مجلة المقتبس/العدد 11/سير العلم
مجلة المقتبس/العدد 11/سير العلم
مالية القطر المصري
نشرت الحكومة المصرية ميزانيتها الجديدة عن سنة 1907 المقبلة فكانت الإيرادات 14. 740. 000 جنيه مصري والمصروفات العادية والخصوصية 14. 240. 000 ج. م ومما جاء فيها أن القطر المصري بلاد زراعية محضة تابعة لأحوال النيل والنيل نفسه تابع للأحوال الجوية التي لا يمكن معرفتها قبل وقوعها ثم أن أسعار محصولات القطر المهمة تتوقف على الأخذ والعطاء في أسواق العالم وأن حاجة مصر ماسة أبداً إلى صرف مبالغ عظيمة على المشاريع ذات الإيراد كالري والسكك الحديد وأعمال المواني ففي كل البلاد الأخرى تقوم الحكومة بهذه المصاريف بقروض تعقدها ولكن هذه الطريقة تصادف صعوبات كبيرة إذا أريد اتباعها في القطر المصري بالنظر إلى الأحوال الخصوصية الموجودة فيها هذه البلاد. ولقد تم بناء خزان أسوان بمبلغ جسيم جداً ورغم هذه الصعوبات لم يتيسر صرف أموال أخرى على المشاريع المفيدة إلا بتكوين مال احتياطي جمع بصعوبة من سنة إلى أخرى من زيادة الإيرادات عن المصروفات ومع أن مقدار هذا المال يبلغ اسماً نحو تسعة ملايين ج. م في الوقت الحاضر إلا أن معظمه مخصص لأعمال ضرورية سيتم إجراؤها في السنين المقبلة.
وكان الوارد من البضائع سنة 1906_23. 700. 000 ج. م ومن النقود 8. 200. 000 ج. م والصادر في نفس هذه السنة 23. 800. 000 ج. م من البضائع و2. 100. 000 ج. م من النقود وكان الوارد سنة 1900_14. 112. 370 ج. م من البضائع و4. 114. 612 من النقود والصادر من البضائع 17. 12. 370 ج. م ومن النقود 2. 602. 790 ج. م ولجودة محصول القطن زادت قيمة الواردات هذه السنة بمعدل 10 في المائة تقريباً عن واردات سنة 1905 وكان لجميع فروع تجارة الوارد تقريباً نصيب من هذا التقدم الحسن ولكن التقدم الأهم كان في نوع المعادن والآلات وكان ارتفاع أسعار الأقطان مع زيادة المحصول سبباً في ربح القطر خمسة أو ستة ملايين زيادة عن السنة السالفة. وكان موسم القطن سنة 1906_67. 500. 000 قنطار على حين كان سنة 1897_6. 543. 128 على وجه التقريب.
وقدرت مصروفات نظارة المعارف العمومية لسنة 1907_457. 351 ج. م منهم المصروفات الاعتيادية 374. 000 ج. م يقابلها 169. 300 ج. م سنة 1906 فتكون الزيادة الظاهرية 204700 ج. م منها 160. 000 ج. م ناشئة عن درج مصروفات المدارس الأهلية والكتاتيب لأول مرة في ميزانية المعارف و11200 ج. م ناشئة عن إلحاق (الورش) الصناعية بنظارة المعارف فتكون الزيادة الحقيقية 32. 500 ومنحت نظارة المعارف اعتمادات خصوصية بمبلغ 83. 350 ج. م لإتمام إنشاء بعض المدارس في العاصمة وبعض مدن الأقاليم وتقرر من سنة 1907 فصاعداً أن تضاف جميع إيرادات المعارف العمومية إلى إيرادات الحكومة العمومية وتقوم الحكومة في نظير ذلك بجميع مصروفات المدارس. والكتاتيب الموضوعة تحت مراقبتها. وبقي الخراج الذي يدفع للدولة العليا وقدره 665041 ج. م كما كان عليه وكذلك الإعانة السنوية التي تصرف للسودان وقدرها 379. 763 ج. م وقد بقي من المال الاحتياطي الذي تحت تصرف الحكومة 10. 800. 000 ج. م.
