انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 9/علالة المجنون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 9/علالة المجنون

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 05 - 1933



(قطعة تمثل مجنون ليلى في إحدى خلواته، وهو يرفع إلى عشيقته عفوه عن الحب ويشرح ماله من يد وفضل على المحبين، وهو الذي ذهب بعقله وأورده موارد التلف، ويسر في أذن الليل صبابته وإخلاصه لفاتنة قلبه ومالكة لبه)

(الناظم)

عفا الله يا ليلاي عن ذلك الحب ... وجدد ما قاسيت في البعد والقرب

ولا زادني إلا عذابا ومحنة ... أفانيهما حتى أغيب في الترب

صبرت على عيشي زمانا وللهوى ... جراح لم يجرؤ لساني على العتب

وغالب غيري حبه متبرما ... وغالبته نشوان مختبل اللب

ولولا الهوى لم يعمر البيد خاطري ... ولا طار في أجواء مأنوسة قلبي

ولولا لم يحل من وجنة جنى ... ولا شرع الهيمان في السلسل العذب

ولولا الهوى لم يسفح البين أدمعاً ... تسيل على الخدين كاللؤلؤ الرطب

ولم تسلك الألحاظ في النفس مسلكا ... كما خامر الرعديد طيف من الرعب

ولولاه أصبحت الشقى بوحدتي ... وإن ضافني قومي وعللني صحبي

به أبصرت عيني ولم أك مبصراً ... وهبت رياحي وأنجلت غمرة الكرب

وزفت لي الدنيا كفردوس آدم ... وطالعني الريحان في المهمة الصعب

إليك أبث الحب يا ليل فاستمع ... لأنت إذا نامت عيون الورى حسبي

عشقت ومالت بالفؤاد صبابة ... ومن حسنات الكون يا ليل ما يصبي

يقولون ما أغناك عمن تحبه! ... إذا هو أصلاني الغرام فما ذنبي؟

ولولا شعاع بين عينيه راعني ... وشرد عقلي ما اهتديت إلى الحب

كذبت هوى ليلاي إن لم أمت به ... وأقضي على تذكار قاتلتي نحبي

أأجزيه من دمعي؟ لقد نفد البكى ... فهات لأجفاني دموعا من السحب

أأكتمه والسقم واش، وحيرتي ... وليلى، وأنفاسي تحدث عن صب؟

حنانك يا ليلى ألم تحملي الهوى؟ ... ألم تعلمي يا منية النفس ما خطبي؟

رفيق فاخوري (سورية حمص)