يحيى بن سعيد بهذا لم يخرجه مسلم من حديث عائشة وقد أخرجه بالإسناد من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة

3370

الثاني والخمسون عن الحسن بن مسلم بن يناق عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت كنا إذا أصابت إحدانا جنابة أخذت بيديها ثلاثا فوق رأسها ثم تأخذ بيدها على شقها الأيمن وبيدها الأخرى على شقها الأيسر

3371

الثالث والخمسون عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد قال لكن أفضل الجهاد حجٌّ مبرور وليس لعائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها في صحيح البخاري غير هذا

أفراد مسلم

3372

الحديث الأول عن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت قال رسول الله عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء قال ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة قال وكيع انتقاص الماء يعني الاستنجاء به

3373

الثاني عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري أنهم كانوا جلوسا فذكروا ما يوجب الغسل فاختلف في ذلك رهطٌ من المهاجرين والأنصار فقال الأنصاريون لا يجب الغسل إلا من الدفق أو من الماء وقال المهاجرون بل إذا خالط فقد وجب الغسل قال أبو موسى فأنا أشفيكم من ذلك قال فقمت فاستأذنت على عائشة فأذنت لي فقلت لها يا أمتاه - أو يا أم المؤمنين إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أستحييك فقالت لا تستحي أن تسألني عما كنت سائلا عنه أمك التي ولدتك قلت فما يوجب الغسل قالت على الخبير سقطت قال رسول الله إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل ولمسلم أيضا من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن أختها عائشة أم المؤمنين أن رجلا سأل رسول الله عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل - وعائشة جالسة فقال رسول الله إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل

3374

الثالث عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت فقدت رسول الله من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك قال الإمام أبو بكر البرقاني وافق أبا أسامة عبدة بن سليمان ورواه عن عبيد الله بن عمر محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة كذلك ومنهم من قال عن الأعرج عن عائشة ورواية من روى عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة أولى لأنه زاد وزيادة الثقة مقبولة وهي التي عول مسلم عليها ولم يخرج الرواية الأخرى ولمسلم من حديث ابن أبي مليكة عبد الله بن عبيد الله عن عائشة قالت افتقدت النبي ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسست ثم رجعت فإذا هو راكعٌ أو ساجدٌ يقول سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت فقلت بأبي أنت وأمي إني لفي شأن وإنك لفي آخر ولمسلم في معنى التسبيح لفظٌ آخر من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير أن عائشة نبأته أن رسول الله كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح

3375

الرابع عن عبد الرحمن بن القاسم من رواية مالك عن أبيه عن عائشة أن رسول الله أفرد الحج

3376

الخامس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بالشجرة فأمر النبي أبا بكر أن يأمرها أن تغتسل وتهل

3377

السادس عن ثابت بن عبيد عن القاسم عن عائشة قالت قال لي رسول الله ناوليني الخمرة من المسجد فقلت إني حائض قال إن حيضتك ليست في يدك وليس لثابت بن عبيد عن القاسم في مسند عائشة من الصحيح غير هذا

3378

السابع عن عبد الله بن أبي عتيق عن عائشة أن رسول الله قال إ ن في عجوة العالية شفاءً وإنها ترياقٌ أول البكرة

3379

الثامن عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي قال: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميتٍ فوق ثلاثٍ إلا على زوجها

3380

التاسع عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي قال: من أدرك من العصر سجدة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك حكى أبو مسعود أن مسلما أخرجه في الصلاة وحكى أبو بكر البرقاني أن بعض الرواة قال والسجدة إنما هي الركعة

3381

العاشر عن الزهري أن النبي أقسم ألا يدخل على أزواجه شهرا قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة قالت لما مضت تسع وعشرون ليلة أعدهن دخل علي رسول الله قالت بدأ بي فقلت يا رسول الله إنك أقسمت ألا تدخل علينا شهرا وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدهن قال إن الشهر تسعٌ وعشرون

3382

الحادي عشر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان يدخل على أزواج النبي مخنثٌ فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة قال فدخل النبي يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمانٍ فقال النبي ألا أرى هذا يعرف ما ها هنا لا يدخلن عليكن فحجبوه

3383

الثاني عشر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارجٍ من نار وخلق آدم مما وصف لكم

3384

الثالث عشر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أم سليم أم بني أبي طلحة سألت رسول الله عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل هل عليها الغسل فقال نعم إذا رأت الماء أدرجه مسلم على ما قبله وقال بمعناه غير أن فيه إن عائشة قالت فقلت لها أفٍّ أترى المرأة ذلك وأخرجه أيضا من حديث مسافع بن عبد الله الحجبي عن عروة عن عائشة أن امرأة قالت لرسول الله هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء فقال نعم فقالت لها عائشة تربت يداك فقال رسول الله دعيها وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك فإذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الرجل أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه

3385

الرابع عشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيءٌ قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيءٌ من محارم الله فينتقم لله

3386

الخامس عشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي قال: نعم الأدم - أو الإدام - الخل شك الراوي وفي حديث يحيى بن صالح الوحاظي الأدم ولم يشك

3387

السادس عشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي قال: لا يجوع أهل بيتٍ عندهم التمر وأخرجه أيضا من حديث أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله يا عائشة بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله - أو جاع أهله قالها مرتين أو ثلاثا

3388

السابع عشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن امرأة قالت يا رسول الله أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني فقال رسول الله المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور وفي حديث فاطمة بنت المنذر عن أسماء أنها قالت إن لي ضرة فهل علي جناح أن أتشبع من مال زوجي فقال فذكر مثل ذلك وهو مذكور في مسندها

3389

الثامن عشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وعن ثابت عن أنس أن النبي مر بقوم يلقحون فقال لو لم يفعلوا لصلح فتركوا قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم

3390

التاسع عشر عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت عائشة يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم

3391

العشرون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } قام رسول الله على الصفا فقال يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم

3392

الحادي والعشرون عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت طاف النبي في حجة الوداع حول الكعبة على بعيره يستلم الركن كراهية أن يضرب عنه الناس

3393

الثاني والعشرون عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة عن النبي أنه كان يقول قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم قال ابن وهب تفسير محدثون ملهمون ورواه هكذا عن سعد بن إبراهيم ابنه إبراهيم بن سعد وابنه عجلان وأخرجه مسلم من حديثهما عنه كما ذكرنا وأخرجه البخاري بخلاف ذلك من حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال البخاري ورواه زكريا بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال أبو مسعود الدمشقي وهو الصواب وأما حديث ابن عجلان عن سعد فإنه يقول فيه عن عائشة كذلك رواه عنه الناس ولا أعلم أحدا تابع ابن وهب عن إبراهيم بن سعد في قوله عن عائشة

3394

الثالث والعشرون عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة أن رسول الله سئل في غزوة تبوك عن سترة المصلي فقال كمؤخرة الرحل

3395

الرابع والعشرون عن عبد الله بن نيار بن مكرم الأسلمي عن عروة عن عائشة قالت خرج رسول الله قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجلٌ قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله حين رأوه فلما أدركه قال لرسول الله جئت لأتبعك وأصيب معك فقال له رسول الله تؤمن بالله ورسوله قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قالت ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي كما قال أول مرة فقال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة تؤمن بالله ورسوله قال نعم فقال له رسول الله فانطلق

3396

الخامس والعشرون عن الزهري عن سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان أنه سأل عروة بن الزبير عن الوضوء مما مست النار فقال عروة سمعت عائشة تقول قال رسول الله توضئوا مما مست النار

3397

السادس والعشرون عن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي عن عروة عن عائشة أن رسول الله أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به فقال لها يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها بحجرٍ ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى

3398

السابع والعشرون عن يزيد بن قسيط عن عروة عن عائشة أن رسول الله خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال ما لك يا عائشة أغرت فقلت وما لي لا يغار مثلي على مثلك فقال رسول الله أقد جاءك شيطانك قلت يا رسول الله أو معي شيطان قال نعم قلت ومع كل إنسان قال نعم قلت ومعك يا رسول الله قال نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم

3399

الثامن والعشرون عن عبد الله بن البهي مولى مصعب بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت كان النبي يذكر الله على كل أحيانه

3400

التاسع والعشرون عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة قال سألت عائشة زوج النبي كم كان صداق رسول الله قالت كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشأ قالت أتدري ما النش قلت لا قالت نصف أوقية وتلك خمسمائة درهم

3401

الثلاثون عن أبي النضر سالم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت ادخلوا به المسجد حتى نصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت والله لقد صلى رسول الله على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه وأخرجه أيضا من حديث عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلي عليه فأنكر الناس ذلك عليها فقالت ما أسرع ما نسي الناس ما صلى رسول الله على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد وفي رواية موسى بن عقبة عن عبد الواحد بن حمزة قال لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي أن يمروا بجنازته في المسجد فيصلين عليه ففعلوا فوقف به على حجرهن يصلين عليه وأخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد فبلغهن أن الناس عابوا ذلك وقالوا ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد فبلغ ذلك عائشة فقالت ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به عابوا علينا أن يمر بجنازته في المسجد ما صلى رسول الله على سهيل بن البيضاء إلا في جوف المسجد قال مسلم سهيل بن دعد وهو ابن البيضاء أمه بيضاء

3402

الحادي والثلاثون عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيءٍ كان نبي الله يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته قال اللهم رب جبريل وميكال وإسرافيل فاطر السموات والأرضين عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

3403

الثاني والثلاثون عن أبي حازم سلمة بن دينار عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت واعد رسول الله جبريل في ساعة يأتيه فيها فجاءت تلك الساعة ولم يأته وفي يده عصا فألقاها من يده وقال ما يخلف الله وعده ولا رسله ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال يا عائشة متى دخل هذا الكلب ها هنا فقالت والله ما دريت فأمر به فأخرج فجاء جبريل فقال رسول الله واعدتني فجلست لك فلم تأت فقال منعني الكلب الذي كان في بيتك إنا لا ندخل بيتا فيه كلبٌ ولا صورة وفي رواية وهيب عن أبي حازم وعد جبريل رسول الله وذكره مختصرا وليس لأبي حازم عن أبي سلمة في مسند عائشة من الصحيح غير هذا

3404

الثالث الثلاثون عن محمد بن أبي حرملة عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت كان رسول الله مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه - أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم أستاذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله وسوى ثيابه فقال محمد ولا أقول ذلك في يوم واحد فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تبال ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تبال ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال ألا أستحيي من رجلٍ تستحيي منه الملائكة. وأخرج مسلم من حديث سعيد بن العاص أن عائشة وعثمان حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله وهو مضطجع على فراشه لابسٌ مرط عائشة فأذن لأبي بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف ثم أستأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف قال عثمان ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة اجمعي عليك ثيابك فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت فقالت عائشة يا رسول الله ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان قال رسول الله إن عثمان رجلٌ حييٌّ وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال ألا يبلغ إلي في حاجته ومنهم من أخرج هذا الحديث في مسند عثمان أيضا

3405

الرابع والثلاثون عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة عن عائشة قالت سمعت رسول الله يقول لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى فقلت يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله { هو الذي أرسل رسوله } إلى قوله { ولو كره المشركون } أن ذلك تام قال إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردلٍ من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم

3406

الخامس والثلاثون عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن رسول الله قال ما من يومٍ أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء

3407

السادس والثلاثون عن طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت كان رسول الله يصلي بالليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض وعلي مرطٌ لي وعليه بعضه

3408

السابع والثلاثون عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت من كان رسول الله مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر قالت عمر ثم قيل لها من بعد عمر قالت أبو عبيدة بن الجراح ثم انتهت إلى هذا

3409

الثامن والثلاثون عن أبي مليكة عن عائشة قالت سمعت رسول الله يقول وهو بين ظهراني أصحابه إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم والله ليقتطعن دوني رجالٌ فلأقولن أي رب منى ومن أمتي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم

3410

التاسع والثلاثون عن أبي عاصم عبيد بن عمير الليثي قال بلغ عائشة أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن فقالت يا عجبا لابن عمرو هذا يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن أولا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد وما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات

3411

الأربعون عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صائما في العشر قط

3412

الحادي والأربعون عن مسروق عن عائشة أنها قالت يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المكسين أنافعه ذلك قال لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين

3413

الثاني والأربعون عن مسروق عن عائشة قالت ما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء

3414

الثالث والأربعون عن مسروق عن عائشة أنها قالت سألت رسول الله عن قوله عز وجل { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات } فأين يكون الناس يومئذٍ يا رسول الله قال على الصراط

3415

الرابع والأربعون عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشرٌ فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا

3416

الخامس والأربعون عن أبي عطية مالك بن عامر قال دخلت أنا ومسروق على عائشة أم المؤمنين فقلت يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة قالت أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة قال قلنا عبد الله - يعني ابن مسعود قالت كذا كان يصنع رسول الله زاد أبو كريب عن أبي معاوية والآخر أبو موسى وفي حديث يحيى بن زكريا بن أبي زائدة فقال لها مسروق رجلان من أصحاب محمد كلاهما لا يألو عن الخير أحدهما يعجل المغرب والإفطار والآخر يؤخر المغرب والإفطار فقالت من يعجل المغرب والإفطار قال عبد الله قالت هكذا كان رسول الله يصنع

3417

السادس والأربعون عن زرارة بن أبي أوفى أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فأراد أن يبيع عقارا له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلما قدم المدينة لقي أناسا من أهل المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطا ستة أرادوا ذلك في حياة نبي الله فنهاهم نبي الله وقال أليس لكم في أسوة فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها فأتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله فقال ابن عباس ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله قال من قال عائشة فأتها فاسألها ثم ائتني فأخبرني بردها عليك قال فانطلقت إليها فأتيت على حكيم ابن أفلح فاستحلقته إليها فقال ما أنا بقاربها لأني نهيتها أن تقول في هاتين الشيعتين شيئا فأبت إلا مضيا قال فأقسمت عليه فجاء فانطلقنا إلى عائشة فاستئذنا عليها فأذنت لنا فدخلنا عليها فقالت أحكيم فعرفته فقال نعم فقالت من معك قال سعد بن هشام قالت من هشام قال ابن عامر فترحمت عليه وقالت خيرا قال قتادة وكان أصيب يوم أحد فقلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله قالت ألست تقرأ القرآن قلت بلى قالت فإن خلق نبي الله كان القرآن قال فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى أموت ثم بدا لي فقلت أنبئيني عن قيام رسول الله فقالت ألست تقرأ { يا أيها المزمل } قلت بلى قالت فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله وأصحابه حولا وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله عز وجل في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة قال قلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله فقالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله متى شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة يا بني فلما أسن نبي الله وأخذه اللحم أوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول فتلك تسعٌ يا بني وكان نبي الله إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا غلبه نومٌ أو وجعٌ عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ولا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة ولا صلى ليلة إلى الصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمضان قال فانطلقت إلى ابن عباس فحدثته بحديثها فقال صدقت لو كنت أقربها وأدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني به قال قلت لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها وفي رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام قال انطلقت إلى عبد الله بن عباس فسألته عن الوتر وساق الحديث بقصته وقال فيه قالت من هشام قلت ابن عامر قالت نعم المرء كان عامرٌ أصيب يوم أحد وفي رواية معمر عن قتادة عن زرارة أن سعد بن هشام كان جارا له فأخبره أنه طلق امرأته واقتص الحديث بمعنى حديث سعيد وفيه قالت من هشام قال ابن عامر قالت نعم المرء كان أصيب مع رسول الله وفيه فقال حكيم ابن أفلح أما إني لو علمت أنك لا تدخل عليها ما أنبأتك بحديثها وقد فرق مسلم منه شيئا بإسناد آخر وهذا الذي أوردنا يجمع ذلك

3418

السابع والأربعون عن سعد بن هشام بن عامر عن عائشة قالت قال رسول الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت وكلنا يكره الموت قال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه وأخرجه مسلم أيضا من حديث شريح بن هانئ عن عائشة قالت قال رسول الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه والموت قبل لقاء الله ومن حديث شريح بن هانئ أيضا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال شريح فأتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله حديثا إن كان كذلك فقد هلكنا فقالت إن الهالك من هلك بقول رسول الله وما ذاك قلت قال رسول الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه وليس أحدٌ إلا وهو يكره الموت فقالت قد قاله رسول الله وليس الذي تذهب إليه ولكن إذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

