انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 906/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 906/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 13 - 11 - 1950



إلى حضرات الأساتذة الجامعيين:

هذه قضية الجامعة، قضية الكلية التي تغاضت عن رسالتها السامية وأغفلت مبادئها الجامعية فنسيت أنها خلقت لتعلم العلم والثقافة والحرية جميعا فجحدت حق رجل من المصريين فأهملت شأنه. . . رجل ليس مغمورا ولا نكرة ولا متخلفا في ركب الحياة، تخرج في مدرسة المعلمين العليا حين تخرج فلم يدع العلم ولا انصرف عن الكتاب فأصاب ثقافة عالية أخرى، نالها من طول ما قرأ ومن طول ما اطلع، ووصل أسبابه بأسباب الصحافة ينشر خواطر قلبه حينا وأفكار عقله حينا. وغير زمانا ثم ضاق بالوظيفة أو ضاقت هي به فتقدم إلى كلية من كليات الجامعة يطمح أن يكون طالبا بين شبابها بعد أن طوى عمر الشباب، فجاءه رد (المسجل) يقول (. . . ونأسف لعدم إمكان قبولكم بالقسم المذكور إذ أن القبول به قاصر على الطلاب الحاصلين على الشهادة التوجيهية. . .)

وخيل للرجل أن (المسجل) لا يملك أن يطرد طلبه على حين يقبل تلامذته فكتب إلى عميد هذه الكلية يقول (. . . ولقد رأيت في هذا الرد وثيقة علمية جامعية، وثيقة فريدة في بابها؛ وهي - إلى ذلك - ذات قيمة خاصة لي ولكل من توسوس له نفسه أن يلتحق بالجامعة طمعا في الاستزادة من العلم فحسب فأردت أن أنشرها أمامكم لأرى رأيكم)

ولبث الرجل حينا ينتظر رأي العميد، ولكن (صاحب السعادة) أصم أذنيه فلم يلق بالا إلى الأمر ولم يلق السمع إلى الشكوى. ولست أدري أكان ذلك سهوا منه أم إغفالا منه أم امتهانا لشأن الرجل الذي لم يعرفه بعد.

ورأيت أنا في هذا التعنت وهذا التغاضي ما يمس الروح الجامعية الحرة مسا عنيفا يشوه معاني الحرية والعلم التي اتسمت بها الجامعة منذ أن كانت. فأردت أن أجد الرأي الذي عزب عني في حضرات الأساتذة الجامعيين الإجلاء، وفي رأيي أنهم لن يضنوا بالرأي وهم قادة الرأي، ولا أن يبخلوا بالفتوى وهم نبراس الهدى.

وعجبت أن تقبل الكلية (الطلاب الحاصلين على شهادة التوجيهية) وترفض طالبا حصل على دبلوم المعلمين العليا، وأشكل على الأمر فخيل إلى أن دبلوم المعلمين العليا - في رأي الجامعة - أقل من شهادة التوجيهية. فبدا لي أن هذه المشكلة العلمية الجامعية مشكلة ذات بال تقف بازائها عقول أساتذتنا العظماء حينا من الزمن. وأنا الآن في انتظار الرأي الذي يطمئن الخاطر أولا فلا جناح علي إن أنا بحثت هذا الأمر على نطاق واسع أفصل فيه ما أجملت هنا ولي قلم لا يتعثر يعرفه كل مثقف يغار على الروح الجامعية ويضن بها عن أن تنهار في أكبر جامعات الشرق.

كامل محمود حبيب

أين شعراؤنا؟. . .

تمر بنا مناسبات قومية كثيرة، وأحداث وطنية هامة، ويموت عظماء وقادة، ونستقبل أعيادا وطنية، فلا نسمع شاعرا يصور لنا بالقريض احساسات الشعب وشعوره، فيسجل تلك الأحداث في قصيدة ينظمها!. . .

فأين شعراؤنا؟!. .

وهل يعيشون في واد غير وادينا؟!. .

ومالهم صامتين. . لا نحس منهم من أحد، أو نسمع لهم ركزا؟!. . .

ترى. . هل هجرتهم شياطينهم. . أم ملت نفوسهم القوافي؟!. .

لقد ترك الشعراء السابقون تراثا من الشعر، سيظل خالدا مادامت السماوات والأرض. . فهذا (شوقي) لم يترك مناسبة من المناسبات، داخلية كانت أو خارجية، إلا قال فيها الشعر عذبا، طليا. . .

وكذلك كان (حافظ إبراهيم). . وكذلك كان (خليل مطران). . وكذلك كان (علي الجارم). . وكذلك كان (علي محمود طه). . فأين خلفاؤهم في مملكة القريض؟!. .

كيف لا تحرك كل تلك الأحداث مشاعر الشعراء وتلهمهم قول الشعر، فيرتلون من آياته ما يروي ظمأنا!. . .

