انتقل إلى المحتوى

محبوبي قد تجلى

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مَحْبوبي قد تجَّلى

​مَحْبوبي قد تجَّلى​ المؤلف أبو الحسن الششتري


مَحْبوبي قد تجَّلى
في قلبي لَمْ يغيبْ
وأنا بكاسي نمْلاَ
خمراً مُزِجْ بطيبْ
لقد سكنْ في داري
وصار لي نصيب
وأنا في مَنَارِي
الحاضِرِ الغاييب
قد صرتُ في مداري
اسْكرْ واهيم وطيب
ريتْ المعاني تَجْلى
والشكلُ قد حُجيب
وكاسي قد تملا
ودنِّي قد سُكيب
تجلتِ المعاني
وغابتِ الظِلاَل
وكُسر الأواني
ومُزِّقَ المِثالْ
وفيَّا قد تراني
في عَقِبِ الزالْ
يا طالبي تخلى
عن قالب القليبْ
ترقى المقامَ الأعلى
والمنزلَ الرحيبْ
تدخْلِ لديرِ عالِي
في أرفع العلا
مجموعٌ من الغوالي
منظومٌ من الحلا
تُسقى من الزلالِ
كاسٌ لكَ اقبلا
تدخلْ لِحَيْ ليلى
وروضِها الخصيبْ
تبدو إِليكَ تُجلى
بحسنِها العجِيبْ
يا خِلي يا رفيقي
قَرِّبْ ترى عجبْ
للمحفَل الحقيقي
والدَّنِ والطربْ
واسلكْ على الطريق
تصلْ بلا تعب
وادنو بغيرِ مهلهْ
لحضرةِ الحبيبْ
تُخلع عليك حُلَّه
تنكى بها الرقِيبْ
ادنو مع الحبايبْ
للمنزل المُنيفْ
واصعدْ على مراتبْ
المجد واتّصيِفْ
ترَى منَ العجائبْ
ما لَمْ تَطِق تصيِف
إِن شِئْتَ أن تُوَلِّي
كلُّ الدُّعا مُجيبْ
وتَغْتَني وَتمْلاَ
من فنِّنا الغريبْ
تَرَى الوجودْ موجودْ
والواجِدْ اندثرْ
وما سِواكْ مفقودْ
ومَنْ بَدا ظهرْ
اعقِد لِوَاكْ وانفردْ
مع السِّويِ النَظرْ
فمن عَذَلْ يُوَلي
ومَن فَقَد يُصِيبْ
ومَن وصَلْ تَجَلِّى
ومَن بَعَدْ قَريبْ
تراكَ فيك ظاهرْ
وحرفُكْ انطماسْ
وتحتفي المظاهرْ
وتُحْجَبْ الحَوَاسْ
وما سوَاك داثرْ
فخذْ في الاحتراس
إِياك تبُوحْ أصلاً
بسرِّكَ المريبْ
فتُمتحنْ وتُبْلَى
وكنْ أمينْ لبيبْ