ومشبلة شمطاء تبكي من النوى
المظهر
ومشبلة ٍ شمطاءَ تبكي منَ النَّوى
ومشبلةٍ شمطاءَ تبكي منَ النَّوى
وقد غيَّبتْ عن غابها أسداً وردا
وَتَحْتَ حَبابِ الَّدمْعِ عَيْنٌ رَويَّةٌ
منَ الدَّمِ والأحشاءُ مضمرةٌ وجدا
إذا طرق الرَّكبُ العراقي أرضها
بحيثُ تظلُّ السُّمرُ مقربةً جردا
وَيَحْمي ذِمارَ الجارِ كلُّ ابْنِ حُرَّةٍ
يَكادُ مِنَ الإكرامِ يُوْطِئُهُ خَدَّا
تَولّتْ بِقَلْبٍ يَسْتَطيرُ شَرارُهُ
إذا قدحتْ أيدي الهمومِ بهِ زندا
وقالتْ نساءُ الحيِّ أينَ ابنُ أختنا
ألا أخبرونا عنهُ حيِّيتمُ وفدا
رَعاه ضَمانُ اللَّهِ، هَلْ في بِلادِكمْ
أخو كرمِ يرعى لذي حسبٍ عهدا
فإنَّ الّذي خلَّفتموهُ بأرضكمْ
فتىً منْ رأى آباءهُ ذكرَ المجدا
أَبَغْدادُ كَمْ تُنْسيهِ نَجْداً وَأَهْلَهُ
أَلا خَابَ من يَشْري بِبغْدادِكُمْ نَجْدا
فدتهنَّ نفسي لو سمعنَ بما أرى
رمى كلُّ جيدٍ من تنهُّدها عقدا
أَلَسْتُ مُقيماً في أُناسٍ وِدادُهُمْ
يُشابُ بِغِلٍّ حينَ أَمْحَضُهُمْ وُدّا
ويثلمُ عرضي عندهمْ كلُّ كاشحٍ
وَأَدْفَعُ عَنْ أَعراضِهمُ أَلسُناً لُدّا
وأنصرهمُ والسَّيفُ يدمى غرارهُ
وأُخذلُ فيهمْ وهوَ يعتنقُ الغمدا
وهمْ في غواشي نشوةٍ من ثرائهمْ
ولا خيرَ في مالٍ إذا لم يُفدْ حمدا
فَمَنْ لي على غَيِّ التَّمَنِّي بِصاحِبٍ
سليمِ نواحي الصَّدرِ لا يحملُ الحقدا
يَعُدُّ الغِنَى فَضْفاضَةً ذاتَ رَفرَفٍ
وَصَمْصامَةً عَضْباً وَذا خُصَلٍ نَهْدا
ولولا افتراشُ الذِّئبِ للغدرِ صدرهُ
لَما كُنْتُ أَتْلَو في مَطالِبِها الأُسْدا