انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 853/انتظار. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 853/انتظار. . .

ملاحظات: بتاريخ: 07 - 11 - 1949



للأستاذ عمر النص

اقبلي. . . أقبلي. . . فقد عسعس الل ... يلُ وغام الفضاءُ في ناظريَّا

السماء الأكناء ترهق أنفا ... سي وتلقي النذير في أذنيا

أقبلي. . . فالظلام يوقر نفسي ... نزواتٍ. . ويوقظ الشجو فيها

والرياح الغضاب تلطم شبا ... كي وتدوي خلف الزجاج دويا

والحيا دافق. . . يطير مع الري ... ح وتجري به سخياً سخيا!

ونباح الكلاب يخنقه الق ... ر وتمضي به الرياح قصيا. . .

أقبلي. . . فالظنون يا ليل تأبى ... أن أحس النعاس في جفنيا

وأنا في ترقبي. . . أفتح البا ... ب وأرنو. . . عّلي أطالع شيا

أسأل الليل: ما وراءك يالي ... ل. . . وأصغي إلى الرياح حفيا

أنا في موقفي. . تحدق عينا ... ي. . . ويسعى بي الخيال مليا

كلما مر في الدجى ذو جناح ... كدت أني أضمه بينديا

وكأني أراه يشفق مني ... فيكاد الفؤاد يصرخ: هيا!

. . . أي شيء تُرى أعاقك عني ... بعد ما أرهف الصدى أذنيا

أي درب سلكته فأضلت ... فيه إقدامك الطريق إليا؟!

طال لبثي. . . ولم أزل أفتح الصد ... ر وأستقبل الظلام العتيا

كلما صحتُ في القتام لسارٍ ... ضاع صوتي. . . ومات في شفتيا!

ليت شعري ألم يحن لفؤادي ... أن يرى في الحياة شيئاً رضيا

مزقته يد الفراق ومرت ... وهو ما زال بالفراق شقيا!

طاش حلمي. . . وكدت أفقد صبري ... وتجلى الشحوب في وجنتيا. . .

أنا باق هنا. . . وقد نصل الليل. . . فردي لي الخيال الغويا

ودعيني لوحدتي. . . أغلق البا ... ب وأبكي. . . فلست آمل شيا!!

إيه ليلاى. . . لم أعد أرقب الأفق. . . وإن كنت قد مددت يديا

أنا باق هنا أجاهد إخفا ... قي وأخفي العياء في نظري (دمشق)

عمر النصر