انتقل إلى المحتوى

نساء الخلفاء (دار المعارف، 1950)/بنفشا بنت عبد الله الرومية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: القاهرة: دار المعارف (1950)، الصفحات ١١١–١١٥
 

بَنَفْشا[١] بنت عبد الله الرُّوْمِيَّة

مولاة الإمام المستضئ بأمر الله – رضى الله عنه –. كانت من خواصه وسَرارِيه، لها المكانة الرفيعة عنده، والمنزلة العالية، والحكم النافذ، والأمر والنهى، وكانت صالحة، كثيرة الخير، فائضة المعروف، متفقدة للفقراء والمساكين، كثيرة الصدقة والبرّ، جَعَلَتْ دارها[٢] بأسفل البلد على شاطئ دجلة مدرسة، ووقفتها على الحنابلة، ووقفت عليها . [۸ظ] وقوفاً، وبنت قنطرة على نهر عيسى[٣]، وعقدت جسراً على دجلة، وبنى لها الإمام المستضيء بأمر الله دارا[٤] مجاورة لباب الغربة[٥] الشريف[٦] . [ora] ۱۱۳ وحجرا على شاطىء دجلة ، فجاءت عالية البناء ، واسعة الفناء ، تشتمل على مقاصير رات ومناظر ومُتَعَزَّهات (۱) ، ويجاور هذه الدار أربعة دواليب تستقى (۳) الماء من دجلة إلى دار الخلافة المنظمة ، كل واحد منها أعلى من الآخر، فيأخذ الأول من دجلة ، والثاني من الأول، والثالث من الثانى، والرابع من الثالث. ولما تمت هذه الدار أمرت بإنشاء جسر جديد يُنصب بين يدى هذه الدار إلى باب الرقة) بالجانب الغربي ، فصار ذلك فُرجة الأنام ، ومتنزه الخاص والعام أُنشدت لبعض الشعراء : لَيْسَ شيءٌ يُشاكل الحسن في الجنه مر وما إِنْ لِحُسْنِه مِن مُوازِئ دجلة تحتــــــه كمثل بساط أزرق مــــــلم بفردِ طراز وتكامل بناء هذه الدار، وتمت عمارتها في سنة تسع وستين وخمسمائة ، و بنت مسجدا (۱) كبيراً بسوق الخبازين قريباً من العقد الحديد . (۱) في الأصل « مستنزهات » ( ۲ ) في الأصل « أربع » (۳) في الأصل « تسقى » . ( ٤ ) في الأصل « والثاني . - . من الثالث ( ٥ ) وهى بستان الخلفاء على دجلة مقابل دار الخلافة في الغرب ( راجع الأنساب للسمعانى في الرقى » (٦) ذكر هذا المسجد أبو الفرج بن الجوزى في حوادث سنة ( ٥٧٣ هـ ) قال - ج ۱۰ ص ۲۷۲ - : ( وأنشأ أمير المؤمنين [ المستضيء بأمر الله ] مسجداً – كبيراً في السوق [ سوق الثلاثاء ] عند عقد الحديد ، وتقدم بعمارته فعمر عمارة فائقة ، وكسى وقدم فيه عبد الوهاب بن العيبى زوج ابنتى ، فصلى فيه بعد النصف من شعبان وأجريت له مشاهرة ... ». وقال المؤرخ محمد بن سعيد بن الدبيئي الواسطى في ترجمة العيبى هذا : ( واقرأ القرآن الكريم وأم بالناس في الصلوات (^) ١١٤ وسممت أنها كانت في عيد الفطر في كل سنة تخرج زكاة الفطر صاعاً من تمر ثم تقول : هذا ما فرضه الشرع على وأنا لا أقنع من مثلي بهذا فتخرج صاعا من الذهب المين، وتأمر بتفرقته على الفقراء . وأعتقت خلقاً من الموالى : الجوارى والمماليك . توفيت يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، وصلى عليها بعد صلاة (34) العصر بصحن السلام من دار الخلافة وحملت في الماء إلى الجانب الغربي فصلي عليها بياب تربة الجهة السعيدة والدة (۱) الإمام الناصر لدين الله – رضى £ الله عنه - المجاورة لمعروف الكرخي - رحمة الله عليه – ثم دفنت - = بالمسجد الذي أنشأته بنفشا عند عقد الحديد ) . نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ٥٩٢٢ الورقة ١٥٦ » . وقال ابن النجار في ترجمته : « وكان يصلى إماماً بالمسجد الخديد بسوق الجبازين عند عقد الحديد ) . ( نسخة بالمكتبة الظاهرية بدمشق ، الورقة ٦٠ ) وورد مثل هذا القول في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ه ۱ : ۸۸ طبعة القاهرة ) . والظاهر أن سوق الخبازين كان مجاوراً لدرب الخبازين الوارد ذكره في منتخب المختار من ذيل تاريخ ابن النجاره ص ٧٤ ، ويعرف اليوم بدرب العاقولية بشرقي بغداد ، ويعرف بسوق الحيدرخانة ، ولعل المسجد المذكور هو أصل مسجد الحيدرخانة الحالى فى السوق المذكورة . ، وهي سنة (۱) هی زمرد خاتون ، والظاهر أن المؤلف ذكرها في كتاب ( أخبار من أدركت خلافة ولدها ، ولها ترجمة فى الكامل فى حوادث سنة ( ٥٩٩ ) وفاتها ، وفى مختصر مرآة الزمان ( ۸ : ٥١٣ ، وذيل الروضتين ( ص ۳۳ ، وتاريخ الإسلام ( نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ١٥٨٢ الورقة ۱۱۷ ، والتكملة لوفيات النقلة ( نسخة المجمع العلمي العراقي المصورة . الورقة ٤٠ ، والوافي بالوفيات ( نسخة دار الكتب باريس ٢٠٦٤ الورقة ۸٥ ، ، وتربتها لا تزال قائمة بجوار تربة معروف الكرخى وتعرف بالست زبيدة ، وذكر هندوشاه الصاحبي في تاريخه و تجارب السلف » بالفارسية أنها حجت سنة ٥٨٥ ١ ص ٣٢١ ) . داخل التُّربة المذكورة، وذلك قبل وفاة صاحبة التُربة أم الإمام الناصر لدين الله – رضى الله عنهما –.


