انتقل إلى المحتوى

مجلة المقتبس/العدد 96/جمهرة المغنين

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 96/جمهرة المغنين

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 1 - 1915



تأثير الغناء

ما من أحد ينكر تأثير الغناء في النفس فهو مشاهد دون غيره من الملذات فما يصيب العين يتولد منه البكاء وما يصيب اللسان يحدث منه الصياح وما يصيب اليد يحدث منه تمزيق الثياب واللطم وما يصيب الرجل يحدث منه الرقص قال ابن عبد ربه هل خلق الله شيئاً أوقع بالقلوب وأشد اختلاساً للعقول من الصوت الحسن وقال أيضاً صنعة الغناء هي مراد السمع ومرتع النفس وربيع القلب ومجال الهوى ومسلاة الكثيب وأنس الوحيد وزاد الراكب لعظم موقع الصوت الحسن من القلب وأخذه جامع النفس وقال سهل بن عبد الله السماع علم استأثر الله تعالى به لا يعلمه إلا هو وزعمت الفلاسفة أن النغم فضل بقي من المنطق لم يقدر اللسان على استخراجه فاستخرجته الطبيعة بالألحان على الترجيع لا على التقطيع فلما ظهر عشقته النفس وحن إليه الروح وقال معبد لقد صنعت ألحاناً لا يقدر شبعان ممتلئ ولا سقاء يحمل قربة على الترنيم بها ولقد صنعت ألحاناً لا يقدر المتكئ أن يترنم بها حتى يقعد مستوفزاً.

وقال ابن ساعد ومنفعة الموسيقى بسط الأرواح وتعديلها وتقويتها أيضاً لأنه يحركها أما عن مبدئها فيحدث السرور واللذة ويظهر الكرم والشجاعة ونحوها وأما إلى مبدئها فيحدث الفكر في العواقب والاهتمام ونحوها ولذلك يستعمل في الأفراح والحروب وعلاج المرضى تارة ويستعمل في المآتم وبيوتات العبادات أخرى وقال أفلاطون من حزن فليستمع الأصوات الطيبة فإن النفس إذا حزنت خمد نورها فإذا سمعت ما يطربها أشتعل منها ما خمد وكان يقال قديماً إذا قسا عليك قلب القرشي من تهامة فغنه بشعر عمر بن أبي ربيعة وغناء ابن سريج وقال الغزالي في الأحياء لله تعالى سر في مناسبة النغمات الموزونة للأرواح حتى أنها لتؤثر فيها تأثيراً عجيباً فمن الأصوات ما يفرح ومنها ما ينوم ومنها وما يضحكك ويطرب ومنها ما يستخرج من الأعضاء حركات على وزنها باليد والرجل والرأس ولا ينبغي أن يظن أن ذلك لفهم معاني الشعر بل هذا جار بالأوتار حتى قيل إن لم يحركه الربيع وأزهار والعود

الجزء3 المجلد 9 وأوتاره فهو فاسد المزاج ليس له علاج وكيف يكون لك لفهم المعنى وتأثيره مشاهد في الصبي في مهده فإنه يسكته الصوت الطيب عن بكائه وتنصرف نفسه عما يبكيه إلى الإصغاء إليه والجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثراً يستخف معه الأحمال الثقيلة ويستقصر لقوة نشاطه في سماعه المسافات الطويلة وينبعث فيه النشاط ما يسكره ويولهه فترى الجمال إذا طالت عليها البوادي واعتراها الإعياء والكلال تحت المحامل والأحمال إذا سمعت منادي الحداء تمد أعناقها وتصغي إلى الحادي ناصبة آذانها وتسرع في سيرها حتى تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها وربما تتلف أنفسها من شدة السير وثقل الحمل وهي لا تشعر به لنشاطها.

