انتقل إلى المحتوى

مصنف الصنعاني/كتاب المغازي/غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية

9770 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال ثم إن رسول الله بعد ما هاجر وجاء الذين كانوا بأرض الحبشة بعث بعثين قبل الشام إلى كلب وبلقين وغسان وكفار العرب الذين في مشارف الشام فأمر رسول الله على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح وهو أحد بني فهر وأمر على البعث الآخر عمرو بن العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر فلما كان عند خروج البعثين دعا رسول الله أبا عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص فقال لهما لاتعاصيا فلما فصلا عن المدينة جاء أبو عبيدة فقال لعمرو بن العاص إن رسول الله عهد إلينا أن لا نتعاصيا فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك فقال عمرو بن العاص بل أطعني فأطاعه أبو عبيدة فكان عمرو أمير البعثين كليهما فوجد من ذلك عمر بن الخطاب وجدا شديدا فكلم أبا عبيدة فقال أتطيع بن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي فقال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب بن أم إن رسول الله عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا فخشيت إن لم أطعه أن أعصي رسول الله وشكى إليه ذلك فقال رسول الله ما أنا بمؤمريها عليكم إلا بعدكم يريد المهاجرين وكانت تلك الغزوة تسمى ذات السلاسل أسر فيها ناس كثير من العرب وسبوا ثم أمر رسول الله بعد ذلك أسامة بن زيد وهو غلام شاب فانتدب في بعثه عمر بن الخطاب والزبير بن العوام فتوفي رسول الله قبل أن يصل ذلك البعث فأنفذه أبو بكر الصديق بعد رسول الله ثم بعث أبو بكر حين ولي الأمر بعد وفاة رسول الله ثلاث أمراء إلى الشام وأمر خالد بن سعيد على جند وأمر عمرو بن العاص على جند وأمر شرحبيل بن حسنة على جند وبعث خالد بن الوليد على جند قبل العراق ثم إن عمر كلم أبا بكر فلم يزل يكلمه حتى أمر يزيد بن أبي سفيان على خالد بن سعيد وجنده وذلك من موجدة وجدها عمر بن الخطاب على خالد بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله فلقي علي بن أبي طالب خالد بن سعيد فقال أغلبتم يابني عبد مناف على أمركم فلم يحملها عليه أبو بكر وحملها عليه عمر فقال عمر فإنك لتترك إمرته على الثعالب فلما استعمله أبو بكر ذكر ذلك فكلم أبا بكر فاستعمل مكانه يزيد بن أبي سفيان فأدركه يزيد أميرا بعد أن وصل الشام بذي المروة وكتب أبو بكر [ إلى ] خالد بن الوليد فأمره بالمسير إلى الشام بجنده ففعل فكانت الشام على أربعة أمراء حتى توفي أبو بكر فلما استخلف عمر نزع خالد بن الوليد وأمر مكانه أبا عبيدة بن الجراح ثم قدم الجابية فنزع شرحبيل بن حسنة وأمر جنده أن يتفرقوا في الامراء الثلاثة فقال شرجبيل بن حسنة يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت قال لم تعجز ولم تخن قال ففيم عزلتني قال تحرجت أن أؤمرك وأنا أجد أقوى منك قال فاعذرني يا أمير المؤمنين قال سأفعل ولو علمت غير ذلك لم أفعل قال فقام عمر فعذره ثم أمر عمرو بن العاص بالمسير إلى مصر وبقي الشام على أميرين أبي عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان ثم توفي أبو عبيدة بن الجراح فاستخلف خالدا وبن عمه عياض بن غنم فأقره عمر فقيل لعمر كيف تقر عياض بن غنم وهو رجل جواد لا يمنع شيئا يسئله وقد نزعت خالد بن الوليد في أن كان يعطي دونك فقال عمر إن هذه شيمة عياض في ماله حتى يخلص إلى