وافى مرابعه الغزال الأحور
المظهر
وافى مرابعه الغزال الأحور
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ
وبدا لمطلعِه الهلالُ المُقمِرُ
أهلاً وسهلاً بالحبيب فإنه
بحضوره كلُّ المحاسن تحضرُ
ما غاب إلا هامَ قلبي نحوه
شوقاً وكدتُ من الوساوس أُحشرُ
ولقد تَغشّى ماءَ دجلة إذ سرى
فيها الحبيب ربيعُ حسنٍ يزهرُ
ولقد تباهى نهرُه ببهائه
فغدا على أنهار دجلة يفخرُ
نهرٌ تطيَّبَ بالحبيب وطيبه
فكأنه بين الجنان الكوثرُ
قدم الذي بقدومه قدم المنى
فبه البلاد ومَن بها مُتبشِّرُ
تتبختر الأرواح في أجسامنا
شوقاً إليه إذا بدا يتبخترُ
ونظن أن الأرض تخطِر تحته
بلباقة الحركات ساعة يخطرُ
يمشي ولا ندري لشكل فنونه
أيميل أم يهتزُّ أم يتمرمَرُ
ما دامت الأبصار تبصر مثلَ ذا
في ذا الجمال فأيّ قلب يصبرُ
نورٌ على حُسنٍ على طيبٍ على
لينٍ تراه فكيف لا يتحيَّرُ
يسبي برقة سمرةٍ دريَّةٍ
فاللون درٌّ والغشاوة جوهرُ
يا حُسن خِطرة زعفرانِ عذاره
ومن العجايب زعفرانٌ أخطرُ
يا من يقلِّب ناظراً في لحظه
خمرٌ يدور على القلوب فيُسكر
واللَه لو أبصرتَ عينك عندما
ترنو لكنتَ بسحر عينك تُسحرُ
بل لو ترى الحركات منك عشقتها
عشقاً يُخاف عليك منه ويُحذر
فخذ المِراة عسى ترى ما قد نرى
من حُسن وجهك في المراة فتعذرُ
أطوي وأنشر فيك يا وشي المنى
فتجلُّدي يُطوى وشوقي يُنشَر
ماذا ترى فيمن رضاك حياتُه
وإليك موردُ عيشِه والمصدرُ
إن تصطنعه تجده عبدك في الورى
ووليَّ نعمتك التي لا تكفرُ
بيديك مهجته ودونك ماله
فاخبره فهو كما تحبُّ وأكثرُ
ودَعِ التعلَّلَ بالرقيب وغيره
لو شئت كنتَ على الزيارة تقدرُ
اعمل على أني أُرَدُّ عن الذي
أبغي فكيف أردُّ عيناً تبصرُ
إن كان قد حُظِر الوصال فإنني
أرضى وأقنع بالذي لا يُحظَرُ
فلأصبِرَنْ ولأكتمنَّ صبابتي
فعسى أفوز بما أُحبَّ وأظفرُ