انتقل إلى المحتوى

الجمع بين الصحيحين للحميدي/القسم الثاني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



(القسم الثاني مسانيد المقدمين)


عبد الله بن مسعود - عمار بن ياسر - حارثة بن وهب الخزاعي - أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري - حذيفة بن اليمان العبسي - أبو موسى الأشعري - جرير بن عبد الله البجلي - أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي - حديث عدي بن حاتم الطائي - جابر بن سمرة - سليمان بن صرد - عروة بن الجعد البارقي - عمران بن حصين - حديث عبد الرحمن بن سمرة - عبد الله بن مغفل المزني - أبو بكرة نفيع بن الحارث - بريدة بن الحصيب - عائذ بن عمرو - سمرة بن جندب - معقل بن يسار - مالك بن الحويرث - جندب بن عبد الله البجلي - معيقيب بن أبي فاطمة - مجاشع ومجالد ابنا مسعود السلمي - يعلى بن أمية - معاذ بن جبل - أبو بن كعب الأنصاري - أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري - عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري - أبو أيوب الأنصاري - أبو بردة هانئ بن نيار البلوي - زيد بن ثابت الأنصاري - عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي - أبو لبابة عامر بن المنذر - عتبان بن مالك - سهل بن حنيف - وعن قيس بن سعد الأنصاري - أسيد بن حضير - كعب بن مالك - أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة الأنصاري - أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري - أبو جهيم عبد الله بن الحارث بن الصمة الخزرجي - أبو الدرداء الأنصاري - أبو حميد عبد الرحمن بن سعد بن المنذر الساعدي - عبد الله بن سلام بن الحارث - سهل بن أبي حثمة - ظهير بن رافع عم رافع بن خديج - رافع بن خديج - عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري - حديثان عن عبد الله بن يزيد الخطمي - أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري - شداد بن أوس - النعمان بن بشير - عبد الله بن أبي أوفى - زيد بن أرقم - ثابت بن الضحاك الأنصاري - أبو بشير الأنصاري - البراء بن عازب - زيد بن خالد بن جهينة الجهني - سهل بن سعد الساعدي - مالك بن صعصعة - كعب بن عجرة - أبو برزة نضلة بن عبيد - سلمة بن الأكوع

ر11

المتفق عليه من مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

225

الأول عن علقمة بن قيس النخعي عنه قال لما نزلت { الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمنهم بظلم } شق ذلك على أصحاب رسول الله وقالوا يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه فقال رسول الله ليس ذاك وإنما هو الشرك ألم تسمعوا قول لقمان لابنه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } وفي رواية ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه وفي رواية ألم تسمعوا قول العبد الصالح

226

الثاني عن علقمة عنه قال بينا أنا مع النبي وهو يتوكأ على عسيب مر بنفرٍ من اليهود فقال بعضهم سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه لا يسمعكم ما تكرهون فقاموا إليه فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن الروح فقام ساعة ينظر فعرفت أنه يوحى إليه فتأخرت عنه حتى صعد الوحي ثم قال { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي } وهو في أفراد مسلم عن مسروق عن عبد الله قال وعرض له يهودي فسأله فذكر نحوه وقال { ويسألونك عن الروح } الآية

227

الثالث عنه أيضا قال: قال عبد الله كنا نسلم على النبي وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا قال إن في الصلاة شغلا

228

الرابع عن علقمة قال كنت أمشي مع عبد الله بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان يا أبا عبد الرحمن ألا أزوجك جارية شابة لعلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك قال فقال عبد الله لئن قلت ذاك لقد قال لنا رسول الله يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ولهما عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود عنه عليه الصلاة والسلام نحوه وأوله يا معشر الشباب

229

الخامس عن علقمة عن عبد الله قال جاء حبرٌ إلى رسول الله فقال يا محمد إن الله يضع السماء على إصبع والأرض على إصبع والجبال على إصبع والشجر والأنهار على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله وقال { وما قدروا الله حق قدره } وأخرجاه أيضا عن عبيدة السلماني بنحوه قال والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع ثم يهزهن وفيه أن رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا ثم قرأ رسول الله { وما قدروا الله حق قدره } الآية وفي الروايات تقديم وتأخير وتقاربٌ في المعنى

230

السادس عن علقمة قال كنا بحمصٍ فقرأ ابن مسعود سورة يوسف فقال رجلٌ ما هكذا أنزلت فقال عبد الله والله لقرأتها على رسول الله فقال أحسنت فبينا هو يكلمه إذ وجد منه ريح الخمر فقال أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب فضربه الحد

231

السابع عنه عن عبد الله قال صلى النبي فزاد أو نقص - شك بعض الرواة والصحيح أنه زاد فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال وما ذاك قالوا صليت كذا وكذا قال فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم وأقبل علينا بوجهه فقال إنه لو حدث في الصلاة شيءٌ أنبأتكم به ولكني إنما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليبن عليه ثم يسجد سجدتين وفي رواية أنه سجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام وفي رواية قالوا فإنك صليت خمسا فانفتل ثم سجد سجدتين ثم سلم وفي أفراد مسلم نحوه مختصرا عن الأسود عن عبد الله قال صلى بنا رسول الله خمسا فقلنا يا رسول الله أزيد في الصلاة قال وما ذاك قالوا صليت خمسا فقال إنما أنا بشرٌ مثلكم أذكر كما تذكرون وأنسى كما تنسون ثم سجد سجدتي السهو

232

الثامن عن علقمة عن عبد الله أنه لعن الواشمات وفي رواية قال لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت ما حديثٌ بلغني عنك أنك قلت كذا وكذا وذكرته فقال عبد الله وما لي لا ألعن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله فقالت المرأة لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته فقال إن كنت قرأتيه لقد وجدتيه قال الله عز وجل { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } قالت إني أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن قال اذهبي فانظري فذهبت فلم تر شيئا فجاءت فقالت ما رأيت شيئا فقال أما لو كان ذلك لم نجامعها وقد روي عن أم يعقوب عن عبد الله نحوه ذكره البخاري وحده

233

التاسع عنه أن الأشعث بن قيس دخل على عبد الله وهو يطعم يوم عاشوراء فقال يا أبا عبد الرحمن إن اليوم يوم عاشوراء فقال قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك فإن كنت مفطرا فاطعم وهو في أفراد مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله نحوه إلا أنه قال: كان يوما يصومه رسول الله قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان تركه، وهو في أفراده أيضا عن قيس بن السكن مختصر: دخل الأشعث على عبد الله يوم عاشوراء فقال أدن فكل قال إني صائم قال كنا نصومه ثم ترك

234

العاشر عن الأسود بن يزيد النخعي عن عبد الله قال بينا نحن مع رسول الله في غار بمنى إذ نزلت عليه { والمرسلات عرفا } وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطبٌ بها إذ وثبت علينا حية فقال النبي اقتلوها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا فقال النبي وقيت شركم كما وقيتم شرها قوله بمنى للبخاري دون مسلم في رواية الأسود قال البخاري وإنما أردنا بهذا أن منى من الحرم ولم يروا بقتل الحية بأسا وهو في أفراد البخاري عن علقمة عن عبد الله قال كنا في غارٍ فنزلت { والمرسلات عرفا } بمعناه

235

الحادي عشر عن الأسود عن عبد الله أن النبي قرأ { والنجم إذا هوى } فسجد فيها وسجد من كان معه غير أن شيخا من قريش أخذ كفا من حصى أو ترابٍ فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا قال عبد الله فلقد رأيته بعد قتل كافرا

236

الثاني عشر عنه عن عبد الله قال سمعت رسول الله يقول { مدكر } دالا

237

الثالث عشر عن الأسود قال: قال عبد الله لا يجعلن أحدكم للشيطان شيئا من صلاته يرى أن حقا عليه ألا ينصرف إلا عن يمينه لقد رأيت رسول الله كثيرا ينصرف عن يساره

238

الرابع عشر عن عبد الرحمن بن يزيد - وهو أخو الأسود - قال صلى بنا عثمان بن عفان بمنى أربع ركعات فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود فقال صليت مع رسول الله بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر الصديق بمنى ركعتين وصليت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين وليت حظي من أربع ركعاتٍ ركعتان متقبلتان

239

الخامس عشر عن عبد الرحمن بن يزيد من رواية عمارة بن عمير عنه عن ابن مسعود قال ما رأيت النبي صلى صلاة لغير ميقاتها إلا صلاتين جمع بين المغرب والعشاء بجمعٍ وصلى الفجر يومئذٍ قبل ميقاتها وفي أفراد البخاري هذا المعنى بزيادة شرح أخرجه من رواية زهير وإسرائيل ففي رواية زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال حج عبد الله بن مسعود فأتينا المزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريبا من ذلك فأمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين ثم دعا بعشاء فتعشى ثم أمره فأذن وأقام ثم صلى العشاء ركعتين فلما كان حين طلع الفجر قال: إن النبي كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان في هذا اليوم قال عبد الله هما صلاتان تحولان عن وقتهما صلاة المغرب بعد ما يأتي الناس والفجر حين يبزغ الفجر قال رأيت النبي يفعله وفي رواية إسرائيل عن أبي إسحاق عنه قال خرجت مع عبد الله ثم قدمنا جمعا فصلى الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة وتعشى بينهما ثم صلى الفجر حين طلع الفجر قائلٌ يقول طلع الفجر وقائلٌ يقول لم يطلع ثم قال: إن رسول الله قال إن هاتين الصلاتين حولتا عن وقتهما في هذا المكان المغرب والعشاء ولا يقدم الناس جمعا حتى يعتموا وصلاة الفجر هذه الساعة ثم وقف حتى أسفر ثم قال لو أن أمير المؤمنين - يعني عثمان - أفاض الآن أصاب السنة فما أدري أقوله كان أسرع أم دفع عثمان فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة

240

السادس عشر عن عبد الرحمن بن يزيد قال رمى عبد الله بن مسعود جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصياتٍ يكبر مع كل حصاة وفي رواية فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه قال فقيل له إن أناسا يرمونها من فوقها فقال هذا - والذي لا إله غيره - مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة

241

السابع عشر عن مسروق بن الأجدع قال كنا جلوسا عند عبد الله وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقال عبد الله - وجلس وهو غضبان يا أيها الناس اتقوا الله ومن علم شيئا فليقل بما يعلم ومن لا يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله تعالى قال لنبيه { قل ما أسألكم عليه من أجرٍ وما أنا من المتكلفين } إن رسول الله لما رأى من الناس إدبارا قال اللهم سبعٌ كسبع يوسف وفي رواية: إن رسول الله لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله عز وجل لهم قال الله تعالى { فارتقب يوم تأتي السماء بدخانٍ مبين } إلى قوله { إنكم عائدون } قال عبد الله أفيكشف عذاب الآخرة { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } فالبطشة يوم بدر في رواية عند البرقاني { فسوف يكون لزاما } يوم بدر في الكتابين عن عبد الله أن رسول الله قال خمسٌ قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر

242

الثامن عشر عن مسروق عن عبد الله أن رسول الله قال ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وفي رواية يحيى بن يحيى أو أو

243

التاسع عشر عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال سألت مسروقا من آذن النبي بالجن ليلة استمعوا القرآن قال حدثني أبوك - يعني ابن مسعود أنه آذنته بهم شجرة

244

العشرون عن مسروق عنه أن النبي قال: ليس من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها لأنه سن القتل أولا وفي رواية لأنه كان أول من سن القتل

245

الحادي والعشرون عن مسروق قال: قال عبد الله قال رسول الله إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون وفي رواية لمسلمٍ: إن من أشد أهل النار يوم القيامة عذابا المصورون وعند البرقاني في حديث ابن أبي عمير عن سفيان: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجلٌ قتله نبي أو مصورٌ يصور هذه التماثيل

246

الثاني والعشرون عن مسروق عن عبد الله قال: قال النبي لا يحل دم امرئٍ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة

247

الثالث والعشرون عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال كنا مع رسول الله في قبة نحوا من أربعين فقال أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة قلنا نعم قال أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة قلنا نعم قال والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفسٌ مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر

248

الرابع والعشرون عن عمرو بن ميمون عنه قال بينما رسول الله يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحابٌ له جلوسٌ وقد نحرت جزورٌ بالأمس فقال أبو جهل أيكم يقوم إلى سلى جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي وضعه بين كتفيه فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائمٌ أنظر لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله والنبي ساجدٌ ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تسبهم فلما قضى النبي صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا ثم قال اللهم عليك بقريش ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعقبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وذكر السابع ولم أحفظه قال فوالذي بعث محمدا بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى ثم سحبوا إلى القليب - قليب بدر وفي رواية فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس وكان يوما حارا وفي رواية أخرجها البرقاني ذكر السابع وهو عمارة بن الوليد وقال بعض الرواة الوليد بن عتبة غلطٌ في هذا الحديث

249

الخامس والعشرون عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود قال دخل النبي مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا فجعل يطعنها بعودٍ كان في يده يقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد

250

السادس والعشرون عن أبي معمر عنه قوله عز وجل { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } قال كان نفرٌ من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن واستمسك الآخرون بعبادتهم فنزلت { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } وفي أفراد مسلم عن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عمه عبد الله نحوه

251

السابع والعشرون عن أبي معمر عن عبد الله قال علمني رسول الله التشهد كفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأخرجاه أيضا من رواية شقيق بن سلمة عن عبد الله أن النبي قال: إذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله وذكره وزاد عند ذكر عباد الله الصالحين فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبدٍ لله صالحٍ في السماء والأرض وفي آخره ثم يتخير من المسألة ما شاء

252

الثامن والعشرون عن أبي معمر عن ابن مسعود حديث انشقاق القمر بألفاظ متقاربة المعاني ومنها أنه قال انشق القمر على عهد رسول الله بشقتين فقال رسول الله اشهدوا وفي أخرى ونحن معه فقال اشهدوا اشهدوا ومنها أنه قال بينما نحن مع رسول الله بمنى إذ انفلق القمر فلقتين فلقة وراء الجبل وفلقة دونه فقال لنا رسول الله اشهدوا، وفي أفراد البخاري قال وقال أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله بمكة وفي الصحيح أيضا الروايات بانشقاق القمر عن ابن عمر وعن ابن عباس وعن أنس بن مالك

253

التاسع والعشرون عن أبي معمر عن عبد الله قال اجتمع عند البيت ثلاثة نفرٍ ثقفيان وقرشي أو قرشيان وثقفي كثيرٌ شحم بطونهم قليلٌ فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول فقال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا فأنزل الله عز وجل { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم } وفي أفراد مسلم من رواية وهب بن ربيعة عن عبد الله نحوه

254

الثلاثون عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال دخلت على النبي وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت إنك لتوعك وعكا شديدا قال أجل أوعك كما يوعك رجلان منكم فقلت ذلك أن لك أجرين قال أجل ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها

255

الحادي والثلاثون عن الحارث بن سويد قال حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن رسول الله والآخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابٍ مر على أنفه فقال به هكذا - أي بيده - فذبه عنه ثم قال سمعت رسول الله يقول: لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجلٍ نزل في أرضٍ دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده وأخرج مسلم منه المسند فقط

256

الثاني والثلاثون عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله قال: قال رسول الله لا حسد إلا في اثنين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها

257

الثالث والثلاثون عن قيس عنه قال كنا نغزو مع النبي ليس معنا نساءٌ فقلنا ألا نستخصي فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجلٍ ثم قرأ عبد الله { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم } الآية

258

الرابع والثلاثون عن زر بن حبيش في قوله عز وجل { فكان قاب قوسين أو أدنى } وفي قوله { ما كذب الفؤا د ما رأى } وفي قوله { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قال عنها كلها إن ابن مسعود قال رأى جبريل له ستمائة جناحٍ زاد في قوله تعالى { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } رأى جبريل في صورته كذا عند مسلم. وعند البخاري في قوله تعالى { فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى } أن ابن مسعود قال رأى جبريل له ستمائة جناح ولم يذكر في سائر الآيات هذا ولا ذكر فيها غير ما أوردنا قال أبو مسعود في الأطراف في حديث عبد الواحد { ولقد رآه نزلة أخرى } قال: قال رسول الله رأيت جبريل في صورته له ستمائة جناحٍ وليس ذلك فيما رأيناه من النسخ ولا ذكره ا لبرقاني فيما أخرجه على الكتابين والله أعلم وإنما في حديث عبد الواحد عند البخاري في قوله { فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى } قال حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ستمائة جناح

259

الخامس والثلاثون عن زيد بن وهب الجهني عن ابن مسعود أن رسول الله قال إنها ستكون بعدي أثرة وأمورٌ تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم

260

السادس والثلاثون عنه عن عبد الله قال حدثنا رسول الله - وهو الصادق المصدوق - إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقيٌّ أو سعيد ثم تنفخ فيه الروح فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النا ر حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها

261

السابع والثلاثون عن عبيدة السلماني عن عبد الله قال: قال رسول الله خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قومٌ تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته

262

الثامن والثلاثون عن عبيدة عنه قال: قال لي النبي اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري قال فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } قال حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان زاد في أفراد مسلم عن عمرو بن حريث عن ابن مسعود قال النبي شهيدٌ ما دمت فيهم - أو ما كنت فيهم شك مسعر

263

التاسع والثلاثون عن عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجلٌ يخرج من النار حبوا فيقول الله عز وجل له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله عز وجل له اذهب فادخل الجنة قال فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله عز وجل اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا فيقول أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك قال فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلة وفي أفراد مسلم حديث طويل عن أنس بن مالك عن ابن مسعود في آخر من يدخل الجنة بألفاظ متباعدة من ألفاظ هذا الحديث أوردناه لذلك هنالك بطوله

264

الأربعون عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود قال سألت رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال قلت إن ذلك لعظيم قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت ثم أي قال ثم أن تزاني حليلة جارك

265

الحادي والأربعون عن أبي عمرو الشيباني - واسمه سعد بن إياس - قال حدثني صاحب هذا الدار - وأشار بيده إلى دار عبد الله - قال سألت النبي أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني

266

الثاني والأربعون عن أبي عثمان النهدي عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي فذكر له فنزلت { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل } فقال الرجل يا رسول الله ألي هذه قال لمن عمل بها من أمتي وفي أفراد مسلم نحوه وفيه زيادة ألفاظ لها معنى وهو عن علقمة والأسود عن عبد ا الله قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فاقض في ما شئت فقال له عمر لقد سترك الله لو سترت على نفسك قال ولم يرد النبي شيئا فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي رجلا فدعاه وتلا عليه هذه الآية { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } فقال رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة قال بل للناس كافة

267

الثالث والأربعون عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أن رسول الله قال لا يمنعن أحدكم أذان بلالٍ من سحوره فإنه يؤذن - أو قال ينادي - بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم وليس الفجر أن يقول هكذا وجمع بعض الرواة كفيه - حتى يقول هكذا - ومد إصبعيه السبابتين وفي رواية جرير هو المعترض وليس بالمستطيل

268

الرابع والأربعون عن أبي عثمان قال: قال عبد الله من اشترى محفلة فردها فليرد معها صاعا في بعض الروايات عند البرقاني من تمر ولم يذكره البخاري قال ونهى النبي عن تلقي البيوع اجتمع في هذا الحديث حكمان فحكم المحفلة من قول عبد الله والتلقي مسند ولم يخرج منه مسلمٌ إلا المسند في التلقي فقط

269

الخامس والأربعون عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله قال: قال رسول الله إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه ولا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها

270

السادس والأربعون عن شقيق عن عبد الله قال: قال النبي سباب المسلم فسوق وقتاله كفر

271

السابع والأربعون عن شقيق عنه أن رسول الله قال لا أحدٌ أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحدٌ أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه وفي أفراد مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد نحوه عن ابن مسعود ولم يذكر ما ظهر منها وما بطن وزاد وليس أحدٌ أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل

272

الثامن والأربعون عن شقيق بن سلمة قال جاء رجلٌ يقال له نهيك ابن سنان إلى عبد الله فقال يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذا الحرف ألفا تجده أم ياء { من ماءٍ غير آسن } أو { من ماء غير ياسنٍ } فقال له عبد الله أو كل القرآن قد أحصيت غير هذا قال إني لأقرأ المفصل في ركعة فقال عبد الله هذا كهذ الشعر إن أقواما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع إن أفضل الصلاة الركوع والسجود إني لأعلم النظائر التي كان رسول الله يقرن بينهن سورتين في كل ركعة ثم قام عبد الله فدخل علقمة في إثره فقلنا له سله عن النظائر التي كان رسول الله يقرأ بها في كل ركعة فدخل عليه فسأله ثم خرج علينا فقال عشرون سورة من أول المفصل على تأليف عبد الله آخرهن من الحواميم { حم الدخان } و { عم يتساءلون }

273

التاسع والأربعون عن شقيق قال خطبنا عبد الله فقال على قراءة من تأمروني أن أقرأ والله لقد أخذت من في رسول الله - وعند مسلم فيه فلقد قرأت على رسول الله بضعا وسبعين سورة ولقد علم أصحاب رسول الله أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم ولو أعلم أن أحدا أعلم مني لرحلت إليه، قال شقيق فجلست في حلق أصحاب محمد فما سمعت أحدا يرد ذلك عليه ولا يعيبه وفي أول حديث عبدة { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة }

274

الخمسون عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله وفي رواية يحيى بن يحيى قال: قال رسول الله : لا يقل أحدكم نسيت آية كذا وكذا بل هو نسي

275

الحادي والخمسون عن أبي وائل عن عبد الله قال ذكر عند رسول الله رجلٌ نام ليلة حتى أصبح وفي رواية ما زال نائما حتى أصبح فقال ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه

276

الثاني والخمسون عن شقيق عنه قال: قال رسول الله أنا فرطكم على الحوض وليرفعن إلي رجالٌ منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك

277

الثالث والخمسون عن شقيق عنه قال: قال رجل يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية فقال أما من أحسن في الإسلام فلا يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر

278

الرابع والخمسون عن شقيق قال كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه ليمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله يتخولنا بها مخافة السآمة علينا

279

الخامس والخمسون عن شقيق عن عبد الله قال لما كان يوم حنينٍ آثر رسول الله ناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك وأعطى ناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذٍ في القسمة فقال رجل والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد فيها وجه الله قال فقلت والله لأخبرن رسول الله قال فأتيته فأخبرته بما قال فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ثم قال يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر قال فقلت لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثا

280

السادس والخمسون عن شقيق عن عبد الله قال صليت مع رسول الله ليلة فأطال حتى هممت بأمر سوءٍ قيل وما هممت قال هممت أن أجلس وأدعه

281

السابع والخمسون عنه عن عبد الله قال: قال رسول الله من مات يشرك بالله دخل النار وقلت ومن مات لا يشرك بالله دخل الجنة وفي رواية وكيع وابن نمير لمسلم بالعكس أن رسول الله قال من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال وقلت أنا من مات يشرك بالله شيئا دخل النار وفي حديث عبد الواحد للبخاري: قال رسول الله كلمة وقلت أخرى قال من مات يجعل لله ندا دخل النار وقلت من مات لا يجعل لله ندا دخل الجنة

282

الثامن والخمسون عن شقيق عن ابن مسعود قال كأني أنظر إلى رسول الله يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون

283

التاسع والخمسون عنه عن عبد الله قال جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال كيف ترى في رجل أحب قوما ولما يلحق بهم فقال رسول الله المرء مع من أحب

284

الستون عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء

285

الحادي والستون عن أبي وائل عنه قال: قال النبي لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان وعن ثابت عن أنس نحوه مسندا

286

الثاني والستون عن أبي وائل قال كنت جالسا مع ابن مسعود وأبي موسى الأشعري فقالا قال رسول الله إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل وفي أفراد البخاري بمعناه عن أبي وائل عن الأشعري أنه قال لعبد الله أتعلم الأيام التي ذكر فيها النبي أيام الهرج فذكر نحوه وقال ابن مسعود

سمعت النبي يقول من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء وفي أفراد مسلم معنى هذا عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال النبي لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس

287

الثالث والستون عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا وإن البر يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا وفي أفراد مسلم نحوه عن أبي الأحوص عن عبد الله في آخر حديث أوله ألا أنبئكم ما العضه ثم قال وإن محمدا قال إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا ويكذب حتى يكتب كذابا

288

الرابع والستون عن أبي وائل عنه أن النبي قال: من حلف على مال امرئٍ مسلمٍ بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان قال عبد الله ثم قرأ علينا رسول الله مصداقه من كتاب الله { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى آخر الآية وأخرجاه أيضا من رواية أبي وائل عن ابن مسعود بمعناه وزاد فيه فدخل الأشعث بن قيس الكندي فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قلنا كذا وكذا قال صدق أبو عبد الرحمن كان بيني وبين رجلٍ خصومة في بئرٍ فاختصمنا إلى رسول الله فقال رسول الله شاهداك أو يمينه قلت إنه إذا يحلف ولا يبالي فقال رسول الله من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجرٌ لقي الله وهو عليه غضبان ونزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى آخر الآية وليست للأشعث بن قيس في الصحيحين غير هذا الحديث الواحد

أفراد البخاري

289

الأول من رواية النزال بن سبرة الهلالي - وهو صحابي - عن عبد الله قال سمعت رجلا قرأ آية سمعت النبي يقرأ خلافها فأخذت بيده فانطلقت به إلى النبي فذكرت ذلك له فعرفت في وجهه الكراهية وقال كلاكما محسنٌ ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا

290

الثاني عن طارق بن شهابٍ عن عبد الله قال شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما عدل به أتى النبي وهو يدعو على المشركين يوم بدرٍ فقال يا رسول الله إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون } ولكن امض ونحن معك فكأنه سري عن رسول الله

291

الثالث عن طارق وعن مرة بن شراحيل جميعا عن عبد الله أنه قال إن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وإن ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين

292

الرابع عن علقمة بن قيس عن عبد الله { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قال رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء

293

الخامس عن علقمة قال كنا جلوسا مع ابن مسعود فجاء خبابٌ فقال يا أبا عبد الرحمن أيستطيع هؤلاء أن يقرءوا كما تقرأ فقال أما إنك إن شئت أمرت بعضهم فقرأ عليك قال أجل قال اقرأ يا علقمة فقال زيد بن حدير - أخو زياد بن حدير أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرأنا قال أما إنك إن شئت أخبرتك بما قال النبي في قومك وقومه فقرأت خمسين آية من سورة مريم فقال عبد الله كيف ترى قال قد أحسن قال عبد الله ما أقرأ شيئا إلا وهو يقرأه ثم التفت إلى خباب وعليه خاتمٌ من ذهب فقال ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى قال أما إنك لن تراه علي بعد اليوم فألقاه

294

السادس عن علقمة عن عبد الله قال كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا كنا مع رسول الله في سفر فقل الماء فقال اطلبوا لي فضلة ماء فجاءوا بإناء فيه ماء فأدخل يده في الإناء ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله تعالى فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل في رواية البرقاني من حديث أبي أحمد الزبيري لقد كنا نأكل مع رسول الله ونحن نسمع تسبيح الطعام وزاد في فضل الماء حتى توضأنا كلنا

295

السابع عن علقمة قال شهدنا عنده - يعني عبد الله - وعرض المصاحف فأتى على هذه الآية { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } قال هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى ذكر هذا الحديث البرقاني وقال إن البخاري أخرجه فقال وقال علقمة وأغفله صاحب الأطراف

296

الثامن عن الأسود بن يزيد سمع ابن مسعود يقول أتى النبي الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجارٍ قال فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده فأخذت روثة فأتيته بها فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال هذه ركس

297

التاسع عن عبد الرحمن بن يزيد قال سمعت ابن مسعود يقول في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي

298

العاشر عن الحارث بن سويد عن ابن مسعود قال: قال النبي أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحدٌ إلا ماله أحب إليه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر

299

الحادي عشر عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله قال ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر

300

الثاني عشر عنه عن عبد الله أنه أتى أبا جهلٍ يوم بدرٍ وبه رمقٌ فقال هل أعمد من رجل قتلتموه في رواية البرقاني في أوله فقال هل أخزاك الله يا عدو الله فقال هل أعمد

301

الثالث عشر عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال النبي الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك

302

الرابع عشر عنه عن عبد الله قال: قال النبي لا يقولن أحدكم إني خيرٌ من يونس بن متى وفي رواية جرير عن الأعمش ما ينبغي لأحدٍ أن يكون خيرا من يونس بن متى

303

الخامس عشر عن أبي وائل عن عبد الله { هيت لك } وقال إنما كنا نقرأها كما علمنا وعن عبد الله { بل عجبت ويسخرون } يعني بالنصب

304

السادس عشر عن أبي وائل عن عبد الله قال لقد أتاني اليوم رجلٌ فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه قال أرأيت رجلا مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي فيعزمون علينا في أشياء لا نحصيها فقلت والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع رسول الله فعسى ألا يعزم علينا في الأمر إلا مرة حتى نفعله وإن أحدكم لن يزال بخيرٍ ما اتقى الله وإذا شك في شيء سأل رجلا فشفاه وأوشك ألا تجدوه والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره

305

السابع عشر عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا نقول للحي في الجاهلية إذا كثروا قد أمر بنو فلان

306

الثامن عشر عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود قال خط رسول الله خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال هذا الإنسان وهذا أجله محيطٌ به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارجٌ أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا

307

التاسع عشر عن هزيل بن شرحبيل قال سئل أبو موسى عن ابنة وابنة ابن وأخت فقال للابنة النصف وللأخت النصف وائت ابن مسعود فسئل ابن مسعود وأخبر بقول أبي موسى فقال لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ثم قال أقضي فيها بما قضى رسول الله للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود فقال لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم

308

العشرون عن هزيل عن عبد الله قال إن أهل الإسلام لا يسيبون وإن أهل الجاهلية كانوا يسيبون اختصره البخاري ولم يزد على هذا وأخرجه البرقاني بطوله من تلك الطريق عن هزيل قال جاء رجلٌ إلى عبد الله فقال إني أعتقت عبدا لي وجعلته سائبة فمات وترك مالا ولم يدع وارثا فقال عبد الله إن أهل الإسلام لا يسيبون وإنما كان أهل الجاهلية يسيبون وأنت ولي نعمته فلك ميراثه فإن تأثمت أو تحرجت في شيء فنحن نقبله ونجعله في بيت المال

309

الحادي والعشرون عن أبي عطية مالك بن عامر عن ابن مسعود - من رواية ابن سيرين عن أبي عطية قال محمد بن سيرين جلست إلى مجلس فيه عظم من الأنصار وفيه عبد الرحمن بن أبي ليلى وكان أصحابه يعظمونه فذكرت حديث عبد الله بن عتبة في شأن سبيعة بنت الحارث فقال عبد الرحمن لكن عمه كان لا يقول ذلك فقلت إني لجريء إن كذبت على رجل في جانب الكوفة - يعني عبد الله بن عتبة - ورفع صوته قال ثم خرجت فلقيت مالك بن عامر فقلت كيف كان قول عبد الله بن مسعود في المتوفى عنها زوجها وهي حامل فقال: قال ابن مسعود أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون لها الرخصة لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }

أفراد مسلم

310

الأول عن أنس بن مالك عن ابن مسعود أن رسول الله قال آخر من يدخل الجنة رجلٌ فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول يا رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل له يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول لا يا رب ويعاهده ألا يسأله غيرها قال وربه عز وجل يعذره لإنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده ألا يسأله غيرها وربه تعالى يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها قال بلى يا رب لا أسألك غيرها وربه عز وجل يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فإذا أدناه منها سمع أصوات الجنة فيقول أي رب أدخلنيها فيقول يا ابن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها قال يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فضحك ابن مسعود فقال ألا تسألوني مم أضحك فقالوا مم تضحك فقال هكذا ضحك رسول الله فقالوا مم تضحك يا رسول الله قال من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادرٌ

311

الثاني عن أبي رافع مولى النبي عن ابن مسعود أن رسول الله قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحابٌ يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمنٌ ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنٌ ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمنٌ ليس من وراء ذلك من الإيمان حبة خردل قال أبو رافع فحدثت عبد الله بن عمر فأنكره علي فقدم ابن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه ابن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت ابن مسعود عن الحديث فحدثنيه كما حدثته ابن عمر

312

الثالث عن الأحنف بن قيس عن ابن مسعود أن النبي قال: هلك المتنطعون قالها ثلاثا

313

الرابع عن علقمة عن عبد الله عن النبي قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إ ن الله جميلٌ يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس. في رواية الأعمش: لا يدخل النار أحدٌ في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من إيمانٍ ولا يدخل الجنة أحدٌ في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من كبرياء

314

الخامس عن علقمة عن عبد الله قال إنا لليلة جمعة في المسجد إذ جاء رجلٌ من الأنصار فقال لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظٍ والله لأسألن عنه رسول الله فلما كان من الغد أتى رسول الله فقال لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه أو سكت سكت على غيظ فقال اللهم افتح وجعل يدعو فنزلت آية اللعان { والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم } فابتلي به ذلك الرجل بين الناس فجاء هو وامرأته إلى رسول الله فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهاداتٍ بالله إنه لمن الصادقين ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين فذهبت لتلتعن فقال لها النبي مه فأبت فلعنت فلما أدبر قال لعلها أن تجيء به أسود جعدا فجاءت به أسود جعدا

315

السادس عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا } قال رسول الله قيل لي أنت منهم

316

السابع عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود قال لعن رسول الله آكل الربا ومؤكله قال قلت - يعني مغيرة لإبراهيم وشاهديه وكاتبه فقال إنما نحدث بما سمعنا

317

الثامن عن علقمة عن ابن مسعود قال لم أكن ليلة الجن مع رسول الله ووددت أني كنت معه كذا في رواية أبي معشر عن إبراهيم لم يزد وفي حديث الشعبي أن علقمة قال أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله ليلة الجن قال لا ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قبل حراء قال فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ فقال أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليه القرآن قال فانطلق بنا فأرانا أثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لك كل عظمٍ ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علفٌ لدوابكم فقال رسول الله فلا تستنجوا بها فإنها طعام إخوانكم في حديث إسماعيل بن إبراهيم بعد قوله وآثار نيرانهم قال الشعبي وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصلا من حديث عبد الله

318

التاسع عن علقمة عن عبد الله قال سئل النبي عن الوسوسة قال تلك محض الإيمان

319

العاشر عن علقمة عن ابن مسعود أن النبي قال: ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم - ثلاثا - وإياكم وهيشات الأسواق ذكر أبو مسعود هذا الحديث في أفراد مسلم فحكى فيه ثم الذين يلونهم - مرتين - ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وليس ذلك في كتاب مسلم وهذه الزيادة من حديث لأبي مسعود قبله فلعله اشتبه عند النقل والله أعلم

320

الحادي عشر عن علقمة والأسود قالا أتينا ابن مسعود في داره فقال أصلى هؤلاء خلفكم فقلنا لا فقال فقوموا فصلوا فلم يأمرنا بأذانٍ ولا إقامة قال وذهبنا لنقوم خلفه فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله قال فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا قال فضرب أيدينا وطبق بين كفيه ثم أدخلهما بين فخذيه قال فلما صلى قال إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها ويخنقونها إلى شرق الموتى فإذا رأيتموهم قد فعلوا ذلك فصلوا الصلاة لميقاتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة وإذا كنتم ثلاثة فصلوا جميعا وإذا كنتم أكثر من ذلك فليؤمكم أحدكم وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه وليجنأ وليطبق بين كفيه فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله فأراهم

321

الثاني عشر عن الأسود عن عبد الله أن النبي أمر محرما بقتل حية بمنى ويقال إنه طرف من حديثه كنا في غارٍ فخرجت حية فابتدرناها

322

الثالث عشر عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال كان رسول الله إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله وفي رواية أخرى من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر

323

الرابع عشر عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: قال رسول الله إذنك علي أن يرفع الحجاب وأن تستمع سوادي حتى أنهاك

324

الخامس عشر عنه قال: قال عبد الله ونحن بجمعٍ سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المقام لبيك اللهم لبيك

325

السادس عشر عن مسروق عن عبد الله قال والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت وما من آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا هو أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لركبت إليه

326

السابع عشر عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الآية { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون } فقال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في جوف طيرٍ خضرٍ لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح في الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا

327

الثامن عشر عن أبي معمر عبد الله بن أبي سخبرة أن أميرا كان بمكة يسلم تسليمتين فقال عبد الله انى علقها إن رسول الله كان يفعله

328

التاسع عشر عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ما تعدون الرقوب فيكم قال قلنا الذي لا يولد له قال ليس ذاك بالرقوب ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا قال فما تعدون الصرعة فيكم قلنا الذي لا يصرعه الرجال قال ليس كذلك ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب

329

العشرون عن مرة بن شراحيل عن عبد الله قال حبس المشركون رسول الله عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت فقال رسول الله شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا أو حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا. وفي مسند علي بن أبي طالب نحوه

330

الحادي والعشرون عن مرة قال: قال عبد الله لما أسري برسول الله انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة وإليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها قال { إذ يغشى السدرة ما يغشى } قال فراشٌ من ذهب قال فأعطي رسول الله ثلاثا أعطي الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات

331

الثاني والعشرون عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله يؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام مع كل زمامٍ سبعون ألف ملك يجرونها

332

الثالث والعشرون عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا مع رسول الله فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد ففر الصبيان وجلس ابن صياد وكأن رسول الله كره ذلك فقال له النبي تربت يداك أتشهد أني رسول الله فقال لا بل تشهد أني رسول الله فقال عمر بن الخطاب ذرني يا رسول الله حتى أقتله فقال رسول الله إن يكن الذي ترى فلن تستطيع قتله وفي رواية أبي معاوية فقال له رسول الله قد خبأت لك خبيئا فقال دخٌّ فقال رسول الله اخسأ فلن تعدو قدرك

333

الرابع والعشرون عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه - واسمه رافع - عن عبد الله قال: قال رسول الله ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير

334

الخامس والعشرون عن المعرور بن سويدٍ عن عبد الله قال: قالت أم حبيبة زوج النبي اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال رسول الله قد سألت الله لآجالٍ مضروبة وأيامٍ معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذابٍ في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل قال وذكرت عنده القردة - قال مسعر وأراه قال والخنازير من مسخٍ فقال إن الله لم يجعل لمسخٍ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك وفي رواية: فقال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ فقال النبي إن الله لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا

335

السادس والعشرون عن أبي الأحوص - واسمه عوف بن مالك بن نضلة - عن عبد الله أن النبي قال: لقوم يتخلفون عن الجمعة لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجالٍ يتخلفون عن الجمعة بيوتهم

336

السابع والعشرون عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافقٌ قد علم نفاقه أو مريضٌ إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه

337

الثامن والعشرون عن أبي الأحوص عن عبد الله قال من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجلٍ يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنهً ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين رجلين حتى يقام في الصف وهذا في معنى الذي قبله إلا أن فيه زيادة أوجبت إيراده

338

التاسع والعشرون عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي أنه قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكرٍ خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا زاد بعضهم في أوله ألا إني أبرأ إلى كل خلٍّ من خله وفي رواية: ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا ولكن صاحبكم خليل الله عز وجل

339

الثلاثون عن أبي الأحوص عن عبد الله أن محمدا قال ألا أنبئكم ما العضه هي النميمة القالة بين الناس. زاد البرقاني في روايته: وإن شر القالة الكذب وإن الكذب لا يصلح منه جدٌّ ولا هزلٌ ولا يعد الرجل صبيه ثم لا ينجزه وكذا قال أبو مسعود الدمشقي إن مسلما أخرج هذه الزيادة في هذا الحديث وليس ذلك عندنا في كتاب مسلم بل قد زاد فيه مسلم فصلا قد قدمناه إلى ما في معناه من حديث أبي وائل عن ابن مسعود وهو في الثالث والستين من المتفق عليه

340

الحادي والثلاثون عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي كان يقول اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

341

الثاني والثلاثون عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال النبي لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس

342

الثالث والثلاثون عن أبي الأحوص عن عبد الله قال بحسب المرء من الكذب أن يحدث بما سمع

343

الرابع والثلاثون عن يسير بن جابر - وقيل أسير - قال هاجت ريحٌ حمراء بالكوفة فجاء رجلٌ ليس له هجيرى إلا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة قال فقعد وكان متكئا فقال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراثٌ ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحا نحو الشام فقال عدوٌّ يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام قلت الروم قال نعم ويكون عند ذاكم القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتتلون مقتلة - إما قال لا يرى مثلها - وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأم كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأسٍ هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ

344

الخامس والثلاثون عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود قال ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية { ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } إلا أربع سنين آخر ما في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه

ر12

المتفق عليه من مسند عمار بن ياسر رضي الله عنه

حديثان في التيمم متقاربان

345

أحدهما عن أبي موسى الأشعري عنه قال شقيق كنت جالسا مع عبد الله بن مسعود وأبي موسى فقال أبو موسى يا أبا عبد الرحمن أرأيت لو أن رجلا أجنب فلم يجد الماء شهرا كيف يصنع بالصلاة فقال عبد الله لا يتيمم وإن لم يجد الماء شهرا فقال أبو موسى وكيف بهذه الآية في سورة المائدة { فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا } فقال عبد الله لو رخص لهم في هذه الآية لأوشك إذا برد عليهم الماء أن يتيمموا بالصعيد فقال أبو موسى لعبد الله ألم تسمع قول عمار لعمر بعثني رسول الله في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة ثم أتيت النبي فذكرت له ذلك فقال إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا - ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه - فقال عبد الله أو لم يقنع عمر بقول عمار في رواية فقال له أبو موسى فدعنا من قول عمار كيف تصنع بهذه الآية فما درى عبد الله ما يقول وفي رواية أن رسول الله قال إنما كان يكفيك أن تقول هكذا وضرب بيديه الأرض فنفض يديه فمسح وجهه وكفيه والآخر في المعنى عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمار وأوله أن رجلا أتى عمر فقال إني أجنبت فلم أجد ماءً فقال لا تصلِّ فقال عمار ألا تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماءً فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت فقال رسول الله إنما يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك فقال عمر اتق الله يا عمار فقال إن شئت لم أحدث به فقال عمر رضي الله عنه نوليك ما توليت

ومن أفراد البخاري

346

الأول عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال لما بعث عليٌّ عمارا والحسن ابن علي إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمارٌ فقال إني لأعلم أنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها لينظر إياه تتبعون أو إياها وفي أفراده أيضا نحو هذا عن أبي مريم عبد الله بن زياد الأسدي عن عمار

347

الثاني عن أبي وائل قال دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار حيث أتى الكوفة ليستنفر الناس فقال ما رأينا منك أمرا منذ أسلمت أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر فقال ما رأيت منكما منذ أسلمتما أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر قال ثم كساهما حلة - قال أبو مسعود في الأطراف يعني أبا موسى وأبا مسعود حلة حلة - ثم راحوا إلى المسجد ولم يذكر البخاري يعني أبا موسى وأبا مسعود بلى في روايته عن عبدان فقال أبو مسعود - وكان موسرا يا غلام هات حلتين فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عمارا وقال روحا فيهما إلى الجمعة

348

الثالث عن همام بن الحارث النخعي عن عمار قال رأيت النبي وما معه إلا خمسة أعبدٍ وامرأتان

349

حديث لمسلم عن أبي وائل قال خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال إني سمعت رسول الله يقول إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا ومن أفراد مسلم في مسند حذيفة كلام لعمار قال ما عهد إلينا رسول الله شيئا لم يعهد إلى الناس كافة رواه عن عمار قيس بن عباد

ر13

مسند حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه

وكله متفق عليه

350

الأول عن إسحاق بن حارثة قال صلى بنا النبي - ونحن أكثر ما كنا قط وآمنه - بمنى ركعتين

351

الثاني عن معبد بن خالد عنه أنه سمع النبي قال: حوضه ما بين صنعاء والمدينة فقال المستورد ألم تسمعه قال الأواني قال لا فقال المستورد ترى فيه الآنية مثل الكواكب 352 - الثالث عن معبدٍ عن حارثة بن وهب - وهو أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه - قال سمعت رسول الله يقول تصدقوا فيوشك الرجل يمشي بصدقته فيقول الذي أعطيها لو جئتنا بها بالأمس قبلتها وأما الآن فلا حاجة لي بها فلا تجد من يقبلها

353

الرابع - عن معبد عن حارثة قال سمعت رسول الله يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو يقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ متكبرٍ آخر ما في الصحيحين من حديث حارثة