ثم ذكر رضي الله عنه دليلاً على ما قاله قصة العبد الذي أهلك الجمال بطيب صوته إذ جعلها تقطع مسافة ثلاثة أيام في ليلة واحدة وبعده قال فإذاً تأثير السماع في القلب محسوس ومن لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال بعيد عن الروحانية زائد في غلظ الطبع وكثافته على الجمال والطيور بل على الجميع البهائم فإن جميعها تتأثر بالنغمات الموزونة ولذلك كانت الطيور تقف على رأس داود عليه السلام لاستماع صوته ومهما كان النظر في السماع باعتبار تأثيره في القلب لم يجز أن يحكم فيه مطلقاً بإباحة ولا تحريم بل يختلف ذلك بالأحوال والأشخاص واختلاف طرق النغمات فحكمه حكم ما في القلب انتهى ومن غريب ما ينقل في تأثير الغناء أنه خرج مخارق المغني مع بغض أصحابه إلى بعض المتنزهات فنظر إلى قوس مذهبة مع أحد من خرج معه فسأله إياها فكأنه المسئول ضمن بها وسنحت ظباء بالقرب منه فقال لصاحب القوس أرأيت أن تغنيت صوتاً فعطف عليك خدود هذه الظباء لتدفع إلي هذه القوس قال نعم فاندفع يغني

ماذا تقول الظباء ... أفرقة أم لقاء

أم عهدها بسليمى ... وفي البيان شفاء

مرت بنا سانحات ... وقد دنا الإماء

فما أحارت جواباً ... وطال فيها العناء

فعطفت الظباء راجعة إليه حتى وقفت بالقرب منه مستشرفة تنظر إليه مصغية إلى صوته فعجب من حضر من رجوعها ووقوفها وناوله الرجل القوس فأخذها وقطع العناء فعاودت الظباء نفارها ومضت راجعة على سننها. وأغرب من ذلك ما روي عن عائشة قيل كان واقفاً بالموسم متحيراً فمر به أصحابه فقال له ما يقيمك ههنا فقال: أني أعرف رجلاً لو تكلم لحبس الناس ههنا فلم يذهب أحد ولم يجيء فقال له الرجل ومن ذاك قال أنا ثم أندفع يغني

جرت سنحاً فقلت لها أجيزي ... نوى مشمولة فمتى اللقاء

بنفسي من تذكره سقام ... أعانيه ومطلبه عناء

قال: فحبس الناس واضطربت المحامل ومدت الإبل أعناقها وكادت الفتنة أن تقع فأتى به إلى هشام بن عبد الملك فقال له هشام: أرافق بتيهك فقال: حق لمن كانت هذه مقدرته على القلوب أن يكون تياها. ومثل ذلك ما رواه الأصمعي قال قدم عراقي بعدل من خمر العراق إلى المدينة فباعها كلها إلا السواد فشكا ذلك إلى الدرامي وكان قد تنسك وترك الشعر ولزم المسجد فقال: ما تجعل لي أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلها على حكمك قال: ما شئت قال: فعمد الدرامي إلى ثياب نسكه فألقاها عنه وعاد إلى مثل شأنه الأول وقال شعراً ورفعه إلى صديق له من المغنين فغنى به وكان الشعر.

قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا فعلت بزاهد متعبد

قد كان شمر للصلاة ثيابه ... حتى خطرت له بباب المسجد

ردي عليه صلاته وصيامه ... لا تقتليه بحق دين محمد

فشاع هذا الغناء بالمدينة وقالوا قد رجع للدرامي وتعشق صاحبة الخمار الأسود فلم تبق مليحة بالمدينة إلا أشترت خماراً اسود وباع التاجر جميع ما كان معه فجعل أخوان الدرامي من النساك يمرون فيقولون ماذا صنعت فيقول ستعملون نبأه بعد حين فلما أنفذ العراقي ما كان معه رجع الدرامي إلى نسكه ولبس ثيابه.

