انتقل إلى المحتوى

وأمطرت لؤلؤا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

وأمطرت لؤلؤًا

​وأمطرت لؤلؤًا​ المؤلف يزيد بن معاوية


نالت على يدها مالم تنله يدي
نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي
كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها
أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ
وقوسُ حاجبها مِنْ كُلِّ ناحيةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِها ترمي به
مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً
تَصِيدُ قلبي بها مِنْ داخل
إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعتْ
من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ
سَألْتُها الوصل قالتْ:لا تَغُرَّ بِنا
من رام مِنا وِصالاً مَاتَ
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً
من الغرامِ، ولم يُبْدِئ
فقلتُ: استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ
إن المحبَّ قليل الصبر
قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ
تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ
قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى
بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ
فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ
وقلتُ:قف عن ورود الماء لم
قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ
يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ على
واسترجعتْ سألتْ عَني، فقيل لها
ما فيه من رمقٍ.. و دقتْ يداً
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ
ورداً، وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ
وأنشدتْ بِلِسان الحالِ قائلةً
مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا
واللهِ ما حزنتْ أختٌ لِفقدِ أخٍ
حُزني عليه ولا أمٌ على ولدِ
إن يحسدوني على موتي، فَوَا أسفي
حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