انتقل إلى المحتوى

هل ليالي بالمنقى رجوع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

هل ليالي بالمنقى رجوعُ

​هل ليالي بالمنقى رجوعُ​ المؤلف الشريف المرتضى


هل ليالي بالمنقى رجوعُ
مثلما كنّ لي ونحن جميعُ؟
زَمنٌ راعني تذكُّرُهُ الثّا
وي وإنْ كانَ ماضياً لا يَريعُ
كم إليهِ لذاكريهِ حنينٌ
وعليه لناظريه دموعُ
ونزاعٌ ما إن يخاف وإن أك
ـثَرَ عُذّالَه إليهِ النُّزوعُ
حبَّذا ظلُّه ونحنُ ومَن نَهْـ
ـوَى فريقانِ: حافظٌ ومُضيعُ
إذْ قناتي ممتدَّةٌ وشَفيعي
مِن شبابي إلى الحسانِ شَفيعُ
ساحباً بالبقيع من نشواتي
فضل ثوبي إذ البقيعُ بقيعُ
وطنٌ طاب جوّه وثراه
فكأنّ المصيف فيه ربيعُ
لا أريد الصّديق في مشهديعي
ني كليلٌ وفي المغيب قطوعُ
حسنٌ منه مابدا وقبيحٌ
وكلُّ شئٍ تجنُّ منه الضلوعُ
وإِذا ما نَكِرْتُ أرضاً فإنِّي
لارتحالٍ عن أهلها مُستطيعُ
بخليل جفا علىَّ خليلٌ
وربوعٍ نَبَتْ برَحْلي ربوعُ
وقرا كلِّ جسرةٍ تحمل اله
م فتنجو وماعلاها القطيعُ
تصلُ الوَخْدَ بالوجيفِ وسِيّا
نِ هجيرٌ في سيرِها وهَزيعُ
يَحسَبُ الجاهلُ المضلَّلُ أنِّي
إن غلابي البعاد سوف أضيعُ
بعد أن سارت الرّكاب بذكر
من فخارى يذيعه من يذيعُ
أرَجٌ لا يضيعُ بينَ رجالٍ
حاولوا طيهُ ولكن يضوعُ
واللّيالي يعلمْنَ أنَّ صنيعي
ساطعٌ في سوادِهنَّ صَديعُ
ولقد أعضَلَ امرءاً جحدَ البَدْ
رَ أَوِ الشّمسَ مُشرقٌ وطُلوعُ
سائلِ العاجزَ الجبانَ إِذا ما
أيقظتك الأوتار كيف الهجوعُ؟
ولماذا أسمو بنفسي إذا ما
راعَها في زمانِنا مايروعُ؟
لو نجا خائفٌ بفرط توقّيه لما فارق الحياة الهلوعُ
ـهِ لما فارقَ الحياةَ الهَلوعُ
ضلَّ مَن يبتغي الحياةَ بذلٍّ
فلشرٌّ من الممات الخشوعُ
وقديماً حبُّ الحياة لعوبٌ
ـفِقُ من ريبةِ الحوادثِ رُوعُ
إنما الفخر أن تولج أمراً
كلُّ قوم عن بابه مدفوعُ
وتجوبَ الدُّجَى لفُرصةِ أمرٍ
وطيورُ الرَّجاءِ عنها وقوعُ
وبنفسي فتىً وقلت له نفسي خروج من الخطوب طلوعُ
ـسي خَروجٌ منَ الخطوبِ طَلوعُ
يشهد الحرب حاسراً ثم يأتي
وعليه منَ النَّجيعِ دُروعُ
وتراهُ القَصِيَّ إنْ سِيمَ ضَيماً
وهْوَ في كلِّ ما أَرَغْتَ مطيعُ
وبطئٌ عن القبيحِ ثقيلٌ
وخفيفٌ إلى الجميلِ سريعُ
وإذا شِيمَ بارقٌ من نداهُ
فغمامٌ دانى الرّباب هموعُ
نحنُ قومٌ تَحلو لنا جُرَعُ المَوْ
تِ إذا كانَ في الدُّعاءِ الخضوعُ
والذي نَبتنيهِ في عَرَصاتٍ
ـه لعينيكَ فالسَّرابُ اللَّموعُ
ولنا يعلم الأنامُ قناةٌ
ليس فيها لعاجميها صدوعُ
وصَفاةٌ يزِلُّ أيَّ زَليلٍ
عن علوق بها المقالُ الشنيعُ
ونثاً لم يخُنْهُ فينا عَيانٌ
وأُصولٌ ما كذَّبتْها فُروعُ