انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 976/رسالة الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 976/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 03 - 1952



ربيع بلا أحبة!. .

للأستاذ أنور العطار

عاد الربيع وما عاد الأحباء ... لا الزهر زهر ولا الأنداء أنداء

يظل يسألني عنهم بلا سأم ... قلب يعيش بهم، والقلب أصباء

كانوا به أمس أشواقا مبرحة ... واليوم هم فيه أحلام وأصداء

مات الهوى فيه إلا همس هامسة ... لها الأضالع ساحات وأبهاء

فيا ربيع الهوى لا زلت مؤتلقا ... يرف فيك الشذا والزهر والماء

لقيت فيك أحبائي وظللني ... من سرحة الحب أطلال وأفياء

أبيت أرفل في بشر وفي دعة=ليست نزول، ودنيا الحب فيحاء

إذا الصباح تراءى في محفته ... أغنى صباحي من مرآك أضواء

وإن أطل مسائي واجما فرقا ... جلته منك يد للحسن بيضاء

فأنت لي فرحة الدنيا وزينتها ... ما عاود العين إصباح وإمساء

وأنت أنت أناشيدي وأخيلتي ... وذكرياتي، وأنت البرء والداء

أطوف بالروض لا عطر ولا نغم ... ولا فتون ولا حسن وإغراء

وأثني وفؤادي ما يفيق أسى ... كأنني دمعة في الخد حمراء

أطوي جواي وتطويني لوافحه ... ويقتل النفس أوجاع وأدواء

دنياي بعدك أسر مرهق ونوى ... ليست تطاق، ودنيا الصد جرداء

ما في جوانبها سحر ولا عبق ... وإنما هي أوصاف وأسماء

خلت من البشر لا الأرواح تؤنسها ... كأنها رمم غبر وأشلاء

يظل آدم في أرجائها قلقا ... يبكي سربا توارت فيه حواء

أغص بالدمع إما طاف طائفها ... كأنني حسرة الصدر خرساء

يا أيها الشعر خلد ذكر من رحلوا ... فهم ربيع وأفراح وأشذاء

وناجهم وارعهم في التراب ما قدموا ... ما غير الحب تفريق وإقصاء

لولاهم ما صبت نفس، ولا صدحت ... على أماليدها في الدوح ورقاء هم علموا القلب أن يحيا بذكرهم ... وماله يوم غابوا عنه أهواء

يا بؤس للقلب إن عاد الربيع ولم ... يعد من الغربة الكبرى الأحباء

أنور العطار