ر14

المتفق عليه من مسند أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه

354

الأول في إسلام أبي ذر بطوله عن عبد الله بن عباس في رواية سلم بن قتيبة قال ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قلنا بلى قال: قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل فكلمه وائتني بخبره وذكر الحديث وفي حديث عبد الرحمن بن مهدي بمعناه وأوله: أن ابن عباس قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي بمكة قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبيٌّ يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق حتى قدم مكة وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماءٌ حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى إذا أدركه الليل فاضطجع فرآه عليٌّ فعرف أنه غريبٌ فلما رآه تبعه فلم يسأل واحدٌ منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد فظل ذلك اليوم ولا يرى النبي حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به عليٌّ فقال ما آن للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب معه ولا يسأل واحدٌ منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالثة فعل مثل ذلك فأقامه عليٌّ معه ثم قال له أتحدثني ما الذي أقدمك إلى هذا البلد قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني فعلت ففعل فقال فإنه حقٌّ وهو رسول الله فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئا أخافه عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه فقال النبي ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري فقال والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وثار القوم فضربوه حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه قال ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجاركم إلى الشام عليهم فأنقذه منهم ثم عاد من الغد بمثلها وثاروا إليه فضربوه فأكب عليه العباس فأنقذه وفي الرواية الأخرى أن النبي قال: له لما أسلم يا أبا ذر اكتم هذا وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل قال فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم وذكر نحوه وقال وكان هذا أول إسلام أبي ذر وهو في أفراد مسلم على مساقٍ آخر يوجب إيراده عن عبد الله بن الصامت قال: قال أبو ذر خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا فنزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس فجاء خالنا فنثا علينا الذي قيل له فقلت أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لك فيما بعد فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها وتغطى خالنا بثوبه فجعل يبكي فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة فنافر أنيسٌ عن صرمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخير أنيسا فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها قال وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله بثلاث سنين قلت لمن قال لله قلت فأين توجه قال أتوجه حيث يوجهني ربي أصلي عشاءً حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس فقال أنيس إن لي حاجة بمكة فاكفني فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث علي ثم جاء فقلت ما صنعت قال لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله قلت فما يقول الناس قال يقولون شاعر كاهن ساحر وكان أنيسٌ أحد الشعراء قال أنيس لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحدٍ بعدي أنه شعر والله إنه لصادقٌ وإنهم لكاذبون قال قلت فاكفني حتى أذهب فأنظر قال فأتيت مكة فتضعفت رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعونه الصابئ فأشار إلي فقال الصابيء الصابيء فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي قال فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر قال فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء وشربت من مائها ولقد لبثت يا ابن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم وما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينما أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب على أصمختهم فما يطوف بالبيت أحد وامرأتان منهم تدعوان أسافا ونائلة قال فأتتا علي في طوافهما فقلت أنكحا أحدهما الأخرى قال فما تناهتا عن قولهما قال فأتتا علي فقلت هنٌ مثل الخشبة غير أني لا أكني فانطلقتا تولولان وتقولان لو كان ها هنا أحدٌ من أنفارنا قال فاستقبلهما رسول الله وأبو بكر وهما هابطان قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قال ما قال لكما قالتا إنه قال كلمة تملا الفم وجاء رسول الله حتى استلم الحجر وطاف بالبيت هو وصاحبه ثم صلى فلما قضى صلاته قال أبو ذر فكنت أول من حياه بتحية الإسلام قال وعليك ورحمة الله ثم قال من أنت قلت من غفار قال فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته فقلت في نفسي كره أن انتميت إلى غفار فذهبت آخذ بيده فقدعني صاحبه وكان أعلم به مني ثم رفع رأسه فقال متى كنت ها هنا قال قلت قد كنت ها هنا من ثلاثين بين ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قال قلت ما كان لي طعامٌ إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما أجد على كبدي سخفة جوع قال إنها مباركة إنها طعام طعمٍ فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة فانطلق رسول الله وأبو بكر وانطلقت معهما ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف فكان ذلك أول طعام أكلته بها ثم غبرت ما غبرت ثم أتيت رسول الله فقال إنه قد وجهت لي أرضٌ ذات نخلٍ لا أراها إلا يثرب فهل أنت مبلغٌ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم فأتيت أنيسا فقال ما صنعت قلت صنعت أني قد أسلمت وصدقت قال ما بي رغبة عن دينك فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا فأسلم نصفهم وكان يؤمهم إيماء بن رحضة الغفاري - وكان سيدهم وقال نصفهم إذا قدم رسول الله المدينة أسلمنا فقدم رسول الله وأسلم نصفهم الباقي وجاءت أسلم فقالوا يا رسول الله إخوتنا نسلم على الذي أسلموا عليه فأسلموا فقال رسول الله غفارٌ غفر الله لها وأسلم سالمها الله زاد بعض الرواة بعد قول أبي ذر لأخيه فاكفني حتى أذهب فأنظر فقال نعم وكن على حذرٍ من أهل مكة فإنهم قد شنفوا له وتجهموا وفي رواية قال: فتنافرا إلى رجل من الكهان فلم يزل أخي يمدحه حتى غلبه فأخذنا صرمته أعاد مسلم في أفراده عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر طرفا من هذا الحديث وهو قوله : أسلم سالمها الله وغفارٌ غفر الله لها جمعنا الحديثين على اختلافهما لاتفاقهما في ذكر إسلام أبي ذر رضي الله عنه

355

الثاني في ذكر المعراج عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله قال فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهبٍ ممتلئٍ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال هل معك أحدٌ قال نعم معي محمد رسول الله قال فأرسل إليه قال نعم فافتح قال فلما علونا السماء الدنيا فإذا رجلٌ عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة قال فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى قال فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال قلت يا جبريل من هذا قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى قال ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها افتح قال فقال له خازنها مثل ما قال لخازن السماء الدنيا ففتح فقال أنس بن مالك فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وعيسى وموسى وإبراهيم صلوات الله عليه وعليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة قال فلما مر جبريل ورسول الله بإدريس صلوات الله عليهم قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قال ثم مر فقلت من هذا قال هذا إدريس قال ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قال قلت من هذا قال هذا موسى قال ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قال قلت من هذا قال هذا عيسى ابن مريم قال ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال قلت من هذا قال هذا إبراهيم قال ابن شهاب وأخبرني ابن حزمٍ أن ابن عباس وأبا حية الأنصاري يقولان: قال رسول الله ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام قال ابن حزم وأنس بن مالك قال رسول الله ففرض الله على أمتي خمسين صلاة قال فرجعت بذلك حتى أمر بموسى فقال موسى ماذا فرض ربك على أمتك قال قلت فرض عليهم خمسين صلاة قال لي موسى فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فوضع شطرها قال فرجعت إلى موسى فأخبرته قال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فقال هي خمسٌ وهي خمسون لا يبدل القول لدي قال فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربي قال ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المنتهى فغشيها ألوانٌ لا أدري ما هي قال ثم أدخلت الجنة فإذ فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

356

الثالث عن زيد بن وهب الجهني عن أبي ذر من رواية عبد العزيز بن رفيع عن زيد قال خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله يمشي وحده ليس معه إنسان فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد قال فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال من هذا فقلت أبو ذر جعلني الله فداك قال يا أبا ذر تعاله قال فمشيت معه ساعة فقال إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا قال فمشيت معه ساعة فقال اجلس ها هنا قال فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي اجلس ها هنا حتى أرجع إليك قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني فأطال اللبث ثم إني سمعته وهو مقبلٌ وهو يقول وإن سرق وإن زنى قال فلما جاء لم أصبر فقلت يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلم في جانب الحرة ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا قال ذلك جبريل عرض لي في جانب الحرة فقال بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقلت يا جبريل وإن سرق وغن زنى قال نعم فقلت يا رسول الله وإن سرق وإن زنى قال نعم قلت وإن زنى قال نعم وإن شرب الخمر ليس عندنا في رواية مسلم يا رسول الله وصح في رواية البخاري وبإسقاطه يحتمل أن يكون ذلك من مخاطبة جبريل وفي رواية الأعمش وعبد العزيز بن رفيع وحبيب بن أبي ثابت نحوه عن أبي ذر وفي الكتابين من رواية المعرور بن سويد عن أبي ذر عنه أنه قال أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق.

ومن رواية أبي الأسود الدؤلي عن أبي ذر نحو هذا الفصل أنه قال ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ثلاثا ثم في الرابعة على رغم أنف أبي ذر وفيه أتيته وعليه ثوب أبيض وفي أفراد البخاري عن حبيب وحده عن زيد بن وهب عنه أن رسول الله قال: قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ولم يدخل النار قلت وإن زنى إن سرق قال نعم

357

الرابع عن زيد بن وهب عنه - من رواية مهاجر أبي الحسن الصائغ - عن زيد قال أذن مؤذن رسول الله بالظهر فقال النبي أبرد أبرد أو قال انتظر انتظر وقال إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة قال أبو ذر حتى رأينا فيء التلول

358

الخامس عن قيس بن عبادة قال سمعت أبا ذر يقسم قسما أن { هذان خصمان اختصموا في ربهم } أنها نزلت في الذين برزوا يوم بدرٍ حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة وهذا آخر حديث في كتاب مسلم بن الحجاج رحمة الله عليه وفي مسند علي نحوه من رواية قيس بن عباد عنه أيضا

359

السادس عن يزيد بن شريك بن طارق التميمي عن أبي ذر قال كنت مع رسول الله في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تذهب الشمس فقلت الله ورسوله أعلم فقال تذهب تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله عز وجل { والشمس تجري لمستقرٍّ لها ذلك تقدير العزيز العليم } في رواية ثم قرأ { ذلك مستقرٌّ لها } في قراءة عبد الله وفي رواية فقال رسول الله : تدرون متى ذاكم ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا وفي رواية وكيع مختصرة

سألت النبي عن قوله { والشمس تجري لمستقرٍّ لها } قال مستقرها تحت العرش

360

السابع في أول مسجدٍ وضع في الأرض عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي قال كنت أقرأ على أبي القرآن في السدة فإذا قرأت السجدة سجد فقلت يا أبت أتسجد في الطريق قال إني سمعت أبا ذر يقول سألت رسول الله عن أول مسجدٍ وضع في الأرض قال المسجد الحرام قلت ثم إي قال المسجد الأقصى قلت كم بينهما قال أربعون عاما ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل زاد في رواية البخاري فإن الفضل فيه وأول حديثه قلت يا رسول الله أي مسجدٍ وضع في الأرض أول

361

الثامن عن الأحنف بن قيس قال قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة فيها ملأٌ من قريش إذ جاء رجلٌ اخشن الثياب أخشن الجسد خشن الوجه فقام عليهم فقال بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل قال فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا قال فأدبر فاتبعته حتى جلس إلى سارية فقلت ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم فقال إن هؤلاء لا يعقلون شيئا إن خليلي أبا القاسم دعاني فأجبته فقال أترى أحدا فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظن أنه يبعثني في حاجة فقلت أراه فقال ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا قال قلت ما لك ولإخوانك من قريش لا تعتريهم وتصيب منهم قال لا وربك لا أسألهم عن دنيا ولا أستفتيهم عن دينٍ حتى ألحق بالله ورسوله هذا لفظ حديث مسلم وهو عند البخاري بمعناه وعند بعض الرواة فيه أن الأحنف قال كنت في نفرٍ من قريش فمر أبو ذرٍّ وهو يقول بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم ثم تنحى فقعد فقلت من هذا قالوا أبو ذر قال فقمت إليه فقلت ما شيءٌ سمعتك تقول قبيل قال ما قلت إلا شيئا سمعته من نبيهم قال قلت ما تقول في هذا العطاء قال خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه وبعض هذا المعنى في رواية الأعمش وعبد العزيز بن رفيع وحبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال كنت أمشي مع النبي وهو ينظر إلى أحدٍ فقال ما أحب أن يكون لي ذهبا يمسي عليه ثالثة وعندي منه شيء وفي رواية وعندي منه دينارٌ إلا دينارٌ أرصده لدينٍ إلا أن أقول به في عباد الله هكذا حثا بين يديه - وهكذا عن يمينه وهكذا عن شماله - وهذا طرف من حديث قد تقدم طرفٌ منه

362

التاسع عن المعرور بن سويد قال رأيت أبا ذر وعليه حلة وعلى غلامة حلة مثلها فسألته عن ذلك فذكر أنه ساب رجلا على عهد رسول الله فعيره بأمه فأتى الرجل النبي فذكر ذلك له فقال النبي إنك امرؤٌ فيك جاهلية في رواية قلت على ساعتي هذه من كبر السن قال نعم هم إخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه في حديث عيسى بن يونس فإن كلفه ما يغلبه فليبعه وفي حديث زهير فليعنه عليه

363

العاشر عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال انتهيت إلى النبي وهو جالسٌ في ظل الكعبة فلما رآني قال هم الأخسرون ورب الكعبة قال فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت فقلت يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم قال هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم ما من صاحب إبلٍ ولا بقرٍ ولا غنمٍ لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما نفدت أخراها عادت إليها أولاها حتى يقضى بين الناس فرقه البخاري بمعناه في موضعين والفصل الأول منه قد تقدم معناه في حديث زيد بن وهب إلا أنه قال ها هنا في ظل الكعبة وقال هناك فانطلق في الحرة

364

الحادي عشر عن أبي الأسود الدؤلي عن أبي ذر أنه سمع رسول الله يقول ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه كذا في مسلم وفي رواية البخاري: لا يرمي رجلٌ رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك

365

الثاني عشر عن أبي مراوحٍ الليثي عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال قلت فأي الرقاب أفضل قال أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال قلت فإن لم أفعل قال تعين ضائعا أو تصنع لأخرق قال قلت يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل قال تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك

أفراد البخاري

366

الأول عن حصين عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا بأبي ذر فقلت له ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله } فقال معاوية نزلت في أهل الكتاب فقلت نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذلك كلامٌ فكتب إلى عثمان يشكوني فكتب إلي عثمان أن اقدم المدينة فقدمتها فكثر علي الناس كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذلك لعثمان فقال لي إن شئت تنحيت فكنت قريبا فذاك الذي أنزلني هذا المنزل لو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت

367

الثاني عن خرشة بن الحر الفزاري عن أبي ذر قال كان رسول الله إذا أخذ مضجعه من الليل قال باسمك اللهم أموت وأحيا وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور وهو في مسند حذيفة بن اليمان أيضا

أفراد مسلم

368

الأول عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كانت لنا رخصة - يعني المتعة في الحج وفي رواية الأعمش عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر قال كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة وفي رواية زبيد عن إبراهيم عن أبيه قال: قال أبو ذر لا تصلح المتعتان إلا لنا خاصة - يعني متعة النساء ومتعة الحج وعن عبد الرحمن بن أبي الشعثاء قال أتيت إبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي فقلت إني أهم أن أجمع العمرة والحج العام فقال لكن أبوك لم يكن ليهم بذلك وفي رواية بيان عن إبراهيم التيمي عن أبي ذر نحو الأول قال إنما كانت لنا رخصة دونكم

369

الثاني عن خرشة بن الحر عن أبي ذر عن النبي قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم قال فقرأها رسول الله ثلاث مرار قال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب

370

الثالث عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: قال رسول الله إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجلٌ يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فيعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفقٌ من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه

371

الرابع عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: قال النبي يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشرٌ أمثالها أو أزيد ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر له ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة 372 - الخامس عن أبي الأسود الدؤلي عن أبي ذر أن رسول الله قال يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمرٌ بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى

373

السادس عن أبي الأسود الدؤلي عن أبي ذر قال: قال رسول الله عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت من محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ووجدت من مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن

374

السابع عن أبي الأسود عنه أن ناسا من أصحاب النبي قالوا للنبي ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمرٌ بالمعروف صدقة ونهيٌ عن المنكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجرٌ قال أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أكان عليه وزرٌ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرٌ

375

الثامن عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر عن النبي فيما روى عن الله عز وجل أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني فأعطيت كل إنسانٍ مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. وهو في أفراد مسلم أيضا من رواية أبي أسماء عمرو بن مرثد عن أبي ذر نحوه وحديث أبي إدريس أتم

376

التاسع عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قومٌ يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة قال ابن الصامت فلقيت رافع بن عمرو الغفاري فذكرت له هذا الحديث فقال وأنا سمعته من رسول الله وليس لرافع بن عمرو الغفاري في الصحيح غير هذا الحديث المشترك وليس في صحيح البخاري لرافع شيء

377

العاشر عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود قلت ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر قال يا ابن أخي سألت رسول الله كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان

378

الحادي عشر عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال لي النبي كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يميتون الصلاة أو قال يؤخرون الصلاة عن وقتها قلت فما تأمرني قال صل الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة. في رواية فإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصلٌ وفي أخرى فإن أدركتك - يعني الصلاة - فصلٌ ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي وفي رواية عن شعبة فيه متصلا به أن أبا ذر قال إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا مجدع الأطراف وأن أصلي الصلاة لوقتها وذكر الحديث بمعناه فصل مسلمٌ فصل السمع والطاعة منه وأخرجه في المغازي

379

الثاني عشر عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال والذي نفس محمدٍ بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظمأ عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل

380

الثالث عشر عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال سئل رسول الله أي الكلام أفضل قال ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده وفي رواية شعبة قال لي النبي : ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده

381

الرابع عشر عن ابن الصامت عنه قال قيل لرسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه قال تلك عاجل بشرى المؤمن

382

الخامش عشر عن ابن الصامت عنه قال إن خليلي أوصاني إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه ثم انظر أهل بيتٍ من جيرتك فأصبهم منها بمعروف

383

السادس عشر عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال لي النبي لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليق

384

السابع عشر عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن أبي ذر قال سألت رسول الله هل رأيت ربك قال نورٌ إني أراه

385

الثامن عشر عن عبد الرحمن بن حجيرة الأكبر عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها وفي ترجمة أبي سالم سفيان بن هانئ الجيشاني عن أبي ذر من أفراد مسلم نحوه أن رسول الله قال يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم

386

التاسع عشر عن أبي بصرة وعبد الرحمن بن شماسة عن أبي ذر قال: قال رسول الله إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط وفي الرواية الأخرى ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما وفي الرواية الأخرى فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فأخرج منها قال فمر بربيعة وعبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها وفي الأخرى فرأيت فخرجت آخر ما في الصحيحين من مسند أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

ر15

المتفق عليه من مسند حذيفة بن اليمان العبسي رضي الله عنه

387

الأول عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنهم كانوا عند حذيفة بالمدائن فاستسقى فسقاه مجوسيٌّ في إناءٍ من فضة - في رواية فرماه به وقال إني أمرته ألا يسقيني فيه إني سمعت رسول الله يقول لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا زاد في رواية ولكم في الآخرة وهو في أفراد مسلم عن عبد الله بن عكيم الجهني بنحوه وليس في رواية ابن عكيم ولا تأكلوا في صحافها

388

الثاني عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن حذيفة قال قام فينا رسول الله مقاما ما ترك شيئا يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه

389

الثالث عن شقيق عن حذيفة قال كنا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله في الفتنة كما قال فقلت أنا أحفظ كما قال: قال هات إنك لجريءٌ كيف قال قلت سمعت رسول الله يقول فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا أريد وإنما أريد التي تموج كموج البحر فقلت مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال فيكسر الباب أو يفتح قال قلت لا بل يكسر قال ذلك أحرى ألا يغلق أبدا قال فقلت لحذيفة هل كان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن دون غدٍ ليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروقٍ سله فسأله فقال عمر

390

الرابع عن شقيق عن حذيفة قال كنا مع رسول الله فقال أحصوا لي كم يلفظ الإسلام قال فقلنا يا رسول الله أتخاف علينا ونحن بين الستمائة إلى السبعمائة قال إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا قال فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا

391

الخامس عنه عن حذيفة قال كان النبي إذ قام من الليل يشوص فاه بالسواك

392

السادس عن شقيق عن حذيفة قال كنت مع النبي فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما فتنحيت فقال ادنه فدنوت حتى قمت عند عقبيه فتوضأ ومسح على خفيه. وفي حديث جرير وشعبة عن منصور عن أبي وائل قال كان أبو موسى الأشعري يشدد في البول ويبول في قارورة ويقول إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بولٌ قرضه بالمقاريض فقال حذيفة لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد فلقد رأيتني أنا ورسول الله نتماشى فأتى سباطة قومٍ خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئت فقمت عند عقبيه حتى فرغ

393

السابع عن شقيق عن حذيفة قال: قال رسول الله ليردن على حوضي أقوامٌ ثم يختلجون من دوني فأقول أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك وقد تقدم لابن مسعودٍ نحوه

394

الثامن عن زيد بن وهب عن حذيفة قال حدثنا رسول الله حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء - ثم أخذ حصاة فدحرجه على رجله - فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدٌ يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل ما أجلده ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من إيمان ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت إن كان مسلما ليردنه علي دينه وإن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه علي ساعيه وأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانا وفلانا

395

التاسع عن همام بن الحارث عن حذيفة قال سمعت النبي يقول لا يدخل الجنة قتات وفي أفراد مسلم عن أبي وائل عن حذيفة مثله إلا أنه قال نمام

396

العاشر عن صلة بن زفر العبسي عن حذيفة قال جاء أهل نجران إلى النبي فقالوا يا رسول الله أبعث إلينا رجلا أمينا قال لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمينٍ قال فاستشرف الناس قال فبعث أبا عبيدة بن الجراح

397

الحادي عشر يجمع أحاديث قد فرقاها عن ربعي بن حراش قال انطلقت أنا وعقبة بن عمرو إلى حذيفة فقال حدثني بما سمعت من رسول الله في الدجال فقال سمعته يقول إن مع الدجال إذا خرج ماءً ونارا فأما الذي يرى الناس أنه ماءٌ فنارٌ تحرق فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نارٌ فإنه ماءٌ عذبٌ بارد. قال حذيفة وسمعته يقول إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقال هل عملت من خير قال ما أعلم قيل له انظر قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا فأنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر فأدخله الجنة وسمعته يقول إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا إلي حطبا كثيرا جزلا ثم أوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي وامتحشت فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يوما راحا فاذروه في اليم ففعلوا فجمعه الله إليه فقال لم فعلت ذلك قال من خشيتك قال فغفر الله له فقال عتبة وأنا سمعته يقول ذلك وكان نباشا في حديث شعبة - حديث الدجال - مختصر عن ربعي عن حذيفة أنه قال في الدجال إن معه ماءً ونارا فناره ماءٌ بارد وماؤه نارٌ فلا تهلكوا قال أبو مسعود وأنا سمعته من رسول الله وفي رواية شعيب بن صفوان عبد الملك بن عمير نحوه وفي حديث نعيم بن أبي هند عن ربعي مثله وفي حديث أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة لمسلم أن رسول الله قال: لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماءٌ أبيض والآخر رأي العين نارٌ تأجج فإما أدركن أحدٌ فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب فإنه ماء بارد وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب

398

الثاني عشر عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة قال كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشرٍّ فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخنٌ قلت وما دخنه قال قومٌ يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال نعم هم قومٌ من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا فقلت يا رسول الله فما ترى وفي رواية فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك وهو في أفراد البخاري مختصر عن قيس بن أبي حازم عن حذيفة قال تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر وفي أفراد مسلم عن أبي سلام عن حذيفة نحو حديث أبي إدريس الخولاني عنه وزاد فيه وسيقوم منهم رجالٌ قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال فقلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع

أفراد البخاري

399

الأول عن أبي وائل عن حذيفة { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } قال نزلت في النفقة

400

الثاني عن أبي وائل عنه قال المنافقون اليوم أشد منهم على عهد رسول الله قال وكيف ذلك قال إنهم كانوا يومئذٍ يسرون واليوم يجهرون وفي أفراده أيضا بمعناه عن أبي الشعثاء سليم بن أسود عن حذيفة قال إنما النفاق كان على عهد رسول الله فأما اليوم فإنما هو الكفر أو الإيمان وفي رواية بعد الإيمان

401

الثالث عن أبي وائل وعن زيد بن وهب نحوه أن حذيفة رأى رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده فلما قضى صلاته دعاه فقال له حذيفة ما صليت وأحسبه قال ولو مت مت على غير سنة محمد وفي رواية زيد بن وهب ما صليت ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدا

402

الرابع عن زيد بن وهب قال كنا عند حذيفة فقال ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة ولا من المنافقين إلا أربعة - يعني بالآية قوله تعالى { فقاتلوا أئمة الكفر } فقال أعرابي إنكم - أصحاب محمدٍ - تخبروننا أخبارا ما ندري ما هي تزعمون أن لا منافق إلا أربعة فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلاقنا قال أولئك الفساق أجل لم يبق منهم إلا أربعة أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد ما وجد برده

403

الخامس عن همام بن الحارث عن حذيفة قال يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا وإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا

404

السادس عن ربعي بن حراش قال كان النبي إذا أوى إلى فراشه قال باسمك اللهم أحيا وأموت وإذا أصبح وفي رواية وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور وفي أفراد البخاري من مسند أبي ذر نحوه

405

السابع عن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي قال كنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم فقلنا سبحان الله فإن الله عز وجل يقول { إن المنافقين في الدرك الأسفل } فتبسم عبد الله وجلس حذيفة في ناحية المسجد فقام عبد الله فتفرق أصحابه فرماني بالحصا فأتيته فقال حذيفة عجبت من ضحكه وقد عرف ما قلت لقد أنزل النفاق على قومٍ كانوا خيرا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم وفي رواية فقال إنهم لما تابوا كانوا خيرا منكم

406

الثامن عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قلنا لحذيفة أخبرنا برجلٍ قريب السمت والدل والهدي من رسول الله نأخذ عنه قال ما نعلم أقرب سمتا ودلا وهديا برسول الله من ابن أم عبد حتى يتوارى بجدار بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبدٍ أقربهم إلى الله وسيلة

أفراد مسلم

407

الأول عن قيس بن عباد قلت لعمار بن ياسر أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيا رأيتموه أو شيءٌ عهده إليكم رسول الله فقال ما عهد إلينا رسول الله شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي قال: قال النبي في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم وفي رواية ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة سراجٌ من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم في صدورهم

408

الثاني عن محمد بن سيرين عن جندب قال جئت يوم الجرعة فإذا رجلٌ جالسٌ فقلت ليهراقن اليوم ها هنا دماءٌ فقال ذاك الرجل كلا والله قلت بلى والله قال كلا والله قلت بلى والله قال كلا والله إنه لحديث رسول الله حدثنيه قلت بئس الجليس لي أنت منذ اليوم تسمعني أخالفك وقد سمعته من رسول الله فلا تنهاني ثم قلت ما هذا الغضب فأقبلت عليه وأسأله فإذا الرجل حذيفة

409

الثالث عن عبد الله بن يزيد عن حذيفة أنه قال أخبرني رسول الله بما هو كائنٌ إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة

410

الرابع من حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة قال حدثنا حذيفة بن اليمان قال ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي الحسيل قال فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده وما نريد إلا المدينة قال فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله فأخبرناه الخبر فقال انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم

411

الخامس عن أبي الطفيل قال كان بين رجلٍ من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدكم الله كم كان أصحاب العقبة قال فقال له القوم أخبره إذ سألك فقال كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد أن اثني عشر منهم حربٌ لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وعذر ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحدٌ فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذٍ

412

السادس عن أبي وائل عن حذيفة أن رسول الله لقيه وهو جنبٌ فحاد عنه فاغتسل ثم جاء فقال كنت جنبا فقال إن المسلم لا ينجس

413

السابع عن أبي وائل عن حذيفة قال: قال رسول الله الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار

414

الثامن عن جبلة بن زفر العبسي عن حذيفة قال صليت مع رسول الله ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيحٌ سبح وإذا مر بسؤالٍ سأل وإذا مر بتعوذٍ تعوذ ثم ركع فجعل يقول سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده زاد جرير ربنا لك الحمد ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبا من قيامه

415

التاسع عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي قال: كل معروفٍ صدقة

416

العاشر عن أبي مالك سعد بن طارقٍ عن ربعي عن حذيفة قال كنا عند عمر فقال أيكم سمع رسول الله يذكر الفتن فقال قومٌ نحن سمعناه فقال لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره قالوا أجل قال تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ولكن أيكم سمع النبي يذكر التي تموج موج البحر قال حذيفة فأسكت القوم فقلت أنا قال أنت لله أبوك قال حذيفة سمعت رسول الله يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلبٍ أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ذ قال وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر قال عمر أكسرا لا أبالك فلو أنه فتح لعله يعاد قال لا بل يكسر وحدثته أن ذلك الباب رجلٌ يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليط قال فقلت يا أبا مالك ما أسود مربادا قال شدة البياض في سواد قلت فما الكوز مجخيا قال منكوسا قد تقدم في المتفق عليه سؤال عمر عن الفتنة بألفاظ أخر لا تتفق مع هذا إلا في يسير فلذلك أوردنا هذا

417

الحادي عشر عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه قالوا يا رسول الله وتعرفنا قال نعم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ليس لأحد غيركم أورده أبو مسعود الدمشقي على غلط في المتن والإسناد فأخرجته على ما في نص مسلم عن حذيفة

418

الثاني عشر عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله فضلنا على الناس بثلاث جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء وذكر خصلة أخرى كذا في الكتاب

419

الثالث عشر عن ربعي عن حذيفة وعن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبعٌ لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم يوم القيامة قبل الخلائق وفي رواية واصل بن عبد الأعلى المقضي بينهم

420

الرابع عشر في الشفاعة عن ربعي عن حذيفة وعن أبي حازم عن أبي هريرة قالا قال رسول الله يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله قال فيقول إبراهيم لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى فيقول لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق قال قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق قال ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائمٌ على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناجٍ ومكدوسٌ في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا

421

الخامس عشر عن أبي إدريس الخولاني عن حذيفة قال والله إني لأعلم الناس بكل فتنة كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي أن يكون رسول الله أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري ولكن رسول الله قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن فقال رسول الله وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتنٌ كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار قال حذيفة فذهب أولئك الرهط كلهم غيري

422

السادس عشر عن إبراهيم التيمي عن أبيه يزيد بن شريك قال كنا عند حذيفة فقال رجلٌ لو أدركت رسول الله قاتلت معه فأبليت فقال حذيفة أنت كنت تفعل ذلك لقد رأيتنا مع رسول الله ليلة الأحزاب وأخذتنا ريحٌ شديدة وقرٌّ فقال رسول الله ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال ألا رجلٌ يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال ألا رجلٌ يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة فلم يجبه منا أحد فقال قم يا حذيفة قال فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي إلا أن أقوم قال اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي فلما وليت من عنده جعلت كأني أمشي في حمام حتى أتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول الله لا تذعرهم علي ولو رميته لأصبته ورجعت وأنا أمشي في مثل الحمام فلما أتيته فأخبرته خبر القوم وفرغت قررت فألبسني رسول الله من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت فلما أصبحت قال قم يا نومان

423

السابع عشر عن أبي حذيفة سلمة بن صهيبة أو صهبة الأرحبي عن حذيفة قال كنا إذا حضرنا مع النبي طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله فيضع يده وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله إن الشيطان يستحل الطعام ألا يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها زاد عيسى بن يونس ثم ذكر اسم الله وأكل

ر16

المتفق عليه من مسند أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه

424

الأول عن أنس بن مالك عنه قال: قال رسول الله مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلوٌ ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر وفي رواية ومثل الفاجر في الموضعين بدل المنافق

425

الثاني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال: قال رسول الله من صلى البردين دخل الجنة

426

الثالث عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال: قال النبي جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدنٍ

427

الرابع عن أبي بكر بن أبي موسى عنه عن النبي قال: إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء - وفي رواية عرضها - ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا

428

الخامس من رواية الشعبي عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال رسول الله ثلاثة لهم أجران رجلٌ من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجلٌ كانت عنده أمة يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران ثم قال عامر - يعني الشعبي - أعطيناكها بغير شيءٍ وقد كان يركب فيما دونها إلى المدينة وفي رواية أخرجها البخاري تعليقا من حديث عثمان بن عاصم عن أبي بردة عن أبيه أعتقها ثم أصدقها يعني تزوجها بمهر جديد

429

السادس عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أبي موسى قال بعثني رسول الله ومعاذا إلى اليمن فقال ادعوا الناس وبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا قال فقلت يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع وهو من العسل ينبذ حتى يشتد والمزر وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد قال وكان رسول الله قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه فقال أنهى عن عن كل مسكرٍ أسكر عن الصلاة وفي حديث شعبة فقال كل مسكرٍ حرامٌ قال فقدمنا اليمن فكان لكل واحدٍ منا قبة نزلها على حدة فأتى معاذٌ أبا موسى وكانا يتزاوران فإذا هو جالسٌ في فناء قبته وإذا يهودي قائما عنده يريد قتله فقال يا أبا موسى ما هذا قال كان يهوديا فأسلم ثم رجع إلى يهوديته فقال ما أنا بجالس حتى تقتله فقتله ثم جلسا يتحدثان فقال معاذ يا أبا موسى كيف تقرأ القرآن قال أتفوقه تفوقا على فراشي وفي صلاتي وعلى راحلتي ثم قال لمعاذ كيف تقرأ أنت قال سأنبئك بذلك أما أنا فأنام ثم أقوم فأقرأ فأحتسب في نومتي ما أحتسب في قومتي وأخرجاه من رواية حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبيه وفي أوله قال أبو موسى أقبلت إلى النبي ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن شمالي فكلاهما سأل العمل والنبي يستاك فقال ما تقول يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس قال فقلت والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل قال فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت فقال لن - أو لا - نستعمل على عملنا من أراده ولكن اذهب أنت يا أبا موسى - أو يا عبد الله بن قيس - فبعثه على اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل ثم ذكر قصة اليهودي الذي أسلم ثم ارتد وزاد فيه قال لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثم ذكر قولهما في قيام الليل وليس فيه ذكر الأشربة وأخرجاه مختصرا من رواية بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال دخلت على النبي أنا ورجلان من بني عمي فقال أحدهما يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل وقال الآخر مثل ذلك فقال إنا - والله - لا نولي هذا العمل أحدا سأله أو أحدا حرص عليه لم يزد. وأخرجه البخاري وحده من رواية عبد الملك بن عمير عن أبي بردة مرسلا لم يذكر أبا موسى قال: إن النبي بعث أبا موسى ومعاذا إلى اليمن وبعث كل واحد منهما على مخلاف - واليمن مخلافان وفيه قصة الذي ارتد وذكر قيام الليل وأخرجه البخاري أيضا وحده تعليقا من رواية سليمان بن فيروز الشيباني عن أبي بردة عن أبي موسى قال: لما بعثني رسول الله إلى اليمن قلت إن لنا بها أشربة وفي أفراد مسلم عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال: كان النبي إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال: بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا وهذا طرف من حديث سعيد بن أبي بردة وقد مر في أوله بمعناه

430

السابع عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي قال: على كل مسلمٍ صدقة قيل أرأيت إن لم يجد قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة

431

الثامن عن أبي إسحاق السبيعي - وهو عمرو بن عبد الله - عن أبي بردة ابن أبي موسى عن أبيه عن النبي أنه كان يدعو بهذا الدعاء اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيءٍ قدير

432

التاسع عن عبد الملك بن عمير بن أبي بردة عن أبيه قال مرض النبي فاشتد مرضه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة يا رسول الله إنه رجلٌ رقيقٌ إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس فقال مري أبا بكر فليصل بالناس فعادت فقال مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي

433

العاشر عن القاسم بن مخيمرة عن أبي بردة قال وجع أبو موسى وجعا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فصاحت امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال أنا بريء ممن برئ منه رسول الله فإن رسول الله برئ من الصالقة والحالقة والشاقة وهو في رواية مسلم من حديث أبي صخرة عن عبد الرحمن بن يزيد وأبي بردة قال أغمي على أبي موسى فأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة ثم أفاق فقال ألم تعلمي - وكان يحدثها - أن رسول الله قال أنا بريءٌ ممن حلق وصلق وخرق وفي رواية مسلم نحوه أيضا عن عياض الأشعري عن أم عبد الله امرأة أبي موسى عن أبي موسى عن النبي وعن صفوان بن محرز عن أبي موسى عن النبي وعن ربعي بن حراشٍ عن أبي موسى عنه قال مسلم بن حجاج غير أن في حديث عياضٍ الأشعري قال ليس منا ولم يقل برئ

434

الحادي عشر عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه قال أتيت النبي في رهطٍ من الأشعريين نستحمله فقال: والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه قال فلبثنا ما شاء الله ثم أتي بإبلٍ فأمر لنا بثلاث ذودٍ غر الذرى فلما انطلقنا قلنا أو قال بعضنا لبعضٍ لا يبارك الله لنا أتينا رسول الله نستحمله فحلف ألا يحملنا ثم حملنا فأتوه فأخبروه فقال ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين ثم أرى خيرا منها إلا كفرت وأتيت الذي هو خيرٌ زاد في رواية محمد بن الفضل متصلا به أو أتيت الذي هو خيرٌ وكفرت عن يميني وأخرجاه أيضا من رواية بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى قال أرسلني أصحابي إلى رسول الله أسأله لهم الحملان إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك فقلت يا نبي الله إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم فقال والله لا أحملكم على شيء ووافقته وهو غضبانٌ ولا أشعر فرجعت حزينا من منع رسول الله ومن مخافة أن يكون رسول الله قد وجد في نفسه علي فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال رسول الله فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي أين عبد الله بن قيس فأجبته فقال أجب رسول الله يدعوك فلما أتيت رسول الله قال خذ هذين القرينتين وهذين القرينتين وهذين القرينتين - لستة أبعرة ابتاعهن حينئذٍ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك فقل إن الله - أو قال إن رسول الله - يحملكم على هؤلاء فاركبوهن قال أبو موسى فانطلقت إلى أصحابي بهن فقلت: إن رسول الله يحملكم على هؤلاء ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله حين سألته لكم ومنعه في أول مرة ثم إعطاءه إياي بعد ذلك لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله فقالوا لي والله إنك عندنا لمصدق ولنفعلن ما أحببت فانطلق أبو موسى بنفرٍ منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله ومنعه إياهم ثم إعطاءهم بعد فحدثوهم بما حدثهم أبو موسى سواء وأخرجاه أيضا من رواية زهدم بن مضرب الجرمي قال كنا عند أبي موسى فدعا بمائدته وعليها لحم دجاج فدخل رجلٌ من بني تيم الله أحمر شيبهٌ بالموالي فقال له هلم فتلكأ فقال له هلم فإني قد رأيت رسول الله يأكل منه فقال الرجل إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت ألا أطعمه فقال هلم أحدثك عن ذلك إني أتيت رسول الله في رهطٍ من الأشعريين نستحمله فقال والله ما أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه فلبثنا ما شاء الله فأتي رسول الله بنهب إبلٍ فدعا بنا فأمر لنا بخمس ذودٍ غر الذرى قال فلما انطلقنا قال بعضنا لبعضٍ أغفلنا رسول الله يمينه لا يبارك الله لنا فرجعنا إليه فقلنا يا رسول الله إنا أتيناك نستحملك وإنك حلفت الا تحملنا ثم حملتنا أفنسيت يا رسول الله قال إني والله - أن شاء الله - لا أحلف على يمينٍ فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خيرٌ وتحللتها فانطلقوا فإنما حملكم الله عز وجل

435

الثاني عشر عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبي موسى قال أتيت النبي - يعني وهو يستاك بسواك - قال وطرف السواك على لسانه زاد في رواية البخاري يقول أع أع والسواك في فيه كأنه يتهوع

436

الثالث عشر عن أبي بردة بريد بن عبد الله عن جده أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله إن الله عز وجل ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد }

437

الرابع عشر عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال كان رسول الله إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب تسليما

438

الخامس عشر عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده

439

السادس عشر عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال النبي من مر في شيء من مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبلٌ فليمسك أو ليقبض على نصالها بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء وهو في رواية مسلم عن ثابت البناني عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله إذا مر أحدكم في مجلسٍ أو سوقٍ وبيده نبلٌ فليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها قال فقال أبو موسى والله ما متنا حتى سددنا بعضها في وجوه بعض

440

السابع عشر عن بريد عن جده أبي بردة عن أبي موسى عن النبي قال: من حمل علينا السلاح فليس منا

441

الثامن عشر عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى قال احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل فلما حدث رسول الله بشأنهم قال: إن هذه النار عدوٌّ لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم

442

التاسع عشر عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه

443

العشرون عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي قال: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخلٌ فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب به المؤمنون يوم أحد ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت أيضا بقرا والله خيرٌ فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحدٍ وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق الذي أتانا الله يوم بدر كذا عند مسلم عن أبي موسى عن النبي وفي كتاب البخاري عن أبي موسى - أرى عن النبي - بالشك

444

الحادي والعشرون عن بريدٍ أيضا كذلك أن النبي قال: ليأتين على الناس زمانٌ يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل الواحد تتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء

445

الثاني والعشرون عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان ورسول الله بالمدينة فكان يتناوب رسول الله عند صلاة العشاء كل ليلة نفرٌ منهم قال أبو موسى فوافقنا رسول الله أنا وأصحابي وله بعض الشغل في أمره حتى أعتم بالصلاة حتى ابهار الليل ثم خرج رسول الله فصلى بهم فلما قضى صلاته قال لمن حضر على رسلكم أعلمكم وأبشروا إن من نعمة الله عليكم أنه ليس من الناس أحدٌ يصلي هذه الساعة غيركم أو قال ما صلى هذه الساعة أحدٌ غيركم لا ندري أي الكلمتين قال: قال أبو موسى فرجعنا فرحين بما سمعنا من رسول الله

446

الثالث والعشرون عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

447

الرابع والعشرون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال خسفت الشمس في زمان رسول الله فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ ما رأيته يفعله في صلاة قط ثم قال إن هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته ولكن الله عز وجل يرسلها يخوف بها عباده فإذا رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره

448

الخامس والعشرون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال سئل النبي عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس سلوني عما شئتم فقال رجلٌ من أبي قال أبوك حذافة فقام آخر فقال يا رسول الله من أبي فقال أبوك سالمٌ مولى شيبة فلما رأى عمر بن الخطاب ما في وجه رسول الله من الغضب قال يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل 449 - السادس والعشرون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال خرجنا مع رسول الله في غزاة ونحن ستة نفرٍ بيننا بعيرٌ نعتقبه قال فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق قال أبو بردة فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذاك وقال ما كنت أصنع بأن أذكره قال كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه فيه في كتاب مسلم قال أبو أسامة وزادني غير بريد والله يجزي به

450

السابع والعشرون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال: قال رسول الله تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمدٍ بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها

451

الثامن والعشرون عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي قال: مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت كذا عند مسلم. وفي رواية البخاري مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت

452

التاسع والعشرون بهذا الإسناد عن أبي موسى أن النبي قال: إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة

453

الثلاثون عن بريد عن جده أبي موسى أن النبي قال: إن مثلي ومثل ما بعثني الله عز وجل به كمثل رجلٍ أتى قومه فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وأنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق

454

الحادي والثلاثون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال: قال النبي إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله عز وجل ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به

455

الثاني الثلاثون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال لما فرغ النبي من حنين بعث أبا عامر على جيشٍ إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريدٌ وهزم الله أصحابه قال أبو موسى وبعثني مع أبي عامر قال فرمي أبو عامرٍ في ركبته رماه رجلٌ من جشمٍ بسهمٍ فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك فأشار أبو عامر إلى أبي موسى فقال إن ذاك قاتلي تراه ذاك الذي رماني قال أبو موسى فقصدت له فاعتمدته فلحقته فلما رآني ولى عني ذاهبا فاتبعته فجعلت أقول له ألا تستحيي ألست عربيا ألا تثبت فكف فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين أنا وهو فضربته بالسيف فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت قد قتل الله صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزا منه الماء فقال يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله فأقره مني السلام وقل له يقول لك أبو عامر استغفر لي قال واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات فلما رجعت إلى النبي دخلت عليه وهو في بيت على سريرٍ مرمل وعليه فراش وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله وجنبتيه فأخبرته خبرنا وخبر أبي عامر وقلت له قال لي قل له يستغفر لي فدعا رسول الله بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثيرٍ من خلقك أو من الناس فقلت ولي يا رسول الله فاستغفر فقال النبي اللهم اغفر لعبد الله بن قيسٍ ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما قال أبو بردة إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى

456

الثالث والثلاثون عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال كنت عند النبي وهو نازلٌ بالجعرانة - بين مكة والمدينة - ومعه بلال فأتى النبي رجلٌ أعرابيٌّ فقال ألا تنجز لي يا محمد ما وعدتني فقال له رسول الله أبشر فقال الأعرابي أكثرت علي من أبشر فأقبل رسول الله على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال إن هذا قد رد البشرى فاقبلا أنتما فقلنا قبلنا يا رسول الله ثم دعا رسول الله بقدحٍ فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما فأخذا القدح ففعلا ما أمرهما به رسول الله فنادتهما أم سلمة من وراء الستر أفضلا لأمكما في إنائكما فأفضلا لها منه طائفة

457

الرابع والثلاثون عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال ولد لي غلامٌ فأتيت به النبي فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي وكان أكبر ولد أبي موسى. عند مسلم إلى قوله وحنكه بتمرة وللبخاري إلى آخره.

