انتقل إلى المحتوى

الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس/علي السعيد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: الصفحات 171–172
 

الخبر عن دولة أمير المومنين أبى الحسن السعيد رحمه الله

أمير المومنين على بن ادريس المامون بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المومن بن على الكومى الموحد امه ام ولد نوبية كنيته أبو الحسن لقبه السعيد وتسمى بالمعتضد بالله صفته أسمر شديد السمرة قام الغد معتدل الجسم سبت الشعر مليح العينين منعول اللحية على الهمة بطل شجاع مهاب له أقدام في لحرب ونجده فاق بها من تقدم من اباله ، بويع له بالخلافة ثاني يوم وفاة أخيه الرشيد بحضرة مراكش وذلك يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة أربعين وست مانة وتوفى ربه الله يوم الثلاثة من سايخ شهر صفر سنة ست وأربعين وست مائة وهو محاصر ليغرمر اسن بن زبان العبد الوادى بقلعة تامر جديبة من أحواز تلمسان فكانت أيام خلافته القى يوم وثمانية وعشرين يوما أولها يوم الجمعة عاشر جمادي الاخرة الذي بويع فيه واخرها الثلاثة الذي توفّى فيه يجب لها من السنين خمسة أعوام وثمانية أشهر واحد وعشرين يوما وبويع السعيد بمراكش، وقد ظهر أمر بنى مرين بالمغرب ملكوا جميع جوادیه فاخذ يبعث اليهم بالجيوش فيهزمونها فلما كان في سنة ثلاث وأربعين اتصل به ان الامير ابا يحيى بن عبد الحق قد دخل مدينة مكناسة وأن يغمراسن بن زيان قد ملك تلمسان واحوازها وأن محمد المستنصر والى أفريقية قد تسمى بأمير المومنين خلافا لما كان عليه أباره واحتفار الدولة السعيد فاخذ في الحركة إلى غزوم فخرج من حضرة مراكش في جيوش لا تحصى من الموحدين والعرب والروم فسار حتى وصل إلى وادى بهت عرف به امیر المومنين أبو يحيى بن عبد الحق فخرج له عن مكناسة وأسلمها له وسار إلى قلعة تازا وسار ببلاد الريف واجتمعت اليه جميع قبائل بني مرين هنالك ووصل أمير المومنين السعيد الى مكناسة فخرج أهلها يطلبون منه العقو وقدموا بين ايديهم الشيخ الصالح أبا على منصور بن حرزوز والصبيان من المكاتب بالالواح على رؤسهم والمصاحف بايديهم فعفا عنهم وارتحل إلى مدينة فاس فنزل بظاهرها من تحتية القبلة فاقام هنالك أياما حتى وصلته بيعة الامير الى يحيى بن عبد الحق فسر بها وخلع على القوم الذين أتوا بها ووصلهم باموال جليلة وكتب له بجميع بلاد الريف والفلاح، ثم ارتحل عن مدينة فاس في الرابع عشر من المحرم من سنة اربعين وست مائة وخسف بالقمر كله تلك الليلة فاصبح السعيد في ذلك اليوم مرتحلا فلما ركب انكسر لواوه المنصور فتطير به ورجع ولم يرتحل فاقام الى السادس عشر من شهر محرم المذكور فارحل حتى وصل إلى تلمسان وبها يغمراسن بن زيان القائم بها فخرج عنها يغمراسن فارا جماله وأولاده وأهله إلى القلعة تامر جديبة قحصن بها وأسلم له تلمسان فتبعه السعيد حتى نزل على القلعة المذكورة فحاصره به أيام فلما كان اليوم الرابع ركب متخشيا في وقت الهاجري وخرج مع وزيره على حين غفلة من الناس لينظر الى القلعة ومنعتها وكيف تكون المحاولة في قتالها والتمكن منها فلما توسط من الجبل مكانا وعرا فضرب به فارس من بني عبد الوادى يعرف بيوسف الشيطان كان يتحرس فسار أليه هو ويغمراسن بن زبان ويعقوب بن جابر العبد الوادى فخرجوا عليه من مخدع من الجبل فضربه بوسف الشيطان فقتله رفتل يعقوب بن جابر وزيره وفر الرجال الذين كانوا معه الى المحلة فاخبروا بموته فارتجت المحلة واخذ اهلها في القرار فهبط يغمراسن في بني عبد الوادي من القلعة فاحتوى على جميع المحلة وأخذ ما فيها من الاموال والسلاح والكراع والعيال والطبول والبنود والاخبية والقباب وأمر يغمراسن بالسعيد فغسل ركـفــن وحمل فدفن بالعباد من خارج مدينة تلـ سان الله