يا دهر ما لك مولعا بخصامي
المظهر
يا دهر ما لك مولعاً بخصامي
يا دهر ما لك مولعاً بخصامي
مهلاً فقد أشمت بي لوّامي
وتركتني هدف الخطوب تصيبني
فتزيد من طعناتها آلامي
حتّى غدا صدري محطّ نبالها
إن ندّ سهم جئته بسهام
لا حال شاعر كندةٍ حالي ولا
الخنساء أذرت مثل دمعي إلهامي
كم من فتى يبدو بوجهٍ ضاحكٍ
والصّدر منه بالحوادث دام
أنا كيف لا ألقى الكآبة والملا
يشقى من الأديان والأحكام
أعني بني وطني بكلّ ديّارهم
أعني بني الدّنيا بكلّ مقام
الكون فوضى والمطامع خلّة
قهارةٌ جارت مع الأيام
والنّاس يأكل بعضهم بعضاً ولا
من رداعٍ يدعو إلى إحجام
من لي بقومٍ من بني وطني إذا
اجتمعوا سموا عن شرّةٍ وعرام
وترّفعوا عن كلّ قصدٍ سافلٍ
وتمسّكوا بفضائل الأقوام
أخذوا لباب الدّين واطرحوا
زوائده وما فيه من الأوهام
ورعوا عهود ذوي الوفاء وأيدوا
حقّ الضّعيف لدى القي السّامي
وجروا مع العلم الصّحيح وقوّضوا
ركن الجهالة في ربوع الشّام
وهووا على أهل الزّعامة في الحمى
من ينحرون الشّعب كالأغنام
هؤلاء أصنام مكلّسة بلا
قلبٍ ولا روحٍ ولا أفهام
أيليق بالمعلم الحضري أن
يبقى رهين عبادة الأصنام