معجم البلدان/الجزء الأول/باب الهمزة والألف وما يليهما
آبار الأعراب: جمع بئر يقال في جمعها آبار وبئار وأبار. موضع بين الأجفر وفيد على خمسة أميال من الأجفر. والابار أيضا غير مضافة كورة من كور واسط.
آبج: بفتح الهمزة وبعد الألف باء موحدة مفتوحة وجيم. موضع في بلاد العجم. ينسب إليه أبو عبد الله محمد بن محمويه بن مسلم الآبجي روى عن أبيه وغيره وأخرج الحاكم حديثه ولا أثري أهو نسبة إلى ابة وزيدت الجيم للنسب كما قالوا في النسبة إلى أرمية - أمحرمجي وإلى جونى جونجي أم لا و الله أعلم.
آبر: بفتح الهمزة وسكون الألف وضم الباء الموحدة وراء. قرية من قرى سجستان. ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن ع اسم الآبري شيخ من أئمة الحديث له كتاب نفيس كبير في أخبار الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريسى الشافعي رضي الله عنه أجاد فيه كل الإجادة وكان رحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق وخراصان روى عن أبي بكر بن خزيمة والربيع بن سليمان الجيزي وكان يعد في الحفاظ روى عنه علي بن بشرى )الليثي( السجستاني وذكر الفراء أنه توفي في رجب سنة 363.
آبسكون: بفتح الهمزة وسكون الألف وفتح الباء الموحدة والسين المهملة ساكنة وكاف مضمومة وواو ساكنه ونون ورواه بعضهم بهمزة بعدها ياء ليس بينهما ألف وقد ذكر فى موضعه. بليدة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين جرجان ثلاثة أيام، وإليها ينسب بحر ابسكون، وينسب إليها أبو العلاء أحمد بن صالح بن محمد بن صالح التميمي الآبسكوني كان ينزل بصور على ساحل بحر الشام.
آبل: بفتح الهمزة وبعد الألف باء مكسورة ولام. أربعة مواضع، وفي الحديث أن رسول الله ﷺ جهز جيشا بعد حجة الوداع وقبل وفاته وأمر عليهم أسامة بن زيد وأمره أن يوطيء خيله آبل الزيت بلفظ الزيت من الأدهان بالأردن من مشارف الشام. قال النجاشي:
وصدت بنوود صدودا عن القنا ** إلى آبل في ذلة وهوان
وآبل القمح: قرية من نواحي بانياس من أعمال دمشق بين دمشق والساحل. وابل أيضا ابل السوق قرية كبيرة في غوطة دمشق من ناحية الوادي، ينسب إليها أبوطاهر الحسين بن محمد بن الحسين بن عامربن أحمد يعرف بابن خراشة الأنصاري الخزرجي المقري الآبلي إمام جامع دمشق قرأ القرآن على أبي المظفر الفتح بن برهان الأصبهاني وأقرانه وروى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر يعرف بابن أبي الزمزم الفرائضي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الحناني وأحمد بن محمد المزذن بن الق اسم وأبي بكر الميانجي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن ذكوان وأبي همام محمد بن إبراهيم بن عبد الله الحافظ وروى عنه أبو عبد الله بن أبي الحديد ومحمد بن أحمد بن أبي الصفر الأنباري وأبو سعد السمان وأبو محمد عبد العزيز الكتاني وقال توفي شيخنا أبوطاهر الابلي في سابع عشر ربيع الاخر سنة 428 وكان ثقة نبيلا مأمونا، وقال أحمد بن منير:
حئ الديار علي علياء جيرون ** مهوى الهوى ومغاني الخرد العين
مراد لهوى إذ كفى مصرفة ** أعنة العيش في فتح الميادين
بالنيربين فمقرى فالسرير فخم ** رايا فجو حواشي جسر جسرين
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال ** أعلى فسطرا فجرنان فقلبين
فالماطرون فداريا فجارتها ** فآبل فمغاني دير قانون
تلك المنازل لا وادي الأراك ولا ** رمل المصلى ولا أثلات ييرين
وابل أيضا من قرى حمص من جهة القبلة بينها وبين حمص نحوميلين.