وروى أبو العباس قال: حدثت أن عمر الوادي قال أقبلت من مكة أريد المدينة فجعلت أسير في صرد من الأرض فسمعت غناء من الهواء لم أسمع مثله فقلت والله لا توصلن إليه فإذا هو عبد أسود فقلت له أعد ما سمعت فقال. والله لو كان عندي قرى أقريك ما فعلت ولكن أجعله قراك فإني والله ربما غنيت بهذا الصوت وأنا جائع فأشبع وربما غنيته وأنا كسلان فأنشط وربما غنيته وأنا عطشان فأروى ثم ابتدأ فغنى وكنت متى ما زرت سعدى بأرضها ... أرى الأرض تطوى لي ويدنو بعيدها

من الخفرات البيض ود جليسها ... إذا ما أنقضت أحدوثة لو تعيدها

قال عمر: فحفظته منه ثم تغنيت به على الحالات التي وصف فإذا هو كما ذكر ونظير ذلك ما رواه ابن عبد ربه قال: لما ولي عثمان بن حيان المري المدينة أجتمع إليه الأشراف من قريش والأنصار فقالوا له أنك لا تعمل عملاً أحرى ولا أولى من تحريم الغناء والرثا ففعل وأجلهم ثلاثاً فقدم ابن أبي عتيق في الليلة الثالثة وكان غائباً فحط رحله بباب سلامة الزرقاء (المغنية) وقال لها: بدأت بك قبل أن أصير إلى منزلي قالت: وما تدري ما حدث بعدك وأخبرته الخبر فقال: أقيمي إلي السحر حتى ألقاه فلقيه فأخبره أنه أنما أقدمه حب التسليم عليه وقال له إن أفضل ما عملت تحريم الغناء والرثاء فقال أن أهلك أشاروا عليّ بذلك فقال أنهم وفقوا ووفقت ولكني رسول امرأة إليك تقول قد كانت هذه صناعتي فتبت إلى الله منها وأنا أسألك أيها الأمير أن لا تحول بينها وبين مجاورة قبر النبي فقال عثمان: إذاً أدعها فقال: إذا لا تدعك الناس ولكن تدعو بها فتنظر إليها فإن كان يجوز تركها تركتها قال: فادع بها فأمر بها أبن أبي عتيق فتنقبت وأخذت سبحة في يدها وصارت إليه فحدثته عن مآثر آبائه ففكه بها فقال ابن أبي عتيق أريد أن أسمع الأمير قراءتها ففعلت فحركه حداؤها ثم قال له ابن أبي عتيق: فكيف لو سمعتها في صناعتها التي تركتها فقال له قل لها فلتغن فغنت.

سددت خصاص البيت لما دخلته ... بكل بنان واضح وجبين

فنزل عثمان عن سريره وجلس بين يديها وقال: لا والله ما مثلك يخرج عن المدينة فقال ابن أبي عتيق يقول الناس أذن لسلامة ومنع غيرها فقال قد أذنت لهم جميعاً انتهى ولقد ثبت بالتجارب أنه يستشفي بالغناء من كثير من الأمراض حتى أنه تألفت في مدينة سهالنبورغ جمعية من النساء لتصدح كل يوم بالقرب ممن أجريت لهم العمليات بالأنغام الموسيقية صوتية كانت أو آلية. هذا لو أردنا استقصاء ما ورد في هذا الباب من التأثير العجيب لطال بنا البحث ولكنا أكتفينا بما أوردناه لضيق المقام.

آلات الغناء

آلات الغناء كثير تختلف باختلاف الأمم حسب عاداتهم واصطلاح بلادهم فمنها العود وهو كما وصفه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود إذ ذكر عند يزيد بن عبد الملك فقال: ليت شعري ما هو فقال له: أخبرك ما هو هو محدودب الظهر أرسح البطن له أربعة أوتار إذا حركت لم يسمعها أحد الأحراك أعطافه وهز رأسه قيل أن أول من صنع العود لامك بن قابيل بن آدم وبكى عليه على ولده وقيل أن أول من اتخذه الملك المتلوشلح على مثال فخذ أبنه الميت وقيل بطليموس ويقال بعض حكماء الفرس. وأول من غنى على العود بألحان الفرس من العرب النضر بن الحارث بن كلدة وفد على كسرى بالحيرة فتعلم ضرب العود والغناء وقدم مكة وعلم أهلها ولقد زاد زرياب المغني بالأندلس في العود وتراً خامساً وكان قبلاً ذا أربعة أوتار وهي البم والزير والمثنى والمثلث التي قوبلت بها الطبائع الأربع فزاد عليها وتراً خامساً أحمر متوسطاً ولون الأوتار وطبقها على الطبائع وهو الذي أخترع مضراب العود من قوادم النسر وكانوا قبله يضربون بالخشب وفيه يقول أبو الفتح كشاجم:

لو لم تحركه أناملها ... كان الهواء يفيده نطقاً

جسته عالمة بحالته ... جس الطبيب لمدنف عرقاً

وفيه يقول أيضاً:

جاءت بعود كأن نغمته ... صوت فتاة تشكو فراق فتى

محفف حفت العيون به ... كأنما الزهر حوله نبتا

دارت ملاويه فيه فاختلفت ... مثل اختلاف اليدين مذ ثبتا

لو حركته وراء منهزم ... على بريد لعاج والتفتا

ومن آلات الغناء التي لا تقل عن العود القانون والمشهور أنه من اختراع الفيلسوف أبي نصر الفارابي فقد ذكروا أنه أصطنع آلة مؤلفة من عيدان يركبها ويضرب عليها وتختلف أنغامها باختلاف تركيبها ولكنها في كل حالة غريبة في بابها وقصة ضربه على آلته عند سيف الدولة مشهورة ولنا في القانون:

أصغت لتسمع شكوتي وتظلمي ... لما رأت دمعي جرى كالعندم

واستنطقت قانونها فأجابها ... في حال قتل المستهام المغرم

سل من أباح لها دمي قانونها ... أو قال قانون بأهراق الدم

ومن آلات الغناء الدف والمزهر والطبل والرباب والمزامير والشبابات والصلاصل والطارات والكوبة وكلها لا تحتاج إلى تعريف ومن آلات الغناء التي كانت معروفة بالأندلس (الروطة) هي ضرب من الرباب و (المؤنس) وهو قربة يركب فيها مزمار يتخذها أهل البادية في ملاهيهم وأغلب ما تكون في المزمارين و (الكثيرة) مصحفة عن كثيرة وهي القديم نوع من الرباب ويراد بها اليوم ضرب من السنطور تنقر أوتارها بالأصبع و (القثار) ويراد بها آلة ذات ستة أوتار ولها يد مقسومة إلى أنصاف ألحان مركب عليها دساتين و (الزنامى) نوع من المزمار نسبة إلى زنام الزمار المشهور أيام الرشيد و (الشقرة) و (النورة) وهما مزماران الواحد غليظ الصوت والأخر رقيق واليوم أتى الفرنج بالأرغن والبيانو وغيرهما ولكن الاعتماد على الثاني لا يخلو منه بيت ذي نعمة ولو قليلة.

من دونت له صنعة في الغناء من الخلفاء وأولادهم

كان للغناء منزلة عظيمة عند الخلفاء كالشعر حتى أنه أشتغل به غير ومن أولادهم وكانت الشعراء تمدحهم بمعرفته قال العماني يمدح الرشيد.

جهير العطاس شديد النياط ... جهير الرواء جهير النعم

حكى ابن خرداذبة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تغنى بها

كأن راكبها غصن بمروحة

ثم والى بين جماعة من الخلفاء واحداً بعد واحد ورد ذلك صاحب الأغاني وقال أول من دونت له صنعة منهم عمر بن عبد العزيز فإنه ذكر عنه أنه صنع في أيام أمارته على الحجاز سبعة ألحان يذكر سعاد فيها كلها وصحح هذه الرواية وقال: كان عمر بن عبد العزيز أحن خلق الله صوتاً وكان حسن القراءة للقرآن أما الألحان التي صنعها فهي محكمة العمل لا يقدر على مثلها إلا من طالت دربته بالصنعة وحذق في الغناء وتمكن منه وهي:

الما صاحبي نزر سعادا ... لو شك فراقها وذرا البعادا

علق القلب سعادا ... عادت القلب فعادا

الايادين قلبك من سليمى ... كما قد دين قلب من سعادا

يا سعاد التي سبتني فؤادي ... ورقادي هبي لعيني رقادي

حظ عيني من سعاد ... أبدّاً طول السهاد

سبحان ربي برى سعادا ... لا تعرف الوصل والودادا لعمري لئن كانت سعاد هي المنى ... وجنة خلد لا يمل خلودها

أسعاد جودي لاشقيت سعادا ... وأجزي رأفة وودادا

وممن حكي عنه أن صنع في شعره غناء يزيد بن عبد الملك فإنه صنع لحناً وهو:

أبلغ حبابة أسقى ربعها المطر ... ما للفؤاد سوى ذكراهم وطر

وممن غنى منهم الوليد بن يزيد له أصوات صنعها مشهورة وكان بضرب بالعود ويوقع بالطبل ويمشي بالدف على مذهب أهل الحجاز ومن مشهور صناعته في شعره.

وصفراء في الكأس كالزعفران ... سباها التجيبي من عسقلان

وأول من دونت له صنعة من خلفاء بني العباس الواثق على ما وراه صاحب الأغاني أما ابن خرداذبة فإنه حكى أن للسفاح والمنصور وسائرهم غناء قال صاحب الأغاني: أخبرني محمد قال: سمعت أحمد بن محمد بن الفرات يقول سمعت تريباً تقول صنع الواثق مائة صوت ما فيها صوت ساقط وكان الواثق يضرب بالعود ومن الألحان التي صنعها:

أيا منشر الموتى من التي ... بها نهلت نفسي سقاماً وعلت

وممن حكى عنه أنه صنع في شعره وشعر غيره المنتصر وكان حسن العلم بالغناء ومن شعره الذي غنى فيه:

متى ترفع الأيام من قد وضعته ... وينقاه لي الدهر عليّ جموح

ومنهم المعتز فمما ذكر أنه غنى فيه:

لعمري لقد أصحوت خيلنا ... بأكناف دجلة للمصعب

ومنهم المعتمد صنع لحناً في هذا الشعر:

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزراً ... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا

ومنهم المعتضد فإنه صنع لحناً في:

أما القطاة فإني سوف أنعتها ... نعتاً يوافق نعتي بعض ما فيها

وفي: تشكى الكميت الجري لما جهدته ... وبين لو يسطيع أن يتكلما

وله غير ذلك وممن صنع من الخلفاء فأجاد وأحسن وبرع وتقدم جميع أهل عصره فضلاً وشرفاً وأدباً وشعراً وظرفاً وتصرفاً في سائر الأدب أبو العباس عبد الله بن المعتز وأول من صنع من أولاد الخلفاء وأتقنهم صنعة إبراهيم بن المهدي وعلية بنت الهدي كانت من أحسن الناس وأظرفهم تقول الشعر الجيد وتصوغ فيه الألحان الحسنة وكانت حسنة الدين مقبلة على قراءة الكتب لا تلذ بشيء غير قول الشعر وكانت تقول لا غفر الله لي فاحشة أرتكبها قط وكانت تقدم على أخيها إبراهيم في الغناء ومن صنعتها.

وجد الفؤاد ... وجداً شديداً متعبا

ولها غير ذلك شيء كثير وممن صنع أيضاً من أولاد الخلفاء أبو عيسى أحمد بن الرشيد وله غناء مشهور وعبد الله بن موسى الهادي وكان أضرب الناس بالعود وأحسنهم غناء. وعبد الله بن محمد الأمين كان يقول شعراً صالحة وأبو عيسى عبد الله بن المتوكل جمع له صنعة مقدارها أكثر من ثلثمائة صوت (له تلو)

دمشق

خليل مرد بك