مجلة المقتبس/العدد 94/أخبار وأفكار
مجلة المقتبس/العدد 94/أخبار وأفكار
نفقات القتل
اقتبست الصحف الألمانية عن إحدى المجلات الباريسية في تقدير المال الذي يستدعيه قتل الجنود في ساحات القتال فقالت: معلوم أن كل قتال يبدأ بإطلاق نار المدفعيات فلا يلبث المعسكران المتحاربان أن يمطر كل منهما الآخر عدداً من القذائف والقنابل من جميع العيارات فما هو إلا أن تفرغ عجلات الذخائر وتعود فتملا بقنابل تؤخذ من المستودعات وهذه تمدها القطارات الواصلة إلى أقرب محطة بما تحمله إليها من المهمات والأدوات المهلكات. وفي مكان بعيد عن ساحة القتال يعمل عشرات الألوف من الناس في معامل لصنع الذخائر التي تصرف في بضع دقائق في ساحات القتال
أما نفقات هذه العملية فهي كما يلي:
خذ بطارية مؤلفة من أربعة مدافع من عيار 25ملم مع أثنتي عشرة عربة للذخائر ترى أن لكل مدفع ولكل عربة قطاراً من الذخائر ولكل بطارية قطاراً من مثل ذلك يحتوي كل منها 24 قنبلة وفي كل عربة 72فبكون مجموع ما للبطارية من القنابل 1248أي312قنبلة لكل واحدة فيطلق كل مدفع في 24ساعة 4. . قنبلة أي 2. قنبلة في الساعة على أكثر تعديل وثمن كل قذيفة 3. فرنكاً ويقدرون أن المدفع لايعود صالحاً للاستعمال بعد أن يطلق 6ألاف طلقة
ويكلف كل مدفع 18. . . فرنك أي أنه يخسر في مل طلقة ثلاثة فرنكات ويبلغ ثمن القنابل التي يطلقها المدفع الواحد في 24ساعة من عيار 75ملم 135ألف فرنك وذلك عن 4. . طلقة. فالمئة والشرون مدفعاً الموجودة مع فيلق من ألفيالق تنفق في يوم واحد 1. . . . . . فرنك، وتستدعي المدفعية الضخمة نفقة أبهظ من هذه، فقد قدروا أن كل طاقة من مدفع فرنساوي من عيار32ملم تكلف 641. فرنك وقد تبين بعد عمل كل حساب مدة المئة يوم التي دامت فيها الحرب على فردون أن كل قتيل أنفق على قتله 75ألف فرنك وقد انفق الإنكليز أكثر من هذا القدر بكثير في حرب البوير فكان القتيل الواحد يكلفهم 2. . ألف فرنك على أقل تقدير وقد كانت نفقات القتيل في حرب البلقان رخيصة أكثر من ذلك فلم يكن يكلف قتل الجندي الواحد أكثر من 5. ألف فرنك، وقد قالوا أن الذهب الذي انفق في حرب فردون لو جمع ليرات في صعيد واحد لبلغ حجمه 8. متراً مكعباًهذا ما كلفته الحرب العامة فكم تنفق فيها الأمم من أولها إلى آخرها يا ترى
التجارة الخارجية
ذكرت جريدة غرفة التجارة العثمانية أن الإنكليز كانوا مستأثرين بخمسين في المئة من تجارة الصادرات في المملكة العثمانية والخمسون الأخرى تتقاسمها الأمم المختلفة من الأجانب وليس للعثماني فيها سوى خمسة في المئة
كانت تجارتنا من الصادرات 45مليون ليرة فإذا افترضنا أن الأجانب يربحون عشرة في المئة من الأرباح كان معدلهم من أرباحنا أربعة ملايين ليرة في السنة ولايعود من الربح على الرعايا العثمانيين سوى نصف مليون ليرة، وقد ذكرت الجريدة أن السر في أن العثمانيين ما استطاعوا حتى الآن منافسة الأجانب في التجارة، هو أن التاجر الأجنبي متعلم وعنده معارف عامة تؤهله لدخول كل سوق من الأسواق ولان للتاجر الأجنبي رأس مال كبير وثقة مالية يهبه إياها بنو قومه ويعتمدون عليه دون غيره فقالت لا سبيل إلى استيائنا على زمام الأمور والتجارة إلا إذا تعلمنا التعليم التجاري على مستوى المتعلمين في هذا الشأن من الأجانب ودخلنا نتمرن في البيوت التجارية المعتبرة أما رؤوس الأموال فيمكن تأليف شركات كوبراتيف للمحاصيل ونقابات كنقابة التين في أزمير التي كان منها رواج هذا الصنف بعد أن كاد يقضى عليه بسبب الحرب فربحت النقابة منه أرباحاً طائلة
