انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 790/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 790/البَريدُ الأدَبيّ

ملاحظات: بتاريخ: 23 - 08 - 1948



زعماء الإصلاح في العصر الحديث:

نشر الأستاذ الفاضل محمد خليفة التونسي في العدد 788 من الرسالة الغراء كلمة عن كتاب (زعماء الإصلاح في العصر الحديث تأليف الأستاذ الجليل أحمد أمين بك، وإنه لواجب عليَّ أن أقول كلمة صغيرة أعقب بها على النقد لعلها تبين شيئاً من أمر هذا الكتاب وإخراجه وتسميته.

لما أخذ الأستاذ الجليل أحمد أمين بك في دراسة بعض الشخصيات

الإسلامية الكبيرة في مجلة الثقافة الغراء حوالي سنة 1944 وما بعدها

جعل عنوان دراسته (زعماء الإصلاح الإسلامي في القرن التاسع

عشر) فراقتني هذه الدراسة القيمة، لأن هذا الجيل لا يعلم من أمر

هؤلاء المصلحين إلا قليلا، بل لا يكاد يدري من أمر إصلاحهم شيئاً،

ولكني خشيت أن لا تتناول هذه الدراسة أمثال الأستاذ الإمام محمد

عبده والسيد عبد الرحمن الكواكبي وغيرهما ممن قضوا نحبهم في

القرن العشرين. وما دام الأستاذ المؤلف قد درس شخصية السيد جمال

الدين الأفغاني فلا بد له من أن يدرس شخصية الأستاذ الإمام محمد

عبده لأنه تلميذه الأول وخليفته في الإصلاح الديني والفكري في الشرق

كله وفي عنق كل مسلم وكل مفكر في هذا العصر دين كبير لهذين

المصلحين العظيمين.

من أجل ذلك كله رأيت أن أقترح على الأستاذ الجليل أحمد

أمين بك أن يوسع من أفق بحثه حتى يشمل من ذكرنا، ولا

بأس من أن يجعل عنوان هذا البحث (زعماء الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث) وأن يجرد هذه الفصول ليبني

منها كتاباً برأسه ينتفع هذا الجيل منه، ويكون له أسوة حسنة

فيه وأرسلت بما رأيت كتاباً إلى حضرته، فتفضل حفظه الله

وبعث إليَّ بجواب مؤرَّخ 1944624 هذه صورته:

حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ محمود أبو رية

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وأشكركم على خطابكم، وسآخذ برأيكم في تسمية البحث، زعماء الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث، وأضم إليه بعض الأشخاص التي أشرتم إليها، والسلام عليكم ورحمة الله.

أحمد أمين

وما لبث حضرته - بعد هذا الخطاب - أن غير عنوان البحث في مجلة الثقافة الغراء، فجعله: (زعماء الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث) وظل يكتب بحثه إلى أن فرغ من بحثه فيما كتب عنهم، وكأنه عندما أراد أن يخرج هذه البحوث كتاباً اختصر هذا العنوان فجعله: زعماء الإصلاح في العصر الحديث.

هذا ما رأيت أن أعقب به على ما كتب الأستاذ الفاضل التونسي لأبين للناس ما أعرفه من إخراج هذا الكتاب وتسميته.

ولو أن الأستاذ الجليل أحمد أمين بك قد أراد أن يدرس شخصياته دراسة (بيوجغرافية) كما يريد الأستاذ التونسي لما أعجزه ذلك، بل لكان عليه هيناً، ولكن كيف يتبع هذه الطريقة في الترجمة عشرة من الزعماء - أو عشرين كما يريد الأستاذ التونسي - ثم يخرج هذه التراجم كلها في مجلد واحد!.

ولعل الأستاذ التونسي بعد أن يطلع على كلمتنا هذه أن يغير رأيه في هذا الكتاب القيم وينظر إلى قيمته في نفسه وأثره النافع عند قاريئه، وهو جد عليم بأن مجال البحث في دراسة هذه الشخصيات وغيرها لا يزال واسعاً لكل من يشاء أن يدرسها بما يحسن من طرائق وأساليب، ويعلم كذلك أن التاريخ نهم لا يشبع، وهو في حاجة دائمة إلى دراسات مختلفة لشخصيات العلماء وأعلام الفكر والإصلاح.

على أن الذي نأخذه على الأستاذ التونسي هو تنقيبه على تلك الهنات الصغيرة التي أوردها، لأن مثل هذه الهنات مما لا يكاد يخلو منه قلم كاتب، وهو نفسه قد زل قلمه ووقع فيما انتقد فيه غيره، وإلا فما رأيه في كلمة (مبرر) التي استعملها في معنى مسوغ وهي كلمة عامية، ثم هل يرضيه أن يجُمع (معجم) على (معاجم)؟

ونكتفي بهذا القدر، وللأستاذ منا خالص التحية.

