انتقل إلى المحتوى

مستخدم:عبد القيوم/ملعب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
إلى ثورة الأقصى المجيدة المؤلف عمرو خليفة النامي


بَشَريَّةً خلِّ القنابِلَ تنفجرْ
يا ثورة الأقصى، وقولي للبَشَر
مادامَ في نبض الشعور إرادةٌ
للنَّصرِ، إنَّا بالشَّهادَةِ ننتصِرْ
ولْتَقبِضي الجمرَ الأبيَّ بِعالَمٍ
أرخى الزِّمامَ لِفاتِكٍ غولٍ أشِرْ
في عالَمٍ خَتَموا على أسماعهِ
وعلى الضَّميرِ، على مُنيراتِ الفِكَرْ
فالعين ما عادت ترى إلا الذي
رسَموهُ من قُبحٍ تُبَهْرِجُهُ الصُّوَرْ
هيَ شِيْئَةُ الطاغي ويفرضها على
كونٍ خَنوعٍ بالوَضاعَةِ يفتَخِرْ
إلا أباةَ الضَّيمِ ما خضعوا سوى
لمشيئة الله العزيز المقتَدِرْ
رفعوا للواءَ الحقِّ واختطُّوا لهم
دربَ الكفاحِ، سلاحهم حتى الحَجَرْ
حجرٌ ومقلاعٌ وساعِدُ فتيةٍ
والكوكَبُ الدُّرِّيُّ قَنْبَلَ وانفَجَرْ
وَسَما، لِيُشْرِقَ نجمَ صبحٍ واعدٍ
بغدٍ يُطهّرُ قدسَنا مِمَّنْ فَجَرْ
يا ثورة الأقصى يموتُ شهيدُنا
إمَّا خَبا عزمُ الإرادةِ وانحَسَرْ
ويعيشُ نورَ هِدايةٍ لِنُفوسِنا
إمَّا اقتَفَيْنا دَربَهُ حتى الظَّفَر
فَتَفَجَّري، وتطوَّري، وتذكري
كلَّ الدِّماءِ، وحاذري أقصى الحَذَرْ
لا تأملي من مُدَّعينَ بأنَّهم
عربٌ وإسلامٌ سوى شؤمَ الخَبَرْ
فأعاربُ التيه الجديد أشدُّ كف
راً من عدوٍّ بالعَداوَةِ قد جَهَرْ
والمُدَّعونَ أُخوَّةَ الدِّينِ الحني
فِ منافقونَ نفاقهم أدهى الخَطَرْ
ناموا وتخمتهم تفوح وجارهم
جوعٌ ويفري جلدهُ حرٌّ وَقَرْ
أعمتهمُ النُّعمى وصمَّتْ سمعَهم
فاثَّاقَلوا عن نُصرَةِ الحقِّ الأغَرْ
غاصوا بموحلة العمالة والخنى
وتَكانَزوا الثروات والشعبُ افتَقَر
حتى إذا ولَغَ الكلابُ بحوضهم
غضوا بطرفهموا الكليل المنكسر
بل إنَّهمْ شَجَبوا!! بلى واستنكروا
وأدانَ بعضُهموا، ومن ثم اعتَذَرْ!!!
كم خابَ فألُ النَّاطرينَ سلامهم
من مجلِسِ المستكبرينَ وقدْ دروا
أنَّ السلامَ وأمنَهُ لا يرتجى
ممَّن على قوتِ الأنامِ تآمروا
في مجلس الأمن الكسيح تَسَنَّدَتْ
خُشُبٌ يحركها البغيُّ الفاجرُ
مستكبرون وجَرَّموا كلَّ الورى
حتى الذين على الرضوخ تقاطروا
فالحق ما شاؤوا وشرَّعَ بغيُهمْ
والشر والإرهابُ شعبٌ ثائرُ
تلكم شريعتهم وذلك أمنهم
يا وثبةً للحق كل دمائها
ما بعدَ قوَّتِكِ التي قد أشرَعتْ
هذي الدِّماَء قوى عليكِ تُفاخِرُُ
تغدوا مَقولاتُ التَّفَوذُقِ بِدعَةً
قُدَّامَ منْ بَذْلَ الدِّماءِ تَناذَروا
يا ثورةَ المتسابقين إلى الفدا
كل الحوار سوى حواركِ خاسِرُ
تلك القرارات الكسيحة عُطِّلَتْ
إذ لم يُسانِدْها قويٌّ قادِرُ
والقوَّةُ العظمى انبرى لضلالها
طفلٌ إمامٌ بالهُدى يتَماوَرُ
طفلٌ يُقيمُ كرامةً سُفِحَتْ على
مرأى ومسمع صامتينَ تناحروا
وتنابذوا الألقابَ إلا شيمَةً
خصمَ الهوانِ، فللهوانِ تَشاطَروا
طفلٌ ويجعلُ من حجارةِ شارعٍ
صوراً ليبعثَ ما احتوتهُ مقابرُ
فهو النشور، وعندهُ تبَّتْ يدٌ
واسوَدَّ وجهٌ والأمورُ دوائرُ
فتجدَّدي يا ثورةً في رحْمِها
كلُّ الأماني خصبةً تتآزرُ
ردي أذى المتغطرسين بمثلهِ
صاعاً بصاعٍ والقِصاصُ مباشَرُ
ولْتلعني الصَّمتَ التآمرَ وافضحي
زيفاً طَلَتْهُ على الشعوبِ منابِرُ
كم منبرٍ أقعى عليه مفوَّهٌ
بالزور والبهتان راح يحاضِر
فلْترجمي كلَّ المنابر غير من
كلَّ الحقيقةِ، دونَ لَبسٍ، جاهَروا
وتبرَّئي ممَّنْ تواطأ فلبُهم
معَ قاتِليكِ وبالمبادىء تاجروا
أنت الحقيقةُ فنَّدَتْ بهتانهمْ
ولكِ الصباحُ المشرئب الزاخر1

المراجع

  1. [1] قصيدة إلى ثورة الأقصى المجيدة، ديوان