انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 987/القصص

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 987/القصص

ملاحظات: هيكل عظمي কঙ্কাল هي قصة قصيرة بقلم روبندرونات طاغور نشرت عام 1892. نشرت هذه الترجمة في العدد 987 من مجلة الرسالة الذي صدر بتاريخ 2 يونيو 1952



هيكل عظمي

لفيلسوف الهند وشاعرها رابندرانات

كان في الغرفة المجاورة لغرفة نوه الأطفال هيكل عظمي معلق يقرقع حينما تعبث به الريح وفي النهار كنا نسر بالاصطدام به.

وكان في هذا الوقت طالب من مدرسة الطب بكامببيل يعلمنا تشريح العظام لأن أوصياءنا كانوا يزعمون أنهم ينقشون في عقولنا العلم التام. ليت شعري لأي حد نجحوا؟ ولا جاحة لأن نقول ذلك لمن يعرفنا. والأفضل بلا شك أن نلتزم الصمت أمام من يجهلنا.

وقد كرت الأعوام واختفى الهيكل العظمي من الغرفة كما اختفى تشريح العظام من ذاكرتنا دون أن يترك أي أثر.

أزدحم منزلنا أخير بالمدعوين فاضطررت أن أقضي الليل في تلك الغرفة التي كان معلقا بها الهيكل العظمي والتي انقضى الزمن الذي كنت آلفها فيه. حاولت النوم بكل وسيلة فلم أستطع، أخذت أتقلب وأعد دقات ساعة الكنيسة طوال الليل. . . طفق مصباحي يختلج لحظة ثم انطفأ، وقد فقد أسرتنا بعض أعضائها حديثا، وهذا ما اقتاد فكري نحو الموت. .

ساءت نفسي ألا يشبه نور الصباح الذي يتيه في الظلمات من مسرح الحياة العظيم ضوء حياتنا الضئيلة الذي لا يلبث أن ينطفئ في كل ساعة من ساعات الليل أو النهار؟

ولتداعي الفكر عاودتني ذكر الهيكل العظمي، وبينما أنا أتصور شكل الجسم الذي كان يكسو تلك العظام، شعرت أن شخصا يدور حول سريري يسير متسكعا بجانب الحائط، ولقد شعرت بتنفسه السريع، وخيل إلى أنه يبحث عن شيء لا يجده، ويدور حول الغرفة بخطى سريعة.

ولقد خدعت في الحقيقة من شيء خلقه مخه المضطرب الذي حرم نومه، وظننت أو وقع الأقدام التي سمعتها ما هو إلا دقات شراييني في صدغي، ورغم ذلك شعرت بارتعاد مثلج. ولأطرد من مخيلتي هذا الهذيان صحت بأعلى صوتي: (من هناك؟) فأحسست بأن الخطى وقفت بجانب سريري وأجابني صوت (أنا الطارق وقد أقبلت لأختبر هيكلي العظمي).

ومن السخف أن يظهر الإنسان الهلع والخوف من خيال بسيط، ثم اكتفيت بأن أضغط على وسادتي وأصيح بلهجة مخالفة للأولى: (إن هذا الشاغل الذي اقتادك في مثل هذه الساعة من الليل لمضحك؟ وماذا يهمك هذا الهيكل العظمي).

ويظهر أن الجواب انبعث من كلمتي نفسها: (إن عظام هذا الهيكل قد أحاطت قلبي ورأت محاسن شبابي الخلابة في ربيعها السادس والعشرين! وكيف أقاوم الرغبة الملحة في رؤيتها ثانية؟).

فقلت له بدوري: (إنها لرغبة شرعية فتمم بحثك واتركني لشأني عساني أجد النوم)

فرد الصوت: (أخالك وحدك وأود أن أجالسك لحظة نتسامر فيها. لقد كان يسرني أن أسجل الناس الحديث ولكني علم ألق في هذه الخمسة والثلاثين سنة الأخيرة إلا الأنين فوق نيران الموت، وما أحيلي أن أحادث اليوم رجلا مثل العهد السابق).

