انتقل إلى المحتوى

ونوبية في الخلق منها خلائق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ

​ونوبية ٍ في الخلقِ منها خلائقٌ​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس


ونوبيةٍ في الخلقِ منها خلائقٌ
متى ما تَرَقّ العينُ فيها تَسَهّلِ
إذا ما اسمُها ألقاهُ في السمع ذاكرٌ
رأى الطرفُ منه ما عناه بمقول
لها فخذا قَرْمٍ وأظلافُ قَرْهبٍ
وناظرِتا رئمٍ، وهامةُ ايّلِ
مُبَطَّنَةُ الأخلاقِ كبراً وعزّةً
فمهما تَجُدْ بالمشي في المشي تبخل
وكم حوْلَها من سائسٍ حافظٍ لها
يُكرّمُها عن خُطّةِ المتبذّلِ
ترى ظلفَ رِجلٍ يلتقي إن تنقّلَتْ
بظلفِ يدٍ منها عزيزِ التنقّل
كأنَّ الخطوطَ البيضَ والصّفْرَ أشبَهتْ
على جسمها ترصيع عاجٍ بصندلِ
ودائمةُ الإقعاءِ في اصلِ خَلقها
إذا قابلتْ أدبارها عين مقْبلِ
تَلفّتُ أحياناً بعينٍ كحيلةٍ
وجيدٍ على طول اللواءِ مظلّلِ
وعرفٍ دقيقِ الشعرِ تحسبُ نبتهُ
إذا الرّيحُ هَزّتْهُ ذوائِبَ سُنْبُل
تَنَفّسُ كبرا من يراعٍ مُثَقَّبٍ
فتعطي جنوباً منه عن أخذِ شمألِ
وتنفضُ رأساً في الزّمام كأنَّما
تريك له في الجوّ نفضةَ أجدلِ
إذا طلع النطحُ استجادتْ نطاحه
برأسٍ له هادٍ على السُّحبِ معتلِ
وقرنين أوْفَتْ منهما كلّ عقدة
كرمّانتيْ بابِ الخباءِ المُقْفَّلِ
إذا قُمعا بالتبر زادتْ تعززاً
على كلّ خودٍ ذاتِ تاجٍ مُكلَّل
وتحسبها من نفسها إن تبخترتْ
تزَفّ إلى بعلٍ عروساً وتَنجلي
وكم منشدٍ قولَ امرىء القيس حولها
"أفاطمَ مهلاً بعضَ هذا التدلّلِ"