يا دار لا أنهج القشيب
المظهر
يا دارُ لا أنهجَ القشيبُ
يا دارُ لا أنهجَ القشيبُ
منكِ ولا صوحَ الرطيبُ
و لا أخلتْ بكِ الغوادي
تشعبُ ما يصدعُ الجدوبُ
من كلَّ مخروقة العزالي
تغلبُ أخياطها الثقوبُ
تعجبُ منها رباكِ حتى
يضحكَ فيها الوجهُ القطوبُ
و كان عطرا كما عهدنا
مشيُ الصبا فيكِ والهبوبُ
فربَّ ليلٍ ثراكِ فيه
بين بحور العشاق طيبُ
عجنا وليلُ المطيَّ ليلٌ
بعدُ وصوتُ الحادي صليبُ
و ما نقضناهُ من طريقٍ
من حيثُ رحنا عنه قريبُ
فقال صحبي أضلَّ هادٍ
أم خدعَ الحازمُ الأريبُ
ليس أوانُ التعريسِ هذا
قلتُ هو الشوق لا اللغوبُ
يا من رأى باللوى بريقاً
تقدحُ نيرانهُ الجنوبُ
كلاَ ولا بينما تراهُ
يطلعُ أبصرتهُ يغيبُ
كأنّ ما لاح منه وهناً
على شبابِ الدجى مشيبُ
حدثني بالغضا حديثا
سرَّ على أنه خلوبُ
يقول هيفاءُ لم يحلها
عن عهدك الناقلُ الكذوبُ
جفونها بعدكم حنوا
ماءٌ وأحشاؤها لهيبُ
فارض فمن قلبها خفوقي
أعدي ومن طرفها أصوبُ
لا وليالٍ على المصلي
تسرق في نسكها الذنوبُ
و ما رأى الجبفُ من هناتٍ
يغفرها المالكُ الوهوبُ
و خلواتٍ بأمّ سعدٍ
ما بعدها لذةٌ تطيبُ
لولا لماها لما شفاني
بزمزمٍ ما سقى القليبُ
ماذا على محرمٍ بجمعٍ
و سهمهُ من دمى خضيبُ
و كيف والصيدُ ثمَّ بسلٌّ
تصادُ بالأعين القلوبُ
يا فتكها نظرةً خلاسا
سببَ أدواءها الطبيبُ
ذابت عليها حصاةُ قلبي
يا من رأى جمرةً تذوبُ
قلْ لزماني ما شئت فاضغط
قد دبرَ الجابرُ الجليبُ
أصبتني بالخطوبِ حتى
لم تبقِ لي مقتلا تصيبُ
في كل يومٍ جورٌ غريبٌ
عندي عليه صبرٌ غريبُ
حتى لقد صار عجيبا
منك الذي كله عجيبُ
و لائمٍ في عزوفِ نفسي
قلتُ له أنتَ والخطوبُ
عساك خبرا بالناس مثلي
إن ردَّ من حلمك العزيبُ
ففي قليَ منْ تراكَ تلحى
منهم وفي تركِ منْ تعيبُ
الله لي إن طرحتُ عرضي
أكلةَ آمالهم حسيبُ
قد كنتُ أبكي وهم فروقٌ
شتى وأشكو وهم ضروبُ
فاليوم سوتهم المساوي
عندي وعمتهم العيوبُ
فما أرى منهمُ بريئا
يخشى افتضاحا به المريبُ
بلى قد استثنتِ المعالي
بيتاً لها فخرهُ نسيبُ
بيتاً شموسُ الضحى عمادٌ
له وشهبُ الدجى طنوبُ
الحسبُ العدُّ من بينهِ
كلُّ نجيبٍ نمى نجيبُ
من آل عبد الرحيم مردٌ
حولَ رواقِ العلا وشيبُ
تشابهوا سودداً فأعطى
شاهدهم فضلَ منَ يغيبُ
كلُّ محيا الجبينِِ طلقٍ
لم يعتسفْ بشره القطوبُ
راضون أن يشبعوا ويضووا
و العامُ مسحنفزٌ غصوبُ
تروى عطاشُ الآمالِ فيهم
و هيَ على غيرهم تلوبُ
لهم أفاويقها إذا ما
أصرمَ ثديُ الحيا الحلوبُ
دوحةُ مجدٍ أبو المعالي
غصنُ جناها الغضُّ الرطيبُ
كان فتاها والرأيُ كهلٌ
و طفلها والحجا لبيبُ
ليثُ حماها والدارُ حربٌ
و في السلامِ الظبيُ الربيبُ
لا فرحةٌ تستقلُّ منه
حلما ولا نوبةٌ تنوبُ
تغمزُ فيه أيدي الليالي
و النبعُ مستعصمٌ صليبُ
إذا كساه الغنى قميصا
فهو بأيدي الندى سليبُ
و كلُّ سعيٍ له كسوبٍ
تغرمهُ كفه الوهوبُ
يحمي حماه بنافذاتٍ
خدوشها في العدا ندوبُ
لا يبلغُ السبرُ ما يفري
معمقا جرحها الرغيبُ
يبعثها مفصحا لسانٌ
ماضٍ إذا لجلجَ الخطيبُ
إذا فروجُ الكلامِ ضاقتْ
تمَّ بها باعهُ الرحيبُ
لا محقتْ بدرك الدآدي
و لا محا شمسك الغروبُ
و رجع الدهرُ مستقيلا
اليكَ من ذنبهِ ينوبُ
يقسمُ لا شيمَ وهو سيفٌ
بعدُ ولا شمَّ وهو ذيبُ
و عاد ظلُّ الدنيا عليكم
يورقُ أو ينمرُ القضيبُ
حظكمُ صفوها وحظُّ ال
أعداءِ منها المرُّ المشوبُ
ما كرَّ عوداً شبابُ ليلٍ
يردفهُ من ضحىً مشيبُ
و زار يومُ النيروز عامَ ال
خضبِ كما زارك الحبيبُ
تهدى لكم من ثناي عونٌ
كلُّ ابن سمعٍ لها طروبُ
قواطنٌ فيكمُ وتمسى
تجولُ في الأرض أو تجوبُ
في كلَّ يومٍ تغشاك منها
حبيبةٌ ما لها رقيبُ
كذاك لا غائبي خبيثٌ
لكم ولا شاهدي مريبُ
قلبي صحيحُ لكم وودي
ما مرضَ الودُّ والقلوبُ
أجببتكم قبلَ أن دعوتم
فكيف أدعى فلا أجيبُ