هجرة الأوربيين
ألف المسيو ريني كونار من علماء فرنسا كتاباً في الهجرة عند الأوربيين في القرن التاسع عشر بحث فيه فيما إذا كانت الهجرة دليل صحة الأمة أو سقمها ومما استنتجه أن الأقطار التي يخفق عليها العلم البريطاني لا تبقى كلها على شكل واحد إرثاً لإنكلترا أو أبنائها إن لم يكن من الوجهة السياسية فمن الوجهة الاستعمارية. ذلك لأن عدد المواليد يقل في الجنس الإنكليزي السكسوني ولأن سائر الأمم الأوربية أخذت ترغب في الهجرة كثيراً وتنازع هذا الجنس فيها. . قال إن هجرة الألمان خفت عن ذي قبل وأن التولد قل في ألمانيا أو أوشك أن يقل وأنها ستصبح بعد أن كانت بلاداً زراعية زمناً طويلاً يتناسل أبناؤها كثيراً ويكثرون من المهاجرة بلاداً كثيفة السكان ضعيفة الهجرة وإن إيطاليا وهي فقيرة بما لها غنية بكثرة مواليدها سيكون لها فضل التقدم على جميع الأمم الأوربية بكثرة النازحين منها والمتولدين فيها فتؤسس لذلك ممالك ومستعمرات وتحكمها ولكن بدون أن يخفق عليها العلم الإيطالي.
الخطوط الحديدية تحت الأرض رأت حكومة نيويورك أن تؤلف لجنة للبحث في تركيب الهواء في الأنفاق التي تسير فيها الخطوط الحديدية تحت الأرض وتنظر في درجة الحرارة والرطوبة والروائح المنبعثة منها والجراثيم الخاصة بها لأنه ثبت أنه ينال بعض الركاب أخطار صحية من السير تحت الأرض وقد تبين لهذه اللجنة أن الحرارة مرتفعة تحت الأرض أكثر من سطحها وربما كانت فاحشة الارتفاع وأن ما يتخلل تلك الأنفاق من الهواء بواسطة الدهاليز والأدراج لا يكفي لدفع الأخطار ويضر بصحة الركاب وأنه من اللازم إقامة منافذ للهواء تحت الأرض ليتخللها بواسطة آلات تستعمل للتروح وقد عددت مضار الأنفاق وعللتها ورأت أن تطهر الخطوط وما يحيط بها في الأنفاق وأن تزال منها كل مادة تلقى فيها ويرفع منها الغبار وأن يغمس بالملاط جزءٌ عظيم منها إن أمكن.
مقاومة البعوض
هجمت جيوش البعوض على جزيرة ستاتين ايلاد على مقربة من نيويورك فأذاقت السكان أنواع العذاب والأمراض وبعد أن نظر رجال الصحة في الأمر رأوا أنه متولد من بطائح كثيرة كانت هناك فأخذوا في تجفيفها وشرعت الحكومة تنفق عليها فخفت وطأته ثم حذت هذا الحذو كثير من ولايات أمريكا الشمالية فأسفر تجفيف البطائح وردمها عن نتائج حسنة قال الدكتور دوتي إذا توفرت جميع الولايات المتحدة على مثل هذا العمل يصبح البعوض لا أثر له في أميركا إلا إذا ورد في بعض الكتب على سبيل الحكاية والرواية.