آبندون: الباء مفتوحة موحدة ونون ساكنة ودال مهملة وواو ساكنة ثم نون. هي قرية من قرى جرجان. ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن سعيد الجرجاني الآبندوني روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الفقيه وعلي بن محمد القومس البذشي وأبي الحسين محمد بن عبد الكريم الرازي وغيرهم وروى عنه أبو طاهر بن سلمة العدل وأبو منصور محمد بن عيسى الصوفي وأبو مسعود البجلي وكان صدوقا قاله شيرويه.
آبه: بالباء الموحدة، قال أبو سعد: قال الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه. آبه من قرى أصبهان، وقال غيره أن آبه قرية من قرى ساوة. منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن الري. قلت: أنا أما ابه بليدة تقابل ساوة تعرف بين العامة بآوه فلا شك فيها وأهلها شيعة وأهل ساوة سنية لا تزال الحروب بين البلدين قائمة على المذهب. قال أبو طاهر بن سلفة: أنشدني القاضي أبو نصر أحمد بن العلاء الميمندي بأهر من مدن أذربيجان لنفسه.
وقائلة أتبغض أهل ابه ** وهم أعلام نظم والكتابة
فقلت إليك عني إن مثلي ** يعادى كل من عادى الصحابة
وإليها فيما أحسب ينسب الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الابي ولي اعمالا جليلة وصحب الصاحب بن عباد ثم وزر لمجد الدولة رستم بن فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه وكان أديبا شاعرا مصنفا وهو مؤلف كتاب نثر الدرر وتاريخ الري وغير ذلك، وأخوه أبو منصور محمد كان من عظماء الكتاب وجلة الوزراء وزر لملك طبرستان. وآبة أيضا من قرى البهنسا من صعيد مصر أخبرني بذلك القاضي المفضل بن أبي الحجاج عارض الجيوش بمصر.
آتيل: قلعة بناحية الزوزان من قلاع اكراد البختية معروفة عن عز الدين أبي الحسن علي بن عبد الكريم الجزري.
آجام البريد: بالجيم. والبريد بفتح الباء الموحدة والراء المهملة وياء اخر الحروف ودال مهملة. ذكر أصحاب السير أنه كان بكسكر قبل خراب البطيحة نهر يقال له الجتب وكان عليه طريق البريد إلى ميسان ودستميسان والأهواز في جنبه القبلي فلما تبطحت البطائح كما نذكره في البطيحة إن شاء الله تعالى. سمي ما استأجم من طريق البريد آجام البريد جمع أجمة وهو منبت القصب الملتف. قال عبد الصمد في ابن المعذل:
رأيت ابن المعذل نال عمرا ** بثؤم كان أسرع في سعيد
فمنه موت جلة آل سليم ** ومنه قبض اجام البريد
الآجام: مثل الذي قبله إلا أنه غير مضاف لغة في الآطام وهي القصور بلغة أهل المدينة وإحدها أطم وأجم وكان بظاهر المدينة كثير منها ينسب كل واحد منها إلى شيء.
الاجر: بضم الجيم وتشديد الراء وهو في الأصل اسم جنس للاجرة وهو بلغة أهل مصر الطوب وبلغة أهل الشام القرميد درب الآجر. محلة كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربي سكنها غير واحد من أهل العلم وهو الآن خراب. ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الاجري الفقيه الشافعي سمع أبا شعيب الحراني وأبا مسلم الكجي وكان ثقة صنف تصانيف كثيرة حدث ببغداد ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى أن مات بها في محرم 360 روى عنه ابو نعيم الاصبهاني الحافظ وكان سمع منه بمكة. ودرب الآجر ببغداد بنهر المعلى عامر إلى الآن آهل. آجنقان: بالجيم المكسورة والنون الساكنة وقاف وألف ونون. وهي قرية من قرى سرخس. ينسب إليها أبو الفضل محمد بن عبد الواحد الاجنقاني، والعجم يسمونها آجنكان.
