انتقل إلى المحتوى

نساء الخلفاء (دار المعارف، 1950)/فضل الشاعرة اليمامية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
نساء الخلفاء المسمى جهات الائمة الخلفاء من الحرائر والإماء​ (1950) المؤلف ابن الساعي
فَضْل الشاعرة اليَماميَّة
ملاحظات: القاهرة: دار المعارف (1950)، الصفحات ٨٤–٩٠
 

فَضْل[١] الشاعرة اليَماميَّة

(٢٤و) جارية الإمام المتوكل على الله – رحمة الله عليه _. كانت جارية شاعرة ماجنة، من أظرف أهل زمانها، ولها أخبار ملاح مدوّنة. أنبأني عبد الرحمن بن سعد الله الدقيقى عن أبي القاسم بن السمرقندي قال أخبرنا أبو منصور العكبرى أخبرنا أبو الحسن بن الصلت قال أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني قال : كانت فضل مولدة من مولدات البصرة وبها نشأت، وكان مولدها اليمامة »[٢]. ٨٥ وذكرها محمد ) بن داود فذكر أنها عبدِيَّة، وكذلك كانت تزعم هى ، وتقول : إنَّ أُمَّها علقت بها من مولّى لها من عبد القيس وإنه مات وهى حامل بها ، فباعها ابنه ، فولدت على سبيل الرّف . وذكر عنها من جهة أُخرى أنَّ أُمَّها ولدتها في حياة أبيها ، فَرَبَّاها وأدبها ، فلما توفى تواطأ بنوه على بيعها فاشتراها محمد بن الفرج الرُّحْجِى (٢) أخو عمر بن (٢٤ظ) الفرج فأهداها إلى المتوكل ، وكانت سمراء أديبة فصيحة ، سريعة الهاجس ، مطبوعة في قول الشعر ، متقدمة لسائر نِساء زمانها فيه . وبه أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني قال أخبرني محمد بن خلف حدثنا أحمد بن أبى طاهر قال : جُلبَتْ فضل الشاعرة من البصرة فاشتراها رجل من النخاسين بعشرة آلاف درهم ، فابتاعها محمد بن الفرج الرُّحْجي فأهداها إلى المتوكل ، فكانت تجلس في مجلسه على كرسى تعارض (۱) یعنی محمد بن داود بن الجراح الأديب الوزير الشهير مؤلف كتاب «الورقة» في سير الشعراء المحدثين وغيره، وسيشير إلى هذا الكتاب في آخر الترجمة ، والمطبوع منه بعناية دار المعارف وتحقيق الأستاذين الدكتور عبد الوهاب عزام وعبد الستار فراج خال من ترجمة ) فضل ( فالنسخة ناقصة ، يؤيد ذلك قولهما في ( ص ۱۰ » من المقدمة : « والظاهر أن فى هذه النسخة نقصاً يدل عليه ما نجده في كتب الأدب والتراجم من نصوص منقولة عن كتاب الورقة لا نجدها في النسخة» (۲) الرُّحْجي منسوب إلى (رخج » قال ياقوت في معجم البلدان : ارخج مثال زمج بتشديد ثانيه وآخره جيم، تعريب رخو : كورة ومدينة من نواحى كابل ... وينسب إلى الرخيج فرج وابنه عمر بن فرج وكانا من أعيان الكتاب في أيام المأمون إلى أيام المتوكل، شبيها (كذا) بالوزراء وذوى الدواوين . . » . ومحمد هذا أخو عمر ، وخبر الإهداء وارد في الأغانى « ٢١ : الجليلة ٨٦ الشعراء بحضرته ، فألق عليها أبو دلف القاسم بن عيسى المجلى : قالُوا عشقت صغيرة فأجبتهم أَشْهَى المَطى إلى ما لم يُركَبِ (۱۲۰) كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ليست وحبة الواولم تقت) فقالت فضل مجيبة له : إن المطيبة لا يلكه ركوبها حتى تذلل بالزمام وتركب ) والحب ليس بنافع أربابه حتى يؤلَّفَ بالنظام ويثقب وبه أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني قال حدثني عمر ومحمد بن خلف وجعفر بن قدامة قالوا حدثنا أبو العيناء قال : لما أُدخلت فضل الشاعرة على المتوكل يوم أهديت إليه قال لها : أشاعرة أنتِ ! قالت : كذا يزعم من باعنى واشتراني(۳). فضحك وقال : أنشدينا شيئاً من شعرك . فأنشدته قولها : (4) استقبل ) الملك إمام الهدى عام ثلاث وثلاثين وثلاثين (۱۲۰) خلافة أفضت إلى جعفر وهو ابن سبع بعد عشرينا (۱) ورد في المنتظم أن هذا البيت من نظم فضل ، وهو بذلك أشبه (۲) كذا ورد في فوات الوفيات ( ما لم تذلل بالزمان وتركب » . والصواب في الأصل « حتى تذلل بالزمام وتركبا » . (۳) كذا ورد في الأصل . وفى المنتظم « كذا يزعم من باعنى ومن اشترى » وهو الصحيح لأن « من باع » هو غير ) من اشترى » فينبغي تكرار الاسم الموصول كما في قوله تعالى ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، لأن ما بين أيديهم مباين لما خلفهم ، وعلى هذا يجرى تركيب الكلام عند العرب . ( ٤ ) استقبل الشيء : واجهه ، وأرادت بالاستقبال مباشرته الخلافة (٢٦) ۸۷ إنا لنرجو يا إمام الهدى أن تملك الملك (۱) ثمانينا لا قدس الله امرأ لم يقل عند دعاء لك : آمين قال : فاستحسن الأبيات وأمر لها بخمسين ألف درهم . وبه أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني قال أخبرنا محمد بن خلف بن المرزباني قال حدثني أبو العباس المروزي قال : قال المتوكل لعلى بن الجهم « قُل بيتاً وقُل لفضل الشاعرة تُجزهُ » فقال على : أجيزى يا فضل لاذ يشتكي إليها فلم يج فأطرقت هنياة ثم قالت :

