انتقل إلى المحتوى

وا بال وتر صلاتكم لا تشفع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

وا بالُ وترِ صلاتكمْ لا تشفعُ

​وا بالُ وترِ صلاتكمْ لا تشفعُ​ المؤلف ابن معتوق



وا بالُ وترِ صلاتكمْ لا تشفعُ
 
مَ فِيكُمُ مُفْرَدِي لاَ يُجْمَعُ
وَإِلاَمَ أَرْجُو قُرْبَكُمْ وَشُمُوسُكُمْ
 
عنْ ردّهنَّ إليَّ يعجزُ يوشعُ
غِبْتُمْ وَصَيَّرْتُ الْحَمَائِمَ بَعْدَكُمْ
 
إلفاً ولكنّي أنوحُ وتسجعُ
وشققتُ بعدكمُ الجيوبَ ففصّلتْ
 
منهنَّ لي حمرَ الثّنايا الأدمعُ
حتّامَ أطلبُ سلسبيلَ وصالكمْ
 
وأردَّ عَنهُ وعلَّتي لا تَقْنَعُ
إنّي لأعجبُ منْ حفاظِ عهودكمْ
 
عِندِي وجِسمِي في الرُّسوم مُضيعُ
هجرَ الضّنى جسدي لوصلكمُ النّوى
 
إذ للضّنى لمْ يبقَ فيهِ موضعُ
وتشاركتْ في قَتلِ نومي خمسة ٌ
 
سَهرُ الليالي والدموعُ الاربعُ
 
تُوري وماءُ الحسنِ مِنها ينبعُ
بالله يالعسَ الشفاهِ لصبكمْ
 
أدّوا زكاة َ زكاة َ كنوزها لا تمنعوا
منطقتُمُ خصري بخاتمِ خنصري
 
حيثُ استوى جسمي بكمْ والإصبعُ
جحدتْ جفونكمُ دمي وخدودكمْ
 
فيهنَّ منهُ شبهٌ لا تدفعُ
وعذلتُمُونِي إذ خَلعْتُ بِحبكمْ
 
عذري فعذري عندكمْ لا يسمعُ
لو تعزمونَ بواسعاتِ عيونكمْ
 
لعلمتموني أنَّ عذري أوسعُ
كم ياسراة َ الحيّ فوق صدورِكُمْ
 
منْ حيَّة ٍ تسعى لقبي تلسعُ
لله كَمْ بعيونِ عين كناسكُمْ
 
منْ ضيغمٍ يسطو وآخرَ يصرعُ
غصبتَ غصونَ قدودكمْ دولَ القنا
 
فَغَدتْ لعزتِهاتلبنُ وتَضْرعُ
واستخدَمَتْ أجْفانُكُمْ بِيضَ الظبَا
 
فعصيّهنَّ لها مجيبٌ طيّعُ
كُلُّ العوارِضِ دُونَكمْ يَومَ الَّنوى
 
عندَ الوداعِ تزولُ إلا البرقعُ
مَنَعَ النسيمُ بِهَا عِناقَ غُصُونِها
 
فَيدُ الصَّبَا لوْ صافحْتَهَا تُقطعُ
يَاجِبرة ً جَارُوا عَليَّ فزلزَلُوا
 
منّي الفؤادَ وركنَ صبري زعزعوا
ما حِيلَتي بعدَ المشيبِ لوصْلكُمْ
 
وَصبَايَ عِنْدَ حِسانِكُم لا ينفعُ
أشْكُو إلى زَمَني جفاكمْ وهوَ مِنْ
 
إحْدى نوائِبِه ومِنْها أفظعُ
يا قلبُ لا تلقي ولا تكُ واثقاً
 
بالبِشرِ منهُ فإنَّهُ مُتصنّعُ
وببرهِ لا تَسْتعِزَّ فإنَّهُ
 
فَخٌ بحبَّنهِ يكَيدُ ويخدَعُ
كمْ في بنيهِ ظالمٍ متظلّمِ
 
كالذئبِ يقتنصُ الغزالَ ويطلعُ
لم يبقَ فيهِ كريم كفؤٍ يُرتَجى
 
إلاَّ عليٌّ والسَّحابُ الهُمَّعُ
