مجلة المقتبس/العدد 31/سير العلم والاجتماع
مجلة المقتبس/العدد 31/سير العلم والاجتماع
الجمعية الخيرية الإسلامية
أصدرت هذه الجمعية تقريرها عن سنه 1908 جاء فيه أن أملاكها بلغت 518 فداناً و18 قيراطاً و4 أسهم ودفعت كل ما كان باقياً عليها من ثمن أطيانها وبقي معها 7555 ج. م وبلغ ريع أطيانها 3539 ج. م وإيرادها من أوقافها 509 ج، م وخصص لها في السنة ألف جنيه من الأوقاف الخيرية إعانة وعدد مدارسها في القطر المصري ثماتن فيها 1338 تلميذاً منهم 648 يتعلمون بالمجان وصرفت على مدارسها 6744 ج. م وستنشئ مدرسة لتعليم الفقيرات الخدمة المنزلية وتربيهن التربية الأدبية للخدمة في بيوت الأغنياء ووزعت في السنة الماضية 945 ج. م إعانات وعدد أعضائها الآن 546 عضواً والمساعدين 122 وبلغ إيرادها من احتفالها السنوي 2448 وما تبرع به المحسنون 5970.
وقف خيري
وقف أحمد مظلوم باشا ناظر المالية المصرية وقرينته 1750 فداناً من أجود أطيانهما وقصرهما برمل الإسكندرية على ذوي قرباهما ومن بعدهم إلى جمعية العروة الوثقى لتصرف ريعه في شؤون التربية وخصصا للجمعية حصة يقدر ريعها بألف جنيه سنوياً تتناولهما وبعدهما.
مدرسة الفنونالجميلة
فتحت مدرسة للفنون الجميلة التي أنشأها في القاهرة من ماله الأمير يوسف كمال لتعليم التصوير والنقش وهي تسع ثلثمائة طالب وطالبة وقد دخل هذا القدر منهم لتعلم هذهالفنون التي هي بنت الحضارة والارتقاء.
ورق من تراب النفط
يصنعون الآن في ضواحي كاباك من أعمال ولاية مشيغان في الولايات المتحدة نوعاً من الورق بحيث لا تمضي ساعتان على وضع المادة المؤلف من هذا الورق حتى يخرج ورقاً للصر أرقى من الورق المصنوع من الخشب وأل منه كلفة وهو لا ينفذ ولا يرشح ويصلح لوضع الفراء والأصواف فيقيها العث وغيره من الحشرات وقد أخذوا يصنعون منه علباً ومقويات يتطلبها باعة الفرو والثياب ولكن لونه أزرق وهم يحاولون أن يجعلوا منه نوعاً أبيض.
معدن جديد
اكتشف أحد الفرنسيس معدناً جديداً اسمه البلانشييت وهو مركب من حامض الصوان ومادة أخرى نحاسية أزرق اللون وهو موجود في بلاد الكونغو.
اساقفة الكثلكة
يبلغ عدد الكرادلة الكاثوليك الآن 561 كردينالاً منهم 36 إيطالياً هذا مع أن إيطاليا ليس فيها سوى 30 مليوناً ممن ينتحلون الكثلكة من مجموع 230 مليوناً من الكاثوليك في العالم وللكثلكة 605 أساقفة من الأوروبيين منهم 258 إيطالياً على حين ليس من كاثوليك ألمانيا وفيها 22 مليوناً منهم سوى 25 أسقفاً.