آخر: بضم الخاء المعجمة والراء. قصبة ناحية دهستان بين جرجان وخوارزم وقيل اخر قرية بدهسان. نسب إليها جماعة من أهل العلم. منهم أبو الفضل العباس بن أحمد بن الفضل الزاهد وكان إمام المسجد العتيق بداهستان، وذكر أبو سعد في التحبير أبا الفضل خزيمة بن على بن عبد الرحمن الآخري الدهستاني وقال كان فقيها فاضلا معتزليا أديبا لغويا سمع بدهستان أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي وبندار بن عبد الواحد الداهساني وغيرهما مات بمزو في صفر سنة 548، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن عمر أبو القاسم الاخرى روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الخزاص بربض. امد عن الحسن بن الصباح الزعفراني حديثا منكرأ الحمل فيه على الخواص روى عنه الحافظ حمزة بن يوسف السهمي. واخر قرية بين سمنان ودامغان بينهما وبين سمنان تسعة فراسخ.سمع بها الحافظ أبو عبد الله بن النجار نقلته من خطه وأخبرني به من لفظه.
اذرم: هكذا ضبطه أبو سعد بألف بعد الهمزة وفتح الذال وراء ساكنة وميم وقال وظني أنها من قرى آذنة بلدة من الثغور منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الآذزمي وهذا سهو منه رحمه الله في ضبط الاسم ومكانه وسنذكره في أذرمة على الصحيح إن شاء الله تعالى.
اذنة: بكسر الذال المعجمة والنون.خيال من أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا ويقال لتلك الأخيلة الآذنات، والأخيلة علامات يضعونها على حدود الحمي يعرف بها حدها.
آذيوخان: بكسر الذال المعجمة وياء ساكنة وراو مفتوحة وخاء معجمة وألف ونون. قرية من قرى نهاوند في ظن عبد الكريم. ينسب إليها أبو سعد الفضل ابن عبدالله بن على بن عمر بن عبدالله بن يوسف الأيوخاني.
الآرام: كأنه جمع أرم. وهو حجارة تنصب كالعلم اسم جبل بين مكة والمدينة وقد ذكر شاهده في أبلى، وقال أبو محمد الغندجاني في شرح قول جامع ابن مرخية:
أرقت بذي الارام وهنا وعادني ** عداد الهوى بين العناب وحثيل
قال ذو الارام حزن به ارام جمعتها عاد على عهدها.
وقال أبو زياد ومن جبال الضباب ذات ارام قنة صوداة فيها يقول القائل:
خلت ذا ت ارام ولم تخل عن عصر ** وأقفرها من حلها سلف الدهر
وفاض اللئام والكرام تغيضوا ** فذللك حال الدهر إن كنت لاتدري
آرة: في ثلاثة مواضع. ارة بالأندلس عن أبي نصر الحميدي وقرأت بخط أبي بكر بن طرزخان بن الحكم قال: قال لي الشيخ أبو الأصبغ الأندلسي المشهور عند العامة وادي بارة بالباء، وآرة بلد بالبحرين، وآرة أيضا قال عزام بن الأصب آرة جبل بالحجاز بين مكة والمدينة يقابل قدسأ من أشمخ ما يكون من الجبال أحمر تخرج من جوانبه عيون على كل عين قرية فمنها.الفرع. وأم العيال. والمضيق. والمحضة.والوبرة.والفغوة تكتنف آرة من جميع جوانبها وفي كل هذه القرى نخيل وزرع وهي من السقيا على ثلاث مراحل من عن يسارها مطلع السمش وواديها يصب في الأبواء ثم في ودان وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار.
آرهن: بسكون الراء يلتقي معها ساكنان وفتح الهاء ونون. من قرى طخارستان من أعمال بلخ. ينسب إليها شيخ الاسلام ببلخ لم يذكر غير هذا.
آزاب: بالزاي وآخره باب موحدة.موضع في شعر لسهيل بن علي عن نصر.
الأزاج: من قرى بغداد على طريق خراسان عليها مسلك الحاج.
آزاذان: بالزاي والذال المحجمة وألف ونون. من قرى هراة. بها قبر الشيخ أبي الوليد أحمد بن أبي رجاء شيخ البخارى قال الحافظ بن النجار زرت بما قبره. وقرية من قرى أصبهان، منها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران المقري الآزاذاني.
آزاذوار: بعد الألف زاي وألف وذال معجمة وواو وألف وراء:. بليدة في أول كورة جوين من جهة قومس وهي من أصال نيسابور رأيتها وكانوا يزعمون أنها قصبة كورة جوين.ينسب إليها إبراهيم بن عبد الرحمن بن سهل الازاذداني يكنى أبو موسى آزر: بفتح الزاي ثم راء. ناحية بين سوق الأهواز ورامهرمز.