3419

الثامن والأربعون عن سعد بن هشام عن عائشة قالت كان النبي إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين

3420

التاسع والأربعون عن عطاء بن يسار عن عائشة أنها قالت كان رسول الله كلما كان ليلتها من رسول الله يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد

3421

الخمسون عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما ألا أحدثكم عني وعن أمي قال فظننا أنه يريد أمه التي ولدته قال: قالت عائشة ألا أحدثكم عني وعن رسول الله قلنا بلى قال: قالت لما كانت ليلتي التي النبي فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتقل رويدا وفتح الباب رويدا فخرج ثم أجافه رويدا وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرار ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال مالك يا عائشة حشيا رابيه قالت قلت لا شيء قال لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير قالت قلت يا رسول الله بأبى أنت وأمي فأخبرته قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي قلت نعم فلهزني في صدري لهزة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت قلت مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم قال فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قلت كيف أقول يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله للاحقون

3422

الحادي والخمسون عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة عن عائشة عن النبي قال: ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه قال فحدثت به شعيب بن الحبحاب فقال حدثني به أنس بن مالك عن النبي وليس لعبد الله بن يزيد عن عائشة في مسندها من الصحيح غير هذا

3423

الثاني والخمسون عن أبي يونس مولى عائشة قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } قال فلما بلغتها آذنتها فأملت علي { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين } قالت عائشة سمعتها من رسول الله

3424

الثالث والخمسون عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد قال دخلت على عائشة زوج النبي يوم توفي سعد بن أبي وقاص فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها فقالت يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء فإني سمعت رسول الله يقول ويلٌ للأعقاب من النار

3425

الرابع والخمسون عن عبد الله بن فروخ عن عائشة قالت قال رسول الله إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذٍ وقد زحزح نفسه عن النار وفي رواية يحيى بن كثير قال رسول الله خلق كل إنسان ثم ذكر نحوه وقال فإنه يمشي يومئذٍ وليس لعبد الله بن فروخ عن عائشة في الصحيح غير هذا

3426

الخامس والخمسون عن شريح بن هانئ عن عائشة قالت كنت أشرب وأنا حائض فأناوله النبي فيضع فاه على موضع في فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض ثم أناوله النبي فيضع فاه على موضع في

3427

السادس والخمسون عن شريح بن هانئ قال سألت عائشة باي شيءٍ كان يبدأ النبي إذا دخل بيته قالت بالسواك

3428

السابع والخمسون عن شريح بن هانئ عن عائشة عن النبي قال: إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه ولا ينزع من شيءٍ إلا شأنه وفي رواية محمد بن جعفر غندر عن شعبة ركبت عائشة بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله عليك بالرفق ثم ذكر مثله وأخرج أيضا من حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله قال إن الله رفيقٌ يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه

3429

الثامن والخمسون عن فروة بن نوفل الأشجعي عن عائشة أن النبي كان يقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل

3430

التاسع والخمسون عن عبد الله البهي عن عائشة قالت سأل رجلٌ النبي أي الناس خير قال القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث وليس لعبد الله البهي عن عائشة في الصحيح غير هذا

3431

الستون عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي عن عائشة قالت كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب { الحمد لله رب العالمين } وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسا وكان يقول في كل ركعتين التحية وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى وكان ينهى عن عقبة الشيطان وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع وكان يختم الصلاة بالتسليم وفي رواية ابن نمير عن أبي خالد الأحمر وكان ينهى عن عقب الشيطان

3432

الحادي والستون عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت كان رسول الله إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام

3433

الثاني والستون عن عبد الرحمن بن شماسة قال أتيت عائشة أسألها عن شيء فقالت ممن أنت فقلت رجل من أهل مصر فقالت كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه فقلت ما نقمنا شيئا إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة فقالت أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله سمعته يقول في بيتي هذا اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به وليس لعبد الرحمن بن شماسة عن عائشة في الصحيح غير هذا

3434

الثالث والستون عن سعد بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة قالت نهى رسول الله عن صوم يومين يوم الفطر ويوم الأضحى اختصره مسلم وقد وقع لنا بطوله وأخرجه الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي البرقاني رحمة الله عليه بطوله من حديث ابن نمير عن سعد بن سعيد بهذا الإسناد قالت نهى رسول الله عن لبستين وعن صلاتين وعن صيامين أما اللبستان فاشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد وأن تفضي بفرجك وعن صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس فإنها تطلع بين قرني شيطان وبعد العصر حتى تغرب الشمس وعن صوم يومين يوم الفطر ويوم الأضحى

3435

الرابع والستون عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت خرج النبي ذات غداة وعليه مرطٌ مرحل من شعر أسود لم يزد في كتاب اللباس على هذا وأخرجه بطوله في موضع آخر من كتابه من حديث محمد بن بشر عن زكريا ابن أبي زائدة وفيه قالت خرج النبي ذات غداة وعليه مرطٌ مرحلٌ من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء عليٌّ فأدخله ثم قال { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } وليس لمصعب بن شيبة عن صفية في مسند عائشة من الصحيح غير هذا

3436

الخامس والستون عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت قال لي رسول الله ذات يوم يا عائشة هل عندكم شيءٌ قالت فقلت يا رسول الله ما عندنا شيء قال فإني صائم قالت فخرج فأهديت لنا هدية أو جاءنا زورٌ قالت فلما رجع رسول الله قلت يا رسول الله أهديت لنا هدية أو جاءنا زورٌ وقد خبأت لك شيئا قال ما هو قلت حيسٌ قال هاتيه فجئت به فأكل ثم قال قد كنت أصبحت صائما قال طلحة فحدثت مجاهدا بهذا الحديث فقال ذلك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها وفي حديث وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت دخل علي النبي ذات يوم فقال هل عندكم شيء فقلنا لا قال إني صائم ثم أتانا يوما آخر فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيسٌ فقال أرينيه فلقد أصبحت صائما فأكل

3437

السادس والستون عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت توفي صبيٌّ فقلت طوبى به عصفورٌ من عصافير الجنة فقال رسول الله أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار فخلق لهذه أهلا ولهذه أهلا وفي حديث وكيع عن طلحة بن يحيى أنها قالت دعي رسول الله إلى جنازة صبيٍّ من الأنصار فقلت يا رسول الله طوبى لهذا عصفورٌ من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه فقال أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم

3438

السابع والستون عن معاذة العدوية أنها سألت زوج النبي أكان رسول الله يصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيام قالت نعم فقلت لها من أي أيام الشهر كان يصوم قالت لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم آخر ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها

ر213

فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها

3439

لها حديثٌ واحد فيما سارها به النبي عند موته هو مذكور في مسند عائشة لاشتراكهما فيه رضي الله عنهما وعن الصحابة والقرابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

ر214

المتفق عليه من مسند أم المؤمنين أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي رضوان الله عليها

3440

الحديث الأول عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أن أم سليم - وهي امرأة أبي طلحة - قالت يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت قال نعم إذا رأت الماء فقالت أم سلمة وتحتلم المرأة فقال تربت يداك فبم يشبهها ولدها وفي حديث سفيان بن عيينة عن هشام بمثل معناه وزاد قالت فضحت النساء وفي رواية أبي معاوية فغطت أم سلمة وجهها وقالت يا رسول الله وتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها وفي حديث يحيى بن سعيد عن هشام فضحكت أم سلمة

3441

الثاني عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة أن النبي رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال استرقوا لها فإن بها النظرة يعني بوجهها صفرة

3442

الثالث عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله أني أشتكي فقال طوفي من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله يصلي إلى جنب البيت يقرأ ب { الطور وكتاب مسطورٍ } وأخرجه البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن أم سلمة زوج النبي أن رسول الله قال وهو بمكة وأراد الخروج ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت وأرادت الخروج فقال لها رسول الله إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون ففعلت ذلك فلم تصل حتى خرجت لم يذكر فيه زينب

3443

الرابع عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله هل لي أجرٌ في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني فقال نعم لك أجر ما أنفقت عليهم

3444

الخامس عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة أن النبي كان عندها وفي البيت مخنث فقال لعبد الله بن أبي أمية أخي أم سلمة يا عبد الله إن فتح الله لكم غدا الطائف فإني أدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي لا يدخلن هؤلاء عليكم قال ابن جريج المخنث هيت

3445

السادس عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت بينا أنا مضطجعة مع رسول الله في الخميلة إذ حضت فانسللت وأخذت ثياب حيضتي فلبستها فقال لي رسول الله أنفست قلت نعم فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة قالت وكانت هي ورسول الله يغتسلان في الإناء الواحد من الجنابة لفظ حديث مسلم عن أبي موسى لم يزد وفي حديث البخاري عن سعد بن حفص نحوه وزاد قالت وحدثتني أن النبي كان يقبلها وهو صائم قالت وكنت أغتسل أنا والنبي في إناء واحد من الجنابة وفي حديث مسدد نحوه وفيه هذه الزيادة ولمسلم من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن زينب عن أمها أنها قالت كانت هي ورسول الله يغتسلان في الإناء الواحد من الجنابة

3446

السابع عن زينب عن أمها أم سلمة أن رسول الله سمع جلبة خصمٍ بباب حجرته فخرج إليهم فقال إنما أنا بشرٌ وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضهم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له فمن قضيت له بحق مسلمٍ فإنما هي قطعة من النار فليحملها أو يذرها وفي رواية القعنبي عن مالك إنما أنا بشر وإنكم تختضمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي على نحو ما أسمعه فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار وفي رواية سفيان الثوري عن هشام بن عروة نحوه وقال فمن قضيت له من أخيه شيئا فلا يأخذ فإنما له قطعة من النار

3447

الثامن عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة عن أمها أم سلمة أن امرأة توفي عنها زوجها فخشوا على عينها فأتوا رسول الله فاستأذنوه في الكحل فقال لا تكتحل قد كانت إحداكن تمكث في شر أحلاسها أو شر بيتها فإذا كان حولٌ فمر كلبٌ رمت ببعرة فلا حتى تمضي أربعة أشهر وعشر زاد في رواية البخاري عن آدم قال حميد وسمعت زينب بنت أم سلمة تحدث عن أم سلمة أن النبي قال: لا يحل لامرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرا وقد روت زينب بنت أبي سلمة هذا المعنى عن أمها وعن غيرها وهو عند مسلم أيضا وسيأتي هذا المشترك فيما بعد في مسند زينب بنت جحش إن شاء الله عز وجل

3448

التاسع عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة زوج النبي قال: الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم زاد عند مسلم في رواية على بن مسهر عن عبيد الله إن الذي يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب ولمسلم من رواية عثمان بن مرة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن خالته أم سلمة قالت قال رسول الله من شرب في إناءٍ من ذهبٍ أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نارا من جهنم وليس لعبد الله بن عبد الرحمن عن أم سلمة في الصحيحين غير هذا

3449

العاشر عن أبي رشدين كريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن أزهر والمسور بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة زوج النبي فقالوا اقرأ عليها السلام منا جميعا واسألها عن الركعتين بعد العصر وقل إنا أخبرنا أنك تصلينهما وقد بلغنا أن رسول الله نهى عنهما قال ابن عباس وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عنهما قال كريب فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به فقالت سل أم سلمة فخرجت إليهم فأخبرتهم فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة فقالت أم سلمة سمعت النبي ينهى عنهما ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر ثم دخل عندي نسوة من بني حرام من الأنصار فأرسلت إليه الجارية فقلت قومي بجنبه فقولي تقول لك أم سلمة يا رسول الله سمعتك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما فإن أشار يبده فاستأخري عنه ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال يا ابنة أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر وإنه أتاني ناسٌ من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين بعد الظهر فهما هاتان

3450

الحادي عشر عن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة أن النبي حلف لا يدخل على بعض أهله شهرا فلما مضى تسع وعشرون يوما غدا عليهم - أو راح - فقلت يا نبي الله حلفت ألا تدخل عليهن شهرا فقال إن الشهر يكون تسعا وعشرين وفي حديث أبي عاصم وحده أن النبي آلى من نسائه شهرا وذكر نحوه

3451

الثاني عشر عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث من رواية عبد الله ابن كعب الحميري عنه أن مروان أرسله إلى أم سلمة يسأل عن الرجل يصبح جنبا أيصوم فقلت كان رسول الله يصبح جنبا من جماعٍ لا حلم ثم لا يفطر ولا يقضي وفي رواية سمي مولى أبي بكر عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال كنت أنا وأبي فذهبت معه حتى دخلنا على عائشة فقالت أشهد على رسول الله إن كان ليصبح جنبا من جماعٍ غير احتلام ثم يصوم ثم دخلنا على أم سلمة فقالت مثل ذلك وأخرجه مسلم من حديث سليمان بن يسار عن أم سلمة قالت

كان رسول الله يصبح جنبا من غير احتلام ثم يصوم وليس لسليمان بن يسار عن أم سلمة في الصحيح غير هذا وهذا الحديث في مسند عائشة مستوفى مع قصة لأبي هريرة في ذلك

3452

الثالث عشر من المتفق عليه من ترجمتين أخرجه البخاري من رواية زينب بنت أبي سلمة عن أمها أم سلمة زوج النبي أن امرأة من أسلم يقال لها سبيعة كانت تحت زوجها فتوفي عنها وهي حبلى فخطبها أبو السنابل بن بعكك فأبت أن تنكحه فقال والله ما يصح أن تنكحي حتى تعتدي آخر الأجلين فمكثت قريبا من عشر ليال ثم جاءت النبي فقال انكحي ولمسلم من رواية سليمان بن يسار أن أبا سلمة بن عبد الرحمن وابن عباس اجتمعا عند أبي هريرة وهما يذكران المرأة تنفس بعد وفاة زوجها بليال فقال ابن عباس عدتها آخر الأجلين وقال أبو سلمة قد خلت فجعلا يتنازعان ذلك فقال أبو هريرة أنا مع ابن أخي - يعني أبا سلمة فبعثوا كريبا مولى ابن عباس إلى أم سلمة يسألها عن ذلك فجاءهم فأخبرهم أن أم سلمة قالت إن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليالٍ وأنها ذكرت ذلك لرسول الله فأمرها أن تتزوج

أفراد البخاري

3453

الحديث الأول عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر النبي وكان إذا أصاب الإنسان عينٌ أو شيءٌ بعث إليها بإناء فخضخضت له فشرب منه فاطلعت في الجلجل فرأيت شعراتٍ حمرا وفي رواية سلام بن أبي مطيع عن عثمان قال دخلت على أم سلمة فأخرجت إلينا شعرا من شعر النبي مخضوبا وليس لعثمان بن عبد الله بن موهب عن أم سلمة في الصحيح غير هذا وأخرجه أيضا تعليقا من رواية نصير بن أبي الأشعث عن ابن موهب أن أم سلمة أرته شعر النبي أحمر

3454

الثاني عن هند بنت الحارث عن أم سلمة قالت استقيظ النبي من الليل وهو يقول لا إله إلا الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة ماذا أنزل من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة قال الزهري وكانت هند لها إزرار في كميها بين أصابعها وفي حديث صدقة بن الفضل وماذا فتح من الخزائن وفي حديث أبي اليمان عن شعيب نحوه وفيه من يوقظ صواحب الحجر يريد أزواجه حتى يصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة

3455

الثالث عن هند بنت الحارث عن أم سلمة قالت كان رسول الله إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه وهو يمكث في مقامه يسيرا قبل أن يقوم قالت نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال وفي رواية عثمان بن عمر عن يونس بالإسناد أن أم سلمة قالت أن النساء في عهد رسول الله كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله ومن صلى معه من الرجال ما شاء فإذا قام رسول الله قام الرجال واختلف في نسب هند بنت الحارث فقال جعفر بن ربيعة عن الزهري وابن وهب عن يونس عنه وابن أبي عتيق عن الزهري الفراسية وفي رواية عثمان ابن عمر عن يونس وفي رواية الزبيدي وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري القرشية وقال الليث عن يحيى بن سعيد عن امرأة من قريش

أفراد مسلم

3456

الحديث الأول عن زينب بنت أبي سلمة أن أمها أم سلمة زوج النبي كانت تقول أبي سائر أزواج النبي أن يدخلن عليهن أحدا بتلك الرضاعة وقلن لعائشة ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله لسالم خاصة فما هو بداخلٍ علينا أحدٌ بهذه الرضاعة ولا رائينا