ثروة روسيا
أحصى أحد المدققين ما دخل على روسيا من المال وما خرج منها في خلال السنة الماضية فكان مجموع ما دخل عليها من أموال القروض وغيرها من الواردات غير المقررة عشرة مليارات ومائتين وأربعة ملايين روبل صرفت مشرة مليارات وأربعمائة وخمسة عشر مليوناً. وتبلغ ديونها تسعة مليارات وثمانمائة مليون روبل أي 26 مليار فرنك أنفقتها في ثلاثة فروع منها أربعة مليارات وستمائة مليون في سبيل الحروب الخارجية وأصاب الحرب اليابانية منها مليارين ومنها ثلاثة مليارات على إنشاء الخطوط الحديدية وابتياع بعض ما في بلادها منها وأسلفت المصارف العقارية للأشراف والفلاحين 1225 مليون روبل كما أعطت مليارين ثمن أراضي في سيبيريا إلى أصحابها المستعبدين وفي بلاد روسيا 44 الف كيلومتر من السكك الحديدية ريعها السنوي 65 مليون روبل وتعطي 2. 12 في المئة من أصل المبلغ المستقرض لإنشائها والباقي تدفعه الخزينة وتزيد واردات سككها حيناً عن آخر بزيادة سكانها وكثرة تنقلاتهم وجودة المستغلات. وتبلغ مساحة أراضيها الزراعية في أوروبا 430 مليون هكتار منها 165 مليون للحكومة والمدن والإقطاعات وغيرها والأراضي في روسيا كثيرة والناس لا يشكون من قلتها بل من قلة توفر بعض الفلاحين على حسن الانتفاع بها. والفلاح الروسي أغنى فلاحي العالم بكثرة ما يملك من الأراضي وأقلهم ثروة.
تربية الجنسين
مضت الشهر الأخيرة والنزاع على أشده في الولايات المتحدة بين المعلمين والمعلمات للبحث عما إذا كان الإنصاف يقضي بأن ينال المعلمات من المشاهرات بقدر ما يقبض المعلمون. ومعلوم أن الولايات المتحدة تصرف القسم الأعظم من واردات بلدياتها على التعليم. فقد كان سكان مدينة نيويورك سنة 1900، 3437202 وميزانيتها 118740596 ريالاً تنفق منها على المدارس 19731629 والباقي على الدين العام والشرطة ورجال المطافئ والمستشفيات والملاجئ الخيرية وغيرها هذا ما عدا الخمسة ملايين ونصف ريال التي أنفقتها تلك السنة على إنشاء مدارس جديدة وكانت ميزانية فيلادلفيا في تلك السنة 34605948 وعدد سكانها 1293697 أنفقت منها 4186000 على المدارس وكان سكان بوسطون في تلك السنة 580893 وميزانيتها عشرين مليون ريال خصصت منها ثلاثة ملايين للمدارس وعلى هذا فتنفق نيويورك التي ثار فيها النزاع بين المعلمين والمعلمات أكثر من جميع الولايات على المعارف فهي تصرف واحداً من ستة من وراداتها وبوسطون واحداً من سبعة وفيلالفيا واحداً من ثمانية.
ثم أن عدد المعلمات في أميركا أكثر من عدد المعلمين وما زال عددهن آخذاً بالازدياد أكثر فقد كان عدد المعلمين في الولايات المتحدة سنة 1870، 77529 معلماً وعدد المعلمات 122986 فأصبح المعلمون في سنة 1904، 113744 والمعلمات 341498 وعدد المعلمين إن لم يكن في نقص فهو لا ينمو على العكس من عدد المعلمات فقد كان عددهن منذ ثلاث سنين يربي على عدد المعلمين ثلاثة أضعاف.
قامت إنثا عشر ألف معلمة في نيويورك يطالبن بحقوقهن قائلات: إذا تساوى العمل وجب أن تتساوى أجرته فليس من العدل أن يعمل النساء في هذا المعنى كالرجال ولا ينلن من الأجور إلا ثلث ما ينال الرجل وإذا قدر لهن أن بلغن إحداهن الدرجة الأولى تقبض 2500 دولار على حين يقبض الرجل 3000 فاضطرت حكومة نيويورك إلى أن يجيبهن إلى مطالبهن وزادت ثلاثة ملايين دولار على ميزانية معارفها وكانت عشرين مليون دولار في نيويورك وحده كما تقدن وقد تلكأ مجلس الأمة أولاً على الموافقة على هذه الزيادة للمعلمات ورأى رفضه من الحكمة مخافة أن يتدرج ذلك إلى الأعمال الأخرى التي تشارك فيها المرأة الرجل في تلك الديار ويقوم النساء يطالبن بزيادة فيختل نظام البلاد الاقتصادي غلا أنه لم يسعه بعد الإقرار على زيادة ميزانية المعارف إلا أن يأخذ الرجال والنساء بحظ منها على السواء.