    الوطنية بباريس ٢٠٦٦ الورقة ۲۰۲ ». وقد جاء ذكرها في تصديرنا لكتاب « تكملة إكمال الإكمال » لجمال الدين محمد بن على المحمودي المعروف بابن الصابوني « ص ١٦  ».

  1. مختصر الجزء الثامن من مرآة الزمان « ص ١٩٥، ٣٢٦، ٣٤٥، ٣٥٣، ٣٥٥، ٤۳۸، ٥۱۰ » والكامل في سنة « ٥٩٨ » وهي سنة وفاتها، والمنتظم « ١٠ : ١٢٤، ٢٥٠، ٢٧١، والتكملة لوفيات النقلة تأليف زكي الدين عبد العظيم المنذري المصري « نسخة المجمع العلمي العراقي المصورة، الورقة ٢٩ » وتاريخ الإسلام للذهبي « نسخة دار الكتب الوطنية بباريس ١٥٨٢ الورقة ١١٠ » والجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير « ۹ : ٨٨، ١٣٦، ومجلة المجمع العلى العربي « ج ۱۸ ص ٤٧٠ » وذيل الروضتين لأبي شامة « ص ۲۷، ۲۹ » وسيدات البلاط العباسي « ص ١٦٣ » ولها ذكر في نكت الهميان في نكت العميان للصفدي ص۹۳ ». والحوادث « ص ۱۳۲ » وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب « ١ : ٣٤٠ طبعة القاهرة »
  2. ورد ذكر هذه الدار في المنتظم « ١٠ : ١٢٤، ٢٥٢، ٢٥٨، ومختصر مرآة الزمان « ۸ : ۱۹٥، ٣٢٦ » وذكرها ابن جبير في رحلته « ص ۲۲۰ » ظانًا أنها دار أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي مع أنها مدرسة بنفشا المذكورة وكان يسكن فيها لأنه كان مدرسها يومئذ أى سنة « ٥٨٠ » هـ وتعرف أيضا بالمدرسة الشاطئية كما جاء بخط ابن الجوزي المذكور فى كتاب « الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة فى النقط والضبط » لمحمد بن طاهر المقدسي « ص ١٣ من طبعة ليدن »، وكتاب « الحوادث ص ۸۷ » والوافي بالوفيات » نسخة دار الكتب
  3. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : « نهر عيسى بن على بن عبد الله ابن العباس . . . ومأخذه من الفرات عند قنطرة دميما ثم يمر فيسقي طسوج فيروز سابور حتى ينتهى إلى المحول ثم تتفرع منه أنهار تتخرق مدينة السلام ثم يمر بالياسرية ثم قنطرة الرومية وقنطرة الزياتين وقنطرة الأشنان وقنطرة الشوك وقنطرة الرمان وقنطرة المغيض عند الأرحاء ثم قنطرة البستان ثم قنطرة المعبدي ثم قنطرة بني زريق ثم يصب في دجلة عند قصر عيسى، وكان عند كل قنطرة سوق تعرف بها والآن [٦٢٦ هـ ] ليس من ذلك غير قنطرة الزياتين وقنطرة البستان وتعرف بقنطرة المحدثين وهو نهر عليه متنزهات وبساتين كثيرة وقد قالت الشعراء فيه فأكثروا. . . » وأكثر هذا مأخوذ من تاريخ الخطيب البغدادي « ۱ : ۱۱۱ » وأكثر ما في تاريخ الخطيب مأخوذ من كتاب أنهار العراق لابن سرافيون « ص ١٤ » وأعلى هذا النهر كان يسمى « نهر الرفيل  » وفى مادة « نهر الرفيل  » من مراصد الاطلاع على الأمكنة والبقاع لعبد المؤمن البغدادي زيادة إيضاح لنهر عيسى. ومحلة نهر عيسى اليوم تسمى « محلة السوق الجديد » في الجانب الغربي من بغداد. وآخر النهر كان يسمى « المسعودي » إلى آخر أيام الحكم العثماني ببغداد.
  4. قلت : تسمى « دار سوق التمر  » قال ياقوت الحموي : « دار سوق التمر : وهي الدار التي قرب باب الغربة من مشرعة الإبريين، ذات الباب العالي جداً وهو الآن مسدود وتعرف بالدار القطنية ». وفى مراصد الاطلاع و دار سوق التمر هي الدار المتصلة بباب الغربة ومن الجهة الأخرى بالبدرية وهى دار عظيمة من دار الخلافة مشرفة على مشرعة الابريين لها باب عال ودركاه في صدر المخلطيين ». وذكرها مؤلف الحوادث في ترجمة الأمير قشتمر الناصري قال : « ونقله الناصر إلى الدار المنسوبة إلى بنفشا مجاورة باب الغربة  ». « ص ۱۳۲ » وقد هنأ المستضيء بافتتاحها شاعر عصره محمد بن عبيد الله المعروف بسبط ابن التعاويذي بقصيدة مذكورة في ديوانه « ص ٤٥٢ »
  5. كان أحد أبواب دار الخلافة العباسية بالجانب الشرق من بغداد، وكان أعلى الأبواب و راجع مادة الحريم، من معجم البلدان و«الغربي» من أنساب السمعاني.
  6. في الأصل « الشريفة »، والباب مذكر عند الفصحاء.