انتقل إلى المحتوى

مفيد العلوم ومبيد الهموم/كتاب في أحكام النبوة/الباب السابع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: الصفحات ٢٩–٣١


 

الباب السابع في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق التي صلى الله عليه وسلم فقالت خلقه القرآن يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ولا ينفرهم وبتعقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقوبه ويقبح القبيح ووهيه ويحذر الناس ولا ينصر عن الحق ولا يجاوز ولا يجلس ولا يقوم إلا عن دكر الله ويجلس حيث به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلساته نصيبه ولا يحب أحد من جلسائه أن أحداً أكرم عامه منه ومن جالسه او قاومه الحاجة صابره حتى يكون هو المتصرف ومن سأله حاجة لم ينصرف إلا بها أو يميسور من الدول مجلسه مجلس عسلم وحياء وصدق وامانة لاترفع فيه الاصوات ولا تنتهك فيه الحرمات وكان دائم البشر في جلسائه سهل الخلق بين الجانب ليس بفط ولا غليط ولاسخاب بالاسواق ولا فحش ولا عياب لا يذم أحداً ولا يطلب عوراته اذا تكلم أطرق جلساوه كأنما على رؤسهم الطير واذا سكت تكلموا يضحك مما يضحكون منه يا هوا فا سيني ويتعجب مما يتعجبون وكان لا يغضيه شيء وكان أمر الناس وأكرم الناس فحا كا بساماً قال أنس ان امرأة كان في عقلها شيء قالت يارسول الله إن لي اليك حاجة قال يا أم فلان خذى في أي طريق شئت قومي فيه حتى اقوم معك فيلا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيها حتي قضت حاجتها وقال أنس خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قطط ولا ضربني ضربة قط ولا انهرني ولا عبس في وجهي ولا أمرني بأمر فتوانيت فيه فما تبني عليه فإن عاتبني أحد أهله قال من دعوه فلو قدر شيء كان وقال أنس ايضاً رضى الله عنه أدرك أعرابي التي صلى الله عليه وسلم فأخذ بردائه فجذبه جذبة شديدة حتي نظرت إلى صفيحة عنق التى صلى الله عليه وسلم وقد أثرت فيه حاشية الرداء من جذبته تم قال يا محمد هر لي من عالى الله الذي عندك فالتفت الي صلى الله عليه وسلم وضحك وامر له بعطاء فلو أن أزهد الناس قال الشحنة بلدة أو واليها اتق الله لأمر بضرب عنقه وكان أشد حياء من العذراء في خدرها وأنى بقليل من ذهب فقسمه بين اصحابه فقام بدوي وقال يا محمد إن الله أمرك أن تعدل فما عدلت فقال ويحك من يعدل عليك بعدى فلما ولي قال ردوه رويدا على وكان في بعض الغزوات فجاء رجل حتي قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وقال من يمنعك مني قاد الله فسقط السيف من بده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك منى قال كن خير احد قدر قال إشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال لا . غير أني لا أقاتلك ولا أكون معك ولا مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله فجاء إلى اصحابه فقال جبكم من عند خير الناس وقسم يوما قسمها فقال الصاوي ان هذه قسمة ما اريد بها وجه الله فاحمر وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال انس ان رحمة الله على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا قصير وعن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه غنما بين جيلين فأتي قومه فقال أسلموا فان محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفقر وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبعون الف درهم وهو اكثر مال ما اتى به احد قط فوضع على حصير ثم قام اليها يقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها وقال لمسات حين بعثه الى اليمن يا معاذ اذا كان الشتاء فغلس بالف حر واطل الفراءة قدر ما يطيق الناس ولا تملهم واذا كان الصيف فأسفر بالمجر من الليل قصير والناس ينامون فأمهلهم حتى يداراكوا واعطي اعرابياً شيئاً فقال أحسنت اليك قال لا ولا اجملت قنص المسلمون وهموا به فقال صلى الله عليه وسلم كفوا عنه فأعطاه حق رضى