انتقل إلى المحتوى

يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك

​يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك​ المؤلف معروف الرصافي


يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك
وزال عنك وعن آفاقك الحلك
أضحى بك القوم أحراراً قد اعتصموا
من النجاة بحبل ليس يَنبتك
ناد به القولُ عن أهليه مستمَع
والحق متبع، والأمر مشترك
ناد اذا نفرت عنا الامور به
إن لم يتمَّ له من شأوه الدرَك
يصطاد فيه شرودُ الحق عن كثب
كالماء يصطاد في ضحضاحه السمك
إن السحائب لم تظهر بوارقها
ما لم يكن للقوى فيهن معترك
وللتدابير حرب لا يخيب بها
قوم بمستنقع الآراء قد بَركوا
هذا هو المجلس الرحب الذي وسعت
احكامه الناس من عاشوا ومن هلكوا
هو السماء التي نعلو السماء بها
تبدو من العدل في آفاقها حُبك
دارت بها شمس عز الملك حيث لها
حرية العيش برج والنهي فلك
قد أصبح الأمر شورى بيننا فبه
على الرعية لا يستاثر الملك
واصبح الناس في قربى وان بعدت
اديانهم من بهم حقد ولا حسك
هذا الذي جاءنا الدين الحنيف به
وحياً من الله مبعوثاً به الملك
هذا به نهض الاسلام نهضته
من قبلُ إذ قام يستولي ويمتلك
يا قوم قد حان حين تسخرون به
ممن بكم سخِروا من قبلُ أو ضحكوا
مات الزمان الدي من قبل كان به
يحيا امرؤ لم يكن في السعي ينهمك
هلا نظرتم لما في الغرب من سَنَن
كل به سائر طَلقاً ومُنسلك
لم تلق للحق وجهاً فيه محتقرا
ولم تجد حُرمة للعلم تنتهك
في الغرب أصوات عل يبعثون بها
من في القبور فهل قي سمعكم سكك
فشمروا يا رجالَ الشرق عن هِمم
حجابها عند اهل الغرب منتهك
ولست أطلب منكم فعلَ ما فعلوا
ولا أحاول منكم ترك ما تركوا
بل فاذكروا اوليكم كيف قد سلفوا
ثم اسلكوا في المعالي أية سلكوا
واستخلصوا عسجد المجد الذي بلغوا
سبكا على قالب العلم الذي سبكوا
واستنجدوا العلم ان العلم شكته
في حومة العيش تبلى دونها السنكك
اما المدارس فلترفع قواعدها
حتى تقوم وطود الجهل مؤتفك
منابع العلم إن غاضت بمملكة
فاضت بسيل الدواهي حولها برك
من شاد مدرسة للعلم هد بها
سجنا لمن أفسدوا في الأرض أو فتكوا
وكم أَثارت رياح الجهل من سحب
تهطالهن دم في الارض منسفك
فالعلم والجهل كل البون بينهما
هذا الفسوق وذاك الفوز والنسك
ضد ان ما استويا يوما ولا اجتمعا
وهل ترى يتساوى النور والحلك
نادوا البدارَ البدارَ اليوم إنكم
يا قومُ ساهون حيث الأمر مرتبك
كم رددت كلمات الناصحين لكم
حتى لقد مل من مضغ لها الحَنك
يا قوم قد طلعت شمس الهدى وبها
للناس قد وضحت من رشدهم سكك
وانشد الشرق مسرورا يؤرخها
«حرية المُلك أهدى شمسها الفلك»