ماله وإني مع ذلك لم أكن لأغير أمرا قضاه أبو عبيدة بن الجراح قال ثم توفي يزيد بن أبي سفيان فأمر مكانه معاوية فنعاه عمر إلى أبي سفيان فقال احتسب يزيد يا أبا سفيان قال يرحمه الله فمن أمرت مكانه قال معاوية قال وصلتك رحم قال ثم توفي عياض بن غنم فأمر مكانه عمير بن سعد الآنصاري فكانت الشام على معاوية وعمير حتى قتل عمير فاستخلف عثمان بن عفان فعزل عميرا وترك الشام لمعاوية ونزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة وأمر مكانه سعد بن أبي وقاص ونزع عمرو بن العاص عن مصر وأمر مكانه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ونزع أبا موسى الأشعري وأمر مكانه عبد الله بن عامر بن كريز ثم نزع سعد بن أبي وقاص من الكوفة وأمر الوليد بن عقبة ثم شهد على الوليد فجلده ونزعه وأمر سعيد بن العاص مكانه ثم قال الناس ونشبوا في الفتنة فحج سعيد بن العاص ثم قفل من حجه فلقيه خيل العراق فرجعوه من العذيب وأخرج أهل مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح وأقر أهل البصرة عبد الله بن عامر بن كريز فكان كذلك أول الفتنة حتى اذا قتل عثمان رحمه الله بايع الناس على بن أبي طالب فأرسل إلى طلحة والزبير إن شئتما فبايعاني وإن شئتما بايعت احدكما قالا بل نبايعك ثم [ هربا ] إلى مكة وبمكة عائشة زوج النبي بما يتكلما به فأعانتهما على رأيهما فأطاعهم ناس كثير من قريش فخرجوا قبل البصرة يطلبون بدم بن عفان وخرج معهم عبد الرحمن بن أبي بكر وخرج معهم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وعبد الله بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم في أناس من قريش كلموا أهل البصرة وحدثوهم أن عثمان قتل مظلوما وأنهم جاؤوا تائبين مما كانوا غلوا به في أمر عثمان فأطاعهم عامة أهل البصرة واعتزل الأحنف من تميم وخرج عبدالقيس إلى علي بن أبي طالب بعامة من أطاعه وركبت عائشة جملا لها يقال له عسكر وهي في هودج قد ألبسته الدفوف يعني جلود البقر فقالت إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني قالت ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا قالت فلم يسمع الناس كلامي ولم يلتفتوا إلى وكان القتال فقتل يومئذ سبعون من قريش كلهم يأخذ بخطام جمل عائشة حتى يقتل ثم حملوا الهودج حتى أدخلوه منزلا من تلك المنازل وجرح مروان جراحا شديدة وقتل طلحة بن عبيد الله يومئذ وقتل الزبير بعد ذلك بوادي السباع وقفلت عائشة ومروان بمن بقي من قريش فقدموا المدينة وانطلقت عائشة فقدمت مكة فكان مروان والأسود بن أبي البختري على المدينة واهلها يغلبان عليها وهاجت الحرب بين علي [ ومعاوية ] فكانت بعوثهما تقدم المدينة وتقدم مكة للحج فأيهما سبق فهو أمير الموسم أيام الحج للناس ثم أنها أرسلت أم حبيبة زوج النبي [ إلى أم سلمة ] قالت أحداهما للأخرى تعال نكتب إلى معاوية وعلي أن يعتقا من هذه البعوث التي تروع الناس حتى تجتمع الأمة على أحدهما فقالت أم حبيبة كفيتك أخي معاوية وقالت أم سلمة كفيتك عليا فكتبت كل واحدة منهما إلى صاحبها وبعثت وفدا من قريش والأنصار فأما معاوية فأطاع أم حبيبة وأما علي فهم أن يطيع أم سلمة فنهاه الحسن بن علي عن ذلك فلم يزل بعوثهما وعمالهما يختلفون إلى المدينة ومكه حتى قتل علي رحمة الله تعالى ثم اجتمع الناس على معاوية ومروان وبن البختري يغلبان على أهل المدينة في تلك الفتنة وكانت مصر في سلطان علي بن أبي طالب فأمر عليها قيس بن سعد بن عبادة الانصاري وكانت حامل راية الانصار مع