عندها ملاذا ولم يزل ضارعا إليها تهطل أجفانه رذاذا فعاتبته فزادَ عِشقا فمات وجداً فكان ماذا ؟ قطرب المتوكل وقال: أحسنت وحياتى بافضل وأمر لها بألقى درهم. وبه أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني قال حدثني جعفر بن قدامة حدثني سعيد (1) بن حميد قال : قلت لفضل الشاعرة أجيزى : الأخبار (۱) في الأغانى الدنيا ) بدلاً من ( الملك». وكذلك ما في فوات الوفيات. وفى المنتظم « الأمر » . (۲) ذكر أبو الحسن على المسعودى أن المستعين بالله العباسي قلد سعيد بن حميد ديوان الرسائل ، قال : « وكان سعيد حافظا لما يستحسن من أو يستجاد من الأشعار ، متصرفا فى فنون العلم ، ممتعاً إذا حدث ، مفيداً إذا جولس ، وله أشعار كثيرة حسان . . . إلا أن سعيداً على ما وصفنا عنه من الأدب كان يتنصب ويظهر التسنن والتحنيل وظهر عنه الانحراف عن أمير المؤمنين على 6 Ź مَنْ المُحِب أَحَبُّ في مقره ؟ فقالت غير متوقفة : فقلت : فقالت

فصار أحدوثة على كبره مِن نَظَرٍ شَفَهُ فَأَرَّقَهُ فكان مبدا هَواه من نَظَرِه ثم شغلت هنية ثم قالت : لولا الأمانى لمات من كَمَدٍ مَر الليالي يَزيدُ في فكرة (1) (۱) (۱۲۲) ليس له مُسعِدُ يُساعده بالليل في طوله وفى قصره ویه أخبرنا أبو الفرج قال قرأت في بعض الكتب عن عبد الله ابن أبي طالب - رضى - وعن الطاهر ين من أولاده . . . وكان من أبناء المجوس ) مروج الذهب ج ٤ ص ٩١ من طبعة دار الرجاء ) . وذكر عز الدين بن جماعة الكناني بسنده أن أبا عثمان سعيد بن حميد كان من أولاد الدهاتين من أهل النهروان الأوسط وولد ببغداد ونشأ بها وكان والده من وجوه المعتزلة ثم ادعى سعيد أنه من ذرية ملوك الفرس وكان كثير الإغارة على آثار الأدباء ، وألف كتاب و انتصاف العجم من العرب ، ويعرف بكتاب التسوية قال : وذكر محمد بن داود بن الجراح أن مذهبه في العدول عن أهل البيت كان متعارفاً مشهوراً . نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ٣٣٤٦ الورقة ١٢٠ » . (۱) في الأصل ( من الليالى تزيد فى فكره ، وهو غير مستقيم . يراجع الأغانى ١٩٨ : ١١٤ - ۱۲۷ » والوزراء والكتاب « ٦٩ ) والديارات ( ٩٠٧ ) . (۱۲۷) ۸۹ ابن المعتز قال : قال لى إبراهيم بن المدبر) وكانت فضل الشاعرة من أحسن خلق الله - عَزَّ وَجَلَّ - خطا ، وأفصحهم كلاماً ، وأبلغهم في مخاطبة ، وأبينهم في محاورة ، فقلت يوما لسعيد بن حميد : أظنك يا أبا عثمان تكتب لفضل رقاعَها وتفيدها (٢) وتخرجها فقد أخذت نحوك في الكلام وسلكت سبيلك . فقال لى وهو يضحك : ما أَحْسَن به و ظنك !! كيتها تسلم منى : لا أخُذُ كلامها ورسائلها ، والله يا أخى لو أخذ أفاضل الكتاب وكبراؤهم وأماتلهم عنها لما استغنوا عن ذلك . وأنشد أبو على الرازي قال أنشدتنا فضل الشاعرة لنفسها : الصَّبرُ يَنقُصُ والبَلاء يَزِيدُ والدار دانية وأنت بعيد أشكوك أم أشكو إليك فإِنَّهُ لا يستطيع سواهما المجهود E دو وحدث أبو على نَطَاحَة قال : خرج بعض الهاشميين يوماً من منزل بعض إخوانه في الليل، فرأى امرأة ذات لباس وجمال ، وحولها - (۱) قال شمس الدين الذهبي في المشتبه – ص ٤٧٢