458

الخامس والثلاثون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال بلغنا مخرج رسول الله ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي وأنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضعة وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي قال فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالبٍ وأصحابه عنده فقال جعفر إن رسول الله بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة قال فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا قال فوافقنا رسول الله حين افتتح خيبر فأسهم لنا - أو قال فأعطانا منها - وما قسم لأحدٍ غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفرٍ وأصحابه قسم لهم معهم قال وكان ناسٌ من الناس يقولون لنا - يعني لأهل السفينة - سبقناكم بالهجرة وقال فدخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه قالت أسماء بنت عميس فقال عمر آلحبشية هذه آلبحرية هذه فقالت أسماء نعم فقال عمر سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت وقالت كلمة يا عمر كلا والله كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار - أو في أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله وفي رسوله وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لرسول الله وأسأله ووالله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك قال فلما جاء النبي قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا فقال رسول الله ليس بأحق في منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيءٌّ هم أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله قال أبو بردة فقالت أسماء فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد مني هذا الحديث

459

السادس والثلاثون عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي أنه قال الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ - وربما قال يعطي ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به - أحد المتصدقين

460

السابع والثلاثون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال: قال رسول الله إني لأعلم أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ومنهم حكيمٌ إذا لقي الخيل - أو قال العدو - قال لهم إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم

461

الثامن والثلاثون عن بريدٍ عن أبي بردة عن جده أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله : إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوبٍ واحدٍ ثم اقتسموه بينهم في إناء واحدٍ بالسوية فهم مني وأنا منهم

462

التاسع والثلاثون بهذا الإسناد عن أبي موسى قال سمع النبي رجلا يثني على رجلٍ ويطريه في المدحة فقال أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل

463

الأربعون عن سعيد بن المسيب عن أبي موسى الأشعري أنه أخبره أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال لألزمن رسول الله ولأكونن معه يومي هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي فقالوا خرج وجه ها هنا قال فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريسٍ قال فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله حاجته وتوضأ فقمت إليه فإذا هو قد جلس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر قال فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله اليوم فجاء أبو بكرٍ فدفع الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت على رسلك قال ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة قال فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة قال فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت إن يرد الله بفلان - يريد أخاه - خيرا يأت به فإذا إنسانٌ يحرك الباب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت إلى رسول الله فسلمت عليه وقلت هذا عمر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فقلت ائذن أدخل ويبشرك رسول الله بالجنة قال فدخل فجلس مع رسول الله في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت إن يرد الله بفلان خيرا - يعني أخاه - يأت به فجاء إنسانٌ فحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك قال وجئت النبي فأخبرته فقال ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه قال فجئت فقلت أدخل ويبشرك رسول الله بالجنة مع بلوى تصيبك قال فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاههم في الشق الآخر قال سعيد بن المسيب فأولت ذلك قبورهم اجتمعت وانفرد عثمان - رضي الله عنهم وأخرجاه جميعا من رواية أبي عثمان النهدي عن أبي موسى بمعناه مختصرا كنت مع النبي في حائطٍ من حيطان المدينة فجاء رجلٌ فاستفتح وفي بعض طرقه أن رسول الله دخل حائطا وأمرني بحفظ الباب فجاء رجل الحديث وفيه أن عثمان حين بشره قال اللهم صبرا والله المستعان وفي رواية يوسف بن موسى فحمد الله ثم قال الله المستعان

464

الحادي والأربعون عن الأسود بن يزيد النخعي عن أبي موسى قال قدمت أنا وأخي من اليمن فكنا حينا - وفي رواية فمكثنا حينا - وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله لما نرى من كثرة دخوله ودخول أمه على رسول الله ولزومه له

465

الثاني والأربعون عن شقيق بن سلمة عن أبي موسى أن النبي قال: المرء مع من أحب

466

الثالث والأربعون عن شقيق عن أبي موسى قال سئل النبي عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياءً أي ذلك في سبيل الله فقال رسول الله من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا في حديث ابن المثنى لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله

467

الرابع والأربعون عن شقيق عن عبد الله وأبي موسى قالا قال رسول الله إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل وقد تقدم في مسند ابن مسعود

468

الخامس والأربعون عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى قال كنا مع النبي في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي اربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سمعيا قريبا وهو معكم قال وأنا خلفه وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنزٍ من كنوز الجنة فقلت بلى يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله وفي رواية الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم

469

السادس والأربعون عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال قدمت على ر سول الله وهو منيخٌ بالبطحاء فقال بم أهللت قال قلت أهللت بإهلال النبي قال: هل سقت من هدي قلت لا قال فطف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل فطفت بالبيت وبالصفا والمروة ثم أتيت امرأة من قومي فمشطتني وغسلت رأسي فكنت أفتي الناس بذاك في إمارة أبي بكر وإمارة عمر فإني لقائم بالموسم إذ جاءني رجلٌ قال إنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في شأن النسك فقلت أيها الناس من كنا أفتيناه بشيءٍ فليتئد فهذا أمير المؤمنين قادمٌ عليكم فبه فائتموا فلما قدم قلت يا أمير المؤمنين ما هذا الذي أحدثت في شأن النسك قال إن نأخذ بكتاب الله فإن الله عز وجل قال { وأتموا الحج والعمرة لله } وإن نأخذ بسنة رسول الله فإن النبي لم يحل حتى نحر الهدي وهو في رواية مسلم عن إبراهيم بن أبي موسى عن أبيه أنه كان يفتي بالمتعة فقال له رجلٌ رويدك بعض فتياك فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك فلقيه بعد فسأله فقال عمر قد علمت أن النبي قد فعله وأصحابه ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن في الأراك ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم

470

السابع والأربعون عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال كان يوم عاشوراء يوما تعظمه اليهود وتتخذه عيدا فقال رسول الله صوموه أنتم وعند مسلم عن أحمد بن المنذر في حديث طارق عن أبي موسى قال كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء ويتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم فقال رسول الله فصوموه أنتم

471

الثامن والأربعون عن مرة الهمداني عنه قال: قال رسول الله كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام

472

التاسع والأربعون عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى قال: قال رسول الله لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله عز وجل إنه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو يعافيهم ويرزقهم

473

الخمسون حديث متفق على متنه أخرجه البخاري من رواية بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن جده أبي بردة وأخرجه مسلم من رواية طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ليس في رواية البخاري لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك. زاد أبو بكر البرقاني في حديث يحيى بن سعيد وذكره أبو مسعود في الأطراف متصلا به قال قلت يا رسول الله لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا وحكى أن مسلما أخرجه ولم أجد هذه الزيادة فيما عندنا من كتاب مسلم

أفراد البخاري

474

الأول عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن جده أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله للمملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران

475

الثاني عن بريد عن جده عن أبي موسى عن النبي قال: مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجلٍ استأجر قوما يعملون له عملا إلى الليل على أجرٍ معلوم فعملوا له إلى نصف النهار فقالوا لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل فقال لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجر آخرين بعدهم فقال أكملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا لك ما عملنا باطلٌ ولك الأجر الذي جعلت لنا فقال أكملوا بقية عملكم فإنما بقي من النهار شيءٌ يسير فأبوا فاستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور

476

الثالث عن إبراهيم السكسكي قال سمعت أبا بردة - واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفرٍ فكان يزيد يصوم في السفر - فقال له أبو بردة سمعت أبا موسى مرارا يقول قال رسول الله إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا

477

الرابع عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أبي موسى قال: قال رسول الله أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني

أفراد مسلم

478

الأول عن أبي بكر بن أبي موسى قال سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول قال رسول الله إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف قال فقام رجلٌ رث الهيئة فقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله يقول هذا قال نعم قال فرجع إلى أصحابه فقال أقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل

479

الثاني في الأوقات عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله أتاه سائلٌ يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئا قال وأمر بلالا فأقام الفجر حين انشق الفجر والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضا ثم أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس والقائل يقول قد انتصف النهار وهو كان أعلم منهم ثم أمره فأقام بالعصر والشمس مرتفعة ثم أمره فأقام بالمغرب حين وقعت الشمس ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق ثم أخر الفجر من الغد حتى انصرف منها والقاتل يقول قد طلعت الشمس أو كادت ثم أخر الظهر حتى كان قريبا من وقت العصر بالأمس ثم أخر العصر حتى انصرف الناس منها والقائل يقول قد احمرت ثم أخر المغرب حتى كان عند سقوط الشفق وفي رواية وكيع فصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق في اليوم الثاني ثم أخر العشاء حتى كان ثلث الليل الأول ثم أصبح فدعا السائل فقال الوقت بين هذين

480

الثالث عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال صلينا المغرب مع رسول الله ثم قلنا لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء قال فجلسنا فخرج علينا فقال ما زلتم ها هنا قلنا يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء قال أحسنتم أو أصبتم قال فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء فقال النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة فإذا ذهب أصحابي أتى لأمتي ما يوعدون

481

الرابع عن عون بن عتبة وسعيد بن أبي بردة أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن النبي قال: لا يموت رجلٌ مسلمٌ إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا قال فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله قال فحلف له فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه ولم ينكر على عونٍ قوله وأخرجه مسلمٌ أيضا من رواية طلحة بن يحيى عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى وفيه قال: قال رسول الله إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلمٍ يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فكاكك من النار ورواه مسلم أيضا من حديث غيلان بن جرير عن أبي بردة عن موسى قال: يجيء يوم القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى فيما أحسب قال أبو روح لا أدري ممن الشك قال أبو بردة فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال أبوك حدثك بهذا الحديث عن النبي قلت نعم

482

الخامس عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال النبي المؤمن يأكل في معى واحدٍ والكافر يأكل في سبعة أمعاء

483

السادس عن بريد عن جده عن أبي موسى عن النبي قال: إذا أراد الله رحمة أمة قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حيٌّ فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلاكها حين كذبوه وعصوا أمره

484

السابع عن عاصم بن كليب عن أبي بردة قال دخلت على أبي موسى وهو في بيت بنت الفضل بن عباس فعطست ولم يشمتني وعطست فشمتها فرجعت إلى أمي فأخبرتها فلما جاءها قالت عطس عندك ابني فلم تشمته وعطست فشمتها فقال إن ابنك عطس فلم يحمد الله فلم أشمته وعطست فحمدت الله فشمتها سمعت رسول الله يقول إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه

485

الثامن عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عنه قال جاء أبو موسى إلى عمر فقال السلام عليكم هذا عبد الله بن قيس فلم يأذن له فقال السلام عليكم هذا أبو موسى السلام عليكم هذا الأشعري ثم انصرف فقال ردوا علي ردوا علي فجاء قال يا أبا موسى ما ردك كنا في شغل قال سمعت رسول الله يقول الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع قال لتأتيني على هذا ببينة وإلا فعلت وفعلت فذهب أبو موسى فقال عمر إن وجد بينة تجدوه عند المنبر عشية وإن لم يجد بينة فلن تجدوه فلما أن جاء بالعشي وجده قال يا أبا موسى ما تقول أقد وجدت قال نعم أبي بن كعب قال عدلٌ قال يا أبا الطفيل ما يقول هذا قال سمعت رسول الله يقول ذلك يا ابن الخطاب فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله قال سبحان الله إنما سمعت شيئا فأحببت أن أتثبت وفي رواية علي بن هاشم يا أبا المنذر

486

التاسع عن بكير بن عبد الله عن أبي بردة بن أبي موسى قال: قال لي عبد الله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة

487

العاشر عن أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود عن أبي موسى قال كان رسول يسمي لنا نفسه أسماءً فقال أنا محمدٌ وأحمد والمقفي ونبي التوبة ونبي المرحمة كذا في كتاب مسلم وفي أطراف أبي مسعود ونبي الرحمة ونبي الملحمة ولم يذكر ونبي التوبة

488

الحادي عشر عن أبي عبيدة أيضا عن أبي موسى قال قام فينا رسول الله بخمس كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور - وفي رواية النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه

489

الثاني عشر عن أبي بعيدة عن أبي موسى عن النبي قال: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها

490

الثالث عشر عن أبي الأسود ظالم بن عمرو قال بعث أبو موسى إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجلٍ قد قرءوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ب براءة فأنسيتها غير أني حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } فكتبت شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة

491

الرابع عشر عن أبي الأحوص عوف بن مالك قال شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود فقال أحدهما لصاحبه أتراه ترك بعده مثله فقال إن قلت ذاك إن كان يؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا وفي حديث مالك بن الحارث عن أبي الأحوص قال كنا في دار أبي موسى مع نفرٍ من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مصحف فقام عبد الله فقال أبو مسعود ما أعلم رسول الله ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم فقال أبو موسى لئن قلت ذاك لقد كان يشهد إذا غبنا ويؤذن له إذا حجبنا وفي حديث زيد بن وهب الجهني قال كنت جالسا مع حذيفة وأبي موسى وساق الحديث نحو حديث مالك بن الحارث وحديث مالكٍ أتم

492

الخامس عشر عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال صليت مع أبي موسى الأشعري صلاة فلما كان عند القعدة قال رجل من القوم أقرت الصلاة بالبر والزكاة قال فلما قضى أبو موسى الصلاة وسلم انصرف فقال أيكم القائل كلمة كذا وكذا فأرم القوم فقال لعلك يا حطان قلتها قال قلت ما قلتها ولقد رهبت أن تبكعني بها فقال رجل من القوم أنا قلتها ولم أرد بها إلا الخير فقال أبو موسى أتعلمون كيف تقولون في صلاتكم إن رسول الله خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وفي حديث سليمان التيمي وإذا قرأ فأنصتوا وإذا قال { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا آمين يجبكم الله فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم فقال رسول الله فتلك بتلك وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد يسمع الله لكم قال الله تبارك وتعالى على لسان نبيه سمع الله لمن حمده وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم فقال رسول الله فتلك بتلك وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم التحيات الطيبات والصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله آخر ما في الصحيحين من مسند أبي موسى رضي الله عنه

ر17

المتفق عليه من مسند جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه

493

الأول عن أنس بن مالك قال خرجت مع جرير بن عبد الله البجلي في سفرٍ فكان يخدمني فقلت له لا تفعل فقال إني قد رأيت الأنصار تصنع لرسول الله شيئا آليت ألا أصحب أحدا منهم إلا خدمته زاد ابن المثنى في حديثه وكان جريرٌ أكبر من أنس

494

الثاني عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال بايعت رسول الله على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم وأخرجا فصل النصح لكل مسلم عن زياد بن علاقة قال

سمعت جرير بن عبد الله يقول يوم مات المغيرة بن شعبة قام فحمد الله وأثنى عليه وقال عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له والوقار والسكينة حتى يأتيكم أميرٌ فإنما يأتيكم الآن ثم قال استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العفو ثم قال أما بعد فإني أتيت رسول الله فقلت أبايعك على الإسلام فشرط علي النصح لكل مسلم فبايعته على هذا ورب هذا المسجد إني لكم لناصحٌ ثم استغفر ونزل ولمسلم منه المسند فقط وقد أخرجا نحوه عن عامر الشعبي عن جرير قال: بايعت رسول الله على السمع والطاعة فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم

495

الثالث عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال كنا جلوسا ليلا مع النبي فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ { فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } في رواية إنكم سترون ربكم عيانا

496

الرابع عن قيس بن جرير قال ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي وفي حديث ابن إدريس: ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا وهو أيضا مذكور في رواية إسحاق بن إبراهيم بمعناه

497

الخامس عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير قال: قال رسول الله من لا يرحم الناس لا يرحمه الله وهو في رواية مسلم عن قيس عن جرير كذلك وفي روايته أيضا عن نافع بن جبير عن جرير قال: قال رسول الله

498

السادس عن همام بن الحارث قال بال جرير ثم توضأ ومسح على خفيه فقيل تفعل هذا فقال نعم رأيت رسول الله بال ثم توضأ ومسح على خفيه قال الأعمش قال إبراهيم وكان أصحاب عبد الله يعجبهم هذا الحديث لأن إسلام جرير بعد نزول المائدة

499

السابع عن أبي زرعة هرم بن عمرو بن جرير عن جده جرير قال: قال لي رسول الله في حجة الوداع استنصت لي الناس ثم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

500

الثامن عن قيس عن جرير قال كان في الجاهلية بيت لخثعم يقال له ذو الخلصة وكان يقال له الكعبة اليمانية والكعبة الشامية فقال لي رسول الله هل أنت مريحي من ذي الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية فنظرت إليه في مائة وخمسين فارساٌ من أحمس فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيناه فأخبرناه فدعا لنا ولأحمس وفي رواية قال انطلق فحرقها بالنار ثم بعث جرير إلى رسول الله رجلا يبشره يكنى أبا أرطأة منا فأتى رسول الله فقال له ما جئتك حتى تركناها كأنها جملٌ أجرب فبرك رسول الله على خيل أحمس ورجالها خمس مرات وللبخاري وحده حديث واحد

501

في ذهاب جرير إلى اليمن عن قيس عن جرير قال كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذاكلاعٍ وذا عمروٍ فجعلت أحدثهم عن رسول الله فقال ذو عمرو لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك لقد مر على أجله منذ ثلاث فأقبلت وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركبٌ من قبل المدينة فسألتهم فقالوا قبض رسول الله واستخلف أبو بكر رضي الله عنه والناس صالحون فقال أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله ورجعا إلى اليمن فأخبرت أبا بكرٍ بحديثهم قال أفلا جئت بهم فلما كان بعد قال لي ذو عمرو يا جرير إن بك علي كرامة وإني مخبرك خبرا إنكم معشر العرب لن تزالوا بخيرٍ ما كنتم إذا هلك أميرٌ تأمرتم آخر فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضى الملوك

أفراد مسلم

502

الأول عن أبي زرعة بن عمرو عن جرير بن عبد الله قال رأيت رسول الله يلوي ناصية فرس بإصبعه وهو يقول الخيل معقودٌ بنواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة وهو في مسند عروة البارقي

503

الثاني عن أبي زرعة عن جرير بن عبد الله قال سألت رسول الله عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري

504

الثالث عن الشعبي عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راضٍ وفي رواية عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير قال جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله فقالوا إن أناسا من المصدقين يأتوننا فيظلموننا قال فقال رسول الله أرضوا مصدقيكم قال جرير ما صدر عني مصدقٌ منذ سمعت رسول الله إلا وهو عني راضٍ

505

الرابع عن الشعبي عن جرير عن النبي في العبد الآبق في رواية داود بن أبي هند عن الشعبي عن جرير أنه عليه الصلاة والسلام قال أيما عبدٍ أبق فقد برئت منه الذمة وفي رواية مغيرة عن الشعبي عن جرير أنه عليه الصلاة والسلام قال إذا أبق لم تقبل له صلاة وفي رواية منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي عن جرير أنه سمعه يقول أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم لم يسنده إلى النبي ثم قال منصور قد - والله - رواه عن النبي ولكنني أكره أن يروى عني ها هنا بالبصرة

506

الخامس عن المنذر بن جرير عن أبيه قال كنا في صدر النهار عند رسول الله فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } والآية التي في الحشر { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون } تصدق رجلٌ من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة قال فجاءه رجلٌ من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعامٍ وثياب حتى رأيت وجه رسول الله يتهلل كأنه مدهنة فقال رسول الله من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ وهو أيضا في أفراده عن عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير قال جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله عليهم الصوف فرأى سوء حالهم فذكر بمعناه

507

السادس عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير قال: قال رسول الله من يحرم الرفق يحرم الخير

ر18

المتفق عليه من مسند أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي رضي الله عنه

508

الأول عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال رأيت رسول الله فرأيت بياضا تحت شفته السفلى العنفقة في رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عنه قال رأيت رسول الله هذه بيضاء منه ووضع بعض أصابعه على عنفقته قيل له من أنت يومئذٍ قال أبري النبل وأريشها

509

الثاني عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال أتيت النبي بمكة وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم قال فخرج بلال بوضوئه فمن ناضح ونائل فخرج النبي عليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض ساقيه فتوضأ وأذن بلال قال فجعلت أتتبع فاه ها هنا وها هنا - يقول يمينا وشمالا - يقول حي على الصلاة حي على الفلاح قال ثم ركزت له عنزة فتقدم فصلى الظهر ركعتين يمر بين يديه الحمار والكلب لا يمنع ثم صلى العصر ركعتين ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى رجع إلى المدينة وفي حديث ابن أبي زائدة رأيت بلالا أخرج وضوءا فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح به ومن لم يصب منه أخذ من بلل يد صاحبه ثم رأيت بلالا أخرج عنزة فركزها وخرج رسول الله في حلة حمراء مشمرا فصلى إلى العنزة بالناس ركعتين ورأيت الناس والدواب يمرون من بين يدي العنزة وفي حديث مالك بن مغول فلما كان بالهاجرة خرج بلال فنادى بالصلاة وقال الحكم بن عقبة عن أبي جحيفة خرج رسول الله بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ وصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يدية عنزة قال شعبة زاد فيه عون عن أبيه يمر من ورائها المرأة والحمار وفي حديث الحكم: فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به وفي حديث حجاج عن شعبة فيه وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه يمسحون بها وجوههم قال فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك تسليما دائما أبدا أفرد البخاري من حديث عون بن أبي جحيفة عن أبيه في هذا طرفا منه في كتاب الصلاة أنه رأى بلالا يؤذن فجعل يتتبع فاه ها هنا وها هنا بالأذان فجعل أبو مسعود الدمشقي في كتابه في الأطراف هذا الفصل من أفراد البخاري ظنا منه أن مسلما لم يخرجه وقد أخرجه مسلمٌ في كتاب الصلاة في أحاديث سترة المصلي في جملة الحديث الطويل عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه الذي أوله: أتيت النبي وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم فخرج بلالٌ بوضوئه وفيه وأذن بلالٌ فجعلت أتتبع فاه ها هنا وها هنا يقول يمينا وشمالا يقول حي على الصلاة حي على الفلاح فصح أنه مما اتفقا عليه لا مما انفرد به البخاري

510

الثالث عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة قال رأيت النبي وكان الحسن بن علي يشبهه وفي حديث ابن فضيل للبخاري وحده: وأمر لنا النبي بثلاثة عشر قلوصا فقبض النبي قبل أن نقبضها زاد البرقاني وذكره أبو مسعود الدمشقي في حديث ابن فضيل قال فأبوا أن يعطونا شيئا فأتينا أبا بكر فأعطاناها ولم أجد ذلك فيما عندنا من أصل كتاب البخاري وعند البخاري فيه فقلت لأبي جحيفة صفه لي قال كان أبيض قد شمط وعند مسلم فيه رأيت رسول الله أبيض قد شاب

أفراد البخاري

511

الأول عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال آخى النبي بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها ما شأنك قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال له كل فإني صائم قال ما أنا بآكلٍ حتى تأكل فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان الآن فصليا فقال له سلمان أن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حقٍّ حقه فأتى النبي فذكر ذلك له فقال النبي صدق سلمان

512

الثاني عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن رسول الله نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي ولعن الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ولعن المصورين

513

الثالث عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال كنت عند النبي فقال لرجل عنده لا آكل وأنا متكئٌ

ر19

المتفق عليه من حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه

514

الأول عن همام بن الحارث عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إني أرسل الكلاب المعلمة فيمسكن علي وأذكر اسم الله فقال إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل ما أمسك عليك قلت وإن قتلن قال وإن قتلن ما لم يشركها كلبٌ ليس معها قلت له فإني أرمي بالمعراض الصيد فأصيب فقال إذا رميت بالمعراض فخزق فكله وإن أصابه بعرضٍ فلا تأكله وفي حديث الشعبي عن عدي نحوه وفيه إلا أن يأكل الكلب فإن أكل فلا تأكل فإني أخاف أن يكون إنما أمسك على نفسه وإن خالطها كلابٌ من غيرها فلا تأكل فإنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره وفيه إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله فإن أمسكت عليك فأدركته حيا فاذبحه وإن أدركته قد قتل ولم يأكل منه فكله فإن أخذ الكلب ذكاة وفيه أيضا إذا رميت سهمك فاذكر اسم الله وفيه فإن غاب عنك يوما أو يومين وفي رواية اليومين والثلاثة فلم تجد فيه إلا أثر سهمك فكل إن شئت وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك

515

الثاني عن عبد الله بن معقل عن عدي بن حاتم قال سمعت النبي يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة وفي رواية زهير بن معاوية من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل وأخرجاه من رواية خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة وفي رواية فمن لم يجد فبكلمة طيبة وفي رواية أنه ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثلاث مرات ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة وفي رواية البخاري من حديث محل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال بينا أنا عند النبي إذ أتاه رجلٌ فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال يا عدي هل رأيت الحيرة قلت لم أرها وقد أنبئت عنها قال فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طييء الذين سعروا البلاد ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهبٍ أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه حجابٌ ولا ترجمانٌ يترجم له فليقولن ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك فيقول بلى يا رب فيقول ألم أعطك مالا وأفضل عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي: فسمعت النبي يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم يخرج ملء كفه

516

الثالث عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال لما نزلت { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي وجعلت أنظر من الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله فذكرت ذلك له فقال إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار

ومن أفراد مسلم

517

الأول عن تميم بن طرفة الطائي قال جاء سائلٌ إلى عدي بن حاتمٍ يسأله نفقة أو في ثمن خادم أو في بعض ثمن خادم فقال ليس عندي ما أعطيك إلا درعي ومغفري فاكتب إلى أهلي أن يعطوكها قال فلم يرض فغضب عديٌّ فقال والله لا أعطيك شيئا ثم إن الرجل رضي فقال أما والله لولا أني سمعت رسول الله يقول من حلف على يمينٍ ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى ما حنثت في يميني وفي رواية عنه أنه عليه الصلاة السلام قال: لا إذا حلف أحدكم على اليمين فرأى خيرا منها فليكفرها وليأت الذي هو خير

518

الثاني عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله

ر20

المتفق عليه من جابر بن سمرة رضي الله عنه

519

الأول عن عبد الملك بن عمير عنه قال: قال رسول الله إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله

520

الثاني عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي يقول يكون بعدي اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي قال كلهم من قريش كذا في حديث شعبة وفي حديث ابن عيينة قال لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم النبي بكلمة خفيت علي فسألت أبي ماذا قال رسول الله فقال: قال كلهم من قريش وفي رواية مسلم من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبت إلى جابر ابن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيءٍ سمعته من رسول الله فكتب إلي سمعت رسول الله يوم جمعة عشية رجم الأسلمي قال لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش وسمعته يقول عصبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى وآل كسرى، وسمعته يقول: إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم وسمعته يقول: إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته وسمعته يقول: أنا الفرط على الحوض وفي رواية مسلم أيضا من حديث سماك بن حربٍ عن جابر بن سمرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: لتفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض. ونحو هذا المعنى في المتفق عليه في مسند عدي بن حاتم وفي رواية مسلم أيضا عن سماك عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله يقول إن بين يدي الساعة كذابين وفي روايته أيضا عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة قال انطلقت إلى رسول الله ومعي أبي فسمعته يقول لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة فقال كلمة فقلت لأبي ما قال: قال كلهم من قريش وفي رواية أيضا عن حصين بن عبد الرحمن عن جابر بن سمرة قال دخلت مع أبي على النبي فسمعته يقول إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة قال ثم تكلم بكلامٍ خفي علي فقلت لأبي ما قال: قال كلهم من قريش وفي حديث سماك عن جابر بن سمرة عنه : لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ثم ذكر مثله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن النبي قال: لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة

ومن أفراد مسلم

521

الأول عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة عن النبي قال: لينتهين أقوامٌ يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا يرجع إليهم

522

الثاني عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال خرج علينا رسول الله - في رواية البرقاني ونحن في الصلاة - يعني ندعو فقال ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيلٍ شمس اسكنوا في الصلاة قال ثم خرج علينا فرآنا حلقا فقال ما لي أراكم عزين قال ثم خرج علينا فقال ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها فقلنا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف

523

الثالث عن جعفر بن أبي ثور عن جده جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله أتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فتوضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا

524

الرابع عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا عنه ولم يتعاهدنا عنده

525

الخامس عن عبيد الله ابن القبطية عن جابر بن سمرة قال صلينا مع رسول الله فكنا إذا سلمنا قلنا بأيدينا السلام عليكم السلام عليكم فنظر إلينا رسول الله وقال ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمسٍ إذا سلم احدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيده وفي حديث مسعر: إنما كان يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله

526

السادس عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي يقول إن الله سمى المدينة طابة

527

السابع عن سماك عن جابر بن سمرة قال رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي وهو رجلٌ قصيرٌ أعضل ليس عليه رداء فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى فقال رسول الله فلعلك قال لا والله إنه قد زنى الأخر قال فرجمه ثم خطب فقال ألا كلما نفرنا سبيل الله خلف أحدهم له نبيبٌ كنبيب التيس يمنح أحدهم الكثبة أما والله إن يمكني من أحدهم لأنكلنه عنهن وفي حديث شعبة: فرده مرتين ثم أمر به فرجم قال فحدثته سعيد بن جبير فقال إنه رده أربع مرات وفي رواية أبي عامر العقدي عن شعبة فرده مرتين أو ثلاثا

528

الثامن عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي لم يمت حتى صلى قاعدا

529

التاسع عن سماك عن جابر بن سمرة قال كانت للنبي خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس وفي حديث أبي خيثمة عن سماك: كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما فمن نبأك أنه يخطب جالسا فقد كذب فقد والله صليت معه أكثر من ألفي صلاة

530

العاشر عن سماك عن جابر بن سمرة قال كنت أصلي مع النبي الصلوات فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا

531

الحادي عشر عن زائدة عن سماك عن جابر بن سمرة أن النبي كان يقرأ في الفجر ب { ق والقرآن المجيد } ونحوها وكان صلاته بعد إلى التخفيف وفي حديث زهير عن سماك نحوه

532

الثاني عشر عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان النبي يقرأ في الظهر ب { والليل إذا يغشى } وفي العصر نحو ذلك وفي الصبح أطول من ذلك وفي حديث شعبة كان يقرأ في الظهر ب { سبح اسم ربك الأعلى } وفي الصبح بأطول من ذلك

533

الثالث عشر عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان بلالٌ يؤذن إذا دحضت الشمس فلا يقيم حتى يخرج النبي فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه وفي رواية شعبة عن سماك عنه قال

كان النبي يصلي الظهر إذا دحضت الشمس لم يزد

534

الرابع عشر عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله يصلي الصلوات نحوا من صلاتكم وكان يؤخر العتمة بعد صلاتكم شيئا وكان يخفف الصلاة وفي حديث أبي الأحوص

كان رسول الله يؤخر العشاء الآخرة لم يزد

535

الخامس عشر عن سماك قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله قال نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم وفي حديث سفيان وغيره عن سماك عنه أن النبي كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا

536

السادس عشر عن سماك عن جابر بن سمرة قال صليت مع رسول الله العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة

537

السابع عشر عن سماك عن جابر بن سمرة قال صلى رسول الله على ابن الدحداح ثم أتي بفرسٍ عريٍ فعقله رجلٌ فركبه فجعل يتوقص به ونحن نسعى خلفه فقال رجل من القوم إن النبي قال: كم من عذقٍ معلقٍ أو مدلى في الجنة لأبي الدحداح ويروا مذلل أو قال شعبة لأبي الدحداح وفي رواية مالك بن مغول عن سماك عنه قال أتي النبي بفرس معرورى فركبه حين انصرف من جنازة أبي الدحداح ونحن نمشي حوله

538

الثامن عشر عن سماك عن جابر بن سمرة قال أتي النبي رجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه

539

التاسع عشر عن سماك عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أبعث إني لأعرفه الآن

540

العشرون عن سماك أن رسول الله قال ألا إني فرطٌ على الحوض وإن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة كأن الأباريق فيه النجوم

541

الحادي والعشرون عن سماك عن جابر بن سمرة قال صليت مع رسول الله صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدانٌ فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا قال فأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنها أخرجها من جونة عطار

542

الثاني والعشرون عن سماك عنه قال كان رسول الله ضليع الفم أشكل العين منهوس العقبين قال قلت لسماك ما ضليع الفم قال عظيم الفم قلت ما أشكل العين قال طويل شق العين قال قلت ما منهوس العقب قال قليل لحم العقب

543

الثالث والعشرون عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول كان رسول الله قد شمط مقدم رأسه ولحيته فكان إذا ادهن لم يتبين وإذا شعث رأسه تبين وكان كثير شعر اللحية فقال رجل وجهه مثل السيف قال لا كان مثل الشمس والقمر وكان مستديرا ورأيت الخاتم من عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده

ر21

المتفق عليه عن سليمان بن صرد رضي الله عنه

544

حديث واحد عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال كنت جالسا مع النبي ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد فقالوا له إن النبي قال: تعوذ من الشيطان الرجيم فقال وهل بي من جنون

545

الثاني للبخاري وحده من رواية أبي إسحاق السبيعي عن سليمان بن صرد قال سمعت النبي يقول حين أجلى الأحزاب عنه الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم

ر22

عروة بن الجعد وقيل ابن أبي الجعد البارقي رضي الله عنه

546

عندهما له في الكتابين متن واحد أخرجاه من رواية الشعبي عنه عن النبي قال: الخيل معقود بنواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم القيامة وأخرجاه من رواية شبيب بن غرقدة عن عروة البارقي نحوه وليس فيه الأجر والمغنم وأخرجه مسلم وحده من رواية العيزار بن حريث عنه مثله ولم يذكر الأجر والمغنم زاد البرقاني في حديث الشعبي رواية عبد الله بن إدريس عن حصين عنه عن عروة يرفعه فقال فيه الإبل عزٌّ لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل وليس ذكر الإبل والغنم عند مسلم في حديث ابن إدريس

ر23

المتفق عليه عن عمران بن حصين رضي الله عنه

547

الأول عن أبي رجاء العطاردي عن عمران قال كنا في سفرٍ مع النبي وإنا أسرينا حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة عند المسافر أحلى منها فما أيقظنا إلا حر الشمس فكان أول من استيقظ فلانٌ ثم فلانٌ يسميهم أبو رجاء فنسي عوفٌ ثم عمر بن الخطاب الرابع وكان النبي إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس - وكان رجلا جليدا - كبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته النبي فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم فقال لا ضير أو لا يضير ارتحلوا فارتحل فسار غير بعيدٍ ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل من صلاته إذا هو برجلٍ منعزلٍ لم يصل مع القوم فقال ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم قال أصابتني جنابة ولا ماء قال عليك بالصعيد فإنه يكفيك ثم سار النبي فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا - كان يسميه أبو رجاء ونسيه عوف - ودعا عليا فقال اذهبا فابغيا الماء فانطلقا فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعيرٍ لها فقالا لها أين الماء فقالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف قالا لها انطلقي إذن قالت إلى أين قالا إلى رسول الله قالت الذي يقال له الصابئ قالا هو الذي تعنين فانطلقي فجاءا بها إلى النبي وحدثاه الحديث قال فاستنزلوها عن بعيرها ودعا النبي بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين وأوكأ أفواههما وأطلق العزالى ونودي في الناس اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناءً من ماء فقال اذهب فأفرغه عليك وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها وأيم الله لقد أقلع منها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدئ منها فقال النبي اجمعوا لها فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوه في ثوبٍ وحملوها على بعيرها ووضع الثوب بين يديها وقال لها تعلمين ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذي أسقانا فأتت أهلها وقد احتبست عنهم قالوا ما حبسك يا فلانة قالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الصابى ء ففعل كذا وكذا فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه وقالت بإصبعها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض أو إنه لرسول الله حقا فكان المسلمون بعد يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه فقالت يوما لقومها ما أرى إلا أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام فأطاعوها فدخلوا في الإسلام في حديث سلم بن زريرٍ أن أول من استيقظ أبو بكر ثم استيقظ عمر وإنه عليه الصلاة والسلام قال ارتحلوا فسار حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى الغداة قال عمران ثم عجلني في ركب بين يديه فطلب الماء وذكره إلى أن قال فشربنا ونحن أربعون رجلا عطاشا حتى روينا وملأنا كل قربة معنا وإداوة وغسلنا صاحبنا غير أنا لم نسق بعيرا وهي تكاد تتضرج بالماء يعني المزادتين

548

الثاني عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن حصين قال أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله ولم ينزل قرآنٌ يحرمه ولم ينه عنها حتى مات قال رجلٌ برأيه ما شاء قال البخاري يقال إنه عمر وفي رواية عنه لمسلم نزلت آية المتعة في كتاب الله - يعني متعة الحج - ولم ينه عنها حتى مات وفي رواية مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بمعناه لهما وفيه تمتعنا على عهد رسول الله - ولمسلم مع رسول الله - ومنهم من قال في رواية مسلم جمع رسول الله بين حج وعمرة وتمتع نبي الله وتمتعنا معه وإن رسول الله قد أعمر طائفة من أهله في العشر فلم تنزل آية تنسخ ذلك ولم ينه عنها حتى مضى لوجهه وفيها وقد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد

549

الثالث عن مطرف بن عبد الله قال صليت خلف علي بن أبي طالب أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر وإذا نهض من الركعتين كبر فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال قد ذكرني هذا صلاة محمد أو قال لقد صلى بنا صلاة محمدٍ

550

الرابع عن مطرف عن عمران أن النبي قال: له أو قال لرجلٍ وهو يسمع أصمت من سرة هذا الشهر قال لا قال فإذا أفطرت فصم يومين وفي رواية أبي النعمان عند البخاي أما صمت سرر هذا الشهر قال أظنه يعني رمضان قال وفي رواية ثابت من سرر شعبان قال البخاري وشعبان أصح وفي رواية عبد الله بن هانئ ابن أخي مطرف عنه - عند مسلم - هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا يعني شعبان قال لا قال فإذا أفطرت رمضان فصم يوما أو يومين - شك شعبة - قال أظنه قال يومين وفي رواية أبي العلاء عن مطرف فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه ولم يشك

551

الخامس عن مطرف عن عمران قال: قال رجل يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار قال نعم قال فلم يعمل العاملون قال كل يعمل لما خلق له - أو لما يسر له وفي حديث مسلم قال كلٌّ ميسرٌّ لما خلق له وفي رواية أبي الأسود الدؤلي لمسلم قال: قال لي عمران بن الحصين: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقلت بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم قال فقال فلا يكون ظلما قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت كل شيءٍ خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال لي يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحرز عقلك وإن رجلين من مزينة أتيا رسول الله فقالا يا رسول الله أرأيت ما يفعل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيءٌ قضي عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقال لا بل شيءٌ قضي عليهم ومضى فيهم وتصديق ذلك في كتاب الله { ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها }

552

السادس عن زهدم بن مضرب عن عمران بن حصين أن النبي قال: خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة ثم إن بعدهم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن وعند مسلم عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين نحوه زاد في حديث هشام عن قتادة ويحلفون ولا يستحلفون

553

السابع عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين أن رجلا عض يد رجلٍ فنزع يده من فيه فوقعت ثنيتاه فاختصموا إلى النبي فقال يعض أحدكم يد أخيه كما يعض الفحل لا دية لك وفي رواية هشام عن قتادة فأبطله وقال أردت أن تأكل لحمه وهو عند مسلم أيضا من حديث ابن سيرين عن عمران نحوه وأن رسول الله قال: ما تأمرني تأمرني أن آمره أن يدع يده في فيك تقضمها كما يقضم الفحل ارفع يدك حتى يعضها ثم انتزعها وفي مسند يعلى بن أمية نحوه

554

الثامن عن أبي السوار حسان بن حريث العدوي عن عمران بن حصين قال: قال النبي الحياء لا يأتي إلا بخير فقال بشير بن كعب إنه مكتوب في الحكمة إن منه وقارا ومنه سكينة وفي رواية ومنه ضعف فقال عمران أحدثك عن رسول الله وتحدثني عن صحفك وهو عند مسلم أيضا من رواية أبي قتادة تميم بن نذير العدوي عن عمران ومن رواية حجير بن الربيع عن عمران بنحوه وفيه إن رسول الله قال الحياء خيرٌ كله أو قال الحياء كله خير شك الراوي

أفراد البخاري

555

الأول عن أبي رجاء العطاردي عن عمران عن النبي قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء

556

الثاني عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن حصين عن النبي قال: يخرج من النار قومٌ بشفاعة محمدٍ فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين

557

الثالث عن عبد الله بن بريدة عن عمران أنه سأل النبي عن صلاة الرجل قاعدا قال إن صلى قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد وفي حديث إبراهيم بن طهمان أن عمران قال كانت بي بواسير فسألت النبي عن الصلاة فقال صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب

558

الرابع عن صفوان بن محرز عن عمران قال دخلت على النبي وعقلت ناقتي بالباب فأتى ناسٌ من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا - مرتين فتغير وجهه ثم دخل عليه ناسٌ من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا يا رسول الله ثم قالوا جئنا لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجلٌ فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم

أفراد مسلم

559

الأول عن مطرف بن عبد الله أنه كانت له امرأتان فجاء من عند إحداهما فقالت الأخرى جئت من عند فلانة فقال جئت من عند عمران بن حصين فحدثنا أن رسول الله قال إن أقل ساكني الجنة النساء

560

الثاني عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الظهر فجعل رجلٌ يقرأ خلفه { سبح اسم ربك الأعلى } فلما انصرف قال أيكم قرأ أو أيكم القارئ قال رجل أنا قال قد ظننت أن بعضكم خالجنيها وفي رواية أبي عوانة صلاة الظهر أو العصر بالشك

561

الثالث عن محمد بن سيرين عن عمران قال: قال نبي الله يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب قالوا ومن هم يا رسول الله قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم فقام رجلٌ فقال يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة وهو عند مسلم أيضا من حديث الحكم بن الأعرج عن عمران نحوه فزاد ولا يتطيرون ولم يذكر في هذه الرواية قول عكاشة إلى آخره

562

الرابع عن محمد بن سيرين وأبي المهلب عبد الرحمن بن عمرو عن عمران أن رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مالٌ غيرهم فدعا بهم رسول الله فجزأهم أثلاثا ثم أقرع بينهم وأعتق اثنين وأرق أربعة وقال له قولا شديدا وفي حديث عبد الوهاب الثقفي أن رجلا من الأنصار أوصى عند موته فأعتق ستة مملوكين وذكره

563

الخامس عن أبي المهلب عبد الرحمن بن عمرو - وهو عم أبي قلابة - عن عمران أن امرأة من جهينة أتت رسول الله وهي حبلى من الزنا فقالت يا نبي الله أصبت حدا فاقمه علي فدعا نبي الله وليها فقال أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها ففعل فأمر بها نبي الله فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت قال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل

564

السادس عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله وأسر أصحاب رسول الله رجلا من بني عقيل وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله وهو في الوثاق فقال يا محمد فأتاه فقال ما شأنك فقال بم أخذتني وأخذت سابقة الحاج - يعنى العضباء - فقال أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه يا محمد يا محمد وكان رسول الله رحيما رفيقا فرجع إليه فقال ما شأنك قال إني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ثم انصرف فناداه يا محمد يا محمد فأتاه فقال ما شأنك قال إني جائعٌ فأطعمني وظمآن فاسقني قل هذه حاجتك ففدي بالرجلين قال وأسرت امرأة من الأنصار وأصيبت العضباء فكانت المرأة في الوثاق وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم فانفلتت ذات ليلة من الوثاق فأتت الإبل فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى تنتهي إلى العضباء فلم ترغ قال وهي ناقة منوقة وفي حديث الثقفي وهي ناقة مدربة فقعدت في عجزها ثم زجرتها فانطلقت ونذروا بها فطلبوها فأعجزتهم قال ونذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها فلما قدمت المدينة رآها الناس فقالوا العضباء ناقة رسول الله فقالت إنها نذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها فأتوا رسول الله فذكروا ذلك له فقال سبحان الله بئسما جزتها نذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها لا وفاء لنذرٍ في معصية ولا فيما لا يملك العبد

565

السابع عن أبي المهلب عن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى العصر فسلم في ثلاث ركعات ثم دخل منزله فقام إليه رجل يقال له الخرباق وكان في يده طول فقال يا رسول الله فذكر له صنيعه وخرج غضبان يجر رداءه حتى انتهى إلى الناس فقال أصدق هذا قالوا نعم فصلى ركعة ثم سجد سجدتين ثم سلم

566

الثامن عن أبي المهلب عن عمران قال: قال رسول الله إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه يعني النجاشي

567

التاسع عن أبي المهلب عن عمران قال بينما رسول الله في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد

ر24

المتفق عليه من حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه

568

حديث واحد عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن عبد الرحمن ابن سمرة قال: قال لي رسول الله يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإذا حلفت على يمينٍ فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خيرٌ وكفر عن يمينك وفي رواية أبي النعمان وشيبان بن فروخٍ عن جرير بن حازم فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير

569

ولمسلم حديثان أحدهما عن الحسن البصري عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله : لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم

570

الثاني عن حيان بن عمير أبي العلاء عن عبد الرحمن بن سمرة قال كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله إذ كسفت الشمس فنبذتها وقلت والله لأنظرن إلى ما حدث لرسول الله في كسوف الشمس قال فأتيته وهو قائمٌ في الصلاة رافعٌ يديه فجعل يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حسر عنها فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين

ر25

المتفق عليه عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه

571

الأول عن عبد الله بن بريدة عنه قال: قال النبي بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة لمن شاء وفي حديث عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم أنه صلى قال صلوا قبل صلاة المغرب قال في الثالثة لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة

572

الثاني عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل قال كنا محاصري قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي فاستحييت منه وعند مسلم من رواية سليمان بن المغيرة أن عبد الله بن مغفل قال أصبت جرابا من شحم يوم خيبر قال فالتزمته وقلت لا أعطي اليوم أحدا من هذا شيئا فالتفت فإذا رسول الله مبتسما

573

الثالث عن عقبة بن صهبان الأزدي عن عبد الله بن مغفل قال نهى رسول الله عن الخذف وقال إنه لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو وإنه يفقأ العين ويكسر السن. وفي حديث شبابة أن عقبة قال عن عبد الله بن مغفل - وكان ممن بايع تحت الشجرة - وأنه سمع ابن مغفل يقول في البول في المغتسل وهو عند البخاري من حديث عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل أنه رأى رجلا يخذف فقال لا تخذف فإن رسول الله نهى عن الخذف أو كان يكره الخذف وقال إنه لا يصاد به صيد ولا ينكأ به عدوٌّ ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له أحدثك عن رسول الله أنه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف لا أكلمك كذا وكذا وهذا أيضا عند مسلم من حديث سعيد بن جبير وفيه عنه أن قريبا لعبد الله ابن مغفل خذف فنهاه وقال إن رسول الله نهى عن الخذف وقال إنها لا تصيد صيدا ولا تنكأ عدوا ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين قال ثم عاد فقال أحدثك أن رسول الله نهى عنه ثم عدت تخذف لا أكلمك أبدا

574

الرابع عن أبي إياس معاوية بن قرة عن عبد الله بن مغفل قال رأيت رسول الله يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح فرجع في قراءته قال فقرأ ابن مغفل ورجع وقال معاوية لولا الناس لأخذت لكم بذلك الذي ذكره ابن مغفل عن النبي

575

وللبخاري وحده عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل أن النبي قال: لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب قال والأعراب تقول هي العشاء

576

ولمسلم وحده عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن ابن المغفل قال أمر رسول الله بقتل الكلاب ثم قال ما بالهم وبال الكلاب ثم رخص في كلب الصيد وكلب الغنم وقال إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب

ر26

المتفق عليه عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه

577

الأول عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي قال: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرمٌ ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا الحجة قلنا بلى قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس البلدة قلنا بلى قال فأي يومٍ هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ ألا ليبلغ الشاهد الغائب لعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه ثم قال ألا هل بلغت ألا هل بلغت قلنا نعم قال اللهم اشهد وفي أول حديث بشر بن المفضل عن ابن عون أن النبي قعد على بعيره وأمسك إنسانٌ بخطامه أو بزمامه فقال أي شهرٍ هذا فذكر نحوه مختصرا. زاد مسلم في آخره من رواية يزيد بن زريعٍ وحماد بن مسعدة عن ابن عون عن ابن سيرين ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا قال أبو الحسن الدارقطني وهذا الكلام - يعني هذه الزيادة - وهمٌ من ابن عون فيما يقال وإنما رواه ابن سيرين عن أنس قاله أيوب عنه ولم يخرج البخاري هذه الزيادة لذلك والله أعلم وفي حديث مسدد عن يحيى القطان فيه قال فلما كان يوم حرق ابن الحضرمي حين حرقه جارية بن قدامة أشرفوا على أبي بكرة فقالوا هذا أبو بكرة يراك قال عبد الرحمن فحدثتني أمي عن أبي بكرة أنه قال لو دخلوا علي ما بهشت لهم بقصبة

578

الثاني عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عنه عن النبي قال: شهرا عيدٍ لا ينقصان رمضان وذو الحجة

579

الثالث عن عبد الرحمن عن أبيه قال نهى رسول الله عن الفضة بالفضة والذهب بالذهب إلا سواء بسواء وأمرنا أن نشتري الفضة بالذهب كيف شئنا ونشتري الذهب بالفضة كيف شئنا قال فسأله رجل فقال يدا بيد فقال هكذا سمعت

580

الرابع عن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال رسول الله ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت

581

الخامس عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال أثني رجلٌ على رجلٍ عند النبي فقال ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك ثلاثا ثم قال من كان منكم مادحا أخاه فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسب كذا وكذا إن كان يعلم ذاك منه وعند مسلم من حديث شعبة شرح ذلك الثناء الذي أثنى به الرجل فقال رجلٌ يا رسول الله ما من رجلٍ بعد رسول الله أفضل منه في كذا فقال النبي : ويحك قطعت عنق صاحبك مرارا يقول ذلك ثم ذكر باقي الحديث نحوه

582

السادس عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال كتب أبي وكتبت له إلى ابنه عبيد الله بن أبي بكرة وهو قاضٍ بسجستان أن لا تحكم بين اثنين وأنت غضبان فإني سمعت رسول الله يقول لا يحكم أحدٌ بين اثنين وهو غضبان وفي رواية لا يقضين حكمٌ بين اثنين وهو غضبان

583

السابع عن عبد الرحمن بن أبي بكرة من رواية عبد الملك بن عمير عنه عن أبيه قال: قال النبي أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميمٍ وبني أسدٍ وبني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة فقال رجلٌ خابوا وخسروا فقال هم خيرٌ من بني تميمٍ ومن بني أسدٍ ومن بني غطفان ومن بني عامر بن صعصعة وأول حديث محمد بن أبي يعقوب أن الأقرع بن حابسٍ قال للنبي إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة - وأحسبه وجهينة - ابن أبي يعقوب شك - قال النبي : أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة - وأحسبه وجهينة - خيرا من بني تميمٍ وبني عامرٍ وأسدٍ وغطفان خابوا وخسروا قال نعم قال والذي نفسي بيده إنهم لأخير منهم وفي حديث عبد الصمد عن شعبة حدثني سيد بني تميمٍ محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي وذكره وهو عند مسلم من حديث علي الجهضمي مختصر عن أبي بشر عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أنه عليه الصلاة والسلام قال: أسلم وغفار ومزينة وجهينة خيرٌ من بني تميمٍ ومن بني عامرٍ والحليفين بني أسد وغطفان، بغير شك في جهينة

584

الثامن عن ربعي بن حراش وعن الأحنف بن قيس واسمه الضحاك وكنيته ابو بحر بمعناه عن أبي بكرة ففي حديث الأحنف عنه أن رسول الله قال إذا تواجه المسلمان وفي رواية إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه. وفي حديث ربعي عن أبي بكرة عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما في جرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا وحديث ربعي عند البخاري بغير إسناد إليه وكذلك رواية بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة نحوه

أفراد البخاري

585

الأول عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكرة عن النبي قال: لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذٍ سبعة أبواب على كل بابٍ ملكان

586

الثاني عن الحسن البصري عن أبي بكرة أنه انتهى إلى النبي وهو راكعٌ فركع قبل أن يصل إلى الصف فذكر ذلك للنبي فقال زادك الله حرصا ولا تعد

587

الثالث عن الحسن عن أبي بكرة قال خسفت الشمس على عهد رسول الله فخرج يجر رداءه حتى انتهى إلى المسجد وثاب الناس إليه فصلى بهم ركعتين فانجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا تخسفان لموت أحدٍ فإذا كان ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم وذاك أن ابنا للنبي مات - يقال له إبراهيم فقال الناس في ذلك وحديث شعبة مختصر انكسفت الشمس على عهد رسول الله فصلى ركعتين

588

الرابع عن الحسن عن أبي بكرة قال لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال لما بلغ رسول الله أن أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى قال لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة

589

الخامس عن الحسن البصري قال استقبل - والله - الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها فقال له معاوية - وكان والله خير الرجلين أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي بضيعهم فبعث الله رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر فقال اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه فأتياه فدخلا عليه وتكلما وقالا له وطلبا إليه فقال لهم الحسن بن علي إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها قالا قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك قال فمن لي بهذا نحن لك به فما سألهما شيئا إلا قالا نحن لك به فصالحه قال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله على المنبر والحسن ابن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول إن ابني هذا سيدٌ ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين قال أبو عبد الله البخاري قال لي عبد الله بن محمد إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة هذا الحديث

590

حديث لمسلم من رواية عثمان الشحام قال انطلقت انا وفرقدٌ السبخي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في أرض فدخلنا عليه فقلنا هل سمعت أباك يحدث في الفتن حديثا فقال نعم سمعت أبا بكرة يحدث قال: قال رسول الله إنها ستكون فتنٌ ألا ثم تكون فتنة القاعد خيرٌ من الماشي فيها والماشي فيها خيرٌ من الساعي إليها إلا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبلٌ فليلحق بإبله ومن كان له غنمٌ فليلحق بغنمه ومن كانت له أرضٌ فليلحق بأرضه قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبلٌ ولا غنمٌ ولا أرضٌ قال يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجرٍ ثم لينج إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني رجلٌ بسيفه أو يجيء سهمٌ فيقتلني قال: يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار

ر27

مسند بريدة بن الحصيب رضي الله عنه

المتفق عليه منه حديث واحد

591

عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال غزا النبي ست عشرة غزوة وفي رواية مسلم أنه غزا مع رسول الله ست عشرة غزوة وله في حديث حسين بن واقد أن رسول الله غزا تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن قال أبو الحسن الدارقطني لم يخرج مسلم من حديث الحسين ابن واقد عن ابن بريدة عن أبيه غير هذا الحديث الواحد وعنده بهذا الإسناد نسخة يلزمه إخراجها وللبخاري حديثان

592

أحدهما عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال بعث رسول الله عليا إلى خالد - يعني إلى اليمن - ليقبض الخمس فاصطفى عليٌّ منها سبية فأصبح وقد اغتسل فقلت لخالدٍ ألا ترى إلى هذا وفي رواية أبي بكر البرقاني فقال خالد لبريدة ألا ترى ما صنع هذا وهكذا حكى أبو مسعود عن الكتاب كما روى البرقاني ولم أجده فيه قال بريدة وكنت أبغض عليا فلما قدمنا على النبي ذكرت ذلك له فقال يا بريدة أتبغض عليا فقلت نعم فقال لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك

593

الثاني عن أبي المليح عامر بن أسامة بن عمير قال كنا مع بريدة في غزوة في يومٍ ذي غيمٍ فقال بكروا بصلاة العصر فإن النبي قال: من ترك صلاة العصر حبط عمله

أفراد مسلم

594

الأول عن عبد الله بن بريدة من رواية محارب بن دثار عنه عن أبيه قال: قال رسول الله نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثٍ فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاءٍ فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا وفي حديث وكيع كنت نهيتكم عن الأشربة في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا وفي رواية سليمان بن بريدة من رواية علقمة بن مرثد عنه عن أبيه أن رسول الله قال نهيتكم عن الظروف وإن الظروف - أو ظرفا - لا يحل شيئا ولا يحرمه وكل مسكرٍ حرامٌ

595

الثاني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله إن عبد الله بن قيس - أو الأشعري - أعطي مزمارا من مزامير آل داود وقد تقدم في مسند أبي موسى

596

الثالث في قصة ماعزٍ والغامدية من رواية عبد الله وسليمان ابني بريدة عن أبيهما ففي حديث عبد الله بن بريدة أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله فقال إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله إلى قومه فقال تعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا فقالوا ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا - فيما نرى - فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم قال فجاءت الغامدية فقالت يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوالله إني لحبلى قال إما لا فاذهبي حتى تلدي فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته قال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبي إلى رجلٍ من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجرٍ فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع النبي سبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت. وفي حديث سليمان عن أبيه قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي فقال يا رسول الله طهرني فقال النبي ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال النبي مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله فيم أطهرك قال من الزنا فسأل النبي أبه جنونٌ فأخبر أنه ليس بمجنون فقال أشرب خمرا فقام رجلٌ فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر قال فقال رسول الله أزنيت قال نعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول ما توبة أفضل من توبة ماعز إنه جاء إلى رسول الله فوضع يده في يده ثم قال اقتلني بالحجارة قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء رسول الله وهم جلوسٌ فسلم ثم جلس فقال استغفروا لماعز بن مالك قال فقالوا غفر الله لماعز بن مالك قال فقال رسول الله لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم قال ثم جاءته امرأة من غامدٍ بن الأزد فقالت يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه فقالت أراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك قال وما ذاك قالت إنها حبلى من الزنا قال آنت قالت نعم قال لها حتى تضعي ما في بطنك قال فكفلها رجلٌ من الأنصار حتى وضعت قال فأتى النبي فقال قد وضعت الغامدية فقال إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه فقام رجلٌ من الأنصار فقال إلي رضاعه يا نبي الله قال فرجمها

597

الرابع عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال بينا أنا جالسٌ عند رسول الله إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت قال فقال لها وجب أجرك وردها عليك الميراث قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهرٍ أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال حجي عنها وفي رواية صوم شهرين

598

الخامس عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى يوم الفتح بوضوء واحدٍ ومسح على خفيه فقال له عمر لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه قال عمدا صنعته يا عمر

599

السادس عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا نشد في المسجد فقال من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النبي لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له

600

السابع في الأوقات عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي أنه جاءه رجل سأله عن وقت الصلاة فقال له صل معنا هذين يعني اليومين فلما زالت الشمس أمر بلالا فأذن ثم أمره فأقام الظهر ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر فلما أن كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر فأبرد بها فأنعم أن يبرد بها وصلى العصر والشمس مرتفعة أخرها فوق الذي كان وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق وصلى العشاء بعد ما ذهب ثلث الليل وصلى الفجر فأسفر بها ثم قال أين السائل عن وقت الصلاة فقال الرجل أنا يا رسول الله قال وقت صلاتكم بين ما رأيتم وفي حديث شعبة أنه بدأ بالصبح ثم ذكر نحوه

601

الثامن عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين إنا إن شاء الله بكم للاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية

602

التاسع عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله إذا أمر أميرا على جيشٍ أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا فلا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال - فأيتهن ما أجابوك فأقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول عن دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أو لا

603

العاشر عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجلٍ من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء ثم التفت إلينا رسول الله فقال فما ظنكم

604

الحادي عشر عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي قال: من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه

ر28

مسند عائذ بن عمرو رضي الله عنه

605

للبخاري حديث واحد موقوف عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي قال سألت عائذ بن عمرو وكان من أصحاب النبي من أصحاب الشجرة هل ينقض الوتر قال إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره ولمسلم حديثان

606

أحدهما عن الحسن البصري أن عائذ بن عمرو - وكان من أصحاب رسول الله دخل على عبيد الله بن زياد فقال أي بني إني سمعت رسول الله يقول إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم فقال له اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد فقال وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم

607

الثاني عن معاوية بن قرة عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفرٍ فقالوا ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها فقال أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريشٍ وسيدهم فأتى النبي فأخبره فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فأتاهم فقال يا إخوتاه أغضبتكم قالوا لا يغفر الله لك يا أخي

ر29

مسند سمرة بن جندب رضي الله عنه

المتفق عليه حديثان

608

أحدهما عن عبد الله بن بريدة قال: قال سمرة بن جندب لقد كنت على عهد رسول الله غلاما فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالا هم أسن مني وقد صليت وراء رسول الله على امرأة ماتت في نفاسها فقام عليها رسول الله في الصلاة وسطها

609

الثاني عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب من رواية جرير بن حازم عن أبي رجاء عنه قال كان النبي إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال هل رأى أحدٌ منكم البارحة رؤيا هذا الذي أخرجه مسلم في هذا الحديث لم يزد وأخرجه البخاري بطوله ومقطعا في مواضع عدة وهذا نصه بطوله من حديث عوف الأعرابي عن أبي رجاء عنه قال كان رسول الله مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحدٌ منكم رؤيا فيقص عليه من شاء الله أن يقص وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجلٍ مضطجع وإذا آخر قائمٌ عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهدأ الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذا قال: قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجلٍ مستلقٍ لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه قال وربما قال أبو رجاء فيشق قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول قال فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان قال: قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على مثل التنور قال فأحسب أنه كأنه يقول فإذا فيه لغطٌ وأصواتٌ قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عراة وإذا هم يأتيهم لهبٌ من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال قلت ما هؤلاء قال: قال لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على نهرٍ حسبت أنه كان يقول - أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجلٌ سابحٌ يسبح وإذا على شط النهر رجلٌ قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا قلت لهما ما هذان قال: قالا لي انطلق انطلق فأتينا على رجلٍ كريه المرآة أو كأكره ما أنت راءٍ رجلا مرأى وإذا عنده نارٌ يحشها ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا قال: قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجلٌ طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدانٍ رأيتهم قط قال قلت ما هذا ما هؤلاء قال: قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن قال: قالا لي ارق فيها قال فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبنٍ فضة قال فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال شطرٌ من خلقهم كأحسن ما أنت راءٍ وشطرٌ منهم كأقبح ما أنت راءٍ قال لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر قال وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة قال: قالا لي هذه جنة عدنٍ وهذاك منزلك قال فسما بصري صعدا فإذا قصرٌ مثل الربابة البيضاء قال: قالا لي هذاك منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما ذراني فأدخله قالا أما الآن فلا وأنت داخله قال قلت لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال: قالا لي أما إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق واما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالكٌ خازن النار وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة وفي رواية البرقاني ولد على الفطرة قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله وأولاد المشركين وأما القوم الذي كانوا شطرٌ منهم حسنٌ وشطرٌ منهم قبيحٌ فإنهم قومٌ خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم وعند البخاري في حديث جرير بن حازم نحو منه وفيه رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة ثم ذكره وقال فانطلقنا إلى ثقبٍ مثل التنور أعلاه ضيقٌ وأسفله واسعٌ تتوقد تحته نارٌ فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا وإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجالٌ ونساءٌ عراة وفيه حتى أتينا على نهرٍ من دمٍ - ولم يشك - فيه رجلٌ قائمٌ على وسط النهر وعلى شط النهر رجلٌ وبين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجرٍ في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجرٍ فرجع كما كان وفيه فصعدا بي الشجرة فادخلاني دارا لم أر قط أحسن منها فيها رجالٌ شيوخ وشباب وفيه الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين وأما هذه الدار فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا ميكائيل فارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا فوقي مثل السحاب قالا ذلك منزلك قلت دعاني أدخل منزلي قالا إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته أتيت منزلك

610

وللبخاري حديث واحد عن حبيب بن الشهيد قال أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة فسألته فقال بن سمرة من جندب

أفراد مسلم

611

الأول عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة قال: قال النبي من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين

612

الثاني عن سوادة بن حنظلة القشيري عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله لا يغرنكم من سحوركم أذان بلالٍ ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا وحكاه حماد بن زيد بيديه قال يعني معترضا

613

الثالث عن الربيع بن عميلة عن سمرة قال: قال رسول الله أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت ولا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجيحا ولا أفلح فإنك تقول أثم هو فلا يكون فيقول لا إنما هن أربعٌ فلا تزيدن علي

614

الرابع عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة عن سمرة أن نبي الله قال منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تاخذه إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته

ر30

مسند معقل بن يسار رضي الله عنه

المتفق عليه حديث واحد

615

عن الحسن البصري قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه فقال معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله لو علمت أن لي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله يقول ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وفي رواية أبي نعيم فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة وعند مسلم من حديث أبي المليح عامر بن أسامة عن معقل أن عبيد الله بن زياد زار معقل بن يسار في مرضه فقال معقلٌ سمعت النبي يقول ما من أميرٍ يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة وقد رواه مسلم من حديث أبي الأسود مسلم بن مخراق أن معقلا مرض فأتاه عبيد الله بن زياد يعوده بنحو حديث الحسن بن معقل للبخاري حديث واحد

616

عن الحسن عن معقل بن يسار قال كانت لي أخت تخطب إلي وأمنعها من الناس فأتاني ابن عم لي فأنكحتها إياه فاصطحبا ما شاء الله ثم طلقها طلاقا له رجعة ثم تركها حتى انقضت عدتها فلما خطبت إلي أتاني يخطبها مع الخطاب فقلت له خطبت إلي فمنعتها الناس وآثرتك بها فزوجتك ثم طلقتها طلاقا لك رجعة ثم تركتها حتى انقضت عدتها فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها مع الخطاب والله لا أنكحتكها أبدا قال ففي نزلت هذه الآية { وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن } فكفرت عن يمين وأنكحتها إياه ولمسلم حديثان

617

أحدهما عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله العبادة في الهرج كهجرة إلي

618

الثاني عن الحكم بن عبد الله الأعرج عن معقل قال لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي يبايع الناس وانا رافعٌ غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مائة قال لم نبايعه على الموت ولكن بايعنا على ألا نفر

ر31

مسند مالك بن الحويرث رضي الله عنه

المتفق عليه منه حديثان

619

أحدهما عن أبي قلابة أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه وإذا أراد أن يركع رفع يديه وحدث أن رسول الله كان يفعل هكذا وعند مسلم من حديث نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث أن رسول الله كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه فإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا رفع رأسه من الركوع فقال سمع الله لمن حمده فعل مثل ذلك وفي رواية سعيد عن قتادة حتى يحاذي بهما فروع أذنيه

620

الثاني عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله رحيما رفيقا فظن أنا قد اشتقنا أهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه فقال ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم فليصلوا صلاة كذا في حين كذا وصلاة كذا في حين كذا وإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم وعند البخاري في حديث عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة وصلوا كما رأيتموني أصلي. وحديث عبد الوهاب عن خالدٍ الحذاء عند مسلم مختصر قال أتيت النبي أنا وصاحبٌ لي فقال لنا إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما وليؤمكما أكبركما وفي حديث سفيان عن خالد نحوه وقال أتاه رجلان يريدان السفر زاد في حديث حفص بن غياث عن خالد قال وكانا متقاربين في القراءة

621

وللبخاري وحده من حديث أبي قلابة عن مالك بن الحويرث أنه قال لأصحابه ألا أنبئكم بصلاة النبي - وذلك في غير حين صلاة فقام ثم ركع فكبر ثم رفع رأسه فقام هنية ثم سجد ثم رفع رأسه هنية فصلى صلاة عمرو ابن سلمة شيخنا هذا قال أيوب كان يفعل شيئا لم أركم تفعلونه كان يقعد في الثالثة أو الرابعة كذا في الكتاب في حديث حماد من رواية أبي النعمان عنه عن أيوب وفي رواية وهيب بن أيوب عن أبي قلابة نحوه وفيه فقلت لأبي قلابة كيف كانت صلاته قال مثل صلاة شيخنا هذا - يعني عمرو بن سلمة وكان ذلك الشيخ يتم التكبير وإذا رفع رأسه في السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض ثم قام وفي حديث حماد بن زيد من رواية سليمان بن حرب نحوها وفيه قام فأمكن القيام ثم ركع فأمكن الركوع ثم رفع رأسه وانتصب قائما هنية قال أبو قلابة صلى بنا صلاة شيخنا هذا أبي بريد وكان أبو بريد إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة من الركعة الأولى والثالثة استوى قاعدا ثم نهض وفي رواية خالد الحذاء عن أبي قلابة قال أخبرنا مالك بن الحويرث الليثي أنه رأى النبي يصلي فإذا كان في وترٍ من صلاته لم ينهض حتى يستوي قائما

ر32

المتفق عليه عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه

622

الأول عن الحسن البصري قال حدثنا جندبٌ بن عبد الله في هذا المسجد وما نسينا منذ حدثنا وما نخشى أن يكون جندبٌ كذب على رسول الله قال: قال رسول الله كان فيمن قبلكم رجلٌ به جرحٌ فجزع وأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله عز وجل بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة

623

الثاني عن سلمة بن كهيل قال سمعت جندبا يقول قال النبي ولم أسمع أحدا يقول قال النبي غيره فدنوت منه فسمعته يقول قال النبي من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به وفيه عند البخاري من حديث أبي تميمة طريف بن مجالدٍ قال شهدت صفوان وأصحابه وجندبٌ يوصيهم فقالوا هل سمعت من رسول الله فقال سمعته يقول من سمع سمع الله به يوم القيامة ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة فقالوا أوصنا فقال إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع ألا يأكل إلا طيبا فليفعل ومن استطاع ألا يحول بينه وبين الجنة ملء كفٍّ من دمٍ أهراقه فليفعل

624

الثالث عن أبي عمران الجوني - واسمه عبد الملك بن حبيب - عن جندب قال: قال النبي اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا

625

الرابع عن عبد الملك بن عمير قال سمعت جندبا قال سمعت النبي يقول أنا فرطكم على الحوض

626

الخامس عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان أن رسول الله كان في بعض المشاهد وقد دميت إصبعه فقال هل أنت إلا إصبعٌ دميت وفي سبيل الله ما لقيت

627

السادس عن الأسود عنه قال اشتكى النبي فلم يقم ليلة أو ليلتين وفي رواية زهير ليلتين ولا ثلاثا فجاءته امرأة فقالت يا محمد أرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث فأنزل الله عز وجل { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى } وفي حديث ابن عيينة أبطأ جبريل على رسول الله فقال المشركون قد ودع محمدٌ فأنزل الله عز وجل { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى }

628

السابع عن الأسود عنه قال صلى النبي يوم النحر ثم خطب ثم ذبح وقال من ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها ومن لم يذبح فليذبح باسم الله. وفي رواية زهير بن معاوية عن الأسود عن جندب قال شهدت الأضحى مع رسول الله فلم يعد أن صلى وفرغ من صلاته وسلم فإذا هو يرى لحم أضاح قد ذبحت قبل أن يفزع من صلاته فقال

من كان ذبح قبل أن يصلي - أو نصلي - فليذبح مكانها أخرى

أفراد مسلم

629

الأول عن الحسن البصري وعن أنس ابن سيرين عن جندب قال: قال رسول الله من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيءٍ فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم قال مسلم بعد أن ذكر حديث أنس بن سيرين في حديث الحسن عن جندب عن النبي بهذا ولم يذكر يكبه في نار جهنم وقال أبو مسعود في حديث الحسن عن جندب فانظر يا ابن آدم لا يطلبنك الله من ذمته بشيء وليس هذا فيما عندنا من كتاب مسلم مذكورا وقد ذكره البرقاني في روايته من طريق الحسن عن جندب

630

الثاني عن أبي عمران الجوني عن جندب قال: قال رسول الله قال رجلٌ والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل { من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان إني غفرت له وأحبطت عملك }

631

الثالث عن عبد الله بن الحارث النجراني قال حدثني جندبٌ قال سمعت النبي قبل أن يموت بخمسٍ وهو يقول إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتى خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك

632

الرابع عن أبي مجلزٍ لاحق بن حميد عن جندب بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية

632

الخامس عن صفوان بن محرز أن جندب بن عبد الله بعث إلى عسعس ابن سلامة زمن فتنة ابن الزبير فقال اجمع لي نفرا من إخوانك حتى أحدثهم فبعث رسولا إليهم فلما اجتمعوا جاء جندبٌ عليه برنسٌ أصفر فقال تحدثوا بما كنتم تتحدثون به حتى دار الحديث فلما دار الحديث إليه حسر البرنس عن رأسه فقال إني أتيتكم ولا أريد أن أحدثكم عن نبيكم إن نبيكم بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين وإنهم التقوا فكان رجلٌ من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله وإن رجلا من المسلمين قصد غفلته قال وكنا نحدث أنه أسامة بن زيد فلما رفع عليه السيف قال لا إله إلا الله فقتله فجاء البشير إلى رسول الله فسأله وأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع فدعاه فسأله فقال لم قتلته قال يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلانا وفلانا - وسمى له نفرا وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله قال رسول الله أقتلته قال نعم قال فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة قال يا رسول الله استغفر لي قال وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة قال فجعل لا يزيد على أن يقول فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة في مسند أسامة نحو من هذا وأنه هو الذي قتله وأن رسول الله قال أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله

ر33

المتفق عليه عن معيقيب بن أبي فاطمة رضي الله عنه

حديث واحد وليس له في الصحيحين غيره

634

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معيقيب عن النبي في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال إن كنت فاعلا فواحدة ولمسلم في حديث وكيع عن هشام قال ذكر النبي المسح في المسجد - يعني الحصى - قال إن كنت لابد فاعلا فواحدة وفي حديث يحيى بن سعيد أنهم سألو النبي عن المسح في الصلاة فقال واحدة

ر34

المتفق عليه عن مجاشع ومجالد ابني مسعود السلمي رضي الله عنهما

حديث واحد وليس لهما الصحيحين غيره

635

عن أبي عثمان النهدي عن مجاشع جاء مجاشع بن مسعود بأخيه مجالدٍ بن مسعود إلى النبي فقال هذا مجالد يبايعك على الهجرة فقال لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الإسلام وفي حديث زهير نحوه وفيه أنه عليه الصلاة والسلام قال أبايعه على الإسلام والإيمان والجهاد قال فلقيت معبدا - وكان أكبرهما - فقال صدق مجاشع وللبخاري في حديث عاصم عن أبي عثمان عن مجاشع قال أتيت النبي أنا وأخي فقلت بايعنا على الهجرة فقال مضت الهجرة لأهلها قلت علام تبايعنا قال على الإسلام والجهاد وفي رواية فضيل بن سليمان عن عاصم فلقيت أبا معبد فسألته فقال صدق وعند مسلم من حديث عاصم الأحول من رواية إسماعيل بن زكريا عنه عن أبي عثمان النهدي قال حدثني مجاشع قال أتيت النبي أبايعه على الهجرة فقال إن الهجرة قد مضت لأهلها ولكن على الإسلام والجهاد والخير

ر35

مسند يعلى بن أمية رضي الله عنه

ثلاثة أحاديث متفق عليها من رواية صفوان ابنه عنه

636

الأول أنه قال غزوت مع رسول الله جيش العسرة وكان من أوثق أعمالي في نفسي فكان لي أجيرٌ فقاتل إنسانا فعض أحدهما صاحبه فانتزع إصبعه فأندر ثنيته فسقطت فانطلق إلى النبي فأهدر ثنيته وقال أيدع إصبعه في فيك تقضمها كما يقضم الفحل وفي رواية فعض أحدهما يد الآخر وفي رواية بديل عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان أن أجيرا ليعلى عض رجلٌ ذراعه الحديث بمعناه

637

الثاني عن صفوان عنه أنه كان يقول لعمر رضي الله عنه ليتني أرى رسول الله حين ينزل عليه الوحي فلما كان النبي بالجعرانة وعليه ثوبٌ قد أظل عليه ومعه ناسٌ من أصحابه فيهم إذ جاءه رجلٌ متضمخٌ بطيبٍ فقال يا رسول الله كيف ترى في رجلٍ أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب فنظر النبي ساعة فجاءه الوحي فأشار عمر إلى يعلى أن تعال فجاءه يعلى فأدخل رأسه فإذا هو محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سري عنه فقال أين الذي سألني عن العمرة آنفا فالتمس الرجل فجيء به إلى النبي فقال أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مراتٍ وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك وفي حديث أبي الوليد كنت مع النبي فأتاه رجلٌ عليه أثر صفرة بنحوه وفي حديث جرير بن حازم أن رجلا أتى النبي وهو بالجعرانة قد أهل بعمرة وهو مصفرٌ لحيته ورأسه وعليه جبة فقال يا رسول الله أحرمت بعمرة وأنا كما ترى فقال انزع عنك الجبة واغسل عنك الصفرة وفي حديث رباح أبي معروف فأتاه رجل عليه جبة بها أثر خلوق ثم ذكر نحوه

638

الثالث أنه قال سمعت النبي يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون } قال سفيان في قراءة عبد الله { ونادوا يا مال }

ر36

المتفق عليه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه

639

الأول عن أنس بن مالك عن معاذ قال كنت ردف النبي ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم قال هل تدري ما حق الله على العباد قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قلت الله ورسوله أعلم قال حق العباد على الله ألا يعذبهم وقد أخرجاه من حديث عمرو بن ميمون عن معاذ قال

كنت ردف النبي على حمارٍ يقال له عفير فقال يا معاذ هل تدري ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا ومن حديث الأسود بن هلال قال: قال رسول الله أتدري ما حق الله على العباد نحو حديث أنس عن معاذ وفي حديث هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس أن نبي الله ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك – ثلاثا، ثم قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا قال إذن يتكلوا فأخبر بها معاذٌ عند موته تأثما جعله في مسند أنس

640

الثاني عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس عن معاذ قال بعثني رسول الله فقال إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ وفي حديث أبي عاصم عن زكريا بن إسحاق عن ابن صيفي وفي حديث إسماعيل بن أمية عن ابن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس أن النبي بعث معاذا إلى اليمن - الحديث بنحوه ولم يذكر البخاري من روايته من طريق أبي عاصم وإسماعيل بن أمية واتق دعوة المظلوم إلى آخره وهو عنده في رواية حبان عن ابن المبارك وفي رواية يحيى بن موسى عن وكيع

أفراد البخاري

641

الحديث الأول عن عمرو بن ميمون أن معاذا لما قدم اليمن صلى بهم الصبح فقرأ { واتخذ الله إبراهيم خليلا } فقال رجل من القوم لقد قرت عين إبراهيم قال معاذ عن شعبة إن عمرا قال إن النبي بعث معاذا إلى اليمن فقرأ في صلاة الصبح سورة النساء فلما قال { واتخذ الله إبراهيم خليلا } قال رجلٌ من خلفه لقد قرت عين أم إبراهيم

642

الثاني عن الأسود بن يزيد قال أتانا معاذٌ باليمن معلما وأميرا فسألناه عن رجل توفي وترك ابنته وأخته فأعطى الابنة النصف والأخت النصف وفي رواية سليمان الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله النصف للابنة والنصف للأخت ثم قال سليمان بعد قضى فينا ولم يذكر على عهد رسول الله وعند البرقاني في حديث الأشعث بن الأسود أنه قال أخبرت ابن الزبير فقلت إن معاذ بن جبل قضى فينا باليمن في ابنة وأختٍ بالنصف والنصف فقال لي ابن الزبير أنت رسولي إلى عبد الله بن عتبة بن مسعود فمره فليقض به قال وكان قاضي ابن الزبير على الكوفة

643

الثالث عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي بعثه ومعاذا إلى اليمن وفيه إن معاذا زاره فرأى رجلا أسلم ثم تهود فقال ما لهذا فأخبر فقال لا أجلس حتى تقتله قضاء الله ورسوله وقد تقدم في مسند أبي موسى بطوله ولمسلم حديث واحد

644

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن معاذ قال خرجنا مع رسول الله في غزوة تبوك فكان يصلي الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا وفي حديث قرة بن خالد قال فقلت ما حمله على ذلك فقال أراد ألا يحرج أمته

ر37

المتفق عليه عن أبي بن كعب الأنصاري رضي الله عنه

645

الأول حديث الخضر وموسى عليهما السلام عن ابن عباس - من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عنه مختصرا أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصنٍ الفزاري في صاحب موسى فقال ابن عباس هو الخضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال يا أبا الطفيل هلم إلينا فإني قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه فهل سمعت رسول الله يذكر شأنه فقال إني سمعت رسول الله يقول بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجلٌ فقال له هل تعلم أحدا أعلم منك قال موسى لا فأوحى الله إلى موسى بل وفي رواية الأوزاعي وغيره بلى عبدنا الخضر فسأل موسى السبيل إلى لقياه فجعل الله له الحوت آية وقال - وفي رواية صالح وقيل له إذا افتقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه فسار موسى ما شاء الله أن يسير ثم قال لفتاه آتنا غداءنا فقال فتى موسى حين سأله الغداء أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره فقال موسى لفتاه ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارها قصصا فوجدا خضرا فكان من شأنهما ما قص الله عز وجل في كتابه في رواية يونس وصالح والأوزاعي فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر وفي رواية يونس قوله يا أبا الطفيل وليس ذلك عند غيره فيه والألفاظ فيما سوى ذلك متقاربة وهو بطوله لهما في رواية سعيد بن جبير أنه قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر فقال كذب عدو الله سمعت أبي بن كعب يقول سمعت رسول الله يقول قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم - قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى أي رب كيف لي به فقيل له احمل حوتا في مكتلٍ فحيث يفقد الحوت فهو ثم فانطلق وانطلق معه فتاه وهو يوشع بن نون فحمل موسى حوتا في مكتلٍ وانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة فرقد موسى وفتاه فاضطرب الحوت في المكتل حتى خرج من المكتل فسقط في البحر قال وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق فكان للحوت سربا وكان لموسى وفتاه عجبا فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ونسي صاحب موسى أن يخبره فلما أصبح موسى قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا قال يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة فرأى رجلا مسجى عليه بثوب فسلم عليه موسى فقال له الخضر أنى بأرضك السلام قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال إنك على علمٍ من علم الله علمكه الله لا أعلمه وأنا على علمٍ منعلم الله علمنيه لا تعلمه قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال له الخضر فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيءٍ حتى أحدث لك منه ذكرا قال نعم فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة فكلماهم أن يحملوهما فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول فعمد الخضر إلى لوحٍ من ألواح السفينة فنزعه فقال له موسى قومٌ حملونا بغير نولٍ عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه بغير نفس لقد فاقتلعه بيده فقتله فقال موسى أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال وهذه أشد من الأولى قال إن سألتك عن شيءٍ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض - يقول مائلٌ قال الخضر بيده هكذا فأقامه قال له موسى قومٌ أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تسطع عليه صبرا قال رسول الله يرحم الله موسى لوددت أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما قال وقال رسول الله كانت الأولى من موسى نسيانا قال وجاء عصفورٌ حتى وقع على حرف السفينة ثم نقر في البحر فقال له الخضر ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر زاد في حديث قتيبة وعلم الخلائق ثم ذكر نحوه قال سعيد بن جبير - وكان { وكان أمامهم ملكٌ يأخذ كل سفينة صالحة غصبا } وكان يقرأ { وأما الغلام فكان كافرا } وفي حديث سليمان التيمي أنه بينما كان موسى في قومه يذكرهم بأيام الله وأيام الله نعماؤه وبلاؤه إذ قال ما أعلم في الأرض رجلا خيرا أو أعلم مني قال فأوحى الله إليه إني أعلم بالخير منه إن في الأرض رجلا هو أعلم منك قال يا رب فدلني عليه قال فقيل له تزود حوتا مالحا فإنه حيث تفقد الحوت قال فانطلق هو وفتاه حتى انتهيا إلى الصخرة فعمي عليه فانطلق وترك فتاه فاضطرب الحوت في الماء فجعل لا يلتئم عليه صار مثل الكوة فقال فتاه ألا ألحق نبي الله فأخبره فنسي فلما تجاوز قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ولم يصبهم نصبٌ حتى تجاوزا قال فتذكر قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره إلى قوله فارتدا على آثارهما قصصا فأراه مكان الحوت قال ها هنا وصف لي قال فذهب يلتمس فإذا هو الخضر مسجى ثوبا مستلقيا على القفا أو على حلاوة القفا قال السلام عليكم فكشف الثوب عن وجهه فقال وعليكم السلام من أنت قال أنا موسى قال من موسى قال موسى بني إسرائيل قال مجيءٌ ما جاء بك قال جئت لتعلمتني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا شيء أمرت به أن أفعله إذا رأيته لم تصبر قال ستجدني إن شاء الله صابرا ثم ذكر نحوه في ركوب السفينة وقتل الغلام ثم قال رسول الله عند هذا المكان رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة قال إن سألتك عن شيءٍ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ولو صبر لرأى العجب قال وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه ثم قال فانطلقا حتى أتيا أهل قرية لئام فطافا في المجالس فاستطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما إلى قوله هذا فراق بيني وبينك وأخذ بثوبه ثم تلا إلى قوله { أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر } إلى آخر الآية فإذا جاء الذي يسخرها وجدها منخرقة فتجاوزها وأصلحوها بخشبة وأما الغلام فطبع يوم طبع كافرا وكان أبواه قد عطفا عليه فلو أنه أدرك أرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وفي حديث عبد الله بن محمد قال قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم قال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمعٍ البحرين هو أعلم منك قال يا رب وكيف به فقيل له احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم فانطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون وحملا حوتا في مكتلٍ حتى كانا عند الصخرة وضعا رؤوسهما فناما فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا وكان لموسى وفتاه عجبا ثم ذكر نحو ذلك. وفي حديث علي بن المديني والحميدي عن سفيان بمعناه قال واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق قال أحدهما هكذا مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه آتنا غداءنا ثم ذكر نحوه زاد في حديث قتيبة قال سفيان وفي حديث غير عمرو قال وفي أصل الصخرة عينٌ يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شيء إلا حيي فأصاب الحوت من ماء تلك العين قال فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر فلما استيقظ موسى قال لفتاه آتنا غداءنا الآية ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به قال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت فرجعا يقصان في آثارهما فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت وكان لفتاه عجبا وللحوت سربا ثم ذكر نحوه وفي آخره قال وكان ابن عباس يقرأ { أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا } { وأما الغلام فكان كافرا } وفي حديث ابن جريج عن يعلى بن مسلم أنه قيل له خذ نونا ميتا حتى ينفخ فيه الروح فأخذ حوتا فجعله في مكتل وقال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت فقال ما كلفت كثيرا وفيه أن الحوت تضرب حتى دخل البحر فأمسك الله جرية الماء هكذا كان أثره في حجرٍ وأنهما رجعا فوجدا خضرا - قال عثمان بن أبي سليمان عن طنفسة خضراء على كبد البحر وأن الخضر قال لموسى أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك يا موسى إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه وفيه في صفة قتل الغلام فأضجعه فذبحه بالسكين وفيه كان أبواه مؤمنين وكان كافرا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة لقوله قتلت نفسا زكية - وأقرب رحما أرحم بهما من الأول الذي قتل خضرٌ وزعم غير سعيد أنهما أبدلا جارية وعند البخاري أيضا فيه ألفاظ غير مسندة منها يزعمون أن الملك كان اسمه هدد بن بدد وأن الغلام المقتول كان اسمه - يزعمون - حيسون وفي حديث إبراهيم بن موسى في قوله { قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفسٍ لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } قال كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا وعند مسلم في حديث عمرو الناقد أن النبي قرأ { لاتخذت عليه أجرا } وعنده في حديث سليمان التيمي عن رقبة قال النبي الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا

646

الثاني عن أبي أيوب عن أبي بن كعب أنه قال يا رسول الله إذا جامع الرجل المرأة فلم ينزل قال يغسل ما مس المرأة منه ثم يتوضأ ويصلي

647

الثالث عن سويد بن غفلة قال خرجت أنا وزيد بن صوحان وسلمان ابن ربيعة غازين فوجدت سوطا فأخذته فقالا لي دعه فقلت لا ولكني أعرفه فإن جاء صاحبه وإلا استمتعت به فلما رجعنا من غزاتنا قضي لي أني حججت فأتيت المدينة فلقيت أبي بن كعب فأخبرته بشأن السوط وبقولهما فقال إني وجدت صرة فيها مائة دينار على عهد رسول الله فأتيت بها رسول الله فقال عرفها حولا قال فعرفتها فلم أجد من يعرفها ثم أتيته فقال عرفها حولا ولم أجد من يعرفها ثم أتيته فقال عرفها حولا فلم أجد من يعرفها فقال احفظ عددها ووعاءها ووكاءها فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها فاستمتعت بها فلقيته بعد ذلك بمكة فقال لا أدري بثلاثة أحوال أو حول واحد وفي رواية بهزٍ قال شعبة فسمعته - يعني سلمة بن كهيل - بعد عشر سنين يقول عرفها عاما واحدا وعند مسلم من حديث الأعمش وسفيان وزيد بن أبي أنيسة وحماد بن سلمة عن سلمة بن كهيل عن سويد ثلاثة أحوال إلا حماد بن سلمة فإنه قال في حديثه عامين أو ثلاثة وفي حديث سفيان وابن أبي أنيسة وحماد فإن جاء أحدٌ يخبرك بعددها ووعائها ووكائها فأعطها إياه في رواية وكيع وإلا فهو كسبيل مالك وفي رواية ابن نمير وإلا فاستمتع بها

