انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 779/الأدب والفن في أسبوع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 779/الأدب والفنّ في أسبُوع

مجلة الرسالة - العدد 779
الأدب والفنّ في أسبُوع
ملاحظات: بتاريخ: 07 - 06 - 1948



عاصفة بولندية حول (بانت سعاد):

لأول مرة تقع في يدي - من بريد الرسالة - (النشرة الإخبارية)

للمفوضية البولونية بالقاهرة، وثبتت عيني بها على موضوع أخذ نحو

صفحتين منها، جعل عنوانه (خطاب مفتوح إلى الدوائر العلمية: كعب

بن زهير بين وارسو والقاهرة - قصة مخطوط عربي قديم)

وتتلخص القصة كما رونها النشرة في ان مستشرقين يملكان نسختين خطيتين لقصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير، وهذان المستشرقان هما البروفسور كوفالسكي البولندي، والدكتور فيشر الألماني؛ أما فيشر فقد أهدى نسخته إلى دار الكتب المصرية، وأما كوفالسكس فهو يعمل منذ ثلاثين عاماً في تصحيح المخطوط وإعداده للنشر، وأبلغ المستشرقين بشروعه في العمل (كما أعلن احتفاظه بحق الأسبقية في هذا العمل) ولما شرع في طبع الكتاب جاءت الحرب فتوقف نشر الكتاب وما كادت تنتهي حتى استألف عمله، وأتم طبع الكتاب. وفي يناير سنة 1948 بلغ كوفالسكي أن دار الكتب المصرية في سبيل إعداد المخطوط الذي لديها للنشر معتمدة في ذلك على ما تركه لها فيشر، فأرسل إليها كتاباً (يعرب فيه عن رأيه في أن قيام دار الكتب بإعداد مخطوط انتهى طبعه بالفعل، مضيعة للوقت وإسراف في الجهد والمال، وأن من المصلحة العلمية توحيد الجهود والاقتصار على ما أتمه بالفعل) ولما لم يتلق رداً على هذا الكتاب أرسل إلى المفوضوية البولندية بالقاهرة لتتصل بدار الكتب في هذا الشأن، فكتبت المفوضية إلى الدار تسأل عن حقيقة هذا الموضوع، فلم تتلق منها رداً (فأرسلت أحد موظفيها في يوم 17 مارس 1948 فقابل حضرة مدير دار الكتب الذي أبلغه صحة ما وصل إلى علم البروفسور كوفالسكي، وأن الأستاذ أحمد زكي العدوي رئيس القمص الأدبي في الدار يقوم في الوقت الحاضر بإعداد المخطوط وأنه أنجز نصفه تقريباً. ووعد حضرة مدير دار الكتب ممثل المفوضية بإرسال رد رسمي إلى المفوضية بوجهة نظر الدار، ولكن لم يصل هذا الرد إلى المفوضية).

ثم ختمت النشرة الموضوع بقولها: (ولما كانت مهمة المفوضية هي حماية حقوق المواط البولنديين، ولما كانت المفوضية حريصة كل الحرص على تجنب أي شائبة تشوب العلاقات الثقافية بين بولندا ومصر والعالم العربي، فإنها تنشر هذه القصة لتحيط المهتمين بالأمر بأسبقية البروفيسور كوفالسكي في هذا العمل العلمي، وهي ترجو مخلصة في أن يوفر الآخرين (كذا) الجهد والمال الذي يبذل لإنجازه بالفعل).

وأول ما يسترعي النظر في هذه القصة هو اشتغال المستشرق كوفالسكي بتصحيح قصيدة (بانت سعاد) منذ ثلاثين عاماً، وحرصه على إعلان أسبقيته في إخراجها وطبعها، مع أنها غير محتاجة إلى كل هذا الجهد، ومع أنها كما قال جورجي زيدان في آداب اللغة العربية (طبعت مراراً بمصر وأوربا وشرحها كثيرون منهم ابن دريد والتبريزي وغيرهما في العصور المختلفة إلى الآن، ومن الأصل والشروح نسخ كثيرة في مكاتب برلين ولندن والاسكوريال ومصر وغيرها).