« المدبر بفتح

الموحدة أبو إسحاق إبراهيم بن المدبر الأخبارى يحكى عنه جحظة » . وسيرته مشهورة في كتب الأدب والتاريخ، وله الرسالة العذراء فى الإنشاء ومذاهب الكتاب ، طبعها الدكتور زكي مبارك بمصر سنة ۱۹۳۱ ، وقد استوزره المعتمد على الله . توفى سنة ۲۷۹ « الأدباء ۱ : ۲۹۲ ) وتاريخ الطبري في حوادث سنة ٢٧٩ ( ۲ ) في الأصل ) وتقيدها » وهو غير مستقيم ولا متسق ، والصواب ما ذكرناه . معجم (۳) هكذا ورد فى الأصل ولعله « وحدث أبو على ... » نسوة قد حَفَفْنَ بها ، وهي في وَسَطِهِنَّ . فقال : إِنَّ أَخا الظلماء مُسْتَرابُ وأسمع النسوة فأجابته التي حَفَفْنَ بها في أسرَعَ مِن نَفَسٍ : إلا محبا شاقة الأحباب فسأل عن المرأة فإذا هي فضل الشاعرة . ذكر محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة) في أخبار الشعراء المحدثين قال : فضل (۲۷) الشاعرة العبدية مولاة المتوكل أشعر امرأة كانت في هذا العصر ومن قولها في السَّحَر : قد بدا شبهك يا مو لاى يحدو بالظلام فانتبه نقض لبانا ت اغتباق والتثام قبل أن تفضحنا عودة أرواح النيام ذكر بعض المؤرخين أنَّ فضلَ الشاعرة توفيت سنة سبع وخمسين ومائتين . ( ۱ ) لم يرد هذا الخبر فى المطبوع من كتاب ( الورقة ) ولا الذي ذكره في أول سيرة « فضل » كما أشرنا إليه آنفاً (۲) في الأصل ( شعراء المحدثين ) وهو غلط من ناسخ غير عربي .


  1. أخبارها وأشعارها في الأغاني « ج ۱۷ ص ٤ – ٨ » و « ج ٢١ ص ١١٤ – ۱۲٠ » طبعة ساسي ولها ذكر في « ٩ : ۱٩،١٠٥ : ۱۳۲ » منه. وأمالي القالي « الذيل ص ٨٦ ». وطبقات الشعراء لابن المعتز « ص ٤٢٦ » طبعة دار المعارف بمصر، والمنتظم لابن الجوزي « ٥ : ٧٠٦ » وفوات الوفيات « ٢ : ٣٤٨ » طبعة مطبعة السعادة. والمحاسن والأضداد المنسوب إلى الجاحظ « ص ١٥٢ ». وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٣٦٠ طبعة الهند » وبدائع البدائه « ص ۲۹ ، ٦٠  » وسيدات البلاط العباسي « ص ۰۸  ».
  2. هكذا ورد النص وهو جائز على جعل « مولدها » خبراً لكان مقدماً، و « اليمامة » و اسمُها المؤخر.