انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 730/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 730/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 30 - 06 - 1947



ضمير قلق:

ذلك هو الضمير الثاني الذي نراه اليوم كثيراً في هذه الجمل (هذه مسألة لها خطورتها، وهذا كلام له وزنه، وهذا فعل له وزره) وما إليها. . .

فإن الملكية التي تثبتها إضافة الهاء إلى كلمة خطورة، وكلمة وزر سبق أن أثبتتها الهاء المجرورة باللام قبل هذه الكلمات، فاستغنت الجملة بالجار والمجرور عن هذه الإضافة، التي هي - لا شك - سقطة سقطها أحد الكتاب المتأخرين فتبعه فيها كثيرون بدون تحرز.

وإلا فماذا ينقص المعنى إذا كتبت الجمل هكذا (هذه مسألة لها خطورة، وهذا كلام له وزن، وهذا فعل له وزر)؟؟

ولم ينقص المعنى شيء. وما الضمير الثاني المضاف إلا ضميراً قلقاً نابياً، لا أحسبه عرض لي في كلام عربي قديم. إلا أن يكون قد عرض لغيري من القراء الأجلاء فيتفضل بالإرشاد.

محمود عماد

السيد عدنان يجيب:

ما نظن السيد عدنان أسعد يقصد الجد بهذه المجاملة العروضية، فقد طلبنا منه في العدد الماضي من الرسالة يأتينا بشاهد واحد من الشعر الجاهلي أو الإسلامي على أن الكف يدخل الوافر وحده أو مع العصب، فماذا صنع؟ أعياه أن يقع على هذا الشاهد الواحد في دواوين الشعر الجاهلي والإسلامي فعمد إلى كتب العروض فالتقط منها الشاهد الواحد الذي اقتلعوه حين أعجزهم أن يجدوه، وافتعال الشعر في شواهد النحو واللغة والعروض معروف، وجاء به فرحاً يقول: (أكتفى بإيراد شاهدين اثنين لا شاهد واحد - وإن توفرت لدينا الشواهد (!) - أما الشاهد الأول فقد قال الشاعر العربي (؟):

لسّلامة دارٌ يحفير ... كباقي الخلَق السُّحق قفار

فمن هذا الشاعر العربي يا سيد عدنان؟ وفي أي عصر كان؟ وما بقية قصيدته التي منها هذا البيت؟ وما ميزة هذا البيت على ما (توفر لديك من الشواهد) حتى تشرفه بهذ الاختيار؟

وأما الشاهد الثاني فلم يأت به لا من الشعر الجاهلي، ولا من الشعر الإسلامي، ولا من الشعر العباسي، وإنما أتى به من الشعر العصري، وهو الذي يخلط فيه أهله بين الهزج وجزوه الوافر، وكان التنبيه عليه مثار هذه المناقشة!!

يمثل هذا الجدل يا سيد عدنان، لا يظهر حق ولا ينحسم خلاف. . .

أمس بين الأعراب والبناء:

جاءتنا كلمة من بغداد بإمضاء (محمد شبلي أحمد مدرس اللغة العربية) يقول فيها:

(نشرتم في الرسالة الغراء عدد 726 في مقالتكم الافتتاحية في السطر الثامن العبارة الآتية: (ولا أمس ولا غد) ولكن ليعلم أستاذنا الجليل، أن أمس هذا ظرف زمان مبنى على الكسر، هذا ما ذهب إليه أكثر النجاة. . . وأن معنى كلمة أمس هذه تدل على البارحة، أما إذا دخلت عليها أل التعريف، فإنها تدل على ما قبل البارحة، أي على الماضي سواء البعيد أم القريب، على شرط ألا ينسحب معناها إلى البارحة. وما يؤلمني أن ذلك كيف كان عليكم خافياً وحضرتكم أحد أعلام اللغة العربية في القرن العاشرين. . .).