3457

الثاني عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة أن رسول الله لما تزوج أم سلمة أقام عندها ثلاثا وقال إنه ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لنسائي وأخرجه من حديث أبي بكر بن عبد الرحمن أن رسول الله حين تزوج أم سلمة وأصبحت عنده قال لها ليس بك على أهلك هوانٌ إن شئت سبعت عندك وإن شئت ثلثت ثم درت قالت ثلث وفي رواية القعنبي من حديث أبي بكر بن عبد الرحمن أن رسول الله حين تزوج أم سلمة فدخل عليها فأراد أن يخرج أخذت بثوبه فقال رسول الله إن شئت زدتك وحاسبتك به للبكر سبعٌ وللثيب ثلاث ليس في هاتين الروايتين عن أم سلمة وذلك إرسال من أبي بكر بن عبد الرحمن فيهما

3458

الثالث عن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله أيقبل الصائم فقال رسول الله سل هذه لأم سلمة فأخبرته أن رسول الله يفعل ذلك فقال يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال له رسول الله أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له وليس لعمر بن أبي سلمة عن أم سلمة في الصحيح غير هذا ويخرج أيضا في مسند عمر بن أبي سلمة عن النبي لما له فيه عنه

3459

الرابع عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة ترفعه قال إذا دخل العشر وعنده أضحية يريد أن يضحي فلا يأخذن شعرا ولا يقلمن ظفرا وفي حديث عمر - أو عمرو - بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة أن النبي قال: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره وفي رواية محمد بن عمرو الليثي عن عمر بن مسلم بن عمار بن أكيمة الليثي عن سعيد عن أم سلمة قالت قال رسول الله من كان له ذبحٌ يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي وليس لسعيد بن المسيب عن أم سلمة في الصحيح غير هذا

3460

الخامس عن ابن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله { إنا لله وإنا إليه راجعون } اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خيرٌ من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله قالت فأرسل إلي رسول الله حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت إن لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة وفي حديث عبد الله بن نمير فلما توفي أبو سلمة قلت من خيرٌ من أبي سلمة صاحب رسول الله ثم عزم الله لي فقلتها قالت فتزوجت رسول الله وليس لابن سفينة في الصحيح عن أم سلمة غير هذا

3461

السادس عن أبي سعيد قبيصة بن ذؤيب الخزاعي عن أم سلمة قالت دخل رسول الله على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناسٌ من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخيرٍ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه وفي رواية عبيد الله بن الحسن عن خالد الحذاء واخلفه في تركته وقال اللهم أوسع له قبره ودعوة سابعة نسيتها وليس لقبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة في الصحيح غير هذا وأخرج أيضا طرفا منه وزيادة من حديث شقيق بن سلمة أبي وائل عن أم سلمة قالت قال رسول الله إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله واعقبني منه عقبى حسنة قالت فقلت فأعقبني الله من هو خيرٌ لي منه وليس لأبي وائل بن شقيق بن سلمة عن أم سلمة في الصحيح غير هذا

3462

السابع عن عبيد الله بن القبطية قال دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهما على أم سلمة فسألاها عن الجيش الذي يخسف به وذلك في أيام ابن الزبير فقالت قال رسول الله يعوذ عائذٌ بالبيت فيبعث إليه بعثٌ فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فقلت يا رسول الله فكيف بمن كان كارها قال يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته وفي حديث زهير بن عبد العزيز بن رفيع قال فلقيت أبا جعفر فقلت إنها قالت ببيداء من الأرض فقال أبو جعفر كلا والله إنها لبيداء المدينة وليس لابن القبطية في الصحيح غير هذا

3463

الثامن عن أبي إبراهيم - وقيل أبو عبد الرحمن - حميد بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت قيل يا رسول الله أين أنت عن بنت حمزة أو قيل ألا تخطب بنت حمزة بن عبد المطلب قال إن حمزة أخي من الرضاعة وليس لحميد بن عبد الرحمن عن أم سلمة في الصحيح غير هذا

3464

التاسع عن أبي عاصم عبيد بن عمير بن قتادة الليثي قال: قالت أم سلمة لما مات أبو سلمة قلت غريبٌ في أرض غربة لأبكينه بكاءً يتحدث به فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله فقال أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه مرتين فكففت عن البكاء فلم أبك وليس لعبيد بن عمير عن أم سلمة في الصحيح غير هذا

3465

العاشر عن أبي رافع عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أم سلمة قال قلت يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة فقال لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين وفي حديث عبد الرزاق عن الثوري فأنقضه للحيضة وللجنابة فقال لا وفي حديث روح بن القاسم عن أيوب بن موسى أفأحله فأغسله من الجنابة ولم يذكر الحيضة

3466

الحادي عشر عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قالت كنت أسمع الناس يذكرون الحوض ولم أسمع ذلك من رسول الله فلما كان يوما من ذلك والجارية تمشطني سمعت رسول الله يقول يا أيها الناس فقلت للجارية استأخري عني قالت إنما دعا الرجال ولم يدع النساء فقلت إني من الناس فقال رسول الله إني لكم فرطٌ على الحوض فإياي لا يأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال فأقول فيم هذا فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا وفي حديث أفلح بن سعيد عن ابن رافع قال كانت أم سلمة تحدث أنها سمعت رسول الله يقول على المنبر وهي تمتشط أيها الناس فقالت لماشطتها كفي رأسي ثم ذكر نحوه

3467

الثاني عشر عن ضبة بن محصن العنزي عن أم سلمة عن النبي أنه قال إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه كذا في الحديث عند مسلم وليس لضبة بن محصن عن أم سلمة في الصحيح غير هذا 3468 - الثالث عشر عن الحسن وسعيد ابني أبي الحسن البصري عن أمهما خيرة عن أم سلمة قالت قال رسول الله لعمار تقتلك الفئة الباغية وفي رواية ابن عوف عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله تقتل عمارا الفئة الباغية

ر215

المتفق عليه من مسند أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

3469

الحديث الأول عن عبد الله بن عمر عن حفصة أن رسول الله كان إذا أذن المؤذن للصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة وفي حديث زيد بن محمد عن نافع كان رسول الله إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين

3470

الثاني عن عبد الله بن عمر عن حفصة أم المؤمنين أن النبي أمر أزواجه أن يحللن عام حجة الوداع قالت حفصة فقلت ما يمنعك أن تحل قال إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر هديي وفي حديث يحيى بن سعيد عن عبيد الله أن حفصة قالت قلت للنبي ما شأن الناس حلوا ولم تحل من عمرتك قال إني قلدت هديي ولبدت رأسي فلا أحل حتى أحل من الحج وفي حديث إسماعيل عن مالك قالت قلت يا رسول الله ما شأن الناس حلوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك فقال إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر

3471

الثالث عن سالم عن عبد الله بن عمر قال: قالت حفصة قال رسول الله خمسٌ من الدواب لا حرج على من قتلهن الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور وفي حديث حرملة عن ابن وهب قالت حفصة قال رسول الله خمسٌ من الدواب كلها فاسقٌ لا حرج على من قتلهن العقرب والغراب والحدأة والفأرة والكلب العقور وفي حديث زهير عن زيد بن جبير أن رجلا سأل ابن عمر ما يقتل المحرم من الدواب فقال أخبرتني إحدى نسوة النبي أنه أمر أو أمر أن تقتل الفأرة والعقرب والحدأة والكلب العقور والغراب وفي حديث مسدد عن أبي عوانة عن زيد بن جبير أن ابن عمر قال حدثتني إحدى نسوة النبي عن النبي قال: يقتل المحرم ولمسلم في رواية شيبان بن فروخ عن أبي عوانة قال حدثتني إحدى نسوة النبي أنه كان يأمر بقتل الكلب العقور والفأرة والعقرب والحدأة والغراب والحية كذا في رواية شيبان قال وفي الصلاة أيضا

3472

الرابع عن عبد الله بن عمر قال كان الرجل في حياة النبي إذا رأى رؤيا قصها على النبي فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي وكنت غلاما شابا عزبا أنام في المسجد على عهد رسول الله فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان كقرني البئر وإذا فيها أناسٌ قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار. ولمسلم في حديث معمر أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار ثلاث مرات فلقيهما ملكٌ آخر فقال لي لن تراع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل قال سالم فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا وللبخاري في حديث وهيب عن أيوب عن نافع أن ابن عمر قال رأيت في المنام كأن في كفي سرقة من حرير لا أهوي بها إلى مكانٍ في الجنة إلا طارت بي إليه فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي فقال إن أخاك رجلٌ صالح أو إن عبد الله رجلٌ صالحٌ وللبخاري في حديث صخر بن جويرية عن نافع أن ابن عمر قال إن رجالا من أصحاب رسول الله كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله فيقصونها على رسول الله فيقول فيها رسول الله وأنا غلام حديث السن بيتي المسجد قبل أن أنكح فقلت في نفسي لو كان فيك خيرٌ لرأيت مثل ما يرى هؤلاء فلما اضطجعت ليلة قلت اللهم إن كنت تعلم في خيرا فأرني رؤيا فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحدٍ منهما مقمعة من حديد فحملاني إلى جهنم وأنا بينهما أدعو الله اللهم إني أعوذ بك من جهنم ثم أراني لقيني ملكٌ في يده مقمعة من حديد فقال لن تراع نعم الرجل أنت لو تكثر الصلاة فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر له قرون كقرون البئر بين كل قرنين ملكٌ بيده مقمعة من حديد وأرى رجالا معلقين بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالا من قريش فانصرفوا بي ذات اليمين فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله فقال رسول الله إن عبد الله رجلٌ صالح فقال نافع لم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة ولمسلم من حديث حماد بن زيد عن أيوب رأيت في المنام كأن في يدي قطعة إستبرق وليس مكانٌ من الجنة أريد إلا طارت بي إليه فقصصته على حفصة فقصته حفصة على النبي فقال النبي أرى عبد الله رجلا صالحا قال البخاري في باب التعبير باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام ولم يذكر فيه إلا حديث وهيب عن نافع الذي فيه رأيت كأن في كفي سرقة من حرير وقد رواه حماد عن أيوب فذكر فيه الإستبرق وأخرجه مسلم أيضا فذكره البخاري في هذه الترجمة ليدل عليه وقد أخرجه في موضع آخر بلفظ الإستبرق وجمع بين الحديثين وزاد شيئا آخر من حديث أيوب عن نافع أن ابن عمر قال رأيت على عهد النبي بيدي قطعة إستبرق فكأني لا أريد مكانا في الجنة إلا طارت بي إليه ورأيت كأن اثنين أتياني أرادا أن يذهبا بي إلى النار فتلقاهما ملك فقال لم ترع خليا عنه فقصت حفصة على النبي إحدى رؤياي فقال النبي نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي بالليل فكان عبد الله يصلي من الليل وكانوا لا يزالون يقصون على النبي الرؤيا أنها في الليلة السابعة من العشر الأواخر - يعني ليلة القدر فقال النبي أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر فمن كان متحريا فليتحرها في العشر الأواخر وهذه الزيادة من مسند ابن عمر إذ لا ذكر فيها لحفصة

أفراد مسلم

3473

الحديث الأول عن نافع قال لقي ابن عمر ابن صياد في بعض طرق المدينة فقال له قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له يرحمك الله ما أردت من ابن صياد أما علمت أن رسول الله قال إنما يخرج من غضبة يغضبها

3474

الثاني عن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن حفصة قالت ما رأيت رسول الله صلى في سبحته قاعدا حتى كان قبل وفاته بعامٍ فكان يصلي في سبحته قاعدا وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها وفي رواية معمر ويونس عن الزهري نحوه إلا أنهما قالا بعام أو عامين وليس للمطلب بن أبي وداعة السهمي عن حفصة في الصحيح غير هذا

3475

الثالث عن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي قال أخبرتني حفصة أنها سمعت رسول الله يقول ليؤمن هذا البيت جيشٌ يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم فقال رجل أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي وفي حديث يوسف بن ماهك عن عبد الله بن صفوان عن أم المؤمنين أن رسول الله قال سيعوذ بهذا البيت - يعني الكعبة - قومٌ ليس لهم منعة ولا عددٌ ولا عدة يبعث إليهم جيشٌ حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم قال يوسف بن ماهك وأهل الشام حينئذٍ يسيرون إلى مكة فقال عبد الله بن صفوان أما والله ما هو بهذا الجيش وفي حديث عبد الرحمن بن سابط عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أم المؤمنين مثل حديث يوسف غير أنه لم يذكر قول عبد الله بن صفوان ولا سميا أم المؤمنين وليس لعبد الله بن صفوان عن حفصة ولا للحارث بن أبي ربيعة عن أم المؤمنين في الصحيح غير هذا

3476

الرابع عن شتير بن شكل عن حفصة قالت كان رسول الله يقبل وهو صائم وليس لشيتر عن حفصة في الصحيح غير هذا

3477

الخامس عن صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي عن النبي قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة هكذا أخرجه أبو مسعود في هذا المسند متصلا به على ما هو عليه ولعله قد عرف أنه من حديثها أو أن بعض الرواة قد نسب ذلك إليها والله أعلم بما أراد

3478

السادس عن صفية بنت أبي عبيد أنها سمعت حفصة زوج النبي تحدث عن النبي بمثل حديثٍ قبله أنه قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر - أو تؤمن بالله ورسوله - أن تحد على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها وهكذا في حديث يحيى بن سعيد عن نافع وزاد فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا وفي حديث الليث بن سعد عن نافع أن صفية بنت أبي عبيد حدثته عن حفصة أو عن عائشة أو عن كلتيهما أن رسول الله قال وذكر مثله دون الزيادة وفي حديث أيوب السختياني وعبيد الله بن عمر عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي عن النبي بمعنى حديثهم

ر216

المتفق عليه من مسند أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس رضي الله عنها

3479

الحديث الأول عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة أنها قالت يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال أو تحبين ذلك فقلت نعم لست لك بمخلية وأحق من شاركني في خيرٍ أختي فقال النبي إن ذلك لا يحل لي قلت فإنا نحدث إنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة قال بنت أبي سلمة قلت نعم قال لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن قال عروة وثويبة مولاة أبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له ماذا لقيت قال أبو لهب لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثوبية اللفظ لشعيب عن الزهري وفي حديث عراك بن مالك عن زينب أن أم حبيبة قالت إنا قد تحدثنا أنك ناكحٌ درة بنت أبي سلمة فقال رسول الله أعلى أم سلمة لو لم أنكح أم سلمة ما حلت لي إن أباها أخي من الرضاعة وفي حديث محمد بن رمح عن الليث أن أم حبيبة قالت لرسول الله انكح أختي عزة قال أتحبين ذلك وذكر الحديث بنحوه

3480

الثاني من حديث محمد بن كثير عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر ابن عمرو بن حزم ومن حديث الحميدي عن سفيان عن أيوب بن موسى ومن حديث عمرو الناقد وابن أبي عمر عن سفيان عن أيوب بن موسى عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت لما جاءها نعي أبيها دعت بطيبٍ فمسحت ذراعيها وقالت مالي بالطيب من حاجة لولا أني سمعت رسول الله يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميتٍ فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ومن حديث الحميدي عن سفيان لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت أم حبيبة بصفرة في اليوم الثالث فمسحت عارضيها وذراعيها وقالت إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت النبي يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميتٍ فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا

أفراد مسلم

3481

الحديث الأول عن أبي عثمان عنبسة بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة قالت سمعت رسول الله يقول من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومٍ وليلة بني له بهن بيتٌ في الجنة قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله وقال عنبسة ما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس وفي حديث بشر بن المفضل عن داود بن أبي هند من صلى في يوم ثنتي عشرة سجدة تطوعا بني له بيتٌ في الجنة وفي حديث شعبة عن النعمان بن سالم ما من عبد يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة وفي حديث بهز عن شعبة ما من عبد مسلمٍ توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله كل يوم فذكره

3482

الثاني عن سالم بن شوال المكي عن أم حبيبة أنها أخبرته أن النبي بعث بها من جمعٍ بليل وفي رواية عمرو بن دينار عن سالم عن أم حبيبة قالت كنا نفعله على عهد رسول الله نغلس من جمعٍ إلى منى وفي رواية عمرو الناقد نغلس من مزدلفة