العصر الجليدي
تخوفت بعض الصحف العلمية مما يؤكده بعضهم من أن العصر الجليدي قد آن وقته بحيث تصبح بعض البقاع الصالحة الآن لسكنى البشر غير صالحة لذلك دفعة واحدة. إذ ثبت في النصف الأول من القرن التاسع عشر أن أصقاعاً من الأرض كان ينحسر الثلج عنها مدة من السنة فأصبحت اليوم في نفس تلك المدة تعمم بالثلج من يناير إلى ديسمبر ويعلو بضعة أقدام فغدت المناطق الباردة تتقدم وتضم إليها أرضاً من المناطق الحارة فما هو إلا بضعة قرون حتى ينقص سطح الأرض الصالحة لسكنى البشر فيقضي على الولايات المتحدة أن تجد لها ملجأً في أمريكا الجنوبية كما يقضي مثل ذلك على كثير من الممالك الباردة. وقد ادعى العلماء القائلون بذلك أن دعواهم مبنية على حسابات مدققة لا مرية فيها.
تطبيب النباتات
أسسوا في ظاهر مدينة واشنطن مستشفى لمداواة الأشجار وتخليصها مما يطرأ عليها من الأدواء والعاهات مثل الكرمة والبطاطا والدردار والصفصاف والزهور كالقرنفل ونحوه. ذلك لأن عند القوم مستشفيات للإنسان والحيوان فليس من الإنصاف أن يحرم النبات من مستشفيات أيضاً وسيعنى القائمون بأمر المستشفى الجديد بدراسة أحسن طرق الوقاية وأنفع الأدوية في هذا الباب. ورجال العلم يعلقون على ما سيجري فيه من التجارب آمالاً كبيرة.
اكتشاف مدينة
ابتاع المسيو وهيتاكر نزيل جزيرة صقلية جزيرة سان بانتاليون وهي موضع مدينة فينيقية قديمة غابت عن الأنظار منذ إعصار ولم يعد يظهر منها غير رؤوس أبراجها وقد بدءوا يحفرونها وعلماء الآثار تتلمظ شفاههم مذ الآن ويؤكدون أنهم سيعثرون فيها على عاديات نافعة لهم.
التصوير عن بعد
أثبت المسيو كورن أنه وفق إلى أخذ الصور الشمسية عن بعد وذلك عقيب أن صرف أربع سنين في البحث عن ذلك فاخترع آلات تنقل في عشرين دقيقة إلى أي مسافة كانت زجاجة الصورة الشمسية بواسطة الأسلاك البرقية والتلفونية.
الجنون والعمل
رأى أحد علماء الروس أن أحسن طريقة للتخلص من الجنون إذا وجد في أحد من الأسرة فكان في المرء استعداد له أن يعمد إلى العمل ولا ينقطع عنه بتة وبذلك يحفظ صحته ولا يأخذه قانون الوراثة فيصاب بما أصيب به أحد آبائه أو أمهاته قال أن من عادتهم البطالة لا يصابون بالجنون بل أن الجنون يعرو العقول إذا كان أربابها يألفون البطالة فينمو بذلك فيهم كسل القوى ويكون منه الجنون لا محالة.
الأسلاك البحرية
بلغ طول الأسلاك البحرية في العالم أجمع 45 ألف كيلو متر منها ستون في المائة لإنكلترا و18 في المائة للولايات المتحدة وتسعة في المائة لفرنسا وستة ونصف في المائة لألمانيا وما زالت تكثر هذه الأسلاك كما تكثر الخطوط البرقية.
الجامعات
تكلم أحد علماء الأمريكان على الجامعات في الأرض مثل الجامعة الأمريكية والجرمانية والجامعة السلافية والجامعة الإسلامية والجامعة البوذية والجامعة اليونانية وغيرها ونظر في كل جامعة على حدتها ودل على طريقة قيامها وانتقدها وأشار إلى ما ترمي إليه وإلى إمكان نجاحها وقال أن الجامعة بين أمة هي كالشجرة تنبت فيها على الدوام أغصان جديدة فلا يبعد بعد هذا إذا قامت جامعة لاتينية وجامعة مسيحية وجامعة أوربية.
