انتقل إلى المحتوى

يا جيرة الحي هذا الأثل والبان

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

يا جيرة َالحيِّ هذا الأثلُ والبانُ

​يا جيرة َالحيِّ هذا الأثلُ والبانُ​ المؤلف البرعي


يا جيرةَالحيِّ هذا الأثلُ والبانُ
فكيفَ حالُالأحيبابِ الأولى بانوا
و هلْ مررتمْ بنعمانَ الأراكِ على
نعمٍ فأحلى الهوى نعمٌ ونعمانُ
عهدي بهمْ وديارُ الحيِّ آنسهٌ
بالمنجدينَ وهمْ في الحيِّ جيرانُ
و العيشُ أخضرُ والدنيا مساعدةٌ
و قاتلُ الحبِّ والمقتولُ إخوانُ
و الشيحُ متشيحٌ بالطلِّ مبتهجٌ
و الوردُ مبتسمٌو الزهرُ ألوانُ
و المسكُ تذريهِ أرواحُ النسيمِ وفي
خمائلِ الشعبِ تغريدٌ وألحانُ
و في الخدورِ بدورٌ في ملاحظها
سحرٌ وفي حسنها ماءٌ ونيرانُ
و بنتُ عشرٍ سقاها الحسنُخمرَ صبا
فالقلبُ منها بغيرِ السكرِ سكرانُ
نعسٌ مكحلةٌ لعسٌ معسلةٌ
فيهنَّحسنٌ وما فيهنَّ إحسانُ
تريكَ في الرملِ حقفَ الرملِ فوقهما
ليلٌ وشمسٌ ورمانٌ ومرانِ
أتلكَ لؤلؤةٌ غرٌّمحاسنها
أم فضةٌ شانها ورسٌ وعقيانُ
أمْ تلكَ حوريةٌ نوريةٌ خلقتْ
منْ درةٍ حليها درٌّ ومرجانُ
فاقتْ ببهجتها كلَّ الحسانِ كما
فاقَ الكرامَ عفيفُ الدينِ عثمانُ
فردُ الجلالةِ خرقٌ لا نظيرَ لهُ
أموالهُلصنوفِ المجدِ أثمانُ
غيثٌ يفيضُ بمرفضِّ الندى أبداً
كلُّ إلى صوبِ ذاكَ الغيثِ ظمآنُ
بحر منَ الجودِ ملآنٌ يموجُ غنى
فالناسُ تغرفُ منهُ وهوَ ملآنُ
رحبُ المنازلِ ما غبتْ منازلهُ
وفدٌووفدٌ وضيفانٌ وضيفانُ
أبوهُ سيدُ عدنانٍ فبوركَ منْ
فرعٍ منيفٍ نماهُ الأصلُ عدنانُ
و جدهُ الأهدلُ المشهورُ سيرتهُ
مباركٌ كلهُ يمنٌ وإيمانُ
لا يغلقَ البابَ عنْ راجي النوالِ ولا
يقابلُ الوفدَ إلا وهوَ جذلانُ
إنَّ ابنَ أحمدَ شمسٌ في جلالتهِ
و ليسَ كالشمسِ بهرامٌ وكيوانُ
ر تعناُآمالنا في ريفِ رأفتهِ
فنحنُ نبتُ رجاهُ وهوَ هنانُ
لهُ بفاطمةَ الزهرا وحيدرةٍ
و أحمدٍ شرفٌ يسمو وبنيانُ
قومٌ حموا عنْ حواشيهمْ وطالَ بهمْ
فوقَ الكواكبِ عمارٌ وسلمانُ
فإنْ طغى الدهرُ أوْ نابتْ نوائبهُ
فالأهدليونَ حصنٌ أينما كانوا
حالي بهمْ مستقرٌ بعدَ نفرتهِ
عني وربعي لخيلِ الخيرِ ميدانُ
يا سيدي ياعفيفَ لدينٍجئتكَ في
حوائجٍ أغفلتْ والدهرُ يقظانُ
فرشْ جناحي ببذلِ المكرماتِ وصلْ
حبلي فإني إلى نعماكَ غرثانُ
إنْ لمْ تقمْ بي وتمددْ بالنوالِ يدي
فالحظُّ منتقصٌ والربحُ خسرانُ
فاسمحْ بعارفةٍ بيضاءَ تنعشني
فما يساميكَ بالإحسانِ إنسانُ
و اكسُ الأديبَ منَ البزِّ النفيسِ ولاَ
ترددْلبيدِ القوافي وهو عريانُ
بقيتَ للدينِ والدنيا وأهلهما
نوراً على كلِّ نورٍ منهُ عنوانُ
ماحنَّ رعدٌو ما غنتْ مطوقةٌ
و ما تعانقَ أغصانٌ وأغصانُ