محمود أبو رية

تحية كريمة:

أرسل الأديب الألباني الأستاذ وهبي إسماعيل حقي كتابه الجديد (المهد الذهبي) إلى أمير القصة المصرية صاحب العزة محمود بك تيمور وقد تفضل وأرسل عزته إليه الخطاب الآتي:

عزيزي الفاضل الأستاذ وهبي إسماعيل حقي

تلقيت هديتكم القيمة (المهد الذهبي) وقصص أخرى من الأدب الألباني. وإنها لمجموعة طريفة تجلو لنا في صدق ووضوح أغوار النفس الألبانية وحياة المجتمع. وإني شاكر لكم أجل الشكر إذ أتحتم لي الفرصة لأن أستمتع بذلك اللون الجديد من الأدب الشرقي، وأرجو لجهادكم الطيب كل توفيق ونجاح.

وإني مقدر لمجهودكم الطيب في توطيد أواصر الود والولاء بين القطرين الشقيقين راجيا لكم حسن التوفيق ومطرد النجاح وتقبلوا خالص مودتي واحترامي.

المخلص محمود تيمور

1 - تواريخ القدس:

ذكرني مقال الأستاذ أحمد رمزي بك في عدد سابق من (الرسالة) بناحية من نواحي عناية المسلمين ببيت المقدس، وهي كثرة التأليف في تاريخه. من ذلك ما جاء في كتاب (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي ص 124): جمع تاريخ بيت المقدس وفضائله الحافظ أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الرميلي المقدس، وفضائله أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي الخطيب والصلاح خليل العلائي، وللعماد الاصبهاني الفتح القدسي، وللحافظ أبي بكر بن المحب من نزل بيت المقدس، وللبرهان بن الفوكاح الفزاري باعت النفوس على زيارة القدس المحروس.

ومن الكتب المؤلفة في ذلك أيضاً: تاريخ القدس لمحمد بن محمود بن اسحاق القدسي، والجامع المستقصي في فضائل المسجد الأقصى، ومثير الغرام إلى زيارة القدس والشام، وإتحاف الاخصا بضائل المسجد الأقصى لابن أبي شريف، والروض المغرس في فضائل بيت المقدس للتاج الحسيني، ولطائف أنس الجليل في تحاتف القدس والخليل لمصطفى اللقيمي، والأنس الجليل.

2 - إنباء الغمر بأنباء العمر:

تكرر كثيراً في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق وغيرها اسم (إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر العسقلاني) بتقديم الباء على النون. والصواب (إنباء الغمر بأنباء العمر) بتقديم النون على الباء، لأن الكتاب يذكر فيه مؤلفه الأنباء التي دفعت في زمنه، ثم يسرد أسماء المتوفين في كل سنة. وللمؤلف كتاب خاص بأبناء عصره اسمه (الدار الكامنة). وقد جاء اسم الكتاب صحيحاً في (فهارس الكتب المصرية).

محمد أسامة عليبة

لا تسألوا عن أشياء أيضاً:

كنت أحسب أن الآيتين الكريمتين: (وما أَنزل الرحمنُ من شئ إِن أنتم إلا تكذبون)، (وقلنا ما نزَّل الله من شئ إِن أَنتم إلا في ضلالٍ كبير). فيهما وحدهما الرد على أستاذنا الكبير البشبيشي في الرأي الجديد الذي أرتاه في صرف كلمة أشياء الممنوعة من الصرف بإجماع الآراء - فإذا بالأستاذ يقول في العدد 789 من الرسالة الغراء (ولا وجه للقياس على توالى المقطعين بتكرار (إن) في قوله: من شئ إن أنتم. . . إذ من الممكن بل من الحسن الوقف على كلمة شئ في الآيتين. .)

وإذا كانت همزة شئ مسبوقة بحرف لين صامت، وهمزة أشياء مسبوقة بحرف مد صاعد، فالأخف والأسهل نطقاً وذوقاً حرف المدِّ لا حرف العلة مما يسيغ تنوين همزة أشياء لو حاز فيها التنوين ولم يرد ذلك في آية: لا تسألوا عن أشياءَ، وعن إمكان ذلك لو صح تنوينها - فلا وجه لشبهة من ثقل أو تنافر وتبقى الكلمة كما كانت ممنوعة من الصرف في القرآن وفى غير القرآن.

ولما كان الأستاذ البشبيشي لم يورد لها استعمالاً مصروفاً في القرآن أو في الحديث أو في الشعر القديم أو في النثر المعتمد فأنا ما أزال أقول (ولا يقال: أنالا أزال أقول كما قال الأستاذ إلا في الدعاء كفة لذي الرمة: ولا زال منهلاًّ بجرعائك الفطر) ما أزال أقول إنَّ الكلمة ممنوعة من الصرف لأحد الأسباب الكثيرة المعروفة التي أثقلت كواهل النحويين في الكتب وإفهام الطلبة في المدارس، فهل يريد أستاذنا البشبيشي أن يزيدها سبباً جديداً. . .؟

أحمد أحمد العجمي