أفراد البخاري

648

الأول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه أقرؤنا أبيٌّ وأقضانا عليٌّ وإنا لندع من قول أبي وذلك أن أبيا يقول لا أدع شيئا سمعته من رسول الله وقد قال الله تعالى { ما ننسخ من آية أو ننسها } وفي حديث صدقة بن الفضل وأبي يقول أخذته من في رسول الله فلا نتركه لشيء

649

الثاني من حديث ابن شهاب عن أنسٍ أن رسول الله قال لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب قال أنس عن أبي قال كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت { ألهاكم }

650

الثالث عن أبي مريم زر بن حبيش الأسدي قال سألت أبي بن كعبٍ عن المعوذتين قلت أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال سألت رسول الله فقال قيل لي فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله

651

الرابع عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أن أبي بن كعب أخبره أن رسول الله قال: إن من الشعر حكمة

أفراد مسلم

652

الأول عن زر بن حبيش قال سمعت أبي بن كعب يقول - وقيل له إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني والله إني لأعلم أي ليلة هي هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله بقيامها هي ليلة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها وفي حديث سفيان قال سألت أبي بن كعب فقلت إن أخاك ابن مسعودٍ يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال رحمه الله أراد ألا يتكل الناس أما إنه قد علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبعٍ وعشرين فقلت بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها

653

الثاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب في قوله عز وجل { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر } قال مصائب الدنيا والروم والبطشة أو الدخان شعبة الشاك في البطشة أو الدخان

654

الثالث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قال كنت في المسجد فدخل رجلٌ يصلي فقرأ قراءة أنكرتها ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله فقلت إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله فقرآ فحسن النبي شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال لي يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرفٍ فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هونٍ على أمتي فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها فقلت اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليومٍ يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم وفي حديث مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي قال إن النبي كان عند أضاة بني غفار قال فأتاه جبريل فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفٍ فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرفٍ فأيما حرفٍ قرءوا عليه فقد أصابوا

655

الرابع عن أبي عثمان النهدي عن أبي بن كعب قال كان رجلٌ لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة فقيل له أو قلت له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله قد جمع الله لك ذلك كله. وفي رواية عاصم عن أبي عثمان نحوه وفيه أن النبي قال: له إن لك ما احتسبت

656

الخامس عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال كنت واقفا مع أبي بن كعب فقال لا يزال الناس أعناقهم مختلفة في طلب الدنيا قلت أجل فقال لي سمعت رسول الله يقول يوشك الفرات يحسر عن جبلٍ من ذهب وإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله قال فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون

657

السادس عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله يا أبا المنذر أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم قال قلت { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وهي آية الكرسي فضرب في صدري وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر زاد أبو مسعود والذي نفسي بيده إن لهذه الآية للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ولم أجد ذلك فيما عندنا من كتاب مسلم

658

السابع حديث الاستئذان من رواية طلحة بن يحيى عن أبي بردة بن أبي موسى عنه تقدم في مسند أبي موسى

ر38

المتفق عليه عن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري رضي الله عنه

حديثان

659

أحدهما عن ابن عباس عنه أنه قال سمعت رسول الله يقول لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلبٌ ولا صورة وفي رواية ولا تماثيل وفي رواية ولا تصاوير زاد بعض الرواة بعد قوله ولا صورة يريد صور التماثيل التي فيها الأرواح وأخرجاه أيضا من حديث زيد بن خالد عن أبي طلحة أن النبي قال: لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة قال بسر بن سعيد ثم اشتكى زيدٌ فعدناه فإذا على بابه سترٌ فيه صورة قال فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي ألم يخبرنا زيدٌ عن الصور يوم الأول فقال عبيد الله ألم تسمعه حين قال إلا رقما في ثوب وعند مسلم في حديث زيد بن خالد من رواية سهيل بن سعيد بن يسار عنه عن أبي طلحة أن النبي قال: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلبٌ ولا تماثيل

660

الثاني عن أنس بن مالك عن أبي طلحة عن النبي أنه كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ. وعن أبي طلحة قال لما كان يوم بدر وظهر عليهم نبي الله أمر ببضعة وعشرين رجلا وفي حديث روح بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريشٍ فألقوا في طوي من أطواء بدر بمعنى حديث ثابت عن أنس وفيه أن رسول الله ناداهم يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة ابن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا وفيه أنه قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم زاد البرقاني في الحديث قال: قال قتادة أحياهم الله حتى أسمعهم توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وتندما وللبخاري حديث واحد

661

عن أنس عن أبي طلحة قال كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحدٍ حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط وآخذه ولمسلم حديث واحد

662

عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه قال كنا قعودا بالأفنية نتحدث فجاء رسول الله فقام علينا فقال ما لكم ولمجالس الصعدات اجتنبوا مجالس الصعدات فقلنا إنما فعلنا لغير ما بأس قعدنا نتذاكر ونتحدث قال إما لا فأدوا حقها غض البصر ورد السلام وحسن الكلام

ر39

المتفق عليه عن عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري

شهد بدرا وبايع ليلة العقبة رضي الله عنه

663

الحديث الأول عن أنس عن عبادة عن النبي قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه زاد البخاري في روايته من طريق همام عن قتادة فقالت عائشة أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيءٌ أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيءٌ أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه

664

الثاني عن قتادة عن أنس بن مالك عن عبادة قال: قال رسول الله رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وهو عند مسلم من حديث ثابت عن أنس عن عبادة مثل حديث قتادة

665

الثالث عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت أن رسول الله قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

666

الرابع عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه قال بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. وقد أخرجا هذا المعنى من حديث جنادة عن عبادة وزاد متصلا بقوله ولا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان

667

الخامس عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت قال كنا مع رسول الله في مجلسٍ فقال تبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق في رواية ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له وطهورٌ ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه قال فبايعناه على ذلك في حديث معمر فتلا علينا آية النساء { لا يشركن بالله شيئا } الآية وأخرجاه أيضا من حديث عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة أنه قال إني لمن النقباء الذين بايعوا رسول الله بايعناه على ألا نشرك بالله شيئا وذكر نحوه وزاد ولا ننتهب ولا نعصي فالجنة إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله عز وجل وهو عند مسلم من حديث أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة وفيه أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا يعضه بعضنا بعضا ثم ذكر نحوه

668

السادس عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة قال: قال رسول الله من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمة ألقاها إلى مريم وروحٌ منه والجنة والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل في رواية ابن جابر: أدخله الله من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء وهو عند مسلم من حديث الصنابحي عن عبادة قال: سمعت رسول الله يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار لم يزد وللبخاري حديثان

669

أحدهما عن أنس قال حدثني عبادة بن الصامت قال خرج رسول الله ليخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال النبي إني خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة

670

الثاني عن جنادة بن أبي أمية قال حدثني عبادة عن النبي قال: من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ الحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ قبلت صلاته

ولمسلم حديثان

671

أحدهما عن الحسن البصري عن حطان عن عبد الله الرقاشي عن عبادة قال: قال رسول الله خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم

672

الثاني عن أبي الأشعث الصنعاني - من صنعاء دمشق واسمه شراحيل بن آدة عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل سواءً بسواءٍ يدا بيدٍ فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيدٍ وهو عند مسلم أيضا بطوله وفيه قصة معاوية مع عبادة من حديث أيوب عن أبي قلابة قال كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار فجاء أبو الأشعث قال فقالوا أبو الأشعث أبو الأشعث فجلس فقلت حدث أخانا حديث عبادة بن الصامت قال نعم غزونا غزاة وعلى الناس معاوية فغنمنا غنائم كثيرة فكان فيما غنمنا آنية من فضة فأمر معاوية رجلا أن يبيعها في أعطيات الناس فتسارع الناس في ذلك فبلغ عبادة بن الصامت فقال إني سمعت رسول الله ينهى عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والملح بالملح إلا سواء بسواء عينا بعينٍ فمن زاد أو ازداد فقد أربى فرد الناس ما أخذوا فبلغ ذلك معاوية فقام خطيبا فقال ما بال رجالٍ يتحدثون عن رسول الله أحاديث قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه فقام عبادة فأعاد القصة وقال لنحدثن بما سمعنا من رسول الله وإن كره معاوية أو قال وإن رغم ما أبالي ألا أصحبه في جنده ليلة سوداء قال حماد هذا أو نحوه

ر40

المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه

واسمه خالد بن زيد

673

الأول عن البراء بن عازب عن أبي أيوب قال خرج رسول الله بعد ما غربت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها

674

الثاني عن عبد الله بن يزيد الخطمي - وكان أميرا على الكوفة على عهد ابن الزبير قال حدثني أبو أيوب الأنصاري أن رسول الله جمع في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة

675

الثالث عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب أن رسول الله قال لا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام

676

الرابع عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب أن النبي قال: إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا قال أبو أيوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة فننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل

677

الخامس عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب أن رجلا أتى النبي فقال أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فقال القوم ما له ما له فقال النبي أربٌ ما له تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ذرها كأنه كان على راحلته زاد أبو الأحوص فلما أدبر قال رسول الله : إن تمسك بما أمر به دخل الجنة وفي رواية ابن نمير أن أعرابيا عرض لرسول الله وهو في سفرٍ فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار قال فكف النبي ثم نظر في أصحابه ثم قال لقد وفق أو لقد هدي قال كيف قلت قال فأعاد فقال النبي تعبد الله وذكره وقال في آخره دع الناقة

678

السادس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفسٍ من ولد إسماعيل

679

السابع عن عبد الله بن حنين أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا بالأبواء فقال ابن عباس يغسل المحرم رأسه وقال المسور لا يغسل المحرم رأسه قال فأرسلني ابن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري فوجدته يغتسل بين القرنين وهو يستر بثوب فسلمت عليه فقال من هذا فقلت عبد الله بن حنين أرسلني إليك ابن عباس يسألك كيف كان رسول الله يغسل رأسه وهو محرمٌ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه ثم قال لإنسان يصب عليه اصبب فصب على رأسه ثم حرك رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر فقال هكذا رأيته يفعل وفي رواية ابن جريج فقال المسور لابن عباس لا أماريك أبدا وللبخاري حديث واحد

680

من حديث أبي سلمة عبد الرحمن بن عوف عن أبي أيوب قال سمعت النبي يقول ما بعث الله من نبي ولا كان بعده من خليفة إلا له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا فمن وقي بطانة السوء فقد وقي أخرجه بغير إسنادٍ فقال وقال عبيد الله بن أبي جعفر بعد أن أخرج معناه بإسناد من حديث أبي سعيد الخدري والمتن هكذا في الأطراف وفي كتاب البرقاني

أفراد مسلم

681

الأول عن جابر بن سمرة عن أبي أيوب قال كان رسول الله إذا أتي بطعامٍ اكل منه وبعث بفضله إلي وإنه بعث إلي يوما بفضلة لم يأكلوا منها لأن فيها ثوما فسألته أحرامٌ هو قال لا ولكني أكرهه من أجل ريحه قال فإني أكره ما كرهت ورواه مسلمٌ أيضا وفيه زيادة من حديث أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب أن النبي نزل عليه فنزل النبي في السفل وأبو أيوب في العلو فانتبه أبو أيوب ليلة فقال نمشي فوق رأس رسول الله فتنحوا فباتوا في جانب ثم قال للنبي فقال النبي السفل أرفق فقال لا أعلو سقيفة أنت تحتها فتحول النبي في العلو وأبو أيوب في السفل فكان يصنع للنبي طعاما فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه فتتبع أصابعه فصنع له طعاما فيه ثومٌ فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع النبي فقيل له لم يأكل ففزع وصعد إليه فقال أحرامٌ فقال النبي لا ولكني أكرهه فقال فإني أكره ما تكره أو ما كرهت قال وكان النبي يؤتى إليه يعني مجيء الملك

682

الثاني عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب قال: قال رسول الله الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس والله ورسوله مولاهم وهكذا هذا المتن في كتاب مسلم وقد ذكره أبو مسعود بخلاف ذلك ولم أجده على ذلك فيما عندنا من كتاب مسلم

683

الثالث عن أبي صرمة عن أبي أيوب أنه قال حين حضرته الوفاة كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله سمعت رسول الله يقول لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم

684

الرابع عن عمر بن ثابت الخزرجي عن أبي أيوب أنه حدثه أن رسول الله قال من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر

685

الخامس عن أبي عبد الرحمن الحبلي - واسمه عبد الله بن يزيد - قال سمعت أبا أيوب يقول قال رسول الله غدوة في سبيل الله أو روحة خيرٌ مما طلعت عليه الشمس وغربت

ر41

المتفق عليه عن أبي بردة هانئ بن نيار البلوي رضي الله عنه

حديث واحد وليس له في الصحيحين غيره

686

عن جابر بن عبد الله عن أبي بردة وفي حديث يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جابر عن أبي بردة أنه سمع رسول الله يقول لا يجلد فوق عشرة أسواطٍ إلا في حدٍّ من حدود الله عز وجل

ر42

المتفق عليه عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه

687

الأول عن عبد الله بن عمر من رواية سالم عنه أن رسول الله قال لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ولا تبيعوا الثمر بالثمر قال سالم وأخبرني عبد الله عن زيد بن ثابت أن رسول الله رخص بعد ذلك في بيع العرية بالرطب أبو بالتمر ولم يرخص في غير ذلك وفي رواية مالك عن نافع عن ابن عمر عن زيد أن رسول الله رخص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها من التمر وفي رواية يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر عن زيد أن رسول الله رخص في العرية يأخذها أهل البيت بخرصها تمرا يأكلونها رطبا وفي رواية هشيم عن يحيى بن سعيد والعرية النخلة تجعل للقوم فيبيعونها بخرصها تمرا وفي رواية الليث عن يحيى بهذا الإسناد أن رسول الله رخص في بيع العرية بخرصها تمرا قال يحيى العرية أن يشتري الرجل ثمر النخلات لطعام اهله رطبا بخرصها تمرا

688

الثاني عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال تسحرنا مع رسول الله ثم قمنا إلى الصلاة قلت كم كان قدر ما بينهما قال قدر خمسين آية وفي حديث سعيد عن قتادة أن نبي الله وزيد بن ثابت تسحرا جعله في مسند أنس

689

الثالث عن عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابتٍ قال لما خرج رسول الله إلى أحدٍ رجع ناسٌ ممن خرج معه فكان أصحاب النبي فيهم فرقتين قالت فرقة نقتلهم وقالت فرقة لا نقتلهم فنزلت { فما لكم في المنافقين فئتين } وقال النبي إنها طيبة تنفي الرجال كما ينفي الكير خبث الحديد

690

الرابع عن عطاء بن يسارٍ عن زيد عن ثابتٍ قال قرأت على النبي { والنجم } فلم يسجد فيها

691

الخامس عن بسر بن سعيدٍ عن زيد بن ثابت قال احتجر رسول الله حجيرة بخصفة أو حصيرٍ قال عفان في المسجد وقال عبد الأعلى في رمضان فخرج رسول الله يصلي فيها قال فتتبع إليه رجالٌ وجاءوا يصلون بصلاته قال ثم جاءوا إليه فحضروا وأبطأ رسول الله عنهم قال فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله مغضبا فقال لهم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة. وفي حديث عفان: ولو كتب عليكم ما قمتم به وفيه فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة

أفراد البخاري

692

الأول عن سهل بن أبي حثمة الأنصاري عن زيد بن ثابت قال كان الناس في عهد رسول الله يتبايعون الثمار فإذا جذ الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع إنه أصاب الثمر الدمان أصابه مراضٌ أصابه قشامٌ عاهات يحتجون بها فقال رسول الله لما كثرت عنده الخصومة في ذلك إما لا فلا تتبايعوا حتى يبدو صلاح الثمر كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم وأخرجه بغير إسناد فقال وروى علي بن بحر وقال الليث هكذا حكى زيد ثم قد جاء حديث ابن عمر وأنس وجابر بالنهي عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها

693

الثاني قال البخاري وقال خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت أن النبي امره أن يتعلم كتاب اليهود قال حتى كتبت للنبي وأمرأته كتبهم زاد أبو مسعود فلم يمر لي نصف شهرٍ حتى حذقته قال وقال رسول الله إني والله ما آمن يهود على كتابي

694

الثالث عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت مالك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد سمعت النبي يقرأ بطولى الطوليين

695

الرابع عن مروان بن الحكم أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله أملى عليه { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون } فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي فقال والله يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فأنزل الله عز وجل على رسوله وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله عز وجل { غير أولي الضرر } وقد تقدم له في مسند أبي بكر حديث جمع القرآن وقوله فقدت آية من سورة الأحزاب وجدتها مع خزيمة بن ثابت

696

ولمسلم حديث واحد عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي في حائطٍ لبني النجار على بغلة ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبرٌ ستة أو خمسة أو أربعة - كذا كان يقول الجريري - فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل أنا فقال فمتى مات هؤلاء قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار فقالوا نعوذ بالله من عذاب النار قال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا من فتنة المسيح الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال

ر43

المتفق عليه عن عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي رضي الله عنه

شهد بدرا مع رسول الله حديث واحد وليس له في الصحيحين غير هذا الحديث

697

عن المسور بن مخرمة أن عمرو بن عوف أخبره أن رسول الله بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان النبي هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله فلما صلى رسول الله انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيءٍ من البحرين فقالوا أجل يا رسول الله فقال أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم

ر44

المتفق عليه عن أبي لبابة عامر بن المنذر

وقيل بشير بن المنذر رضي الله عنه بدري حديث واحد ليس له في الصحيحين غيره

698

عن نافع عنه وعن سالم ونافع عن ابن عمر عنه وفي بعض الروايات عنه وعن زيد بن الخطاب وفي بعضها عنه أو عن زيد بن الخطاب بالشك ففي رواية هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمرأنه سمع النبي يخطب على المنبر يقول اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحبل قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية لأقتلها ناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت إن رسول الله أمر بقتل الحيات فقال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر وفي رواية عمر بن نافع عن أبيه قال: قال أبو لبابة الأنصاري إني سمعت رسول الله نهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين فإنهما اللذان يخطفان البصر ويتتبعان ما في بطون النساء وسائر الروايات على ما تقدم من اختلافها في الإسناد متقاربة المعنى في المتن متفقة في النهى عن ذوات البيوت

ر45

المتفق عليه عن عتبان بن مالك رضي الله عنه

حديث واحد ليس له في الصحيحين غيره

699

عن ابن شهاب قال أخبرني محمود بن الربيع أنه عقل رسول الله وعقل مجة مجها في وجهه من بئر كانت في دارهم وزعم أنه سمع عتبان ابن مالك الأنصاري - وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله يقول كنت أصلي لقومي بني سالم وكان يحول بيني وبينهم وادٍ إذا جاءت الأمطار يشق علي اجتيازه قبل مسجدهم فجئت رسول الله فقلت له إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه فوددت أنك تأتي فتصلي في بيتي مكانا أتخذه مصلى فقال رسول الله سأفعل فغدا علي رسول الله وأبو بكر بعدما اشتد النهار واستأذن رسول الله فأذنت له فلم يجلس حتى قال أين تحب أن أصلي في بيتك فأشرت إليه إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام رسول الله فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزير يصنع له فسمع أهل الدار أن رسول الله في بيتي فثاب رجالٌ منهم حتى كثر الرجال في البيت فقال رجلٌ ما فعل مالكٌ لا أراه فقال رجلٌ منهم ذلك منافقٌ لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله لا تقل ذلك ألا تراه قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل فقال الله ورسوله أعلم أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين فقال رسول الله فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله. قال محمود فحدثتها قوما فيهم أبو أيوب صاحب رسول الله في غزوته التي توفي فيها - ويزيد بن معاوية عليهم - بأرض الروم فأنكرها علي أبو أيوب وقال والله ما أظن رسول الله قال ما قلت قط فكبر ذلك علي فجعلت الله علي إن سلمني الله حتى أقفل من غزوتي أن أسال عن عتبان بن مالك إن وجدته حيا في مسجد قومه ففعلت فأهللت بحجة أو عمرة ثم سرت حتى قدمت من المدينة فأتيت بني سالم فإذا عتبان شيخٌ أعمى يصلي لقومه فلما سلم سلمت عليه وأخبرته من أنا ثم سألته عن ذلك الحديث فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة وفي حديث يونس وعقيل قال ابن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري - وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم - عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك وفي حديث معمر فقال رجل أين مالك بن الدخشن أو الدخيشن قال الزهري ثم نزلت بعد ذلك فرائض وأمورٌ نرى أن الأمر انتهى إليها فمن استطاع أن لا يغتر فلا يغتر ورواه مسلم من حديث ثابت البناني عن أنس بن مالك عن محمود بن الربيع قال قدمت المدينة فلقيت عتبان بن مالك حديثٌ بلغني عنك فقال أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت إلى رسول الله إني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى قال فأتاني النبي ومن شاء الله من أصحابه فدخل فهو يصلي في منزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم قال ودوا أنه دعا عليه فهلك ودوا أنه أصابه شرٌّ فقضى رسول الله وقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا إنه يقول ذاك وما هو في قلبه قال لا يشهد أحدٌ أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه قال أنسٌ فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني اكتبه فكتبه

ر46

المتفق عليه عن سهل بن حنيف رضي الله عنه

700

الأول عن أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: قال رسول الله لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي

701

الثاني عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال يا أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله وبين المشركين فجاء عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على رسول الله بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال يا رسول الله أو فتحٌ هو قال نعم فطابت نفسه ورجع وفي حديث يحيى بن آدم فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله على عمر وفي حديث الأعمش وحصين عن أبي وائل أنه سمع سهل بن حنيف بصفين يقول يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم أبي جندل لو أستطيع رد أمر رسول الله لرددته وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمرٍ يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمرٍ نعرفه غير هذا الأمر زاد أبو حصين ما نسد منه خصما إلا تفجر علينا منه خصمٌ ما ندري كيف نأتي له وفي حديث محمد بن سابق لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره فقال اتهموا الرأي وذكر نحوه

702

الثالث عن يسير بن عمر قال قلت لسهل بن حنيف هل سمعت النبي يقول في الخوارج شيئا قال سمعته يقول - وأهوى بيده قبل العراق يخرج منه قومٌ يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية وفي حديث العوام بن حوشب يتيه قومٌ قبل المشرق محلقة رؤوسهم

703

الرابع عنه وعن قيس بن سعد من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عنهما قال كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهم بجنازة فقاما فقيل لهما إنها من أهل الأرض من أهل الذمة فقالا إن رسول الله مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي فقال أليست نفسا

ولمسلم من مسند سهل بن حنيف

حديثان

704

أحدهما عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه أن النبي قال: من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه

705

الثاني عن يسير بن عمرو عن سهل بن حنيف قال أهوى رسول الله بيده إلى المدينة فقال إنها حرمٌ آمنٌ

ر47

وعن قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه

صاحب لواء لرسول الله حديثان

706

أحدهما قد تقدم آنفا في المتفق عليه عنه وعن سهل بن حنيف في القيام للجنازة

707

الثاني أخرج البخاري طرفا منه عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن قيس بن سعد الأنصاري - وكان صاحب لواء رسول الله - أراد الحج فرجل لم يزد على هذا وهو بتمامه عند البرقاني من حديث الليث بن سعد بالإسناد الذي أخرج البخاري هذا الطرف منه أن قيسا أراد الحج فرجل أحد شقي رأسه فقام غلامٌ له فقلد هديه فنظر قيس وقد رجل أحد شقي رأسه فإذا هديه قد قلد فأهل بالحج ولم يرجل شق رأسه الآخر

ر48

المتفق عليه عن أسيد بن حضير رضي الله عنه

حديث واحد

708

من رواية أنس عنه أن رجلا من الأنصار قال يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا فقال إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني علي الحوض

709

وللبخاري حديث واحد أخرجه تعليقا فقال: قال ابن الهاد حدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن الحضير قال بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت فقرأ فجالت فسكت فسكنت الفرس ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها فلما أخره رفع رأسه إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فلما أصبح حدث النبي فقال اقرأ يا حضير أو اقرأ يا ابن حضير قال أشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا فانصرفت إليه ورفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال وتدري ما ذاك قال لا قال تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم

ر49

المتفق عليه عن كعب بن مالك رضي الله عنه

710

الأول عن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب أنه تقاضى ابن حدردٍ دينا كان له عليه - في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعهما رسول الله وهو في بيته فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى يا كعب قال لبيك يا رسول الله قال ضع من دينك هذا وأومأ إليه - أي الشطر قال قد فعلت يا رسول الله قال قم فاقضه

711

الثاني عن ابن كعب سماه بعض الرواة عبد الله وبعضهم عبد الرحمن عن أبيه كعب قال: قال رسول الله مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج وفي رواية حتى يأتيه أجله ومثل المنافق كالأرزة المجذية على أصلها لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة

712

الثالث في توبة كعب بن مالك عن ابن كعب - وقد اختلف في اسمه - عن كعب بن مالك - وفي حديث عقيل عن ابن شهاب أن اسمه عبد الله وكذلك في حديث يونس عن الزهري قال ثم غزا رسول الله غزوة تبوك وهو يريد الروم ونصارى العرب بالشام قال ابن شهاب فأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب كان قائد كعبٍ - من بنيه - حين عمي قال في حديث معقل بن عبيد الله وكان أعلم قومه وأوعاهم لأحاديث أصحاب رسول الله قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله في غزوة تبوك قال كعب لم أتخلف عن رسول الله في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدرٍ ولم يعاتب أحدا تخلف عنه إنما خرج رسول الله والمسلمون يريدون عير قريشٍ حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدرٍ وإن كانت بدرٌ أذكر في الناس منها فكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله في غزوة تبوكٍ أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة زاد في حديث عقيل وابن أخي الزهري وعند البخاري في حديث يونس ولم يكن رسول الله يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله في حر شديدٍ واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد والمسلمون مع رسول الله كثير ولا يجمعهم كتابٌ حافظ يريد بذلك الديوان قال كعبٌ فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل وغزا رسول الله تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فأنا إليها أصعر فتجهز رسول الله والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا وأقول في نفسي أنا قادرٌ على ذلك إذا أردت فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد فأصبح رسول الله غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا ثم غدوت ورجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بى حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم - فيا ليتني فعلت - ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله يحزنني ذلك إني لا أرى لي أسوة إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله حتى بلغ تبوك فقال وهو جالسٌ في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك فقال رجلٌ من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئس ما قلت والله - يا رسول الله - ما علمنا عليه إلا خيرا فسكت رسول الله فبينا هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب فقال رسول الله كن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري الذي تصدق بصاعٍ التمر حين لمزه المنافقون قال كعب فلما بلغني أن رسول الله قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي فطفقت أتذكر الكذب وأقول بم أخرج من سخطه غدا وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله قد أظل قادما زاح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيءٍ أبدا فأجمعت صدقه وصبح رسول الله قادما وكان إذا قدم من سفرٍ بدأ بالمسجد فركع ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك قال قلت يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر لقد أعطيت جدلا ولكني - والله - لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذبٍ ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه - إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل - وفي رواية عقيل - عفو الله والله ما كان لي من عذرٍ والله ما كنت قطٌّ أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك قال فقال رسول الله أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك فقمت وثار رجالٌ من بن سلمى فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا لقد عجزت في ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله بما أعتذر إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله لك قال فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله فأكذب نفسي قال ثم قلت لهم هل لقي هذا معي من أحد قالو نعم لقيه رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك قال قلت من هما قالوا مرارة بن ربيعة العامري وهلال بن أمية الواقفي قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة قال فمضيت حين ذكروهما لي قال ونهى رسول الله المسلمين عن كلامنا - أيها الثلاثة - من بين من تخلف عنه قال فاجتنبنا الناس - أو قال تغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان واما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج وأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق فلا يكلمني أحدٌ وآتي رسول الله فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي واحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أني أحب الله ورسوله قال فسكت فعدت فناشدته فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناني وتوليت حتى تسورت الجدار فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من نبط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك قال فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاء فدفع إلي كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فقرأته فإذا فيه أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوانٍ ولا مضيعة فالحق بنا نواسيك قال فقلت حين قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرتها حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحي إذا رسول رسول الله يأتيني فقال إن رسول الله يأمرك أن تعتزل امرأتك قال قلت أطلقها أم ماذا أفعل قال لا بل اعتزلها فلا تقربنها قال وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك قال فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر قال فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله فقالت له يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخٌ ضائعٌ ليس له خادمٌ فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن لا يقربنك فقالت إنه - والله - ما به حركة إلى شيء ووالله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا قال فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله في امرأتك فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه قال فقلت استأذن فيها رسول الله وما يدريني ماذا يقول رسول الله إذا استأذنته فيها وأنا رجلٌ شابٌّ قال فلبثت بذلك عشر ليالٍ فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا قال ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيتٍ من بيوتنا فبينا أنا جالسٌ على الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أو فى على سلعٍ يقول بأعلى صوته يا كعب ابن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعلمت أن قد جاء فرج قال وآذن رسول الله الناس بتوبة الله عز وجل علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجلٌ إلي فرسا وسعى ساعٍ من أسلم قبلي وأوفى على الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته ووالله ما أملك غيرهما يومئذٍ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أتأمم رسول الله فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة ويقولون لتهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله حوله الناس فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام رجلٌ من المهاجرين غيره قال فكان كعبٌ لا ينساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله قال وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يومٍ مر عليك منذ ولدتك أمك قال فقلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله فقال لا بل من عند الله وكان رسول الله إذا سر استنار وجهه كأن وجهه قطعة قمر قال وكنا نعرف ذلك قال فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله أمسك بعض مالك فهو خيرٌ لك قال فقلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر قال وقلت يا رسول الله إن الله إنما أنجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما حييت قال فوالله ما علمت أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله أحسن مما أبلاني الله والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي يقال فأنزل الله عز وجل { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة } حتى بلغ { إنه بهم رءوفٌ رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم ارض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم } حتى بلغ { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } قال كعب والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا إن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد فقال الله { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجسٌ ومأواهم جهنم جزاءً بما كان يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } قال كعب كنا خلفنا - أيها الثلاثة - عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله عز وجل { وعلى الثلثة الذين خلفوا } وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه. وفي حديث إسحاق بن راشد: ونهى النبي عن كلامي وكلام صاحبي ولم ينه عن كلام أحدٍ من المتخلفين غيرنا فاجتنب الناس كلامنا فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر وما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي أو يموت رسول الله فأكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمني أحدٌ منهم ولا يسلم علي ولا يصلي علي قال وأنزل الله تعالى على نبيه حين بقي الثلث الآخر من الليل ورسول الله عند أم سلمة وكانت أم سلمة محسنة في شأني معنية بأمري فقال رسول الله يا أم سلمة تيب على كعب قالت أفلا أرسل إليه فأبشره قال: إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليل حتى إذا صلى صلاة الفجر آذن رسول الله بتوبة الله علينا. وفي حديث هشام بن يوسف عن معمر: أن النبي خرج يوم الخميس في غزوة تبوك وكان يحب أن يخرج يوم الخميس وأخرجا موضعا منه في موضع آخر من حديث عبد الله وعبيد الله ابني كعب عن كعب بن مالك وفيه زيادة معنى أن رسول الله كان لا يقدم من سفرٍ إلا نهارا في الضحى فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه وللبخاري حديث واحد

713

عن نافع أنه سمع ابن كعب بن مالك يحدث عن أبيه أنه كانت له غنمٌ ترعى بسلع فأبصرت جارية لنا بشاة من غنمنا موتا فكسرت حجرا فذبحتها به فقال لهم لا تأكلوا حتى أسأل النبي أو أرسل من يسأله وأنه سأل النبي عن ذلك أو أرسل إليه فأمره بأكلها قال عبيد الله فيعجبني أنها أمة وأنها ذبحت وفي الإسناد اختلاف على نافع قيل عن رجل من الأنصار وقيل عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أن جارية لكعب

ولمسلم حديثان

714

أحدهما عن ابن كعب عن كعب أن رسول الله كان يأكل بثلاث أصابع وإذا فرغ لعقها

715

الثاني عن ابن كعب عن أبيه كعب بن مالك أنه حدثه أن رسول الله بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق فناديا أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن وأيام منى أيام أكل وشرب

ر50

المتفق عليه عن أبي أسيد الساعدي مالك بن ربيعة الأنصاري رضي الله عنه

شهد بدراحديث واحد

716

عن أنس عن أبي أسيد قال: قال رسول الله خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو عبد الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خيرٌ فقال سعدٌ - هو ابن عبادة ما أرى رسول الله إلا وقد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير وقد أخرجاه أيضا من حديث أبي سلمة عبد الرحمن عن أبي أسيد وفي رواية المغيرة بن عبد الرحمن خير الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خيرٌ قال أبو سلمة قال أبو أسيد أتهم أنا على رسول الله لو كنت كاذبا لبدأت بقومي بني ساعدة وبلغ ذلك سعد بن عبادة فوجد في نفسه وقال خلفنا فكنا آخر الأربع أسرجوا لي حماري آتي رسول الله فكلمه ابن أخيه سهل بن سعد فقال أتذهب لترد على رسول الله ورسول الله أعلم أو ليس حسبك أن تكون رابع أربع فرجع وقال الله ورسوله أعلم وأمر بحماره فحل عنه وأخرجه مسلم من رواية إبراهيم بن محمد بن طلحة قال سمعت أبا أسيدٍ خطبنا عند ابن عتبة فقال: قال رسول الله خير دور الأنصار دار بني النجار ودار بني عبد الأشهل ودار بني الحارث بن الخزرج ولو كنت مؤثرا بها أحدا لآثرت بها عشيرتي

وللبخاري حديثان

717

أحدهما عن حمزة والمنذر ابني أبي أسيد وقيل الزبير بن المنذر عن أبي أسيد قال: قال النبي يوم بدرٍ حين صففنا لقريش إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم

718

الثاني عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه قال خرجنا مع النبي حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط حتى انتهينا إلى حائطين جلسنا بينهما فقال النبي اجلسوا ها هنا وقد أتي بالجونية فأنزلت في نخلٍ في بيتٍ ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي قال: هبي نفسك لي قالت وهل تهب الملكة نفسها لسوقة فأهوى بيده - يضع يده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذٍ ثم خرج علينا فقال يا أبا أسيدٍ اكسها رازقيين وألحقها بأهلها وأخرجه البخاري أيضا من حديث عباس بن سهل عن أبيه وعن أبي أسيد قالا تزوج النبي أميمة بنت شراحيل فلما دخلت عليه بسط يده إليها فكأنها كرهت ذلك فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين ولمسلم حديث واحد

719

عن أبي حميد أو أبي أسيد - بالشك - من رواية عبد الملك بن سعيد ابن سويد الأنصاري أن رسول الله قال إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك

ر51

المتفق عليه عن مسند أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه

720

الأول عن عبد الله بن أبي قتادة عنه قال: قال رسول الله إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه وفي حديث أيوب ذكر النهي عن ذلك وعن أن يستطيب بيمينه ومن الرواة من قال فيه إذا بال أحدكم فلا يأخذ ذكره بيمينه ولا يستنج بيمينه

721

الثاني في حمار الوحش عن عبد الله بن أبي قتادة قال كنت يوما جالسا مع رجال من أصحاب النبي في منزلٍ في طريق مكة ورسول الله أمامنا والقوم محرمون وأنا غير محرمٍ عام الحديبية فأبصروا حمارا وحشيا وأنا مشغولٌ أخصف نعلي فلم يؤذنوني وأحبوا لو أني أبصرته فأبصرته فقمت إلى الفرس فأسرجته ثم ركبت ونسيت السوط والرمح فقلت لهم ناولوني السوط والرمح قالوا لا والله لانعينك عليه فغضبت فنزلت وأخذتهما ثم ركبت فشدت على الحمار فعقرته ثم جئت به وقد مات فوقعوا فيه يأكلونه ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم فرحنا وخبأت العضد معي فأدركنا رسول الله فسألناه عن ذلك فقال هل معكم منه شيء فقلت نعم فناولته العضد فأكلها وهو محرم. وأخرجاه أيضا من حديث نافع مولى أبي قتادة وعن عطاء بن يسار عن أبي قتادة وأخرجه البخاري أيضا من حديث أبي صالح مولى التوأمة عن أبي قتادة مقرونا بنافع وكلهم ذكر نحوه وفي حديث أبي النضر: إنما هي طعمة أطعمكموها الله وفي حديث صالح بن كيسان هو حلال فكلوه

722

الثالث عن عبد الله بن أبي قتادة قال بينما نحن نصلي مع رسول الله إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال ما شأنكم قالوا استعجلنا إلى الصلاة قال فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا

723

الرابع عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال رسول الله إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وأخرجه مسلم أيضا من حديث أبي سلمة عن أبي قتادة بمثله وفي رواية إسحاق بن إبراهيم حتى تروني قد خرجت وهو عند البخاري في حديث شيبان وعلي بن المبارك وعليكم السكينة جعل أبو مسعود هذا الحديث والذي قبله حديثا واحدا ولم يذكر هذا الثاني أصلا وجعل أسانيدهما جميعا - على اختلافهما - في الأول ولولا أنه قد ذكر أسانيد الثاني في الأول لقلنا قد أغفله ومن وقف عليهما علم أنهما حديثان في معنيين مختلفين

724

الخامس عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب ويسمعنا الآية أحيانا ويطول في الركعة الأولى ما لا يطيل في الركعة الثانية وهكذا في العصر وهكذا في الصبح قال في حديث حجاج الصواف وعن أبي سلمة عن أبي قتادة كذلك

725

السادس عن أبي سلمة عن أبي قتادة - وكان من أصحاب النبي وفرسانه قال سمعت رسول الله يقول الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره وفي حديث عبد ربه بن سعيد: الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا السوء من الشيطان وإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب وإذا رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا ويتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها ولا يحدث بها أحدا وفي أوله عن أبي سلمة قال إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني قال فلقيت أبا قتادة فقال وأنا كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله وذكره وعند البخاري في حديث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير وفي رواية مسدد عن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعا نحوه زاد في حديث عبد الله بن أبي جعفر عن أبي سلمة عن أبي قتادة وإن الشيطان لا يتراءى بي

726

السابع عن أبي سلمة عن أبي قتادة قال: قال رسول الله من رآني فقد رأى الحق

727

الثامن عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدث أن رسول الله مر عليه بجنازة فقال مستريحٌ ومستراحٌ منه قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه فقال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب

728

التاسع عن عمرو بن سليم بن خلدة الزرقي الأنصاري عن أبي قتادة قال دخلت المسجد ورسول الله جالس بين ظهراني الناس قال فجلست فقال رسول الله ما منعك أن تصلي ركعتين قبل أن تجلس قال فقلت يا رسول الله رأيتك جالسا والناس جلوسٌ قال فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين في حديث مالك فليركع ركعتين قبل أن يجلس

729

العاشر عن عمرو بن سليم عنه أن رسول الله كان يصلي وهو حاملٌ أمامة بنت زينب بنت رسول الله ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها وفي حديث ابن عجلان وعثمان بن أبي سليمان وبكير: رأيت النبي يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجدة أعادها المعنى واحد

730

الحادي عشر عن أبي محمد مولى أبي قتادة - واسمه نافع - عن أبي قتادة قال خرجنا مع رسول الله عام حنينٍ فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين فاستدرت إليه حتى أتيته من ورائه فضربته على حبل عاتقه وأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلقيت عمر بن الخطاب فقال ما للناس فقلت أمر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس رسول الله فقال من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست ثم قال بمثل ذلك فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست ثم قال بمثل ذلك الثالثة فقمت فقال رسول الله ما لك يا أبا قتادة فقصصت عليه القصة فقال رجلٌ من القوم صدق يا رسول الله سلب ذلك القتيل عندي فأرضه من حقه فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه فقال رسول الله صدق فأعطه إياه فأعطاني قال فبعت الدرع فابتعت مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مالٍ تأثلته في الإسلام سمعت بعض أهل العلم فيما مضى من الزمان وقد أجري ذكر هذا الحديث فقال لو لم يكن من فضيلة لأبي بكر الصديق إلا هذا فإنه بثاقب علمه وشدة صرامته وقوة إنصافه وصحة توفيقه وصدق تحقيقه بادر إلى القول بالحق فزجر وأفتى وحكم وأمضى وأخبر في الشريعة عن المصطفى بحضرته وبين يديه بما صدقه فيه وأجراه على قوله وهذا من خصائصه الكبرى إلى ما لا يحصى من فضائله الأخرى

وللبخاري حديثان

731

أحدهما عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال رسول الله إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه

732

الثاني عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال سرنا مع النبي ليلة فقال بعض القوم لو عرست بنا يا رسول الله قال إني أخاف أن تناموا عن الصلاة فقال بلالٌ أنا أوقظكم فاضطجعوا وأسند بلالٌ ظهره إلي راحلته فغلبته عيناه فنام فاستيقظ النبي وقد طلع حاجب الشمس قال يا بلال أين ما قلت فقال ما ألقيت علي نومة مثلها قط قال إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء يا بلال قم فآذن الناس بالصلاة فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى بالناس جماعة

أفراد مسلم

733

الأول عن أبي سعيد الخدري قال أخبرني من هو خيرٌ مني - أبو قتادة - أن رسول الله قال لعمار حين جعل يحفر الخندق جعل يمسح رأسه ويقول بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية

734

الثاني عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه - سمعه يحدث عن رسول الله أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجلٌ فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال له رسول الله نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابرٌ محتسبٌ مقبلٌ غير مدبر ثم قال رسول الله كيف قلت قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي فقال رسول الله نعم وأنت صابرٌ محتسبٌ مقبلٌ غير مدبر إلا الدين فإن جبريل قال لي ذلك

735

الثالث عن عبد الله بن أبي قتادة أن أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسرٌ قال آلله قال الله قال فإني سمعت رسول الله يقول من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسرٍ أو يضع عنه

736

الرابع عن أبي سلمة وعبد الله بن أبي قتادة ومنهم من أتى به عن أحدهما عن أبي قتادة أن رسول الله قال لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا ولا تنتبذوا الرطب والزبيب جميعا ولكن انتبذوا كل واحدٍ على حدته وفي حديث هشام الدستوائي: ولا تنتبذوا الزبيب والتمر جميعا وفي حديث أبان العطار نهى عن خليط الزهو والبسر والباقي بمعناه

737

الخامس عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة أنه سمع رسول الله يقول إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق

738

السادس في الميضأة عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال خطبنا رسول الله فقال إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء إن شاء الله غدا فانطلق الناس لا يلوي أحدٌ على أحد قال أبو قتادة فبينما رسول الله يسير حتى ابهار الليل وأنا إلى جنبه قال فنعس رسول الله فمال عن راحلته فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل راحلته قال ثم سار حتى تهور الليل مال عن راحلته قال فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته قال ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل فأتيته فدعمته فقال من هذا قال أبو قتادة قال متى كان هذا مسيرك مني قال ما زال هذا مسيري منذ الليلة قال حفظك الله بما حفظت به نبيه ثم قال هل ترانا نخفى على الناس ثم قال هل ترى من أحدٍ قلت هذا راكبٌ ثم قلت هذا راكبٌ حتى اجتمعنا فكنا سبعة ركبٍ قال فمال رسول الله عن الطريق فوضع رأسه ثم قال احفظوا علينا صلاتنا وكان أول من استيقظ رسول الله والشمس في ظهره قال فقمنا فزعين ثم قال اركبوا فركبنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء قال فتوضأ منها وضوءا دون وضوءٍ قال وبقي فيها شيء من ماء ثم قال لأبي قتادة احفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله ركعتين ثم صلى الغداة فصنع كما يصنع كل يومٍ قال وركب رسول الله وركبنا معه فجعل بعضنا يهمس إلي بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا ثم قال أما لكم في أسوة ثم قال أما إنه ليس في النوم تفريطٌ إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الأخرى فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها ثم قال ما ترون الناس صنعوا قال ثم قال أصبح الناس فقدوا نبيهم فقال أبو بكر وعمر رسول الله بعدكم لم يكن ليخلفكم وقال الناس إن رسول الله بين أيديكم فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا قال وانتهينا إلى الناس حين امتد النهار وحمي كل شيءٍ وهم يقولون يا رسول الله هلكنا عطشا فقال لا هلك عليكم ثم قال أطلقوا لي غمري قال ودعا بالميضأة فجعل رسول الله يصب وأبو قتادة يسقيهم فلم يعد أن رأى الناس ماءً في الميضأة تكابوا عليها فقال رسول الله أحسنوا الملأ كلكم سيروى قال ففعلوا فجعل رسول الله يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله ثم صب رسول الله فقال اشرب فقلت لا أشرب حتى يشرب رسول الله قال إن ساقي القوم آخرهم قال فشربت وشرب رسول الله قال فأتى الناس الماء جامين رواءً قال فقال عبد الله بن رباح إني لأحدث الناس هذا الحديث في مسجد الجامع إذ قال عمران بن حصين انظر ايها الفتى كيف تحدث فإني أحد الركب تلك الليلة قال قلت فأنت أعلم بالحديث قال ممن أنت قلت من الأنصار قال فحدث فأنتم أعلم بحديثكم قال فحدثت القوم فقال عمران لقد شهدت تلك الليلة وما شعرت بأن أحدا حفظه كما حفظته

739

السابع عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال كان رسول الله إذا كان في سفر فعرس بليل اضطجع على يمينه وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه

740

الثامن عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة أن رجلا أتى النبي فقال كيف تصوم فغضب رسول الله من قوله فلما رأى عمر غضبه قال رضينا بالله ر با وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا - في حديث شعبة وببيعتنا بيعة نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلا م حتى سكن غضبه فقال عمر يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله قال لا صام ولا أفطر أو قال لم يصم ولم يفطر قال كيف من يصوم يومين ويفطر يوما قال ويطيق ذلك أحد قال كيف من يصوم يوما ويفطر يوما قال ذلك صوم داود قال كيف من يصوم يوما ويفطر يومين قال وددت أني طوقت ذلك ثم قال رسول الله ثلاثٌ من كل شهرٍ ورمضان إلى رمضا ن فهذا صيام الدهر كله صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وهذا حديث حماد بن زيد عن غيلان إلا ما زاده شعبة وفي حديث مهدي بن ميمون أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال فيه ولدت وفيه أنزل علي وفي حديث شعبة والخميس وقال مسلم أراه وهما.