وقد شعرت أن شخصا أقبل وجلس بجانب ستائري فاستسلمت واستعنت بتوددي قائلا:

- ما أعظم ابتهاجي وسروري للسمر ولنبحث سويا عن موضوع شائق نتحدث فيه. .

إني لا أجد موضوعاً مسلياً اعظم من قصتي الشخصية فهل تسمح لي بسردها؟

وقد دقت في هذه الآونة ساعة الكنيسة الثانية صباحاً.

قال الصوت: (حينما كنت في عنفوان شبابي وكنت أقطن بين الأحياء سبب لي أحد الناس فزعاً ورعباً يفوقان رعب الموت: ولم يكن ذاك غير زوجي. وإني لا أجد ما أقارن به شعوري غير السمك المعلق في سن الشص فكأن شخصاً أجنبيا علقني بشص عنيف وانتزعني من دار طفولتي السعيدة حتى كنت لا أستطيع أن أفكر في الخلاص، وقد مات زوجي بعد الزفاف بشهرين بينما كان أقاربي وأصدقائي يبكون بكاء مرا لحظي التعس المنكود. وفي ذات يوم قال حمى لحماتي بعد ما أطال النظر على وجهي: (ألا ترين أن زوج ابننا لها عين سوء صائبة حاسدة؟) هل أنت مصغ إلى؟ وهل يهمك حديثي؟

- يهمني جدا وإن أوله ليدل على أنه شائق مسل!

- أتمم إذن حديثي. ولقد عدت إلى بيت أبي بكل سرور. ولو أن البيئة التي كنت فيها ما كانت تشعر بشيء من محاسني. . . لكني كنت واثقة من أنني أحرز جمالا رائعا نادرا. فما رأيك؟

- هذا شيء معقول جدا، ولكن لا تنسي أنني لم أرك قط.

- قط؟ وماذا تعمل بهيكلي العظمي؟ ها! ها! هذا لا يهم فإنني أمزح.

وكيف أجعلك تتصور أنه كان في هذين التجويفين اللذين تجردا من لحمهما عينان سوداوان يتلألأن بأنواع السحر والفتنة؟ أو أن الابتسام الذي كان يضئ هاتين الشفتين الورديتين لا يشبه في شيء هيئة الضحك العابس التي عرفتها، وعندما أذكر كل المحاسن والرشاقة ومتانة هاته الانحناءات التي كانت في شرخ الشباب تتفتح كالأزهار فوق هذه العظام النخرة لا أستطيع أن أكتم ابتسامي. وإني لأتألم من ذلك. وهل يستطيع مشاهير العلماء في زمن أن يفرضوا أن عظام جسم مثل هذا تخصص لدراسة تشريح العظام؟ وعلم أن طبيبا من الشبان المجاورين لنا شبهني بزهرة (الشمباك) الذهبية؟

حينما أمشي كنت أشعر بأن أقل حركاتي تفجر أمواجاً منسجمة تنبعث من كل وصب كلألاء الماس. كانت تمر على ساعات وأنا أشاهد في يدي اللتين كبلتا برشاقة الرجال الذين يتأجج فيهم نشاطهم.

ولكن هذا الهيكل العظمي قد أخفي عنك الحقيقة كشهادة الزور، ولك يكن في ميسوري أن أدحض تأكيداته الوقحة. أشعر أنني أحب أن أطرد النعاس من عينيك إلى الأبد بأن أستحضر أمامك الصورة الوردية الحية لجمالي بحث أمحو من أمامك كومة العظام المشؤومة التي تملأ ذهنك.