نقلنا كلام الأستاذ المدرس بنصه ورسمه لنطمئن حماة العربية على أنها لا تزال والحمد لله بخير! وبحسبنا أن ننقل للأستاذ المدرس ما يعرفه المدرسون جميعاً من حكم أمس: أمس ظرف زمان؛ فإذا أريد به اليوم الذي قبل يومك بليلة بني على الكسر؛ وإذا أريد يوم من الأيام الماضية، أو كسر، أو صغر، أو دخلته ال، أو أضيف، أعرب بإجماع. تقول آماس، وأميس، وليس للمجنون أمس لا غد، وأمس العرب خير من يومهم.

إلى الأستاذ علي الطنطاوي:

هالتك يا سيدي الفاضل حالة مصر الاجتماعية فأرسلت إنذارك مدوياً كالصاعقة مزجراً كالإعصار؛ هالك يا سيدي هذا التفاوت الكبير بين البشر في مصر في نظرة عامة فكيف بك لو عرفت تفاصيل الجزيئات في قوى الدوائر الزراعية الكبرى في بلادنا؟ إن كل قرية من هذه القرى تكافح الآن دودة القطن بأبنائها وبناتها بين لفح الهجير وإلهاب (الخولي) بعصاه الغليظة لأجسامهم المهزولة المعروقة. . .

أتدري لحساب من كل هذا العذاب؟ إنه لحساب رجل واحد يملك القرية بقضها وقضيضها ويصيف خارج البلاد دون أن يترك في قريته أثراً اجتماعياً يعود بالنفع على من يجوعون ليشبع ويعذبون لينعم! فتابع نذرك يا سيد لعلهم يتعظون ويعتبرون. . .

خورشيد عبد العزيز

(الرسالة): جاءتنا كلمات كثيرة بهذا المعنى فاكتفينا بهذه

الكلمة.

إصلاح بيتين لأبي العلاء:

في العدد 728 نشرت الرسالة مقالاً للأديبة الفاضلة السيد منيبة الكيلاني عنوان: بين أدب المرأة والرجل؛ ولقد راقني هذا المقال فتتبعته، فعثرت فيه على بيتين من الشعر لأبي العلاء المعري يحتاجان إلى إصلاح: أولهما يحتاج إلى كلمة تتمم نقصه. والثاني به زيادة يجب حذفها؛ لأن النظم من الخفيف، ولإصلاحها يكونان هكذا:

علموهن الغزل، والنسج، والزد ... ن، وخلوا كتابة، وقراءه!

فصلا الفتاة بالحمد، والإخـ ... لاص تجزى عن يونس وبراءه

وبالرجوع إلى هذا العدد يتبين للسيدة الفاضلة صحة ما قلنا، وللرسالة الغراء وافر شكري.

محمد غنيم

إلي الأستاذ جميل

قرأنا ملاحظتكم المنشورة بأحد أعداد (الرسالة) الغراء عن الأبيات المنسوبة إلى سيف الدولة إذ حققتم إنها لأبن الرومي كما هو مثبت بديوانه. . .

ولكن في قول أبن خلكان في الجزء الأول من الوفيات ما يلفت النظر، إذ نسب الأبيات إلى سيف الدولة الحمداني في ترجمته له، وقال أيضاً ما صورته:

(وقيل إن هذه الأبيات لأبي الصقر القبيصي، والأول ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر. . . وهذا من التشبيهات الملوكية التي لا يكاد يحضر مثلها للسوقة).

فما رأي الأستاذ في هذه الرواية؟؟ (مكة)

عبد الغني فسق

تاريخ النوبة:

يسأل أحد القراء عن كتاب في تاريخ النوبة، ونحن نعرف أن للأستاذ محمد كامل حته كتاباً عنوانه (صفحات مطوبة من تاريخ النوبة) وهو بالطبع أدرى بمراجع كتابه، فليتفضل بإجابة السائل مشكرواً.