ر52

المتفق عليه من حديث أبي جهيم عبد الله بن الحارث بن الصمة الخزرجي رضي الله عنه

حديثان ليس له في الصحيحين غيرهما

741

أحدهما عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله في المار بين يدى المصلي قال أبو جهيم قال رسول الله لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرٌ له من أن يمر بين يديه قال أبو النضر الأزدي لا أدري قال أربعين يوما أو شهرا أو سنة

742

الثاني عن عمير مولى ابن عباس قال دخلنا على أبي جهيم بن الحارث فقال أبو الجهيم أقبل النبي من نحو بئر جملٍ فلقيه رجلٌ فسلم عليه فلم يرد النبي حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد السلام

ر53

المتفق عليه من مسند أبي الدرداء الأنصاري رضي الله عنه

وهو ابن أخت عبد الله بن رواحة حديثان

743

الحديث الأول عن أم الدرداء عنه قالت خرجنا مع رسول الله في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائمٌ إلا رسول الله وعبد الله بن رواحة

744

الثاني عن علقمة قال قدمت الشام فصليت ركعتين ثم قلت اللهم يسر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست إليهم فإذا شيخٌ قد جاء حتى جلس إلى جنبي قلت من هذا قالوا أبو الدرداء فقلت إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي قال ممن أنت قلت من أهل الكوفة لي جليسا صالحا فيسرك لي قال ممن أنت قلت من أهل الكوفة قال أو ليس فيكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوسادة والمطهرة - يعني ابن مسعود وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه - يعني عمارا أوليس فيكم صاحب سر رسول الله الذي لا يعلمه أحدٌ غيره - يعني حذيفة ثم قال كيف يقرأ عبد الله { والليل إذا يغشى } فقرأت { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى } قال والله لقد أقرأنيها رسول الله من فيه إلى في وفي حديث حفص بن غياث قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم فقال أيكم أقرأ على قراءة عبد الله قالوا كلنا قال فأيكم أحفظ فأشاروا إلى علقمة قال كيف سمعته يقرأ { والليل إذا يغشى } فذكر نحوه وللبخاري ثلاثة أحاديث

745

أحدهما عن أم الدرداء قالت دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب فقلت ما أغضبك قال والله ما أعرف من أمر محمدٍ شيئا إلا أنهم يصلون جميعا

746

الثاني عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال كنت جالسا عند النبي إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي أما صاحبكم فقد غامر فسلم فقال إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر قال أثم أبو بكر قالوا لا فأتى النبي فجعل وجه النبي يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه وقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين فقال النبي إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركون لي صاحبي فما أوذي بعدها

747

الثالث ذكر أبو مسعود أن البخاري أخرجه في الدعوات تعليقا من حديث أبي صالح عن أبي الدرداء - يعني حديث ذهب أهل الدثور بالأجر كذا قال والمتن مذكور بكماله في مسند أبي هريرة

أفراد مسلم

748

الأول عن أم الدرداء قالت سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة

749

الثاني من رواية صفوان بن عبد الله بن صفوان - وكان تحته الدرداء قال قدمت فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده وجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع لنا بخير فإن النبي كان يقول دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملكٌ موكلٌ كلما دعا لأخيه بخيرٍ قال الملك آمين ولك بمثلٍ قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي وفي حديث طلحة بن عبد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أنه سمع رسول الله يقول ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثلٍ

750

الثالث عن أبي إدريس الخو لاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله يصلي فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك فقال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك - ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر - ثلاث مرات ثم أردت أن آخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة 751 - الرابع عن أبي مرة مولى أم هانئ عن أبي الدرداء قال أوصاني حبيبي بثلاثٍ لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر وصلاة الضحى وألا أنام إلا على وتر أغفل أبو مسعود هذا الحديث ولم يذكره في كتابه

752

الخامس عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء عن النبي أنه أتى على امرأة مجح على باب فسطاطٍ فقال لعله يريد أن يلم بها فقالوا نعم فقال رسول الله لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له

753

السادس عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء أن نبي الله قال من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال وفي حديث شعبة من آخر الكهف

754

السابع عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي قال: أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن قال { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن وفي حديث ابن أبي عروبة وأبان العطار عن قتادة أن النبي قال إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل { قل هو الله أحد } جزءا من أجزاء القرآن

755

الثامن عنه وعن ثوبان من رواية معدان بن أبي طلحة قال لقيت ثوبان مولى رسول الله فقلت أخبرني بعملٍ أعمله يدخلني الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله فقال عليك بكثرة السجود لله فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة قال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال مثل ما قال لي ثوبان

ر54

المتفق عليه من حديث أبي حميد عبد الرحمن بن سعد بن المنذر الساعدي رضي الله عنه

756

الأول عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي قال استعمل النبي رجلا من الأزد - يقال له ابن اللتبية - على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إلي قال فقام رسول الله على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولآني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا والله لا يأخذ أحدٌ منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاءٌ أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه يقول اللهم هل بلغت وفي حديث سفيان وسلوا زيد بن ثابت فإنه كان حاضرا معي وفيه فلما جاء حاسبه ومنهم من قال ابن الأتبية وقيل على صدقات بني سليم

757

الثاني عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبي حميد قال خرجت مع رسول الله غزوة تبوك فأتينا وادي القرى على حديقة لامرأة فقال رسول الله اخرصوها فخرصناها وخرصها رسول الله عشرة أوسق وقال أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله وانطلقنا حتى قدمنا تبوك فقال رسول الله ستهب عليكم الليلة ريحٌ شديدة فلا يقم فيها أحدٌ فمن كان له بعيرٌ فليشد عقاله فهبت ريحٌ شديدة فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ وجاء رسول الله ابن العلماء صاحب أيلة إلى رسول الله وأهدى له بغلة بيضاء فكتب إليه رسول الله وأهدى له بردا ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فسأل رسول الله المرأة عن حديقتها كم بلغ ثمرها فقالت عشرة أوسق فقال رسول الله إني مسرعٌ فمن شاء منكم فليسرع معي ومن شاء فليمكث فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال هذه طابة وهذا أحدٌ وهو جبلٌ يحبنا ونحبه ثم قال إن خير دور الأنصار دار بني النجار ثم دار بني عبد الأشهل ثم دار بني الحارث بن الخزرج ثم دار بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خيرٌ فلحقنا سعد بن عبادة فقال أبو أسيد ألم تر أن رسول الله قال خير دور الأنصار فجعلنا آخرا فأدرك سعد رسول الله فقال يا رسول الله خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرا فقال أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار

858

الثالث عن عمرو بن سليم الزرقي قال أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمدٍ وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد

759

وللبخاري حديث واحد عن محمد بن عمرو عن عطاء أنه كان جالسا مع نفرٍ من أصحاب النبي قال: فذكرنا صلاة النبي قال: أبو حميد أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقارٍ مكانه فإذا سجد وضع يديه غير مفترشٍ ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى فإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته

760

ولمسلم حديث واحد عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال أخبرني أبو حميد الساعدي قال أتيت النبي بقدح لبنٍ من النقيع ليس مخمرا فقال ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا قال أبو حميد إنما أمر بالأسقية أن توكأ ليلا وبالأبواب أن تغلق ليلا

ر55

المتفق عليه عن عبد الله بن سلام بن الحارث رضي الله عنه

761

حديث واحد عن قيس بن عباد قال كنت جالسا في مسجد المدينة في ناس فيهم بعض أصحاب النبي فجاء رجلٌ في وجهه أثرٌ من خشوعٍ فقال بعض القوم هذا رجلٌ من أهل الجنة هذا رجلٌ من أهل الجنة فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج فاتبعته فدخل منزله ودخلت فتحدثنا فلما استأنس قلت إنك لما دخلت قبل قال رجلٌ كذا وكذا قال سبحان الله ما ينبغي لأحدٍ أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد رسول الله فقصصتها عليه رأيتني في روضة ذكر سعتها وعشبها وخضرتها ووسط الروضة عمودٌ من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي ارقه فقلت لا أستطيع فجاءني منصفٌ - قال ابن عون المنصف الخادم - فقال بثيابي من خلفي - وصف أنه رفعه من خلفه بيده فرقيت حتى كنت في أعلى العمود فأخذت بالعروة فقيل لي استمسك فلقد استيقظت وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي فقال تلك الروضة الإسلام وذاك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى وأنت على الإسلام حتى تموت والرجل عبد الله بن سلام وفي حديث قرة بن خالد كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر فمر عبد الله بن سلام فقالوا هذا رجلٌ من أهل الجنة فذكر نحوه وفيه والمنصف الوصيف. ورواه مسلمٌ أيضا من حديث خرشة بن الحر على مساقٍ آخر وفيه زيادة ألفاظ قال كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة قال وفيها شيخٌ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام فجعل يحدثهم حديثا حسنا قال فلما قام قال القوم من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا قال فقلت والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته قال فتبعته فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة ثم دخل منزله قال فاستأذنت عليه فأذن لي قال ما حاجتك يا ابن أخي قال فقلت له سمعت القوم يقولون لك لما قمت من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني أن أكون معك قال الله أعلم بأهل الجنة وسأحدثك مم قالوا ذاك إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجلٌ فقال قم فأخذ بيدي فانطلقت معه قال فإذا أنا بجواد عن شمالي قال فأخذت لآخذ فيها فقال لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال قال وإذا جواد منهجٌ على يميني فقال خذ ها هنا قال فأتى به جبلا فقال لي اصعد قال فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت قال حتى فعلت ذلك مرارا قال ثم انطلق بي حتى أتى عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة فقال لي اصعد فوق هذا قال قلت كيف أصعد هذا ورأسه في السماء قال فأخذ بيدي فزجل بي قال فإذا أنا متعلق بالحلقة قال ثم ضرب العمود فخر قال وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت قال فأتيت النبي فقصصتها عليه فقال أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال قال وأما الطريق الذي رأيت عن يمينك فهي طريق أصحاب اليمين وأما الجبل فهو جبل الشهداء ولن تناله وأما العمود فهو عمود الإسلام وأما العروة فهي عروة الإسلام ولن تزال متمسكا به حتى تموت وللبخاري حديث واحد فرقه في موضعين

762

عن أبي بردة بن أبي موسى قال قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال ألا تجيء فأطعمك سويقا وتمرا وتدخل في بيتٍ - وفي رواية أسامة انطلق إلى المنزل - فأسقيك في قدحٍ شرب فيه رسول الله وتصلي في مسجد صلى فيه النبي فانطلقت معه فسقاني سويقا وأطعمني تمرا وصليت في مسجده وفي حديث شعبة ثم قال لي إنك بأرضٍ الربا فيها فاشٍ فإذا كان لك على رجل حقٌّ فأهدى إليك حمل تبنٍ أو حمل شعيرٍ أو حمل قتٍّ فلا تأخذه فإنه ربا

ر56

المتفق عليه عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه

763

الحديث الأول عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود إلى خيبر وهي يومئذٍ صلحٌ فتفرقا فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما فقال أتحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال فتبرئكم يهود بخمسين يمينا فقالوا كيف نأخذ أيمان قومٍ كفار فعقله النبي من عنده وفي حديث حماد بن زيد فقال رسول الله يقسم خمسون منكم على رجلٍ منهم فيدفع برمته قالوا أمرٌ لم نشهد كيف نحلف قال فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم قالوا يا رسول الله قوم كفار الحديث نحوه وفي حديث سعيد بن عبيد فقال لهم تأتون بالبينة على من قتله قالوا ما لنا بينة قال فيحلفون قالوا لا نرضى بأيمان اليهود فكره رسول الله أن يبطل دمه فوداه بمائة من إبل الصدقة. وفي حديث ابن عيينة فجاء عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة ابنا مسعود وهما عماه وفي حديث هشيم: أن رجلا من الأنصار من بني حارثة يقال له عبد الله بن سهل بن زيد انطلق هو وابن عمٍّ له يقال له محيصة بن مسعود بن زيد وفي حديث حماد بإسناده عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج الحديث وفيه قال سهل فدخلت مربدا لهم يوما فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة برجلها وأخرجاه أيضا من حديث مالك بن أنس عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة عن رجال من كبراء قومه أن عبد الله ابن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر ثم ذكر نحوه وقتل عبد الله وأتى رسول الله قال إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحربٍ فإن رسول الله كتب في ذلك فكتبوا إنا والله ما قتلناه فقال رسول الله أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم قالوا لا قال فتحلف لكم يهود قالوا ليسوا بمسلمين فوداه من عنده فبعث إليهم مائة ناقة قال سهل فلقد ركضتني منها ناقة حمراء

764

الثاني عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة أن رسول الله نهى عن بيع الثمر بالتمر ورخص في العرية إن تباع بخرصها يأكلها أهلها رطبا. وفي حديث الوليد بن كثير عن بشير عن رافع وسهل أن رسول الله نهى عن المزابنة بيع الثمر بالتمر إلا أصحاب العرايا فإنه أذن لهم وفي حديث سليمان بن بلال عن بشير عن بعض أصحاب رسول الله من أهل دارهم منهم ابن أبي حثمة أن رسول الله نهى عن بيع الثمر بالتمر وقال ذلك الربا تلك المزابنة إلا أنه رخص في بيع العرية النخلة والنخلتين يأخذها أهل البيت بخرصها تمرا يأكلونها رطبا وفي حديث الليث عن بشير عن أصحاب رسول الله أنهم قالوا أرخص رسول الله في بيع العرية بخرصها تمرا

765

الثالث عن صالح بن خوات بن جبير عن سهل بن أبي حثمة أن رسول الله صلى بأصحابه في الخوف فصفهم خلفه صفين فصلى بالذين يلونه ركعة ثم قام فلم يزل قائما حتى صلى الذين خلفه ركعة ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قدامهم فصلى بهم ركعة ثم قعد حتى صلى الذين تخلفوا ركعة ثم سلم هكذا في حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح مرفوعا وهو عند البخاري وحده من رواية يحيى الأنصاري عن القاسم عن صالح عن سهل من قوله نحوه وعندهما من حديث مالك عن يزيد بن رومان عن صالح عمن صلى مع رسول الله يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا فأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم ذكر أبو مسعود المتن بخلاف ما ذكرنا فقال إن النبي صلى بهم فصف صفا خلفه وصفا مصاف العدو فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ثم قاموا فصلوا ركعة ركعة قال أبو مسعود هذا لفظ حديث القاسم ومن نظر في الكتابين علم أن لفظ حديث القاسم على غير ما حكى

ر57

المتفق عليه عن ظهير بن رافع عم رافع بن خديج رضي الله عنه

766

حديث واحد ليس له في الصحيحين غيره عن رافع بن خديج عنه قال أتاني ظهير فقال لقد نهى رسول الله عن أمرٍ كان بنا رافقا فقلت وما ذاك ما قال رسول الله فهو حق قال سألني كيف تصنعون بمحاقلكم قلت نؤاجرها يا رسول الله على الربيع أو الأوسق من التمر أو الشعير قال فلا تفعلوا ازرعوها أو أزرعوها أو أمسكوها وفي حديث عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي قال رافع قلت سمعا وطاعة وقد أخرجاه من حديث رافع عن عميه - وكانا قد شهدا بدرا أخبراه أن رسول الله نهى عن كراء المزارع قال الزهري قلت لسالم فتكرهها أنت قال إن نافعا أكثر على نفسه وفي حديث عقيل عن الزهري قال أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر كان يكري أرضه حتى بلغه أن رافع بن خديج كان ينهى عن كراء الأرض فلقيه عبد الله فقال يا ابن خديج ماذا تحدث عن رسول الله في كراء الأرض فقال رافع لعبد الله سمعت عمي - وكانا قد شهدا بدرا - يحدثان أهل الدار أن رسول الله نهى عن كراء الأرض قال عبد الله لقد كنت أعلم في عهد رسول الله أن الأرض تكرى ثم خشي عبد الله أن يكون رسول الله أحدث في ذلك شيئا لم يكن علمه فترك كراء الأرض ورواه البخاري من حديث حنظلة بن قيس عن رافع قال حدثني عماي أنهما كانا يكريان الأرض على عهد النبي بما ينبت على الأربعاء أو بشيءٍ يستثنيه صاحب الأرض قالا فنهانا النبي عن ذلك قال فقلت لرافع كيف هي بالدينار والدرهم فقال رافع ليس بها بأس بالدينار والدرهم وكان الذي نهي عنه من ذلك ما لو نظر فيه ذو الفهم بالحلال والحرام لم يجزه لما فيه من المخاطرة

ر58

المتفق عليه من رافع بن خديج رضي الله عنه

767

الأول عن حنظلة بن قيس عن رافع قال كنا أكثر الأنصار حقلا فكنا نكري الأرض على أن لنا هذه ولهم هذه فربما أخرجت هذه ولم تخرج هذه فنهانا عن ذلك فأما الورق فلم ينهنا وفي حديث ابن المبارك عن يحيى نحوه وفي آخره فأما الذهب والورق فلم يكن يومئذ وفي حديث الأوزاعي لمسلم أن حنظلة قال سألت رافع بن خديج عن كراء الأرض بالذهب والورق فقال لا بأس به إنما كان الناس يؤاجرون على عهد رسول الله بما على الماذيانات وأقبال الجداول وأشياء من الزرع فيهلك هذا ويسلم هذا ويسلم هذا ويهلك هذا ولم يكن للناس كراءٌ إلا هذا فلذلك زجر عنه فأما شيءٌ معلوم مضمون فلا بأس به وقد أخرجا النهى من كراء المزارع عن نافع عن رافع مرفوعا وفي رواية أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يكري مزارعه على عهد النبي وفي إمارة أبي بكر وعمر وعثمان وصدرا من خلافة معاوية حتى بلغه في آخر خلافة معاوية أن رافع بن خديج يحدث فيها بنهي عن النبي فدخل عليه وأنا معه فسأله فقال كان رسول الله ينهى عن كراء المزارع فتركها ابن عمر فكان إذا سئل عنها بعد قال زعم ابن خديج أن النبي نهى عنها وأخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمر عن رافع من رواية مجاهد وعمرو ابن دينار ففي الرواية عن عمرو قال سمعت ابن عمر يقول كنا لا نرى بالخبر بأسا حتى كان عام أول فزعم رافعٌ أن نبي الله نهى عنه فتركناه من أجله وفي حديث مجاهد لقد منعنا رافع نفع أرضينا وأخرجه مسلم أيضا من حديث أبي النجاشي عن رافع عن النبي بنحو حديث ظهير بن رافع ولم يذكر أبو النجاشي في روايته عن رافع ظهيرا وقد رواه مسلم من حديث سليمان بن يسار عن رافع عن النبي ولم يقل عن بعض عمومته وقد قال بعض الرواة عن سليمان عن رافع عن بعض عمومته وفيه قال نهانا رسول الله عن أمرٍ كان لنا نافعا وطواعية الله ورسوله أنفع لنا نهانا أن نحاقل الأرض فنكريها على الثلث والربع والطعام المسمى وأمر رب الأرض أن يزرعها أو يزرعها وكره كراءها وما سوى ذلك

768

الثاني عن عباية بن رفاعة بن رافع عن جده ومنهم من قال عن أبيه عن جده رافع بن خديج قال كنا مع النبي بذي الحليفة من تهامة فأصاب الناس جوعٌ فأصابوا إبلا وغنما وكان رسول الله في أخريات القوم فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور فأمر النبي بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعيرٌ فطلبوه فأعياهم وكان في القوم خيل يسيرة فأهوى رجلٌ منهم بسهمٍ فحبسه الله فقال إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا قال قلت يا رسول الله إنا لاقو الغدو غدا وليست معنا مدى أفنذبح بالقصب قال ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة

769

الثالث عن عباية بن رفاعة عن جده أبي رافع قال سمعت النبي يقول الحمى من فور جهنم فأبردوها عنكم بالماء وفي رواية من فيح جهنم فأبردوها بالماء

770

الرابع عن أبي النجاشي عطاء بن صهيب مولى رافع بن خديج قال سمعت رافع بن خديج يقول كنا نصلي المغرب مع النبي فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله

771

الخامس عن أبي النجاشي عن رافع بن خديج قال كنا نصلي العصر مع رسول الله ثم تنحر الجزور فتقسم عشر قسمٍ ثم تطبخ فنأكل لحما نضيجا قبل مغيب الشمس

أفراد مسلم

772

الأول عن عباية بن رفاعة عن رافع قال أعطى رسول الله أبا سفيان ابن حرب وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابسٍ كل إنسانٍ مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك فقال:

أتجعل نهبي ونهب العبيد ** بين عيينة والأقرع

وما كان حصنٌ ولا حابسٌ ** يفوقان مرداس في المجمع

وما كنت دون امرئ منهما ** ومن تخفض اليوم لا يرفع قال فأتم له رسول الله مائة وفي حديث أحمد بن عبدة: أن النبي قسم غنائم حنين فأعطى أبا سفيان ابن حرب مائة من الإبل وذكر نحوه وزاد وأعطى علقمة بن علاثة مائة

773

الثاني عن أبي النجاشي قال حدثني رافعٌ قال قدم نبي الله المدينة وهم يأبرون النخل فقال ما تصنعون قالوا كنا نصنعه قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا فتركوه فنفضت أو فنقصت قال فذكروا ذلك له فقال إنما أنا بشرٌ إذا أمرتكم بشيءٍ من دينكم فخذوا به وإذا أمرتكم بشيءٍ من رأي فإنما أنا بشر قال عكرمة بن عمار أو نحو هذا وقال أحمد بن المعقري فنفضت ولم يشك

774

الثالث عن نافع بن جبر أن مروان بن الحكم خطب الناس فذكر مكة وأهلها وحرمتها فناداه رافع بن خديج فقال ما لي أسمعك ذكرت مكة وأهلها وحرمتها ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها وقد حرم رسول الله ما بين لابتيها وذلك عندنا في أديم خولانيٍّ إن شئت أقرأتكه قال فسكت مروان ثم قال قد سمعت بعض ذلك في حديث عبد الله بن عمرو بن عثمان عن رافع قال: قال رسول الله إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها يريد المدينة

ر59

المتفق عليه من مسند عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري رضي الله عنه

775

الأول عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى وعند البخاري من حديث القعنبي عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال كان عمر وعثمان يفعلان ذلك قال أبو مسعود وإن أبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفعلون ذلك ولم يخرج البخاري قول سعيد الموقوف عليه إلا من حديث مالك وليس فيه ذكر أبي بكر وليس هو إلا في كتاب الصلاة للبخاري وقد أخرج البرقاني هذا الفصل من حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري متصلا بالحديث ولم يذكر سعيد بن المسيب

776

الثاني عن عباد عن عمه قال شكي إلى النبي الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة قال لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا

777

الثالث عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال لما أفاء الله على رسوله يوم حنين قسم في الناس وفي المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم - وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم قال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن قال ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله قالوا الله ورسوله أمن قال لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها الأنصار شعارٌ والناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض

778

الرابع عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال خرج النبي إلى هذا المصلى يستسقي فدعا واستسقى ثم استقبل القبلة وقلب رداءه زاد في رواية يونس ثم صلى ركعتين قال البخاري كان ابن عيينة يقول هو صاحب الأذان ووهم لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني - مازن الأنصار

779

الخامس عن عباد بن تميم عن عمه عن النبي قال: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة

780

السادس عنه عن عمه قال إن رسول الله قال إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها وفي حديث الدراوردي ودعا لأهلها وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة وإني دعوت في صاعها ومدها بمثل ما دعا به إبراهيم لأهل مكة

781

السابع عن عباد عن عبد الله بن زيد قال لما كان زمن الحرة أتاه آتٍ فقال له إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت فقال لا أبايع على هذا بعد رسول الله أحدا

782

الثامن عن يحيى بن عمارة بن أبي حسين عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري - وكانت له صحبة - قال قيل له توضأ لنا وضوء رسول الله فدعا بإناء فأكفأ منه على يديه فغسلهما ثلاثا ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثا ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين مرتين ثم أدخل يده فاستخرجها فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثم قال هكذا كان وضوء رسول الله وفي حديث مالك فأقبل بهما وأدبر بدءا بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه وفي حديث عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله ابن زيد قال أتى رسول الله فأخرجنا له ماءً في تورٍ من صفر فتوضأ فغسل وجهه ثلاثا ويديه مرتين مرتين ومسح برأسه فأقبل به وأدبر وغسل رجليه وأخرج البخاري من حديث عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عمه أن النبي توضأ مرتين مرتين وعند مسلم من حديث واسع بن حبان عن عبد الله بن زيد أنه رأى رسول الله توضأ فمضمض ثم استنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويده اليمنى والأخرى ثلاثا ومسح بماءٍ غير فضل يده وغسل رجليه حتى أنقاهما

ر60

حديثان عن عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه

وقد رأى النبي حديثان أخرجهما البخاري ولم يخرج له مسلم شيئا

783

أحدهما عن أبي إسحاق قال خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري وخرج معه البراء بن عازب وزيد بن أرقم زاد أبو مسعود وأنا بينهم يومئذٍ فاستسقى فقام لهم على رجليه على غير منبر فاستغفر ثم صلى ركعتين يجهر بالقراءة ولم يؤذن ولم يقم

784

الثاني عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد الأنصاري أن النبي نهى عن المثلة والنهبى وقد رواه عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي

ر61

المتفق عليه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه

785

الأول عن عبد الله بن يزيد عن أبي مسعود البدري عن النبي قال: إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة

786

الثاني عن علقمة بن قيس وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه

787

الثالث في مواقيت الصلاة من رواية الزهري أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يوما فدخل عليه عروة ابن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوما وهو بالكوفة فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال ما هذا يا مغيرة أليس قد علمت أن جبريل نزل فصلى فصلى رسول الله ثم صلى فصلى رسول الله ثم صلى فصلى رسول الله ثم صلى فصلى رسول الله ثم صلى فصلى رسول الله ثم قال بهذا أمرت فقال عمر لعروة انظر ماذا تحدث يا عروة أو إن جبريل هو الذي أقام لرسول الله وقت الصلاة فقال عروة كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه قال وقال عروة ولقد حدثتني عائشة زوج النبي أن رسول الله كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر. وفي حديث الليث عنه أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا فقال له عروة أما إن جبريل قد نزل فصلى إمام رسول الله فقال له عمر أعلم ما تقول يا عروة قال سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبا مسعود يقول سمعت رسول الله يقول نزل جبريل فأمني فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه يحسب بأصابعه خمس صلوات جود السماع منه فأوردناه لذلك

788

الرابع عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أبي مسعود قال لما أنزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا فجاء رجلٌ فتصدق بشيء كثير فقالوا مراءٍ وجاء رجل فتصدق بصاعٍ فقالوا إن الله لغنيٌّ عن صاع هذا فنزلت { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم } وفي حديث يحيى عن الأعمش: كان رسول الله إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فيحامل فيصيب المد وإن لبعضهم اليوم لمائة ألف في حديث زائدة كأنه يعرض بنفسه

789

الخامس عن شقيق عن أبي مسعودٍ الأنصاري قال كان رجلٌ من الأنصار يقال له أبو شعيب وكان له غلامٌ لحامٌ فرأى رسول الله فعرف في وجهه الجوع فقال لغلامه ويحك اصنع لنا طعاما لخمسة نفرٍ فإني أريد أن أدعو النبي خامس خمسة قال فصنع ثم أتى النبي فدعاه خامس خمسة واتبعهم رجلٌ فلما بلغ الباب قال النبي إن هذا اتبعنا فإن شئت أن تأذن له وإن شئت رجع قال بل آذن له يا رسول الله

790

السادس عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي مسعود أن رسول الله نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن وليس لأبي بكر عن أبي مسعود في الصحيحين غير هذا الحديث الواحد

791

السابع عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال جاء رجلٌ إلى النبي فقال إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت النبي غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذٍ فقال يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة وفي حديث زهير قال فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة وفي حديث سفيان فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة

792

الثامن عن قيس عن أبي مسعود قال: قال النبي إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله عز وجل فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا

793

التاسع عن قيس عن أبي مسعود قال أشار النبي نحو اليمن فقال ألا إن الإيمان ها هنا وإن القسوة وغلظ القلب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر وللبخاري حديث واحد

794

عن ربعي بن حراش عن أبي مسعود قال: قال النبي إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

أفراد مسلم

795

الأول عن أبي وائل عن أبي مسعود قال: قال رسول الله حوسب رجلٌ ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيءٌ إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال: قال الله عز وجل نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه وقد روى هذا المعنى عن حذيفة موقوفا وعن عقبة بن عامر مرفوعا وأخرجه مسلم من حديث ربعي بن حراش عن حذيفة قال أتي الله عز وجل بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ما عملت في الدنيا - قال ولا يكتمون الله حديثا - قال يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أتيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري هكذا سمعناه من في رسول الله

796

الثاني عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري - ووالده عبد الله بن زيد الأنصاري هو الذي كان أري النداء بالصلاة عن أبي مسعود الأنصاري قال أتانا رسول الله ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك فسكت رسول الله حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله قولوا اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمدٍ كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد والسلام كما قد علمتم

797

الثالث عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن أبي مسعود قال كان رسول الله يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال ابن مسعود فأنتم اليوم أشد اختلافا

798

الرابع عن يزيد بن شريك التيمي عن أبي مسعود البدري قال كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب قال فلما دنا مني إذا هو رسول الله فإذا هو يقول اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود فألقيت السوط من يدي فقال اعلم أبا مسعودٍ أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام قال فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا وفي حديث جرير: فسقط من يدي السوط من هيبته وفي حديث أبي معاوية: فقلت يا رسول الله هو حرٌّ لوجه الله فقال أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار وفي حديث شعبة: أنه كان يضرب غلاما فجعل يقول أعوذ بالله فجعل يضربه فقال أعوذ برسول الله فتركه فقال رسول الله والله لله أقدر عليك منك عليه قال فأعتقه

799

الخامس عن أبي عمرو الشيباني - واسمه سعد بن إياس - عن أبي مسعود قال جاء رجلٌ بناقة مخطومة فقال هذه في سبيل الله فقال رسول الله لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة

800

السادس عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود قال جاء رجل إلى النبي فقال إنه أبدع بي فاحملني فقال ما عندي فقال رجل يا رسول الله أنا أدله على من يحمله فقال رسول الله من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله

801

السابع عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود قال: قال رسول الله يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواءً فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواءً فأقدمهم سنا ولا يؤمن الرجل الرجل في أهله ولا في سلطانه ولا تقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه. وفي حديث شعبة: يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة ولا يؤمن الرجل الرجل في أهله ولا في سلطانه والباقي بمعناه

ر62

مسند شداد بن أوس رضي الله عنه

المخرج له في الصحيحين حديثان

802

أحدهما للبخاري عن بشير بن كعب العدوي عن شداد بن أوس عن النبي قال: سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة

803

الثاني لمسلم عن أبي الأشعث الصنعاني - واسمه شراحيل بن آدة من صنعاء دمشق عن شداد بن أوس قال ثنتان حفظتهما عن رسول الله قال إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته

ر63

المتفق عليه من مسند النعمان بن بشير رضي الله عنه

804

الأول عن حميد بن عبد الرحمن وعن محمد بن النعمان بن بشير عن النعمان بن بشير أنه قال إن أباه أتى به رسول الله فقال إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي فقال رسول الله أكل ولدك نحلته مثل هذا فقال لا فقال رسول الله فارجعه وأخرجاه من حديث أبي عمرو عامر بن شراحيل الشعبي عن النعمان بن بشير قال تصدق علي أبي ببعض ماله فقالت أمي عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى يشهد رسول الله فانطلق أبي إلى النبي ليشهده على صدقتي فقال له رسول الله أفعلت هذا بولدك كلهم قال لا قال اتقوا الله واعدلوا في أولادكم فرجع أبي فرد تلك الصدقة وفي حديث محمد بن بشير فقال رسول الله يا بشير ألك ولدٌ سوى هذا قال نعم قال أكلهم وهبت له مثل هذا قال لا قال فلا تشهدني إذن فإني لا أشهد على جور وفي حديث عاصم الأحول لا تشهدني على جور وفي حديث داود بن أبي هند أشهد على هذا غيري ثم قال أليس يسرك أن يكونوا إليك في البر سواء قال بلى قال فلا إذا. وأخرجه مسلم من حديث عروة بن الزبير عن النعمان أن أباه أعطاه غلاما فقال له النبي ما هذا قال أعطانيه أبي قال فكل إخوتك أعطاه كما أعطاك قال لا قال فاردده

805

الثاني عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول سمعت رسول الله يقول - وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه إن الحلال بينٌ وإن الحرام بينٌ وبينهما مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك إن يرتع فيه ألا ولكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب

806

الثالث عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وفي حديث وكيع: المؤمنون كرجلٍ واحدٍ إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وفي حديث خيثمة عن النعمان – لمسلم: المسلمون كرجلٍ واحدٍ إن اشتكى عينه اشتكى كله وإن اشتكى رأسه اشتكى كله

807

الرابع عن أبي إسحاق السبيعي - واسمه عمرو بن عبد الله - عن النعمان قال سمعت رسول الله يقول إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجلٌ يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه وفي حديث الأعمش من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا

808

الخامس عن سالم بن أبي الجعد عن النعمان قال سمعت رسول الله يقول لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم وهو عند مسلم أيضا من رواية سماك بن حرب عن النعمان بطوله قال كان رسول الله يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رجلا باديا صدره فقال عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم وللبخاري وحده حديث واحد

809

عن عامر الشعبي عن النعمان عن النبي قال: مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قدمٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا

أفراد مسلم

810

الأول عن سماك قال خطب النعمان بن بشير فقال لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجلٍ حمل زاده ومزاده على بعيرٍ ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض فأدركته القائلة فنزل فقال تحت شجرة فغلبته عينه وانسل بعيره فاستيقظ فسعى شرفا فلم ير شيئا ثم سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا ثم سعى شرفا ثالثا فلم ير شيئا فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه فبينما هو قاعدٌ إذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده فلله أشد فرحا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله قال سماك فزعم أن النعمان رفع الحديث إلى النبي واما أنا فلم أسمعه وهو في مسند ابن مسعود والبراء بن عازب وأبي هريرة وأنس بن مالك بمعناه

811

الثاني عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله أي شيءٍ قرأ رسول الله يوم الجمعة سوى سورة الجمعة فقال كان يقرأ { هل أتاك } . وأخرج مسلم أيضا من حديث حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله يقرأ في العيدين وفي الجمعة ب { سبح اسم ربك } و { هل أتاك حديث الغاشية } قال وإذا اجتمع العيد والجمعة في يومٍ واحد يقرأ بهما في الصلاتين

812

الثالث عن ممطور الحبشي أبي سلام قال حدثني النعمان بن بشير قال كنت عند منبر النبي فقال رجل ما أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج وقال آخر ما أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام وقال آخر الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر وقال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر النبي وهو يوم الجمعة ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز وجل عليه { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله } الآية إلى آخرها

813

الرابع عن سماك قال سمعت النعمان بن بشير يقول ألستم في طعامٍ وشراب ما شئتم لقد رأيت نبيكم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه

ر64

المتفق عليه من مسند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه

814

الأول عن أبي إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى قال كنا مع رسول الله في سفرٍ في شهر رمضان فلما غابت الشمس قال يا فلان انزل فاجدح لنا قال يا رسول الله إن عليك نهارا قال انزل فاجدح قال فنزل فجدح فأتاه به فشرب النبي ثم قال بيده إذا غابت الشمس من ها هنا وجاء الليل من ها هنا فقد أفطر الصائم

815

الثاني عن سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت بها القدور نادى منادي رسول الله أن اكفئوا القدور ولا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا قال فقال ناسٌ إنما نهى عنها رسول الله لأنها لم تخمس وقال آخرون نهى عنها البتة

816

الثالث عن أبي إسحاق الشيباني قال سألت عبد الله بن أبي أوفى هل رجم رسول الله قال نعم قلت بعدما أنزلت سورة النور أم قبلها قال لا أدري

817

الرابع عن إسماعيل بن أبي خالدٍ قال قلت لعبد الله بن أبي أوفى أكان رسول الله بشر خديجة ببيتٍ في الجنة قال نعم بشرها ببيتٍ في الجنة من قصبٍ لا صخب فيه ولا نصب

818

الخامس عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى قال دعا رسول الله على الأحزاب فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم زاد في رواية ابن أبي عمر مجري السحاب وقد أخرجاه أيضا بأطول من هذا من رواية أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله - وكان كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته له هكذا عند البخاري وفي رواية مسلم عن أبي النضر عن كتاب رجلٍ من أسلم من أصحاب النبي يقال له عبد الله بن أبي أوفى كتب إلى عمر بن عبيد الله حين سار إلى الحرورية يخبره أن رسول الله في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال يأيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال النبي اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم

819

السادس عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن عبد الله بن أبي أوفى قال اعتمر رسول الله واعتمرنا معه فلما دخل مكة طاف فطفنا معه وأتى الصفا والمروة فأتيناهما معه وكنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد فقال له صاحبٌ لي أكان دخل الكعبة قال لا هذا لفظ حديث البخاري وأخرج مسلم طرفا منه - وهو السؤال عن دخول الكعبة فقط وباقيه للبخاري وفيه عنده من روايته عن مسدد اعتمر رسول الله فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين ومعه من يستره من الناس

820

السابع عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى - وكان من أصحاب الشجرة - قال كان رسول الله إذا أتاه قومٌ بصدقة قال اللهم صل عليهم فأتاه أبي - أبو أوفى - بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى

821

الثامن عن عمرو بن مرة قال حدثني عبد الله بن أبي أوفى قال كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة وكانت أسلم ثمن المهاجرين أخرجاه جميعا في المغازي وأغفله أبو مسعود فلم يذكره في ترجمة عمرو بن مرة فيما عندنا من كتابه

822

التاسع عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى هل كان النبي أوصى فقال لا فقلت كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية فقال أوصى بكتاب الله في حديث ابن مهدي زيادة ذكرها أبو مسعود وأبو بكر البرقاني ولم يخرجها البخاري ولا مسلم فيما عندنا من كتابيهما وهي قال وقال هزيل بن شرحبيل أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله ود أبو بكر لو وجد عهدا من رسول الله فخزم أنفه بخزامة. وفي حديث وكيع: قلت فكيف أمر الناس بالوصية وفي حديث ابن نمير: كيف كتب على المسلمين الوصية وليس لطلحة بن مصرف عن ابن أبي أوفى في الصحيحين غير هذا الحديث الواحد

823

العاشر عن وقدان أبي يعفور عن ابن أبي أوفى قال غزونا مع رسول الله سبع غزوات نأكل الجراد وفي حديث شعبة نأكل معه الجراد وقال ابن أبي عمر ست أو سبع وليس لأبي يعفور عن ابن أبي أوفى في الصحيحين غير هذا الحديث الواحد

أفراد البخاري

824

الأول عن أبي إسحاق الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى قال نهى النبي عن نبيذ الجر الأخضر قلت أنشرب في الأبيض قال لا

825

الثاني عن إسماعيل بن أبي خالد قال رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة قال ضربتها مع النبي يوم حنين قلت شهدت حنينا قال قبل ذلك

826

الثالث عن إسماعيل بن أبي خالد قال قلت لابن أبي أوفى رأيت إبراهيم ابن النبي قال: نعم مات صغيرا ولو قضي أن يكون بعد محمدٍ نبيٌّ عاش ابنه ولكن لا نبي بعده وليس له عند البخاري غير إسناد واحد ولم يخرجه إلا في موضع واحد

827

الرابع عن إبراهيم بن عبد الله السكسكي عن ابن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعط ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى آخر الآية وليس لإبراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى في الصحيح غير هذا الحديث الواحد

828

الخامس عن محمد بن أبي المجالد قال اختلف عبد الله بن شداد بن الهاد وأبو بردة في السلف فبعثوني إلى ابن أبي أوفى فسألته فقال إنا كنا نسلف على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر في الحنطة والشعير والزبيب والتمر وسألت ابن أبزى فقال مثل ذلك وفي حديث أبي إسحاق الشيباني عن ابن أبي المجالد فقال عبد الله بن أبي أوفى كنا نسلف نبيط أهل الشام في الحنطة والشعير والزبيب في كيلٍ معلوم إلى أجلٍ معلومٍ قلت إلى من كان أصله عنده فقال ما كنا نسألهم عن ذلك قال ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبزى فسألته فقال كان أصحاب النبي يسلفون على عهد النبي ولا نسألهم ألهم حرثٌ أم لا. وليس لمحمد بن أبي المجالد عن عبد الله بن أبي أوفى في الصحيح غير هذا الحديث الواحد ولمسلم حديث واحد

829

عن مجزأة بن زاهر وعبيد بن الحسن - ويكنى أبا الحسن - عن ابن أبي أوفى عن النبي وفي حديث عبيد قال كان رسول الله إذا رفع ظهره من الركوع قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيءٍ بعد لم يزد وزاد في حديث مجزأة بن زاهر أنه كان يقول: اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وليس لمجزأة ولا لعبيد بن الحسن عن ابن أبي أوفى في الصحيح غير هذا

ر65

المتفق عليه من مسند زيد بن أرقم ويكنى أبا عمرو رضي الله عنه

830

الحديث الأول عن أبي عمرو بن إياس الشيباني عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم في الصلاة يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت { وقوموا لله قانتين } فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام وليس لأبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم في الصحيحين غير هذا الحديث

831

الثاني عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي أن عبد الله بن يزيد خرج يستسقي بالناس فصلى ركعتين ثم استسقى قال فلقيت يومئذٍ زيد بن أرقم قال وليس بيني وبينه غير رجل أو بيني وبينه رجلٌ فقلت له كم غزا رسول الله قال تسع عشرة فقلت كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة غزوة قال قلت فما أول غزاة غزاها قال ذات العشير أو العسيرة وفي حديث وهب عن شعبة فذكرت ذلك لقتادة فقال العشيرة وفي حديث الحسن بن موسى وأنه حج بعدما هاجر حجة واحدة حجة الوداع قال أبو إسحاق وبمكة أخرى

832

الثالث عن أبي إسحق أنه سمع زيد بن أرقم يقول خرجنا مع رسول الله في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد الله بن أبي لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال فأتيت النبي فأخبرته بذلك فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل فقالوا كذب زيدٌ رسول الله قال فوقع في نفسي مما قالوه شدة حتى أنزل الله تصديقي { إذا جاءك المنافقون } قال ثم دعاهم النبي ليستغفر لهم قال فلووا رؤوسهم وقوله { كأنهم خشبٌ مسندة } قال كانوا رجالا أجمل شيء وفي حديث إسرائيل أن زيدا قال كنت في غزاة فسمعت عبد الله يقول فذكر قوله قال فذكرت ذلك لعمي أو لعمر فذكر ذلك لرسول الله فدعانى فحدثته فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فصدقهم رسول الله وكذبني فأصابني غمٌّ لم يصبني مثله قط فجلست في بيتي فقال عمي ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ومقتك فأنزل الله عز وجل { إذا جاءك المنافقون } إلى قوله { ليخرجن الأعز منها الأذل } فأرسل إلي رسول الله فقرأها علي ثم قال إن الله قد صدقك وأخرجه البخاري أيضا من حديث محمد بن كعب القرظي وعبد الرحمن بن أبي ليلى قال سمعت زيد بن أرقم قال لما قال عبد الله بن أبي لا تنفقوا على من عند رسول الله وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة أخبرت به النبي فلامني الأنصار وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك فرجعت إلى المنزل فنمت فأتاني رسول رسول الله فأتيته فقال إن الله قد صدقك ونزلت { هم الذين يقولون لا تنفقوا } الآية

