انتقل إلى المحتوى

نفسي الفداء لشادن مهما خطر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

نفسي الفداء لشادن مهما خطر

​نفسي الفداء لشادن مهما خطر​ المؤلف ابن زمرك


نفسي الفداء لشادن مهما خطر
فالقلب من سهم الجفون على خطر
فضح الغزالة والأقاحة والقنا
مهما تثنى أو تبسم أو نظر
عجبا لليل ذوائب من شعره
والوجه يسفر عن صباح قد سفر
عجبا بعقد الثغر منه منظما
والعقد من دمعي عليه قد انتثر
ما رمت أن أجني الاقاح بثغره
إلا وقد سل السيوف من الحور
لم أنسه ليل ارتقاب هلاله
والقلب من شك الظهور على غرر
بتنا نراقبه بأول ليلة
فإذا به قد لاح في نصف الشهر
طالعته في روضة كخلاله
والطيب من هذي وتلك قد اشتهر
وكلاهما يبدي محاسن جمة
ملء التنسم والمسامع والبصر
والكأس تطلع شمسها في خده
فتكاد تعشي بالأشعة والنظر
نورية كجبينة وكلاهما
يجلو ظلام الليل بالوجه الأغر
هي نسخة للشيخ فيها نسبة
ما إن يزالا يرعشان من الكبر
أفرغت في جشم الزجاجة روحها
فرايت روح الأنس فيها قد بهر
لا تسق غير الروض فضلة كاسها
فالغصن في ذيل الأزاهر قد عثر
ما هب خفاق النسيم مع السحر
إلا وقد شاق النفوس وقد سحر
ناجى القلوب الخافقات كمثله
ووشى بما تخفى الكمام مع الزهر
وروى عن الضحاك عن زهر الربى
ما أسند الزهري عنه عن مطر
وتحملت عنه حديث صحيحه
رسل النسيم وصدق الخبر الخبر
يا قصر شنيل وربعك آهل
والروض منك على الجمال قد اقتصر
لله بحرك والصبا قد سردت
منه دروعا تحت أعلام الشجر
والآس حف غداره من حوله
عن كل من يهوى العذار قد اعتذر
قبل بثغر الزهر كف خليفة
يغنيك صوب الجود منه عن المطر
وافرش خدود الورد تحت نعاله
واجعل بها لون المضاعف عن خفر
وانظم غناء الطير فيه مدائحا
وانثر من الزهر الدراهم والدرر
المنتقى من جوهر الشرف الذي
في مدحه قد أنزلت آي السور
والمجتبى من عنصر النور الذي
في مطلع الهدى المقدس قد ظهر
ذو سطوة مهما كفى ذو رحمة
مهما عفا ذو عفة مهما قدر
كم سائل للدهر اقسم قائلا
والله ما أيامه إلا غرر
مولاي سعدك كالمهند في الوغى
لم يبق من رسم الضلال ولم يذر
مولاي وجهك والصباح تشابها
وكلاهما في الخافقين قد اشتهر
إن الملوك كواكب أخفيتها
وطلعت وحدك في مظاهرها قمر
في كل يوم من زمانك موسم
في طيه للخلق أعياد كبر
فاستقبل الأيام يندى روضها
ويرف والنصر العزيز له ثمر
قد ذهبت منها العشايا ضعف ما
قد فضضت منها المحاسن في السحر
يا ابن الذين إذا تعد خلالهم
نفد الحساب وأعجزت منها القدر
إن اوردوا هيم السيوف غدائرا
مصقولة فلطالما حمدوا الصدر
سائل ببدر عنهم بدر الهدى
فبهم على حزب الضلال قد انتصر
واسأل مواقفهم بكل مشهر
واقر المغازي في الصحيح وفي السير
تجد الثناء ببأسهم وبجودهم
في مصحف الوحى المنزل مستطر
فبمثل هديك فلتنر شمس الضحى
وبمثل قومك فليفاخر من فخر
ماذا أقول وكل وصف معجز
والقول فيك مع الإطالة مختصر
تلك المناقب كالثواقب في العلا
من رامها بالحصر أدركه الحصر
إن غاب عبدك عن حماك فإنه
بالقلب في تلك المشاهد قد حضر
فاذكره إن الذكر منك سعادة
وبها على كل الأنام قد افتخر
ورضاك عنه غاية ما بعدها
إلا رضى الله الذي ابتدع البشر
فاشكر صنيع الله فيك فإنه
سبحانه ضن المزيد لمن شكر
وعليك من روح الإله تحية
تهفو إليك مع الأصائل والبكر