انتقل إلى المحتوى

مجلة المقتبس/العدد 16/أمريكا الشمالية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 16/أمريكا الشمالية

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 5 - 1907



موقعها الجغرافي_تشغل أمريكا الشمالية القسم الشمالي من القارة الغربية وتحتوي على نحو سدس اليابسة من الكرة الأرضية وهي تقريباً مثلثة الشكل وشواطئها البحرية مسننة لعمق خلجانها.

سطحها_أن القسم الغربي من سطحها مرتفعات واسعة تخترقها سلسلة جبال عالية وهي تمتد بلسان طويل من برزخ تانتيبك إلى آخر إلى آخر شمالي غربي القارة.

مساحتها_مساحتها 9، 349، 741ميلا مربعاً وهي أكثر بقليل عن نصف مساحة قارة_أكبر قارة في العالم_وتبلغ زهاء ثلثي قارة أفريقية مساحة وأكبر من قارة أوروبا مرتين. وطولها نحو 5500 ميل وعرضها نحو 4500 ميل وهي ثالثة القارات اتساعاً.

جبالها_أعلى جبالها سانت ايلياس. وعلوه 18، 010 أقدام. وجبل أوريزابا وعلوه 8314 قدماً. وهذان الجبلان من سلسلة جبال كورديلراس. وهما ثانياً جبال الدنيا يعلوهما. فجبل حملايا في قارة آسيا يعلو عن سطح البحر 27000 قدم وهو أعلى جبال الدنيا وجبال القوقاس في أوروبا تعلو عن سطح البحر 178000 قدم وهي خامس جبال الدنيا بالعلو. أما الجبال الصخرية في أمريكا الشمالية فتخترق البلاد من البحر الشمالي من جنوب تخوم الأسكا إلى الجهة الجنوبية من أمريكا الجنوبية.

أنهارها_أشهر أنهار أمريكا الشمالية مسيسبي. ولورانس. ومكنكني. وهي أهم سائر شرقي الجبال الصخرية ويوكون وكوليدو. وكولومبيا ثلاثة أنهر مصدرها تلك الجبال وهي تصب في الأوقيانس الباسيفيكي. ومسيسبي من الأنهر التي تسير فيها السفن ومصدره في شمالي البلاد ومصبه في بحر المكسيك وهو أسرع أنهار التي أمريكا ويصب فيه نهر أوهايو ونهر ميسوري ونهر أركانسس. ونسبة نهر مسيسبي في أمريكا الشمالية إلى سائر أنهرها كنسبة نهر أمازون إلى سائر أنهار الدنيا من حيث العظم والكبر والطول.

ونهر الأمازون أعظم أنهار الدنيا في برازيل في قارة أميركا الجنوبية ومساحته 268100 ميل وهو ثاني أنهار الدنيا طولاً. فنهر يانيسي في سيبيريا أطول أنهار الدنيا طوله 3688 ميلاً وطول أمازون 3596

بحيراتها_عدد بحيرات أمريكا الشمالية عشر أشهرها وأعظمها خمس بحيرات هي سوبيرير ومشيغن. وهورن. واري. وأونتاريو ومن هذه البحيرة يخرج نهر سانت لورانس السابق الذكر

هواؤها_أعظم قسم من أمريكا الشمالية هو في المنطقة المعتدلة. وفي هذا القسم صحاري وحراج واسعة وقسم صغير منها في المنطقة المتجمدة حيث لا تعيش النباتات والمغروسات أو حيث تكون الأنجم والطحلب هي النباتات الرئيسية. وعلى الجملة فإن شمالي أمريكا الشمالية باردة كثيراً وهواؤها بارد معتدل في أقاليمها المتوسطة وحار في جنوبها حيث تجود الأشجار وتكثر البقول.

أمطارها_تهطل الأمطار تهطالاً كثيراً على الأقاليم غربي شمالي كولومبيا وعلى الأراضي الواطئة المحيطة بخليج المكسيك وبحر كريب وقلما تمطر في سلسلة جبال كورديلراس وفي الأقاليم الواقعة غربي المكسيك. أما سائر أقاليم هذه القارة فمطرها معتدل وكثيراً ما تمطر في فصل الصيف كما تمطر في فصل الشتاء.

أراضيها_أراضي أمريكا الشمالية جيدة جداً وفيها سهول واسعة وهي مخصبة. وقد بقيت قروناً عديدة قبل اكتشافها فصارت اليوم بهمة الجالية الأوروبية تدر على البلاد أخلاف الثروة واليسار وهي التي يصح القول فيها أنها أرض الميعاد التي تفيض لبناً وعسلاً.

حأصلاتها_البر والشعير والذرة والأنس والبطاطا والعنب والمشمش والدراق والخوخ والتين والموز والسكر والتفاح الذي لا نظير له في الدنيا بحجمه وجودته. والأرز والقطن والشاي وأكثر أنواع البقول.

حيواناتها_أكبر حيواناتها المفترسة النمر المخطط والدب والأغبر والدب الأسود والجاموس البري والغزال ودب القطب الشمالي والخيل والبقر والخنزير والغنم والمأعز والكلب والهر وغيرها وتبلغ الحيوانات التي لا توجد في بلاد سواها نحو ثمانين نوعاً وعدد الطيور فيها 362 نوعاً.

