انتقل إلى المحتوى

نظرة منك ويوم بالجريب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ

​نظرة ٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ​ المؤلف مهيار الديلمي


نظرةٌ منكِ ويومٌ بالجريبِ
حسبْ نفسي من زمانٍ وحبيبِ
فمن الواقفُ بي بينكما
جمعَ الفوقَ على سهمٍ مصيبِ
وقفةً لا أشتكي من بعدها
غلةَ الصدرِ ولا ذلَّ الغريبِ
يا ابنة الجمرةِ من ذي يزنٍ
في الصميم العدَّ والبيتِ الرحيبِ
ما لكم لا أجدبَ الله بكم
يرتعي جاركمُ غيرَ الخصيبِ
الجدي يمنعه ذو جدةٍ
و الجنابُ الرحبُ ينبو بالجنوبِ
و رماحٌ دون أضيافكمُ
تأخذُ السالمَ فيكم بالمريبِ
أتقيكم والهوى يقدمُ بي
و أغضُّ الصوت والدمعُ يشي بي
و من الشقوةِ في زورتكم
أنّ عينَ الرمح من عينِ الرقيبِ
لا يكن آخرَ عهدي بكمُ
ياولاةَ القلبِ ليلاتُ القليبِ
يا لمن ينكص عن غزلانكم
و هو وثابٌ على الليثِ الغضوبِ
و متى العزُّ وفي أبياتكم
أعينٌ تقهرُ سلطانَ القلوبِ
يا صبا نجدٍ ويا بانَ الغضا
أرفقا بي بالتثني والهبوبِ
و أسلما لا مثل ما طاحَ دمي
منكما بين نسمٍ وقضيبِ
قسمَ البينُ فما عدل بي
غدرةَ الوافي وتبعيدَ القريبِ
و قضى الدهرُ فحالتْ صبغةٌ
عدَّ ذنبُ الدهرِ فيها من ذنوبي
و فؤادي يشتكي جورَ النوى
و عذاري يشتكي جورَ المشيبِ
كم أداري عنتَ الأيام في
غبنِ حظي وأطاطي للخطوبِ
و أردّ الحزمَ في أفحوصه
و هو هافٍ يتنزى للوثوبِ
قاعدا والجدُّ قد رحلَ بي
و المعالي يتقاضين ركوبي
جلسةَ الأعزلِ يلوى يدهُ
و سلاحي بين كوري وجنيبي
أمدحُ المثرين ظنا بهمُ
ربما يقمرَ بالظنّ الكذوبِ
كلُّ وغدِ الكفَّ منبوذِ الحيا
طيبِ المحضرِ مسبوبِ المغيبِ
يمنع الرفدَ وتلقى وفده
قحةُ البخلِ بإدلالِ الوهوبِ
يطلبُ المدحَ لأن يفضحهُ
و هو قبلَ المدحِ مستورُ العيوبِ
قلتُ للآمال فيه كذبتْ
أمهُ إن كنتِ آمالي فخيبي
جلبُ الأرضِ عريضٌ دونه
و سرى العيسِ وإدمانُ اللغوبِ
و غلامٌ آخذٌ ما طلبتْ
نفسه أو فائتٌ كلَّ طلوبِ
يقمحُ الضيمَ ولو أبصرهُ
ليلة العشرِ على الماءِ الشروبِ
ما اذلَّ الخصبِ في دارِ الأذى
و ألذَّ العزَّ في دار الجدوبِ
يا بني كلَّ نعيم ضاحكٍ
في حمى وجهٍ من اللؤمِ قطوبِ
قد مللناكم على شارتكم
و يضيقُ الصدرُ في البيتِ الرحيبِ
و عسى الدنيا التي أدتكمُ
تصطفينا من بنيها بنجيبِ
ماجدِ الشيمةِ سهلٍ ليلهُ
للقرى صبًّ إلى الحمدِ طروبِ
يكسبُ المالَ لأن يتلفهُ
و العلا في يدِ متلافٍ كسوبِ
تخبث الأيدي وفي راحتهِ
من نداه أرجُ المشتا المطيبِ
كابن حمادٍ ولا مثلَ له
هل ترى للبدر فرداً من ضريبِ
جاذبَ الرواضَ عن مقودهِ
مرسٌ تنكرهُ كفُّ الجذيبِ
و دعا الناسَ إلى تسويدهِ
واسعُ الجمرةِ وهاجُ الثقوبِ
أين يا سائقها أين بها
جعجعِ الآمال في غيرِ عزيبِ
جمعَ الصاحبُ من أطرافها
و في حيرى الطرقِ عمياءِ النكوبِ
