نبئت ما صنع الذين تألفوا
المظهر
نبئت ما صنع الذين تألفوا
نبئت ما صنع الذين تألفوا
يتذاكرون مواطن الأحساب
يدعون مصر ومصر مجد أبوةٍ
عالٍ وعز عشيرةٍ وصحاب
فرضيت ثم علمت ما لم يصنعوا
فغضبت ثم رضيت غير محاب
نفضوا الأكف من الألى جمحت بهم
شرد النهى وعوازب الألباب
ورعوا ذمام بلادهم بوصيةٍ
نكص الغوي لها على الأعقاب
يا عدة الوادي ليوم رجائه
وعتاده للحادث المنتاب
روضوا المطالب بالروية واعلموا
أن السكينة أنجح الأسباب
إن شيب حق العالمين بباطلٍ
أعيت وسائله على الطلاب
إن الأناة لذي الشجاعة عصمةٌ
والحزم درع الأغلب الوثاب
والأمر إن حجب الظلام وجوهه
فالرأي أسطع كوكبٍ وشهاب
من ذا يجال في الحقوق ولاتها
ويصيبهم بملامةٍ وعتاب
ويقول للصادي المصفق ورده
أتموت أم تحيا بغير شراب
يرد المنية إذ يفيض ذعافها
ويرى الزلال يغيض في الأكواب
من ذا يرد عن الحياة دعاتها
ويريدها للناس سوط عذاب
من ذا يماري الناس في شمس الضحى
من ذا يقنع وجهها بنقاب
لا تشمتوا الأعداء إن عيونهم
نصبت لكم في جيئةٍ وذهاب
لا شيء أبهج منظراً فيما ترى
من نكبةٍ تجتاحكم ومصاب
سدوا سبيل الشر واجتنبوا الأذى
وخذوا الأمور بحكمةٍ وصواب
ذو العقل إن سن الولاة وأدبوا
في سنةٍ من عقله وكتاب
أنتم ولاة الحق في أوطانكم
والحق يصدع شبهة المرتاب
الله أكبر هل لكم من دونها
وطنٌ يرام لغابر الأحقاب
الله في أملٍ لمصر محببٍ
هتف البشير به على الأبواب
ردوا التحية هادئين وعالجوا
بالرفق كل ستارةٍ وحجاب
وتيمنوا بالطير سعداً واحذروا
للنحس طيراً دائم التنعاب
لوذوا بآداب الحياة وراقبوا
نزوات قومٍ ناقمين غضاب