نبات يتنبأ
مازال علم الطوارئ الجوية قاصراً عن الإحاطة بتقلباتها على كثرة ما أحدث من المراصد في أنحاء العالم. فمن المتعذر اليوم أن نقول متى تطرأ وكيف تطرأ الظواهر الفلانية على أرضنا ولا يمكن معرفتها قبل وقوعها. وقد اكتشف عرضاً أحد علماء الأحداث الجوية في النمسا المسيو نوفاك اكتشافاً مهماً ينحل به هذا الإشكال بعض الحل. ذلك أنه بينا كان منذ عشرين سنة يسيح في الهند الغربية وقع نظره على الشجرة المعروفة عند علماء النبات باسم التي تنبت في مصر وغابون من إفريقيا وغيرها من البلاد الحارة وهي شجرة دقيقة الساق صغيرة الأوراق الوردية أو البيضاء. فشاهد أوراق هذا النبات تذبل في بعض الساعات ثم تعود إلى حالتها السابقة. والغريب أن هذه الظاهرة لم تنشأ من تبدل النور ولا من رطوبة الهواء بل أنها دلت على وقوع عاصفة شديدة وقعت بعد ثلاثة أيام. فأخذ العالم المشار إليه منذ ذاك يجرب هذا النبات في عدة حائق وأصقاع ولاسيما في كيف فرأى أن وريقاتها تنخفض إذا ارتفع ميزان الحرارة وتعود فتنتصب متى نزل وإن حركات هذا النبات إذا نظر إليها نظراً بليغاً تدل على قوة الأحداث الجوية وطبيعتها ودقتها واتجاهها قبل حدوث شيءٍ من ذلك بيومين أو ثلاثة في محيط يختلف من 75 إلى 100 كيلو متر وربما تنبأت بالمطر عن بعد ثلاثة آلاف كيلو متر. ويعرف من حركات أضلاع وريقاتها وتغير شكلها فيما إذا كان سيحدث زلزال أرضي أو انفجار بركاني أو انفجار مواد مدمرة في المناجم قبل وقوعها بأربع وعشرين ساعة إلى بعد سبعة آلاف كيلو متر فإذا اتخذت برلين مثلاً مقراً لرصد الأحداث الجوية والطوارئ الأرضية يتيسر لك أن تقف على ما يجري من ذلك في أوربا كلها وربما بلغت إفريقية. هذا ما نعربه بالحرف عن بعض المجلات العلمية فإذا صح فيكون هذا النبات من أغرب ما تم من الاكتشافات في المواليد الثلاثة حتى الآن.
آلة تنفس جديدة
اخترع عالمان من سان فرنسيسكو آلة للتنفس تفوق ما اخترع من نوعها حتى الآن إذ تمكن بواسطتها كل إنسان أن يدخل آمناً إلى وسط الدخان مهما كان كثيفاً والغاز مهما بلغ من خطره وقد جرب اختراعهما أمام لجنة خاصة في لندن فأسفر عن نتائج حسنة. وإذا حمل الإنسان هذه الآلة وهي عبارة عن ثلاثة اسطوانات يستطيع أن يمكث ساعة في محل فسد هواؤه بالدخان أو الغاز أو غيره.
حائق العملة
كتب أحدهم في إحدى المجلات الفرنسية فصلاً في الحدائق التي أنشئت لفائدة العملة وإعانتهم فقال أنها لم تكن معروفة قبل سنة 1897 وإن يكن أول ما أسس من نوعها كان في القرن السادس عشر أيام أنشئت 23 حديقة في كرافلين في فرنسا وأنه بلغ عدد تلك الحدائق اليوم في فرنسا وحدها 11. 543 حديقة مساحتها السطحية 350 هكتاراً يربح منها نحو 72 ألف نسمة.
مدرسة الأيامى
وصف أحدهم مدرسة الأيامى التي أنشأتها في الهند امرأة اسمها رامباي من دعاة الإصلاح في بلادها فعلمت بعض الأيامى من النساء التعليم اللازم وأشربتهن كره الزواج على صغر فبذلك تمكنت من تزويج مئات من بنات جنسها وجعلهن بحيث يحصلن ما يقوم بنفقاتهن.