نجلُ الكرامِ أخو الغمامِ وصاحبُ الـ
 
ـفضلِ التمامِ أخو الحسينِ الأروعُ
سمحٌ تفرّدَ بالنوالِ وإنْ غدا
 
وكفُ السحابِ لكفهِ يتَتبعُ
يهمي وتهمى المعصراتُ وإنَّمَا
 
هذا لهُ طبعٌ وتلكَ تطبّعُ
لللهِ شعلة ُ بارقٍ لا تنطفي
 
في راحَتْيهِ وديمة ٌ لا تُقلعُ
 
وَيَعودُ يومَ الحربِ ناراً تَسفْعُ
لو تَسجُ الأقمارُ في فَلكِ بِهِ
 
لم تستطعْ في العامِ يوماً تطلعُ
ولو أن حوتَ الافقِ يسكن لجة ً
 
كادتْ لعنبرهِ الدُّجُنَّة ُ تُقلعُ
أنشأَ منَ العدمِ المكارمَ فاعتدى
 
منها يصوّرُ ما يشاءُ ويبدعُ
فطنٌ تنوّرَ قلبهُ منْ ذهنهِ
 
فظباؤهُ بضميرهِ تتشعشعُ
فَكأَنَّ عَيْنَ الشَّمْسِ كَانَتْ ضَرَّة ً
 
تسقيهِ منْ لبنِ الصباحِ وترضعُ
راجي نداهُ لديهِ يعذبُ بأسهُ
 
فيكادُ في ذرِّ الكواكبِ يطمعُ
وَجِيَادُهُ فِي الْغَزْوِ يُعْطِشُهَا السُّرَى
 
فتكادُ في نهرِ المجرّة ِ تكرعُ
فضلَ الملوكَ وطينهُ منْ طينهمْ
 
وَمِنَ الْحِجَارَة ِ جَوْهَرٌ وَالْيَرْمَعُ
يَرْنُو إِلَى دَرَقِ الْحَدِيدِ هَوى ً كَمَا
 
يَرْنُو إِلَى وَرَقِ اللُّجَيْنِ الْمُدْقِعُ
ويميلُ صبّاً للرماحِ كأنّهُ
 
صبٌّ بقاماتِ الملاحِ مولّعُ
كالقلبِ في صدرِ الخميسِ تظنّهُ
 
فِي جَانِبَيْهِ مِنَ الصَّوَارِمِ أَضْلُعُ
يَسْطُو وَأَفْوَاهُ الْجِرَاحِ فَوَاغِرٌ
 
تشكو وألسنة ُ الأسنّة ِ تلذعُ
لَمْ يَرْوَ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ حُسَامُهُ
 
كَالنَّارِ مِنْ إِضْرَامِهَا لاَ تَشْبَعُ
لوْ أريحيّتهُ تهّزُّ لدى الندى
 
جذعاً لأوشكَ باللآلئِ يطلعُ
بِثَنَاهُ يَلْهُجُ كُلُّ ذِي رُوحٍ فَلَوْ
 
نطقَ الجمادُ لكانَ فيهِ يصدعُ
تهوي لعزّتهِ الرؤسُ مهابة ً
 
ولوجههِ تعنو الوجوهُ وتخضعُ
يبدو فكمْ منْ دعوة ٍ مشفوعة ٍ
 
فِي حَاجَة ٍ تُهْدَى إِلَيْهِ وَتُرْفَعُ
لِمَعَادِنِ الأَرْزَاقِ مِنْ أَكْمَامِهِ
 
طُرُقٌ وَلِلْبَحْرَيْنِ فِيْهَا مَجْمَعُ
عجباً لهُ يسعُ القميصَ وإنّهُ
 
لوْ كانَ شمساً لمْ تسعهُ بلقعُ
لاَ يَبْلُغَنَّ إِلَيْهِ سَهْمُ مُعَانِدٍ
 
لو كانَ في قوسِ الكواكبِ ينزعُ
دَانَتْ لَهُ الأَيَّامُ حَتَّى لَوْ يَشَا
 
عوداً لماضيها لكانتْ ترجعُ
نظرَ العفاة ُ نوالهُ فاستبشروا
 
وَرَأَى العُدَاة ُ نَزَالَهُ فَاسْتَرْجَعُوا
يَا ابْنَ الْمَيَامِينِ الَّذِينَ عَلَى الْوَرَى
 