آسك: بفتح السين المهملة وكاف. كلمة فارسية. قال أبو علي: ومما ينبغي أن تكون الهمزة في أوله أصلا من الكلام المعربة قولهم في اسم الموضع الذي قرب أزجان اسك وهو الذي ذكره الشاعر في قوله:
أألفا مسلم فيما زعمتم ** ويقتلهم بآسك أربعونا فاسك مثل آخر وآدم في الزنة ولو كانت على فاعل نحو طابق وتابل لم ينصرف أيضا للعجمة والتعريف وإانما لم نحمله على فاعل لأن ماجاء من نحوهذه الكلام فالهمزة في أوائلها زائدة وهو العام فحملنا.على ذلك لان كانت الهمزة الأولى أصلا وكانت فاعلا لكان اللفظ كذلك.وهو بلد من نواحي الأهواز قرب أزجان بين أرجان ورامهرمز بينها وبين أرجان يومان وبينها وبين الدورق يومان وهي بلدة ذات نخيل ومياه وفيها إيوان عال في صحراء على عين غزيرة وبيئة وبإزاء الايوان قبة منيفة ينيف سمكها على مائة ذراع بناها الملك قباذ والد أنوشروان وفي ظاهرها عدة قبور لقوم من المسلمين استشهدوا أيام الفتح وعلى هذه القبة اثار الستائر.قال مسعر بن مهلهل: وما رأيت في جميع ما شاهدت من البلدان قبة أحسن بناء منها ولا أحكم، وكانت بها وقعة للخوارج حدث أهل السير قالوا كان أبو بلال مرداس بن أدية وهو أحد أئمة الخوارج قد قال لأصحابه قد كرهت المقام بين ظهراني أهل البصرة والاحتمال لجور عبيد الله بن زياد وعزمت على مفارقة البصرة والمقام بحيث لا يجري على حكمه من غير أن أشهر سيفا أو أقاتل أحدا فخرج في أربعين من الخوارج حتى نزل آسك موضعا بين رامهرمز وأرجان فمر به مال يحمل إلى ابن زياد من فارس فغصب حامليه حتى أخذ منهم بقدر أعطيات جماعته وأفرج عن الباقي فقال له أصحابه علام تفرج لهم عن الباقي فقال إنهم يصلون ومن صلى إلى القبلة لا أشاقه وبلغ ذلك ابن زياد فأنفذ إليهم معبد بن أسلم الكلابي فلما تواقفا للقتال قال له مرداس: علام تقاتلنا رلم نفسد في الأرض ولا شهرنا سيفأ قال: أريد أن أحملكم إلى ابن زياد قال: إذا يقتلنا قال: لان قتلكم واجب قال تشارك في دماننا فقال هو على الحق وأنتم على الباطل فحملوا عليه حملة رجل واحد فانهزم وكان في ألفئ فارس فما رده شيء حتى ورد البصرة فكان بعد ذلك يقولون له: يا معبد جاءك مرداس خذه فشكاهم إلى ابن زياد فنهاهم عنه. فقال عيسى بن فاتك الخطي أحد بني تيم الله بن ثعلبة في كلمة له:
فلما أصبحوا صلوا وقاموا ** إلي الجرد العتاق مسومينا
فلما استجمعوا حملوا عليهم ** فظل ذووا الجعائل يقتلونا
بقية يومهم حتى أتاهم ** سواد الليل فيه يراوغونا
يقول بصيرهم لما أتاهبم ** بأن القوم ولوا هاربينا
أألفا مؤمن فيما زعمتم ** ويقتلهم بآسك أربعونا
كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ** ولكن الخوارج مؤمنونا
هم الفئة القليلة غير شك ** على الفئة الكثيرة ينصرونا
