انتقل إلى المحتوى

وافى كتابك يزدري

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي

​وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي​ المؤلف حافظ إبراهيم


وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي
بالدُّرِّ أو بالجَوهَرِ
فقَرَأتُ فيِه رِسالةً
مُزِجَتْ بذَوبِ السُّكرِ
أجريْتَ في أّثنائهَا
نَهرَ انسِجامِ الكَوثَرِ
وفرطْتَ بين سُطورِها
مَنْظُومَ تاجِ القَيصرِ
وخَبَأْتَ في ألفاظِها
مِنْ كلِّ مَعْنىً مُسْكِرِ
فتَرَى المَعاني الفارسيّـ
ـةَ في مَغاني الأسطُرِ
كالغانياتِ تَقَنَّعَتْ
خَوفَ المُريبِ المُجتري
مَعنىً أَلَذُّ مِن الشَّما
تَةِ بالعَدُوِّ المُدْبرِ
أَوْ مِنْ عِتابٍ بَيْنَ مَحْ
بُوبٍ وحِبٍّ مُعْذِرِ
أو فَتْرَةٍ أضاعَها الْ
ـقامِرُ عند المَيسِرِ
أو مَجلسٍ للخَمرِ مَعْـ
ـقُودٍ بيومٍ مُمطِرِ
تِسعُونَ بيتاً شِدْتَها
فوقَ سِنانِ السَّمهَرِي
والسَّمْهَرِيُّ قَلَمٌ
في كَفِّ لَيْثٍ قَسْوَرِ
اَفَتَى القَوافِي كيفَ أَذْ
ـتَ  فقد أطَلتَ تَحَسُّري
أتُرَى أَراكَ امِ الِّلقا
ءُ يكونُ يومَ المَحشِرِ
ما كان ظَنِّي أنْ تَعيـ
ـشَ أيا لَئِيمَ المَكسِرِ
ولقد قُذِفْتَ الى الجَحي
مِ وبئسَ عُقْبَي المُنْكَرِ
تاللّه لو أَصْبَحْتَأَفْ
ـلاطُونَ تلكَ الأعصُرِ
وبَرَعْتَجالِينُوسَ أو
لُقمَانَ بين الحُضَّرِ
ما كنتَ إلاّ تافِهَ الْ
آدابِ عند المَعشَرِ
غُفرانَكَ اللهُمَّ إنِّـ
ـي مِن ظُلامَتِهِ بَري
سَوَّيْتَه كالَكْركَدَنِّ
وجاءَنا كالأَخْدَرِي
وَجْهٌ ولا وَجْهُ الحُطُو
بِ وقامَةٌ لم تُشبَرِ
ومِن العَجائِبِ أنَّ مثـ
لَ لِسانِه لَمْ يُبْتَرِ
كم باتَ يَلتَحِمُ العُرُو
ضَ وجاءَ بالأَمْرِ الفَرِي
فافعَل به اللهُمَّ كالنَّـ
ـمرُوذِ فهو بها حَري
وانزِلْ عليه السُّخْطَ إنْ
أَمْسَى ولَمْ يَسْتَغْفِرِ
فهو الّذي ابتَدعَ الرّبَا
وأقامَ رُكنَ الفُجَّرِ
وأقامَ دينَ عِبادَةِ الدِّ
ينارِ بَيْنَ الأَظْهُرِ
ولقد عَجبتُ لبُخلِه
ولكَفِّهِ المستَحجِرِ
لا يَصْرفُ السُّحْتُوتَ إلاَّ
وهوَ غيرُ مُخَيَّرِ
لو أنّ في إمكانِه
عيشاً بغيرِ تَضَوُّرِ
لاختارَ سَدَّ الفَتحَتَيـ
ـنِ وقال: يا جَيبُ احذَرِ