بالفضلِ قد أخذوا العهودَ وبويعوا
حَازُوا الْعُلاَ إِرْثاً وَمِنْ آبَائِهِمْ
 
عَرَفُوا أُصُولَ الْمَكْرُمَاتِ وَفَرَّعُوا
ما الحوزُ بعدَ نداكَ إلامقلة ٌ
 
مَطْرُوفَة ٌ فَدُمُوعُهَا لاَ تَهْجَعُ
لبستْ مشارِقها الظلامَ فشمسهَا
 
لاَ تَنْجَلِي حَتَّى جَبِينُكَ يَطْلُعُ
أَحْيَيْتَهَا بَالْعَوْدِ بَعْدَ مَمَاتِهَا
 
وكذا بعودِ الغيثِ تحيا الأربعُ
فَارَقْتَهَا فَكَأُمّ مُوسَى قَلْبُهَا
 
يُبْدِي الصَّبَابَة َ فَارِغاً يَتَوَجَّعُ
وَرَجَعْتَ مَسْرُوراً فَقَرَّتْ بَاللِّقَا
 
عيناً وقرَّ فؤادها المتفزّعُ
ناداكَ منْ نورٍ عليها دوحة ٌ
 
صفوٌ بهِ أزكى الأصولِ وأينعُ
فَوَطَأْتَ أَشْرَفَ بُقْعَة ٍ قَدْ قُدِّسَتْ
 
وَلَبِسْتَ خِلْعَة َ إِنَّ نَعْلَكَ يُخْلَعُ
وخُصصتَ بالرّؤيا هناكَ وفزتَ في
 
شرفِ الخطابِ ولذَّ منكَ المسمعُ
فَلْيَهْنِكَ الشَّرَفُ الْمُمَجَّدُ وَلْيَفُزْ
 
في عودكَ المجدُ التليدُ الأرفعُ
مَوْلاَيَ لَمْ أُهْدِ الْقَرِيضِ إِلَيْكَ مِنْ
 
طَمَعٍ وَلاَ بِي عَنْ عَطَاكَ تَرَفُّعُ
لَكِنَّنِي قَدْ خِفْتُ يَسْرِقُ دُرَّهُ الْـ
 
ـمُتَشَاعِرُونَ وَفي سِوَاكَ يُضَيَّعُ
وَهَوَاكَ أَلْجَانِي لِذَلِكَ وَالْهَوَى
 
سحرٌ بهِ ينشأ القريضُ ويُصنعُ
فَاسْتَجْلِهَا بِكْراً يُقَلِّدُهَا الثَّنَا
 
بَالْدُّرِّ مِنْهُ وَبَالْحَرِيرِ يُلَفَّعُ
عَذْرَاءَ قَدْ زُفَّتْ إِلَيْكَ وَإِنَّمَا
 
منها الوصالُ على سواكَ ممنّعُ
قَدْ طَرَّزَتْ بِسَنيّ مَدْحِكَ بُرْدَهَا
 
فَكَأَنَّمَا هُوَ بَالْحَرِيرِ مُجَزَّعُ
وتَمَسكتْ بذيولِكمْ فَتَمسكتْ
 
أرْدانُها مِنْ طِيبكمْ والاذرعُ
محبوبة ٌ سَفرتْ إليكَ ووجهُهَا
 
منّي بحسنِ الإعتذارِ مبرقعُ
خَشيتْ مُشارَكَتي بذنبِ تَخَلُّفي
 
عنكمْ فكانَ لها لديكَ تسرّعُ
سبقتْ لتشفعَ لي إليكَ وإنما الـ
 
ـوجه الجميلُ لدَى الكِرامِ يُشفَّعُ
زهراءُ مطلعها بأفقِ ثنائكمْ
 
وَخِتامُها مِسكُ بِكُمْ يتضوَّعُ