ضمها بالرأي حتى التأمتْ
شلتاها من شذوذٍ وشذوبِ
و يدٍ لا تربتْ تلك يداً
ربقةِ الجاني وفكَّ المستنيبِ
سلتِ الدولةُ منه صارما
شرقَ الصفحةِ ظمآنَ الغروبِ
طبعَ الأقبالُ من جوهرهِ
زبرةً تقدحُ نيرانَ الحروبِ
لو أطاعته يدٌ حاملةٌ
لم تكذبْ ظبتاهُ عن ضريبِ
جربوه ماضيا حيثُ مضى
صادعَ الوحي ومحتومَ الغيوبِ
قلقاً ينفي الكرى عن وجههِ
علمه أنَّ المعالي في الهبوبِ
ألمعيا سودته نفسهُ
و المساعي قبلَ تسويدِ الشعوبِ
قدمتهُ صاعدا عن قومهِ
مصعدَ اللهذمِ قدامَ الكعوبِ
هبهبوا منه بليثٍ في الوغى
قرمِ الأظفارِ مشتاقِ النيوبِ
خيرِ من خبتْ له أو وخدتْ
للجدى ذاتُ سنامٍ وسبيبِ
يأخذُ الحاجاتِ من حيثُ غلتْ
غيرَ معذولٍ على حبَّ الغصوبِ
تحسبُ الغابةَ مما اجترهُ
حومةً بين عقيرٍ وتريبِ
ماضيا لم يثنيهِ عن قصدهِ
هجمةُ الليلِ ولا طولُ الدؤوبِ
جمعَ الجودَ إلى البأسِ كما
شعشعتْ نارٌ بماءٍ في قضيبِ
راحةٌ لم يعلق البخلُ بها
و فؤادٌ لم يسفهْ بالوجيبِ
و لسانٌ يخصمُ السيفَ بهِ
يترك الفارسَ عبدا للخطيب
منْ رسولٌ سعدتْ رحلتهُ
يومَ أدعوهُ بلبيكَ مجيبي
ناصحُ الجيبِ بما حملتهُ
حيثُ يخشى مرسلٌ غشَّ الجيوبِ
لم أكلفهُ سرى البيدِ ولم
أتعسفه بأخطارِ السهوبِ
عيسه ملمومةٌ يركب منها
مطمئنا ظهرَ مذلالٍ ركوبِ
تقسمُ الماءَ بياعٍ مطلقٍ
و فقارٍ مرسلِ الحبلِ سروبِ
صعبةُ الخلقةِ سهلٌ أرضها
فهو بين اللين منها والصليبِ
ساريا ليستْ عليه خيفةٌ
ما وقاه الله سوراتِ الجنوبِ
قل لنوتيك شرعْ آمنا
حدثَ التيارِ والموجِ العصيبِ
رد بها ميسانَ واحبسها على ال
معقلِ الممنوعِ والوادي العشيبِ
فإذا ضاقت فعلقها أبا
طاهرٍ تعلقْ بفراجِ الكروبِ
و إلى ذي الرتبتين ابتدرتْ
فرصُ المجدِ وحاجاتُ الأريبِ
قل له عني حيتك العلا
بوكيفٍ من حيا الشكرِ صبيبِ
و سقى عرضك ما استسقيته
بارقٌ من مدحى غيرُ خلوبِ
ترفلُ الأحسابُ في روضتهِ
مرفلَ الغادةِ في البردِ القشيبِ
خيرُ ما استثمرَ من غرس الندى
و اجتنى من غصنِ الجودِ الرطيبِ
و بذلتَ الوفرَ حتى اتبعتهُ
همَّ آدابك من حسنٍ وطيبِ
جاءني أنك مشعوفٌ به
شعفَ العذريّ بالخشفِ الربيبِ
راغباً أن تصطفى من جده
و الفكاهاتِ بمدحٍ أو نسيبِ
و تحلى منه عقدا باقيا
فخرهُ في كلَّ جيدٍ وتريبِ
قلتُ فضلٌ عجبٌ من دهرنا
و هو من فاعله غيرُ عجيبِ
ما تبالي حين تستامُ العلا
أخطيبُ الشمسِ أم أنتَ خطيبي
أنا من يعطيك مجدا حاضرا
و يبقي لك مجدا في العقيبِ
لا كقولٍ يطرد الساقي به
جذوةً تخمدُ من قبلِ اللهيبِ
كم يميني على سلطانها
نفسَ مرجوًّ ومخشىًّ مهيبِ
و ابتغي بالمالِ أن يشريني
فترفعتُ فطارتْ عفتي بي
لكن اشتقتُ وقد سميتَ لي
بسماتِ الفضلِ والجودِ الغريبِ
فاقترعْ خيرَ هدىًّ وأثبْ
خيرَ ما جادت به نفسُ مثيبِ
و إذا صرتَ نصيبي منهمُ
فقد استوفيتُ من دهري نصيبي