آسيا: بكسر السين المهملة وياء وألف مقصورة كذا وجدته بخط أبي الريحان البيروني. كلمة يونانية، قال أبو الريحان: كان اليونان يقسمون المعمور من الأرض بأقسام ثلاثة لوبية وأورفى وقد ذكرا في موضعهما ثم قال: وما اسقبل هاتين القطعتين من الشرق يسمى آسيا ووصف بالكبرى لأن رقعتها أضعاف الأخريين في السعة ويحدها من جانب الغرب النهر والخليج المذكوران الفاصلان اياها عن أورفى ومن جهة الجنوب بحر اليمن والهند ومن المشرق أقصى أرض الصين ومن الشمال أقصى أرض الترك وأجناسم وأصل هذه القسمة من أهل مصر وعليه بقيت عادتهم إلى الآن فإنهم يسمون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب مغربأ وما عن شمائلهم مشرقا وهو كذلك بالإضافة إليهم إلا أنهم رفعوا الإضافة وأطلقوا الاسمين فصار المشرق لذلك أضعاف المغرب ولما اخترق بحر الروم قسم المغرب بالطول سموا جنوبي القسمين لوبية وشماليهما أورفى وأما الشرق فتركوه على حاله قسما واحدا من أجل أنه لم يقسمه شيء كما قسم البحر المغرب وبعدت ممالكه أيضا عنهم فلم يظهر لهم ظهور المغربية حتى كانوا يعلنون بتحديدها، ونسب جالينوس في تفسيره لكتاب الأهوية والبلدان هذه القسمة إلى أسيوس. هكذا حال القسمة الثلاثية أنها التي يظن بها أنها الأولى بعد الاجتماع وذكر جالينوس في تربيعها أن من الناس من يقسم اسيا إلى قطعتين فتكون اسيا الصغرى هي العراق وفارس والجبال وخراسان واسيا العظمى هي الهند والصين والترك، وحكي عن أروذطس أنه قسم المعمورة إلى أورفى ولوبيه وناحية مصر وآسيا وهو قريب مما تقدم، والأرض بالممالك منقسمة بالأرباع فقد كان يذكر كبارها فيما مضى أعني مملكة فارس ومملكة الروم ومملكة الهند ومملكة الترك وسائرها تابعة لها.
آشب: بشين معجمة وباء موحدة. صقع من ناحية طالقان الري كان الفضل بن يحيى نزله وهو شديد البرد عظيم الثلوج عن نصر وآشب بكسر الشين كانت من أجل قلاع الهكارية ببلاد ال موصل خربها زنكى بن آق سنقر وبنى عوضها العمادية بالقرب منها فنسبت إليه كما نذكره في العمادية.
آغزون: الغين معجمة ساكنة يلتقي معها ساكنان والزاي معجمة مضمومة والواو ساكنة ونون. من قرى بخارى. ينسب إليها أبوعبد الله عبد الواحد بن محمدبن عبد الله بن أيمن عبد الله بن مرة بن الأحنف بن قيس التميي الآغزوني هكذا ذكره أبو سعد وقد خلط في هذه الترجمة في عدة مواضع فذكرها تارة الآغزوني كما ههنا وتارة الأغذوني بالذال المعجمة من غير مد وتارة الأغزوني بالزاي أيضأ لكن بغير مد، ونسب اليها هذا النسوب ههنا بعينه ثم نسب هذا الرجل إلى الأحنف بن قيس وقد قال المدائني أن الأحنف لم يكن له ولد إلا بحر وبه وكان يكنى وبنت فولد بحر والد ذكرا ودرج ولم يعقب وانقراض عقبه من ابنته أيضأ.
آفاز: بالزاي ووجدته في كتاب نصر بالنون قرية بالبحرين بينها وبين القطيف أربعة فراسخ في البر وهي لقوم من كلب بن جذيمة من بني عبد القيس ولى بأس وعدد.
افران: بضم الفاء واخره نون.قرية بينها وبين نسف فرسخان ونصف هي نخشب بما وراء النهر أخرجت طائفة من أهل العلم قديما وحديثا منهم أبو موسى الوثير بن المنذر بن جنك بن زمانة الافراني النفي الاف: كأنه جمع الة. موضع وقيل: بلد وقيل: بلدانء كله عن نصر.