ر217

المتفق عليه من مسند أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها

3483

الحديث الأول عن كريب مولى ابن عباس عن عبد الله ابن عباس عن ميمونة زوج النبي قالت توضأ رسول الله وضوءه للصلاة غير رجليه وغسل فرجه وما أصابه من الأذى ثم أفاض عليه الماء ثم نحى رجليه فغسلهما هذا غسله من الجنابة وفي رواية عبدان عن ابن المبارك قالت سترت على النبي وهو يغتسل من الجنابة فغسل يديه ثم صب بيمينه على شماله فغسل فرجه وما أصابه ثم مسح بيده على الحائط أو الأرض ثم توضأ وضوءه للصلاة غير رجليه ثم أفاض على جسده الماء ثم تنحى فغسل قدميه قال البخاري تابعه أبو عوانة وابن فضيل في التستر وفي رواية الحميدي عن سفيان فغسل فرجه بيده ثم دلك بها الحائط ثم غسلها ثم توضأ وضوءه للصلاة فلما فرغ من غسله غسل رجليه وفي رواية محمد بن محبوب عن عبد الواحد قالت وضعت للنبي ماءً يغتسل به فأفرغ على يده فغسلها مرتين أو ثلاثا ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل ذكره ثم دلك يده بالأرض ثم مضمض واستنشق ثم غسل وجهه ويديه ثم غسل رأسه ثلاثا ثم أفرغ على جسده ثم تنحى من مقامه فغسل قدميه وفي رواية موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة نحوه وفي آخره قالت فناولته خرقة فقال بيده هكذا ولم يردها وفي رواية يوسف بن عيسى عن الفضل بن موسى نحوه وقالت فأتيته بخرقة فلم يردها وجعل ينفض بيده وفي رواية عبدان عن أبي حمزة فناولته ثوبا فلم يأخذه وانطلق وهو ينفض يديه وفي رواية عبد الله بن إدريس عن الأعمش أن النبي أتي بمنديل فلم يمسه وجعل يقول بالماء هكذا - يعني ينفضه جعل أبو مسعود رواية ابن إدريس عن الأعمش من أفراد مسلم وهذا المعنى عند البخاري من رواية يوسف بن عيسى كما ذكرنا آنفا

3484

الثاني مختلف فيه أخرجه البخاري عن أبي نعيم عن ابن عيينة وقال فيه عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد جعله في مسند ابن عباس وقال البخاري كان ابن عيينة يقول في السماع الأخير عن ابن عباس عن ميمونة والصحيح ما روى أبو نعيم وأخرجه مسلم من حديث ابن عيينة بذلك الإسناد إلى ابن عباس قال أخبرتني ميمونة أنها كانت تغتسل هي والنبي من إناء واحد وعلى هذا عول مسلم فلم يخرج الوجه الآخر وعول البخاري على الأول وقد نبه على هذا

3485

الثالث عن عبد الله بن شداد عن خالته ميمونة أنها كانت تكون حائضا لا تصلي وهي مفترشة بحذاء مسجد رسول الله وهو يصلي على خمرته إذا سجد أصابني بعض ثوبه

3486

الرابع عن عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت كان رسول الله إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض وفي رواية خالد بن عبد الله عن الشيباني كان رسول الله يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض وأخرجه مسلم من حديث كريب مولى ابن عباس عن ميمونة قالت كان رسول الله يضطجع معي وأنا حائض وبيني وبينه ثوب

3487

الخامس عن كريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال أو فعلت قالت نعم قال أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك لفظ حديث البخاري عن يحيى بن بكير قال البخاري وقال بكر بن مضر عن عمرو عن بكير عن كريب أن ميمونة أعتقت ولم يقل عن ميمونة وقال أبو مسعود الدمشقي أنهما عند البخاري وليس فيما عندنا من كتاب البخاري إلا كما أوردنا فيهما أما مسلم فأخرجه من حديث كريب عن ميمونة مسندا

3488

السادس عن كريب عن ميمونة زوج النبي أن النبي أكل عندها كتفا ثم صلى ولم يتوضأ

3489

السابع عن كريب عن ميمونة أن الناس شكوا في صيام النبي يوم عرفة فأرسلت إليه بحلاب وهو واقفٌ بالمشعر فشرب والناس ينظرون حديث للبخاري وحده

3490

من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة أن رسول الله سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال ألقوها وما حولها وكلوا سمنكم قال معن حدثنا مالك ما لا أحصيه بقوله عن ابن عباس عن ميمونة وفي حديث الحميدي قال قيل لسفيان فإن معمرا يحدث عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال ما سمعت الزهري يقوله إلا عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي ولقد سمعته منه مرارا وفي حديث يونس عن الزهري سئل عن الدابة تموت في الزيت أو السمن وهو جامد أو غير جامد الفأرة أو غيرها قال بلغنا أن رسول الله أمر بفأرة ماتت في سمن فأمر بما قرب منها فطرح ثم أكل عن حديث عبيد الله بن عبد الله وروى أبو بكر الخوارزمي في كتابه المخرج على الصحيحين من حديث عبد الله ابن مسلمة القعنبي عن مالك هذا الحديث بإسناده إلى ابن عباس ولم يذكر ميمونة وحكي عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنه قال لهم وافق القعنبي خالد بن مخلد وإسحاق بن سليمان وجوده مطرف عن مالك

أفراد مسلم

3491

الحديث الأول عن عبيد بن السباق عن ابن عباس قال أخبرتني ميمونة أن رسول الله أصبح يوما واجما فقالت ميمونة يا رسول الله لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم قال رسول الله إن جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة فلم يلقني أما الله وما أخلفني قالت فظل رسول الله يومه ذلك على ذلك ثم وقع في نفسه جرو كلبٍ تحت فسطاطٍ لنا فأمر به فأخرج ثم أخذ بيده ماءً فنضح مكانه فلما أمسى لقيه جبريل فقال له قد كنت وعدتني تلقاني البارحة قال أجل ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة فأصبح رسول الله فأمر بقتل الكلاب حتى إنه كان يأمر بقتل كلب الحائط الصغير ويترك كلب الحائط الكبير وليس لعبيد بن السباق عن ابن عباس في مسند ميمونة من الصحيح غير هذا

3492

الثاني عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس عن ابن عباس أن امرأة شكت شكوى فقالت إن شفاني الله لأخرجن فلأصلين في بيت المقدس فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج فجاءت ميمونة تسلم عليها فأخبرتها بذلك فقالت اجلسي فكلي ما صنعت وصلي في مسجد الرسول فإني سمعت رسول الله يقول صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة وليس لإبراهيم بن عبد لله بن معبد بن عباس عن ابن عباس في مسند ميمونة من الصحيح غير هذا

3493

الثالث عن ابن جريج عن عمرو قال أخبرني عطاء - هو ابن أبي رباح - منذ حينٍ عن ابن عباس أن ميمونة أخبرته أن داجنة كانت لبعض نساء النبي فماتت فقال رسول الله ألا أخذتم إهابها فاستمعتم به هكذا أخرجه مسلم من حديث ابن جريج وفيه ذكر ميمونة وقد أخرجه هو والبخاري من غير هذه الطريق من حديث ابن عباس لا ذكر فيه لميمونة وذلك مذكور في مسند ابن عباس وأخرجه أبو بكر البرقاني من حديث ابن جريج وفيه ذكر ميمونة وإن النبي قال: ألا دبغتم إهابها فاستمتعتم به وليس لعطاء بن أبي رباح عن ابن عباس في مسند ميمونة من الصحيح غير هذا

3494

الرابع عن يزيد بن الأصم عن ميمونة قالت كان النبي إذا سجد لو شاءت بهمة أن تمر بين يديه لمرت

3495

الخامس عن يزيد بن الأصم عن ميمونة بنت الحارث أن رسول الله تزوجها وهي حلال قال وكانت خالتي وخالة ابن عباس زاد أبو بكر البرقاني من حديث جرير بن حازم - الذي أخرجه مسلم من حديث أن رسول الله تزوجها حلالا وبنى بها حلالا وماتت بسرف فدفناها أنا وابن عباس وقد تقدم من حديث أبي الشعثاء عن ابن عباس أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم قال ابن نمير عن سفيان بن عيينة قال فحدثت به الزهري فقال أخبرني يزيد بن الأصم أنه نكحها وهو حلال

ر218

مسند أم المؤمنين جويرية بنت الحارث ابن أبي ضرار الخزاعية من بني المصطلق رضي الله عنها

حديث واحد للبخاري

3496

أخرجه من حديث أبي أيوب يحيى بن مالك عن جويرية أن النبي دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال لها أصمت أمس قالت لا قال تريدين أن تصومي غدا قالت لا قال فأفطرى قال البخاري وقال حماد بن الجعد سمع قتادة قال حدثني أبو أيوب أن جويرية حدثته فأمرها فأفطرت

ولمسلم حديثان

3497

أحدهما من رواية كريب عن ابن عباس عن جويرية أن النبي خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال ما زلت على الحال التي فارقتك عليها قالت نعم فقال النبي لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وفي رواية مسعر أنها قالت مر بها رسول الله حين صلى الغداة - أو بعدما صلى الغداة فذكر نحوه غير أنه قال سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته وليس لكريب عن ابن عباس في مسند جويرية من الصحيح غير هذا

3498

الثاني عن عبيد الله بن السباق أن جويرية زوج النبي أخبرته أن رسول الله دخل عليها فقال هل من طعام قالت لا والله يا رسول الله ما عندنا طعامٌ إلا عظمٌ من شاة أعطيت مولاتي من الصدقة فقال قربيه فقد بلغت محلها

ر219

المتفق عليه من حديث أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر رضي الله عنها

حديثان

3499

أحدهما من رواية أم حبيبة عن زينب بنت جحش أن النبي دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها فقالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث

3500

الثاني من حديث حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة أنها أخبرته هذه الأحاديث الثلاثة قالت زينب دخلت على أم حبيبة زوج النبي حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت أم حبيبة بطيب فيه صفرة خلوقٌ أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميتٍ فوق ثلاث ليال إلا على زوجٍ أربعة أشهر وعشرا قالت زينب ثم دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست منه ثم قالت أما والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميتٍ فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا قالت زينب وسمعت أمي أم سلمة تقول جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن ابنتي توفي عنها زوجها وقد اشتكت عينها أفنكحلها فقال رسول الله لا مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول لا ثم قال رسول الله إنما هي أربعة أشهرٍ وعشر وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول قال حميد فقلت لزينب وما ترمي بالبعرة على رأس الحول فقالت زينب كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها ولم تمس طيبا حتى تمر عليها سنة ثم تؤتى بدابة أو حمارٍ أو شاة أو طائر فتفتض به فقل ما تفتض بشيءٍ إلا مات ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره قال مالك تفتض تمسح به جلدها وفي حديث شعبة عن حميد عن نافع عن زينب بنت أبي سلمة قالت توفي حميمٌ لأم حبيبة فدعت بصفرة فمسحت بذراعيها وقالت إنما أصنع هذا لأني سمعت رسول الله يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا وحدثته زينب عن أمها عن زينب زوج النبي أو عن امرأة من بعض أزواج النبي

ر220

مسند أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها

حديث واحد متفق عليه

3501

من رواية علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان النبي معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا الني أسرعا فقال النبي على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله فقال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما أمرا أو قال شيئا وفي حديث شعيب عن الزهري أنها جاءت تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب وقام النبي معها يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة ثم ذكر بمعناه غير أنه قال فقال إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم ولم يقل يجري ومن الرواة من قال عن علي بن حسين أن النبي أتته صفية قال البخاري رواه شعيب وابن مسافر وابن أبي عتيق وإسحاق بن يحيى عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية عن النبي

ر221

مسند أم المؤمنين سودة بنت زمعة ابن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي بن عامر بن فهر رضي الله عنها

حديث واحد للبخاري وحده

3502

من رواية عكرمة عن ابن عباس أن سودة زوج النبي قالت ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شنا

ر222

مسند أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب رضي الله عنها

حديث واحد في صلاة الضحى

3503

من رواية ابن مرة مولى عقيل - وقيل مولى أم هانئ بنت أبي طالب قالت ذهبت إلى رسول الله عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب فسلمت عليه فقال من هذه فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال مرحبا بأم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد فلما انصرف قلت يا رسول الله زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتلٌ رجلا أجرته فلان بن هبيرة فقال رسول الله قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ قالت أم هانئ وذلك ضحى ولمسلم من حديث جعفر بن محمد عن أبيه ان رسول الله صلى في بيتها عام الفتح ثمان ركعات في ثوبٍ واحد قد خالف بين طرفيه ولهما في حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال ما حدثنا أحدٌ أنه رأى النبي يصلي ضحى غير أم هانئ فإنها قالت إن النبي دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثمان ركعات فلم أر صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود وأخرجه مسلم من حديث عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي قال سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس يخبرني أن رسول الله يسبح سبحة الضحى فلم أجد أحدا يحدثني ذلك غير أن أم هانئ بنت أبي طالب أخبرتني أن رسول الله أتى بعدما ارتفع النهار يوم الفتح فأتي بثوبٍ فستر عليه فاغتسل ثم قام فركع ثمان ركعات لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده كل ذلك متقارب قالت فلم أره سبحها قبل ولا بعد

ر223

مسند أم الفضل لبابة بنت الحارث أم عبد الله بن العباس رضي الله عنهم

3504

الحديث الأول متفق عليه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أن أم الفضل سمعته يقرأ { والمراسلات عرفا } فقالت يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله يقرأ بها في المغرب وفي رواية الليث عن عقيل قالت

سمعت النبي يقرأ في المغرب ب { المراسلات عرفا } ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله وفي حديث صالح بن كيسان عن الزهري ثم ما صلى بعد حتى قبضه الله عز وجل

3505

الثاني للبخاري وحده من حديث عمير مولى عبد الله بن عباس - وقيل مولى عبيد الله بن عباس وقيل مولى أم الفضل - عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدحٍ وهو واقفٌ على بعيرٍ فشربه وفي حديث علي بن المديني عن سفيان أن أم الفضل قالت شك الناس يوم عرفة في صوم النبي فبعثت إلى النبي بشرابٍ فشربه وقد تقدم لميمونة رضي الله عنها أنها فعلت ذلك

3506

الثالث لمسلم وحده من رواية عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أم الفضل قالت دخل أعرابيٌّ على نبي الله وهو في بيتي فقال يا نبي الله إني كانت لي امرأة فتزوجت عليها أخرى فزعمت امرأتي الأولى أنها أرضعت امرأتي الحدثى رضعة أو رضعتين فقال نبي الله لا تحرم الإملاجة والإملاجتان وفي حديث هشام الدستوائي عن قتادة أن رجلا من بني عامر بن صعصعة قال يا نبي الله هل تحرم الرضعة الواحدة قال لا وفي حديث همام عن قتادة: سأل رجل النبي أتحرم المصة قال لا وفي رواية سعيد بن أبي عروبة لا تحرم الرضعة والرضعتان والمصة والمصتان

ر224

المتفق عليه من مسند أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما

3507

الحديث الأول عن أبي عبد الله عروة بن الزبير عن أمه أسماء أنها سمعت النبي يقول لا شيء أغير من الله

3508

الثاني عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء قالت قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله فاستفتيت رسول الله قلت قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك زاد في حديث الحميدي قال ابن عيينة فأنزل الله فيها { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين } وفي حديث قتيبة عن حاتم بن إسماعيل قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله ومدتهم حكى أبو بكر البرقاني بعد أن ذكر رواية عروة عن أسماء أن أبا معاوية قال فيه عن هشام عن أبيه عن عائشة وأن عبدة بن سليمان رواه عن هشام عن أبيه مرسلا وأن يحيى بن آدم قال فيه عن سفيان عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء ثم قال البرقاني والأول أثبت وهو الذي عولا جميعا عليه

