وديعا شريف النفس ألفيت عباسا
المظهر
وديعاً شريف النّفس ألفيت عبّاسا
وديعاً شريف النّفس ألفيت عبّاسا
أبياً لغير الله لا يخفض الرّاسا
رأى الجهل في هذي الرّبوع مخيّماً
فجرّد من ماضي عزيمته باسا
وأنشأ للآداب أفضل معهد
غدا في دياجي الغيّ والجهل نبراسا
وما هو إلا ربع قرنٍ تعاقبت
سنوه فساس الّنشء فيها كما ساسا
وقدّمهم للنّاس عنوان جهده
كراماً أباة الضّيم قد أدهشوا النّاسا
وعاش طهور النّفس والكفّ والنّهى
نقياً سوى ربع الفضيلة ما داسا
بني وطني لا تحزنوا إنّ أحمداً
مضى تاركاً من صالح النّبت أغراسا
ألا لم يمت من نوره وكماله
وطلاّبه باتوا على الحقّ حراّسا
إذا ما دعا داعٍ لدفع ظلامةٍ
عن الوطن المحبوب لبّوه أحلاسا
وإن سلّ سيف الظّلم فلّ بعزمهم
وكانوا لنا عند الكريهة أتراسا
لك الله يا وادي الدّموع فكم فتىً
فقدت وكفّ الموت كم أترعت كاسا
وكم هيض من أطيار دوحك في الحمى
جناحٌ به غصن الصّبابة ما ماسا
وكم شدّت الظلاّم في مطلع الضّحى
على شامخ الأعناق في الشّام أمراسا
وكم أخرست صوتاً وكم قطعت يدا
وكم أغمضت عيناً وكم سحقت راسا
وهذا أبو الأحرار جدّ وراءهم
ليسمع ما عانوا ويشرح ما قاسى
هو الذّكر ذكر الأزهري مخلدٌ
إلى كلّ عصر ينشر الورد والآسا
على قبره أتلوا آية المجد وارفعوا
لتذكاره فوق المعاهد أقواسا
وربّوا صغار العرب في جنبتها
مثالاً تحيّون أحمد عبّاسا