إحصاء مهم
نشر احد الإحصائيين الأمريكيين إحصاء مهماً اثبت فيه أن ألفيات في الحروب آخذة بالتناقص منذ القرن السابع عشر إلى يومنا هذا، قال أن عدد القتلى في الحروب التي وقعت منذ سنة 1631 إلى 1634 وهو عهد إدخال الأسلحة النارية واستعمال الحراب كان25. 5في المئة ونزل معدلهم في الحروب التي وقعت بين سنتي 1745و1813 إلى 2. . 7 في المئة وهبط أيضاً في أحدى عشرة حرباً وقعت بين عامي 1845 و1863 إلى 45. 5في المئة زبين سنة 1816 و187. وهو عهد أوائل استعمال المدفع الذي يملأ من مؤخرته في 6حروب من حرب كنكراتز إلى سيدان نزل معدل الهلكى في الحرب ال11 في المئة ونزل أيضاً إلى 1. في المئة في سبع حروب من حرب سان جوان إلى موكدن أي من سنة 1898 إلى سنة 19. 5 أما هذه الحرب التي طالت وعرفت بشدتها بحيث لم يسبق لها مثيل في التاريخ فأنه يصعب تشبيهها بالحروب التي سبقت وكانت في وضع الإحصاء
بواكير الشعراء
نريد ببواكير الشعراء أوائل أقوالهم التي فتحت بها قرائحهم واقتطفت منها ثمار أفكارهم وهاك الآن بعض هذه البواكير التي نظمها قدماء الشعراء
قال الأصمعي: أن أول بيت نظمه النابغة الذبياني هو:
قزاها أن صاحبها بخيل ... يحاسب نفسه بكم اشتراها
وأول كلام نطق به هكطور في أليذة هوميروس اليوناني قوله:
فأجاب أخوه ذو المدد ... بالحق نطقت ولم تزد
لك قلب كالصخر الأجد ... وبصدرك نفس لم تمد
جهداً تزداد على جهد
كالأفؤس تنفذ في الخشب ... بذراعي قطاع الحطب
وشار الفلك المقتضب ... لقواه تضيق قوى القضب
بمجامع مصقول الحد
وقيل أن أول ما تكلم به عبد بني الحساس من الشعر أنهم أرسلوه رائداً وهو يقول:
أنعت غيثاًحسناً نباته ... كالبشي حوله بناته
فقالوا: شاعر والله. ثم نطق بالشعر بعد ذلك
وأول شعر قاله عدي بن زيد العبادي وكان أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى أنوشروان:
رب دار بأسفل الجزع من ... دومة أشهى إلي من جيرون
وندامى لايفرحون بما نالوا ... ولا يرهبون صرف المنون
وقدسقيت الشمول في دار بشر ... قهوة مرة بماء سخين
وأول شعر لأمرئ القيس وهو ابن عشر سنوات قوله:
ازود القوافي مني ذيادياً ... كذود غلام غوي جوادا فلما كثر وعنينه ... تخيّر منها جواداً جوادا
فأعزل مرجانها حانيا ... وأخذ من درها المستجاد
وأول ما فتحت به قريحة طرفة بن العبد البكري لما خرج مع عمه في سفر فنصب فخاً حتى إذا أراد الرحيل ارتجز:
يالك من قبّرةً بمغمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري ... قد رحل عنك الصياد فابشري
لابد يوماً أن تصادي فاصبري
وروى ابن الأثير: أن أول شعر قاله المهلهل بن ربيعة التغلبي قوله من قصيدة أصلها 18 بيتاً:
كنّا نغادر على العواتق أن ترى ... بالأمس خارجة من الأوطان
فخرجن حين ثوى كليب حراً ... مستيقنات بعد هوان
فترى الكواعب كالظباء عواطلاً ... إذ حان مصرعه من الأكفان
وأول ما تمثل لخاطر عبيد بن الأبرص قوله:
يابني الزينة ما غركمُ ... لكم الويل بسربال حجر
عيسى اسكندر المعلوف