رسول الله يوم بدر وغيره سعد بن عبادة وكان قيس من ذوي الرأي من الناس إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة فكان معاوية وعمرو بن العاص جاهدين على إخراجه من مصر ويغلبان على مصر وكان قد امتنع منهما بالدهاء والمكيدة فلم يقدرا على أن يفتحا مصر حتى كاد معاوية قيس بن سعد من قبل علي قال فكان معاوية يحدث رجالا من ذوي الرأي من قريش فيقول ما ابتدعت من مكيدة قط أعجب عندي من مكيدة كايدت بها قيس بن سعد من قبل على وهو بالعراق حين امتنع مني قيس فقلت لاهل الشام لاتسبوا قيسا ولاتدعوني إلى غزوة فإن قيسا لنا شيعة تأتينا كتبه ونصيحته ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا يجري عليهم أعطيتهم وأرزاقهم ويؤمن سربهم ويحسن إلى كل راغب قدم عليه فلا نستنكره في نصيحته قال معاوية وطفقت أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق فسمع بذلك من جواسيس على الذين هدى من أهل العراق فلما بلغ ذلك عليا ونماه إليه عبد الله بن جعفر ومحمد بن أبي بكر الصديق اتهم قيس بن سعد وكتب أليه يأمره بقتال أهل خربتا وأهل خربتا يومئذ عشرةآلاف فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي أنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وذوي الحفاظ منهم وقد رضوا مني بأن أؤمن سربهم وأجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم وقد علمت أن هواهم مع معاوية فلست مكايدهم بأمر أهون علي وعليك من أن نفعل ذلك بهم اليوم ولو دعوتهم إلى قتالي كانوا قرناهم أسوادان لعرب وفيهم بسر بن أرطاه ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن خديج الخولاني فذرني ورأيي فيهم وأنا أعلم بما أداري منهم فأبى عليه علي إلا قتالهم فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب قيس ألى علي إن كنت تتهمني فاعتزلني عن عملك وأرسل إليه غيري فأرسل الاشتر أميرا على مصر حتى إذا بلغ القلزم شرب بالقلزم شربة من عسل فكان فيها حتفه فبلغ ذلك معاوية وعمرو بن العاص فقال عمرو بن العاص إن لله جنودا من عسل فلما بلغت عليا وفاة الأشتر بعث محمد بن أبي بكر أميرا على مصر فلما حدث به قيس بن سعد قادما أميرا عليه تلقاه فخلا به وناجاه وقال إنك قد جئت من عند امرئ لاراي له في الحرب وإنه ليس عزلكم إياي بما نعى أن أنصح لكم وإني من أمركم على بصيرة وإني أدلك على الذي كنت أكايد به معاوية وعمرو بن العاص وأهل خربتا فكايدهم به فإنك إن كايدتهم بغيره تهلك فوصف له قيس المكايدة التي كايدهم بها فاغتشه محمد بن أبي بكر وخالفه في كل شيء أمره به فلما قدم محمد بن أبي بكر مصر خرج قيس قبل المدينة فأخافه مروان والأسود بن أبي البختري حتى إذا خاف أن يؤخذ ويقتل ركب راحلته فظهر إلى علي فكتب معاوية إلى مروان والأسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما ويقول أمددتما عليا بقيس بن سعد وبرأيه ومكايدته فوالله لو أمددتماه بثمانية آلاف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لي من إخراجكما قيس بن سعد إلى علي فقدم قيس بن سعد إلى علي فلما بانه الحديث وجاءهم قتل محمد بن أبي بكر عرف علي أن قيس بن سعد كان يداري منهم أمورا عظاما من المكايدة التي قصر عنها رأي علي ورأي من كان يوآزره على عزل قيس فأطاع علي قيسا في الأمر كله وجعله على مقدمة أهل العراق ومن كان بأذربيجان وارضها وعلى شرطة الخمسين الذين انتدبوا للموت وبايع أربعون الفا كانوا بايعوا عليا على الموت فلم يزل قيس بن سعد يسد ذلك