أما الوحوش البرية التي كانت تأوي الغابات والحراج فقد أنقرض أكثرها. وأصدرت حكومات الولايات الأوامر بانقراضها وعمر الأوروبيون المهاجرون معظم تلك الأرجاء.

معادنها_الذهب والفضة والفحم والقصدير والرصاص والماس والزمرد واللؤلؤ والمغناطيس. وهذه المعادن توجد بكثرة فيها وأمريكا الشمالية أغنى قارة في العالم بالمعادن ومعادنها الذهبية توجد بكثرة في كليفرنيا وهو الأقليم الذي يشبه الأقليم السوري في القارة الآسيوية من وجوه.

أقسامها_تقسم أمريكا الشمالية إلى ثمانية أقسام هي الولايات المتحدة والمكسيك التي استقلت تحت الحكم الجمهوري سنة 1824 وأمريكا المتوسطة وجزائر الهند الغربية وكرنيلاند وألاسكا ونيوفوندلاند. وتحكم سبعة أقسام منها الولايات المتحدة. أما كندا فتحكمها الدولة الإنكليزية.

حدودها_يحدها شمالاً الأوقيانوس المتجمد الشمالي وشرقاً الأقيانوس الأتلانتكي وجنوباً بحر كريب وبرزخ درايان والأقيانوس الباسيفيكي وغرباً الأقيانوس الأتلانتكي وغرباً الأقيانوس الشمالي المتجمد والأقيانوس الأتلانتكي والأقيانوس الباسيفيكي.

أنواع البشر القاطنة في هذه القارة_يقطن هذه القارة خمسة أنواع من البشر هي النوع القوقاسي وأصله من إنكلترا وجرمانيا وفرنسا واسبانيا وفرنسا وسائر ممالك أوروبا. والنوع الحبشي وأصله من قارة أفريقيا الجنوبية وهو يكثر في جنوبي الولايات المتحدة. والنوع المغولي وأصله من الأسكيميين وهم جيل من الناس يقيمون في بعض جهات الشمال من القارة والصينيون أتوا من الشرق الأقصى في آسيا وهم مقيمون غالباً في غربي البلاد في ولاية كليفرنا. والنوع المعروف بهنود أمريكا_سكانها الأصليين الذين كتبنا عنهم نبذة تقدمت هذه

أديانها_نشأت أديان عديدة للإنسأن في كل جيل وبلاد قطنها الإنسان وعمرها فمن البشر من عبد الشمس والقمر والنجوم والسيارات والأصنام وبعض أنواع الحيوانات. ومنهم من عبد الله جل جلاله. ومنهم من جعلوا أفراداً ممتازين ببعض المواهب العقلية آلهة فسجدوا لهم وعبدوهم. وقد قام الملأحدة ويقومون في كل زمن وقطر ومصر.

وتاريخ أديأن الجنس البشري متفاوت فتاريخ دين اليهود يرجع إلى أربعة آلاف سنة في أيام إبرأهيمالخليل في غربي قارة آسيا وهم يؤمنون بالسيد عيسى وإنجيله. وتاريخ دين النصارى إلى نحو خمسة آلاف سنة. وكان هؤلاء يعبدون بعض الحيوانات والصور والنقوش التي توهموا أنها كانت مقدسة. وتاريخ أهل الهند يرد إلى أكثر من أربعة آلاف سنة وكان الهنود ولا يزال أكثرهم يعبدون بزهم وفريق منهم يعبدون بوذاً. وتاريخ بوذا يرجع إلى نحو 2500 سنة. ويرد تاريخ الإسلام إلى أكثر من ألف وثلاثمائة سنة.

وما يقال في أديان سكان البلاد والقارات التي أشرنا إليها يقال في أديان قارة أمريكا الشمالية. فإن عبده الأوثان وهم في وكرنيلاند في شمالي البلاد وكلهم من الأسكيميين وعبدة الشمس والقمر وبعض الحيوانات وهم معظم هنود أمريكا. وفي هذه القارة البوذي والبرهمي والكافر والمؤمن والمحمدي والدرزي واليهودي والنصراني. والديانة العامة في هذه القارة هي الديانة المسيحية.

أما أديان أمريكا الشمالية فترجع إلى تاريخ أمريكا المجهول وتاريخ أديان سائر القطان وإذا اعتبرنا تاريخ أديانها منذ اكتشافها فيكون أربعمائة وأربع عشرة سنة. تنوعت المذاهب وتعددت المشارب في هذه البلاد ومع ذلك فليس للتعصب أثر فيها. فالحرية مباحة لكل دين من الأديان وأن المهاجرين السوريين ليأتونها من بقعة عريقة في التعصب إلى بقعة حديثة بالتساهل وقد حمل فريق منهم التعصب معهم إلى هذه القارة وأخذ هذا الفريق يتاجر بالأديأن فكانت ثمرات التعصب وتلك التجارة إهراق الدماء وخسارة المال وإهانة الاسم والسمعة.

الولايات المتحدة - أوماها نبراسكا

يوسف جرجس زخم