نور اليقين في سيرة سيد المرسلين/حرب الفجار
حرب الفجار
ولما بلغت سنّه عليه السلام عشرين سنة حضر حرب الفُجَّار وهو حرب كان بين كنانة ومعها قريش وبين قيس. وسببها أنه كان للنعمان بن المنذر ملك العرب بالحيرة تجارة يرسلها كل عام إلى سوق1 عكاظ لتباع له وكان يرسلها في أمان رجل ذي منعة وشرف في قومه ليجيزها فجلس يوما وعنده البرّاض بن قيس الكناني وكان فاتكا خليعا خلعه قومه لكثرة شرّه وعروة بن عتبة الرحّال فقال من يجيز لي تجارتي هذه حتى يبلغها عكاظ فقال البراض أنا أجيزها على بني كنانة فقال النعمان إنّما أريد من يجيزها على الناس كلهم فقال عروة أبيت2 اللعن أكلب خليع يجيزها لك؟ أنا أجيزها على أهل الشّيح والقيصوم من أهل نجد وتهامة فقال البرّاض أو تجيزها عل كنانة يا عروة قال وعلى الناس كلّهم فأسرّها البرّاض في نفسه وتربّص له حتى إذا خرج بالتجارة قتله غدرا ثم أرسل رسولا يخبر قومه كنانة بالخبر ويحذرهم قيساقوم عروة أما قيس فلم تلبث بعد أن بلغها الخبر أن همت لتدرك ثأرها حتى أدركوا قريشاً وكنانة بنخلة ( * ) فاقتتلوا ولما اشتد البأس وحميت قيس احتمت قريش بحرمها وكان فيهم رسول الله ثم ان قيسا قالوا لخصومهم انالانترك دم عروة فموعدنا عكاظ العام المقبل وانصرفوا الى بلادهم بعرض بعضهم بعضا فلما حال الحول جمعت فيس جموعها وكان معها ثقيف وغيرها وجمعت قريش جموعها من كنانة والاها بيش وهم هلفاء قريش وكان رئيس بني هاشم الزبير بن عبدالمطلب ومعه أخوته ابوطالب وحمزة والعباس وابن اخيه النبي الكريم وكان على بني أمية حرب بن أمية وله القيادة العامة لمكانه في قريش شرفاً وسنا وهكذا كان على كل بطن من بطون قريش رئيس ثم تناجز وا الحرب فكان يوماً من أشد أيام العرب مولا ولما استحل فيه من مرمات مكة التي كانت مقدسة عند العرب سمي مثير وها فجاراً وسميت هي حرب الفجار وكادت الدائرة تدور على قيس حتى انهزم بعض قبائلها ولكن أدركهم من دعا المتحار بين الصلح على ان بحصوا قتلى الفريقين فمن وجد قتلاء أكثر أخذدية الزائد فكانت (*) موضع بين : مكة والطائف