انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 767/من هي. . .؟

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 767/من هي. . .؟

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 03 - 1948



للأستاذ إبراهيم محمد نجا

أنا لا أهوى سواها ... ملأ القلب هواها

إن تناَءت قلت: آها! ... أو تراَءت قلت: واها!

ألهمتني الشعر سحريَّ ... المعاني - مقلتاها

وسقتني الحب عطريَّ ... الأماني - شفتاها

وجلت للقلب فجراً ... وربيعاً من صباها

فتغني في رباها ... وتهادي في سناها

هي عذراء براها الله ... في أبهى مثالِ

فتراءت مثلما كن - ت أراها في خيالي

وتهادت فتنة يق - ظي بأحلام الليالي

وحواليها رؤى السح - ر، وأطياف الجمال

ولها إشراقة النو - ر، وأسرار الظلال

فهفا قلبي إليها ... بحنيني وابتهالي

كنت من قبل هواها ... حائراً بين الغواني

لا أرى الروح الذي أب - حث عنه في زماني

ذلك الروح الذي يد - عوه روحي وكياني

والتقينا فتعارف - نا كأنا توءَمان

ونشأنا في ربا الحب، ... وفي ظل التداني

وشربنا الصفو خمراً ... في كئوس من حنان

سالتني ذات يوم ... وعراها ما عراها!

من تراها ألهمتك الشعر ... سحراً؟ من تراها؟

قلت: يا أحلام أيامي ... ، ويا سر مناها

أنت أغنيَّة حب ... وأنا شعري صداها

أنت في صحراءِ عمري ... روْضة طاب شذاها وأنا البلبل يحيا ... شادياً فوق رباها

كل حرف في قصيدي ... مهجة تهفو إليك

كل لحن في نشيدي ... لهفة تحنو عليك

إن أفراح شبابي ... نبعُها السامي لديك

وصبابات فؤادي ... سرها في ناظريك

وأزاهير غرامي ... عطرها في وجنتيك

وحياتي - يا حياتي - ... كلها ملْك يديك

سوف يبقى لك في رو - حي وفي قلبي حنينُ

سوف يبقى لأسمك المح - بوب في شعري رنين

قلت فيك الشعر حتى ... ذهبت فيك الظنون

واشتهي رؤياك أص - حابي وقالوا: من تكون؟

يا صاحبي: حسبكم أو - صافها، فهي تبين

يا صاحبي: إنها سرُّ به ... قلبي ضنين