- كنت أستطيع أن أقسم بجسمك إذا كان لم يزل حيا، ولو أنه لم يترك منه أي أثر من العظام؟ لكن عقلي افتن بالصورة الوضاءة لجمال كامل يظهر بهاءه بقوة التضاد هذا الليل الفاحم الذي يحيط بها، وإني لا أقدر أن أقول أكثر من هذا.

- استمر الصوت في حديثه قائلا: لم تكن لي صاحبات لأن أخي الوحيد صمم على عدم الزواج. كنت وحدي في خدري وقد اعتدت أن أستلقي في الحديقة في ظل شجرة، وكانت الأحلام تستدرجني في يقظتي حتى خلت أن العالم كله قد شغفه حبي، وأن الدراري التي ما فتئت مستيقظة على الدوام لتثمل من نشوة بهائي. إن الصبا لتتنهد حينما تنتحل هلا عذراً لتتمسح بي يجناحها. وإن داست قدمي مرحاً فإن مجرد اللمس يفقده رشده. وإن فتيان العالم يظهرون أمامي كأنهم أعواد الكلأ تحت قدمي، ولا أدري لأي سبب يلازمني الحزن والكآبة.

وحينما تخرج شيكهار صديق أخي من مدرسة الطب أصبح طبيب أسرتنا، وقد لمحته مرات مختبئاً وراء ستار، وكان أخر رجلا غريب الأطوار لا يهتم بالنظر إلى العالم الخارجي، وكان بوده ألا تكون الدنيا مقفرة ويبتعد بالتدريج إلى أن يقبع في ركن مظلم. كان شيكهارد صديقه الوحيد الذي أتاحت لي الفرص مقابلته، وفي بلاط المفتونين بحبي الذي كنت أتخيله في أوقات نزهني الليلة كان كل شاب مشتت الفكر عند قدمي يستعير وجه شيكهار. هل أنت مصغ إلي؟ وما قولك في قصتي هذه؟).

فأجبت وقد سبقت لساني زفرة:

(وددت لو كنت يشكهارا)؟

- انتظر قليلا وأصغ أولا لآخر الحديث، وفي ذات يوم مطير أصابتني الحمى فجاء الطبيب يعودني، وكانت هذه أول محادثة جرت بيننا. كنت راقدة أمام النافذة وقد لطف ضوء الشمس عند غروبها بيضا لوني، وحينما نظر إلى الطبيب وضعت نفسي مكانه وطفقت أنظر إليه مغرقة في التصوير والتأمل، وشاهدت وجهي الشاحب في ضوء الأصيل موضوعاً فوق الوسادة البيضاء كزهرة ذابلة، وحلقات شعري الحمقى تعبث بجبيني، بينما أجفاني مطرقة باستحياء ناشرة ظلا معبرا فوق سحنتي.

سأل الطبيب أخي والحياء يلعثم لسانه ويخفض من صوته: (أتسمح لي أن أجس نبضها؟)

(أخرجت من تحت الغطاء قبضة مستديرة مدنفة ولاحظت حينما تفرست فيها أنها عاطل من سواري الصغير!).

لم أر في حياتي أجهل من هذا الطبيب في جنس النبض. كانت أصابعه ترتعد حينما تمس ذراعي، فإن قاس درجة الحمى في جسمي فإني شعرت بدقات قلبه وقستها من أصابعه - هل وعيت حديثي؟

فقلت: بكل سهولة، إن دقات قلوبنا تعبر عن أفكارنا.

- وبعد عدة وعكات وكثير من الشفاء والعافية وجدت أن عدد المفتونين الذي يؤمون بلاط حبي الخيالي آخذ في النقص حتى انتهى إلى فرد واحد، وفي النهاية استحال عالمي الصغير إلى طبيب ودنفة.

وبمناسبة مقابلتي اعتدت أن البس سرا طيلساناً أصفر وكنت أعقد حول شعري عقداً أبيض من أزهار الياسمين، ثم أتناول مرآتي وأذهب إلى مكاني الذي ألفته تحت الأشجار.

