مجلة المقتبس/العدد 54/التلغراف
مجلة المقتبس/العدد 54/التلغراف
سعى ركضاً رسول الكهرباء ... على أسلاكه فوق الهواء
جرى متدفقاً من دون صوت ... كما تجري الأشعة من ذكاء
وطار بأرضنا براً وبحراً ... كما طارت بروق في السماء
أصمٌ سامعٌ أقوال دان ... وأخرس ناطق بمراد ناء
جماد كاتب من غير كف ... حروفاً لسن من هذا الهجاء
به التلميح تصريح جلي ... به الإيحاز تطويل لراء
وليس يريبه حر وبرد ... فيجري في المصيف وفي الشتاء
يقابل ضغط إعصار ببر ... وتياراً يهيج موج ماءِ
تجاري في الضياء وفي الدياجي ... ليوصل ما يشاء بلا وناء
فيشبه في سكينته فؤاداً ... يمد الجسم من خير الغذاء
كذا أسلاكه تحكي عروقاً ... قد امتدت بجثمان الفضاء
وأعصاباً بهذا الإحساس يجري ... لأدمغة كجري الكهرباء
تسير بطيها الأنباء تحيي ... عوالم أرضنا سيل الدماء
فسبحان الذي أهدى عقولاً ... إلى كشف القناع عن الخفاء
عيسى اسكندر معلو