كتب مفوض الولايات المتحدة في الإشراف على العمل والعمال سنة 1896 تقريراً على 1069 مركزاً في ثلاثين ولاية من ولايات أميركا جاء فيه أن النساء يربحن في المغاسل أقل من 23 في المئة من الرجال مع أنهن يعملن عملاً واحداً وأن النساء يقبضن 24 في المئة أقل من الرجال في المطاعم و28 في المئة في معامل الأحذية و46 في صنع العلب و61 من صنع الفرش والأثاث وفي معامل السكاكين 116 في المئة والورق 117 ومثلها في المخازن والمكاتب وفي مكاتب الضمان 29 في المئة وفي مكاتب الوكالات عن أدوات الخياطة 66 في المئة. ولئن كانت الولايات المتحدة تزيد ميزانيتها في المعارف سنة عن سنة فإن هذه الزيادة تصرف في الغالب في بناء مدارس فخيمة وابتياع أدوات فاخرة فقد بلغ ما صرفته الحكومة هناك على المصارف سنة 18903، 7105999190 ريالاً ولم يأخذ المدرسون والمدرسات سوى نحو 36 مليون دولار. وتبين بالإحصاء أن إقبال الرجال على التعليم قل بعد حرب أميركا مع إسبانيا ولم يعد يتمحض للتعليم إلا من شغفوا به ورغبت النفوس عن اتخاذه حرفة للارتزاق بها وذلك لأن المتعلم من الطراز الأول كألئك الأساتذة قد يربح أضعاف ما يتناول من التدريس إذا انصرف للأعمال الحرة. وقلق رجال العلم في أميركا من دوام إقبال النساء على التعليم وانصراف وجوه الرجال عنه وقالوا بأنه سيجيء زمن ينحصر التعليم في أميركا بأيدي النساء وقال رؤساء الكليات ومديرو المدارس ونظارها أن تدريس الرجال أرقى من تعليم النساء. وأثبتوا أن من الضروريات في التعليم البيان والنظام وأن صبر المرأة ووجدانها وإدراكها ربما كانت أرقى من طبيعة الطفل المتعلم ولكن كل هذه الصفات لا تجبر النقص المحسوس في أسلوبها في التعليم وذلك لأن ضعفها المحسوس عن التفصيل يزيد هذا النقص استحكاماًُ ويجيء ضغثاً على إبالة فيما يتجلى في دروسها من الإبهام.
تقوم المدرسات في المدارس الابتدائية بأعمالهن خير قيام لما أن الموضوع واضح في ذاته وما هو إلا حروف وأرقام ولكن إذا عهد إليهن تدريس النحو يوردن القاعدة وشواذها ويضعفن عن التبيان وتخونهن أساليب التفهيم وبيان الروابط بين الموضوعات وقد ظهر أن الفتيات يفضلن الأخذ عن المعلمين إذا أردن تعليماً سليماً بسيطاً والفتيان لا يؤثرون التخرج بالمعلمات وغذا كانت الكتب المدرسية واضحة الأسلوب لا يقتضي لها إلا تقرأها المعلمة فتقوم قراءتها مقام الشرح والعبارات المنطقية. ولكن كتب التدريس في أميركا إذا قوبل بينها وبين أمثالها في ألمانيا وفرنسا يتبين أنها أحط بكثير.