إنك ترى بلا شك أنت مشاهدة جمالنا في المرآة يكون على ممر الزمن مملا؟ ولكن شيئا من ذلك لم يحصل لأني لا أنظر بعيني نفسها لأني كنت في الوقت نفسه أحد الشخصين، فكنت أختبر كما يختبر الطبيب، وكنت أطيل النظر وأفتتن وأشتعل بنار الحب. ورغما من انتباهي وحذري أغار أنين على فؤادي وسمع له صوت كنسيم الصبا في المساء.

ومن هذا العهد كففت عن الشعور بالوحدة، وفي أثناء نزهتي كنت أتتبع بنظراتي عبث أصابع رجلي الصغير بالرمل الناعمة، وكنت أسائل نفسي ماذا يكون شعور الدكتور لو كان حاضراً. كنت أمثل الشمس وقت الزوال مغيرة على الزرقاء بنورها الوهاج، ولم يعكر صفاء السكون غير صياح مقتطع المسر البعيد، وصوت وراء سياج الحديقة لبائع خواتم من البلور وهو ينادي نداء شجيا! فرشت على الكلأ ملاءة بيضاء لأستلقي عليها وأسندت رأسي إلى ذراعي وأرحت ذراعي الأخرى فوق الملاءة بشكل رشيق، وقد تخيلت أن شخصا يئن لاحظ وضع يدي الشائقة فشد عليها بين يديه ووضع في راحتي قبلة ذهبية وابتعد ببطيء. وأن وقفنا الحديث هنا فما رأيك؟

- (يكاد يكون ختاما مقبولا) وقد أجبتها بلهجة حالم. قالت: وستبقى الصور ناقصة قليلا ولكنني سأقضي بقية الليل في إصلاح هذا النقص.

- ولكنها تكون جافة. وكيف ندخل فيها الضحك؟ وكيف تصل إلى جعل الهيكل العظمي بضحك وينكر ملامحه؟

- دعني الآن أتمم الحديث. وما إن وجد الطبيب بعض المرضى حتى أخذ غرفة أرضية من منزلنا وأعدها لعيادته. وفي هذا الزمن كنت ألهو بسؤاله عن تأثير العقاقير والسموم والكمية الكافية لقتل رجل، فكانت هذه الأسئلة ملائمة لطبيعته فأجاب عنها بفصاحة ولباقة، وكان من نتيجة هذه المحادثات أن صارت عندي فكرة الموت عادية لا تثير أي أهتمام، وبذلك توطن الحب والموت عالمي الباطني. وإن حديثي قد قارب النهاية لأننا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة.

- كما أننا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة من الليل.

- وقدلاحظت بعد مدة من الزمن قلقا غريبا يساور الطبيب وظهر عليه كأنه يخجل من أمر يريد أن يخفيه عني، وقد حضر مرة بثياب فاخرة وهندام ظريف ليستعير عربة أخي.

(كنت فريسة لتطلع شديد فصممت على سؤال أخي؛ وبعد أن دار بيننا الحديث من الشرق إلى الغرب قلت له: خبرني بالحقيقة يا أخي، اين ذهب الطبيب الليلة في عربتك؟

فأجاب أخي باختصار: إلى الموت.

- خبرني بكل صراحة أين يذهب.

- (ذهب ليتزوج) وقد أجاب أخري بطريقة أكثر وضوحا.

- أحقا ما تقول؟ وقد نطقت هذه الكلمة مصحوبة بقهقهة طويلة.

وقد علمت في آخر الأمر أن الخطيبة كانت غنية ورثت ميراثا عظيما سيغدق على الطبيب ثروة طائلة. ولكن لم أهانني بإخفائه هذا المشروع؟ هلا سألته يوما أن لا يتزوج حتى لا يصمي فؤادي؟ ولكن الرجال لا يؤتمنون. لم أعرف في حياتي إلا رجل واحدا، ولكن لحظة واحدة كانت كافية لكشف الحقيقة.