الس: بكسر اللام. اسم نهر في بلاد الروم وآلس هو نهر سلوقيه قريب من البحر بينه وبين طرسوس مسيرة يوم وعليه كان الفداء بين المسلين والروم، وذكره في الغزوات في أيام المعتصم كثير وغزاه سيف الدو أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان قال أبو فرا يخاطب سيف الدولة كتبها إليه من القسطنطينية:
وما كنت أخشى أن أبيت وبيننا ** خليجان والدرب ال اسم وآلس وقال أبو الطيب يمدح سيف الدولة:
يذري اللقان غبارا في مناخرها ** وفي حناجرها من آلس جرع
كأنما تتلقاهم لتسلكهم ** فالطعن يفتح في الأجواف متسع
وهذا من إفراطات أبي الطيب الخارجة إلى المحال فإنه يقول أن هذه الخيل ضربت من ماء الس ووصل إلى اللقان وبينهما مسافة بعيدة فدخل غبار اللقانة مناخرها تبل أن يصل ماءآلس في أجوافها، ويقول البيت الثاني أن الطعن يفتح في الفرسان طريقا بقدر مايسع الخيل فيسلكوه فيكون مسيرهم إلى مواضع طعناتهم، وقال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري.
فإن يك نصرانيأ نهرآلس ** نقد وجدوا وادي عقرقس مسلمأ
آل قراس: تفتح القاف وتضم والراء خفيفة والسين مهملة ورواية ال اسم عي فتح القاف، والقرس في اللغة أكثر الصقيع وأبرده ويقال للبارد قرسي وقارس وهو القرس والقرس لغتان. قال ال اسم عي: ال قراس بالفتح. هضاب بناحية السراة وكأنهن سمين آل قراس ليردها هكذا رواه عنه أبو حاتم وروى غيره ال قراس بالضم وأنشد الجميع قول أيي ذؤيب الهذلي.
يمانية أجبالها مظ مائد ** وآل قراس صؤب أرمية كحل
يروى مائد بعد الألف همزة ويروى مابد بالباء الموحدة وآل قراس ومابد جيلان في أرض هذيل وأرمية جمع رمي وهو السحاب وكحل أي سود.
آلوزان: بضم اللام وسكون الواو وزاي وألف ونون من قرى سرخى.منها سورة بن الحسن الالوزاني يروي عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة.
آلوسة: بضم اللام وسكون الواو والسين مهملة بلد على الفرات قرب عانة وقيل فيه ألوس بغير مد إلا أن أبا علي حكم بتعريبه وجاء به بالهمزة بعدها ألف وقال هي فاعولة ألا ترى أنه ليس في كلامهم شيء على أفعولة فهو مثل قولهم آجور ومثل ذلك في العربي قولهم الاجور والآخي والاري فاعول، وكذلك الآخية وإنما انقلبت واو فاعول فيه ياء لوقوعها ساكنة قبل الياء التي هي لام الفعل واللام ياء بدلالة أن أبا زيد حكى أنهم يقولون أرت القمر تأري أريا إذا احترق ما في أسفلها فالتصق به انما قيل لمواثق الحبالة الآري لتعلقها بها وكذلك آري الدابة فقد قيل:
كأن الظباء العفر يعلمن أنه ** وثيق عرى الآري في العشرات
وقد ذكرناه في ألوس غير ممدود أيضا.
آليش: بكسر اللام وباء ساكنة وشين معجمة. مدينة بالأندلس بينها وبين بطليموس يوم واحد.
آلين: بكسر اللام وياء ساكنة ونون من قرى مرو على أسفل نهر خارقان. ينسب إليها فرات بن النضر الاليني كان يلزم عبد الله بن المبارك ومحمد بن عمر أخو أبي شداد الآليني روى عن ابن المبارك قاله يحيى بن مندة.
آلية: بعد اللام المكسورة ياء مفتوحة خفيفة. قصرآلية لا أعرف من أمره غير هذا.