والظاهر أن المخطوط الذي طبعه كوفالسكي هو ديوان كعب ابن زهير وفي جملته قصيدة (بانت سعاد) وأن املوفضية البولندية لم تفهم عنه تماماً، ويدل على هذا أيضاً أن النسخة التي أهداها فيشر إلى دار الكتب المصرية (والتي تقول النشرة إنها مثل نسخة كوفالكسي) هي مخطوط جامع لشعر زهير بن أبي سلمى وابنه كعب، وقد وصفه فيشر في كتابه المصاحب للمخطوط، إلى مدير دار الكتب المصرية (وكان إذ ذاك الدكتور منصور فهمي) بقوله: (يحوي هذا المخطوط القديم ديوانين من الشعر العربي القديم، أحدهما للشاعر الجاهلي الكبير زهير بن أبي سلمى والآخر لإبنه كعب بن زهير شاعر (البردة). وسبق أن قلت لكم: إن من رأيي أن هذا المخطوط القديم جدير بأن يصور تصويراً شمسياً وأن تضم النسخة المصورة إلى مجموعة المخطوطات التي بدار الكتب المصرية. كذلك جدير بأن يصدر في طبعة منقولة عن هذه النسخة المصورة. واليوم لازالت عند رأيي هذا وعلى أي حال فديوان كعب بن زهير جدير بهذا، لأنه لا يعرف له نسخة ثانية. وهذا سبب عدم نشره حتى الآن ما عدا البردة) وقد نشر هذا الكتاب في صدر (ديوان زهير بن أبي سلمى) الذي أخرجته دار الكتب المصرية والذي قالت في أول مقدمته: (هذا ديوان زهير بن أبي سلمى، وسيليه في النشر ديوان ابنه كعب. ولم يعرف شعر كعب مجموعاً في دوان قبل ذلك وسنشرع في إخراج شعر كعب عقب ظهور هذا الديوان الجامع لشعر زهير وقد اعتزمت الدار نشر هذين الديوانين بعد أن اهتدت إلى مخطوط جامع لشعرهما محفوظ بمكتبة الجمعية الشرقية الألمانية بمدينة هلة يرجع تاريخه إلى سنة 533 هجرية).

ودار الكتب تعمل الآن فعلا في إخراج ديوان كعب بن زهير، وقد تولى إتمام تصحيحه الأستاذ عبد الرحيم محمود بعد وفاة الأستاذ زكي العدوي في أوائل مايو الفائت، وقد أوشك الأستاذ عبد الرحيم علي الفراغ منه، وستصدره الدار قريباً. ومما يذكر أن الأستاذ الميمني الهندي عثر في استامبول على مخطوط لديوان كعب بن زهير مع شرح له، وأرسله إلى دار الكتب لطبعه، فوجدت الدار أن شرح مخطوط فيشر (وهو للسكري) أو في من شرح مخطوط الميمني (وهو للاحول) ومع ذلك فهي تستفيد من شرح الأحوال في تصحيح المحرف من شرح السكري وغير ذلك.

ومن غيريب الاتفاق أن المستشرق كوفالسكي توفى في أول مايو الماضي فقد نشرت المفوضية البولندية نبأ وفاته في نفس النشرة التي فصلت فيها الموضوع الذي نحن بصدده، وغرابة الاتفاق أنه توفى في الأسبوع الذي توفى فيه الأستاذ زكي العدوي. .