الراحة والفكر
ذكر بعض الباحثين أن الحياة مقدسة وأن ما يهم منها خصوصاً حفظ العقل ولا يحفظ العقل إلا بالراحة فعلى كل امرئٍ أن ينام متى أراد ويطيل نومه ما شاء لأن الرقاد يعد في الحقيقة اقتصاداً لا تضييعاً وأحسن المحسنين لبني جنسه من يتمكن من إيجاد السبل لإنامة المرضى والموجوعين.
موت الأطفال
رأى الدكتور هرمان لكران أن معدل من يموت من الأطفال في القاهرة من ابن يوم إلى ابن خمس سنين 145 في الألف وفي الإسكندرية 130 في الألف ومن ابن خمس سنين إلى عشر ينزل هذا العدد إلى عشرة في الألف.
مادة للتطهير
اخترع أحدهم مادة جديدة لاتقاء خطر الغبار في الشوارع والحارث وقد كتم مخترعه سر اختراعه إلا أنه فهم أنه عبارة عن رواسب زيت معدني وقطران ومطهرات من الفساد. ويستعمل في تطهير الطرق غير المبلطة ويكلف تطهير كيلو مترين من الأرض سبعة جنيهات وجنيهاً واحداً أجرة عجلة يمكن اقتصادها من نفقات الرش وقد سماه الباهنيت.
المطالعة في أميركا
بحث بعضهم في الولايات المتحدة منذ ثلاث سنين ليقف على أكثر أصقاعها ولوعاً بالمطالعة فرأى لبلوغ هذه الغاية أن يقسم في كل ولاية عدد الكتب المستعملة في المكاتب والمدارس والجمعيات العمومية على مجموع عدد السكان واستثنى من ذلك الكتب الموقوفة على المراجعة في الخزائن العامة. فأسفر بحثه عن نتائج غريبة ورأى أن القطرين اللذين تكثر فيهما المطالعة هما الواقعان على شاطئي الأتلانتيك والباسيفيك من الولايات المتحدة. ففي ولاية نيوانكلاند يستعمل كل مائة نسمة 243 كتاباً وفي كليفرنيا 207 وفي ولاية نيويورك 155.
العمل والحياة
أفاض أحد كتاب الإنكليز في العلاقة الكائنة بين العمل والحياة فقال أنه تنبغي العناية بالبالغين من الأولاد وأن يحسن تلقينهم من أساليب العلم والعمل ما يستطيعون معه أن يتعلموا بعد لأنفسهم بأنفسهم فينجزون ما تعلموه بالقراءة والتأمل. فإن العلوم الابتدائية في إنكلترا ناقصة والبلاد تدفع من النفقات على التعليم ما لا تأخذ ثمرة تقابله فلا يعلم الأطفال الإنكليز ما يجب عليهم أن يمارسوه في الحياة من الشرف والعدل والعمل النافع للمرء بذاته وللمجتمع بأسره ولا يعرفون قيمة الثروة العامة ومعناها الحقيقي.
إغاثة المرضى
بحث أحد علماء الألمان في المعاهد التي تساعد المرضى في فرنسا وألمانيا فقال أن بافيرا تنفق في السنة 9. 892. 444 ماركاً في هذا السبيل وسكانها ستة ملايين وأن لبرلين 1200 معهد وجمعية وشركة لإغاثة المرضى وأن في باريس 16000 مكتب للإحسان تغيث مليوناً وأربعمائة ألف مريض فقير وأن ثروة هذه الإدارات تبلغ 446 مليون فرتك.
هجرة الأوربيين إلى أميركا
في مقالة في إحدى المجلات الألمانية إن هجرة الأوربيين إلى أميركا ما بحرت على حالها وقد هاجر منذ سنة 1800_22 مليوناً من الأوربيين على الأقل نزلوا في الولايات المتحدة. ومن سنة 1900 إلى 1903 هاجر من أوربا 5. 300. 000 ألف نسمة منها 30. 000 من الألمان و31700 من الأيرلنديين و14000 من الإنكليز و181700 من الطليان و109600 روس وبولونيين و163700 نمساويين ومجريين.