آمد: بكسر الميم. وما أظنها إلا لفظة رومية ولها في العربية أصل حسن لأن الأمد الغاية ويقال أمد الرجل يأمد أمدا إذا غضب فهو امد نحو أخذ يأخذ فهوآخذ والجامع بينهما أن حصانتها مع نضارتها تغضب من أرادها وتذكيرها يشار به إلى البلد أو المكان ولو قصد بها البلدة أو المدينة لقيل امدة كما يقال اخذة و الله أعلم، وهي أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكرا. قال المنجمون: مدينة آمد في الإقليم الخامس طولها خمس وسبعون درجة وأربعون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة وطالعها البطين وبيت حياتها عشرون درجة من القوس تحت إحدى عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وقيل: إن طالعها الدلو وزحل والمتولى القمر، وهو بلد قديم حصين ركين مبني بالحجارة السود وعلى نشزه دجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال وفي وسطه عيون وآبار قريبة نحو الذراعين يتناول ماؤها باليد وفيها بساتين ونهر يحيط بها السور، وذكر ابن الفقيه أن في بعض شعاب بلد امد جبلا فيه صدع وفي ذلك الصدع سيف من أدخل يده في ذلك الصدع وقبض على قائم السيف بكلتا يديه اضطرب السيف في يده وأرعد هو ولو كان عن أشد الناس وهذا السيف يجذب الحديد أكثر من جذب المغناطيس وكذا إذا حك به سيف أو سكين جذب الحديد والحجارة التي في ذلك الصدع لا تجذب الحديد ولو بقي السيف الذي يحك به مائة سنة ما نقصت القوة التي فيه من الجذب، وفتحت امد في سنة عشرين من الهجرة وسار إليها عياض بن غنم بعد ما افتتح الجزيرة فنزل عليها وقاتله أهلها ثم صالحوه عليها على أن لهم هيكلهم وما حوله وعلى أن لا يحدثوا كنيسة وأن يعاونوا المسلمين ويرشدوهم ويصلحوا الجسور فإن تركوا شيئا من ذلك فلا ذمة لهم، وكانت طوائف في العرب في الجاهلية قد نزلت الجزيرة وكانت منهم جماعة من قضاعة ثم من بني تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. فقال عمرو بن مالك التزيدى:
ألا لله ليل لم ننمه ** على ذات الخضاب مجنبينا
وليلتنا بامد لم ننمها ** كليلتنا بميتا فارقينا
وينسب إلى امد خلق من أهل العلم في كل فن.
منهم أبو القاممم الحسن بن بشر الامدي الأديب كان بالبصرة يكتب بين يدي القضاة بها وله تصانيف في الأدب مشهورة منها كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري و غير ذلك ومات في سنة 370، وينسب إليها من المتأخرين أبو المكارم محمد بن الحسين الامدي شاعر بغدادي مكثر مجيد مدح جمال الدين الأصبهاني وزير الموصل ومن شعره.
ورث قميص الليل حتى كأنه ** سليب بأنفاس الصبا متوشح
ورقع منه الذيل صبح كأنه ** وقد مسح أسود اللون أجلح
ولاحت بطيئات النجوم كأنها ** على كبد الخضراء نور مفتح
ومات أبو المكارم هذا سنة 552 وقد جاوز ثمانين سنة عمرا، وهي في أيامنا هذه مملكة الملك مسعود بن محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن أرتق بن أكسب.
آم: بلد نسب إليه نوع من الثياب. وآم قرية من الجزيرة في شعر عدي.
آمديزة: يلتقي في الميم ساكنان ثم دال مهملة مكسورة وياء ساكنة وزاي. من قرى بخارى ويقال بغير مد ذكرت في موضعها.
آمل: بضم الميم واللام اسم أكبر مدينة بطبرستان في السهل لأن طبرستان سهل وجبل وهي في الإقليم الرابع وطولها سبع وسبعون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وربع، وبين امل وسارية ثمانية عشر فرسخا وبين امل والرويان اثنا عشر فرسخا وبين آمل وسالوس وهي من جهة الجيلان عشرون فرسخا وقد ذكرنا خبر فتحها لطبرستان فأغنى، وبآمل تعمل السجادات الطبرية والبسط الحسان وكان بها أول إسلام أهلما مسلحة فى ألفي رجل وقدخرج منها كثيرمن العلماء لكنهم قل ما ينسبون إلى غيرطبرستان فيقال لهم الطبري.منهم أبوجعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المشهور أصله ومولده من امل ولذلك قال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي وأصله من آمل أيضا وكان يزعم أن أبا جعفر الطبري خاله:
