انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 787/الفن الهندي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 787/الفن الهندي

ملاحظات: بتاريخ: 02 - 08 - 1948



هذا كتاب لطيف الحجم كبر الفائدة، يضم بين دفتيه أربع مقالات عن الفن الهندي كتبها أخصائيون ممن وكل إليهم تنظيم المعرض الهندي بالأكاديمية الملكية.

فالمقالة الأولى كتبها الأستاذ راولسن، أحاط بها بالتاريخ الاجتماعي والفني للشعب الهندي منذ العصر البليوليني، معتمداً على الحفريات والكشوفات. وتحدث عن الفتح الإسلامي وبين أن الدين الإسلامي هو دين الإخاء والمساواة: فالأمير والعبد سواء أمام الله وكان الآلام من الهم الأسباب التي جعلت جنوده ينجحون في غزو الهند المتنافرة المذاهب والعقائد، وتكلم عن الدولة الغرنوية فقال: (وجاء شيخ البراهمة سعيا إلى محمود الغزنوي وعلى أكفهم أموال عظيمة يقدمونها للفاتح المنتصر ويتوسلون إليه إلا يحطم لآلهتهم فأجابهم الرجل: إني محطم أصنام ولست بائع أصنام) وقد أولى الكاتب السلطان محمود الغزنوي الكثير من غابته، فتحدث عن الناحية الثقافية التي امتاز بها هذا الرجل، وظهور الفردوس، صاحب الشاهنامه (كتاب الملوك) والبيروني المؤرخ العالمي في أيامه، وتكلم عن الهند المغولية ولكنه لم يتعرض لوصف عمائرها، وقد وصفها أستاذنا الدكتور عبد الوهاب عزام بك في 18 مقاله نشرتها الرسالة، ظهر آخرها بالعدد 763.

وفي المقالة (الثانية تكلم الأستاذ كوردنجتون عن النحت وذهب في بحثه إلى 5000 سنة. وتنقل بين عصور الفن الوثني، ولم يجد في الإسلام مادة لبحثه إذ أن الإسلام بطبيعته ما حق للأصنام المنحوته.

وتحدث الأستاذ ولكتس في المقالة الثالثة عن التصوير. وللإسلام في الهند باع طويل في هذا النوع من الفن، يقول عنها الكاتب أنها وصلت حداً من الجودة والغنى والتنوع في دولة المغول بحيث يستعذبه الذواقع مهما اختلفت الأمزجة. والمقالة الأخيرة كتبها الأستاذ أروين بعنوان (الفنون الصغرى الهندية). والواقع أنه لم يحدثنا عن تاريخ الصناعات اليدوية، فبعد عن الغرض الفني وقد شرحها الدكتور زكي محمد حسن في كتابه فنون الإسلام وأدخل في مقاله الحديث عن التصوير بطريقة (الفريسكو) مع أنه قد اصطلح على جملة ضمن فن التصوير. والمقالات شائقة مفيدة ولكن الكتاب لا يمكن أن يصور للقارئ فنون الهند جميعها. فعنوان الكتاب إذن لا يتفق مع ما يحتويه، ولا ندري كيف أتخذ السير ريتشارد وينستدت هذا العنوان لهذه المقالات الأربع.

والكتاب يقع في 200 صفحة وبه 16 لوحة ورسومتوضيحية أخرى قيمة، وهذا يعرف ما بين القارئ وبين دولة الهند التي صارت إلى هند ستان ورباكستان تلك التي تريد أن تعود من جديد لتعلب دورها على مسرح النشاط العالمي، نرجو أن يختلف كثيراً عن تلك الأدورا المقيتة التي تمثل اليوم في هيئة الأمم المتحدة.

(القاهرة)

مصطفى كامل إبراهيم

وكيل اتحاد النقابة الأثرية