الثغر حتى قتل علي واستخلف أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة وكان الحسن لا يريد القتال ولكنه كان يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ثم يدخل في الجماعة ويبايع فعرف الحسن أن قيس بن سعد لايوافقه على ذلك فنزعه وأمر مكانه عبيد الله بن العباس فلما عرف عبيد الله بن العباس الذي يريد الحسن أن يأخذ لنفسه كتب عبيد الله إلى معاوية يسأله الآمان ويشترط لنفسه على الاموال التي اصاب فشرط ذلك معاوية [ له ] وبعث إليه بن عامر في خيل عظيمة فخرج إليهم عبيد الله ليلا حتى لحق بهم وترك جنده الذين هو عليهم لا أمير لهم ومعهم قيس بن سعد فأمرت شرطة الخمسين قيس بن سعد وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال معاوية وعمرو بن العاص حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائةم وما أصابوا من الفتنة فخلص معاوية حين فرغ من عبيد الله والحسن إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكيدة وعنده أربعون ألفا فنزل بهم معاوية وعمرو [ و ] أهل الشام أربعين ليلة يرسل معاوية إلى قيس ويذكره الله ويقول على طاعة من تقاتلني ويقول قد بايعني الذي تقاتل على طاعته فأبى قيس أن يقر له حتى أرسل معاوية بسجل قد ختم له في اسفله فقال أكتب في هذا السجل فما كتبت فهو لك فقال عمرو لمعاوية لاتعطه هذا وقاتله فقال معاوية وكان خير الرجلين على رسلك يا أبا عبد الله فإنا لن نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتل عددهم من أهل الشام فما خير الحياة بعد ذلك وأني والله لا أقاتله حتى [ لا ] اجد من ذلك بدا فلما بعث إليه معاوية بذلك السجل اشترط قيس بن سعد لنفسه ولشيعة علي الآمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ولم يسأل معاوية في ذلك مالا فأعطاه معاوية ما اشترط عليه ودخل قيس ومن معه في الجماعة وكان يعد في العرب حتى ثارت الفتنة الأولى خمسة يقال لهم ذوو رأي العرب ومكيدتهم يعد من قريش معاوية وعمرو ويعد من الأنصار قيس بن سعد ويعد من المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ويعد من ثقيف المغيرة بن شعبة فكان مع علي منهم رجلان قيس بن سعد وعبد الله بن بديل وكان المغيرة معتزلا بالطائف وأرضها فلما حكم الحكمان فاجتمعا بأذرح وافاهما المغيرة بن شعبه وأرسل الحكمان إلى عبد الله بن عمر وإلى عبد الله بن الزبير ووافى أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص وهما الحكمان وأبى علي وأهل العراق أن يوافوا فقال المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي رأي أهل قريش هل ترون احدا يقدر على أن يستطيع أن يعلم أيجتمع هذان الحكمان أم لا فقالوا له لانرى أن أحدا يعلم ذلك قال فوالله أني لاظنني سأعلمه منهما حين أخلو بهما فأراجعهما فدخل على عمرو بن العاص فبدأ به فقال يا أبا عبد الله أخبرني عما أسالك عنه كيف ترانا معشر المعتزلة فإنا فد شككنا في هذا الأمر الذي قد تبين لكم في هذا القتال ورأينا نستأني ونتثبت حتى تجتمع الأمه على رجل فندخل في صالح ما دخلت فيه الأمه فقال عمرو أراكم معشر المعتزله خلف الأبرار ومعشر الفجار فانصرف المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك حتى دخل على أبي موسى الأشعري فخلا به فقال له نحوا مما قال لعمرو فقال أبو موسى أراكم أثبت الناس رأيا وأرى فيكم بقية المسلمين فانصرف فلم يسأله عن غير ذلك قال فلقي أصحابه الذين قال لهم ما قال من ذوي رأي قريش قال أقسم لكم لايجتمع