بآمل مولدي وبنو جرير ** فأخوالي ويحكي المرء خالة
فها أنا رافضي عن تراث ** وغيري رافضي عن كلالة
وكذب لم يكن أبو جعفر رحمه الله رافضيا إنما حسدته الحنابلة فرموه بذلك فاغتنمها الخوارزمي وكار سبابا رافضيا مجاهرا بذلك متبجحا به ومات ابن جريم في سنة 310، وإليها ينسب أحمد بن هارون الاملي روى عن سويد بن سعيد الحدثاني ومحمد بن بشار، بندار الحكم بن نافع وغيرهم، وأبو إسحاق إبراهيم بن بشار الآملي حدث بجرجان عن يحيى بن عبدك وغيره روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأحمد بن محمد بن المستأجر، وزرعة بن أحمد بن محمد بن هشام أبو عاصم الآملي حدث بجرجان عن أبي سعيد العدوي حدث عنه أبو أحمد بن عدي وغير هؤلاء، ومن المتأخرين إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد السني الديلمي أجاز لأبي سعد السمعاني ومات سنة تسع وعشرين وقيل: سنة سبع وعشرين وخمسمائة وكانت الخطبة تقام في هذه المدينة وفي جميع نواحي طبرستان وتحمل أموالهم إلى خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش إلى أن هرب من التتار هربه الذي أفضى به إلى الموت سنة 617 وخلف ولده جلال الدين ثم لا أعلم إلى من صار ملكها. وامل أيضا مدينة مشهورة في غربي. جيحون على طريق القاصد إلى بخارى من مرو ويقابلها في شرقي جيحون فربر التي ينسب إليها الفرربري راوية كتاب البخاري وبينها وبين شاطىء جيحون نحو ميل وهي معدودة في الاقليم الرابع وطولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان ويقال لهذه امل زم وآمل جيحون وامل الشط وآمل المفازة لأن بينها وبين مرر رمال صعبة المسلك، مفازة أشبه بالمهملك.وتسمى أيضا آموا وأموية وربما ظن قوم أن هذه الأسامي لعدة مسميات وليس الأمر كذلك وبين زم التي يضيف بعض الناس آمل إليها وبينها أربع مراحل وبين امل هذه وخوارزم نحو اثنتي عشرة مرحلة وبينها وبين مرو الشاهجان ستة وثلاثون فرسخأ وبينها وبين بخارى سبعة عشر فرسخا وبخارى في شرقي جيحون، وقد أخرجت امل هذه جماعة من أهل العلم وافرة وفزق المحدثون بينها وبين آمل طبرستان فمن هذه امل عبد الله بن حماد بن أيوب بن موسى أبو عبد الرحمن الآملي حدث عن عبد الغفار بن داود الحراني وأبي جماهر محمد بن عثمان الدمشقي ويحيى بن معين وغيرهم روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري عن يحيى بن معين حديثا وعن سليمان بن عبد الرحمن حديثا اخر وروى عنه أيضا الهيثم بن كليب الشاشي ومحمد بن المنذر بن سعيد الهروي وغيرهم ومات في ربيع الاخر سنة 269، وعبد الله بن علي أبو محمد الاملي ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم في سوق يحيى سنة 338 عن محمد بن منصور الشاشي عن سليمان الشاذكوني، وخلف محمد بن الخيام الاملي وأحمد بن عبدة الآملي سمع عبد الله بن عثمان بن جبلة المعروف بعبدان المروزي وغيره روى عنه الفضل بن محمد بن علي وأبو داود سليمان بن الأشعث وجماعة، وموسى بن الحسن الاملي سمع أبا رجاء قتيبة بن سعيد البغلاني وعبد الله بن محمود السعدي و غيرهما روى عنه أبو محمد عمر بن إسحاق الأسدي البخاري والفضل بن سهل بن أحمد الآملي روى عن سعيد بن النضر بن شبرمة، وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علوية الاملي، وأحمد بن محمد بن إسحاق بن هارون الاملي، واسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق أبو يعقوب الاملي ذكر ابن الثلآج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علي الاموي روى عن أبي العباس الفضل بن أحمد الاملي روى عنه غنجار وغيرهم، وقد خربها التتر فيما بلغني فليس بها اليوم أحد ولا لها ملك.
امو: بضم الميم وسكون الواو. وهي آمل الشط المذكورة قبل هذه الترجمة هكذا يقولها العجم على الاختصار والعجمة.
آني: بالنون المكسورة. قلعة حصينة ومدينة بأرض إرمينية بين خلاط وكنجة.
آيل: ياء مكسورة ولام، جبل من ناحية النقرة في طريق مكة.