وقال لي الأستاذ مرسي قنديل مدير دار الكتب المصرية: جاء إلى موظف مصري بالمفوضية البولندية، وكلمني في هذا الموضوع، وعرض على ملازم من علم المستشرق كوفالسكي في ديوان كعب نب زهير فوجدتها تختلف عن عملنا في بعض النواحي فمنهجه يفيد المستشرقين أكثر مما يفيد القارئ العربي بخلاف منهجنا الذي يتجه إلى تحقيق الفائدة الكاملة للقارئ العربي، على أننا ننشر ديوان كعب بن زُهير تنفيذاً للبرنامج الموضوع لإحياء آدابنا العربية، ولنا في ذلك طريقتنا وجهودنا الخاصة، فهل نقطع العمل في إخراج كتاب لأن أحداً ما أبلغنا أنه أخرج هذا الكتاب؟

وبعد فماذا تريد المفوضية البولندية؟ إنها تذكر أمرين: (حماية حقوق المواطنين البولنديين) و (الحرص على العلاقات الثقافية بين بولندا ومصر والعالم العربي) فما هو حق المواطن البولندي الذي طبع كتاباً تطبعه دار الكتب المصرية؟ إن كانت تريد إعلان سبقه فلم يعتد أحد على هذا الحق؟ وإن كانت تبغي النصح لنا بادخار الجهد والمال وعدم بذلهما في علم تم مثله كما قالت، فنحن أدرى - مع الشكر - بتقدير قيم العمل في خدمة أدبنا، ولا أريد أن أظن أنها ترمي إلى عدم المنافسة في بيع نسخ الديوان. .

أما (العلاقات الثقافية) فإن الأمر لا ينبغي أن يمسها بسوء. . . وهو على كل حال أهون من حادث السفينة البولندية في مياه تل أبيب، ومن تأييد بولندا قيام دولة يهودية بفلسطين فإذا كان هذا وذاك لم يؤثرا في العلاقات السياسية فإن ديوان كعب بن زهير سيمر هو أيضاً بسلام.

دعاء جديد:

وضع فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوي شيخ الجامع الأزهر دعاء، ليقنت به المسلمون في صلاتهم، نصه:

(اللهم انصرنا فإنك خير الناصرين، وثبت أقدام عبادك المجاهدين، واضرب بسيوفهم أعناق أعدائك الباغين، وأنزل سكينتك على قلوب المؤمنين، وأيدهم بنصر من عندك مبين، يا أرحم الراحمين، وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)

وقد ألف فضيلته هذا الدعاء لمناسبة الحال الحاضرة، حال القتال في فلسطين، وفضيلته يعلم أن المجاهدين في فلسطين لا يحاربون بالسيوف، ولو أن السيوف كانت أسلحتهم لما طالت أعناق أعداد الله الباغين، فدونها إذن حقول الألغام ومرامي المدافع ومساحب الدبابات والمصفحات.

وذلك الدعاء - ولاشك - تجديد، فقد ألفه شيخ الأزهر زيادة على الدعاء المأثور، ولكن التعبير بالسيوف لا يتلاءم مع هذا التجديد، فهلا قال فضيلته بدلا من ذلك:

(واضرب بقاذفات قنابلهم مستعمرات الصهيونيين، ودك بدباباتهم ومدافعهم حصون الباغين، واجعل ألغام الأعداء برداً وسلاماً على عبادك الفدائيين).

أغنيات قومية:

قالت إدارة الإذاعة إنها عنيت منذ بداية الحرب واشتراك الجيش المصري فيها، بتقديم برامج حماسية لتقوية الروح القومية وإن المطربين بها اتجهوا بوحي من شعورهم، وبتوجيه في إدارة الإذاعة، إلى هذا الغرض مما أضفى على برامجنا لوناً جديداً لم يكن مأوفاً منذ وقت طويل.

