انتقل إلى المحتوى

يا لأهل يثرب لا مقام لعارف

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ

​يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ​ المؤلف محيي الدين بن عربي


يا لأهلَ يثربَ لا مقامَ لعارفٍ
ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه
وبذاكَ أضحى في القيامةِ سيدا
صلَّى عليه الله من رحموته
ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ
عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلمِ التي أسماؤها
في آدمَ هي للمقربِ أحمدا
جمعَ الإناثَ إلى الذكورِ كلامُه
بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثةَ عارضٌ متحققٌ
مثل الذكورِ لا تكنْ مترددا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني
هنَّ الشقائقُ لا تجبْ من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه
قدْ كانَ عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشكُّ بكونِهِ
روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته
والوسط الأفضل في المعتقد
مثلٌ أتاكَ ولا أسميهِ لما
قدْ جاءَ في نصِّ الشريعةِ مسندا
أدباً معَ اللهِ العظيمِ جلالهُ
فالدهر للذاتِ النزيهةِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها
وتكونُ زائدةً إذا أمرٌ بدا
مثلّ الذي قدْ جاءَ ليسَ كمثلهِ
في سورة الشورى وخابَ من اعتدى