ولا يجب أن يؤخذ من هذا بأن الواجب إيصاد أبواب التعليم في وجوه النساء فإن المرأة يحق لها أن تعيش كالرجل. ولكن ظهر أن النساء في البلاد الإنكليزية السكسونية حيث صحت عزائمهن على منافسة الرجل لا يصلن إلى المناصب السامية إلا نادراً وهذا مما يثبت ما هن عليه من الانحطاط العقلي. وإنا نرى المرأة تنجح أحياناً أكثر من الرجل في الأعمال التي يكون الدافع غليها الغرام والهوى أكثر من إعمال الفكر والقوى كأن يكون منهن ممثلات ومغنيات يفقن الممثلين والمغنين ومنذ استولين على هذين الفرعين في أميركا وإنكلترا أنزلن درجة فن الأدب فيهما وسبب نجاحهن بل تفردهن بهذين الفرعين ناشئ في الأغلب من درجة مالية وذلك لرضاهن بالقليل من المال على ما هو العكس في الرجال. ومستحق ألمانيا وإنكلترا وأميركا في هذا الشأن فيكون نساؤها قابضات على أزمة التمثيل والغناء فيها بعد قليل من الزمن. والعلوم التي تبرز فيها النساء حقيقة على صورة مدهشة هي الرياضيات لأن موضوعها يعصمهن من الغلط وتدقيقهن فيها ناشئ من نفس الموضوع لا من قوة عقل المرأة.
وحري بالرجال في الشؤون العقلية على الأقل أن لا يحرموا من حقوقهن ولا دليل ينهض على هذه القضية أكثر من أن الأميركي فإنه لم يأت بشيء خارق للعادة حتى الآن في عالم العلم وذلك لأن المرأة تعده للسير في هذا السبيل قبل دخوله الكليات. وليس النساء مسئولات عن الميل في إهمال التهذيب المنظم للذاكرة ولكنهن لم يخلقن على ما نرى ليعلمن الولد طريقة صالحة في تصحيح الأفكار أما من حيث الأخلاق فإن تعليم النساء للرجل ليس طالع خير فمنذ سنين ذهب بضع مئات من الأساتذة والمعلمين الإنكليز إلى أميركا على نفقة المستر موسلي أحد أغنياء الإنكليز للبحث عن طريقة التربية في الولايات المتحدة ومما لاحظوه ملاحظة خاصة في تقريرهم تأثير التربية التي تربيها النساء الرجال وأثرها المدهش في المجتمع الأميركي ونعني بهذا التأثير قلة أخلاق الرجولية فيه وما كانت ملاحظة تلك اللجنة هي الأولى من نوعها بل أن غير الأميركيين كثيراً ما كانوا يدهشون مما يبدو لأنظارهم من هذا القبيل.
رجال الأميركان يعنون من وراء الغاية في المحافظة على الست وثلاثين ألف قاعدة في مصطلحات المدنية الاجتماعية فيبالغون في التأنق بلباسهم مبالغة مفرطة ويدققون كل التدقيق في القيام بأقل ما تقتضيه سنة الأزياء ويرققون ألفاظهم ترقيقاً يقربها أبداً من التكلف ولا ينسب ذلك غلا لتسليم مقاليد التربية للمرأة. ولو استطاع المرء أن يكون تاماً في هذا المعنى لما كان ذلك بأس بل قد يحدث كثيراً أن المبالغة في التزيي والمنافسة في الحصول على صفات الظرف الذي لم تجعله الطبيعة من خصائص الرجل تعبث بمروءته ولكن إذا كانت أخلاقه من المتانة بحيث لا تفسد رجوليتها لا تلبث الرجولية أن تزيد فيه مستقلة عن كل تأثير من تأثيرات الحضارة ولا يكون تكلف الظرف واللطف إلا ظواهر خداعة ويبعد عن درك علاقة التمدن والتجمل في الحياة الاجتماعية بحياة الأعمال. وقد أدرك بعض الأميركان نتيجة هذه التربية النسائية وسجلوا شيئاً من سيئاتها متى جاوزت حد القراءة والكتابة والحساب.
ومن سوء أثر هذه التربية في الأميركان أن الرجل يرى نفسه أحط من المرأة مهما تصنع لها ويرى من كرمها أن تعطف عليه وهكذا حتى أصبح المجتمع الأميركي أنثوياً فيه من ضروب التكلف والغرابة أشكال وألوان.
انتهى ملخصاً من مقالة لأحد علماء فرنسا.