833

الرابع عن أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم قال سألت زيد بن أرقم والبراء بن عازب عن الصرف فكل واحد منهما يقول هذا خيرٌ مني وكلاهما يقول نهى رسول الله عن بيع الذهب بالورق دينا وفي حديث سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي المنهال قال باع شريك لي ورقا بنسيئة إلى الموسم أو إلى الحج فجاء إلي فأخبرني فقلت هذا أمرٌ لا يصلح قال قد بعته في السوق فلم ينكر ذلك علي أحدٌ فأتيت البراء بن عازب فسألته فقال قدم النبي ونحن نبيع هذا البيع فقال ما كان يدا بيدٍ فلا بأس به وما كان نسيئة فهو ربا وأت زيد بن أرقم فهو أعظم تجارة مني فأتيته فسألته فقال مثل ذلك

وللبخاري حديثان

834

أحدهما عن عبد الله بن الفضل أنه سمع أنس بن مالك يقول حزنت على من أصيب من أهلي بالحرة فكتب إلي زيد بن أرقم - وبلغه شدة حزني - يذكر أنه سمع النبي يقول اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وشك ابن الفضل في أبناء أبناء الأنصار فسأل أنسا بعض من كان عنده - عن زيد - فقال هو الذي يقول لرسول الله هذا الذي أوفى الله له بأذنه زاد البرقاني متصلا بالحديث وقال ابن شهاب سمع زيد بن أرقم رجلا من المنافقين - ورسول الله - يقول لئن كان هذا حقا فلنحن شرٌّ من الحمير فقال زيدٌ قد والله صدق ولأنت شرٌّ من الحمار فرفع ذلك إلى رسول الله فجحد القائل فأنزل الله عز وجل على رسوله { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم } فكان مما أنزل الله تعالى هذه الآية تصديقا لزيد وقد أخرج مسلمٌ الطرف الذي في أوله في فضل الأنصار من حديث النضر عن أنس عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله : اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار هكذا قال ولم يشك فهذا الطرف متفق عليه من ترجمتين وباقي الخبر في أفراد البخاري ولم ينبه عليه أبو مسعود ولا ذكره لمسلم في ترجمة النضر عن أنس عن زيد بن أرقم فيما عندنا من نسخ كتابه

835

الثاني عن أبي حمزة طلحة بن يزيد مولى قرظة بن كعب عن زيد بن أرقم قال: قالت الأنصار يا رسول الله لكل نبيٍّ أتباعٌ وإنا قد اتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعنا منا فقال النبي اللهم اجعل أتباعهم منهم قال عمرو بن مرة فذكرته لابن أبي ليلى قال قد زعم ذلك زيد

أفراد مسلم

836

الحديث الأول عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان زيدٌ يكبر على جنائزنا أربعا وإنه كبر على جنازة خمسا فسألته فقال كان رسول الله يكبرها

837

الثاني عن طاوس قال قدم زيد بن أرقم فقال له عبد الله بن عباس يستذكره كيف أخبرتني عن لحم صيد أهدي إلى رسول الله وهو حرام قال أهدي له عضوٌ من لحم صيدٍ فرده وقال إنا لا نأكله إنا حرم وفي رواية البرقاني قال طاوس سمعت ابن عباس يسأل زيد بن أرقم وليس في الصحيح لطاوسٍ عن زيد بن أرقم غير هذا الحديث الواحد ولا لمسلم فيه غير إسناد واحد

838

الثالث عن القاسم بن عوف الشيباني أن زيد بن أرقم رأى قوما يصلون من الضحى فقال لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل إن رسول الله قال إن صلاة الأوابين حين ترمض الفصال وفي حديث هشام بن أبي عبد الله أن رسول الله خرج على أهل قباءٍ وهم يصلون فقال صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال وقال أبو مسعود فيه إن زيدا رأى قوما يصلون في مسجد قباء الضحى فقال لقد علموا وهذا خلاف ما في كتاب مسلم وليس للقاسم بن عوف عن زيد في الصحيح غير هذا الحديث الواحد

839

الرابع عن نضر بن أنس عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله اللهم اغفر للأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ولأبناء الأنصار ذكره مسلم في الفضائل وأغفله أبو مسعود فلم يذكره فيما عندنا من كتابه

840

الخامس عن أبي عثمان النهدي وعبد الله بن الحارث عن زيد بن أرقم قال لا أقول لكم كما كان رسول الله يقول قال كان يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع ومن قلبٍ لا يخشع ومن نفسٍ لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها وليس لهما في الصحيح عن زيد غير هذا الحديث الواحد

841

السادس عن يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر ابن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله فما حدثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله فينا خطيبا بماء يدعى فما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشرٌ يوشك أن يأتى رسول ربي فأجيب وأنا تاركٌ فيكم ثقلين أولهماكتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم زاد في حديث جرير كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل وفي حديث سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان نحوه غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله هو حبلٌ من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده

ر66

مسند ثابت بن الضحاك الأنصاري يكنى أبا زيد رضي الله عنه

له حديثان

842

أحدهما متفق عليه عن أبي قلابة أن ثابت بن الضحاك أخبره أنه بايع رسول الله تحت الشجرة وأن رسول الله قال من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذرٌ فيما لا يملكه وفي حديث أيوب عن أبي قلابة: ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفرٍ فهو كقتله وفي حديث شعبة ومن ذبح نفسه بشيء ذبح به يوم القيامة وفي حديث يحيى بن كثير عن أبي قلابة: ومن ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة

843

والثاني لمسلم من رواية عبد الله بن معقل عن ثابت بن الضحاك أن رسول الله نهى عن المزارعة وأمر بالمؤاجرة وقال لا بأس بها

ر67

مسند أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه

له حديث واحد متفق عليه

844

من رواية عباد بن تميم عنه أنه كان مع رسول الله في بعض أسفاره - قال الراوي حسبت أنه قال والناس في مبيتهم فأرسل رسول الله رسولا لا تبقين في رقبة بعيرٍ قلادة من وترٍ أو قلادة إلا قطعت

ر68

المتفق عليه من مسند البراء بن عازب رضي الله عنه

845

الحديث الأول عن أبي جحيفة عن البراء قال ذبح أبو بردة بن نيار قبل الصلاة فقال النبي أبدلها فقال يا رسول الله ليس عندي إلا جذعة قال شعبة وأظنه قال وهي خيرٌ من مسنة فقال رسول الله اجعلها مكانها ولن تجزي عن أحد بعدك ومنهم من لم يذكر الشك في قوله هي خير من مسنة وقد أخرجاه من حديث عامر الشعبي عن البراء وأول حديثه إن النبي قال: إن أول ما نبدأ به يومنا هذا نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيءٌ وكان أبو بردة بن نيار قد ذبح فقال عندي جذعة خيرٌ من مسنة فقال اذبحها ولن تجزي عن أحدٍ بعدك وفي حديث مسدد أن البراء قال ضحى خالٌ لي يقال له أبو بردة قبل الصلاة فقال له رسول الله شاتك شاة لحمٍ فقال يا رسول الله إن عندي داجنا جذعة من المعز قال اذبحها ولا تصلح لغيرك ثم قال من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين وقال عاصم وداود عن الشعبي عناق لبن وقال أبو الأحوص حدثنا منصور عناق جذعة وفي حديث ابن نمير أنه عليه الصلاة والسلام قال: من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فلا يذبح حتى يصلي فقال خالي وقد نسكت عن ابن لي فقال ذاك شيءٌ عجلته لأهلك قال إن عندي شاة خيرٌ من شاتين قال ضح بها فإنها خير نسيكتيك وفي حديث جندب بن سفيان نحوه

846

الثاني عن عبد الله بن يزيد قال حدثنا البراء - وهو غير كذوب - قال كنا نصلي خلف النبي فإذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن أحدٌ منا ظهره حتى يضع النبي جبهته على الأرض. وأخرجه مسلم من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال كنا مع النبي لا يحني أحدٌ منا ظهره حتى نراه قد سجد زاد زهير ثم يخر من وراءه سجدا وسفيان بمعناه

847

الثالث عن الشعبي عن البراء قال أمرنا النبي في غزوة خيبر أن نلقي لحوم الحمر الأهلية نيئة ونضيجة ثم لم يأمرنا بأكله وقد أخرجاه من حديث عدي بن ثابت الأنصاري عن البراء قال غزونا مع النبي فأصابوا حمرا فقال رسول الله أكفئوا القدور وأخرجه مسلم من حديث ثابت بن عبيد قال: سمعت البراء قال نهينا عن لحوم الحمر الأهلية ومن حديث أبي إسحق عن البراء قال أصبنا يوم خيبر حمرا فنادى منادي رسول الله أن أكفئوا القدور

848

الرابع عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال كان ركوع النبي وسجوده بين السجدتين وإذا رفع رأسه من الركوع - ما خلا القيام والقعود - قريبا من السواء كذا في حديث بدل بن المحبر عن شعبة وفي حديث هلال بن أبي حميد عن ابن أبي ليلى عن البراء قال: رمقت الصلاة مع محمد فوجدت قيامه فركعته فاعتداله بعد ركوعه فسجدته فجلسته بين السجدتين فسجدته فجلسته ما بين التسليم والانصراف - قريبا من السواء وفي حديث معاذ العنبري عن شعبة عن الحكم قال غلب على الكوفة رجل - قد سماه - زمن ابن الأشعث وسماه غندر في روايته مطر بن ناجية فأمر أبا عبيدة بن عبد الله أن يصلي بالناس وكان يصلي فإذا رفع رأسه من الركوع قام قدر ما أقول اللهم ربنا لك الحمد وملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال الحكم فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن أبي ليلى فقال سمعت البراء بن عازب يقول كانت صلاة رسول الله قيامه وركوعه وإذا رفع رأسه من الركوع وسجوده وما بين السجدتين قريبا من السواء قال شعبة فذكرته لعمرو بن مرة فقال قد رأيت ابن أبي ليلى فلم تكن صلاته هكذا

849

الخامس عن معاوية بن سويد بن مقرن قال دخلت على البراء بن عازب فسمعته يقول أمرنا رسول الله بسبعٍ ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس وإبرار القسم أو المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإفشاء السلام ونهانا عن خواتيم أو عن تختمٍ بالذهب وعن شربٍ بالفضة وعن المياثر وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج وفي حديث أبي عوانة عن الأشعث وإنشاد الضال زاد في حديث الشيباني عن الأشعث وعن الشرب في الفضة فإنه من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الآخرة وقال إبرار القسم من غير شك وفي حديث بهز وغيره عن شعبة ورد السلام بدل وإفشاء السلام وقال نهانا عن خاتم الذهب أو حلقة الذهب وفيه من حديث سليمان بن حرب عن شعبة وإبرار القسم. وفي حديث أبي الأحوص عن الأشعث ونهانا عن خاتم الذهب وعن آنية الفضة وفي حديث سفيان عن الأشعث وعن المياثر الحمر

850

السادس عن أبي إسحق عمرو بن عبد الله السبيعي قال سمعت البراء ابن عازب يقول نزلت هذه الآية فينا كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لم يدخلوا من قبل أبواب البيوت فجاء رجلٌ من الأنصار فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها }

851

السابع عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء قال: قال رسول الله يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإنك إن مت في ليلتك مت على الفطرة وإن أصبت أصبت خيرا وأخرجاه من حديث سعد بن عبيدة عن البراء قال: قال لي رسول الله إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل وذكر نحوه وفيه واجعلهن آخر ما تقول فقلت استذكرهن وبرسولك الذي أرسلت فقال لا وبنبيك الذي أرسلت وأخرجه البخاري من حديث المسيب بن رافع عن البراء وفي آخره وقال رسول الله من قالها ثم مات مات على الفطرة. وقد أخرج مسلم عن أبي بكر بن أبي موسى عن البراء أن النبي كان إذا أخذ مضجعه قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور وهذا عند البخاري من حديث ربعي عن حذيفة

852

الثامن عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال رأيت النبي ينقل معنا التراب وهو يقول والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا ومنهم من قال ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا والمشركون قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا وفي حديث شعبة ويرفع بها صوته وفيه ولقد وارى التراب بياض إبطيه

853

التاسع عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } دعا رسول الله زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر }

854

العاشر عن أبي إسحق عن البراء أن آخر سورة أنزلت تامة سورة التوبة وأن آخر آية نزلت آية الكلالة وفي حديث عمار بن زريق آخر آية أنزلت كاملة. وقد أخرجه مسلم من حديث أبي السفر سعيد بن محمد - وقيل - أحمد - عن البراء قال آخر آية أنزلت { يستفتونك }

855

الحادي عشر عن أبي إسحاق قال جاء رجلٌ إلى البراء فقال أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة فقال أشهد على نبي الله أنه ما ولى ولكنه انطلق أخفاء من الناس وحسر إلى هذا الحي من هوازن وهم قومٌ رماة فرموهم برشقٍ من نبل كأنها رجلٌ من جرادٍ فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله وأبو سفيان بن حرب يقود به بغلته فنزل ودعا واستنصر وهو يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب اللهم نزل نصرك زاد أبو خيثمة ثم صفهم قال البراء كنا - والله - إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به - يعني النبي

856

الثاني عشر عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار وأنه صلى - قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قومٌ فخرج رجلٌ ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي - قبل بيت المقدس - وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. قال زهير في حديثه عن أبي إسحق عن البراء إنه مات على القبلة - قبل أن تحول - رجالٌ وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله عز وجل { وما كان الله ليضيع إيمانكم } وفي حديث إسرائيل: وكان رسول الله يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله عز وجل { قد نرى تقلب وجهك في السماء } فتوجه نحو الكعبة فقال السفهاء من الناس - وهم اليهود { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }

857

الثالث عشر عن أبي إسحاق عن البراء قال أهدي للنبي ثوب حرير فجعلنا نلمسه ونتعجب منه فقال النبي أتعجبون من هذا قلنا نعم قال مناديل سعد بن معاذٍ في الجنة خيرٌ من هذا وفي حديث شعبة أتعجبون من لين هذه لمناديل سعد بن معاذٍ في الجنة خيرٌ منها وألين وفي حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق: والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة خيرٌ من هذا

858

الرابع عشر في صلح أهل مكة عام الحديبية عن أبي إسحاق عن البراء قال: اعتمر رسول الله في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يدخل - يعني من العام المقبل يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمدٌ رسول الله قالوا لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ولكن أنت محمد بن عبد الله ثم قال لعلي امح رسول الله قال لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله الكتاب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة بسلاح إلا في القراب وألا يخرج من أهلها بإحدٍ إن أراد أن يتبعه وألا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك أخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج رسول الله فتبعتهم بنت حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها عليٌّ فأخذ بيدها وقال لفاطمة دونك ابنة عمك فاحتمليها فاختصم فيها عليٌّ وزيد وجعفر فقال علي أنا أحق بها وهي ابنة عمي وقال جعفر بنت عمي وخالتها تحتي وقال زيدٌ بنت أخي فقضى النبي لخالتها وقال الخالة بمنزلة الأم وقال لعلي أنت مني وأنا منك وقال لجعفر أشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد أنت أخونا ومولانا وفي حديث شعبة لما صالح رسول الله أهل الحديبية كتب عليٌّ بينهم كتابا كتب محمد رسول الله فقال المشركون لا تكتب محمد رسول الله لو كنت رسول الله لم نقاتلك ثم قال لعلي امحه فقال عليٌّ ما أنا بالذي أمحوه فمحاه رسول الله بيده وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح قال القراب بما فيه والمسئول عن جلبان السلاح هو أبو إسحق - بين ذلك معاذ العنبري في حديثه قال: قال شعبة قلت لأبي إسحق ما جلبان السلاح قال القراب بما فيه. وقال موسى بن مسعود في حديثه: صالح النبي المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابلٍ ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندلٍ يحجل في قيوده فرده إليهم وفي حديث يوسف بن أبي إسحاق ان النبي لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة فاشترطوا عليه ألا يقيم بها إلا ثلاث ليال ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ولا يدعو منهم أحدا قال فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك وبايعناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال أنا والله - محمد بن عبد الله وأنا رسول الله قال وكان لا يكتب فقال لعلي امح رسول الله فقال والله لا أمحوه أبدا قال فأرنيه فأراه إياه فمحاه رسول الله بيده فلما دخل وقضى الأجل أتوا عليا فقالوا مر صاحبك فليرتحل فذكر ذلك عليٌّ لرسول الله فقال نعم ثم ارتحل وفي رواية إسرائيل عن أبي إسحاق ثم قال لعلي امح رسول الله قال لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله الكتاب - وليس يحسن يكتب - فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله الحديث نحوه وفيه ذكر بنت حمزة والأخذ لها والخصومة فيها قال أبو مسعود في الأطراف فأخذ النبي الكتاب وليس يحسن أن يكتب فكتب مكان رسول الله محمد وكتب هذا ما قاضى عليه محمد فذكره وليس هذا هكذا فيما عندنا من الصحيحين

859

الخامس عشر عن أبي إسحاق عن البراء قال كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوطٌ بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وجعل فرسٌ ينفر منها فلما أصبح أتى النبي فذكر ذلك له فقال تلك السكينة تنزلت للقرآن في حديث شعبة اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت عند القرآن أو للقرآن

860

السادس عشر عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول كان رسول الله أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وقد أخرجا من رواية أبي إسحاق أيضا عن البراء أنه قال كان رسول الله مربوعا بعيد ما بين المنكبين له شعرٌ يبلغ شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منه وفي حديث مالك بن إسماعيل ما رأيت أحدا أحسن في حلة حمراء من النبي قال: البخاري وقال بعض أصحابي عن مالك بن إسماعيل إن جمته لتضرب قريبا من منكبيه قال أبو إسحاق سمعته يحدثه غير مرة ما حدثه به قط إلا ضحك وفي حديث شعبة: عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه

861

السابع عشر عن أبي إسحاق عن البراء قال أتى النبي رجلٌ مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال أسلم ثم قاتل ثم قاتل فقتل فقال رسول الله عمل قليلا وأجر كثيرا ولفظ حديث مسلم: جاء رجلٌ من بني النبيت - قبيلة من الأنصار - إلى النبي فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ثم تقدم فقاتل حتى قتل فقال النبي عمل هذا يسيرا وأجر كثيرا

862

الثامن عشر عن عدي بن ثابت الأنصاري عن البراء عن النبي أنه قال في الأنصار لا يحبهم إلا مؤمنٌ ولا يبغضهم إلا منافقٌ من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله في كتاب مسلم بن الحجاج قال شعبة قلت لعدي أنت سمعته من البراء قال إياي حدث

863

التاسع عشر عن عدي بن ثابت قال حدثنا البراء قال رأيت الحسن ابن علي على عاتق النبي وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه

864

العشرون عن عدي بن ثابت عن البراء أن النبي كان في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ في إحدى الركعتين { والتين والزيتون } وفي حديث مسعر فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه

865

الحادي والعشرون عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب أن النبي قال: لحسان أهجهم - أو هاجهم - وجبريل معك قال البخاري وزاد إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق الشيباني أهج المشركين

866

الثاني والعشرون عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي قال: المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } إبراهيم في حديث غندر عن شعبة { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } نزلت في عذاب القبر يقال له من ربك فيقول ربي الله ونبيي محمد وأخرجه مسلم أيضا من حديث خيثمة بن عبد الرحمن عن البراء في قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } الآية نزلت في عذاب القبر حكى أبو مسعود حديث سعد بن عبيدة بلفظ آخر ولم أجد ذلك كذلك في الكتابين

أفراد البخاري

867

الحديث الأول عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء قال كان أصحاب النبي إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل ان يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال أعندك طعامٌ قالت لا ولكن أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عينه فجاءت امرأته فلما رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي فنزلت هذه الآية { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } ففرجوا بها فرحا شديدا ونزلت { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود }

868

الثاني عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل الله تعالى { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم } الآية

869

الثالث في قتل أبي رافع عبد الله - وقيل سلام - بن أبي الحقيق عن أبي إسحق عن البراء قال بعث رسول الله إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي النبي ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه - وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم قال عبد الله لأصحابه اجلسوا مكانكم فإني منطلقٌ ومتلطف للبواب لعلي أدخل فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب قال فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على ود قال فقمت إلى الأغاليق فأخدتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يسمر عنده وكان في علالي له فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل قلت إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا ادري أين هو من البيت فقلت أبا رافع قال من هذا فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهشٌ فما أغنت شيئا وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع قال لأمك الويل إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف فأضربه ضربة أثخنته ولم تقتله ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة وانكسرت ساقي فعصبتها بعصابة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت إلى أصحابي فقلت النجاء قد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى النبي فحدثته فقال ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم أشتكها قط وفي رواية يوسف بن أبي إسحق نحوه إلا أنه قال فدخلت ثم اختبأت في مربط حمارٍ عند باب الحصن فتعشوا عند أبي رافع وتحدثوا حتى ذهب ساعة من الليل ثم رجعوا إلى بيوتهم فلما هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت قال ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوة فأخذته ففتحت به باب الحصن ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهر قال قلت إن نذر بي القوم انطلقت على مهلٍ قال ثم عمدت إلى أبي رافع وذكره نحوه وفي حديث علي بن مسلم: بعث رسول الله رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم قال فدخلت في مربط دواب لهم وأغلقوا الحصن ثم إنهم فقدوا حمارا لهم فخرجوا يطلبونه فخرجت فيمن خرج أريهم أني أطلبه معهم فوجدوا الحمار فدخلوا فدخلت فأغلقوا باب الحصن ليلا ووضعوا المفاتيح في كوة حيث أراها فلما ناموا أخذت المفاتيح وفتحت باب الحصن ثم دخلت عليه ثم ذكر نحوه في قتل أبي رافع ووقوعه من السلم قال فوثئت رجلي فخرجت إلى أصحابي فقلت ما أنا ببارح حتى أسمع الواعية فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز فقمت وما بي قلبة حتى أتينا فأخبرناه ورواية يحيى بن آدم مختصرة أن البراء قال بعث رسول الله رهطا من الأنصار إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم لم يزد

870

الرابع في الرماة يوم أحد عن أبي إسحق عن البراء قال جعل رسول الله على الرجالة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلا وهم الرماة - عبد الله بن جبير فقال إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم فهزمهم الله فأنا والله - رأيت النساء يشتددن وقد بدت خلاخيلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن فقال أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون فقال عبد الله بن جبير أنسيتم ما قال لكم رسول الله قالوا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذلك قوله { والرسول يدعوكم في أخراكم } فلم يبق مع النبي غير اثني عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان النبي قد أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرا وسبعين قتيلا فقال أبو سفيان أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم النبي أن يجيبوه ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاث مرات ثم قال أفي القوم ابن الخطاب ثلاث مرات ثم رجع إلى أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوا فما ملك عمر نفسه فقال كذبت يا عدو الله إن الذين عددت لأحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوءك قال يومٌ بيوم بدر والحرب سجال إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل فقال النبي ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل قال إن لنا العزى ولا عزى لكم قال النبي ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم

871

الخامس عن أبي إسحق قال سئل البراء أكان وجه رسول الله مثل السيف قال لا بل مثل القمر

872

السادس عن أبي إسحق عن البراء قال تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع رسول الله أربع عشر مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك النبي فجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا وفي حديث زهير نحوه إلا أنه قال ائتوني بدلو من مائها فأتي به فبصق ودعا ثم قال دعوها ساعة قال فأرووا أنفسهم ورحالهم حتى ارتحلوا

873

السابع عن أبي إسحق عن البراء قال إن أول من قدم علينا من أصحاب النبي مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرآننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي ثم جاء النبي فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله قد جاء فما جاء حتى قرأت { سبح اسم ربك الأعلى } في سورٍ مثلها من المفصل

874

الثامن عن أبي إسحق عن البراء قال غزوت مع النبي خمس عشرة غزوة

875

التاسع عن أبي إسحق عن البراء قال استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر وكان المهاجرون يوم بدر نيفا على الستين والأنصار نيفا وأربعين ومائتين

876

العاشر عن أبي إسحق عن البراء قال كنا أصحاب محمد نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة وفي حديث زهير عن أبي إسحق قال البراء لا والله ما جاوز معه النهر إلا مؤمن

877

الحادي عشر عن أبي إسحق قال سأل رجلٌ البراء أشهد عليٌّ بدرا قال بارز وظاهر

878

الثاني عشر عن أبي إسحق قال سمعت البراء يقول بعثنا رسول الله مع خالد بن الوليد إلى اليمن ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه وقال مر أصحاب خالدٍ من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل فكنت فيمن عقب معه قال فغنمت أواقي ذوات عددٍ

879

الثالث عشر عن عدي بن ثابت عن البراء أن النبي لما مات إبراهيم قال إن له مرضعا في الجنة

880

الرابع عشر عن سليمان بن أبي مسلم قال سألت أبا المنهال عن الصرف يدا بيد فقال اشتريت أنا وشريك لي شيئا يدا بيد ونسيئة فجاءنا البراء ابن عازب فسألناه فقال فعلته أنا وشريكي زيد بن أرقم فسألت النبي عن ذلك فقال أما ما كان يدا بيد فخذوه وما كان نسيئة فردوه

881

الخامس عشر عن المسيب بن رافع قال لقيت البراء فقلت طوبى لك صحبت النبي بايعته تحت الشجرة قال يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده

أفراد مسلم

882

الحديث الأول عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء أن رسول الله كان يقنت في الصبح وفي المغرب

883

الثاني عن الربيع بن البراء عن البراء قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه قال فسمعته يقول رب قني عذابك يوم تبعث - أو تجمع - عبادك وليس للربيع بن البراء عن أبيه في الصحيح غير هذا الحديث

884

الثالث عن شقيق بن عقبة عن البراء نزلت هذه الآية { حافظوا على الصلوات وصلاة العصر } فقرأنا ما شاء الله ثم نسخها الله فنزلت { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } فقال رجل كان جالسا عند شقيق له فهي إذا صلاة العصر فقال البراء فقد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله تعالى والله أعلم وقال مسلم بن الحجاج ورواه الأشجعي عن سفيان الثوري وليس لشقيق بن عقبة عن البراء في الصحيح غير هذا الحديث الواحد

885

الرابع عن عبد الله بن مرة عن البراء قال مر على النبي بيهودي محممٍ مجلودٍ فدعاهم فقال هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قال لا ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك نجده الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا تعالوا فلنجتمع على شيءٍ نقيمه على الشريف والوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم فقال رسول الله اللهم إني أول من أحيا امرك إذ أماتوه فأمر به فرجم فأنزل الله عز وجل

{ يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } إلى قوله { إن أوتيتم هذا فخذوه } يقول ائتوا محمدا فإن أقركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا وأنزل الله تبارك وتعالى { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } في الكفار كلها وليس لعبد الله بن مرة عن البراء في الصحيح غير هذا الحديث

886

الخامس عن إياد بن لقيط عن البراء قال: قال رسول الله إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك

887

السادس عن إياد بن لقيط عن البراء قال: قال رسول الله كيف تقولون بفرح رجلٍ انفلتت منه راحلته تجر زمامها بأرضٍ قفر ليس بها طعامٌ ولا شرابٌ وعليها له طعامٌ وشراب فطلبها حتى شق عليه ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها فوجدها متعلقة به قلنا شديدا يا رسول الله فقال رسول الله أما والله لله أشد فرحا بتوبة عبده من الرجل براحلته وليس لإياد بن لقيط عن البراء في الصحيح غير هذين الحديثين

851

م - وقد ذكرنا آنفا في الحديث السابع من المتفق عليه أن مسلما أخرج عن أبي بكر بن أبي موسى عن البراء أن رسول الله كان إذا أخذ مضجعه قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت الحديث فهو من أفراد مسلم في هذا المسند وإن كان هو عند البخاري من غير حديث البراء على ما قدمنا

ر69

المتفق عليه من مسند زيد بن خالد بن جهينة الجهني رضي الله عنه

888

الحديث الأول عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أنهما قالا إن رجلا من الأعراب أتى النبي فقال يا رسول الله أنشدك إلا قضيت لي بكتاب الله فقال الخصم الآخر - وهو أفقه منه نعم فاقض بكتاب الله وائذن لي فقال رسول الله قل قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني أن ما على ابني إلا جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم فقال رسول الله الله والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم ردٌّ وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام اعمد يا أنيس - لرجل من أسلم - إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله فرجمت وفي حديث مالك والعسيف الأجير في رواية ابن عيينة زيادة شبل بن معبد مع زيد وأبي هريرة ولم يذكره البخاري في كتابه - أسقطه على عمد لأن ذكره وهم وكذلك في حديث الأمة بعده

889

الثاني عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد قالا سئل النبي عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفيرٍ قال ابن شهاب لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة لم يذكر القعنبي ويحيى بن يحيى في روايتهما عن مالك زيدا وذكره ابن وهب وعبد الله بن يوسف وغيرهما عن مالك وفي حديث القعنبي عن مالك قال ابن شهاب: والضفير الحبل حكى أبو مسعود أن البخاري أخرج هذا الحديث في الوكالة وهذا وهم منه وإنما أخرج في الوكالة الحديث الأول الذي قبله لا هذا

890

الثالث عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد قال صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال: قال أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمن بالكوكب

891

الرابع عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد قال: قال نبي الله من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخيرٍ فقد غزا

892

الخامس عن يزيد مولى المنبعث أنه سمع زيد بن خالد الجهني يقول سئل رسول الله عن اللقطة الذهب أو الورق فقال أعرف وكاءها وعفاصها ثم عرفها سنة فإن لم تعرف فاستنفقها ولتكن وديعة عندك فإن جاء طالبها يوما من الدهر فأدها إليه وسأله عن ضالة الإبل فقال: ما لك ولها دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها وسأله عن الشاة فقال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب وفي رواية إسماعيل بن عبد الله عن سليمان بن بلال بعد قوله في اللقطة وكانت وديعة عنده قال يحيى بن سعيد فهذا الذي لا أدري أفي حديث رسول الله أم شيء عنده وفيه بعد قوله في الغنم لك أو لأخيك أو للذئب قال يزيد وهي تعرف أيضا وفي حديث مالك عن ربيعة في اللقطة فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها وفي حديث سفيان عنه وإلا فاستنفقها وفي حديث إسماعيل بن جعفر عن ربيعة قال فضالة الإبل فغضب رسول الله حتى احمرت وجنتاه أو احمر وجهه ثم قال ما لك ولها وفي حديث حماد بن سلمة عن يحيى وربيعة فإن جاء صاحبها فعرف عفاصها وعددها ووكاءها فأعطها إياه وإلا فهي لك لم يذكر سفيان عن ربيعة العدد وروى مسلم عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد طرفا منه قال سئل رسول الله عن اللقطة فقال عرفها سنة فإن لم تعرف فاعرف عفاصها ووكاءها ثم كلها فإن جاء صاحبها فأدها إليه وفي رواية أبي بكر الحنفي فإن اعترفت فأدها وإلا فاعرف عفاصها ووكاءها وعددها

أفراد مسلم

893

الحديث الأول عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني أن النبي قال: ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها

894

الثاني عن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن زيد بن خالد أنه قال قلت لأرمقن صلاة رسول الله الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة وليس لعبد الله بن قيس عن زيد بن خالد في الصحيح غير هذا الحديث

895

الثالث عن أبي سالم سفيان بن هانئ الجيشاني عن زيد بن خالد عن رسول الله أنه قال من آوى ضالة فهو ضالٌّ ما لم يعرفها

ر70

المتفق عليه من مسند سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه

896

الحديث الأول عن محمد بن شهاب الزهري عن سهل بن سعد الأنصاري أنه أخبره أن رجلا اطلع من جحر في باب رسول الله ومع رسول الله مدرى يرجل به رأسه فقال له رسول الله لو أعلم أنك تنظر طعنت به عينك إنما جعل الله الإذن من أجل النظر وهذا حديث يونس ابن يزيد وفي حديث الليث وابن أبي ذئب مدرى يحك به رأسه وفي حديث سفيان مثله وفيه إنما جعل الاستئذان

897

الثاني في المتلاعنين عن ابن شهاب أن سهل بن سعدٍ أخبره أن عويمرا العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري فقال أرأيت يا عاصم لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فسل لي عن ذلك يا عاصم رسول الله فكره رسول الله المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله فلما رجع عاصمٌ إلى أهله جاءه عويمر فقال يا عاصم ماذا قال لك رسول الله قال عاصم لعويمر لم تأتني بخيرٍ قد كره رسول الله المسألة التي سألته عنها قال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأله عنها فأقبل عويمرٌ حتى أتى رسول الله وسط الناس فقال يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فقال رسول الله قد نزل الله فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها قال سهل فتلاعنا - وأنا مع الناس عند رسول الله فلما فرغا قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله قال ابن شهاب فكانت سنة المتلاعنين وفي رواية يونس نحوه وأدرج في الحديث قوله وكان فراقه إياها بعد سنة في المتلاعنين ولم يقل إنه قول الزهري وزاد قال سهل وكانت حاملا وكان ابنها ينسب إلى أمه ثم جرت السنة أن يرثها وترث منه ما فرض الله لها وفي حديث فليحٍ نحو هذه الزيادة وفي رواية ابن جريج نحوه وقال فتلاعنا في المسجد وأنا شاهدٌ وقال بعد قوله فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله فقال النبي ذاكم التفريق بين كل متلاعنين وفيه من رواية ابن ذئبٍ والأوزاعي نحوه وأن رسول الله قال إن جاءت به أحمر قصيرا كأنه وحرة فلا أراها إلا قد صدقت وكذب عليها وإن جاءت به أسود أعين ذا أليتين فلا أراه إلا صدق عليها فجاءت به على المكروه من ذلك وفي رواية سفيان عن الزهري أن سهل بن سعد قال شهدت المتلاعنين وأنا ابن خمس عشرة سنة فرق بينهما

898

الثالث عن أبي حازم سلمة بن دينار عن سعد أن رسول الله قال إذا كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن يعني الشؤم

899

الرابع عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شرٌّ فخرج رسول الله يصلح بينهم في أناسٍ معه فجلس رسول الله وحانت الصلاة فجاء بلالٌ إلى أبي بكر فقال يا أبا بكر إن رسول الله قد حبس وحانت الصلاة فهل لك أن تؤم الناس قال نعم إن شئت فأقام بلال وتقدم أبو بكر فكبر وكبر الناس وجاء رسول الله يمشي في الصفوف حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيق وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله فأشار إليه رسول الله فرفع أبو بكر يده فحمد الله ورجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف فتقدم رسول الله فصلى للناس فلما فرغ أقبل على الناس فقال أيها الناس مالكم حين نابكم شيءٌ في الصلاة أخذتم في التصفيق إنما التصفيق للنساء من نابه شيءٌ في صلاته فليقل سبحان الله فإنه لا يسمعه أحدٌ حين يقول سبحان الله إلا التفت يا أبا بكر ما منعك أن تصلي بالناس حين أشرت إليك فقال أبو بكر ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله وفي حديث حماد بن زيد أن النبي صلى الظهر ثم أتاهم يصلح بينهم وأن الصلاة التي احتبس عنها النبي وتقدم فيها أبو بكر هي صلاة العصر وفيه أنه قال للقوم إذا نابكم أمرٌ فليسبح الرجال وليصفح النساء. وحديث سفيان الثوري مختصر قال: قال النبي التسبيح للرجال والتصفيق للنساء وحديث محمد بن جعفر بن أبي كثير مختصر: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله فقال اذهبوا بنا نصلح بينهم هكذا هو عند البخاري لم يزد وليس عند مسلم هذا القول من رسول الله وقد ظنه أبو مسعود طرفا من حديث الإصلاح بين عمرو بن عوف فذكره في المتفق عليه وقد أفرده غيره منه وجعله من أفراد البخاري

900

الخامس عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت يا رسول الله جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول الله رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجلٌ من أصحابه فقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال هل عندك من شيء فقال لا والله يا رسول الله فقال اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا فذهب ثم رجع فقال لا والله ما وجدت شيئا فقال رسول الله انظر ولو خاتما من حديد فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ولا خاتمٌ من حديد ولكن هذا إزاري - قال سهل ماله رداء - فلها نصفه فقال رسول الله ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيءٌ وإن لبسته لم يكن عليك منه شيءٌ فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله موليا فأمر به فدعي فلما جاء قال ماذا معك من القرآن قال معي سورة كذا وسورة كذا عددها قال تقرأهن عن ظهر قلبك قال نعم قال اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن. هكذا حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه من رواية قتيبة عنه ويقاربه في اللفظ حديث يعقوب بن عبد الرحمن القاري وفي حديث زائدة انطلق فقد زوجتكها فعلمها من القرآن وفي حديث أبي غسان فقد أنكحناكها بما معك من القرآن وفي حديث فضيل بن سليمان فخفض فيها البصر ورفعه فلم يردها فقال رجلٌ من أصحابه زوجنيها وفيه ولكن أشقق بردتي هذه فأعطيها النصف وآخذ النصف قال هل معك من القرآن من شيء قال نعم قال اذهب فقد زوجتكها بما معك من القرآن وفي حديث ابن المديني عن سفيان عن أبي حازم عن سهل قال إني لفي القوم عند رسول الله إذا أقبلت امرأة فقالت يا رسول الله إنها قد وهبت نفسها لك فرأ فيها رأيك فلم يجبها شيئا ثم قامت الثانية فقالت إنها قد وهبت نفسها لك فرأ فيها رأيك فقام رجلٌ فقال أنكحنيها وفي حديث وكيع عن سفيان مختصر: أن النبي قال: لرجل تزوج ولو بخاتم من حديد

901

السادس عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد أن رسول الله أتي بشرابٍ فشرب منه وعن يمينه غلامٌ - في رواية أبي غسان أصغر القوم وعن يساره الأشياخ فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء فقال الغلام والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا قال فتله رسول الله في يده

902

السابع عن أبي حازم عن سهل أن رسول الله قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر

903

الثامن عن أبي حازم أن نفرا جاءوا إلى سهل بن سعد قد تماروا في المنبر من أي عود هو فقال أما والله إني لأعرف من أي عود هو ومن عمله ورأيت رسول الله يوم جلس عليه قال فقلت له يا أبا عباس فحدثنا فقال أرسل رسول الله إلى امراة قال أبو حازم إنه ليسميها يومئذٍ انظري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم الناس عليها فعمل هذه الثلاث درجات ثم أمر بها رسول الله فوضعت هذا الموضع فهي من طرفاء الغابة ولقد رأيت رسول الله قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل على الناس فقال يا أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي وفي حديث يعقوب بن عبد الرحمن ولقد رأيته أول يوم وضع وأول يوم جلس عليه رسول الله وذكر نحوه في أعواد المنبر قال ثم رأيت رسول الله صلى عليها وكبر وهو عليها ثم ركع وهو عليها ثم نزل القهقرى وسجد في أصل المنبر ثم عاد فلما فرغ أقبل على الناس فقال وذكر مثله وفي حديث سفيان نحوه وفي آخره قال أبو عبد الله البخاري قال علي بن عبد الله سألني أحمد بن حنبل عن هذا الحديث وقال إنما أردت أن النبي كان أعلى من الناس فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث قال فقلت له إن سفيان بن عيينة كان يسأل عن هذا كثيرا فلم تسمعه منه قال لا ففي هذا استفادة أحمد من ابن المديني ورواية البخاري عن رجلٍ عن أحمد

904

التاسع عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله رجلٌ لا يدع له شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحدٌ كما أجزأ فلان فقال رسول الله أما إنه من أهل النار في حديث ابن أبي حازم فقالوا أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار فقال رجلٌ من القوم أنا صاحبه أبدا قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه - فخرج الرجل إلى رسول الله فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله عند ذلك إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة وفي حديث أبي غسان محمد بن مطرف نحوه بمعناه وفي آخره من قوله عليه الصلاة والسلام وإنما الأعمال بالخواتيم أو بخواتيمها

905

العاشر عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعدٍ يسأل عن جرح رسول الله يوم أحد فقال جرح وجه رسول الله وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة بنت رسول الله تغسل الدم وكان عليٌّ يسكب عليها بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصيرٍ فأحرقته حتى صار رمادا فألصقته بالجرح فاستمسك الدم

906

الحادي عشر عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله قال يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينه قال فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله في عينه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليٌّ يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم

907

الثاني عشر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله في عرسه فكانت امرأته يومئذ خادمتهم وهي العروس قال سهل تدرون ما سقت رسول الله أنقعت له تمراتٍ من الليل في تور فلما أكل سقته إياه. وفي حديث أبي غسان محمد بن مطرف في تورٍ من حجارة وفيه فلما فرغ رسول الله من الطعام أماثته فسقته تخصه بذلك

908

الثالث عشر عن أبي حازم عن سهل قال: قال رسول الله بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير بإصبعيه يمدهما وفي حديث يعقوب عن عبد الرحمن بإصبعه التي تلي الإبهام والوسطى

909

الرابع عشر عن أبي حازم عن سهل قال أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله حين ولد فوضعه النبي على فخذه وأبو أسيد جالسٌ فلهي النبي بشيء بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من على فخذ رسول الله فأقلبوه فاستفاق رسول الله فقال أين الصبي فقال أبو أسيد أقلبناه يا رسول الله قال ما اسمه قال فلان قال لا ولكن اسمه المنذر

910

الخامس عشر عن أبي حازم مسلمة بن دينار عن سهل بن سعد قال ذكر لرسول الله امرأة من العرب فأمر أبا أسيد أن يرسل إليها فأرسل إليها فقدمت فنزلت في أجم بني ساعدة فخرج رسول الله حتى جاءها فدخل عليها فإذا امرأة منكسة رأسها فلما كلمها رسول الله قالت أعوذ بالله منك قال قد أعذتك مني فقالوا أتدرين من هذا فقالت لا فقالوا هذا رسول الله جاءك ليخطبك قالت أنا كنت أشقى من ذلك قال سهلٌ فأقبل رسول الله يومئذٍ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه ثم قال اسقنا لسهل قال فأخرجت لهم هذا القدح فأسقيتهم فيه قال أبو حازم فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا فيه ثم استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز فوهبه له

911

السادس عشر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد هكذا في رواية خالد بن مخلد عن محمد بن جعفر بن أبي كثير وفي رواية سعيد بن أبي مريم مثله إلى قول كقرصة النقي ثم قال: قال سعد ليس فيها معلمٌ لأحد

912

السابع عشر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال جاءنا رسول الله ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتادنا وفي رواية القعنبي على أكتافنا فقال رسول الله اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار

913

الثامن عشر عن أبي حازم عن سهلٍ بن سعد قال كنا نفرح بيوم الجمعة قلت ولم قال كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة - قال ابن مسلمة نخل بالمدينة - فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر عليه حباتٍ من شعير في حديث ابن بكير والله ما فيه شحم ولا ودك في حديث قتيبة لا أعلم إلا أنه قال ليس فيه شحم ولا ودك فإذا صلينا الجمعة انصرفنا نسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح بيوم الجمعة من أجله في حديث يعقوب بمعناه وفيه: كانت لنا عجوزٌ تأخذ من أصول سلق كنا نغرسه على أربعائنا. في حديث أبي غسان كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء مزرعتها سلقا الحديث بمعناه في حديث القعنبي: وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة وفي حديث أبي غسان قال كنا نصلي مع النبي ثم تكون القائلة ورواه مسلم عن القعنبي ويحيى بن يحيى وعلي بن حجر جمع حديثهم وفيه أن سهلا قال ماكنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة زاد ابن حجر في عهد رسول الله ولم يذكر سوى هذا وفي حديث محمد بن كثير سفيان: كنا نقيل ونتغدى بعد الجمعة لم يزد

914

التاسع عشر عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد أن رسول الله رباط يومٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها وفي رواية سفيان والقعنبي أو ما فيها وعند مسلم من حديث وكيع غدوة أو روحة في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها وليس عنده الفصلان في الرباط وموضع السوط 915 - العشرون عن أبي حازم عن سهل بن سعد أنه قال مر رجلٌ على رسول الله فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا فقال رجلٌ من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال فسكت رسول الله ثم مر رجل فقال له رسول الله ما رأيك في هذا فقال يا رسول الله هذا رجلٌ من فقراء المسلمين هذا حريٌّ إنه خطب ألا ينكح وإن شفع ألا يشفع وإن قال ألا يسمع لقوله فقال رسول الله هذا خيرٌ من ملء الأرض مثل هذا ذكره أبو مسعود في المتفق عليه

916

الحادي والعشرون عن أبي حازم أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان - لأمير المدينة - يذكر عليا عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول له أبو تراب فضحك وقال والله ما سماه به إلا النبي وما كان له اسمٌ أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهلا وقلت يا أبا عباس كيف قال دخل عليٌّ على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج النبي فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح عن ظهره ويقول اجلس أبا تراب مرتين في حديث قتيبة: جاء رسول الله بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فل ميقل عندي فقال رسول الله لإنسان انظر أين هو فقال يا رسول الله هو في المسجد راقدٌ فجاءه رسول الله وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه ترابٌ فجعل رسول الله يقول قم أبا تراب قم ابا تراب