2509

الثالث عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت تزوجني الزبير وماله في الأرض من مالٍ ولا مملوك ولا شيء غير فرسه قالت في رواية محمود بن غيلان غير ناضح وغير فرسه قالت فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه فأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز لي جاراتٌ لي من الأنصار وكن نسوة صدق قالت وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي وهي على ثلثي فرسخ قالت فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله ومعه نفرٌ من أصحابه - وفي رواية محمود من الأنصار فدعاني فقال إخ إخ ليحملني خلفه قالت فاستحييت وعرفت غيرتك وفي رواية محمود فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته - وكان أغير الناس - فعرف رسول الله أني قد استحييت فمضى فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله وعلى رأسي النوى ومعه نفرٌ من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت وعرفت غيرتك فقال والله لحملك النوى على رأسك أشد علي من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتنى سياسة الفرس فكأنما أعتقتني وفي رواية محمود فكأنما أعتقني وأخرجه مسلم من حديث أبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن أسماء قالت كنت أخدم الزبير خدمة البيت وكان له فرسٌ وكنت أسوسه فلم يكن من الخدمة شيء أشد علي من سياسة الفرس كنت أحتش له وأقوم عليه وأسوسه قالت ثم إنها أصابت خادما جاء النبي سبيٌ فأعطاها خادما قالت كفتني سياسة الفرس فألقت عني مؤنته فجاءني رجل فقال يا أم عبد الله إني رجل فقيرٌ أردت أن أبيع في ظل دارك قالت إني إن رخصت لك أبى ذلك الزبير فتعال فاطلب إلي والزبير شاهد فجاء فقال يا أم عبد الله إني رجل فقيرٌ أريد أن ابيع في ظل دارك فقالت مالك بالمدينة إلا داري فقال لها الزبير مالك أن تمنعي رجلا فقيرا فكان يبيع إلى أن كسب فبعته الجارية فدخل علي الزبير وثمنها في حجري فقال هبيها لي قالت إني قد تصدقت بها قال البخاري وقال أبو ضمرة عن هشام عن أبيه إن النبي أقطع الزبير أرضا من أموال بني النضير وحكى أبو مسعود حديث ابن أبي مليكة وأن فيه حملها النوى وقول النبي اركبي وليس فيما عندنا من كتاب مسلم في حديث ابن أبي مليكة هذا وإنما هذا المعنى من حديث عروة

3510

الرابع عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت فخرجت وأنا متم فقدمت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت رسول الله فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام زاد في رواية إسحاق بن منصور عن أبي أسامة ففرحوا به فرحا شديدا لأنهم قيل لهم إن اليهود قد سحروكم فلا يولد لكم

3511

الخامس عن هشام بن عروة عن امرأته فاطمة بنت المنذر عن جدتها أسماء قالت أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام قالت سبحان الله قلت آية فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد الله النبي وأثنى عليه ثم قال ما من شيء كنت لم أره إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل - أو قريبا لا أدري أي ذلك قالت أسماء - من فتنة المسيح الدجال فقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن - لا أدري أيهما قالت أسماء فيقول هو محمد وهو رسول الله جاء بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد - ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وفي حديث زائدة لقد أمر رسول الله بالعتاقة في كسوف الشمس قال البخاري وقال أبو أسامة حدثنا هشام قال أخبرتني فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت فانصرف رسول الله وقد تجلت الشمس فحمد الله بما هو أهله ثم قال أما بعد قال البخاري وقال محمود - هو ابن غيلان - حدثنا أبو أسامة وذكر نحو ما قدمنا وفيه قالت فأطال رسول الله جدا حتى تجلاني الغشي وإلى جنبي قربة فيها ماء ففتحتها فجعلت أصب منها على رأسي فانصرف رسول الله وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله بما هو أهله ثم قال أما بعد ولغط نسوة من الأنصار فانكفأت إليهن لأسكتهن فقلت لعائشة ما قال: قالت قال رسول الله ما من شيءٍ لم أكن رأيته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل - أو قريبا - من فتنة المسيح الدجال ثم ذكر نحو ما تقدم إلى قوله سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قال هشام فلقد قالت لي فاطمة فما وعيته غير أنه ذكرت ما يغلظ عليه وللبخاري من رواية عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن أسماء أن النبي صلى صلاة الكسوف فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع ثم سجد فأطال السجود ثم رفع ثم سجد فأطال السجود ثم قام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع فسجد فأطال السجود ثم رفع ثم سجد فأطال السجود ثم انصرف فقال قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطافٍ من قطافها ودنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم وإذا امرأة - حسبت أنه قال - تخدشها هرة قلت ما شأن هذه قالوا حبستها حتى ماتت جوعا لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل قال حسبت أنه قال من خشيش الأرض أو خشاش الأرض قال أبو بكر الإسماعيلي والصحيح أو أنا معهم قال وقد يستخف إسقاط ألف الاستفهام في مواضع ولمسلم من رواية صفية بنت شيبة عن أسماء قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله ففزع فأخطأ بدرع وفي رواية ابن جريج فأخذ درعا حتى أدرك بردائه بعد ذلك قالت فقضيت حاجتي ثم جئت ودخلت المسجد فرأيت رسول الله قائما فقمت معه فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة فأقول هذه أضعف مني فأقوم فركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه فأطال القيام حتى لو أن رجلا جاء خيل إليه أنه لم يركع ومن رواية سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة قال لا تقل كسفت ولكن قل خسفت الشمس

3512

السادس عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت نحرنا على عهد النبي فرسا فأكلناه كذا في رواية سفيان وجرير وعبد الله بن نمير وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح عن هشام نحرنا وفي رواية عبدة عن هشام ذبحنا على عهد رسول الله فرسا ونحن بالمدينة فأكلناه قال البخاري تابعه وكيع وابن عيينة عن هشام في النحر

3513

السابع عن هشام عن فاطمة عن أسماء أن امرأة قالت يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي من جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني فقال رسول الله المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور وفي حديث وكيع وعبدة بن هشام أن امراة قالت يا رسول الله أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني فقال رسول الله وذكر مثله

3514

الثامن عن هشام عن امرأته فاطمة عن أسماء أن امرأة سألت النبي فقالت إن ابنتي أصابتها الحصبة فامرق شعرها وإني زوجتها أفأصل فيه فقال لعن الله الواصلة والموصولة وفي رواية آدم عن شعبة أن أسماء قالت لعن النبي الواصلة والمستوصلة وفي رواية أبي معاوية عن هشام أن النبي قال: لعن الله الواصلة والمستوصلة وأخرجاه من حديث صفية بنت شيبة عن أسماء وفيه فسب رسول الله الواصلة والمستوصلة وفي حديث وهيب فنهاها

3515

التاسع عن هشام عن فاطمة أن أسماء كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها وقالت كان رسول الله يأمرنا أن نبردها بالماء وفي حديث عبدة بن سليمان عن هشام أن رسول الله قال أبردوها بالماء وقال إنها من فيح جهنم

3516

العاشر عن هشام عن فاطمة عن أسماء قالت جاءت امرأة إلى النبي فقالت إحدانا يصيب ثوبها من دم الحيضة كيف تصنع به قال تحته ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ثم تصلي فيه

3517

الحادي عشر عن هشام عن فاطمة عن أسماء قالت قال لي النبي لا توكي فيوكي عليك وفي رواية عثمان بن أبي شيبة لا تحصي فيحصي الله عليك وفي رواية حفص بن غياث عن هشام أنفقي - أو انضحي أو انفحي - ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك وفي رواية عبد الله بن نمير عن هشام أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك وفي رواية محمد بن حازم عن هشام عن عباد بن حمزة وعن فاطمة جميعا عن أسماء قالت قال رسول الله انفحي أو انضحي أو أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك وفي رواية محمد بن بشر عن هشام عن عباد بن حمزة وحده عن أسماء أن رسول الله قال لها نحوه ولهما من رواية عباد بن عبد الله بن الزبير عن أسماء قالت قلت يا رسول الله مالي مالٌ إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق قال تصدقي ولا توعي فيوعي عليك وفيه من رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج أنها جاءت النبي فقالت يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير فهل علي جناحٌ أن أرضخ مما يدخل علي فقال ارضخي ما استطعت ولا توعي فيوعي الله عليك قال أبو مسعود الدمشقي وقيل هو عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير

3518

الثاني عشر عن أبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن أسماء قالت قال النبي إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ ناسٌ دوني فأقول يا رب مني ومن أمتي فيقال هل شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم فكان ابن أبي مليكة يقول اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو أن نفتن عن ديننا

3519

الثالث عشر عن عبد الله موسى أسماء أنه كان يسمع أسماء تقول كلما مرت بالحجون صلى الله على رسوله لقد نزلنا معه ها هنا ونحن خفاف الحقائب قليلٌ ظهرنا قليلة أزوادنا فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان فلما مسحنا أحللنا ثم أهللنا من العشي بالحج

3520

الرابع عشر عن عبد الله مولى أسماء عن أسماء أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة فقامت تصلي فصلت ساعة ثم قالت يا بني هل غاب القمر قلت لا ثم صلت ساعة ثم قالت هل غاب القمر قلت نعم قالت فارتحلوا فارتحلنا فمضينا حتى رمت الجمرة ثم رجعت فصلت الصبح في منزلها فقلت يا هنتاه ما أرانا إلا قد غلسنا قالت يا بني إن رسول الله اذن للظعن وفي رواية عيسى بن يونس عن ابن جريج أن نبي الله أذن لظعنه

أفراد البخاري

3521

عن هشام عن أبيه وعن فاطمة عن أسماء قلت صنعت سفرة رسول الله في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة قالت فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي قال فشقيه باثنين فاربطي بواحدٍ السقاء وبواحد السفرة ففعلت فلذلك سميت ذات النطاقين وعن هشام عن أبيه ووهب بن كيسان قال كان أهل الشام يعيرون ابن الزبير يقولون يا ابن ذات النطاقين فقالت أسماء يا بني يعيرونك بالنطاقين هل تدري ما النطاقان إنما كان نطاقي شققته نصفين فأوكيت قربة رسول الله بأحدهما وجعلت في سفرته آخر قال وكان أهل الشام إذا عيروه بالنطاقين يقول إيها والله تلك شكاة ظاهر عنك عارها

3522

الثاني أخرجه البخاري تعليقا فقال وقال الليث كتب إلي هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري وكان يحيي المؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها

3523

الثالث عن الزهري عن عروة أسماء قالت قام رسول الله خطيبا فذكر فتنة القبر يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة لم يزد البخاري فيما عندنا من كتابه على هذا وتمامه عند أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبي بكر البرقاني من حديث ابن وهب عن يونس ضج المسلمون ضجة حالت بيني وبين أن أفهم آخر كلام رسول الله فلما سكنت ضجتهم قلت لرجلٍ قريب مني أي بارك الله فيك ماذا قال رسول الله في آخر قوله قال: قال قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال

3524

الرابع عن هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء قالت أفطرنا على عهد رسول الله يوم غيم ثم طلعت الشمس قيل لهشام فأمروا بالقضاء قال بدٌّ من قضاء وقال معمر سمعت هشاما يقول لا أدري أقضوا أم لا

أفراد مسلم

3525

الحديث الأول عن مسلم القري قال سألت ابن عباس عن متعة الحج فرخص فيها وكان ابن الزبير ينهى عنها فقال هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله رخص فيها فادخلوا عليها فاسألوها قال فدخلنا عليها فإذا هي امرأة ضخمة عمياء فقالت قد رخص رسول الله فيها وأما عبد الرحمن بن مهدي ففي حديثه المتعة ولم يقل متعة الحج وفي حديث محمد بن جعفر غندر قال شعبة قال مسلم - يعني القري لا أدري متعة الحج أو متعة النساء وهذا أيضا يذكر في ترجمة ابن عباس عن أسماء وليس لعبد الله بن عباس عن أسماء ولا لمسلم القري عنها في الصحيح غيره

3526

الثاني عن عبد الله مولى أسماء - وكان خال ولد عطاء قال أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر فقالت بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة العلم في الثوب وميثرة الأرجوان وصوم رجب كله فقال لي عبد الله اما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد وأما ما ذكرت من العلم في الثوب فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله يقول إنما يلبس الحرير من لا خلاق له فخفت أن يكون العلم منه وأما ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة عبد الله فإذا هي أرجوان فرجعت إلى أسماء فخبرتها فقالت هذه جبة رسول الله فأخرجت إلي جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها وهذا أيضا يدخل في مسند عمر

3527

الثالث عن صفية بنت شيبة عن أسماء قالت خرجنا محرمين فقال رسول الله من كان معه هديٌ فليقم على إحرامه ومن لم يكن معه هديٌ فليحلل فلم يكن معي هديٌ فحللت وكان مع الزبير هديٌ فلم يحلل قالت فلبست ثيابي ثم خرجت إلى الزبير فقال قومي عني فقلت أتخشى أن أثب عليك وأول حديث وهيب بن خالد قدمنا مع رسول الله مهلين بالحج ثم ذكر نحوه غير أنه قال استرخى عني استرخي عني

3528

الرابع عن أبي نوفل معاوية بن مسلم بن أبي عقرب قال رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة قال فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال السلام عليك أبا خبيبٍ السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله إن كنت ما علمت صواما قواما وصولا للحرم أما والله لأمة أنت شرها لأمه سوء ثم نفذ عبد الله بن عمر فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت ابي بكر فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك قال فأبت وقالت والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني قال فقال أروني سبتي فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال كيف رأيتني صنعت بعدو الله قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك بلغني أنك تقول يا ابن ذات النطاقين أنا والله ذات النطاقين أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله وطعام أبي بكر رضي الله عنه من الدواب وأما الاخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه أما إن رسول الله حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا وأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا إخالك إلا إياه قال فقام عنها ولم يراجعها

ر225

أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن النبي رضي الله عنها

حديث واحد متفق عليه

3529

من رواية حميد بن عبد الرحمن بن عوف ابنها عنها أنها سمعت رسول الله يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا إلى هنا عند البخاري من حديث عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن صالح عن الزهري وكذا عند مسلم من رواية معمر عن الزهري زاد عند مسلم من رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح عن الزهري عن حميد قالت ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المراة زوجها ادرجه على ما قبله وفي حديث يونس بن يزيد عن الزهري قال ابن شهاب ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذبٌ إلا في ثلاث وذكر الثلاث جعل يونس هذه الزيادة من قول ابن شهاب

ر226

أم قيس بنت محصن الأسدية أسد خزيمة رضي الله عنها

وكانت من الأول اللاتي بايعن رسول الله وهي أخت عكاشة بن محصن حديثان متفق عليهما

3530

أحدهما من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنها أنها أتت بابنٍ لها صغير - لم يأكل الطعام - إلى رسول الله فأجلسه رسول الله في حجره فبال على ثوبه فدعا بماءٍ فنضحه ولم يغسله لفظ حديث البخاري من طريق مالك وفي حديث يونس بن يزيد نحوه وقال في حديث الليث عن الزهري فلم يزد على أن نضح بالماء وفي حديث ابن عيينة فدعا بماء فرشه

3531

الثاني من حديث عبيد الله بن عبد الله أيضا عن أم قيس أنها قالت دخلت بابنٍ لي على النبي وقد أعلقت عليه من العذرة فقال علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب يستعط من العذرة ويلد من ذات الجنب قال سفيان فسمعت الزهري يقول بين لنا اثنتين ولم يبين لنا خمسا قال البخاري وقال يونس وإسحاق بن راشد عن الزهري علقت عليه وفي رواية علي بن المديني عن سفيان وقد أعلقت من العذرة ولم يذكر عليه وفي رواية عتاب بن بشير فقال اتقوا الله علام تدغرن أولادكن بهذا الإعلاق قال علي فقلت لسفيان فإن معمرا يقول أعلقت عليه قال لم يحفظ إنما قال أعلقت عنه حفظته من في الزهري ووصف سفيان الغلام يحنك بالإصبع وأدخل سفيان إصبعه في حنكه وقال إنما يعني رفع حنكه بإصبعه وفي حديث حرملة عن ابن وهب قال يونس أعلقت غمزت فهي تخاف أن يكون به عذرة وفيه عليكم بهذا العود الهندي يعني به الكست قال البخاري والقسط الهندي البحري والكسط مثل الكافور والقافور ومثل { كشطت } نزعت وقرأ عبد الله { قشطت }

ر227

زينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله ورضي الله عنها

حديث للبخاري جمع حديثين

3532

من رواية كليب بن وائلٍ قال حدثتني ربيبة النبي زينب بنت أبي سلمة قال قلت لها أرأيت النبي أكان من مضر قالت فممن كان إلا من مضر من بني النضر بن كنانة وفي رواية موسى عن عبد الواحد بن زياد عن كليب قال حدثتني ربيبة النبي - وأظنها زينب - قالت نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت وقلت لها أخبريني النبي ممن كان من مضر كان قالت فممن كان إلا من مضر كان من ولد النضر بن كنانة حديث لمسلم

3533

من رواية محمد بن عمرو بن عطاء قال سميت ابنتي برة فقالت لي زينب بنت أبي سلمة إن رسول الله نهى عن هذا الاسم وسميت برة فقال رسول الله لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم فقالوا بم نسميها قال سموها زينب وفي حديث الوليد بن كثير عن محمد بن عمرو بن عطاء قال حدثتني زينب بنت أبي سلمة قالت كان اسمي برة فسماني رسول الله زينب قال ودخلت عليه زينب بنت جحش واسمها برة فسماها زينب

