يريك قوامها الغصن الرطيب
المظهر
يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ
يُريكَ قوامَها الغصنُ الرطيبُ
ولحظَ جفونِها الرشأُ الربيبُ
غَداةَ بَدا لها خدٌّ أسيلٌ
يُنَمنِمُ وشيَه كفٌّ خَضيبُ
وأدناها من الصبِّ التنائي؛
كذاكَ الشمسُ يُدنيها الغروبُ
فمن خدٍّ تخدِّدُه دموعٌ؛
ومن قلبٍ يُقلِّبُهُ حبيبُ
بظبيٍ في الخيامِ له مُرادٌ
وبدرٍ في الخدورِ له مَغيبُ
فكم بَعُدَ الرقيبُفأسعفَتْني
صروفُ الدهرِإذ بَعُدَ الرقيبُ
بصبحٍ من محاسنِه تجلَّى؛
وليلٍ من ذوائبِه يذوبُ
رويدَك أيُّها القلبُ المُعنَّى
وقَصرُكَ أيُّها الدمعُ السَّكوبُ
تناءى الجودُ حتى ليس يدنو
وغابَ البِشرُ حتى ما يَؤبُ
وآخِرَ حاذقٌ في الشِّعرِ طِبٌّ
وقُدِّمَ سارقٌ فيه مُرِيبُ
كبعضِ الصَّيدِ يُرزَقُ منه مُخطٍ
ويُحرَمُ خيرَه الرامي المصيبُ
سأُغرِبُ في الثناءِ على ابنِ فهدٍ
فما هوفي الورى إلا غريبُ
تألَّقَ والخطوبُ لها ظَلامٌ
فأسفرَ والظَّلامُ له قُطوبُ
وقد قَرِحَتْ على الجُودِ المآقي؛
وقد شُقَّتْ على الشِّعْرِ الجُيوبُ
حُلِيٌّ من حِلَى الآدابِ يُغْني
بحِليَتهِ وشيمَتِه الأديبُ
إذا شيمَتْ بوارقُه استهلَّت
سماءٌمن مواهبِهتصوَّبُ
سَمَتْ بأبي الفوارس في المعالي
ضرائبُ ما له فيها ضريبُ
فَمِنْ حَزمٍ تَدينُ له الليالي؛
ومِنْ رأيٍ تَدِينُ به الغُيوبُ
وزادَ الأَزْدَ مأثَرةً فأمسَى
لها من كلِّ مكرُمَةٍ نَصيبُ
منَحْتَ وليَّكَ النِّعَمَ اللواتي
كفَتْه كلَّ نائبةٍ تنوبُ
وبُيِّنَ رَحْبُ صدرِكَ من خلالٍ
يَضيقُبوسْعِها الصَّدرُ الرَّحيبُ
فلما راقَ ناظِرَةَ الليالي
شبابُ الأُنسِ عاجلَه المَشيبُ
متى يَثني إليه عِنانَ بِشْرٍ
فتَثْني عنه أوجُهُها الخطوبُ
فقد نشرَ الثَّناءَ عليك منه
خطيبٌ ليس يُشْبِهُه خَطيبُ
فسيَّرَ منه وَشْياً ليسَ يَبْلى
وأطلعَ منه شَمْساً لا تَغيبُ
وقد غرسَتْ يمينُك منه غَرْساً
فصُنْهُ أن يُلِمَّ به شُحوبُ
أَيقُرُبُ منك ذونَسَبٍ بعيدٍ
ويبعُدُ مَنْ له نَسَبٌ قريبُ
ومَدْحٍ فوَّقَتْه لك المعالي
فجاء كأنه بُردٌ قَشيبُ
إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً
تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ
فمن حُسْنِ الصنائعِ فيه حُسْنٌ؛
ومن طيبِ المحامدِ فيه طيبُ
وليسَ يَفُوحُ زَهرُ الرَّوضِ حتى
تفتِّحَهُ شَمالٌ أوجَنوبُ