قرأت هذا الكلام في مجلة الإذاعة، ثم سمعت مطرباً يغني إحدى الأغنيات التي وصفتها الإذاعة بأنها قومية، سمعته يردد:

ما نفوتش مطرحنا ... إحنا العرب إحنا

وسمعت مطربة تغني أغنية (قومية) أيضاً مطلعها:

عايز أعيش عايز اتهنى ... عايز أشوف نفسي في جنة

فهل قصارى جهادنا أننا (ما نفوتش مطرحنا)؟ وهل يُضفي الذي (عايز يتهنى) لوناً جديداً على برامج الإذاعة. .؟

فرحة النصر:

كنت قرأت إعلاناً عن ظهور ديوان شعر منثور اسمه: (وحي القيثارة) لزينب محمد حسين. ولم يتح لي بعد أن أقرأ هذا الديوان، ولكني قرأت لصاحبته بالعدد الأخير من جريدة الحوادث قصيدة عنوانها (فرحة النصر) قالت فيها:

(إن حبيبي الشجاع في سبيل الحق قد ذهب بعيدا. . .

تحرسه عين الله ودعوات قلبي الشاب. . .

وتهتف له ملائكة السماء هتافات الحب وتباركه. . .

غداً تعود إليَّ يا بطلي الحبيب مكللا بأكاليل النصر. . .

وفي عينيك نظرة مشرقة جذابة. . .

تتحدث عن بطولتك وجهادك. . .

وبسمتك الرقيقة تزيدها شجاعتك فتنة وجمالا. . .

وصوتك الهادئ المعبر. . يضفي بكلماتك المتحمسة على رجولتك قوة ومهابة. . .)

لم أستطع أن أخفي ارتياحي إلى هذا المسلك الشعري وإن يكن في أول الطريق، فهذه الشاعرة تحس بما حولها، وتؤدي مشاعرها هذا الأداء السليم الصادق الذي ينم على شخصية الأنثى وحسن تقديرها للبطولة.

وإذا كنا قد اغتبطنا بالمقاتل الشجاع في فلسطين فإنا نغتبط أيضاً بشاعرة تحدثه هذا الحديث. . .

مسابقة أدبية ثقافية: قررت وزارة المعارف تنظيم مسابقة أدبية ثقافية، تمنح للفائزين فيها جوائز مختلفة، وهي كما يلي:

1 - تمثيليات قصيرة للمسرح المدرسي، وقيمة جائزتها الأولى أربعون جنيهاً للتمثيلية ذات الفصل الواحد، وسبعون جنيهاً لذات الفصلين؛ وقيمة الجائزة الثانية ثلاثون جنيهاً لذات الفصل الواحد، وخمسون جنيهاً لذات الفصلين.

2 - تمثيليات قصيرة للاذاعة المدرسية، وجائزتها الأولى ثلاثون جنيهاً، والثانية عشرون جنيهاً.

3 - المسرحيات العامة، وجائزتها الأولى مائة وخمسون جنيهاً، والثانية مائة جنيه.

4 - القصة الطويلة، وجائزتها الأولى مائة وخمسون جنيهاً، والثانية مائة جنيه.

5 - القصص القصيرة، وجائزتها الأولى خمسة وعشرون جنيهاً، والثانية عشرون جنيهاً.

6 - بحوث أدبية وفنية، وجائزتها الأولى مائة وخمسون جنيهاً، والثانية مائة جنيه.

7 - بحوث في التاريخ والآثار، وجائزتها الأولى مائة وخمسون جنيهاً، والثانية مائة جنيه.

8 - الرحلات، وجائزتها الأولى مائة وخمسون جنيهاً، والثانية مائة جنيه.

9 - العلوم المبسطة، وجائزتها الأولى مائة وخمسون جنيهاً، والثانية مائة جنيه.

الباطن غير الواعي:

عقب الأديب (عثمان موسى) على فقرة مما كتبته في تلخيص محاضرات تيمور، تقتضي تفريقاً بين العقل الباطن والواعي - قال: (والمفهوم أن الباطن والواعي اسمان لمسمى واحد).

ويظهر أن هذا الفهم مستقر عند الأديب في عقله الباطن، وكان في حاجة إلى مراقبة من عقله الواعي. .

من قال لك يا سيد عثمان إن الباطن والواعي اسمان لمسمى واحد؟!. .

العباس