انتقل إلى المحتوى

والشقا لو ترفقا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا

​والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا​ المؤلف أبو القاسم الشابي



فيصبحُ ما قد شيد اللهُ والورى
 
خراباً، كأنّ الكلَّ في أمسهِ وهمُ!
 
تَضُجُّ، وها إنّ الفَضاءَ مَآثِمُ
ثُمَّ مِنْ وَصْلِهِ الجَمِيـ
 
وغام الفضا فأينَ بروقكْ؟
" أيها الطائرُ الكئيبُ تغردْ
 
وطرفُهُ يَرْمُقُ النَّجْمَ
حتى تحركت السنون، وأقبلتْ
 
فتنُ الحياة ِ بسحرها الفتانِ
يُصوِّبها نَحْوَ الدِّيانَة ِ ظَالِمُ
 
حتى إذا ما توارى عنهمُ ندموا!
 
ـان جمٌ أحزانُهُ وهمومُهْ "
" خذ الحياة َ كما جاءتْك مبتسماً
 
في كفها، الغارُ أو في كفها العدمُ "
 
وغادة ُ الحبِّ ثكلى، لا تغنيني
 
ـقِ تراباً إلى صميمِ الوادي
" واقطفِ الوردَ من خدودي، وجيدي
 
يا قلبُ نَهْنِهْ دموعَ
وأمانيَّ، يغرقُ الدمعُ أحلاها،
 
صَارَ ذا جِنَّة ٍ بِهِ
وانسَ في الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ،
 
مرعبٌ إنْ ذوى وجفّ نعيمهْ "
 
ـي مسراتها، ويبقي أساها
نَاحَتْ عَليهِ فتاة ٌ:
 
نَ بلْ لبُّ فنها وصميمهْ"
فرماها بنظرة ٍ، غشيتها
 
والقبرُ مصغٍ إليها:
ولربّ صبحٍ غائمٍ، متحجبٍ
 
في كلة ٍ من زعزعٍ وغمامِ