هذان على رجل واحد وليدعون كل واحد منهما إلى رأيه فلما اجتمع الحكمان وتكلما خاليين فقال عمرو يا أبا موسى أرأيت أول ما نقضي به في الحق علينا أن نقضي لأهل الوفاء بالوفاء ولاهل الغدر بالغدر فقال أبو موسى وما ذاك قال ألست تعلم أن معاوية وأهل الشام قد وافوا للموعد الذي وعدناهم اياه فقال فاكتبها فكتبها أبو موسى فقال عمرو قد اخلصت أنا وأنت أن نسمي رجلا يلي أمر هذه الأمة فسم يا أبا موسى فإني اقدر على ان أبايعك منك على أن تبايعني فقال أبو موسى أسمي عبد الله بن عمر بن الخطاب وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب فيمن اعتزل فقال عمرو فأنا أسمي لك معاوية بن أبي سفيان فلم يبرحا من مجلسهما ذلك حتى اختلفا واستبا ثم خرجا إلى الناس ثم قال أبو موسى يا أيها الناس إني قد وجدت مثل عمرو بن العاص مثل الذي قال الله تبارك وتعالى { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها } 1 حتى بلغ { لعلهم يتفكرون } 2 وقال عمرو بن العاص يا أيها الناس إني قد وجدت مثل أبي موسى مثل الذي قال الله تبارك وتعالي { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا } حتى بلغ { الظالمين } ثم كتب كل واحد منهما بالمثل الذي ضرب لصاحبه إلى الأمصار وقال الزهري عن سالم عن بن عمر قال معمر وأخبرني بن طاووس عن عكرمة بن خالد عن بن عمر قال فقام معاوية عشية فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فمن كان متكلما في هذا الأمر فليطلع لي قرنه فوالله لايطلع فيه أحد إلا كنت أحق به منه ومن أبيه قال يعرض بعبدالله بن عمر قال عبد الله بن عمر فأطلقت حبوتي فأردت أن أقوم إليه فأقول يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الاسلام ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك فيه الدماء وأحمل فيه على غير رأي فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك قال فلما انطلقت إلى منزلي أتاني حبيب بن مسلمة فقال ما الذي منعك أن تتكلم حين سمعت الرجل أن يتكلم فقلت له لقد أردت ذلك ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك فيها الدماء وأحمل فيها على غير رأي فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك كله فقال حبيب بن مسلمة لعبد الله بن عمر فداك أبي وأمي فإنك عصمت وحفظت مما خفت عرته


المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - كتاب المغازي
باب ما جاء في حفر زمزم وقد دخل في الحج أول ما ذكر من عبد المطلب | غزوة الحديبية | وقعة بدر | من أسر النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بدر | وقعة هذيل بالرجيع والرجيع موضع | وقعة بني النضير | وقعة أحد | وقعة الأحزاب وبني قريظة | وقعة خيبر | غزوة الفتح | وقعة حنين | من هاجر إلى الحبشة | حديث الثلاثة الذين خلفوا | من تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك | حديث الأوس والخزرج | حديث الإفك | حديث أصحاب الأخدود | حديث أصحاب الكهف | بنيان بيت المقدس | بدء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم | بيعة أبي بكر رضي الله تعالى عنه في سقيفة بني ساعدة | قول عمر في أهل الشورى | استخلاف أبي بكر عمر رحمهما الله | بيعة أبي بكر رضي الله عنه | غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية | حديث الحجاج بن علاط | خصومة علي والعباس | حديث أبي لؤلؤة قاتل عمر رضي الله عنه | حديث الشورى | غزوة القادسية وغيرها | تزويج فاطمة رحمة الله عليها