917

الثاني والعشرون عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كان بين مصلى رسول الله وبين الجدار ممر الشاة

918

الثالث والعشرون عن أبي حازم عنه قال أنزلت { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } ولم تنزل { من الفجر } فكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعد { من الفجر } فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار

919

الرابع والعشرون عن أبي حازم عن سهل عن النبي قال: إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌ غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحدٌ وفي رواية محمد بن مطرف: في الجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون

920

الخامس والعشرون عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كان رجالٌ يصلون مع النبي عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان ويقال للنساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسا

921

السادس والعشرون عن أبي حازم عنه عن النبي أنه قال إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء قال فحدثت بذلك النعمان بن أبي عياش فقال سمعت أبا سعيد الخدري يقول كما تراءون الكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي وفي حديث عبد العزيز عن أبيه قال فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال أشهد لسمعت أبا سعيد الخدري يحدث به ويزيد فيه كما تراءون الكوكب الغارب في الأفق الشرقي والغربي

922

السابع والعشرون عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عامٍ لا يقطعها قال أبو حازم فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي فقال حدثني أبو سعيد الخدري عن النبي قال: إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عامٍ لا يقطعها

923

الثامن والعشرون عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال سمعت النبي يقول أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا وليردن علي أقوامٌ أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمع النعمان بن أبي عياش وانا أحدثهم هذا الحديث فقال هكذا سمعت سهلا يقول قال فقلت نعم وقال وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي

أفراد البخاري

924

الحديث الأول عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد يقول كنت أتسحر ثم تكون بي سرعة أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله

925

الثاني عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت النبي ببردة منسوجة فيها حاشيتها أتدرون ما البردة قالوا الشملة قال نعم قالت نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها فأخذها النبي محتاجا إليها فخرج إلينا وإنها إزاره فحسنها فلان فقال أكسنيها ما أحسنها في رواية يعقوب وغيره قال نعم فجلس النبي في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه - ثم اتفقوا في المعنى فقال له القوم ما أحسنت لبسها النبي محتاجا إليها ثم سألته وقد علمت أنه لا يرد سائلا قال إني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني قال سهل فكانت كفنه وفي رواية أبي غسان: إن الرجل قال حين لاموه رجوت بركتها حين لبسها النبي لعلي أكفن بها

926

الثالث عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال النبي ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا - أو سبعمائة ألف - سماطين آخذٌ بعضهم البعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر

927

الرابع عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا

928

الخامس عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي قال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة

929

السادس عن أبي حازم قال سألت سهل بن سعد فقلت هل أكل رسول الله النقي قال ما رأى النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله فقلت هل كان لكم في عهد رسول الله مناخل قال ما رأى رسول الله منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قلت كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول قال كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقى ثريناه وحديث أبي غسان مختصر: هل رأيتم في زمان النبي النقي قال لا قلت كنتم تنخلون الشعير قال لا ولكن كنا ننفخه

930

السابع عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة قال أبو حازم لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى رسول الله وفي رواية إسماعيل بن أبي أويس عن مالك ينمى ذلك ولم يقل ينمي

931

الثامن عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال ما عدوا من مبعث النبي ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة

932

التاسع عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال شهدت من النبي مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال في آخر حديثه فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } { فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعينٍ } قال أبو صخر حميد بن زياد فأخبرت بها محمد كعب القرظي فقال أبو حازم حدثك بهذا قلت نعم قال إن ثم لكيسا كثيرا إنهم يا هذا أخفوا لله عملا فأخفى لهم ثوابا فلو قدموا عليه أقر تلك الأعين

933

العاشر عن عباس بن سهل عن أبيه قال كان للنبي في حائطنا فرسٌ يقال له اللحيف قال البخاري قال بعضهم اللخيف بالخاء

934

الحادي عشر عن عباس بن سهل عن أبيه عن النبي قال: أحدٌ جبلٌ يحبنا ونحبه

ر71

المتفق عليه من مسند مالك بن صعصعة رضي الله عنه

حديث واحد وهو حديث المعراج بطوله

935

عن قتادة عن أنس بن مالك بن صعصعة أن نبي الله حدثهم عن ليلة أسرى به قال بينما أنا في الحطيم - وربما قال في الحجر - مضطجعٌ ومنهم من قال بين النائم واليقظان إذا أتاني آتٍ قال فسمعه يقول فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض فقال له الجارود وهو البراق يا أبا حمزة فقال أنس نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد ارسل إليه قال نعم قيل مرحبا فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا فيها آدم فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه وسلمت عليه فرد السلام وقال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قال ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ونعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى - وهما ابنا خالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا يوسف قال هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قال ومن معك قال محمد قال وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا إدريس قال هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا موسى قال هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزته بكى فقيل ما يبكيك قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى فإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذان يا جبريل قال أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهرون فالنيل والفرات ثم رفع لي البيت المعمور ثم أتيت بإناءٍ من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم فرجعت فمررت على موسى فقال بم أمرت قلت أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم فقال مثله فرجعت فأمرت بخمس صلوات يوم فرجعت إلى موسى فقال بم أمرت قلت أمرت بخمس صلوات كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم فلما جاوزت نادى منادٍ أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي. وفي الرواية المقروءة برواية خليفة بن خياط: بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان وفيه ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانا وفيه فرفع إلي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا آخر ما عليهم وفي آخره وخففت عن عبادي وأجزي بالحسنة عشرا وفي حديث ابن عدي عن سعيد: بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة بين الرجلين فأتيت فانطلق بي فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا يعني إلى أسفل بطنه وفي حديث هشام نحوه فأتيت بطشت من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن فغسل بماء زمزم

ر72

المتفق عليه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه

936

الحديث الأول عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال أتى علي رسول الله زمن الحديبية وأنا أوقد تحت قدر لي والقمل يتناثر على وجهي فقال أتؤذيك هوام رأسك قال قلت نعم قال فاحلق وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين أو انسك نسيكة لا أدري بأي ذلك بدأ وفي حديث ابن عون عن مجاهد قال في أنزلت هذه الآية { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيامٍ أو صدقة أو نسك } قال فأتيته فقال ادنه فدنوت فقال ادنه فدنوت فقال أيؤذيك هوامك قال ابن عون وأظنه قال نعم قال فأمرني بفدية من صيام أو صدقة أو نسك ما تيسر وفي حديث سيف بن سليمان عن مجاهد أن رسول الله وقف عليه ورأسه يتهافت قملا فقال أيؤذيك هوامك قلت نعم قال فاحلق رأسك قال ففي نزلت هذه الآية { فمن كان منكم مريضا } وذكر الآية فقال لي رسول الله صم ثلاثة أيام أو تصدق بفرقٍ بين ستة أو انسك ما تيسر وفي حديث ابن أبي نجيح وأيوب وغيرهما أن النبي مر به وهو بالحديبية قبل أن يدخل مكة وهو محرم وهو يوقد تحت قدرٍ والقمل يتهافت على وجهه في رواية شبل وغيره عن ابن أبي نجيح ولم يتبين لهم أنهم يحلون بها وهم على طمع أن يدخلوا مكة فأنزل الله الفدية وذكر نحوه وفي حديث أيوب ومن معه والفرق ثلاثة آصع وفيه أو انسك نسيكة وقال ابن أبي نجيح أو اذبح شاة ومنهم من قال فدعا الحلاق ثم ذكر الفداء وأخرجاه أيضا من حديث عبد الله بن معقل عن كعب بنحوه وفيه أنه قال له ما كنت أرى الوجع بلغ بك ما أرى وما كنت أرى الجهد بلغ بك ما أرى أتجد شاة قلت لا قال فصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع قال كعب فنزلت في خاصة وهي لكم عامة

937

الثاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية إن النبي خرج علينا فقلنا يا رسول الله علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميدٌ مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد

ولمسلم حديثان

938

أحدهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن رسول الله قال معقباتٌ لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبرٌ كل صلاة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة

939

والثاني عن أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود عن كعب عن عجرة أنه دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال الله عز وجل { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما }

ر73

المتفق عليه من مسند أبي برزة نضلة بن عبيد رضي الله عنه

حديث واحد

940

عن أبي المنهال سيار بن سلامة قال دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي فقال له أبي كيف كان رسول الله يصلي المكتوبة فقال كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية ونسيت ما قال في المغرب وكان يستحب أن يوخر العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه ويقرأ بالستين إلى المائة وفي حديث حفص بن عمر: ولا يبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل ثم قال إلى شطر الليل قال معاذ عن شعبة ثم لقيته مرة أخرى فقال أو ثلث الليل وقد أخرج البخاري طرفا منه في باب آخر بإسناد آخر عن أبي المنهال عن أبي برزة عن رسول الله كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها وقد جعله أبو مسعود من أفراد البخاري وهو متفق عليه لأنه عند مسلم أيضا بهذا اللفظ في الحديث المذكور وللبخاري حديثان

941

أحدهما طرف من حديث طويل عن أبي المنهال قال لما كان ابن زياد بالبصرة ومروان بالشام وثب ابن الزبير بمكة ووثب القراء بالبصرة فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي حتى دخلت عليه في داره وهو جالس في ظل علية له من قصب فجلست إليه فأنشأ أبي يستطعمه الحديث فقال يا أبا برزة ألا ترى ما وقع فيه الناس فأول شيء سمعته يتكلم به أن قال إني أحتسب عند الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش إنكم - يا معشر العرب كنتم على الحال التي علمتم من القلة والذلة والضلالة إن الله أنقذكم بالإسلام وبمحمد حتى بلغ لكم ما ترون وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم إن ذاك الذي بالشام - والله - أن يقاتل إلا على الدنيا لم يزد على هذا. وتمامه في رواية البرقاني من حديث عوف بن أبي جميلة عن أبي المنهال وإن ذاك الذي بمكة يعني ابن الزبير - إن يقاتل إلا على الدنيا وإن الذين حولكم تدعونهم قراءكم إن يقاتلون إلا على الدنيا فلما لم يترك أحدا قال له أبي فماذا تأمرني فما أراك تركت أحدا قال ما أرى أحدا اليوم خيرا من هذه العصابة الملبدة - وقال بيده - خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم ثم ذكر سؤاله إياه عن الأوقات المذكورة آنفا الذي اتفقا عليه وانفرد البخاري بإخراج أوله هذا لما فيه من ذكر الفتن وكراهية أبي برزة لها وقوله إن الله أنقذكم بالإسلام وبمحمد وأضرب عما بعد ذلك لما فيه من ذكر ابن الزبير ومن معه

942

الثاني عن الأزرق بن قيس قال كنا على شاطئ النهر بالأهواز وقد نضب عنه الماء فجاء أبو برزة على فرس فصلى وخلى فرسه فانطلقت الفرس فترك صلاته وتبعها حتى أدركها فأخذها ثم جاء فقضى صلاته وفينا رجل له رأيٌ فأقبل يقول انظروا إلى هذا الشيخ ترك صلاته من أجل فرس فأقبل فقال ما عنفني أحدٌ منذ فارقت رسول الله وقال إن منزلي متراخٍ فلو صليت وتركته لم آت أهلي إلى الليل وذكر أنه صحب رسول الله فرأى من تيسيره وفي حديث شعبة عن الأزرق قال كنا بالأهوار نقاتل الحرورية فبينا على أنا جرف نهر إذا رجل يصلي وإذا لجام دابته بيده فجعلت تنازعه وجعل يتبعها قال شعبة هو أبو برزة الأسلمي فجعل رجلٌ من الخوارج يقول اللهم افعل بهذا الشيخ فلما انصرف الشيخ قال: إني سمعت قولكم وإني غزوت مع رسول الله ست غزوات أو سبع غزوات أو ثمان وشهدت تيسيره وإني إن كنت أراجع مع دابتي أحب إلي من أن أدعها ترجع إلى مألفها فيشق علي وعند البرقاني في حديث شعبة عن الأزرق قال: كنا نقاتل الأزارقة مع المهلب ابن أبي صفرة قال فجاء أبو برزة فأخذ بمقود برذونه أو دابته قال فبينما هو يصلي إذ أفلت المقود من يده قال فمضت الدابة في قبلته قال وانطلق أبو برزة حتى أخذها ثم رجع القهقرى فقال رجل - وكان يرى رأي الخوارج انظروا إلى هذا الشيخ - ونال منه - ترك صلاته وانطلق إلى دابته وذكر الحديث نحوه وفي آخره فقلنا للرجل ما نرى الله إلا مخزيك سببت رجلا من أصحاب رسول الله وعنده في حديث حماد بن زيد قال: فجاء أبو برزة الأسلمي فدخل في صلاة العصر ومقود الفرس بيده فانفلت الفرس فذهب فاتبعها حتى أدركها فأخذ المقود ومضى في صلاته ثم ذكر معناه

أفراد مسلم

943

الحديث الأول عن أبي عثمان النهدي عن أبي برزة قال بينما جارية على ناقة عليها بعض متاعٍ القوم إذ بصرت بالنبي وتضايق الجبل فقالت حل اللهم ألعنها فقال النبي لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة وفي حديث المعتمر: لا ايم الله لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله أو كما قال وليس لأبي عثمان النهدي عن أبي برزة في الصحيح غير هذا الحديث

944

الثاني عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة أن النبي كان في مغزى له فأفاء الله عليه فقال لأصحابه هل تفقدون من أحدٍ قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا ثم قال هل تفقدون من أحد قالوا نعم فلانا وفلانا قال هل تفقدون أحدا قالوا لا قال لكني أفقد جليبيبا فاطلبوه فطلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي فوقف عليه فقال قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه هذا مني وأنا منه قال فوضعه على ساعديه ليس له سرير إلا ساعد النبي ولم يذكر غسلا وهذا طرف من حديث طويل فيه تزويج النبي إياه امرأة من الأنصار وفي آخره هذا الذي أخرجه مسلم منه أخرجه البرقاني بطوله من حديث حماد بن سلمة بإسناده كما أخرجه مسلم وأوله عن حماد عن ثابت عن كنانة عن أبي برزة أن جليبيبا كان امرأ من الأنصار وكان يدخل إلى النساء ويتحدث إليهن قال أبو برزة فقلت لامرأتي لا يدخل عليكن جليبيب وكان أصحاب النبي إذا كان لأحدهم أيمٌ لم يزوجها حتى يعلم ألرسول الله فيها حاجة أم لا فقال رسول الله ذات يوم لرجل من الأنصار يا فلان زوجني ابنتك قال نعم ونعم عين قال إني لست لنفسي أريد قال فلمن قال لجليبيب قال يا رسول الله حتى أستأمر أمها فأتاها فقال إن رسول الله يخطب ابنتك قالت نعم ونعمة عين يزوج رسول الله قال إنه ليس لنفسه يريدها قالت فلمن يريدها قال لجليبيب قالت حلقى ألجليبيب الابنة لا لعمر الله لا أزوج جليبيبا فلما قام أبوها ليأتي النبي قالت الفتاة من خدرها لأبويها من خطبني إليكما قالا: رسول الله قالت أفتردون على رسول الله أمره ادفعوني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني فذهب أبوها إلى النبي فسأله فقال شأنك بها فزوجها جليبيبا قال حماد قال إسحق ابن عبد الله بن أبي طلحة لثابت هل تدري ما دعا لهما به قال اللهم صب الخير عليهما صبا ولا تجعل عيشهما كدا قال ثابت فزوجها إياه فبينما رسول الله في مغزى له فأفاء الله عليه فقال هل تفقدون من أحد ثم ذكر نحو ما في كتاب مسلم وقال في آخره قال ثابت فما كان في الأنصار أيم أنفق منها وليس لكنانة بن نعيم عن أبي برزة في كتاب مسلم غير ما أخرجه من هذا الحديث

945

الثالث عن أبي الوازع جابر بن عمرو الراسبي عن أبي برزة قال قلت يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به قال اعزل الأذى عن طريق المسلمين وفي حديث أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبي الوازع أن أبا برزة قال قلت يا رسول الله إني لا أدري لعسى أن تمضي وأبقى بعدك فزودني شيئا ينفعني الله به فقال رسول الله افعل كذا افعل كذا نسيه أبو بكر وأمر الأذى عن الطريق

946

الرابع عن أبي الوازع عن أبي برزة أن رسول الله بعث رجلا إلى حيٍّ من أحياء العرب فسبوه وضربوه فأتى رسول الله وأخبره فقال له لو أن أهل عمان أتيت ماسبوك ولا ضربوك

ر74

المتفق عليه من مسند سلمة بن الأكوع رضي الله عنه

ويقال سلمة بن عمرو بن الأكوع ويكنى أبا مسلم عاش إلى زمن الحجاج ومات سنة أربع وسبعين

947

الحديث الأول عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه - وكان من أصحاب الشجرة قال كنا نصلي مع النبي الجمعة ثم ننصرف وليس للحيطان ظلٌّ نستظل به وفي حديث وكيع كنا نجمع مع رسول الله إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء

948

الثاني عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال أتى النبي عينٌ من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل فقال النبي اطلبوه واقتلوه فقتلته فنفلني سلبه هذا لفظ حديث أبي العميس وفي حديث عكرمة بن عمار أن سلمة قال غزونا مع رسول الله هوازن فبينا نحن نتضحى مع رسول الله إذ جاء رجلٌ على جملٍ أحمر فأناخه ثم انتزع طلقا من جعبته فقيد به الجمل ثم تقدم فتغدى مع القوم وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة في الظهر وبعضنا مشاة إذ خرج يشتد فأتى جمله فأطلق قيده ثم أناخه ثم قعد عليه فأثاره واشتد به الجمل فاتبعه رجل على ناقة ورقاء قال سلمة وخرجت أشتد فكنت عند ورك الناقة ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته فلما وضع ركبتيه في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه واستقبلني رسول الله والناس معه فقال من قتل الرجل قالوا ابن الأكوع قال له سلبه أجمع

949

الثالث عن إياس بن سلمة عن أبيه قال رخص رسول الله عام أوطاس في المتعة ثلاثا ثم نهى عنها هذا لفظ حديث مسلم وأخرج البخاري معناه تعليقا فقال وقال ابن أبي ذئب حدثني إياس بن سلمة عن أبيه أن رسول الله قال أيما رجل وأمرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا فما أدري أشيء كان لنا خاصة أو للناس عامة قال أبو عبد الله وقد بينه علي عن النبي أنه منسوخ

950

الرابع عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع قال كان جدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزها. ولمسلم من حديث حماد بن مسعدة عن يزيد عن سلمة بن الأكوع: أنه كان يتحرى موضع المصحف ويسبح فيه وذكر أن رسول الله كان يتحرى ذلك المكان وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة

951

الخامس عن يزيد بن أبي عبيد قال كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف فقلت يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة قال رأيت رسول الله يتحرى الصلاة عندها هكذا جعل أبو مسعود هذا والذي قبله حديثين

952

السادس عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أن رسول الله كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب

953

السابع عن يزيد عن سلمة قال أمر النبي رجلا من أسلم أن أذن في الناس من كان أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء وفي حديث مسدد عن يحيى قال لرجلٍ من أسلم أذن في قومك أو في الناس - بالشك

954

الثامن عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال خرجنا مع رسول الله إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجلٌ من القوم لعامر بن الأكوع ألا تسمعنا من هنياتك وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا

فاغفر فداءٌ لك ما اقتفينا ** وثبت الأقدام إن لاقينا

وألقين سكينة علينا ** إنا إذا صيح بنا أتينا

وبالصياح عولوا علينا

فقال رسول الله : من هذا السائق فقالوا عامر بن الأكوع فقال يرحمه الله فقال رجل من القوم وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به قال فأتينا خيبر فحاصرناهم فأصابتنا مخمصة شديدة ثم إن الله فتحها عليهم فلما أمسى الناس اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال رسول الله ما هذه النيران على أي شيء توقدون قالوا على لحم قال أي لحم قالوا على لحم الحمر الإنسية فقال رسول الله أهريقوها واكسروها فقال رجل يا رسول الله أو نهريقها ونغلسها فقال أو ذاك فلما تصاف القوم كان سيف عامرٍ فيه قصر فتناول به يهوديا ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب ركبته فمات منها فلما قفلوا قال سلمة رآني رسول الله شاحبا ساكنا قال سلمة وهو آخذ بيدي فقلت فدى لك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله قال من قاله قلت فلان وفلان وأسيد بن الحضير فقال رسول الله كذب من قاله إن له لأجرين - وجمع بين أصبعيه - أنه لجاهدٌ مجاهد قل عربيٌّ مشى بها مثله وأخرجه مسلم من رواية عبد الرحمن - لم ينسبه ابن وهب ونسبه غيره فقال ابن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا شديدا مع رسول الله فارتد عليه سيفه فقتله فقال أصحاب رسول الله في ذلك وشكوا فيه رجلٌ مات في سلاحه قال سلمة فقفل رسول الله من خيبر فقلت يا رسول الله ائذن لي أن أرجز لك فأذن له رسول الله فقال عمر اعلم ما تقول قال فقلت

لولا الله ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا

فقال رسول الله صدقت

فأنزلن سكينة علينا ** وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا

فلما قضيت رجزي قال رسول الله : من قال هذا قلت قاله أخي فقال رسول الله يرحمه الله قال فقلت يا رسول الله والله إن ناسا ليهابون الصلاة عليه يقولون رجل مات بسلاحه فقال رسول الله كذبوا مات جاهدا مجاهدا قال ابن شهاب ثم سألت ابنا لسلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه مثل ذلك غير أنه قال حين قلت: إن ناسا يهابون الصلاة عليه فقال رسول الله كذبوا مات جاهدا مجاهدا فله أجره مرتين

955

التاسع عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع كان عليٌّ قد تخلف عن النبي في خيبر وكان رمدا فقال أنا أتخلف عن رسول الله فخرج عليٌّ فلحق بالنبي فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية - غدا رجلٌ يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله - يفتح الله عليه فإذا نحن بعليٍّ وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله الراية ففتح الله عليه

956

العاشر عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع يقول خرجت قبل أن يؤذن بالأولى وكانت لقاح رسول الله ترعى بذي قرد قال فلقيني غلامٌ لعبد الرحمن بن عوف فقال أخذت لقاح رسول الله فقلت من أخذها قال غطفان قال فصرخت ثلاث صرخات يا صباحاه قال فأسمعت ما بين لابتي المدينة ثم اندفعت على وجهي حتى أدركهم وقد أخذوا يسقون من الماء فجعلت أرميهم بنبلي وكنت راميا وأقول

انا ابن الأكوع ** اليوم يوم الرضع

وأرتجز حتى استنقذت اللقاح منهم واستبتب منهم ثلاثين بردة قال وجاء النبي والناس فقلت يا نبي الله إني قد حميت القوم الماء وهم عطاش فابعث إليهم الساعة فقال يا ابن الأكوع ملكت فأسجح قال ثم رجعنا ويردفني رسول الله على ناقته حتى دخلنا المدينة وفي حديث مكي أن سلمة قال خرجت من المدينة أريد الغابة حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقلت ويحك ما بك قال أخذت لقاح النبي فقلت من أخذها قال غطفان وفزارة فصرخت ثلاث صرخات ثم ذكر نحوه وفي آخر ه ملكت فأسجح إن القوم يقرون في قومهم

957

الحادي عشر عن يزيد بن أبي عبيد قال قلت لسلمة على أي شيء بايعتم رسول الله يوم الحديبية قال على الموت وفي حديث أبي عاصم عن يزيد عن سلمة قال بايعنا النبي تحت الشجرة فقال لي يا سلمة إلا تبايع قلت يا رسول الله قد بايعت في الأول قال وفي الثاني وفي حديث مكي بايعت رسول الله ثم عدلت إلى ظل شجرة فلما خف الناس قال يا ابن الأكوع ألا تبايع قال قلت قد بايعت قال وأيضا قال فبايعته الثانية فقلت يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ قال على الموت

958

الثاني عشر عن يزيد عن سلمة قال سمعته يقول غزوت مع رسول الله سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات مرة علينا أبو بكر ومرة علينا أسامة وفي حديث حماد بن مسعدة عن يزيد عن سلمة قال غزوت مع رسول الله سبع غزوات فذكر خيبر والحديبية ويوم حنين ويوم القرد قال يزيد ونيست بقيتها

959

الثالث عشر عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يزيد عن سلمة قال لما نزلت هذه الآية { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت التي بعدها فنسختها. وفي حديث عمرو بن الحارث عن بكير: حتى أنزلت هذه الآية { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } قال البخاري مات بكير قبل يزيد

960

الرابع عشر عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال: قال النبي من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء فلما كان العام المقبل قالوا نفعل يا رسول الله كما فعلنا في العام الماضي قال كلوا وأطعموا وادخروا فإن ذلك العام كان بالناس جهد فأردت أن تعينوا فيهم

961

الخامس عشر عن يزيد عن سلمة أنه دخل على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت قال لا ولكن رسول الله أذن لي في البدو زاد البخاري في روايته عن قتيبة من حديث يزيد بن أبي عبيد قال لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة وتزوج هناك امرأة وولدت له أولادا فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليالٍ فنزل المدينة

962

السادس عشر عن الحسن بن محمد بن علي عن سلمة وجابر قالا كنا في جيش فأتانا رسول الله فقال إنه قد أذن لكم أن تستمتعوا فاستمتعوا يعني متعة النساء وفي حديث عمرو بن دينار أن رسول الله أتانا فأذن لنا في المتعة

أفراد البخاري

963

الحديث الأول عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال سمعت النبي يقول من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار

964

الثاني عن يزيد عن سلمة قال كنا جلوسا عند النبي إذ أتي بجنازة فقالوا صل عليها فقال هل عليه دين قالوا لا قال فهل ترك شيئا قالوا لا فصلى عليه ثم أتي بجنازة أخرى فقالوا يا رسول الله صل عليها قال هل ترك شيئا قالوا لا قال فهل عليه دين قالوا ثلاثة دنانير قال صلوا على صاحبكم فقال أبو قتادة صل عليه يا رسول الله وعلي دينه فصلى عليه

965

الثالث عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال خفت أزواد القوم وأملقوا فأتوا النبي في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه فقال فما بقاؤكم بعد إبلكم فدخل على النبي فقال يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم فقال رسول الله ناد في الناس يأتوا بفضل أزوادهم فبسط لذلك نطع وجعلوه علي النطع فقام رسول الله فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ثم قال رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله

966

الرابع عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع قال مر النبي على نفرٍ من أسلم ينتضلون بالسوق فقال النبي ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا أو ارموا وأنا مع بني فلان فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله ما لكم لا ترمون فقالوا كيف نرمي وأنت معهم قال النبي ارموا وأنا معكم كلكم

967

الخامس عن يزيد بن أبي عبيد قال رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت يا أبا مسلم ما هذه الضربة فقال هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة وأتي بي النبي فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة

أفراد مسلم

968

الحديث الأول عن إياس بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي قال: من سل علينا السيف فليس منا

969

الثاني عن إياس عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله في غزوة فأصابنا جهدٌ حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا فأمر النبي فجمعنا تزوادنا وبسطنا له نطعا فاجتمع زاد القوم على النطع قال فتطاولت لأحزر كم هو قال حزرته فإذا هو كربضة العنز ونحن أربع عشرة مائة قال فأكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا فقال نبي الله فهل من وضوء قال فجاء رجل بإداوة فيها نطفة فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة أربع عشر مائة قال ثم جاء بعد ثمانية فقالوا هل من طهور فقال رسول الله فرغ الوضوء. ذكر أبو مسعود في أفراد مسلم وفيه زيادة توجب له ذلك وإن كان ما فيه من ذكر الأفراد بمعنى الحديث الثالث من أفراد البخاري

970

الثالث عن إياس بن سلمة قال غزونا فزارة وعلينا أبو بكر أمره رسول الله علينا فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا ثم شن الغارة فورد الماء فقتل من قتل عليه وسبى وأنظر إلى عنقٍ من الناس فيهم الذراري فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فرميت بسهم بينهم وبين الجبل فلما رأوا السهم وقفوا فجئت بهم أسوقهم وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشعٌ من أدم - قال القشع النطع - معها ابنة لها من أحسن العرب فسقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر فنفلني أبو بكر ابنتها فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبا فلقيني رسول الله في السوق فقال يا سلمة هب لي ا لمرأة فقلت يا رسول الله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا ثم لقيني رسول الله من ا لغد في السوق فقال يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك فقلت هي لك يا رسول الله فوالله ما كشفت لها ثوبا فبعث بها نبي الله إلى أهل مكة ففدى بها أناسا من المسلمين كانوا أسروا بمكة

971

ا لرابع عن إياس بن سلمة قال حدثني أبي قال غزونا مع رسول الله حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما صنع ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وأصحاب النبي فولى أصحاب النبي فأرجع منهزما وعلي بردتان متزرٌ بإحداهما مرتدٍ بالأخرى فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعا ومررت على رسول الله منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله : لقد رأى ابن الأكوع فزعا فلما غشوا رسول الله نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله وقسم رسول الله غنائمهم بين المسلمين

972

الخامس عن إياس بن سلمة قال حدثني أبي قال قدمنا الحديبية مع رسول الله ونحن أربع عشرة مائة عليها خمسون شاة لا ترويها قال فقعد رسول الله على جبا الركية فإما دعا وإما بصق فيها قال فجاشت فسقينا واستقينا قال ثم إن رسول الله دعانا للبيعة في أصل الشجرة قال فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسطٍ من الناس قال بايع يا سلمة قال قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال وأيضا قال ورآني رسول الله أعزل يعني ليس معه سلاحٌ قال فأعطاني رسول الله حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال ألا تبايعني يا سلمة قال قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال وأيضا فبايعته الثالثة ثم قال لي يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك إياها قال قلت يا رسول الله لقيني عمي عامر أعزل فأعطيته إياها فضحك رسول الله وقال إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي ثم إن المشركين واسونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض واصطلحنا قال وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقي فرسه وأحسه وأخدمه وآكل من طعامه وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضطجعت في أصلها قال فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى منادٍ من أسفل ا لوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم قال فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا في يدي قال ثم قلت والذي كرم وجه محمدٍ لا يرفع أحدٌ منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه قال ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله قال وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله على فرس مجفف في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله فقال دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه فعفا عنهم رسول الله وأنزل عز وجل { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } قال ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فنزلنا منزلا بيننا وبين بني لحيان جبلٌ وهم المشركون فاستغفر رسول الله لمن رقي هذا الجبل الليلة كأنه طليعة للنبي وأصحابه قال سلمة فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثا ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله بظهره مع رباحٍ غلام رسول الله وأنا معه وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله فاستاقه أجمع وقتل راعيه فقلت يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله أن المشركين قد أغاروا على سرحه ثم قمت على أكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثا يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز أقول

أنا ابن الأكوع ** واليوم يوم الرضع

فألحق رجلا منهم فأصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم إلى كتفه قال قلت خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم فإذا رجع إلي فارسٌ أتيت شجرة فجلست في أصلها ثم رميته فعقرته حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه علوت الجبل فجعلت أرميهم بالحجارة قال فما زلت كذلك اتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله إلا خلفته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يستخفون ولا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله وأصحابه حتى أتوا متضايقا من ثنية فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري فأخذوا يتضحون يعني يتغدون وجلست على رأس قرن قال الفزاري ما هذا الذي أرى قالوا لقينا من هذا البرح والله ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا قال فليقم إليه نفرٌ منكم أربعة قال فصعد إلي منهم أربعة في الجبل فلما أمكنوني من الكلام قلت هل تعرفوني قالوا لا ومن أنت قال قلت أنا سلمة بن الأكوع والذي كرم وجه محمد لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته ولا يطلبني رجلٌ منكم فيدركني قال أحدهم أنا أظن قال فرجعوا قال فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله يتخللون الشجر قال فإذا أولهم الأخرم الأسدي على إثره أبو قتادة الأنصاري وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي قال وأخذت بعنان الأخرم قال فولوا مدبرين قلت يا أخرم احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله وأصحابه قال يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حقٌّ والنار حقٍّ فلا تحل بيني وبين الشهادة قال فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن قال فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول على فرسه ولحق أبو قتادة فارس رسوله بعبد الرحمن فطعنه فقتله فوالذي كرم وجه محمد لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمدٍ ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذا قردٍ ليشربوا منه وهم عطاش قال فنظروا إلي أعدو وراءهم فخليتهم عنه - يعني أجليتهم منه فما ذاقوا منه قطرة قال ويخرجون فيشتدون في ثنية قال فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في بعض كتفه قال قلت خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال يا ثكلته أمه أكوعه بكرة قال قلت نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة قال وأردوا فرسين على ثنية فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله قال ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت ثم أتيت رسول الله وهو على الماء الذي خليتهم عنه فإذا رسول الله قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلالٌ نحر ناقة من الإبل التي استنقذت من القوم وإذا هو يشوي لرسول الله قال قلت يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته قال فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه في ظل النار فقال يا سلمة أتراك كنت فاعلا قلت نعم والذي أكرمك فقال إنهم الآن ليفرون في أرض غطفان قال فجاء رجل من غطفان فقال نحر لهم فلانٌ جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا أتاكم القوم فخرجوا هاربين فلما أصبحنا قال رسول الله : كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة قال ثم أعطاني رسول الله سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما إلي جميعا ثم أردفني رسول الله على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال وكان رجلٌ الأنصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول ألا مسابقٌ إلى المدينة هل من مسابق فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا إلا أن يكون رسول الله قال قلت يا رسول الله بأبي وأمي ذرني فلأسبق الرجل قال إن شئت قال قلت اذهب إليك قال وثنيت رجلي فطفرت فعدوت وربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في أثره فربطت عليه شرفا أو شرفين ثم إني رفعت حتى ألحقه قال فأصكه بين كتفيه قال قلت قد سبقت والله قال أنا أظن قال فسبقته إلى المدينة قال فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليالٍ حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله فجعل عمي عامرٌ يرتجز بالقوم

تالله لولا الله ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا

ونحن عن فضلك ما استغنينا ** فثبت الأقدام إن لاقينا

وأنزلن سكينة علينا

فقال رسول الله من هذا قال أنا عامر قال غفر لك ربك قال وما استغفر رسول الله لإنسان يخصه إلا استشهد قال فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له: يا نبي الله لولا متعنا بعامر قال فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحبٌ يخطر بسيفه يقول

قد علمت خيبر أني مرحب ** شاكي السلاح بطلٌ مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

قال وبرز له عمي عامر فقال

قد علمت خيبر أنى عامر ** شاكي السلاح بطلٌ مغامر

قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحبٍ في ترس عامرٍ وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله وكانت فيها نفسه قال سلمة فخرجت فإذا نفرٌ من أصحاب النبي يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت النبي وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر قال: قال رسول الله من قال ذلك قال قلت ناسٌ من أصحابك قال كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين ثم أرسلني إلى عليٍّ وهو أرمد فقال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت رسول الله فبصق في عينيه فبرأ وخرج مرحب فقال:

قد علمت خيبر أنى مرحب ** شاكي السلاح بطلٌ مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال عليٌّ رضي الله عنه

أنا الذي سمتني أمي حيدره ** كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يده

في هذا الحديث من ذكر الإغارة على السرح وقصة عامر وارتجازه وقوله لأعطين الراية ما قد اتفق البخاري معه على معناه ولكن فيه الزيادة والشرح ما يوجب كونه من أفراد مسلم كما ذكره أبو مسعود

973

السادس عن إياس بن سلمة عن أبيه أن رجلا أكل عند رسول الله بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع فقال لا استطعت ما منعه إلا الكبر فما رفعها إلى فيه

974

السابع عن إياس بن سلمة عن أبيه قال لقد قدت بنبي الله والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي هذا قدامه وهذا خلفه

975

الثامن عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال عدنا مع رسول الله رجلا موعوكا قال فوضعت يدي عليه فقلت والله ما رأيت كاليوم رجلا أشد حرا فقال نبي الله ألا أخبركم بأشد حرا منه يوم القيامة هاذينك الرجلين المقفيين لرجلين حينئذ من أصحابه

976

التاسع عن إياس بن سلمة عن أبيه أنه سمع النبي - وعطس عنده رجل فقال يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال له رسول الله الرجل مزكوم آخر ما في الصحيحين من مسند سلمة بن الأكوع.

وهو آخر مسانيد المقدمين بعد العشرة رضي الله عنهم أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



الجمع بين الصحيحين للحميدي
المقدمة | القسم الأول: مسند العشرة أبو بكر الصديق | عمر بن الخطاب | عثمان بن عفان | علي بن أبي طالب | عبد الرحمن بن عوف | طلحة بن عبيد الله التيمي | الزبير بن العوام | سعد بن أبي وقاص | سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي | أبو عبيدة بن الجراح | القسم الثاني: مسند المقدمين عبد الله بن مسعود | عمار بن ياسر | حارثة بن وهب الخزاعي | أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري | حذيفة بن اليمان العبسي | أبو موسى الأشعري | جرير بن عبد الله البجلي | أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي | حديث عدي بن حاتم الطائي | جابر بن سمرة | سليمان بن صرد | عروة بن الجعد البارقي | عمران بن حصين | حديث عبد الرحمن بن سمرة | عبد الله بن مغفل المزني | أبو بكرة نفيع بن الحارث | بريدة بن الحصيب | عائذ بن عمرو | سمرة بن جندب | معقل بن يسار | مالك بن الحويرث | جندب بن عبد الله البجلي | معيقيب بن أبي فاطمة | مجاشع ومجالد ابنا مسعود السلمي | يعلى بن أمية | معاذ بن جبل | أبو بن كعب الأنصاري | أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري | عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري | أبو أيوب الأنصاري | أبو بردة هانئ بن نيار البلوي | زيد بن ثابت الأنصاري | عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي | أبو لبابة عامر بن المنذر | عتبان بن مالك | سهل بن حنيف | وعن قيس بن سعد الأنصاري | أسيد بن حضير | كعب بن مالك | أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة الأنصاري | أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري | أبو جهيم عبد الله بن الحارث بن الصمة الخزرجي | أبو الدرداء الأنصاري | أبو حميد عبد الرحمن بن سعد بن المنذر الساعدي | عبد الله بن سلام بن الحارث | سهل بن أبي حثمة | ظهير بن رافع عم رافع بن خديج | رافع بن خديج | عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري | حديثان عن عبد الله بن يزيد الخطمي | أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري | شداد بن أوس | النعمان بن بشير | عبد الله بن أبي أوفى | زيد بن أرقم | ثابت بن الضحاك الأنصاري | أبو بشير الأنصاري | البراء بن عازب | زيد بن خالد بن جهينة الجهني | سهل بن سعد الساعدي | مالك بن صعصعة | كعب بن عجرة | أبو برزة نضلة بن عبيد | سلمة بن الأكوع | القسم الثالث: مسند المكثرين عبد الله بن العباس بن عبد المطلب | عبد الله بن عمر بن الخطاب | جابر بن عبد الله الأنصاري | سعد بن مالك الخدري | أنس بن مالك الأنصاري | أبو هريرة الدوسي | القسم الرابع: مسند المقلين العباس بن عبد المطلب | الفضل بن العباس | عبد الله بن جعفر بن أبي طالب | عبد الله بن الزبير | أسامة بن زيد بن حارثة | خالد بن الوليد | عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق | عمر بن أبي سلمة | عامر بن ربيعة العدوي | المقداد بن الأسود | بلال بن رباح | أبو رافع | سلمان الخير الفارسي | خباب بن الأرت | عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب | جبير بن مطعم | المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف | حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد | عبد الله بن مالك بن بحينة الأسدي | أبو واقد الليثي | المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ | سفيان بن أبي زهير الأزدي | العلاء بن الحضرمي | الصعب بن جثامة الليثي | أبو يزيد السائب بن يزيد | عمرو بن أمية الضمري | خويلد بن عمرو الخزاعي | خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري | أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس | معاوية بن أبي سفيان | المغيرة بن شعبة | عمرو بن العاص | عبد الله بن عمرو بن العاص | عوف بن مالك الأشجعي | واثلة بن الأسقع بن كعب | عقبة بن عامر بن عبس الجهني | أبو ثعلبة الخشني | أبو أمامة الباهلي | عبد الله بن بسر السكوني ثم المازني | أبو مالك الأشعري | أبو مالك الأشعري | سعد بن معاذ بن النعمان الأشهلي | سويد بن النعمان بن مالك بن عامر الأنصاري | ثابت بن قيس بن شماس | قتادة بن النعمان بن يزيد | عبد الله بن رواحة | أبو سعيد بن المعلى | أبو عبس عبد الرحمن بن جبر الحارثي | معن بن يزيد | محمود بن الربيع بن الحارث بن الخزرج الأنصاري | أبو سروعة عقبة بن الحارث بن عامر المخزومي | عبد الله بن ثعلبة بن صعير | مرداس الأسلمي | الحكم بن عمرو الغفاري | عمرو بن سلمة الجرمي عن أبيه | زاهر الأسلمي | أهبان بن أوس الأسلمي | عمرو بن الحارث الخزاعي | عبد الله بن هشام القرشي | شيبة بن عثمان الحجبي | عمرو بن تغلب | سلمان بن عامر الضبي | أبو كريمة المقدام بن معدي كرب | محمد إياس بن البكير | سنين أبو جميلة | حزن جد سعيد بن المسيب | عمرو بن ميمون الأودي | أبو رجاء العطاردي | وحشي الحبشي مولى جبير بن مطعم | محمد بن مسلمة | النعمان بن مقرن | سعيد بن المسيب | عبد الرحمن بن أبي ليلى | عبد الرحمن بن جابر | سراقة بن مالك بن جعشم | عبد المطلب بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب | هشام بن حكيم بن حزام | أبو وهب صفوان بن أمية بن خلف | الشريد بن سويد الثقفي | نافع بن عتبة بن أبي وقاص | مطيع بن الأسود بن حارثة | مطيع بن الأسود بن حارثة | أبو محذورة سمرة بن معير | أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري | سبرة بن معبد الجهني | عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي | عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سهم السهمي | معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب | أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن خنيس | عمير مولى آبي اللحم | عبد الله بن أنيس الجهني | أبو اليسر كعب بن عمرو السلمي | حمزة بن عمرو الأسلمي | أبو نجيح عمرو بن عبسة بن عامر السلمي | ذؤيب بن حلحلة | أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي | فضالة بن عبيد الأنصاري أبو محمد | النواس بن سمعان الكلابي | أبو أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي | أبو يحيى صهيب بن سنان | سفينة مولى رسول الله | ثوبان مولى رسول الله | أبو رقية تميم بن أوس الداري | أبو عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي | المستورد بن شداد أخو بني فهر | عبد الرحمن بن عثمان التيمي | أبو بصرة حميل بن بصرة الغفاري | أبو هنيدة وائل بن حجر الكندي | عمرو بن حريث | عمارة بن رؤيبة | عدي بن عميرة الكندي | عرفجة بن شريح | طارق بن أشيم الأشجعي | قطبة بن مالك | سويد بن مقرن أبو علي | عثمان بن أبي العاص الثقفي | هشام بن عامر الأنصاري | عتبة بن غزوان أبو عبد الله | عبد الله بن الشخير | حنظلة بن الربيع الأسيدي | الأغر المزني | معاوية بن الحكم السلمي | عبد الله بن سرجس المزني | قبيصة بن مخارق بن عبد الله الهلالي وزهير بن عمرو الهلالي | قبيصة بن مخارق | أبو رفاعة العدوي تميم بن أسيد بن عبد مناة | أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري | نبيشة الهذلي | عياض حمار بن عرفجة المجاشعي | رجل من أصحاب النبي | القسم الخامس: مسند النساء عائشة بنت أبي بكر الصديق | فاطمة بنت رسول الله | أم سلمة | حفصة بنت عمر بن الخطاب | أم حبيبة بنت أبي سفيان | ميمونة بنت الحارث الهلالية | جويرية بنت الحارث | زينب بنت جحش | صفية بنت حيي بن أخطب | سودة بنت زمعة | أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب | أم الفضل لبابة بنت الحارث أم عبد الله بن العباس | أسماء بنت أبي بكر | أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط | أم قيس بنت محصن الأسدية أسد خزيمة | زينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله | فاطمة بنت قيس | سبيعة الأسلمية | أم حرام بنت ملحان بن خالد الخزرجية | أم سليم بنت ملحان أم أنس ابن مالك | زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود | أم شريك إحدى نساء بني عامر بن لؤي | الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية | أم عطية واسمها نسيبة بنت كعب الأنصارية | أم خالد بنت سعيد بن العاص | أم رومان أم عائشة بنت أبي بكر الصديق | خنساء بنت خدام | أم العلاء الأنصارية | صفية بنت شيبة بن عثمان القرشي | أفراد مسلم من الصحابيات | خولة بنت حكيم السلمية | جدامة بنت وهب الأسدية | أم مبشر الأنصارية | أم هشام بنت حارثة بن النعمان | أم الحصين الأحمسية | صفية بنت أبي عبيد | أم الدرداء | الخاتمة