الأولاد العاملون
يؤخذ من إحصاء جرى في ألمانيا سنة 1898 أن فيها 532283 طفلاً مستخدماً في التجارة والصناعة وأن للنمسا من كل 80. 589 طفلاً 23016 طفلاً أي زهاء 28 في المائة من مجموعهم يعملون بأيديهم وأن في سويسرا 53 في المائة من الأطفال يعملون بأيديهم لاكتساب قوتهم ومنهم 42 بالزراعة.
الكتب في إنكلترا
قسم أحد مشاهير الكتبية في لندن القراء ومن يبتاعون الكتب إلى ثلاث طبقات الأولى طبقة رجال العلم ممن يؤلفون ويضطرون إلى الوقوف على ما ينشر من الكتب في العلوم التي تمحضوا لها وهذه الطبقة قليلة العدد. وطبقة المتعلمين وهي تقدر الكتب الجديدة قدرها. وطبقة الشعب عامة ممن لا يتناولون إلا ما يهمهم ويروقهم ويسليهم من الأسفار المتوسطة الاعتبار. قال ويندر أن يطبع من رواية مهما بلغ من الإقبال عليها عشرة آلاف نسخة ومتوسط ما يطبع من رواية ألف أو ألفا نسخة ونفقات الطبع غالية فألف نسخة من مجلد تكلف 2125 فرنكاً أجرة صف حروفها وطبعها وثمن ورقها وتجليدها وتغليفها يضاف إليها 1250 فرنكاً أجرة إعلانات فيأخذ المؤلف عشرة في المائة من المبيع وهي أجرة زهيدة لا تقابل تعبه ولا يتأتى الربح إلا إذا جاوز المبيع ألفي نسخة وكثيراً ما ينتهي الأمر بخسارة فيضطر الكتبي أن يبيع الكاسد من الرواية في المزاد. وبالجملة فإن صناعة الكتبية في إنكلترا كما هي في فرنسا معرضة للأخطار لأنه لا يتيسر أن يعرف ما يناله الكتاب من القبول عند صدوره.
فنادق شاهقة
روى اللواء الأغر أن الحكومة المصرية أذنت ببناء بعض الفنادق حوالي الأهرام وأبي الهول على الطريقة الأميركية. والبناء الذي يشاد على تلك الطريقة يبلغ ثلاثين أو أربعين طبقة وكلها من الفولاذ الصلب الذي لا تحرقه النار ولا تهزه الزلازل ويسمي الإنكليز تلك المباني ماسة السماء لعلوها وارتفاعها. ولا يخفى أن الواقف بأعلاها يستطيع أن يشاهد وادي النيل ممتداً تحت أقدامه كما يراه الناظر في خريطة ولعل الأميركان أرادوا أن يسلموا بتلك المباني الفاخرة ما بناه خوفو وخفرع ومنقرع في القرون الغابرة.
أثر عربي
ازدانت هذه المرة خزانة كلية هيدلبرغ الألمانية بزهاء 200 أثر تاريخي بينها لوحة من الخشب كتب عليها جزءٌ من سورة الأعراف وكتاب كتب على عظم غنم يرد عهده إلى 239 للهجرة وهو من أقدم الكتابات العربية القديمة المعروفة ودرج ذكرت فيه صحيفة من ابن لحية وعدد كبير من أوراق تتعلق بجباية الأموال كتبت بأجمل خط بقلم قرة بن شريك عامل مصر في النصف الثاني للقرن الأول للهجرة وقد نشر العالم الدكتور بكير صورها واستخرج بعض نموذجات منها طبق الأصل وقدم لها مقدمة مع تفسير الكلمات العربية فمتى نرى في الشرق بعض رجالنا ينقطعون للبحث في آثارنا العربية فإننا أحق بمعرفة بيوتنا من غيرنا. \