هل كنت تعلم في هبوب الريح
المظهر
هل كنت تعلم في هبوب الريح
هل كنت تعلم في هبوب الريح
نفسا يؤجج لاعج التبريح
أهدتك من شيح الحجاز تحية
غاضت بها غرض الفجاج الفيح
بالله قل لي كيف نيران الهوى
ما بين ريح بالفلاة وشيح
وخضيبة المنقار تحسب أنها
نهلت بمورد دمعي المسفوح
فاحت بما تخفي وناحت في الدجى
فرأيت في الآماق دعوة نوح
نطقت بما يخفيه قلبي أدمعي
ولطالما صمتت عن التصريح
عجبا لأجفاني حملن شهادة
عن خافت بين الضلوع جريح
ولقبل ما كتبت رواة مدامعي
في طرتيها حلية التجريح
جاد الحمى بعدي وأجراع الحمى
جود تكل به متون الريح
هن المنازل ما فؤادي بعدها
سال ولا وجدي بها بمريح
حسبي ولوعا أن أزور بفكرتي
زرواءها والجسم رهن نزوح
فأبث فيها من حديث صبابتي
وأحث فيها من جناح جنوحي
ودجنة كادت تضل بني السرى
لولا وميضا بارق وصفيح
رعشت كواكب جوها فكأنها
ورق تقلبها بنان شحيح
صابرت منها لجة مهما ارتمت
وطمت رميت عبابها بسبوح
حتى إذا الكف الخضيب بأفقها
مسحت بوجه للصباح صبيح
شمت المنى وحمدت إدلاج السرى
وزجرت للآمال كل سنيح
فكأنما ليلى نسيب قصيدتي
والصبح فيه تخلصي لمديح
لما حططت لخير من وطيء الثرى
بعنان كل مولد وصريح
رحمى إله العرش بين عباده
وأمينه الأرضى على ما يوحي
والآية الكبرى التي أنوارها
ضاءت أشعتها بصفحة يوح
رب المقام الصدق والآي التي
راقت بها ورقات كل صحيح
كهف الأنام إذا تفاقم معضل
مثلوا بساحة بابه المفتوح
يردون منه على مثابة راحم
جم الهبات عن الذنوب صفوح
لهفي على عمر مضى أنضيته
في ملعب للترهات فسيح
يا زاجر الوجناء يعتسف الفلا
والليل يعثر في فضول مسوح
يصل السرى سبقا إلى خير الورى
والركب بين موسد وطريح
لي في حمى ذاك الضريح لبانة
إن أصبحت لبنى أنا ابن ذريح
وبمهبط الروح الأمين أمانة
واليمن فيها والأمان لروحي
يا صفوة الله المكين مكانه
يا خير مؤتمن وخير نصيح
أقرضت فيك الله صدق محبتي
أيكون تجري فيك غير ربيح
حاشا وكلا أن تخيب وسائلي
أو أن أرى مسعاي غير نجيح
إن عاق عنك قبيح ما كسبت يدي
يوما فوجه العفو غير قبيح
واخجلتا من حلبة الفكر التي
أغريتها بغرامي المشروح
قصرت خضاها بعدما ضمرتها
من كل موفور الجمام جموح
مدحتك آيات الكتاب فما عسى
يثني على علياك نضم مديحي
وإذا كتاب الله أثنى مفصحا
كان القصور قصار كل فصيح
صلى عليك الله ما هبت صبا
فهفت بغصن للرياض مرووح
واستأثر الرحمن جل جلاله
عن خلقه بخفي سر الروح