انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 729/وإذا أتى يوما. .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 729/وإذا أتى يوما. .

ملاحظات: بتاريخ: 23 - 06 - 1947



مترجمة عن فون بروك

للأستاذ محمد علي مخلوف

في الربوة الغناء قد ... أبصرتها يوما تسير

يهفو النسيم بثوبها ... فتثور كالطفل الغرير

هي في الخمائل زهرة ... رفت، فحياها الربيع

تصبو القلوب إلى الجما ... ل وتفتدى الحسن البديع

وقفت ترجى أن يعو ... د مع المساء حبيبها!

ترنو إلى الشمس الكئي ... بة والحنين يذيبها

وتقول: مالك لا تعو ... د فتطرد الحزن العميق؟

هل عاقك الداء الممض ... أو انحرفت عن الطريق؟

أو قد مللت وحطمت ... يمناك مصباح الغرام؟

أنسيت أني في انتظا ... رك - يا حبيبي - منذ عام؟

عد يا حبيبي. . . إنني ... دون العذارى لا أخون

قلبي يعيذك أن تكو ... ن مصدقا فيه الظنون

هذا جمالي. . . منحة ... عظمى حبتك بها السماء

فذق النعيم. . . فطالما ... قد ذقت في الحب الشقاء

عيني يلوح الصفو في ... ها مثل مرآة الأمل

ثغري ترف على لما ... هـ العذب أزهار القبل

عد يا حبيبي. . . فالحيا ... ة قصيرة أسبابها

سلب السعادة من يدي ... نا خلسة سلابها

لكن من تهواه آ ... لى مغضبا إلا يعود

كم بات يبكي من نوا ... ها. والنجوم له شهود

قد سار لا يدري أين ... عم أم يعذب في الحياة!

لفت أعاصير الزما ... ن شبابه ولوت خطاه في مجهل العيش الجدي ... ب رمت به كف القدر

والبؤس ليل مظلم ... لا نجم فيه ولا قمر

بين الضباب، أقام ين ... شد حلمه. . . بين الضباب

ظمآن يشرب في صحا ... رى الوهم من نهر السراب

هيهات أن يتفاهم ال ... عشاق أن صدق الوداد

فالحب إما صح بي ... ن اثنين لجا في العناد

(والعقم في دنيا الهوى ال ... عذرى غاية كل جود)

فإذا قضيت وما قضي ... ت لبانة نلت الخلود

خفت لمخدعها واد ... معها من البلوى تسيل

لم تلق في الروض البه ... يج حبيبها النائي الجميل

نضت الثياب الحمر. . . آ ... هـ من الثياب وما تبيح

وتخاذلت فوق الفرا ... ش كأنها ظبي جريح

حنت إلى الماضي البعي ... د. . . واين ماضيها البعيد؟

وادته أحداث الليا ... لي، وهو في الدنيا وليد

دب السقام إلى الجمي ... لة فامحى طرس الشباب

يا رحمتا للحسن يه ... وى مثلما يهوى الشهاب

راحت تقول لأختها ... والليل قد أرخى السدول

إني سأقضي. . . فاحفظي ... أختاه عني ما أقول:

إن عاد يوماً ذلك ال ... قاسي وساءل: أين (مارى)؟

قولي له ماتت. . . وكن ... ت لشمسها الغيم الموارى

وإذا شدا يوماً بأل ... حان الصبابة أو ترنم

قولى له: إني بصر ... ت بطيفها حياً وسلم

لا تسأليه كيف يش ... دو في حبور وابتهاج

عما قليل سوف يصم ... ت حين ينطفئ السراج

قالت لها. . . وإذا أتى ... يوماً إلى الروض النضير وجثا هناك على بسا ... ط العشب يستاف العبير

ماذا أقول؟ أأسكب ال ... عبرات للذكرى الحزينة؟

أم أجعل الزهرات إك ... ليلاً يزين به جبينه؟

قالت لها. . . غنى له ... أنشودة القلب الكسير

فإذا بكى. . . قولى: لقد ... ذكرتك في النزع الأخير

قالت: فإن نسى الغرا ... م وعهده ماذا أقول؟

قالت لها: قولي له ... كل النجوم إلى أفول

وإذا أراد زيارتي ... لا تصحبيه إلى المقابر

فلعله يفضى إل ... يّ بما يكن من الخواطر

وإذ رأيت بنانه ... مرت على خصل جميلة

قولي له. . . يا طالما ... داعبت (مارى) في الخميلة

وقضت. . . وعاد. . . فجن من ... هول الفجيعة في فتاته

ما زال يلثم قبرها ... حتى تخلص من حياته

(القاهرة) محمد علي مخلوف

-