ر228

فاطمة بنت قيس رضي الله عنها

قد تقدم لها في مسند عائشة حديث القاسم بن محمد وسليمان بن يسار في قول فاطمة لا سكنى ولا نفقة وانتقالها وإنكار عائشة لذلك ولمسلم ثلاثة أحاديث

3534

الأول منها عن هشام بن عروة عن أبيه عن فاطمة بنت قيس قالت قلت يا رسول الله زوجي طلقني ثلاثا وأخاف أن يقتحم علي فأمرها فتحولت

3535

الثاني عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله أما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد فكرهته ثم قال انكحي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت وفي حديث أبي حازم عن أبي سلمة عن فاطمة أنه طلقها زوجها في عهد النبي وكان أنفق عليها نفقة دونا فلما رأت ذلك قالت والله لأعلمن رسول الله فإن كانت لي نفقة أخذت الذي يصلحني وإن لم تكن لي نفقة لم آخذ منه شيئا قالت فذكرت ذلك لرسول الله فقال لا نفقة لك ولا سكنى وفي رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس أخبرته ان أبا حفص بن المغيرة المخزومي طلقها ثلاثا ثم انطلق إلى اليمن فقال لها أهله ليس لك علينا نفقة فانطلق خالد بن الوليد في نفرٍ فأتوا رسول الله في بيت ميمونة فقالوا إن أبا حفص طلق امرأته ثلاثا فهل لها من نفقة قال رسول الله ليس لها نفقة وعليها العدة وأرسل إليها أن لا تسبقيني بنفسك وفيه فلما مضت عدتها أنكحها رسول الله أسامة بن زيد بن حارثة وفي حديث صالح وعقيل عن الزهري عن أبي سلمة أن فاطمة أخبرته أنها كانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فزعمت أنها جاءت رسول الله تستفتيه في خروجها من بيتها فأمرها أن تنتقل إلى ابن أم مكتوم الأعمى فأبى مروان أن يصدقه في خروج المطلقة من بيتها وقال عروة إن عائشة أنكرت ذلك على فاطمة بنت قيس ولمسلم من حديث معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن فأرسل إلى امرأته فاطمة بنت قيس بتطليقه بقيت من طلاقها فأمرها الحارث بن هشام وعياش ابن أبي ربيعة بنفقة فقالا لها والله ما لك نفقة إلا أن تكوني حاملا فأتت النبي فذكرت له قولهما فقال لا نفقة لك فاستأذنته في الانتقال فأذن لها فقالت أين يا رسول الله قال إلى ابن أم مكتوم وكان أعمى تضع ثيابها عنده ولا يرها فلما مضت عدتها أنكحها رسول الله أسامة بن زيد فأرسل لها مروان قبيصة بن ذؤيب يسألها عن الحديث فحدثته به فقال مروان لم نسمع هذا الحديث إلا من امرأة سنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها فقالت فاطمة حين بلغها قول مروان بيني وبينكم القرآن قال الله عز وجل { لا تخرجوهن من بيوتهن } قالت هذه لمن كانت له مراجعة فأي أمرٍ يحدث بعد الثلاث فكيف تقولون لا نفقة لها إذا لم تكن حاملا فعلام تحبسونها قال أبو مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقي حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بقصة طلاق فاطمة مرسل وفي حديث أبي عمرو عامر بن شراحيل الشعبي قال دخلت على فاطمة بنت قيس فسألتها عن قضاء رسول الله عليها فقالت طلقها زوجها البتة فقالت فخاصمته إلى رسول الله في السكن والنفقة قالت فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة وأمرني أن أعتد في بيت ابن أم مكتوم وفي حديث سيار أبي الحكم عن الشعبي قال دخلنا على فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب ابن طاب وسقتنا سويقٍ سلت فسألتها عن المطلقة ثلاثا أين تعتد قالت طلقني بعلي ثلاثا فأذن لي النبي أن أعتد في أهلي وفي رواية سلمة بن كهيل عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي في المطلقة ثلاثا قال ليس لها سكنى ولا نفقة وفي رواية عمار بن زريق عن أبي إسحاق عن الشعبي أن فاطمة بنت قيس قالت طلقني زوجي ثلاثا فأردت النقلة فأتيت النبي فقال انتقلي إلى بيت ابن عمك عمرو ابن أم مكتوم ومن رواية عمارة بن زريق أيضا عن أبي إسحاق قال كنت مع الأسود بن يزيد جالسا في المسجد الأعظم ومعنا الشعبي فحدث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله لم يجعل لها سكنى ولا نفقة فأخذ الأسود كفا من حصى فحصبه به وقال ويلك أتحدث بمثل هذا قال عمر لا نترك كتاب الله وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت لها السكنى والنفقة قال الله عز وجل { لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة } وفي حديث أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم بن صخير العدوي عن فاطمة بنت قيس أن زوجها طلقها ثلاثا فلم يجعل لها رسول الله سكنى ولا نفقة وقالت قال لي رسول الله إذا حللت فآذنيني فآذنته فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد فقال رسول الله أما معاوية فرجل تربٌ لا مال له وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء ولكن أسامة فقالت بيدها هكذا أسامة أسامة فقال لها رسول الله طاعة الله وطاعة رسوله خيرٌ لك فتزوجته فاغتبطت وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان أنها قالت أرسل إلي زوجي أبو عمرو بن حفص بن المغيرة عياش بن أبي ربيعة بطلاقي وأرسل معه بخمسة آصع تمرٍ وخمسة آصع شعيرٍ فقلت أما لي نفقة إلا هذا ولا أعتد في منزلكم قال لا فشددت علي ثيابي وأتيت رسول الله فقال كم طلقك فقلت ثلاثا قال صدق ليس لك نفقة اعتدي في بيت ابن عمك ابن أم مكتوم ثم ذكر باقي الحديث فيمن خطبها وفيه ولكن عليك بأسامة بن زيد وفي رواية أبي عاصم عن الثوري عن ابن صخير قال دخلت أنا وأبو سلمة ابن عبد الرحمن على فاطمة بنت قيس فسألناها فقالت

كنت عند أبي عمرو بن حفص بن المغيرة فخرج في غزوة نجران وساق الحديث وفي آخره في ذكر أسامة قالت فتزوجته فشرفني الله بأبي زيد وكرمني بأبي زيد وفي رواية شعبة عن أبي بكر بن أبي الجهم قال دخلت أنا وأبو سلمة على فاطمة بنت قيس زمن ابن الزبير فحدثتنا أن زوجها طلقها طلاقا باتا وذكر الحديث بنحو حديث سفيان الثوري وفي رواية عبد الله البهي عن فاطمة بنت قيس قالت طلقني زوجي ثلاثا فلم يجعل لي رسول الله سكنى ولا نفقة

3536

الثالث حديث الجساسة عن عامر بن شراحيل الشعبي - شعب همدان - أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس - وكانت من المهاجرات الأول فقال حدثيني حديثا سمعته من رسول الله لا تسنديه إلى أحد غيره فقالت لئن شئت لأفعلن فقال لها أجل حدثيني فقالت نكحت ابن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذٍ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله فلما تأيمت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب محمد وخطبني رسول الله على مولاه أسامة بن زيد وكنت قد حدثت أن رسول الله قال من أحبني فليحب أسامة فلما كلمني رسول الله قلت أمري بيدك فأنكحني من شئت فقال انتقلي إلى أم شريك وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان فقلت سأفعل قال لا تفعلي إن أم شريك كثيرة الضيفان فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو أن ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم وهو رجل من بني فهر فهر قريش وهو البطن الذي هي منه - فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي - منادي رسول الله ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله فكنت في النساء اللاتي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلاته جلس على المنبر يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال تدرون لم جمعتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخمٍ وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفأوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر لا يدرون ما قبله من دبره فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منه أنه تكون شيطانة قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسانٍ رأيناه قط خلقا وأشده وثاقة مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبه بالحديد قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثيرة الشعر لا ندري قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال يوشك ألا يثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال إن ماءها يوشك أن يذهب قال أخبرني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبرني عن نبي الأميين ما فعل قالوا قد خرج من مكة ونزل بيثرب قال أقاتلته العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب فأطاعوه قال لهم قد كان ذلك قلنا نعم قال أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في الأربعين ليلة غير مكة وطيبة هما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملكٌ بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقبٍ منها ملائكة يحرسونها قال رسول الله وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة - يعني المدينة ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم قال فإنه أعجبني حديث تميمٍ إنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو - وأومأ بيده إلى المشرق قالت فحفظت هذا من رسول الله وفي حديث سيار عن الشعبي طرفٌ من ذكر الطلاق ثم قالت فنودي في الناس إن الصلاة جامعة قالت فانطلقت فيمن انطلق من الناس قالت فكنت في الصف المقدم من النساء وهو يلي المؤخر من الرجال قالت فسمعت النبي وهو على المنبر يخطب فقال إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر وساق الحديث وفيه قالت فكأنما أنظر إلى النبي وأهوى بمخصرته إلى الأرض وقال هذه طيبة يعني المدينة وفي رواية غيلان بن جرير عن الشعبي عن فاطمة قالت قدم على رسول الله تميمٌ الداري فأخبر رسول الله أنه ركب البحر فتاهت به سفينته فسقط إلى جزيرة فخرج إليها يلتمس الماء فلقي إنسانا يجر شعره واقتص الحديث وفيه ثم قال اما إنه لو قد أذن لي في الخروج قد وطئت البلاد كلها غير طيبة فأخرجه رسول الله إلى الناس فحدثهم قال هذه طيبة وذاك الدجال وفي رواية أبي الزناد عن الشعبي أن رسول الله قعد على المنبر فقال أيها الناس حدثني تميمٌ الداري أن أناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم فركب بعضهم على لوحٍ من ألواح السفينة فخرجوا إلى جزيرة في البحر وساق الحديث

ر229

سبيعة الأسلمية رضي الله عنها

حديث واحد متفق عليه

3537

أخرجه البخاري رحمه الله بالإسناد مختصرا من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبيه أنه كتب إلى ابن أرقم أن يسأل سبيعة الأسلمية كيف أفتاها رسول الله فقالت أفتاني إذا وضعت أن أنكح وأخرجه تعليقا من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها وعما قال لها رسول الله حين استفتته فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبة يخبره أن سبيعة بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة وهو من بني عامر من لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوادع وهي حامل فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رجلٌ من بني عبد الدار فقال لها ما لي أراك تجملت للخطاب ترجين النكاح وإنك - والله - ما أنت بناكحٍ حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر قالت سبيعة فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله فسألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزوج إن بدا لي قال البخاري في أوله وقال الليث حدثني يونس عن الزهري وقال في آخره تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس وأخرجه مسلم من حديث ابن وهب عن يونس عن الزهري عن عبيد الله وذكر مثله وزاد قال ابن شهاب ولا أرى بأسا أن تتزوج حين وضعت وإن كانت في دمها غير أنه لا يقربها زوجها حتى تطهر

ر230

المتفق عليه من مسند أم حرام بنت ملحان بن خالد الخزرجية

واسمها الغميصاء وهي خالة أنس بن مالك رضي الله عنهما

حديث واحد

3538

عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال كان رسول الله إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله يوما فأطعمته ثم جعلت تفلي رأسه فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناسٌ من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو قال مثل الملوك على الأسرة شك إسحق قالت قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناسٌ من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت وأخرجاه من حديث محمد بن يحيي بن حبان عن أنس عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت نام النبي يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم فقلت ما أضحكك قال ناسٌ من أمتي عرضوا علي يركبون البحر الأخضر كالملوك على الأسرة قالت فقلت فادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها - ثم ذكر نحوه بمعناه وفيه فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام قدمت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت وفي حديث حماد بن زيد عن يحيى الأنصاري ما يضحكك - بأبي أنت وأمي وفيه يركبون ظهر هذا البحر الأخضر وفيها فإنك منهم وفيه فتزوجها عبادة بن الصامت بعد فغزا في البحر فحملها معه فلما أن جاءت قربت لها بغلة فركبتها فصرعتها فاندقت عنقها وأخرجاه من حديث أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس قال أتى رسول الله ابنة ملحان خالة لأنس فوضع رأسه عندها وفي رواية البخاري فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله فقال ناسٌ من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعلها منهم ثم عاد فضحك فقالت له مثل ذلك فقالت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين ولست من الآخرين قال أنسٌ فتزوجت عبادة ابن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظة فلما قفلت ركبت دابتها فوقعت بها فسقطت عنها فماتت اللفظ لحديث البخاري وأدرجه مسلم على ما قبله أخرج أبو مسعود حديث أبي طوالة هذا في مسند أم حرام وأخرجه أبو بكر البرقاني في مسند أنس وفي إسناد هذا الحديث عن البخاري فيما رأيناه من النسخ أبو إسحق - هو الفزاري - عن عبد الله بن عبد الرحمن - هو أبو طوالة - عن أنس قال أبو مسعود هكذا عند البخاري أبو إسحق عن أبي طوالة سقط عليه بينهما زائدة بن قدامة وأخرج البخاري من حديث عمير بن الأسود العنسي أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحل حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام قال عمير فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي يقول أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام قلت يا رسول الله أنا فيهم قال أنت فيهم قالت ثم قال النبي أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفورٌ لهم فقلت أنا فيهم يا رسول الله قال لا هكذا قال البخاري في كتاب التاريخ الكبير في هذا الراوي عن أم حرام في باب عمير عمير بن الأسود العنسي سمع عبادة بن الصامت وابا الدردار وأم حرام سمع منه خالد بن معدان وقال في باب عمرو عمرو بن الأسود العنسي سمع معاوية وفي رواية نعيم بن حماد أنه سمع عمر روى عنه خالد ابن معدان يعد في الشاميين وقال فيه أبو محمد عبد الغني في كتابه في المؤتلف والمختلف أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي سمع معاوية روي عنه خالد بن معدان وقيل سمع عمر ولم يذكر عميرا وقد كشف الغمة عن هذا أبو زرعة الدمشقي وغيره فقال فيما روينا منه عمرو بن الأسود يكني أبا عياض وهو عمير بن الأسود وقال محمد بن عوف عمرو وعمير واحد يكنى أبا عياض وقال أبو الحسن محمود بن إبراهيم ابن سميع في طبقات الشاميين عمرو بن الأسود العنسي حمصي وقال ابن معين عمرو يكني أبا عياض وحكى أبو بكر البرقاني عن أبي العباس بن حمدان قال لم يصنع يحيى بن حمزة شيئا في إسناد هذا الحديث يعني حيث قال عمير بن الأسود وذكر الحديث من طريق أيوب بن حسان عن ثور بن يزيد وفيه عمرو بن الأسود قال محمد بن يحيى الصواب عمرو بن الأسود كما قال أيوب بن حسان

ر231

المتفق عليه من مسند أم سليم بنت ملحان أم أنس ابن مالك رضي الله عنهما

حديث واحد

3539

من رواية قتادة بن دعامة السدوسي عن أنس عن أم سليم أنها قالت يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له فقال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته هكذا أخرجاه من رواية محمد بن جعفر غندر عن شعبة ومن الرواة من قال فيه عن شعبة عن قتادة عن أنس أن أم سليم قالت يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له جعله في مسند أنس وذلك مذكور هنالك وللبخاري حديث واحد

3540

من رواية أيوب عن عكرمة أن أهل المدينة سألوا ابن عباس عن امرأة طافت ثم حاضت فقال لهم تنفر قالوا لا نأخذ بقولك وندع قول زيد قال إذا قدمتم المدينة فاسألوا فسألوا فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية قال البخاري رواه خالد وقتادة عن عكرمة فأما حديث صفية الذي احتجت به أم سليم فمذكور في مسند عائشة أن صفية حاضت فذكر ذلك رسول الله فقال أحابستنا هي قالوا إنها قد أفاضت قال فلا إذن

ولمسلم حديثان

3541

أحدهما من رواية قتادة عن أنس أن أم سليم حدثت أنها سألت النبي عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل فقال رسول الله إذا رأت المرأة فلتغتسل فقالت أم سليم واستحييت من ذلك قالت وهل يكون هذا فقال النبي نعم فمن أين يكون الشبه إن ماء الرجل غليظٌ أبيض وماء المرأة رقيقٌ أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه وفي رواية إسحق بن أبي طلحة عن أنس قال جاءت أم سليم - وهي جدة إسحق - إلى رسول الله فقالت له وعائشة عنده يا رسول الله المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام فذكره بمعناه جعله في مسند أنس وذلك مذكور هنالك وقد اتفقا جميعا على إخراجه من حديث أم سلمة وفيه أن أم سلمة هي التي قالت وتحتلم المرأة وفي أفراد مسلم من مسند انس أن عائشة قالت يا أم سليم فضحت النساء