أين أنتم أيها الشعراء؟!. .

ليحمل كل منكم قيثارته. . . فكلنا شوق إلى هذه القيثارة!. . .

عيسى متولي

رد على نقد: في رحاب الصوفية تفضل الصديق الأديب الأستاذ أحمد عبد اللطيف بدر فخص كتابي (في رحاب الصوفية) بكلمة تعريف في الرسالة الزهراء، ولم تصده زمالته السابقة ولا صداقته الباقية عن النقد والوخز الخفيف، وقد كنت أود لو أسلم للبدر ما كشف بضوء بيانه من مؤاخذة، إذن لسلمت راضيا، ولكن معذرة إليه إذا ما رأيت في تعريفه بالكتاب ما يستحق الرد أو التنفيذ.

فهم الأستاذ بدر أن الكتاب لغير الخاصة وهذه مجانبة للحقيقة والواقع، وأظن أن البحث في شطحات الصوفية ودرجاتها المقبولة والمرذولة، والكلام في وجوه التفسير الإشاري التصوفي للقرآن، وفي شروط الدعاء وأهدافه العامة والخاصة في الإسلام، ليس من الحديث للعامة، بل هو من خصائص الخاصة؛ وهناك في الكتاب فصول توفر لها (العمق) الذي يفتقده الأستاذ، ومن أمثلة ذلك استخلاص الصوفية للخير من مواطن الشر، وما في مناجاة ابن عطاء الله من أسرار، وما في ورد الصباح وورد المساء من رموز وتركيز.

ولا يمنع هذا أبدا من أن يكون المؤلف قد حاول بما استطاع أن يدني مسائل الكتب الدقيقة العميقة من الألباب بوضوح الخطاب!.

ويأخذ الناقد على الكتاب أنه لم يذكر معنى كلمة التوصف؛ وقد فاته أن خطة الكتاب كما جاء في المقدمة أن يكون جولة في رحاب الصوفية محرضة على متابعة الجولات، والحديث بعد هذا عن معنى الكلمة مستفيض مشهور، وقد طال الكلام عن اشتقاقها أو استقائها من الصفة أو الصفة أو الصفاء أو الصوف أو قبيلة صوفه، أو غير ذلك؛ وللمؤلف قبل هذا بحث طويل منشور عن (التصوف والإسلام) وفي كلمة (تصوف) حقها من البحث، ولو في ظنه هو على أقل تقدير!.

ويتمنى الناقد لو أن الكتاب تعرض لأدعياء الصوفية في القرى، وأظن كما يظن أن مجال البحث العلمي يترفع عن مثل هذه المجالات، وفوق هذا فإن المؤلف لم يسر في كتاب الصوفية على الدوام، بل نقدهم وميز بين طيبهم وخبيثهم، وذكر لهم شطحات وصفها بأنها طائشة شاذة غريبة، وفي ص 30 قال ما نصه: (وهؤلاء الأدعياء هم أخطر الناس على المجتمع وعلى الحياة وعلى الأحياء وعلى المسلة الكريمة. . .) الخ وفي ص 61 قال عن تراث الصوفية: (ولطبيعة الحال سترى تراثا ضخما شتيت الأصناف والألوان، وسترى فيه ما يعجبك وما يغضبك وما يروقك وما يعوقك) الخ. . .

أليس هذا دليلا على أن المؤلف لم يطلق المدح للصوفية، بل خصه بالصادقين الطاهرين الطيبين منهم؟.

أما بعد فقد فهمت من كلام الناقد أنه يزن الكتاب بميزان اللحم، والكتاب المنقود المضغوط في طبعه، الدقيق في حروفه، لو طبع كما يطبع البارعون في تكثير القليل كتبهم لملأ عينه كبره ومبناه، كما أعجبه موضوعه ومغزاه؛ وأنه لمشكور على كل حال!

أحمد الشرباصي

المدرس بالأزهر الشريف

بيتان لحسان بن ثابت: -

جاء في كتاب (من أضواء الماضي) الذي نشرته دار المعارف في أول أكتوبر سنة 1950 للأستاذ (سامي الكيالي) بيتان من الشعر نسبهما لابن عباس وهما:

إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وسمعي منهما نور

قلبي ذكي، وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور

والواقع أن هذين البيتين ليسا لابن عباس رضي الله عنه، وإنما هما لشاعر الرسول (حسان بن ثابت)، قالهما عندما فقد بصره. وقد ورد البيتان في ديوان (حسان بن ثابت الأنصاري) الذي شرحه المرحوم الأستاذ (عبد الرحمن البرقوقي) والذي نشره صاحب المكتبة التجارية الكبرى بمصر، في صفحة 165.

عبد الجواد سليمان

المدرس بمعلمات سوهاج