يا بين ويحك كم أشعلت نيرانا
المظهر
يا بينُ ويحكَ كم أَشعلت نيرانا
يا بينُ ويحكَ كم أَشعلت نيرانا
طيَّ القلوب وكم أَدميت أجفانا
وَكم مَحقَت بدورَ اليمّ مشرقةً
وَكم طَويت بأَطباق الثَرى بأنَّا
واحرَّ قلبي عَلى غصنٍ بهِ فتَكَت
أيدي المنون وكم قصفَّنَ أَغصانا
يا ويح خنسآءِ عيني وهي باكيةٌ
صخراً بدمع لديهِ الصخر قد لانا
يا مَن سقتهُ المنايا خمرةً طفَحَت
من أجلها كلُّ قلبٍ باتَ سكرانا
يا بدر تمٍّ فؤَآدي كان مسكنُهُ
ملأتَهُ عَوض الأَفراح أَحزانا
يا مهجة القلبِ هل عودٌ نؤَملّهُ
وهل كتاب سلامٍ منكَ حيَّانا
بَكَت على فقدكَ الإخوان دمعَ دمٍ
واستبدَلَت عن لذيذ الأُنس هجرانا
أَلبستَني ثوب حزنٍ لست أَخلعهُ
حتى أُبدَّل منهُ فيهِ أَكفانا
أَبكي صباءَكَ ما ناح الحَمام وَما
غَنَّى الهزارُ على الأَغصان أَلحانا
قد كنتُ اشفقُ من دمعي عَلى بَصري
واليوم كلُّ عزيزٍ بعدكُم هانا
لا رطَّبِ اللهُ قلباً ظلَّ مُشتَعلاً
مني وَلا جفَّ دمعٌ سال غدرانا
ما كان أًسرَع ذاكَ السير وأسغى
فهل ترَى تُسرعُ الأيام لقيانا
وهل نعاينُ ذاكَ الوجهَ مُبتسماً
وهل يُشنّف ذك اللفظ آذانا
طال النَوَى يا شقيق الروح وأَسفى
وأَشعَل الحزن طىَّ القلب نيرانا
فاذهب عليك سلامُ الله ما طلعت
شمسٌ وزادَكَ من نعماهُ رضوانا