3542

الثاني من حديث أبي قلابة عن أنس عن أم سليم أن النبي كان يأتيها فيقيل عندها فتبسط له نطعا فيقيل عليه وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقة فتجعله في الطيب والقوارير فقال النبي يا أم سليم ما هذا قالت عرقك أدوف به طيبي كذا في رواية عفان بن مسلم عن وهيب قال أبو مسعود ورواه غير عفان عن وهيب فلم يقل فيه عن أم سليم أخرجه أبو بكر البرقاني في كتابه من حديث عفان عن وهيب كما أخرجه وزاد في آخره قالت وكان النبي يصلي على الخمرة

ر232

المتفق عليه من مسند زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما

3543

من رواية وائل بن شقيق بن سلمة عن عمرو بن الحارث عن زينب امرأة عبد الله قالت قال رسول الله تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فرجعت إلى عبد الله فقلت إنك رجلٌ خفيف ذات اليد وإن رسول الله قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله فإن كان يجزي عني وإلا صرفتها إلي غيركم قالت قال لي عبد الله بل ائتيه أنت قالت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله حاجتي حاجتها قالت وكان رسول الله ألقيت عليه المهابة قالت فخرج علينا بلالٌ فقلنا له ائت رسول الله فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتامٍ في حجورهما ولا تخبره من نحن قالت فدخل بلال على رسول الله فسأله فقال رسول الله من هما فقال امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله أي الزيانب قال امرأة عبد الله فقال رسول الله لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة اللفظ لراوية مسلم ولمسلم حديث واحد

3544

من رواية بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت قال لنا رسول الله إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا وفي رواية مخرمة بن بكير بن عبد الله الأشج عن أبيه إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة

ر233

المتفق عليه من مسند أم شريك إحدى نساء بني عامر بن لؤي رضي الله عنها

قال أبو بكر البرقاني واسمها غزية بنت الأعجم ويقال في نسبها غير ذلك ويقال بنت دودان قال عبد الغني بن سعيد غزية بضم الغين قال ويقال غزيلة باللام حديث واحد

3545

من رواية سعيد بن المسيب أن أم شريك أخبرته أن رسول الله أمرها بقتل الأوزاغ وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن عمر أمر وللبخاري من حديث ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عنها أن رسول الله أمر بقتل الأوزاغ قال وكانت تنفخ على إبراهيم وفي مسند سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة الأمر بقتلها وثواب من فعل ذلك ولمسلم حديث واحد

3546

ومن رواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال أخبرتني أم شريك أنها سمعت رسول الله يقول ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذٍ قال هم قليل

ر234

المتفق عليه من مسند الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية رضي الله عنها

حديث واحد

3547

من رواية خالد بن ذكوان عنها قالت أرسل رسول الله غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد ذلك نصومه ونصومه صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه حتى يكون عند الإفطار وفي حديث أبي معشر العطار عن خالد بن ذكوان نحوه وقال ونصنع لهم اللعبة من العهن فنذهب به معنا فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم وللبخاري حديثان

3548

أحدهما من رواية خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت كنا نغزو مع رسول الله نسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة

3549

الثاني من حديث خالد بن ذكوان أيضا عنها قالت دخل علي النبي غداة بني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويرياتٌ يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت إحداهن وفينا نبيٌّ يعلم ما في غدٍ فقال النبي لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين وفي رواية علي بن المديني عن بشر بن المفضل دعي هذه وقولي الذي كنت تقولين

ر235

المتفق عليه من مسند أم عطية واسمها نسيبة بنت كعب الأنصارية رضي الله عنها

3550

الحديث الأول عن محمد بن سيرين عن أم عطية الأنصارية قالت دخل علينا رسول الله حين توفيت ابنته فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني فلما فرغنا آذناه فأعطانا حقوه فقال أشعرنها إياه يعني إزاره زاد في حديث عبد الوهاب الثقفي عن أيوب قال وحدثتني حفصة - يعني بنت سيرين - مثل حديث محمد وكان في حديث حفصة اغسلنها وترا وكان فيه ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن وكان فيه أنه قال ابدءوا بميامنها ومواضع الوضوء وكان فيه أن أم عطية قالت ومشطناها ثلاثة قرون وفي حديث ابن جريج عن أيوب عن حفصة أن أم عطية قالت إنهن جعلن رأس بنت رسول الله ثلاثة قرون نقضنه ثم غسلنه ثم جعلنه ثلاثة قرون وقال ابن سيرين جاءت أم عطية - امرأة من الأنصار من اللاتي بايعن رسول الله قدمت البصرة تبادر ابنا لها فلم تدركه فحدثتنا وذكر الحديث إلى قوله وأشعرنها إياه وزعم أن الإشعار الففنها فيه وكذلك كان ابن سيرين يأمر المرأة أن تشعر ولا تؤزر وفي رواية ابن عون عن محمد فنزع من حقوه إزاره فقال أشعرنها إياه وفي حديث أم الهذيل - وهي حفصة - عن أم عطية قالت ضفرنا شعر بنت رسول الله - تعني ثلاثة قرون قال وكيع قال سفيان ناصيتها وقرنيها قال في حديث هشام بن حسان عن حفصة عنها فضفرنا شعرها ثلاثة قرون فألقيناها خلفها وفي رواية عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت لما ماتت زينب بنت رسول الله قال اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا واجعلن في الخامسة كافورا وذكره إلى قوله أشعرنها إياه

3551

الثاني عن محمد بن سيرين عن أم عطية قالت أخذ علينا رسول الله مع البيعة ألا ننوح فما وفت منا امرأة إلا خمس أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وفي رواية عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وابنه أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى وأخرجه مسلم من حديث حفصة بنت سيرين عن أم عطية أخذ علينا رسول الله في البيعة ألا ننوح فما وفت منا غير خمسٍ منهن أم سليم وأخرج من حديث حفصة عن أم عطية قالت لما نزلت هذه الآيه { يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يعصينك في معروف } قالت كان منه النياحة قالت فقلت يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية فلابد لي أن أسعدهم فقال رسول الله إلا آل فلان وفي رواية أيوب عن حفصة عن أم عطية قالت بايعنا رسول الله فقرأ علينا { لا يشركن بالله شيئا } ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة منا يدها فقالت فلانة أسعدتني فأنا أريد أن أجزيها فما قال لها النبي شيئا فانطلقت ثم رجعت فبايعها زاد في رواية مسدد فما وفت امرأة إلا أم سليم وأم العلاء وبنت أبي سبرة امرأة معاذ أو بنت أبي سبرة وامرأة معاذ

3552

الثالث عن محمد بن سيرين عن أم عطية قالت أمرنا أن نخرج - وفي حديث أبي الربيع الزهراني عن حماد قالت أمرنا - تعني النبي أن نخرج - في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين وفي حديث ابن عون عن محمد بن سيرين قال: قالت أم عطية أمرنا ان نخرج ونخرج الحيض والعواتق وذوات الخدر قال ابن عون أو العواتق ذوات الخدور فأما الحيض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزلن مصلاهم قال البخاري وقال عبد الله بن رجاء عن عمران القطان عن ابن سيرين عن أم عطية قالت سمعت رسول الله وأخرجاه من حديث حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحيض فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم ويرجون بركة ذلك اليوم وطهرته وفي حديث أبي خيثمة عن عاصم: كنا نؤمر بالخروج في العيدين والمخبأة والبكر فقالت والحيض يخرجن فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس وفي حديث أيوب السختياني عن حفصة قالت كنا نمنع جوارينا وفي رواية عبد الوارث عواتقنا - أن يخرجن يوم العيد فجاءت امرأة فنزلت قصر بني خلف فأتيتها فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي اثنتي عشرة غزوة فكانت أختها معه في ست غزوات قالت فكنا نقوم على المرضى ونداوي الكلمى فقلت يا رسول الله على إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلبابٌ الا تخرج - تعني في العيد قال لتلبسها صاحبتها من جلبابها ويشهدن الخير ودعوة المؤمنين قالت حفصة فلما قدمت أم عطية أتيتها فسألتها أسمعت في كذا قالت نعم بأبي وقل ما ذكرت النبي إلا قالت بأبي قال لتخرج العواتق وذوات الخدور - أو قال العواتق ذوات الخدور - شك أيوب - والحيض فيعتزل الحيض المصلى ويشهد الخير ودعوة المؤمنين قالت فقلت لها الحيض قلت نعم أليس الحائض تشهد عرفات وتشهد كذا وتشهد كذا وفي حديث هشام بن حسان عن حفصة عن أم عطية قالت أمرنا رسول الله أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلبابٌ قالت لتلبسها أختها من جلبابها

3553

الرابع عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت بعث إلى نسيبة الأنصارية بشاة فأرسلت إلى عائشة منها فقال النبي عندكم شيءٌ فقلت لا إلا ما أرسلت به نسيبة من تلك الشاة فقال هات فقد بلغت محلها وفي رواية يزيد بن زريع وخالد بن عبد الله قالت دخل النبي على عائشة فقال هل عندكم شيء فقالت لا إلا شيءٌ بعثت به إلينا نسيبة من الشاة التي بعثت إليها من الصدقة فقال إنها بلغت محلها وفي حديث إسماعيل بن إبراهيم بن علية قالت بعث إلي رسول الله بشاة من الصدقة فبعثت إلى عائشة منها بشيء فلما جاء رسول الله إلى عائشة قال هل عندكم شيء قالت لا إلا أن نسيبة بعثت إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها فقال إنها قد بلغت محلها

3554

الخامس عن حفصة - وهي أم الهذيل - عن أم عطية قالت نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا وأخرجه مسلم من حديث محمد ابن سيرين عن أم عطية قالت كنا ننهى عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

3555

السادس عن أيوب عن حفصة عن أم عطية قالت كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوجٍ أربعة أشهر وعشرا ولا نكتحل ولا نتطيب ولا نلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من محيضها في نبذة من كست أظفار زاد في رواية عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وكنا ننهى عن اتباع الجنائز قال البخاري ورواه هشام بن حسان عن حفصة عن أم عطية عن النبي وفي حديث عبد السلام بن حرب عن هشام عن حفصة عن أم عطية قالت قال النبي لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاث إلا على زوج فإنها لا تكتحل ولا تلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب وفي رواية ابن إدريس عن هشام عن حفصة عن أم عطية أن رسول الله قال لا تحد امرأة على ميت فوق ثلاثٍ إلا على زوج وذكره زاد ولا تمس طيبا إلا إذا طهرت نبذة من قسط أو أظفار وأخرجه البخاري من حديث سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين قالوا توفي ابنٌ لأم عطية فلما كان اليوم الثالث دعت بصفرة فتمسحت وقالت نهينا أن نحد أكثر من ثلاثٍ إلا لزوج وللبخاري وحده حديث واحد

3556

من رواية محمد بن سيرين عن أم عطية قالت كنا لا نعد الكدرة والصفرة شيئا ولمسلم حديث واحد

3557

من رواية حفصة بنت سيرين عن أم عطية الأنصارية قالت غزوت مع رسول الله سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى

أفراد البخاري من الصحابيات رضوان الله عليهن

ر236

أم خالد بنت سعيد بن العاص رضي الله عنها

وفي بعض الأسانيد أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص حديثان

3558

أحدهما من رواية سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أم خالد قالت أتي رسول الله بثيابٍ فيها خميصة سوداء قال من ترون نكسو هذه الخميصة فأسكت القوم فقال ائتوني بأم خالد فأتي بي النبي فألبسنيها بيده وقال أبلي وأخلقي مرتين فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إلي ويقول يا أم خالد هذا سنا والسنا بلسان الحبشة الحسن قال إسحاق بن سعيد حدثتني امرأة من أهلي أنها رأته على أم خالد وفي حديث أبي نعيم أتي النبي بثياب منها خميصة سوداء صغيرة فقال من ترون نكسو هذه فسكت القوم فقال ائتوني بأم خالد فأتي بها تحمل فأخذ الخميصة بيده فألبسنيها وقال أبلي وأخلقي وكان فيها علمٌ أخضر أو أصفر فقال يا أم خالد هذا سناه وفي حديث الحميدي عن سفيان قالت قدمت من أرض الحبشة وأنا جويرية فكساني رسول الله خميصة لها أعلام فجعل رسول الله يمسح الأعلام بيده ويقول سناه سناه قال الحميدي وهو عبد الله بن الزبير يعني حسن حسن وفي حديث حبان بن موسى قالت أتيت النبي مع أبي وعلي قميصٌ أصفر قال رسول الله سنه سنه قال عبد الله ابن المبارك وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي فقال رسول الله دعها ثم قال رسول الله أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي قال ابن المبارك فبقيت حتى دكن

3559

الثاني من حديث موسى بن عقبة قال حدثتني ابنة خالد بن سعيد ابن العاص أنها سمعت النبي يتعوذ من عذاب القبر وفي حديث سفيان بن عيينة عن موسى بن عقبة قال سمعت أم خالد بنت خالد قال ولم أسمع أحدا سمع من النبي غيرها قالت سمعت النبي يتعوذ من عذاب القبر

ر237

أم رومان أم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم

حديث واحد

3560

رواه البخاري عن محمد بن كثير عن أخيه سليمان من حديث مسروق عن أم رومان أم عائشة أنها قالت لما رميت عائشة خرت مغشيا عليها وعن موسى بن إسماعيل من حديث أبي وائل قال حدثني مسروق بن الأجدع قال حدثتني أم رومان - وهي أم عائشة قالت بينا أنا قاعدة أنا وعائشة إذ ولجت امرأة من الأنصار فقالت فعل الله بفلانٍ وفعل فقالت أم رومان وما ذاك قالت ابني فيمن حدث الحديث قالت وما ذاك قالت كذا وكذا قالت عائشة سمع رسول الله قالت نعم قالت وأبو بكر قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافضٍ فطرحت عليها ثيابها فغطيتها فجاء النبي فقال ما شأن هذه فقلت يا رسول الله أخذتها الحمى بنافض قال فلعل في حديث تحدث به قلت نعم فقعدت عائشة فقالت والله لئن حلفت لا تصدقوني ولئن قلت لا تعذروني مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه { والله المستعان علي ما تصفون } قالت فانصرف ولم يقل شيئا فأنزل الله عذرها قالت بحمد الله لا بحمد أحدٍ ولا بحمدك وعن محمد - غير منسوب - عن محمد بن فضيل عن سفيان عن مسروق قال سألت أم رومان - وهي أم عائشة - عما قيل فيها ما قيل قالت بينا أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل ثم ذكر نحو حديث موسى بن إسماعيل كان بعض من لقينا من الحفاظ البغداديين يقول إن الإرسال في هذا الحديث أبين واستدل على ذلك بأن أم رومان توفيت في حياة النبي ومسروقٌ لم يشاهد النبي بلا خلاف

ر238

خنساء بنت خدام رضي الله عنها

حديث واحد

3561

من رواية القاسم بن محمد عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية الأنصاري عن خنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيبٌ فكرهت ذلك فأتت رسول الله فرد نكاحه وفي حديث يحيى بن سعيد عن القاسم أن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة فأرسلت إلى شيخين من الأنصار عبد الرحمن ومجمع ابني جارية فقالا فلا تخشين فإن خنساء بنت خدام أنكحها أبوها وهي كارهة فرد النبي ذلك قال سفيان وأما عبد الرحمن - يعني ابن القاسم - فسمعته يقول عن أبيه أن خنساء

ر239

أم العلاء الأنصارية رضي الله عنها

حديث واحد

3562

من رواية الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء - امرأة من الأنصار بايعت النبي - أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة قالت فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال النبي وما يدريك أن الله أكرمه فقلت بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله فقال رسول الله أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي قالت فوالله لا أزكي بعده أحدا يا رسول الله قال البخاري وقال نافع بن يزيد عن عقيل ما يفعل به قال وتابعه شعيب وعمرو بن دينار ومعمر وفي حديث الليث ومعمر نحوه وزاد قالت وأريت لعثمان في النوم عينا تجري فجئت لرسول الله فذكرت ذلك له فقال ذاك عمله وفي حديث إبراهيم بن سعد وشعيب بن أبي حمزة فأحزنني ذلك فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري { 240 } خولة بنت ثامر الأنصارية رضي الله عنها وهي امرأة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حديث واحد

3563

من رواية النعمان بن أبي عياش عن خولة الأنصارية قالت سمعت النبي يقول إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة

ر240

حديث لصفية بنت شيبة بن عثمان القرشي رضي الله عنها

3564

من رواية ابنها منصور بن عبد الرحمن عنها أنها قالت أولم النبي على بعض نسائه بمدين من شعير أغفله أبو مسعود فلم يذكره وقد ذكره البخاري في كتاب النكاح في باب من أولم بأقل من شاة قال أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني الحافظ - فيما أخبرنا به غير واحد عنه وهذا حديثٌ اختلف فيه على الثوري فقال أبو أحمد الزبيري ومؤمل بن إسماعيل ويحيى بن يمان عن الثوري عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة وقال ابن مهدي ووكيع والفريابي وروح بن عبادة عن الثوري عن منصور عن أمه أن النبي ليس فيه عن عائشة قال أبو بكر البرقاني وهذا القول أصح لأن البخاري أخرجه من حديث الفريابي عن الثوري عن منصور عن أمه عن النبي ولم يخرج خلافه قال ومن الرواة أيضا من غلط فيه فقال عن منصور بن صفية بنت حيي عن النبي وإنما هي صفية بنت شيبة قال أبو بكر البرقاني وصفية بنت شيبة ليست بصحابية وحديثها مرسل وإن كان البخاري أخرجه وقد رأيت في كتاب أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قد نصر قول من لم يقل عن عائشة وأورده من حديث بندار عن ابن مهدي وقال إنه مرسل ولعل أبا مسعود لم يخرجه في كتابه لإرساله وذلك لازم له لأنه قد أخرج المراسيل ونبه عليها في غير موضع من كتابه

أفراد مسلم من الصحابيات رضي الله عنهن

ر241

خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها

حديث واحد

3565

من رواية سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم قالت سمعت رسول الله يقول من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيءٌ حتى يرتحل من منزله ذلك قال يعقوب بن عبد الله بن الأشج وقال القعقاع عن ذكوان عن أبي هريرة جاء رجلٌ إلى النبي فقال يا رسول الله ما لقيت من عقربٍ لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك كذا ذكره متصلا بحديث خولة لأن يعقوب رواهما كذلك متصلين

ر242

جدامة بنت وهب الأسدية رضي الله عنها

أخت عكاشة حديث واحد

3566

من رواية عروة عن عائشة عن جدامة أنها سمعت رسول الله يقول لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم وفي حديث أبي الأسود عن عروة قال حضرت رسول الله في أناس وهو يقول لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا ثم سألوه عن العزل فقال رسول الله ذلك الوأد الخفي وهي { وإذا الموءودة سئلت } قال يحيى بن يحيى النيسابوري في رواية عن مالك جدامة بالدال المهملة وأما خلف به هشام فقال جذامة بالذال المعجمة قال مسلم بن الحجاج والصحيح ما قاله يحيى بالدال من حديث مالك وأما سعيد بن أبي أيوب ويحيي بن أيوب فقالا بالذال

ر243

أم مبشر الأنصارية رضي الله عنها

وهي امرأة زيد بن حارثة حديثان

3567

أحدهما من رواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن أم مبشر أنها سمعت النبي يقول عند حفصة لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحدٌ الذين بايعوا تحتها قالت بلى يا رسول الله فانتهرها فقالت حفصة { وإن منكم إلا واردها } فقال النبي قد قال الله تعالى { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا }

3568

الثاني من رواية أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر أدرجه مسلم على ما قبله وقال بنحو حديث عطاء وأبي الزبير وعمرو بن دينار وهذا حديث عطاء قالت قال رسول الله ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة وما أكل السبع له صدقة وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحدٌ إلا كان له صدقة وفي رواية الليث عن ابن الزبير عن جابر أن النبي دخل على أم معبد أو أم مبشر الأنصارية في نخلٍ لها فقال النبي من غرس هذا النخل أمسلمٌ أم كافر فقالت مسلم فقال لا يغرس مسلمٌ غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسانٌ ولا دابة ولا شيءٌ إلا كانت له صدقة جعله في مسند جابر وهو مذكور هنالك مع سائر الروايات في ذلك

ر244

أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها

وهي أخت عمرة بنت حارثة حديث واحد

3569

من رواية عمرة أختها عنها قالت أخذت { ق والقرآن المجيد } من في رسول الله يقرأ بها على المنبر في كل جمعة وفي رواية يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أخت لعمرة قالت وكانت أكبر منها وفي رواية عبد الله بن محمد بن معن عن ابنه حارثة بن النعمان نحوه وزاد قالت وكان تنورنا وتنور رسول الله واحدا وفي رواية يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت لقد كان تنورنا وتنور رسول الله واحدا سنتين أو سنة وبعض سنة ما أخذت { ق والقرآن المجيد } إلا عن لسان رسول الله يقرأها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس وقع في بعض أسانيد هذا الحديث عمرة بنت عبد الرحمن وذلك وهم ولم يذكر أبو مسعود ولا أبو بكر البرقاني في كتابيهما في شيء من أسانيد هذا الحديث عمرة بنت عبد الرحمن وقد أخبرنا غير واحد من مشايخنا عن أبي بكر البرقاني أنه أنكر هذا وقال من زعم أن أم هشام هي أخت عمرة بنت عبد الرحمن الراوية التي كانت زوجة هشام بن عروة فقد وهم وهما بعيدا

ر245

أم الحصين الأحمسية رضي الله عنها

حديثان

3570

فرق مسلم أحدهما في موضعين - وهذا الأول - من رواية يحيى بن حصين عن جدته أم الحصين قال سمعتها تقول حججت مع رسول الله حجة الوداع فرأيته حين رمى جمرة العقبة وانصرف وهو على راحلته ومعه بلال وأسامة أحدهما يقود به راحلته والآخر رافعٌ ثوبه على رأس رسول الله يظله من الشمس قالت فقال رسول الله قولا كثيرا ثم سمعته يقول إن أمر عليكم عبدٌ مجدعٌ - حسبتها قالت أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا وفي حديث وكيع بن الجراح عن شعبة نحوه في الإمارة فقط وقال عبدا حبشيا مجدعا ولم يذكر بهزٌ عن شعبة حبشيا مجدعا وقال إنها سمعت رسول الله بمنى أو بعرفات

3571

الثاني من رواية يحيي بن الحصين أيضا عن جدته أنها سمعت النبي في حجة الوداع دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة واحدة

ر246

حديث صفية بنت أبي عبيد رضي الله عنها

عن بعض أزواج النبي

3572

من أتى عرافا فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما مذكور في مسند حفصة أم المؤمنين - رضي الله عنها - لأن بعضهم ذكر أنها حفصة

3573

من حديث صفية بنت أبي عبيد أيضا عن بعض أزواج النبي لا يحل لامرأة تحد على ميتٍ فوق ثلاث مذكور في مسند حفصة أيضا للاختلاف المذكور هنالك فيها

ر247

حديث لأم الدرداء رضي الله عنها

3574

من رواية صفوان بن عبد الرحمن بن صفوان قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع لنا بخير فإن النبي كان يقول دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملكٌ موكلٌ كلما دعا لأخيه بخيرٍ قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي ذكره خلف الواسطي في كتابه وجعله في مسند أم الدرداء وقد أخرجه مسلم كما ذكر من حديث صفوان في كتاب الدعاء ولكن في الحديث نفسه أن أبا الدرداء أخبره بذلك عن النبي وأخرج مسلم متصلا به ليدل على أن الحديث من روايتها عنه من حديث طلحة بن عبد الله بن كريز قال حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي - تعني أبا الدرداء أنه سمع رسول الله يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به ولك بمثل قال الإمام أبو بكر البرقاني وهذه أم الدرداء الصغرى التي روت هذا الحديث وليس لها صحبة ولا سماع من النبي وإنما هو من مسند أبي الدرداء وأما أم الدرداء الكبرى فلها صحبة وليس لها في الكتابين حديث والله أعلم.

آخر الجمع بين الصحيحين



الجمع بين الصحيحين للحميدي
المقدمة | القسم الأول: مسند العشرة أبو بكر الصديق | عمر بن الخطاب | عثمان بن عفان | علي بن أبي طالب | عبد الرحمن بن عوف | طلحة بن عبيد الله التيمي | الزبير بن العوام | سعد بن أبي وقاص | سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي | أبو عبيدة بن الجراح | القسم الثاني: مسند المقدمين عبد الله بن مسعود | عمار بن ياسر | حارثة بن وهب الخزاعي | أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري | حذيفة بن اليمان العبسي | أبو موسى الأشعري | جرير بن عبد الله البجلي | أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي | حديث عدي بن حاتم الطائي | جابر بن سمرة | سليمان بن صرد | عروة بن الجعد البارقي | عمران بن حصين | حديث عبد الرحمن بن سمرة | عبد الله بن مغفل المزني | أبو بكرة نفيع بن الحارث | بريدة بن الحصيب | عائذ بن عمرو | سمرة بن جندب | معقل بن يسار | مالك بن الحويرث | جندب بن عبد الله البجلي | معيقيب بن أبي فاطمة | مجاشع ومجالد ابنا مسعود السلمي | يعلى بن أمية | معاذ بن جبل | أبو بن كعب الأنصاري | أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري | عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري | أبو أيوب الأنصاري | أبو بردة هانئ بن نيار البلوي | زيد بن ثابت الأنصاري | عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي | أبو لبابة عامر بن المنذر | عتبان بن مالك | سهل بن حنيف | وعن قيس بن سعد الأنصاري | أسيد بن حضير | كعب بن مالك | أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة الأنصاري | أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري | أبو جهيم عبد الله بن الحارث بن الصمة الخزرجي | أبو الدرداء الأنصاري | أبو حميد عبد الرحمن بن سعد بن المنذر الساعدي | عبد الله بن سلام بن الحارث | سهل بن أبي حثمة | ظهير بن رافع عم رافع بن خديج | رافع بن خديج | عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري | حديثان عن عبد الله بن يزيد الخطمي | أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري | شداد بن أوس | النعمان بن بشير | عبد الله بن أبي أوفى | زيد بن أرقم | ثابت بن الضحاك الأنصاري | أبو بشير الأنصاري | البراء بن عازب | زيد بن خالد بن جهينة الجهني | سهل بن سعد الساعدي | مالك بن صعصعة | كعب بن عجرة | أبو برزة نضلة بن عبيد | سلمة بن الأكوع | القسم الثالث: مسند المكثرين عبد الله بن العباس بن عبد المطلب | عبد الله بن عمر بن الخطاب | جابر بن عبد الله الأنصاري | سعد بن مالك الخدري | أنس بن مالك الأنصاري | أبو هريرة الدوسي | القسم الرابع: مسند المقلين العباس بن عبد المطلب | الفضل بن العباس | عبد الله بن جعفر بن أبي طالب | عبد الله بن الزبير | أسامة بن زيد بن حارثة | خالد بن الوليد | عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق | عمر بن أبي سلمة | عامر بن ربيعة العدوي | المقداد بن الأسود | بلال بن رباح | أبو رافع | سلمان الخير الفارسي | خباب بن الأرت | عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب | جبير بن مطعم | المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف | حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد | عبد الله بن مالك بن بحينة الأسدي | أبو واقد الليثي | المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ | سفيان بن أبي زهير الأزدي | العلاء بن الحضرمي | الصعب بن جثامة الليثي | أبو يزيد السائب بن يزيد | عمرو بن أمية الضمري | خويلد بن عمرو الخزاعي | خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري | أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس | معاوية بن أبي سفيان | المغيرة بن شعبة | عمرو بن العاص | عبد الله بن عمرو بن العاص | عوف بن مالك الأشجعي | واثلة بن الأسقع بن كعب | عقبة بن عامر بن عبس الجهني | أبو ثعلبة الخشني | أبو أمامة الباهلي | عبد الله بن بسر السكوني ثم المازني | أبو مالك الأشعري | أبو مالك الأشعري | سعد بن معاذ بن النعمان الأشهلي | سويد بن النعمان بن مالك بن عامر الأنصاري | ثابت بن قيس بن شماس | قتادة بن النعمان بن يزيد | عبد الله بن رواحة | أبو سعيد بن المعلى | أبو عبس عبد الرحمن بن جبر الحارثي | معن بن يزيد | محمود بن الربيع بن الحارث بن الخزرج الأنصاري | أبو سروعة عقبة بن الحارث بن عامر المخزومي | عبد الله بن ثعلبة بن صعير | مرداس الأسلمي | الحكم بن عمرو الغفاري | عمرو بن سلمة الجرمي عن أبيه | زاهر الأسلمي | أهبان بن أوس الأسلمي | عمرو بن الحارث الخزاعي | عبد الله بن هشام القرشي | شيبة بن عثمان الحجبي | عمرو بن تغلب | سلمان بن عامر الضبي | أبو كريمة المقدام بن معدي كرب | محمد إياس بن البكير | سنين أبو جميلة | حزن جد سعيد بن المسيب | عمرو بن ميمون الأودي | أبو رجاء العطاردي | وحشي الحبشي مولى جبير بن مطعم | محمد بن مسلمة | النعمان بن مقرن | سعيد بن المسيب | عبد الرحمن بن أبي ليلى | عبد الرحمن بن جابر | سراقة بن مالك بن جعشم | عبد المطلب بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب | هشام بن حكيم بن حزام | أبو وهب صفوان بن أمية بن خلف | الشريد بن سويد الثقفي | نافع بن عتبة بن أبي وقاص | مطيع بن الأسود بن حارثة | مطيع بن الأسود بن حارثة | أبو محذورة سمرة بن معير | أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري | سبرة بن معبد الجهني | عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي | عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سهم السهمي | معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب | أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن خنيس | عمير مولى آبي اللحم | عبد الله بن أنيس الجهني | أبو اليسر كعب بن عمرو السلمي | حمزة بن عمرو الأسلمي | أبو نجيح عمرو بن عبسة بن عامر السلمي | ذؤيب بن حلحلة | أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي | فضالة بن عبيد الأنصاري أبو محمد | النواس بن سمعان الكلابي | أبو أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي | أبو يحيى صهيب بن سنان | سفينة مولى رسول الله | ثوبان مولى رسول الله | أبو رقية تميم بن أوس الداري | أبو عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي | المستورد بن شداد أخو بني فهر | عبد الرحمن بن عثمان التيمي | أبو بصرة حميل بن بصرة الغفاري | أبو هنيدة وائل بن حجر الكندي | عمرو بن حريث | عمارة بن رؤيبة | عدي بن عميرة الكندي | عرفجة بن شريح | طارق بن أشيم الأشجعي | قطبة بن مالك | سويد بن مقرن أبو علي | عثمان بن أبي العاص الثقفي | هشام بن عامر الأنصاري | عتبة بن غزوان أبو عبد الله | عبد الله بن الشخير | حنظلة بن الربيع الأسيدي | الأغر المزني | معاوية بن الحكم السلمي | عبد الله بن سرجس المزني | قبيصة بن مخارق بن عبد الله الهلالي وزهير بن عمرو الهلالي | قبيصة بن مخارق | أبو رفاعة العدوي تميم بن أسيد بن عبد مناة | أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري | نبيشة الهذلي | عياض حمار بن عرفجة المجاشعي | رجل من أصحاب النبي | القسم الخامس: مسند النساء عائشة بنت أبي بكر الصديق | فاطمة بنت رسول الله | أم سلمة | حفصة بنت عمر بن الخطاب | أم حبيبة بنت أبي سفيان | ميمونة بنت الحارث الهلالية | جويرية بنت الحارث | زينب بنت جحش | صفية بنت حيي بن أخطب | سودة بنت زمعة | أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب | أم الفضل لبابة بنت الحارث أم عبد الله بن العباس | أسماء بنت أبي بكر | أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط | أم قيس بنت محصن الأسدية أسد خزيمة | زينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله | فاطمة بنت قيس | سبيعة الأسلمية | أم حرام بنت ملحان بن خالد الخزرجية | أم سليم بنت ملحان أم أنس ابن مالك | زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود | أم شريك إحدى نساء بني عامر بن لؤي | الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية | أم عطية واسمها نسيبة بنت كعب الأنصارية | أم خالد بنت سعيد بن العاص | أم رومان أم عائشة بنت أبي بكر الصديق | خنساء بنت خدام | أم العلاء الأنصارية | صفية بنت شيبة بن عثمان القرشي | أفراد مسلم من الصحابيات | خولة بنت حكيم السلمية | جدامة بنت وهب الأسدية | أم مبشر الأنصارية | أم هشام بنت حارثة بن النعمان | أم الحصين الأحمسية | صفية بنت أبي عبيد | أم الدرداء | الخاتمة