ولما رجع الطبيب من عمله وتهيأ للرحيل قلت له والضحك يغالبني: (سنتزوج في هذا المساء أيها الطبيب؟)

- إن فرحي قد أربكه بل زاده غيظا وحنقا

- ماذا جرى فإني لا أرى الأوركسترا؟

- فأجاب بتأوه: هل الزواج حادث مفرج؟

(عاودني ضحك عنيف ثم قلت له لا! لا! فذاك من المستحيل أن يعلن زفاف دون أضواء وموسيقى!

ثم ضايقت أخي حتى أعد معدات العرس وجعله بهيجا سارا.

ولم أنقطع لحظة عن التندر بالخطيبة وعن الوقائع التي ستمر بها وعن حالتي تلقاء هذه الواردة الجديدة.

- خبرني أيها الطبيب، هل ستستمر في جس نبض مرضاك؟

بخ بخ! إن عمل العقل الباطن وإن كان غير منظور لا سيما عند الرجال فإني أستطيع أن أؤكد بأن قولي كان على فؤاد محدثي كالحراب الفولاذية.

إن الزواج سيشهر بعد قليل في الليل. وقبل الذهاب شرب الطبيب هو وأخي كأسا من النبيذ كعادتهما اليومية، وفي هذه الوقت طلع القمر.

(ثم تابعت حديثي قائلة والابتسام يعلو وجهي: هل نسيت زواجك؟ قد آن المسير).

وقد فاتني بعض التفصيل، فإني قبل هذه المدة قد هرولت إلى العيادة وأخذت مها مسحوقا ووضعته خفية في كأس الطبيب.

لقد شرب الطبيب كأسه بجرعة واحدة ثم قال لي بصوت متهدج من التأثر مصحوب بنظرة أخترقت فؤادي: (سأذهب) صدحت الموسيقى بأنغامها الشجية، ثم ذهبت إلى خدري ولبست ثوب الزفاف المنسوج من خيوط الذهب والفضة وتزينت بحلي ووضعت على شعري العلامة الحمراء التي تميز الزوجة وذهبت إلى الأشجار لأهيئ مضجعي.

وكان الليل جميلا وقد ذهبت رياح الجنوب المنعشة بمتاعب الدنيا؛ وقد تضوع شذا الياسمين والورد حتى غمر البستان البشر والفرح.

وكان أصوات الموسيقى تصل إلى سمعي أضعف مما كانت عليه، وطفق لألاء القمر آخذا في النقص، وانمحت من ذاكرتي الدنيا وصورة بيت الأسرة كأنها وهم تبدد ثم أغمضت عيني وأنا مبتسمة.

وقد تخيلت أن الذين سيقبلون لمشاهدة بسمتي الأخيرة المنطبعة على شفتي كأنها آثار نبيذ وردي، وأني سأدخل في مخدع زفافي الدائم ووجهي مضيء بنفس الابتسامة.

وا أسفاه على مخدع زفافي وثوب عرسي المنسوج المن الذهب واللجين! لأني حينما استيقظت من فرقعة العظام التي يخيل إلى أنها صادرة من هيكلي العظمي وجدتني في حضرة ثلاثة غلمان يتعلمون تشريح العظام في هيكلي. وفي هذا الصدر الذي كانت تخفق فيه أفراحي وأتراحي والذي تفتحت فيه وريقات زهرة صباي كان الأستاذ يبين بسبابته عظامي واحدة فواحدة، هلا وجدت أثرا من هذا الابتسام الذي درسته بكل عناية؟

وكيف وجدت قصتي؟

- إنها للذيذة محبوبة.

وفي هذه الفترة ابتدأ ينعق أول غراب.

ثم سألت: (هل أنت هنا؟)

فلم يرد عليّ أحد.

واخترقت أشعة الصباح مخدعي فأضاءته.

م. ح